الاثنين، 15 سبتمبر 2025

أول فتنة بني إسرائيل

 أول فتنة بني إسرائيل

 د. ليلى حمدان

يذكر القرآن باستمرار الأمثلة من بني إسرائيل وقد كانت أول فتنة بينهم في النساء، ثم فسد دينُهم، 

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الدنيا حلوةٌ خضرةٌ، وإن اللهَ مستخلفُكم فيها، فينظرُ كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساءَ، فإن أولَ فتنةِ بني إسرائيلَ كانت في النساءِ”. رواه مسلم.

ومن صور ذلك:

قال النبي ﷺ: “كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي مع امرأتين طويلتين، فاتخذت رجلين من خشب، وخاتما من ذهب مغلق مطبق، ثم حشته مسكا- وهو أطيب الطيب -فمرت بين المرأتين فلم يعرفوها، فقالت بيدها هكذا، ونفض شعبة يده”، وفي رواية لأحمد: “فكانت إذا مرت بالمجلس حركته، فنفح ريحه”.

فيه إشارة لحب الظهور والخروج والتعطر.

وعن سعيد بن المسيب قال: “قدم معاوية المدينة، فخطبنا وأخرج كبة من شعر، فقال: ما كنت أرى أن أحدًا يفعله إلا اليهود، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه، فسماه الزور” رواه مسلم. وعند البخاري: “إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتَّخذ هذه نساؤهم”.

وفيه إشارة للخداع بوصل الشعر.

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلِّفه من الثياب أو الصيغ ما تكلف امرأة الغني” رواه ابن خزيمة.

وهذا يدل على تنافس النساء على الدنيا وشهواتها، ومطاوعة الرجل لهن وضعفه أمامهن، فتكلِّف المرأة الرجل ما لا يطيق، وتشغله عن الإسلام بحمله على اللهث خلف الدنيا، وقد يتداين وقد يبحث عن المال الحرام لإرضائها، فيفسد عليه دينه ودنياه.

وعن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبدالرحمن أنها سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول:

“لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهنَّ المسجد، كما منعت نساء بني إسرائيل، قال: فقلت لعمرة: أنساء بني إسرائيل منعن المسجد؟ قالت: نعم”. صحيح مسلم.

وهذا يدل على افتقاد الخشية من الله، فتجاهر المرأة بمعصية الله في بيت من بيوته، تخرج للمسجد بالزينة والعطر، فيجلب ذلك الفساد.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “واتقوا النساء”، أي احفظوا عليهن دينهن بتعليمهن وتربيتهن والنصح لهن ودوام القوامة عليهن، كي لا تسرع الفتنة إليهن، ولذلك كانت القيادة في يد الرجل!

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ”،

رواه البخاري. وهذا مشاهد وواقع.

فبداية فساد بنو إسرائيل كانت من تقصيرهم في إصلاح نسائهم، فمشت النساء على أهوائهن وتبعهم الرجال المغلوب على أمرهم فكان الهلاك!

وتعليم النساء سنة وقد أفرد لذلك البخاري تراجمَ في صحيحه، من ذلك في كتاب العلم:

باب: (الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله).

باب: (تعليم الرجل أمته وأهله).

باب: (عظة الإمام النساء وتعليمهن)

باب: (هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم)

إن الحذر من الوقوع فيما وقعت فيه بنو إسرائيل من أوجب الدروس التي يتعلمها المؤمن في القرآن وإن لم يضبط باب النساء ويسد مداخل الفتنة عليهن فإن الفساد سيعم الأمة كلها، وهذا مما لا يليق بأمة هي خير أمة أخرجت للناس.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق