الدرة (( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ )) الامام الشافعي
السبت، 30 مارس 2019
ضوابط تحويل الكنائس إلى مساجد في التاريخ الإسلامي
أردوغان، وابن سلمان والعودة إلى الجذور
أردوغان، وابن سلمان والعودة إلى الجذور
د. محمد الصغير
جمع بين تركيا والسعودية في الحقبة الحالية حرص قيادة البلدين على العودة إلى الجذور، وتجاوز المرحلة السابقة على وصولهم إلى سدة الحكم.
في الوقت الذي بدأ فيه الرئيس أردوغان باستعادة الهوية الإسلامية، وعودة ما حورب منها بداية بعودة الحجاب، وإحياء الأوقاف، وعمارة المساجد بل وعودة المأذون الشرعي، وأصبحت القضايا الإسلامية في مقدمة الأجندة التركية، وفتح ملاذا آمنا لملايين المظلومين الفارين بدينهم من بطش طواغيت العرب، وجبابرة المسلمين..
بل من عجائب الطرائف أن تركيا تشهد هذه الأيام انتخابات البلديات وهي معركة حامية الوطيس، وتسعى الأحزاب المنافسة من خصوم أردوغان إلى كسب الأصوات عن طريق حضور مجالس القرآن كما يفعل هو ورجال حزبه، بل مما يأخذونه عليهم ويذكرونه للناخبين أنهم يستوردون اللحوم من دول لا تذبح الحيوانات حسب الشريعة الإسلامية!
لأنهم أيقنوا أن القرب من الإسلام أصبح هو المزاج العام، ومن عوامل التأثير على الناخب التركي!
إن المتابع المنصف لا يخفى عليه أن الإسلام يكسب كل يوم أرضا جديدة في تركيا، في الوقت الذي يتنازل فيه حكام العرب عن أرض المسلمين ويبددون ثرواتهم، وبالدرجة نفسها التي تسعى بها تركيا إلى العودة لجذورها الإسلامية، نجد في المقابل ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يحاول بكل قوة التخلص من جيل الصحوة الإسلامية، وسجن رموزه، بل والتحلل من إرث الدعوة الوهابية التي أسست لملك آبائه وأجداده...
جذور الجاهلية
ولم يقتصر جهد الأمير الشاب على العودة إلى جذور جاهلية ما قبل الإسلام، بل أحيا سنة أبي جهل وأمية بن خلف في تعذيب المستضعفين والتنكيل بدعاة المسلمين، وصد الحجاج والمعتمرين عن بيت الله الحرام، وذهب إلى غور أبعد، وجاهلية أقدم، فاستجلب المغنيات والسائحين والسائحات إلى مدائن صالح، وفعل فيها ما لم تفعله ثمود!
مجاهرا بمخالفة هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدم الدخول على قرى المعذبين، وليته أخذ جاهلية العرب بخيرها وشرها، وإذن لعرف حق الجار، بدلا من الحصار، ولعلم أن مهمته ستر الحرمات، لا اعتقال النساء والبنات، لكنه أخذ القبيح من الجاهلية العربية، وجمع إليه المرذول من العلمانية الغربية، فعلى سبيل المثال في باب الحقوق والحريات أخذ حرية الفسق وحق الترفيه الحرام، معرضا عن حرية التعبير وحق اختيار الحاكم ومساءلته...
ونظرا لأنه بضدها تتميز الأشياء، فإن الإعلام السعودي، والممول سعوديا، كلاهما ينظر إلى تركيا على أنها تكشف سوأة، هم من أصر على تعريتها ! ويزعجهم جدا أمر المقارنة التي يفرضها الواقع وتصرفات البلدين، وإلا فلماذا يشتد غضب هؤلاء وأشياعهم عند التعبير عن أعمال ابن سلمان وتوجهاته بأنها "السعودية الجديدة"؟
ويرون ذلك ذما له وتعريضا به، مع أنك إذا علقت على أردوغان وأعماله بأن هذه هي "تركيا الجديدة" عد هذا من المدح، ووضع في باب المناقب !
حتى جاء حادث مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، وانتقل الأمر من المقارنة بين نموذجين، إلى المواجهة بين البلدين، حيث أقدمت السعودية على قتل صحفي بريء، ومثلت بجثته داخل مقار دبلوماسية على أرض تركية، في الوقت الذي سعت فيه تركيا إلى كشف غموض الجريمة البشعة، ومعرفة من أمر بها، ولم تكتف بما ورد من تصريحات سعودية متضاربة، لأن مثل هذه الجرائم لا يأتي الأمر بها إلا من ولي الأمر، أو من ولي عهده....
السلطان سليمان القانوني
واستطاع أردوغان ومعه أجهزة الدولة ومؤسساتها جعل قضية الصحفي المغدور، قضية رأي عام تخطت القطرية إلى العالمية، وأصبحت ملفا لا يمكن تجاوزه أو التلاعب به، ومن هنا ظهر الخلاف المكتوم، وخرج للعلن بل تحول إلى فجور في الخصومة، وعملت معاول الهدم، وأبواق السوء على النبش في تاريخ الدولة العثمانية، سعيا إلى تشويهها والحط من قيمتها، وبلغ الفحش منتهاه فطال سلاطين الإسلام، وخلفاء المسلمين الذين حملوا راية الملة، وحموا بيضة الدين، واتسعت رقعة الدولة الإسلامية في عهدهم حتى وصلوا إلى قلب أوربا وخضعت لهم القارة العجوز .
نالت سهام الإعلام السعودي من السلطان سليمان القانوني أطول من حكم في تاريخ المسلمين، حيث استمرت مدة حكمه أكثر من خمس وأربعين سنة، وتم حصر ما قضاه منها في الفتح والغزو فكانت أحد عشر عاما، حتى مات في آخر جيش خرج على رأسه إلى أوربا، بل وصل الأمر للنيل من السلطان محمد الفاتح الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى على جيشه حيث قال: (لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ) أخرجه أحمد والحاكم وصححه.
وختموا حملتهم بخاتم الخلفاء العثمانيين السلطان عبد الحميد صاحب المواقف المشهورة، الذي كان سدا منيعا أمام الطامعين في قدس المسلمين، وما دنسه المحتل، وما ذهب ريح الأمة، وقسمت بلادها إلا بعد سقوط حكمه، وذهاب ظله.
إن ما تفعله السعودية الآن بنفسها، لا يطمح أعدى أعدائها إلى أكثر منه، فهى تنسف القاعدة الدينية، والرابطة الوهابية التي قام عليها نظام ملكها، كما تخلت عن مكانتها الدينية المرتبطة بخدمة الحرمين الشريفين عندما سيست الحج والعمرة، وزاحمت ذلك ببرامج سياحية تقوم على المخالفات الشرعية، كما خسرت تعاطف الشعوب في محيطها العربي بدعمها للثورات المضادة، ومحاربة حق الشعوب في الحياة خارج دائرة الفساد والاستبداد، كما بدت زاهدة في محيطها الإسلامي من خلال بدايات التطبيع مع إسرائيل، والالتزام بما تمليه عليها حكومة أبو ظبي!
إن ما خسرته المملكة السعودية من بعد وصول ابن سلمان إلى ولاية العهد، عادة ما تخسره الأمم خلال سلم انحدارها في عقود، ولكنها سنة الله في الاستبدال والتغيير.
(ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا)
فوق السلطة - اكتشاف وجه الشيطان في بلاد السعادة
تناولت حلقة (2019/3/29) من برنامج "فوق السلطة" موضوعاتها تحت العناوين التالية: ترامب يواصل إطعام إسرائيل أراضي العرب. سعوديون يباركون لتل أبيب بالجولان المحتل. عباس يكره السلاح والهباش يحب سويسرا. نشيد إسرائيل بالدوحة بقفزة جمباز. وجه الشيطان بالإمارات والإعلام يحتفي. محكمة إعلامية بالصراخ للوليد بن طلال.
باسمِ أهالي ولايات سوريا الطبيعية الكاملة؛ أعلِن عن ضم ولاية فلوريدا الأميركية إلى الحدود الرسمية للدولة الصديقة كوبا، حفاظا على أمنِها الإستراتيجي، فهذا ما فعله الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع، لكن بصيغة أخرى بحق الجولان السوريِ المحتل لصالح إسرائيل.
قالت وسائل إعلام إماراتية إنه تم اكتشاف مغارة على شكل وجه الشيطان في البلاد، وأضافت أن هذا الاكتشاف سيضفي رونقاً جديداً لبلاد السعادة.
"يوم الأرض".. رسالة ترد على "وعد ترامب"
والشهداء سيبقون يتوافدون على حقول السوسن والأقحوان وبساتين اللوز وبيارات البرتقال الندي الحزين.
يوم الأرض، ليس يوما احتفاليا تقدم فيه باقت الزهور والورد ويقص فيه الشريط الأحمر اللامع، وليس ساحة للخطابة والشعر والمزايدات الكلامية.
يوم الأرض، يوم للصمود وللشهادة وللأمهات القلقات الجالسات في انتظار عودة أطفالهن من ساحة المواجهة أصحاء أحياء، هو لكل أم أصرت على وضع حذاء ابنها الشهيد المخضب بالدماء الطاهرة في إطار زجاجي في صدر البيت كتذكار ورمز.
يوم يعيد ترسيخ ثقافة المقاومة الشعبية لدى الفلسطينيين، وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية بعد أن اضمحلت وانتكست وانكمشت، هو إدانة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
يوم يخرج فيه الفلسطينيون من شرنقة الانقسام إلى التوحد من جديد حول الهدف الوطني والقومي وهو تحرير الأرض وإقامة دولة فلسطين العربية بمساندة ودعم من الأشقاء العرب.
يوم يرد فيه الفلسطينيون على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونزقه وتعاليه ونرجسيته في "وعده" و"منحه" القدس والأراضي العربية في فلسطين وسوريا للقاتل التاريخي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "هدية انتخابية" وعربون تحالف مع الإنجيليين الصهاينة في الولايات المتحدة الأمريكية.
الفلسطينيون بالتأكيد لم يخترعوا الشهادة، ولم يكتشفوا قيمة الخروج أقوياء من تحت رماد القتل والانقسام والتآمر من الأخوة أو الأشقاء الأعداء، هم فقط منحوه صفة البقاء مشعا، اخترعوا تحويل أي حدث إلى رمز وتاريخ وهوية مهما كان سودويا وتراجيديا.
في مزبلة الصراع المحموم حول انتخابات الكنيست المقبلة في التاسع من نيسان/ إبريل، فإن ثمة شيئا لا يمكن دفنه أو محوه ولا يوجد مكان للذهاب به إليه، وهو الدم الفلسطيني، وعار إطلاق الرصاص على الأطفال والنساء وتدمير أجسادهم بشكل متعمد ومنهجي. ذاكرة لا تمحى أبدا.
لا يوجد بين الفلسطينيين من يحتاج لمن يعلمه تاريخه، ولا يوجد طفل فلسطيني يحتاج لمن يحرضه، فهم يعرفون تاريخهم ويستنشقونه كل لحظة، ويعيشون تشردهم عن وطنهم وحرمانهم في كل يوم من أيام حياتهم. هكذا تحدث ذات يوم الصحافي البريطاني ديفيد هيرست.
في يوم الأرض، في الثلاثين من آذار، أطلق جنود الاحتلال النار على المسيرات والمظاهرات السلمية في فلسطين المحتلة ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين، هم:
خديجة شواهنة، ورجا أبو ريا، وخضر خلايلة (من أهالي سخنين)، وخير أحمد ياسين (من قرية عرابة)، و محسن طه (من قرية كفركنا)، ورأفت علي زهدي (من قرية نور شمس واستشهد في قرية الطيبة)، هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين والمعتقلين.
وكان السبب المباشر لانفجار يوم الأرض هو قيام سلطات الاحتلال بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها، لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل.
ولم يكن هذا الانفجار وليد لحظته تلك؛ فقد صادر الاحتلال الإسرائيلي في الأعوام ما بين 1948 و1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها الاحتلال، بعد سلسلة المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي وعمليات الإبعاد القسري التي مارسها بحق الفلسطينيين في عام 1948 وما بعده.
قيمة يوم الأرض ليست فقط في الشهداء وإنما في تحوله إلى رمز وطني فلسطين وقومي عربي، رمز في التمسك بالأرض حتى آخر قطرة دم، وآخر يوم في التاريخ، بالأرض وبحتمية عودتها لأصحابها الشرعيين.
قيمته في تحوله إلى هوية وطنية وثقافة وذاكرة وإلى رسائل في جميع الاتجاهات بأن أساس الصراع هو الأرض، وبأن الفلسطينيين لن يدفنوا تاريخهم رغم حالة الضعف والانقسام والانهيار العربي.
يوم الأرض هو سؤال، كيف سنبقي أطفالنا آمنين من رصاص الجيش الإسرائيلي والمستوطنين وما يسمون "شبيبة التلال"، كيف سنحافظ على ما تبقى، كيف نستعيد ما سرق ونهب؟
الفلسطينيون لن يعييهم الجواب.
الحدود فى الإسلام كنز لا وباء!!..
بل هل نحن مسلمون ؟!..
كيف..
كيف وقد تركنا الكنز واستمسكنا بالوباء..
كيف وقد تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الأمر بالمنكر والنهى عن المعروف إلى تقريظ المنكر والسخرية من المعروف إلى المكافأة على المنكر والسجن على المعروف بل إلى الحكم بالمنكر والقتل على عمل المعروف..
فعلنا ذلك فحق علينا الوعيد وحلت بنا النقمة فتولى أمرنا شرارنا ثم ندعو ولا يستجاب لنا..
كيف ؟.. كيف وقد صار المغنم دولا..
كيف وقد صارت الأمانة مغنما، والزكاة مغرما..
كيف وزعيم القوم أرذلهم..
كيف وما يكرم الرجل إلا مخافة شره..
كيف ونحن نؤمن – يا رب – ببعض كتابك ونكفر ببعض..
ثم نتشكى مما يلحق بنا من كوارث وما يدهمنا من خطوب.. سبحانك إنا ظالمون..
سبحانك ما أشد جرأتنا عليك وما أكثر حلمك علينا..
سبحانك فما لنا أن نعجب حين لا يستجاب لنا فالأولى أن نعجب أن طال علينا صبرك ولم يمحقنا غضبك ويحرقنا سخطك..
لقد نبهنى القراء أن أشد ما يتهدد الأمة ليس مجرد الأعداء الذين أتحدث عنهم فالأمر من وجهة نظرهم أخطر بكثير..
فليس الوعى هو الذى ينزف بل الدين..
وليست الذاكرة ما نفقد بل الإيمان..
ليس إيمان النخبة فقد فقدت النخبة إيمانها منذ زمان طويل..
بل إيمان رجل الشارع العادى..
إيمان أبنائنا وإخوتنا..
إيمان التلاميذ فى المدارس والعمال فى المزارع والفلاحين فى الحقول،و.. و.. والجالسين أمام شاشات التليفزيون،!!..
وحين أتحدث عن الإيمان فإننى لا أقصد الإيمان الحقيقى بشروطه وأركانه ولا التليفزيونى ولا إيمان صفحات الملاحق الدينية ولا حتى الإيمان الذى يدعونا إليه فضيلة شيخ الأزهر أو مفتى الديار إنما أقصد إيمانا آخر إيمان جوهره قضية بسيطة لكنها فاصلة..
ما أقصده أبسط بكثير وأكثر مأساوية بكثير..
لم يعد لدى من شروط لظاهر الإيمان سوى الكف عن الاستهزاء بالقرآن والسخرية من الإسلام..
ترانى بذلك أطلب المستحيل؟!..
انظر أيها القارئ إلى نخبك الحاكمة..
انظر إلى ذلك الدفاع الفاجر عن كل من يقتطع من الإيمان شلوا..
أنظر إلى صحفك وشاشات تليفزيونك..
عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه و عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تمسخ طائفة من أمتي قردة، وطائفة خنازير"..
صدقت يا سيدى يا رسول الله..
صدقت..
فأنا أرى تلك القردة والخنازير تتصدر صفحات صحفنا وشاشات قنواتنا الفضائية..
أراها كلابا للغرب آلت على نفسها أن تقوم للعدو – بالوكالة – بما عجز أن يقوم هو به بالأصالة بهدم ديننا وإيماننا..
- لست أدعى أن الدين مرجعى ودليلى، لكنه خوفى من الإيدز هو الذى دفعنى لتحذير أبنائى من الخطيئة خشية الإصابة، حاولت أن أبين لهم سوء الفواحش وعقوبتها فى الدين، فإذا بهم ينفجرون ضاحكين من تخلفى، كانت تسألنى فى لوعة عمن يسخر من حدود الله، فقلت لها أننى لا أفتى أبدا لكن إجابتى :هو الكفر دون سواه وأبناؤك الجاهلون يحكمون على كتاب الله فما شاءوا آمنوا به وما أبوا تركوه.. وصرخت الأم :لكن كل زملائهم كذلك.. الجميع كذلك.. الجميع كذلك.. الجميع كذلك..
لقد أينعت حدائق الشيطان التى غرسها دنلوب ليتولاها بالرعاية جل وزراء تعليمنا وإعلامنا وثقافتنا جلهم وعلى امتداد العالم الإسلامى كله..
عندما يأتون لتقسيم مصر فمن سيدافع عنها شباب الزمالك ومصر الجديدة ذووا السلاسل الذهبية فى أعناقهم أم عشرات الآلاف من المعتقلين ذوى السلاسل الحديدية فى أقدامهم ؟! الرجال المخنثون الذين يستعملون الماكياج أم أولئك المضمخين بدماء عذابهم وتعذيبهم، الساخرون من الشريعة والمستهزئون بالدين أم من يموتون بسبب محافظتهم على الشريعة والدين؟!..
لاحظت توحد الوسائل بين أجهزة أمننا ( بل أجهزة قمعنا ) و جيوش الصرب وإسرائيل فأدركت أن الغايات أيضا واحدة!!.
كان علينا أن نواجه كأفراد وكمؤسسات..
كان على الأزهر أن يقودنا..
الأزهر ..
كل آن و آن كان شأن الأزهر يفدحنى فينفجر الغضب فى قلبى وكنت أجادل مجدى حسين فى ضرورة المواجهة والتنديد لكنه كان يردنى فى حزن قائلا أن الأمر شائك جدا لأننا حين نفعل ذلك نفعله تقويما لاعوجاج بعض شيوخه وحرصا على قيامه بدوره الجهادى فى رفعة الدين كاملا لكننا لو تناولنا بعض رموزه بالتخطئة والإدانة فسوف يشاركنا مجهودنا القردة والخنازير.. ولأننـا حين نخدش هيبة بعض شيوخ لم يحرصوا على هيبة دين الله فسوف يندفع وسط غبار المعركة من يسعى لهدم الأزهر نفسه ولهدم دين الله ومن هنا وجب الحرص.
وكنت أفكر أننى كتلك الأم التى اختلفت إلى القاضى تتنازع مع امرأة أخرى طفلا كل منهما تدعى أنها أمه ولما عجزتا عن تقديم البينة حكم القاضى الحصيف أن يشق الطفل نصفين لتحصل كل منهما على نصف وهنا صرخت الأم الحقيقية :إنه ليس طفلى..
صرختها كى تنقذ الطفل..
وصرخت أنا :
- ليس الأزهر أزهرى خذوه لكن لا تهدموه ولا تشقوه..
لكنهم.. على الرغم من نوايانا أو.. على الأحرى بسببها- لم يكفوا عن شقه..
لكن ما حيلتى إذا بدت بلاد المسلمين كبناية نشب فيها حريق..
هل من حق سكانها ألا يشاركوا فى الإنقاذ والإطفاء لأنهم غير متخصصين فى إطفاء الحريق ؟!..
ما حيلتى إن أنذرت الشواهد أن جنود الإطفاء لن يأتوا أبدا وانتشرت الشائعات أنهم بعض من أشعل الحريق؟!..
تطلعت إلى الأزهر وما أزال..
وأنا أدرك أن الإسلام قد عاد غريبا كما بدأ وأنا أبا لهب لم يعد كبير بطن من بطون قريش بل وكيلا للغرب فى كافة أرجاء عالمنا الإسلامى أما أبو جهل فهو رئيس جل وزراء الثقافة والإعلام والتعليم..
أولئك الذين يدعونا للخجل مما كان يجب أن نفخر به وللفخر مما كان يجب أن نخجل منه..
وفى جو هذا الهواء المسموم تحولت قضية الحدود فى نظر البعض إلى عورة أو عار مع أنها والله أوسمة فخار..
ولقد ساعدهم فى ذلك - للحزن والأسى - تناول بعض إخواننا فى الله لتلك القضية..
إننى أنبه القارئ منذ البداية أننى غير متخصص ولست بفقيه وأناشد القارئ ألا يستخرج مما أكتب حُكْمًا وأن يعود بنفسه إلى المصادر أو إلى شيوخ غير مشغولين بمبايعة أو بلقاء حاخام وأن يضع فى اعتباره دائما أن أكون قد أخطأت فى الحفظ أو فى النقل أو فى الاستدلال..
كنت أقول لنفسى أن الأمر فى هذه القضية كما فى كل قضايا الإيمان الأخرى يلخصها ما قاله أبو بكر رضى الله عنه: "إن كان قالها فقد صدق" كنت أقول لنفسى أن الفيصل فى أى قضية ليس موافقتها لعقلنا وهوانا أو عدم موافقتها، فالعقل والهوى متغيران، لكن الفيصل هل وردت فى القرآن وصحيح الحديث أم لم ترد فهما ثوابت إيماننا، ذلك أن جوهر الإيمان تسليم العقل البشرى بمحدوديته وأنه يرى جزءا ضئيلا جدا من الصورة وأننا وجدنا قبل الميلاد وسنوجد بعد الممات إنه يدرك أنه جزء من منظومة وعبد فى الكون لا سيد الكون ولذلك فإن عليه ألا يعمل رأيه فيما فيه نص.. لنا أن نجتهد فى تفسير النص كما شئنا فى التفسير لا فى التكسير، فى مزيد من الفهم لا فى مزيد من الجهل..
إن القضية يمكن تلخيصها فى إيجاز مخيف.. إن مرتكب الكبائر التى تستوجب الحدود ليس بكافر لكن الكافر هو من يرفض أو ينكر وجوب تطبيق هذه الحدود..
إن المسلم الذى انصرف عن التفقه فى دينه عموما فى إطار نزيف الوعى هو بالطبيعة أكثر انصرافا عن فقه الحدود فالذين يرتكبون ما يستوجب الحدود هم أبعد الناس عن الفقه أصلا أما سواد المجتمع بعد ذلك فقد اكتفى بالحد الأدنى الذى يعتبر النزول دونه خللا جسيما فى الدين.. وهذا الحد يكتفى من الفقه بما يقيم صلب حياته اليومية وأساسيات ممارساته الدينية إنه يقرأ القليل جدا عن الصلاة والصوم ويسأل الآخرين فيما يتعدى ذلك كالز واج والطلاق والحج ترتب على هذا أن الجانبين ابتعدا عن قراءة هذا الفقه والتعمق فيه الذين يرتكبون ما يستوجب الحد والذين لا يرتكبون فأصبح مصدر معلوماتنا الوحيد عن الحدود هو أقوال المهاجمين لنا والمعادين لديننا من علوج الغرب وخنازير العلمانيين وكان الجو أمامهم خاليا فباضوا وصفروا!..
اندفعوا وهم يدركون ضعفنا وحصارنا وهواننا على العالم ليكذبوا بمنتهى الفجور وليجلدونا بمنتهى القسوة..
اختزلوا الإسلام فى الحدود وتجاهلوا أن الحدود فى الإسلام كحلقة فى فلاة..
وراحوا يعلنون الهجوم على الحدود مضمرين على الإسلام هجومهم..
الحدود همجية ووحشية وتخلف..
يا كلاب جهنم أنتم الهمج الهامج وأنتم المتوحشون وأنتم المتخلفون وأنتم السفهاء ولكن لا تعلمون..
فى الجانب الآخر ابتلع بعض اخوتنا الطعم .. غفلوا عن أن كلاب جهنم يحاولون اختزال الإسلام فى الحدود .. فراحوا يدافعون والأوقع أن يهاجموا حاصروا أنفسهم فيما قدمه الخنازير من شرح للحدود وغفلوا عن واجب فضح عبيد الشيطان كلاب جهنم بتقديم الوضع الحقيقى للحدود فى الإسلام..
تقدم الأفاقون والنصابون أتباعهم من صبية زويمر وتلاميذ دنلوب وجنود كرومر فعلوا ما يفعله أى نصاب أفرغوا حقيبتنا من محتواها ودسوا فيها سمومهم ومخدراتهم الممنوعة ثم أشهدوا العالم علينا وعندما سألنا العالم :أليست هذه حقيبتكم ؟
أجبنا دون أن نفطن للحيلة :بلى..
لمثل هذا المنزلق استدرج بعض اخوتنا فى دفاعهم عن الحدود وهم يتبنون وجهة نظر أعداء الإسلام فيها !!..
سوف أعرض لكم الوجه الآخر الذى لم يعرضه المنافقون علينا حين راحوا يهاجموننا مصورين الأمر كما لو كان الإسلام متعطشا لإقامة الحدود ويترصد الناس فى الطرقات ولقد ساعدهم على ذلك للحزن والأسى نماذج معاصرة اختزلت الإسلام فى تطبيق الحدود جاهلة أو متجاهلة أن الحدود كانت تطبق فى الجاهلية وأنها ما تزال!!..
إن حد الزنا مثلا مشهور.. ومشهور أكثر الصعوبات الهائلة التى تكتنف إثبات الجريمة بالشهود.. ذلك أن الشرع يشترط تواجد أربعة شهود (يشترط تواجدهم بالصدفة) ورؤيتهم للفعل الفاضح كاملا دون أى شك.. واتفاق شهاداتهم حرفيا فإذا تناقضت شهادة أى واحد منهم أقيم عليهم حد القذف.. وبرئ الزانى..
وللقارئ أن يتخيل أننا لو حاولنا تسجيل الفعل الداعر بالصوت وبالصورة فإن كاميرات التصوير الأربعة ستختلف فى زاوية الرؤية (الشهادة)،!!
لذلك ذُكر أن هذه الجريمة لم تثبت فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بالإقرار.. والإقرار أربع مرات فى أربع جلسات مختلفة لو رجع فى أى واحد منها سقط عليه الحد.. وعلى القاضى أن يبدى كراهيته للسماع.. بل وأكثر من ذلك عليه أن يلقن المعترف الإنكار.. فإذا اعترف الزانى أربع مرات فإنه يمكن أن ينكر فى أى لحظة بل إن بعض الفقهاء يعتبرون أن محاولة الهرب أثناء إقامة الحد رجوع عن الإقرار توجب إسقاط الحد.
يعرف الإسلام السرقة بأنها: أخذ الشي في خفية ولقد شدد العقوبة عليها.. والحكمة في تشديد العقوبة في السرقة أنها تهدد كل فرد فى المجتمع، ولا يمكن إقامة الدليل عليها بسهولة، وأنه لا يمكن درؤها بولى الأمر الصالح، كما أن اللص بطبيعته مستعد لارتكاب كل الكبائر الأخرى – كالقتل مثلا – إذا ما عاقه عن ارتكاب جريمته، إلا أن الإسلام إذ يشدد العقوبة يضع لها محاذير هائلة تتعلق باللص وبالمال المسروق وبالمكان الذى كان فيه المال وبالضحية، فإذا لم تنطبق هذه الشروط يسقط الحد
فلابد لاكتمال أركان السرقة من صاحب مال، ومال، ومكان يحفظ فيه المال..
ولابد للجريمة أن تحدث خفية، ولابد للمال أن يكون مملوكا لأحد، وأن يكون صاحب المال قد اجتهد قدر فى يستطيع فى وضعه فى مكان أمين : "الحرز"..
وربما يلخص هذا الأمر فى جلاء مثل بسيط: فإذا دخل اللص مسجدا ووجد رجلا احترز بقدر استطاعته ووضع متاعه تحت رأسه فسرقه اللص فإنه إذا كان الرجل نائما كانت تلك سرقة يقام فيها الحد، فإن كان مستيقظا عد اللص منتهبا ولا يقام عليه الحد بل يعزر..
ويشترط الإسلام شروطا لإثبات السرقة ويضع محاذير لإقامة الحد تجعل الإنسان فى مرحلة من مراحل عبور قناطر الشك إلى بحر اليقين يهتف بنفسه :لقد تواطأ الفقهاء كى لا يتم إقامة الحد على اللصوص والزناة (أستغفر الله العظيم)!!..
وحتى فى هذا المفهوم الضيق للسرقة فيرى الفقهاء ألا يكون للسارق في الشيء المسروق شبهة، فإن كانت له فيه شبهة فإنه لا يقام عليه الحد، ولهذا لا يقام الحد على الأب ولا الأم بسرقة مال ابنهما، وكذلك لا يقام على الابن بسرقة مالهما، أو مال أحدهما لأن الابن يتبسط في مال أبيه وأمه عادة، والجد لا يقام عليه الحد ؛ لأنه أب ؛ سواء أكان من قبل الأب أم الأم، ولا يقام الحد على أحد من الآباء والأجداد – والأبناء، وأبناء الأبناء وأما ذوو الأرحام، فقد قال أبو حنيفة والثوري : لا قطع على أحد من ذوي الرحم المحرم مثل العمة والخالة والأخت والعم والخال والأخ لأن القطع يفضى إلى قطيعة الرحم التى أمر الله بها أن توصل، ولأن لهم الحق فى دخول المنزل وهو ما يختل الحرز به.
ولا قطع على أحد الزوجين، إذا سرق أحدهما الأخر..
ولا يقام عليه الحد الخادم الذي يخدم سيده بنفسه..
والضيف لا يقام عليه الحد إذا سرق لأن صاحب البيت هو الذى أذن له بالدخول فاختل الحرز ولم يعد كاملا، بل ووصل الأمر أن بعض الفقهاء قال أنه إذا جاء اللص فى ليلة فثقب الجدار أو كسر النافذة ثم جاء فى الليلة التالية ودخل وسرق فلا يقام عليه الحد لأنه حين دخل فى المرة الثانية دخل مكانا مختل الحرز.
ولا يقام الحد على من سرق من بيت المال لأن له فيه نصيبا وذلك يورث شبهة تمنع إقامة الحد كذلك لو سرق من مال لشركة له فيها نصيب..
ولا يقام الحد على من سرق من المدين المماطل في السداد، أو الجاحد للدين لأن ذلك استرداد لدينه..
ولا قطع في سرقة العارية من يد المستعير؛ لان يد المستعير يد أمانة وليست يد مالك .
ومن غصب مالا وسرقه، وأحرزه، فسرقه منه سارق ؛ فقال الشافعي، وأحمد :لا يقام عليه الحد ؟ لأنه حرز لم يرضه مالكه..
وإذا وقعت أزمة بالناس، وسرق أحد الأفراد طعاما لا يقام عليه الحد وقد قال عمر – رضي الله عنه - :لا قطع في عام المجاعة..
واختلفوا في الطرار (النشال).
ويرى الشافعى أن من سرق قناديل المسجد وحصرها لا يقام عليه الحد ؛ لأن ذلك جعل لمنفعة المسلمين وللسارق فيها حق..
فهل اكتفى الإسلام بكل هذا كى يدرأ الحدود بالشبهات..
لا فإن مطالبة صاحب المال بالمسروق شرط في القطع فلو وهب اللصَّ ما سرقه أو باعه قبل رفعه إلى الحاكم سقط الحد ..
فهل اكتفى الإسلام بذلك لدفع إقامة الحد؟!..
اتفق الفقهاء على أن الدار لا تكون حرزا، إلا إذا كان بابها مغلقا، واختلفوا فيما إذا اشترك اثنان في نقب دار، فدخل أحدهما، فاخذ المتاع، وناوله الآخر وهو خارج الحرز، وهكذا إذا رمى به إليه، فأخذه؟ قال أبو حنيفة :لا يحد منهما أحد .
واختلفوا فيما إذا قرب الداخل المتاع إلى النقب، وتركه، فأدخل الخارج يده، فأخرجه من الحرز ويرى الشافعى و أبو حنيفة أنه لا حد عليهما.
وذهب أبو حنيفة، ومحمد، والأوزاعي، والثوري إلى أن عقوبة التعزير هى العقوبة الواجبة على النباش الذي يسرق أكفان الموتى لأنه ليس سارقا، فلا يأخذ حكم السارق، ولأنه أخذ مالا غير مملوك لأحد فالميت لا يملك، والقبر ليس حرزا ( مكانا أمينا)..
كما أن المسلم يقام عليه الحد، إذا سرق من الذمى، أما المعاهد والمستأمن، فإنهما لا يقام عليهما الحد لو سرقا في أصح قولي الشافعية وعند أبي حنيفة اللذان يريان أيضا أن سارق الطفل حتى ولو سرق ما عليه من حلى لا يقام عليه الحد بل يعزر(والتعزير يبدأ بالغرامة وقد يصل بالحكم إلى الإعدام).
ويرى أبو حنيفة أنه لا حد على من سرق المصحف لأنه ليس بمال وليس ملك أحد..
ثم إن إقامة الحد لا تتم إلا بشاهدين عدلين أو بالإقرار مرتين( هذا فى السرقة أما فى الزنا فأربعة شهود أو الإقرار أربع مرات)..
وتصل العقوبة بالشاهدين إذا ثبت أنهما ( لفقا القضية) للمتهم إلى قطع أيديهما..
ويندب للقاضي أن يلقن السارق ما يسقط الحد.
فيقول :أسرقت ؟ قل :لا.
وعن أبى الدرداء، أن أبا بك أتى بجارية سرقت فقال لها: أسرقت؟ قولي :لا. . فقالت :لا.. فخلى سبيلها. وعن عمر، أنه أتي برجل سرق فسأله :أسرقت ؟ قل :لا.. فقال :لا.. فتركه.
فهل اكتفى الإسلام بكل هذا..
لا..!!
فبعد هذا كله إذا ادعى اللص أن ما أخذه من الحرز ملكه، بعد قيام البينة عليه فقد أفتى أبو حنيفة وال شافعى أن لا يقام عليه الحد، وسماه الشافعي :السارق الظريف!!.
إذ لا يؤخذ الأخرس بحد الزنا ولا بشيء من الحدود، وإن أقر به بإشارة أو كتابة أو شهدت به عليه شهود، فالكتابة قائمة مقام العبارة، والحد لا يقام بمثله، وكذلك إن شهدت الشهود عليه بذلك، لأنه لو كان ناطقاً ربما يدعي شبهة تدرأ الحد، وليس كل ما يكون في نفسه يقدر على إظهاره بالإشارة، فلو أقمنا عليه كان إقامة الحد مع تمكن الشبهة،
اقرأ أيها القارئ ولتته على العالمين فخارا بدينك ..
اقرأ أيضا أنه بعد كل هذه المحاذير فإن الزانى إن قال زنيت في حال جنوني لم يحد..
اقرأ أيضا درسا نبيلا باهرا فى احترام الرأى المخالف..
إن جمهور الفقهاء يعتبر زواج المتعة زنا ولكن نفس هذا الجمهور- الذى لا يقره – اعتبره شبهة تمنع إقامة الحد، والجمهور يرى وجوب الوكيل والشهود فى الزواج.. لكن بعض الفقهاء لم يشترط ذلك فاعتبر عدم وجود الشهود والوكيل شبهة تسقط الحد!!.. حتى يصل الأمر ببعض الفقهاء إلى القول : إذا وجد رجل مع امرأة لا زوج لها فإن له أن يدعي أنه تزوجها، وذلك شبهة تدرأ الحد في بعض المذاهب"..
وإذا أقر الرجل أربع مرات أنه زنى بفلانة، وقالت كذب ما زنى بي، ولا أعرفه لم يحد الرجل في قول أبي حنيفة..
لكن ذلك لم يحدث..
حدث العكس!!
فالإسلام قد أوجب على المسلم إذا وقع في ذنب من هذه الكبائر، أن يقلع عن الذنب ويتوب إلى الله تعالى، ويسترعلى نفسه، ولا يفضحها بالتحدث بالذنب أمام الناس، والتجاهر بالمعصية، وقد روي عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه أنه قال :أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، من أصاب شيئاً من هذه القاذورات فليستتر بستر الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله تعالى..
أما الشاهد فلم يوجب عليه الشرع التقدم بشهادته بل خيّره :فهو مخير في أداء الشهادة حسبة لله تعالى وغيرة على حدوده، أو ترك الشهادة رغبة في الستر على أخيه المؤمن وعدم إشاعة الفاحشة..
واتفقت كلمة الأئمة على أن من أقر بحد من الحدود أمام الحاكم، ولم يفسره فلا يطالب بتفسيره وبيانه ولا يقام عليه الحد..
إن الحربي المستأمن في دارنا إذا أقر بالزنا أربع مرات لا يقام عليه الحد وإن المسلم إذا سرق الذمى أقيم عليه الحد..
فأى عظمة وأى بهاء..
فأى عظمة وأى بهاء..
ثم إن موت الشهود أو موت أحدهم مسقط للحد فربما كان يرجع فى شهادته إن امتد به العمر!!..
فأى عظمة وأى بهاء..
فأى عظمة و أى بهاء و أى تكريم للإنسان أكثر من أن يجعله الله قاضيا على نفسه فإن شاء أقر و إن شاء أنكر و إن شاء رجع عن إقراره، فإذا اعترف بما يوجب إقامة الحد لم يجز للحاكم سؤاله عن التفاصيل ووجب على القاضى أن يظهر كراهيته لسماع اعترافه بل ووجب عليه أن يلقنه إنكار ما اقترفه كى لا يقيم عليه الحد..
أى تكريم و أى عظمة وأى بهاء..
عندما رأى الفاروق عمر رضى الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم يصلى على زانية بعد حدها سأله فى دهشة :تصلي عليها؟ يا نبي الله وقد زنت؟.. فقال :لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم. وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى؟..
أى تكريم وأى عظمة وأى بهاء،وأى رحمة..
فى هذا الإطار ينبثق نور الرحمة الذى يحاول المنافقون والمشركون أن يطفئوه..
فالعظمة الهائلة التى تدفع بشرا فتحت أمامه كل وسائل الهروب لكن ضميره وخوفه من الله يجعلانه يصر فى نقاء ليس له مثيل على أن يجود لله بنفسه هى قمة فى السلوك الإنسانى ندر أن يوجد لها مثيل..
ثم أن الإسلام لم يقصد الفرد بالحد بل لقد حاول أن يجنبه الحد بكل الوسائل.. وما حرص عليه الإسلام هو حماية المجتمع من المجاهرة بالفحشاء..
حق لك أيها القارئ أن تتيه فخارا بدينك..
كتاب الوداع للدكتور عبدالحليم عويس: المجرمون المائة.. أولهم قــابيل حتـي الفرعون الأخير
قابيل بن آدم عليه السلام
النمرود
فرعون موسي
هو الملك الذي ذكرت قصته في القرآن كمجرم عتيد قتل أصحاب الأخدود في النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم علي ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد..
تولي ذو نواس ملك »حمير« وكان له ساحر ماهر يلجأ إليه في أموره كلها.. فلما طعن الساحر في شيخوخته طلب من ذي نواس أن يعين له طفلا يعلمه السحر ويكون في خدمته من بعده فبعث إليه بغلام اسمه عبدالله بن الثامر وكان يتردد علي معلمه الساحر وكان في طريق بيته..
نادي المجرمين
دارون مؤسس الإلحاد
بن إليعازر.. وأسري ٧٦
أعتقد أن سيرة آل روتشيلد وبينوشيه وبريجنيف في الاتحاد السوفيتي تملأ صفحات الكتب والمواقع الإليكترونية لذا أتوقف كثيرا عند هذا المجرم الذي يقطر سجل إجرامه دما ومافعله بالأسري المصريين بعد نكسة ٧٦٩١ جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان ينبغي أن يحاكم بموجبها ويقتل ألف مرة وحتي لو حصل ذلك فلن يشفي غليل المصريين الذين فقدوا شهداءهم بعدما دفنهم المجرم بن إليعازر تحت الرمال ومر عليهم بجنازير الدبابات بدم بارد وعقيدة فاسدة أن الطريق إلي زعامة إسرائيل يمر عبر ما يحرزه من مجازر ومذابح ومعاملة غير اليهود بقسوة ووحشية.. يقول د.عويس: إن هذا المجرم أحقر من الكلاب المسعورة.. إنه فؤاد بن إليعازر عراقي الأصل ولد ٦٣٩١ ثم هاجر إلي فلسطين ٠٥٩١ تخرج في مدرسة القيادة والأركان وخدم كقائد في وحدة الاستطلاع الإسرائيلي »شاكيد« وجرح في حرب الاستنزاف وتعافي حتي شارك في حرب ٣٧٩١.. سجل إجرام بن إليعازر موثق بالصوت والصورة ففي حرب ٧٦٩١ أمر المجرم أفراد وحدته »شاكيد« بدفن ٠٠٥٢ جندي مصري أحياء في العريش وقد ظهر ذلك بوضوح في فيلم وثائقي بثه التليفزيون الإسرائيلي عشية احتفال مصر بنصر أكتوبر.. وقد اعترف الجنود المنفذون أن المجرم بن إليعازر أمرهم بدفن المصريين وأنهم نفذوا خوفا منه أو لصغر سنهم آنذاك وكما اعترفوا أن قوة الطيران كانت تلاحق الجنود المنسحبين وتطلق عليهم النار رغم أنهم يرفعون راية الاستسلام..!.. فهل يلاحقه المصريون حتي المحاكمة كمجرم حرب؟ لاشك إن المجرم حسني مبارك تهاون كثيرا وضيع دماء الشهداء الأبرار بسكوته علي هذه المجزرة وكان بوسعه أن يحشد جيشا من القانونيين أمام المحكمة الدولية لمحاكمة بن إليعازر ثأرا للشهداء المصريين الأبرار.. ولكنهما مجرمان..!!
تمر أسماء جولدا مائير وبورقيبة وسوهارتو وصدام حسين وشارون وتشاوشيسكو وكارديتش وبوش الأب والابن الحقير وروبرت موجابي والبابا بنديكت ونيتنياهو وأخيرا زين العابدين بن علي ومعمر القذافي كأشهر مجرمي القرن الفائت وتاريخهم موثق ومشهور وفي متناول القراء والباحثين وكلنا عاصرنا تاريخهم في الإجرام وإبادة شعوبهم وإهدار ثروات بلادهم والانفراد بالدولة والثروة حتي ضيعوا البلاد والعباد.. ولكن يبقي حسني مبارك أستاذهم في الإجرام.
آخر الفراعنة
فبالرغم من كثرة الفراعنة في مصر إلا أن هذا الفرعون الأخير كان من أكابر مجرميها وأشدهم عتيا وخطرا علي الأمة مسلميها ومسيحييها.. بل كان أشدهم خطراً علي الشرق الأوسط كله.. أشدهم خطرا علي مصر والمصريين.. كان خطرا محدقا علي الإسلام والمسلمين.. ألم يقل: أخشي علي إسرائيل من صعود التيار الإسلامي..؟!
من احسان الفقيه… إلى المُحمّدين، ابن زايد وابن سلمان
من احسان الفقيه… إلى المُحمّدين، ابن زايد وابن سلمان
كان سديف بن ميمون مولى اللهبيين يقول: «اللهمّ قد صار فَيْئُنا دولة بعد القسمة، وإمارتنا غلبة بعد المشورة، وعهدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة، واشتُرِيَت الملاهي والمعازف بسهم اليتيم والأرملة، وحُكٍّم في أبشار المسلمين أهل الذمة وتولى القيام بأمورهم فاسق كلّ محلّة، اللهمّ وقد استحصد زرع الباطل وبلغ نهايته واجتمع طريده، اللهمّ فأتِح له يدا من الحق حاصدة تبدد شمله وتفرّق أمره ليظهر الحقّ في أحسن صوره وأتم نوره»
إلى من يقبض (فعليا) على زمام الأمر في السعودية والإمارات..
الى المُحمّدين .. ابن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العرش السعودي
والى ابن الشيخ زايد ولي عهد ابوظبي ..
السلام على من اتبع الهدى..
أكتب غير جازمةٍ بأن تصل إليكما رسالتي، غير أن منهجي (النداء، وعلى ﷲ البلاغ)..
أكتب من باب قول الحق وإعذارًا إلى ﷲ، رغم أن رسالة كهذه ربما تُعرّضني لسخرية قرائي الذين يرون عدم الجدوى من مثل هذا الخطاب، أو يرون أنه من السخف أن تطمع كاتبة هاوية في تغيير مسار حُكامٍ ونهج أنظمة الحُكم في دول، ولكني كما أسلفت، أبذل الجهد، وأما النتاج فليس إلي، والله يهدي من يشاء، فقد قال ابن المعتز: « إن للحق أن يتضح وللباطل أن يفتضح».
أكتب إليكما ناصحةً، فلستما أخبث من فرعون، ولستُ أنا بأفضل من موسى وهارون عليهما السلام : {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ}، وسوف أتخلى عن ألف وياء المثنى وأخاطبكم بصيغة الجمع لا تعظيمًا، معاذ الله أن أُعظّم ظالما، ولكن حتى لا تملّ أعينُ القرّاء.
متى تُدركون أن سلطانكم إلى زوال، وسطوتكم إلى فناء، فلا تقيكم جنودكم من عذاب الآخرة، ولا أموالكم التي أخذتموها من ثروات شعوبكم بالتي تقربكم إلى الله زلفى..فإنما تندمل من المظلوم جراحه إذا انكسر من الظالم جناحه.
فإن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، فسوف يجردكم الموت من كل شيء، وحينها تُسألون عن شعوبكم، عن دينكم، عن أمتكم، فهل أعددتم للسؤال جوابًا؟
أين فرعون وهامان وقارون، وأين النمرود بن كنعان، وأين الأكاسرة، أين القياصرة، هل تحسّ منهم من أحدٍ أو تسمع لهم ركزا؟ كلهم تحت التراب، أكلهم الدود وصاروا عظامًا بالية، ثم يعودون إلى بداية خلقتهم، من تراب.
يا من يُخاطبُنا جُندكم الالكترونيين في تويتر وغيره، بأبشع الألفاظ إذا ذكرنا أسماءكم بمعرض النقد او اذا أغفلنا تبجيلكم فوق إجرامكم بقول بعضهم لنا: ( كُل تراب) اي اخرس؛ لا تنسوا أنكم أيضا من تراب وستأكلون معنا التراب.. ولو بعد حين!
أَتَيْتُ الْقُبُورَ فَنَادَيْتُهَا … أَيْنَ الْمُعَظَّمُ وَالْمُحْتَقَرْ
وَأَيْنَ الْمُلَبِّي إِذَا مَا دَعَا … وَأَيْنَ الْعَزِيزُ إِذَا مَا افْتَخَرْ
وَأَيْنَ الْمُدِلُّ بِسُلْطَانِهِ … وَأَيْنَ الْقَوِيُّ إِذَا مَا قَدرْ
لكنكم ظلمتم العباد، وموّلتم الانقلابات على إرادة الشعوب، وأغلقتم المساجد وأطلقتم المسارح، عاديتم الصالحين والمصلحين وقمعتموهم بحجة الإرهاب، أودعتم كل ناصح أمين خلف القضبان، وأدنيتم الرويبضات وأنصاف الرجال والمفسدين في الأرض، استحللتم أموال الناس وأكلتموها بالباطل، ونسيتم أن الحاكم موظف لدى شعبه، ركّعتم شعوبكم للأمريكان والصهاينة، عاديتم الصديق وصادقتم العدو، وقد قال صاحب سراج الملوك : «بالسلطان الجائر تفسد البلاد والعباد، وتقترف المعاصي والآثام وتورث دار البوار، وذلك أن السلطان إذا عدل انتشر العدل في رعيته وأقاموا الوزن بالقسط، وتعاطوا الحق فيما بينهم، ولزموا قوانين العدل فمات الباطل وذهبت رسوم الجور، وانتعشت قوانين الحق فأرسلت السماء غياثها، وأخرجت الأرض بركاتها، ونمت تجارتهم وزكت زروعهم وتناسلت أنعامهم، ودرت أرزاقهم ورخصت أسعارهم وامتلأت أوعيتهم»
فكم روّج لكم منبر عميل، وقلم مأجور، ولسان متزلف، وفرِحْتُم بمن يحمل نعالكم ويُسبّح بحمدكم، بل وكافأتم من يعتبر “بَوْلَكم” علاجا للأمراض ومَصْلا للسموم، لكنكم أصابكم الصّمم عن ملايين الألسنة في الأمة تطلق سهام الدعاء عليكم، لقد كان معاوية بن سفيان يقول: «إني لأستحيي أن أظلم من لا يجد عليّ ناصرا إلا الله»، ولما دارت الدائرة على يحيى بن خالد البرمكي في عهد الرشيد، قال له بعض بنيه وهم في السجن والقيد: يا أبت بعد الأمر والنهي والنعمة صرنا إلى هذا الحال؟ فقال: يا بني، دعوة مظلوم سرت بليل ونحن عنها غافلون ولم يغفل الله عنها.
كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عمّاله: «أمّا بعد، فإذا دعتك قدرتك على الناس إلى ظلمهم فاذكر قدرة الله عليك وفناء ما تؤتي إليهم وبقاء ما يؤتون إليك، والسلام..»؛
أفما آن الأوان أن تفيقوا من نشوتكم وغيبوبتكم؟
ألا تودون أن يستغفر لكم الناس وأنتم على عروشكم؟
ألا تحبون أن يمدحكم الشرفاء، ألا تشتاقون إلى أن يتخندق معكم وحولكم الأنقياء؟
هل تُدركون او تعرفون من هم الأنقياء؟
الا تخلجون من نوع الذين يُدافعون عنكم ويتعصّبون لكم، فما بين تافه وسخيف وأحمق وأخرق وسفيه يشتم الخلق ويطعن أعراض من يخالفكم، ضاعت بوصلتكم وسقطت مهابتكم، فلا من مُحب لدينه ولا من مُخلص لوطنه في جوقة من يهتفون لكم وبشهادة بعض أشياعكم والمُتكسّبين !
إنما ذم الرعية للملك على ثلاثة أوجه: «إما كريم قصر به على قدره ذلك طعناً، وإما لئيم بلغ به فوق قدره فأورثه ذلك بطراً، وإما رجل منع خصلة من الإنصاف» ، فكيف بكم وقد جمعتم منها كل ذميم من خصال؟!
فيا من غرتكم السلطة والجاه، والسطوة والقوة إنما «مثل السلطان الجائر مثل الشوكة في الرِّجْل، فصاحبها تحت ألم وقلق ويتداعى لها سائر الجسد، ولا يزال صاحبها يروم قلعها، ويستعين بما في ميسورِه من الآلات والمناقيش والإبر على إخراجها، لأنها في غير موضعها الطبيعي»، فإن لم تَقْتَلِعْكم شعوبكم.. قَلَعتْكم قُدرة ﷲ عليكم بالموت، ولسوف يأتيكم الموت بغتة، ويُدْخل كلٌّ منكم القبر وحده، ويُسأل وحده، ويُبعث وحده، كيف أنت في قبرك حين تُسأل يا محمد بن زايد.. من ربك وما دينك ومن نبيك؟ هل ستقول ربي ﷲ وقد تنكّرت لكتابه يا محمد بن سلمان؟ هل ستقول ديني الإسلام وقد عاديته وفصلته عن الحياة؟ هل ستقول نبيي محمد ﷺ وقد وليت سنته ظهرك؟ ودعمت من يكذب عليه مُتعمّدا ويدّعي حُبه وآل بيته ويتسامح مع من يطعن عرض حبيبته وصحبه؟!
كيف أنتم والناس كلٌ يُحاسب على نفسه، بينما أنتم تُحاسبون على رعيتكم فردًا فردًا، كيف أنتم والأنام يتعلقون برقابكم، هذا يقول قتلتني، وهذا يقول اعتقلتني بغير حق، وهذا يقول سلبتني مالي وأخذت حقي، وهذا يقول فرّقت بيني وبين أبنائي، وتلك تقول حرمتني زوجي، وقد قال ﷺ : «ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله عزوجل مغلولا يوم القيامة يده إلى عنقه، فكه بره أو أوبقه إثمه، أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزي يوم القيامة»
مهما بلغت أموالكم، مهلما بلغت تفاصيل رفاهيّتكم، فأنتم موشكون على أن تأتوا الله يوم القيامة من المفلسين، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَزَكَاتِهِ، وَقَدْ شَتَمَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيَقْعُدُ فيُعطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُعْطِيَ مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ في النار»
أفيقوا قبل أن يحلّ عليكم غضب من ربكم ويأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون، أقيموا العدل فهو أساس الملك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه ﷲ: «إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة»، فإنما الظلم مؤذن بخراب العمران كما أفرد له في مقدمته ابن خلدون بابا.
إن مهمتكم التي وُكلت إليكم تقتضي حراسة الدين وسياسة الدنيا بالدين، ولئن أقمتم العدل بين الناس فلن يكون هناك إرهاب ولا تطرف، كفوا عن موالاة أعداء الله على حساب أبناء الدين والأرض، استقووا بشعوبكم لا تستقووا عليها ببلاك ووتر ومرتزقة لا يدينون بدينكم، ثروات البلاد ليست مُلككم ولا مُلْك آبائكم، إنما هي ملك الشعوب، فأغنوا الرعية ولا تفقروهم، وأطعموهم قبل أن يأكلوكم، وتذكروا ما كتبه أرسطاطاليس إلى الاسكندر موصيا ومحذرا: «املك الرعية بالإحسان إليها تظفر بالمحبة منها، فإن طلبك ذلك منها بإحسانك هو أدوم بقاء منه باعتسافك، واعلم أنك إنما تملك الأبدان، فتخطّها إلى القلوب بالمعروف، واعلم أن الرعية إذا قدرت على أن تقول، قدرت على أن تفعل، فاجهد ألا تقول تسلم من أن تفعل»، واللبيب بالإشارة يفهم، والسلام على من اتبع الهدى، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.