الثلاثاء، 31 أكتوبر 2023

تحيا الأمة العربية

 

تحيا الأمة العربية


سالم النخيلان
في قلب شبه الجزيرة العربية، بُعث رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، للناس كافة بعد أن أنذر عشيرته الأقربين وصدع بما يؤمر.
كان العرب هم القوم الذين إذا وفدوا للتجارة في الشام وفارس رآهم الروم والفرس أعراباً جياعاً جفاةً عراةً رعاةً للإبل، اختص الله سبحانه وتعالى هؤلاء الأقلاء في عيون غيرهم ليدركوا في قرارة أنفسهم اصطفاء الله عز وجل لهم ولعروبتهم ليسموا بها فيدركوا أنهم قومٌ أعزهم الله بالإسلام فإن ابتغوا العزة في غيره أذلّهم الله.
ولو كانت الذلة في عيون الناظر لهم، حين يميلون للعصبية العربية دون العزة بالإسلام الذي يساويهم بالبشر ليستفيدوا ممن هو أعلم منهم ويرحموا ويعلموا من هو أدنى منهم، وكما يبدو لي أن هذا هو ما اختصهم الله به دون غيرهم وفضلهم به عليهم ليكونوا حلقة وصلٍ بين الأمم ليوصلوا رسالة الله عز وجل، ويكونوا حملةً لرسالة آخر الأنبياء، فالاصطفاء تكليف كما هو تشريف ومغنم.
قبل أيام جاءني ابني يوسف، وقد اشترك في فريق الأشبال بالمدرسة، يقول إن المعلمة طلبت منه أن يشتري اللباس الخاص بالفريق.
اصطحبته بعد الانتهاء من واجباته المدرسية إلى السوق وابتعت له ملابس الأشبال المطلوبة، ولما عدنا للمنزل وارتدى ملابسه وهو فرحٌ بها فرحنا معه...
أخذ يُمثل أمامنا تحية العلم، فانتصب بوقفته واضعاً يده اليمنى عند جبينه قائلاً:
تحيا الكويت
تحيا الكويت
تحيا الكويت
ثم سكت وأطال السكوت، فبادرناه وقلنا له أكمل...، (تحيا الأمة العربية...) باستغرابٍ أجاب هو وإخوته: ماذا قلتم؟!
في المدرسة لا نقول هذه الجملة!
لله العزة جميعاً...
لما أصبحت فلسطين قضية عربية اختلف العرب وتفرقت الأهواء فضاعت القضية، ولو تصحح المسار وعادت فلسطين في القلوب والعقول قضية إسلامية ومسرى نبينا فسوف تعود بوعد من الله تعالى.
أعتقد لو جاهدنا أنفسنا لتحققت الغاية.
فما فلسطين إلا النفس والقلب والروح والأهل والاخوة، نسعى لله فهو الغاية والمقصد والهدف والوجهة، وما إن يتحقق دين الله عز وجل في حركاتنا وسكناتنا وظاهرنا وباطننا، سرنا وعلانيتنا في ديننا ودنيانا، صادقي الوجهة لله عز وجل، بعيداً عن أهواء النفس والعنصرية العرقية والشعارات السياسية لعادت فلسطين، ولكن «إنّ اللهَ لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم».

المسؤولون العرب وأحاديث الغرف المغلقة

 

المسؤولون العرب وأحاديث الغرف المغلقة

تصريحاتٌ في مُنتهى الخطورة أدَلى بها السياسيّ الأميركي اليهوديّ المخضرم والمعروف للعالم العربيّ؛ دينيس روس- في مقالٍ في "النيويورك تايمز" الأميركية يوم الجمعة الماضي ٢٧/١٠/٢٠٢٣م- تحتاجُ إلى ردود عربية رسمية من الدول التي نقل عن مسؤوليها هذه التّصريحات، وبالأخصّ الدول العربية التي تربطُها علاقاتٌ مع الكيان الصهيونيّ.

أظهرت تصريحات دينيس روس بوضوحٍ تام أنَّ الموقف الدبلوماسي العربي الداعي إلى وقف فوريّ للإبادة الجماعية، وفتح ممرات إنسانية، ولا يدين ما قامت به حماس باعتباره حقا مشروعا يكفله القانون الدولي لمواجهة الاحتلال هو مجرد حِبر على ورق، وأنّ الحقيقة غير ذلك، وأن وراء الأكمة ما وراءَها.

يتوجّب على جامعة الدول العربية أن تصدر فورًا بيانًا توضيحيًّا يردّ على ما جاء في مقال روس، وتؤكد فيه رفضها الكامل لما تحمله تصريحاته من دلالات ورسائل

هل تطالبُ الدول العربية فعلًا بتدمير "حماس"؟!

وردت تصريحاتُ دينيس روس في مقاله بعنوان: "ربما أيدت مرّة وقف إطلاق النار مع حماس، لكن ليس الآن"، وجاء فيه: "إسرائيل ليست وحدها التي تعتقد أنّها يجب أن تهزم حماس، فخلال الأسبوعَين الماضيين، عندما تحدثت إلى مسؤولين عرب في جميع أنحاء المنطقة- أعرفهم منذ فترة طويلة- قال لي كلُّ واحد منهم: إنه يجب تدميرُ حماس في غزّة. وأوضحوا أنّه" إذا اعتبرت حماس منتصرة، فإنَّ ذلك سيضفي الشرعية على أيديولوجية الرفض التي تتبنّاها الجماعة، ويعطي نفوذًا وزخمًا لإيران والمُتعاونين معها، ويضع حكوماتهم في موقف دفاعي". وأوضح روس أنَّ هذا الكلام قيل له على انفراد، مضيفًا: "عدد قليل من الدول العربية أدانت علنًا مذبحة حماس التي راح ضحيتها أكثر من 1400 شخص في إسرائيل. لماذا؟ لأنّ القادة العرب أدركوا أنه مع انتقام إسرائيل وتزايد الخسائر والمعاناة الفلسطينية، فإن مواطنيهم سيغضبون ويحتاجون إلى أن ينظَر إليهم على أنّهم يدافعون عن الفلسطينيين، خطابيًا على الأقلّ".

وبغض النظر عن الموقف الشخصيّ الذي عبّر عنه روس من الحرب الهمجية التي يشنّها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، فإن ما يعطي أهميةً كبرى لهذه التصريحات هو الوزن الذي يحتله روس في الأوساط السياسيّة، وخاصة العربية، حيث اضطلع لأكثر من اثني عشر عامًا بدورٍ ريادي في رسم معالم الدور الأميركي في عمليّة السلام في الشرق الأوسط، وقادَ عمليَّة السلام خلال حكم إدارتَي الرئيسين: جورج بوش الأب، وبيل كلينتون، كما أدّى دورًا محوريًا في مساعدة الجانبَين: الفلسطيني والإسرائيلي على التوصل إلى "اتفاقية أوسلو الثانية" عام 1995م؛ و"اتفاق الخليل" عام 1997م، ومعاهدة السّلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994م، كما عمل على التّقريب بين إسرائيل وسوريا.

فضلًا عن خبرته الطويلة في السياسات السوفيتية والشرق أوسطية لأكثر من عقدَين، عمل خلالهما مع وزراء الخارجية الأميركية: جيمس بيكر، ووارن كريستوفر، ومادلين أولبرايت. وقد شغل منصب مدير "فريق التخطيط للسياسات" في وزارة الخارجية الأميركية خلال فترة حكم الرئيس الأسبق بوش الأب، حيث اضطلع بدورٍ بارزٍ في السياسة الأميركية تجاه الاتحاد السوفيتي السابق، وفي توحيد ألمانيا وانضمامها إلى حلف "الناتو"، وفي تحالف القوّات خلال "حرب الخليج" عام 1991م.

إنَّ شخصًا بوزن دينيس روس، يُحسَب لحديثه ألفُ حساب في الأوساط السياسية: الأميركية، والصهيونيّة، والغربية، وعندما ينقل عن المسؤولين العرب أنّهم يرغبون في تدمير حماس، فإنّ ذلك يزيد من تشجيع الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني على المضي قُدمًا في تنفيذ مخطط تدمير حماس، ويعطي لهما الضوءَ الأخضر بألا تتراجعا وألا تهتمّا للحشود الجماهيرية الكاسحة التي تملأ الشوارع تأييدًا للقضية الفلسطينيّة، وحركة حماس وحقوق الشعب الفلسطيني، ولا للبيانات الرنَّانة التي تصدر عن الدول العربية مجتمعة أو فرادى. كما يسوّغ للولايات المتحدة والكيان الصهيوني مواصلة ذرف دموع التماسيح على الوضع الإنسانيّ، والتصريح بضرورة مراعاة القانون الإنسانيّ أثناء تدمير قطاع غزة على رؤوس ساكنيه.

حديث دينيس روس عن رغبة الأنظمة العربية في تدمير حماس، يشجع الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني على المضي قدمًا في تنفيذ مخططاتهما، ويعطيهما الضوء الأخضر ألا تتراجعا، وألا تهتمّا للجماهير التي تملأ الشوارع دعما للقضية الفلسطينية وحركة حماس وحقوق الشعب الفلسطيني

ظواهر غريبة تؤيد رواية دينيس روس

ما يجعلنا نعطي أهمية أكثر لتصريحات دينيس روس، ما نشاهد من ظواهر عربية غريبة تتماهى مع تصريحات روس، وإن كانت ليست بالصراحة والوضوح الموجود عنده، ومن ذلك على سبيل المثال:

  • فشل الزعماء العرب حتى الآن في الضغط لإيقاف إطلاق النار وإدخال المساعدات؛ رغم أوراق الضغط القوية التي بأيديهم، ورغم العدوان الصهيوني البربري الذي لم يسبق له مثيل.
  • ما يصدرُ عن بعض المسؤولين الفلسطينيين والعرب من تصريحات، تقتصر على الجانب الإنساني في قطاع غزة، ولا تشير- بتاتًا- إلى المقاومة الفلسطينية وحقها في مواصلة القتال ضد الاحتلال حتى تحرير أرضها واستعادة حقوقها، ولا تشير -نهائيًا- إلى حركة حماس، وهي الطرف الثاني في المعركة، حماس التي تمثل ما لا يقل عن نصف الشعب الفلسطيني، وهي فصيل وطني سياسي شارك في أول انتخابات نيابية فلسطينية عام ٢٠٠٦م وفاز فيها، وشكّل حكومة برئاسة إسماعيل هنية، الرئيس الحالي لحركة حماس. بل إن بعض المسؤولين يقفزون على الأحداث الجارية تمامًا، منتقلين إلى الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب.
  • ما نقلته شبكة سي إن إن عن "هاريل شوريف"- كبير الباحثين في مركز "موشيه دايان" لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة تل أبيب، حيث يقول: " كنت أتحدث إلىمسؤول في السلطة الفلسطينية ورسالتهم لي واضحة "تدميرهم، دمرهم، هذه المرة يجب على إسرائيل تدمير حماس، وإلا انتهينا". وأضافَ شوريف: "بالطبع، علنًا، يدينون إسرائيل".
  • ما نطالعه في بعض وسائل الإعلام العربية من تغطيات ومواقف ومعالجات تتناقض مع المواقف الرسمية المعلنة، وتصبّ جام غضبها على حركة حماس، وتحملها مسؤولية ما يعانيه الشعب في قطاع غزة، متناسية تمامًا الاحتلال الصهيوني الجاثم على صدر فلسطين منذ حوالي ٨٠ عامًا، وأنه السبب الحقيقي لمعاناة الشعب الفلسطيني، وما حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى إلا كيانات سياسية ذات امتدادات شعبية راسخة تقوم بواجبها في دحر الاحتلال، بعد أن فشلت كافة الجهود الدولية في استعادة حقوقه وإقامة دولته على أرضه.

ومن هنا؛ وحتى تتضح نوايا الزعماء العرب، ويتأكد صدق تطابق مواقفهم المعلنة مع غير المعلنة، وحتى يقفوا إلى جانب مطالب شعوبهم الحثيثة بضرورة التصدّي للعدوان الصهيوني، فإنه يتوجب عاجلًا؛ القيام بما يأتي:

  • قيام جامعة الدول العربية بإصدار بيان توضيحي يردّ على ما جاء في مقال روس، وتؤكد فيه على رفضها الكامل لما تحمله تلك التصريحات من رسائل ودلالات.
  • قيام الدول العربية ذات العلاقة بهذه التصريحات، بالتحقّق من الأمر ومعرفة المصادر التي استقى روس منها هذه التصريحات، وأن تقوم بالرد اللازم عليها.

وإلا، فإن الشعوب العربية ستفهم- بما لا يدع مجالًا للشك- أن أنظمتها الحاكمة لا تزال تخدعها، وأن الحراك العربي الذي يجري في المحافل الدولية، إنما هو من باب ذرّ الرماد في العيون، وتهدئة خواطر الجماهير، وهو ما سيزيد من من حجم الشقّة بين أنظمة الدول العربية وشعوبها، وسيزيد من إذعانها للغرب على حساب سيادتها واستقلالها والتزاماتها القومية والتاريخية.

ما قل ودل: معركتنا عالمية وليست عربية أو إسلامية فحسب

 ما قل ودل: معركتنا عالمية وليست عربية أو إسلامية فحسب 

المستشار شفيق إمام 

نشر في 29-10-2023 

عالمية المعركة 

العدوان الوحشي البربري والهمجي على غزة وقصف المدنين والمستشفيات وآلاف الشهداء من جراء هذه القصف وعشرات الآلاف من الجرحي ومنع دخول القوافل الإنسانية إلى غزة، وقطع المياه والكهرباء والاتصالات عن هذه المدينة الباسلة، لإبادة جماعية لشعب غزة، يليه شعب الضفة الغربية لإفناء الشعب الفلسطيني، كل هذا يمثل حرباً عالمية بالوكالة عن أفيال مجلس الأمن الثلاثة، أميركا وبريطانيا وفرنسا، وعن دول استعمارية أخرى تحن إلى الماضي. فالدعم الإمبريالي العالمي لإسرائيل في هذه الحرب، يقابله دعم عالمي في سائر دول العالم لقضية فلسطين، وصحوة عالمية جديدة انتصافاً للعدالة في هذه القضية، ولحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في المظاهرات التي خرجت هادرة في كل دول العالم، حتى في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بل هناك أصوات داخل إسرائيل ذاتها تلقي باللائمة على الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والمسؤولية عما حدث في «طوفان الأقصى» من حصار للشعب الفلسطيني وقمعه وإذلاله. 

ولعل نجاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في إصدار قرار بوقف الحرب بأغلبية 120 صوتا، ضد 9 أصوات، مع امتناع 49 دولة عن التصويت ينبئ بتغير في الموقف العالمي من هذه الحرب، تحت ضغط شعوب العالم التي خرجت صاخبة في مظاهرات هادرة تضامنا مع الشعب الفلسطيني وضد هذا العدوان. وهو ما دعا وزير الخارجية الأميركي الذي جاهر بأنه يهودي عندما وطئت قدماه مطار تل أبيب، وأنه يدعم هذه الحرب بالصفتين معاً، عندما صرح بأنه لا بد من حل سياسي للتعايش بين اليهود والفلسطينيين.

 فلا تبخسوا معركتنا مع العدو الصهيوني، وتحصروها في الجانب العربي أو الإسلامي، ونحن على هذه الحال من الضعف والهوان، وقد صدق نزار قباني عندما كان على قمة الشعر العربي بوصفنا بأبيات من الشعر، نجتزئ بعضا منها في هذين البيتين:

 نحن موتى لا يملكون ضريحا 

ويتامى لا يملكون عيونا 

نتعاطى القات السياسي والقمع 

ونبني مقابر وسجونا 

العقيدة الصهيونية عالمية فالصهيونية منذ نشأتها أيديولوجية استعمارية تقوم على التعصب القومي والشوفيني والعرقي، ترتكز على وجود شعب يهودي عالمي مركزه في فلسطين، حيث أقام دولته بقرار عالمي أصدرته الأمم المتحدة في سنة 1948‏ وغايته الدفاع عن الأوساط الحاكمة الإسرائيلية اليهودية الأصل، في سائر دول العالم، والتي تتلاحم مع مراكز الاحتكار في السلاح والمواد الأولية والصناعات والأمن الغذائي في العالم كله. 

فعلينا أن نحشد كل جهودنا وإمكاناتنا المادية والبشرية لحشد كل شعوب وحكومات الدول المحبة للسلام، في معركتنا ضد العدو الصهيوني في حربه على غزة، بتوعية هذه الشعوب فقد كانت الصهيونية هي السبب في نشوب الحرب العالمية الثانية، ففي سنة 1933 عقد في أمستردام المؤتمر الصهيوني الدولي لمقاطعة البضائع الألمانية، وأعلن المؤتمر مقاطعتها اقتصاديا. واستخدمت الصهيونية نفوذها في أميركا وسيطرتها على الإذاعة والصحف فيها، لفرض ضرائب جمركية عالية على البضائع الألمانية، وأعلن الرئيس روزفلت تأييده للحرب الاقتصادية التي شنتها الصهيونية على ألمانيا، وكان نتيجة ذلك أن عمت البطالة ألمانيا فقامت الجيوش الجرارة من العاطلين إلى الإنتاج الحربي الذي كان من أسباب قيام الحرب العالمية الثانية. 

كما أن التلمود هو كتاب تعليم ديانة وآداب إسرائيل، وهو خلاف التوراة، ولكن من ألفوه زيفوا على اليهود بأن الله أعطى موسى الشريعة وهي التوراة وأرسل على يد موسى التلمود شفويا حتى إذا حصل فيما بعد تسلط أمة أخرى على إسرائيل لتتخذه إسرائيل دستورا يفرق بينها وبين الأمم الأخرى التي تدين بكتب متكوبة.. 

ويقول التلمود: «اقتل الصالح من غير الإسرائيليين، ومحرم على الإسرائيلي أن ينجي أحدا من باقي الأمم من هلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيها، لأنه بذلك يكون قد حفط حياة أحد الوثنيين». 

وفي اجتماع سري صهيوني عقد في مدينة بودابست عام 1954 وضم جميع حاخامات أوروبا واستطاعت صحيفة أميركية الحصول على نص هذا الخطاب الخطير الذي يكشف النقاب عن نوايا الصهيونية العالمية ويهدف إلى: 

1- إشعال نيران حرب عالمية ثالثة. 

2- تحريض الولايات المتحدة الأميركية ضد الاتحاد السوفياتي. 

3- اعتبار زعماء الدولتين مجرمي حرب. 

4- القضاء على الأجناس الأخرى غير الإسرائيلية. 

وفي خطاب الحاخام الذي وجهة إلى حاخامات أوروبا قال: «لن يكون هناك أديان أخرى فإن الدين قد يكون خطرا دائما على سيطرتنا على العالم» ويضيف: «ولإقناعكم بحقيقة ما أقول فيما يختص بالسيطرة على العالم أحب أن أذكر لكم أننا وجهنا جميع مخترعات الرجل الأبيض نحو فنائه ولا تكف صحافته ومحطات إذاعته عن إعلان ذلك بل إن مصانعه تمد آسيا وإفريقيا بالأسلحة لإشعال حرب عالمية». 

فقد فسر الحاخام عما نويل قواعد التلمود تفسيرا يكشف عن الرغبة في إثارة نيران الحرب وتحطيم البشرية وتمكين إسرائيل من السيطرة على العالم. 

إن توعية شعوب العالم المحبة للسلام بحقيقة الصهيونية هو أول الواجبات علينا، سواء على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل من خلال إنشاء صندوق عربي إعلامي طالبت بإنشائه على هذه الصفحة في عدد (الجريدة) الصادر بتاريخ 7/ 5/ 2023 ولتكن الكويت، بحكم تاريخها في نصرة القضية الفلسطينية هي التي تبادر بالدعوة إلى إنشاء هذا الصندوق.



ما قل ودل: نتنياهو أبرهة العصر... وأفيال مجلس الأمن الخمسة... والطير الأبابيل


ما قل ودل: عدوان غزة حرب دينية بالوكالة وإنهاء لصراع عقائدي إسرائیلي

الاثنين، 30 أكتوبر 2023

خواطر حول طوفان الأقصى

خواطر حول طوفان الأقصى



يقيني أن الله سبحانه يهيئ العالم لأمر جلل..وأن بلاد الشام وأرض فلسطين يعدها الله عز وجل لملاحم عظيمة قد تشتد أول الأمر قسوتها.. لكن سيُحمَد بإذن الله في آخره عقباها.


حقائق ورسائل
لذلك لا تيأسوا من طول المعركة مع خونة القوم…
يقيني…
ومن قال أن الخندق خندق واحدة؟ وأن الفتح فتح واحد؟
قل، ولا تقل…
أضعف الإيمان
التربية بالموقف الحي خير من ألف خطبة
ولا زلت كل ساعة أردد ﻷصحابي (تدبير الله خير من تدبيرنا)
إعادة التفكير في ترتيب أولوياتنا التربوية لأولادنا
لكن الله اختارهم ليموتوا موتة عز..
يا علماء أمتنا الربانيين الصادقين…

حقائق ورسائل

▪الأوطان العربية كلها محتلة.

▪حكامنا وكلاء المحتلين.

▪حكامنا يفعلون بأوطاننا أشنع مما فعل بها المحتلون الأصليون.

▪كلما زاد وعي الأمة كلما زادت دفعات التخدير.

▪المحتلون الأوائل لما قاومناهم رحلوا…لكن وكلاءهم من بني جلدتنا يبيدون الأوطان ولا يرحلون…لذا فهم أخطر ممن أتوا بهم.

▪كل يوم نتأخر فيه عن استنقاذ الأوطان،تزداد أظافر هؤلاء الوكلاء نشوبا، وتزداد خيرات الأوطان نضوبا.

▪مقاومة الصهاينة في فلسطين أيسر ألف مرة من مقاومة وكلائهم المتحكمين.

▪نشر الوعي جهاد،إيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين جهاد، ترتيب الصفوف جهاد،كلمة الحق جهاد، وكل الجهادات مؤداها تحرير الأوطان  حتى وإن قلت.

▪كلما تفرق المقاومون… قوي اللصوص!!

▪من يأتينا في معركتنا معهم ولو متأخرا خير ممن لا يأتي أبدا…فالعبرة بمن صدق لا بمن سبق.

▪كلما زاد منسوب إشغال الشعوب…كلما تأخرت يقظتهم.

▪المتشاكسون أول المعركة لن تطول أنفاسهم لآخرها!!

▪كما أحسن الأُصلاء التخطيط لتمكين الوكلاء فليخطط المحررون…وإلا أطالوا بقاءهم جاثمين على صدورنا دهورا…فالباطل المنظم يغلبه حق أشد نظاما.

▪معركتنا هذه المرة مع المحتلين ووكلائهم أقوى المعارك وأشرسها…وقد تكون آخرها…لذلك فخسائرها على قدر شراستها…والذي لا يعرف عنف المعارك… فليتهيأ قبل أن يشارك.

▪النصر لا يتأخر على صابر، والأجر لا يضيع على محتسب، وكذلك المعارك لا تمنح فوزها لمغفل لا يأخذ بأسباب الفوز.

▪لولا خوفهم من صحوة الشعوب ما قتلوا منهم كل هؤلاء الشهداء.

▪لو صرخ عنترة مبكرا…ما فاز بمعركة عض الأصابع.

▪الدعاء مع السعي يفتح كل باب مغلق.

▪دماء من سبقونا دين في رقاب من بعدهم…ولولا دماؤهم ما استيقظت أمتهم.

▪البقاء للحق ولو اجتمعت الدنيا عليه،والفناء للباطل ولو  ملك الدنيا في يديه..”إن الباطل كان زهوقا”

لذلك لا تيأسوا من طول المعركة مع خونة القوم…

الفاتحون والمصلحون على مر التاريخ أنهوا أمر عدوهم الظاهر في سنوات معدودة ومعارك فاصلة…

بينما قطعوا أشواطا طويلة، وقضوا أعمارا وأجيالا في محاولات القضاء على خونة قومهم،وطعناتهم لبني جلدتهم من الظهر!!

ولا زال التاريخ يعيد نفسه…

ابن سلول أتعب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من حيي بن أخطب،وكعب بن الأشرف..

وأحفاده اليوم أثخنوا الأمة بجراح الغدر أكثر من بني صهيون!!

والفاتحون الجدد لن يحرروا القدس وسائر البلدان… إلا بعد تحريرها من خونة الحكام…

لذلك لا تيأسوا من طول المعركة مع خونة القوم…

لأن المعركة بعدها مع المحتل الأصيل… أهون ألف مرة من كونها مع الخائن الوكيل.

يقيني

** يقيني أن الله سبحانه يهيئ العالم لأمر جلل..وأن بلاد الشام وأرض فلسطين يعدها الله عز وجل لملاحم عظيمة قد تشتد أول الأمر قسوتها.. لكن سيُحمَد بإذن الله في آخره عقباها.

**يقيني أن تلاحم العالم الصليبي مع الصهيوني وتداعيهم السريع لوأد قضية فلسطين لما يستشعرونه الآن من رعب جراء استيقاظ المارد المسلم الذي تحرك أصلا من القمقم…ويقيني أنهم لن يستطيعوا إعادته إليه… لأن القمقم تهشم لما تحرك المارد!!

** يقيني أن قضية فلسطين تستعصي على الإنهاء كما يريد الأعداء… وإلا لانتهت منذ زمن…لكن الله يبقيها… للامتحان الدائم فيها.

** يقيني أن مشروع التحرير قد بدت الآن معالمه، وتباين فسطاطاه ، وأن القوة وإن لم تكن متكافئة في الحجم لصالح المقاومة، لكنها متكافئة في إرعابها لعدوها!!

وما كان لحق أن يسترد بغير ما قوة ودم.

** يقيني أن دخول العقيدة على الخط بهذا القدر الكبير في الصراع مع الصهاينة، وبروزها بقوة في الأجيال الصاعدة أرعب المحتل وأذنابه بعد ثلثي قرن من العبث في المناهج الدراسية، وتوجيه الآلة الإعلامية.

(والمرعب أن تصدير هذه النماذج أصبح متسارعا لدى الأبناء في مختلف الأنحاء)

** يقيني أن المرأة الفلسطينية (زوجة المجاهد وأخته وأمه) لها دور كبير في تربية الجيل الصغير الذي رأيناه على الشاشات..

لأن الغائبين في الرباط وحفر الأنفاق… لا بد من وجود مرابطات وراءهم على ثغور البيوت على نفس المبادئ والأخلاق.

**يقيني أن العدو يعوِّل على قِصَر نَفَسِ الثائرين من أجل فلسطين، وخفوت هتافات حناجرهم بعد حين…لذا ينبغي عليهم تنظيم الأنفاس، واستمرار الحراك، وبقاء القضية أطول مدة ممكنة…لأن العدو لن يتمكن من الاستفراد بأخيك… إلا عندما يرى استكانة فيك.

**يقيني أن الحق غال… ولن يشترى الغالي برخيص…لذلك كانت فداحة الثمن…وحال استكمال أهل الحق أثمانهم… فلن يؤخر الله عطاءهم…فاستمروا في بذل الأثمان… وسلوا الله قبولها.

ومن قال أن الخندق خندق واحدة؟ وأن الفتح فتح واحد؟

ومن قال أن خُوار أبي جهل تحت قدم ابن مسعود لن يتكرر وأن هدم أصنام البشر كما هدمت أصنام الحجر لن يتكرر؟

ومن قال أن الزمن سيتوقف عند كيِّ خباب بالنار، ومطاردة جعفر ورفاقه، وحبس مصعب وعياش بن أبي ربيعة في محابس قومهم؟!

ومن قال أن المحرومين من مكة وكل مكة طوال سنوات طوال لن يعودوا إليها فاتحين مكبرين كما كانوا يملؤون أرجاءها تكبيرا وتهليلا؟!

لو كانت الأحداث مرة واحدة ما طالت القصة ولا تمدد الصراع!!

ولو كان انتشاء الباطل دوما…فما بقاء القرآن والإيمان إلى يوم البعث؟!

إنما هو صراع أبدي قائم حتى يُزين كلَّ زمان صهيبُه وعمّارُه وسُميَّته!!

أبى الله ألا يحرم من كل زمان أصحابه من أهل الدرجات العلا حتى يؤنس أصحابَ محمد آخرون من أهل الأزمنة الأخرى!!

سيقول لك مثبط: كفى تخديلا وتسكينا!!

فقل له: سامحك الله..وهل كان النبي عند الكعبة يسكن خبابا، أو يوم الخندق يضحك على أصحابه بالبشريات؟!

سيقول لك آخر: توظيف للنصوص في غير مكانها وزمانها!!

فقل له: وهل الصامدون في تخوم فلسطين، والثابتون في غياهب سجون مصر، والمرابطون في أكناف بيت المقدس، والقابضون على الجمر في اليمن وسوريا وأفغانستان إلا عاملون مجاهدون ثابتون رغم تنكر الأرض لهم؟!!

أفترى الله عز وجل ينصر بلالاً الأول، ويخذل بلالاً الثاني، ويؤيد الزبير الأول ويخذل الآخر على ضعف من الآخر وقلة من نصرائه؟!

يا بني قومنا..لا تسرفوا في جلد أنفسكم… فكل ما في الأمر أن الله لم يشأ لدينه أن يضيعه خونة الأرض، فهيج أعداءه ليوقظوا الإيمان في قلوب أوليائه، ثم يأذن بالنصر والفتح المبين..

هذا كل ما في الأمر… ولله سبحانه مبتدأ ومختتم الأمر..

فثقوا به واستمروا، فصوت تكبيرات النصر تملأ الآفاق لكن الآذان أصمها صوت الميئسين!!

قل، ولا تقل

قل: جهاد المال لأهل غزة وفلسطين.

ولا تقل: تبرعات لغزة لفلسطين.

فالتبرع معناه الهبة… أما جهاد المال فحق واجب..

ويزداد وجوبا عندما يستبيح عدو بلدا من بلاد المسلمين…

ثم إن فلسطين أكرم من أن نعطيها فضلات أموالنا..

فلنحرر المصطلحات.

مع تقديرنا لظروف كل بلد في استخدام ما يناسبها من كلمات.

أضعف الإيمان

ومن أعظم أنواع الجهاد… ما يسمى بجهاد المشاعر..

وهو رأس مال الملايين من أمة محمد..

أولئك الذين لا يملكون مالا، ولا جاها، ولا  سبيلا لنجدة المكروبين من إخوانهم…

يعلم الله ذلك من قلوبهم الملتاعة ، وعيونهم الباكية على إخوانهم المسلمين…

لكنهم كما حكى الله عنهم:

“تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون”

“قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي”

فإن لم تكن تملك مالا تغيث الأجساد، فلا تحرم نفسك قلبا حانيا، ولسانا بالدعاء راجيا تستمطر بهما رحمات ربك للمكروبين من العباد..

ولا تكن الثالثة فتهلك…

وما أكثر الهالكين من قساة القلوب!!

التربية بالموقف الحي خير من ألف خطبة

كان الصحابة والصحابيات يستثمرون الغزوات ليزيدوا من حب أولادهم لدينهم ونبيهم، بل كانوا يجعلونهم يحفظون المغازي كما يحفظون السورة من القرآن..

وقد والله وقعت أحداث في غزة وسائر فلسطين هذه الأيام…..من لم يستثمرها في تربية أولاده على حب القدس وفلسطين ورخص الأرواح في سبيل الله، ورجولة الشباب المسلم -رغم ما حاولوه من أجل تمييعه وتضييعه- من لم يستثمر هذه الأحداث في التربية فاته خير كثير…

شاهدوا مع أولادكم المقاطع، واحكوا لهم عن الشهداء والمرابطين في غزة، وعن الأقصى، وعن كل فلسطين..

فقد كاد أولادنا والله ينسون مشاهد العزة، ومواطن البطولة.

والذي أؤمن به أن التربية بالموقف الحي خير من ألف خطبة في غير وقتها.

ما زلت أنظر كل يوم لتدبير الله الحكيم بقلب الموقن وعين المنبهر ونفس المطمئن وعقل المستسلم لما أراد سبحانه!!

ولا زلت كل ساعة أردد ﻷصحابي (تدبير الله خير من تدبيرنا)

سبحانه…كشف عدونا…ونبه غافلنا…وأذن لجيل النصر أن يخرج، ولجيل الذل أن يضمحل ويخمُد..

وأطلق العنان لخيل الجهاد أن تسرح وتمرح…

أنزل السكينة على أوليائه..وزاد في  خزي أعدائه…

وهل كنا نحلم قبل اليوم بجيل يعشق الشهادة ويضحي بالنفيس ويرى أنوار القدس من قريب،ويتوعد الخائنين كما نراه اليوم!!

رباه…

رغم لوعتي في امتحان أمتي ومصابي في بعض إخوتي إلا أنني أضاعف حمدي وشكري لك على ما اخترت لنا من الخير…

فلولا جميل ما صنعت بنا لظلت أمتنا في مكانها حتى تأسن، أما وقد حركتها سبحانك…فبعزتك لا توقفها حتى تنصرها.

إعادة التفكير في ترتيب أولوياتنا التربوية لأولادنا

أحقادٌ وعقائدُ باطلة ورثوها لأحفادهم وأحفاد أحفادهم طوال أكثر من قرن من الزمان..

وبعضنا يكاد ينتهي عمر ولده ولم يعرف شيئا عن تاريخ أمته أو لغتها أو عقيدتها!!

وكل رأس مال أولادنا المساكين انبهار بالغربي ولغته وحضارته!!

وعلى حين غفلة من هذا الانبهار… تأتي جيوشهم وأساطيلهم لتسحق المسلمين، وتؤيد المغتصبين، وتبقي المقدسات في أيدي السارقين المجرمين!!

لوْ لَم يكن خير من وراء هذه الأحداث إلا إعادة التفكير في ترتيب أولوياتنا التربوية لأولادنا لكفى…

أمُّتك أولى الناس بك…المسلم أخوك وإن أغضبك، ولاؤك له، وبراءتك من عدوه..

مقدساتك أولى من حياتك..

تاريخ أمتك قبل تاريخ مدرستك الأجنبية..

لغتك ليس مجرد أداة تعبير… لكنها أداة انتماء وانتساب لأشرف دين وأقدس كتاب.

فلسطين ليست مجرد أرض… إنها الأرض المقدسة المباركة بنص القرآن… استرجاعها واجب… ومسالمة عدوها خيانة.

على هذا ربوا أبناءكم… أو فخافوا وبال أوزاركم..

فالتربية اليوم على هذه المعاني جهاد… لا يقل عن بقية أنواع الجهاد!!

لكن الله اختارهم ليموتوا موتة عز..

أبلغوا أهلنا في غزة أن ملايين غيرهم قد ماتوا في حوادث طُرُق، أو إثر جرعة زائدة أو على أسرة المرض أو من غير ما سبب…

لكن الله اختارهم ليموتوا موتة عز..

فقد كانوا مقصودين لذواتهم… لذلك ماتوا حارسين لثغورهم…ثابتين على دينهم وقضيتهم..

أخبروهم أن هذا كان موعد موتهم…لكن الله اختار لهم أن يكون على مثل موتة حمزة ومصعب والبراء… وبيد عدو ظاهر..

ورحم الله المرأة التي قالت للحجاج وقد هددها بقتل ولدها:

“إن ابني هذا إذا لم تقتله مات”

أخبروا أهلهم وذويهم أن الذين يقتلهم الصهاينة هم الذين يعجلون بهلاك الصهاينة!!

وأخبروهم أن عفراء استشهد لها أولاد سبعة، فكانت تفرح يوم استشهادهم كفرحتها يوم ميلادهم… يكفيها أنها تكنى في دنياها وأخراها بهم أو بأحدهم…أم الشهيد.

رحم الله المقتولين غدرا… المقصوفين برا وجوا وبحرا..

ورحم الله آباء وأمهات احتسبوهم… ومن قبل ذلك ربوهم وأدبوهم..

وأرانا الله عاجل نقمته فيمن قتلوهم وغدروهم..

وغدا تزدان أسماء فلسطين والقدس ومدارسها وشوارعها بهم… فالشهيد أطول عمرا من قاتله..

هكذا علمنا التاريخ.

يا علماء أمتنا الربانيين الصادقين…

أفتونا في كل حاكم حاصر إخوتنا، أو سمح للعدو أن يعبر بسلاحه أو يزود طائراته بالوقود من أرضه لتدك إخواننا في غزة، أو ظاهر العدو على إخوانه في المواقف الدولية؟!

أفتونا فيمن أعان هؤلاء الحكام أو ائتمر بأمرهم في حصار المسلمين وقتلهم…

أفتونا في حكم التعامل مع الدول التي أعلنت حربها على إخواننا، وأرسلت بوارجها الحربية، وأسلحتها وجنودها المقاتلين؟!

أفتونا ولا تتركونا…

فالعجز يقتلنا، والشعور بالخذلان يذيب نفوسنا قهرا.

وليس آخر ما عند العالم الرباني الدعاء والوعظ والبكاء!!

أفتونا…

فالأمة اليوم أحوج ما تكون للعز بن عبد السلام  يقطع بفتواه قول كل خطيب، ويحسم في هذا الأمر المهيب.

اجمعوا كلمتكم وأصدروا للناس فتوى تذهب حيرتهم وتخيف عدوهم، ومن والاه.

فإن لم تقودوا الناس اليوم فلا خير في فتاواكم بعدها…

فالبلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال… وأي حال يقتضي فتاواكم أبأس وأصعب من هذا الحال؟!!

أفتونا يرحمكم الله .

المصدر

صفحة الدكتور خالد حمدي، المقال مجموعة من التدوينات.

اقرأ أيضا

إرهاصات النصر

لماذا يا حماس؟!

طوفان الأقصى

“طوفان الأقصى” في عيون الصهاينة

المشروع الصليبي الاستعماري في المشرق الإسلامي

الفقد الكبير.. فوق الأنفاق الرطبة

الفقد الكبير.. فوق الأنفاق الرطبة

جاءت تصريحات الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها من طرف المقاومة الفلسطينية عبر وسائل الإعلام الاحتلال، كارثة بكل المقاييس على القيادة السياسة والعسكرية التي تخوض الحرب ضد غزة، وقد وصفت من أنّها بروباغندا للمقاومة باتت تروّج الآن من داخل الكيان الصهيوني، إذ قالت الأسيرة من أنّها عوملت بكل إنسانية داخل الأنفاق الرطبة التي كانت المقاومة تنظفها لنا، تلك التصريحات وإن لخصت القيم الإنسانية والأخلاقية لأولئك الذين يسعون لتحرير أرضهم من المحتل، لكنها فضحت المزاعم الحثيثة لوسم المقاومة بالحركة الإرهابية.

تصريحات المندوب الإماراتي في مجلس الأمن قاربت بشكل مقزز مقررات قمة السلام بمصر بقيادة السيسي، في الوقت ذاته ظلت آلة القتل البربرية الإسرائيلية تستهدف الأجزاء الحيوية للبنية التحتية الفلسطينية، فتعذيب الأسرى لدى الاحتلال في الضفة الغربية رافق بصورة مرعبة قصف المدنيين الممنهج في غزة، وما تم من استهداف عائلة مراسل الجزيرة وائل الدحدوح، يؤكد لكل حر في العالم، حجم النازية الإسرائيلية التي يمارسها نظام الفصل الصهيوني ضد العزّل، والصحفيين، وطواقم الإغاثة.

عدم تفهم سردية المقاومة لم يتوقف عند استهداف قياداتها وداعميها، بل تعدى إلى استهداف أولئك الذين يقفون على عتبات الإنسانية يحاولون لملمة جراحها بالتنديد والشجب، أو حتى نقل الصورة الواقعية لحجم الخراب والدمار

الفقد على قدر النضال

حينما يتم التأكيد على أنّ عملية طوفان الأقصى لم تغيّر حسابات اللعبة الدولية في المنطقة فحسب، بل ساهمت بشكل كبير في بعث الوعي الجماهيري العالمي الحر لنصرة المسألة الفلسطينية، وحيثما يكون النضال ينبري الفقد درجات، وأينما يتجلى الصراع الإنساني تحضر التضحية  في كل تجلياتها، فأن تكون مقاوما يحاصره العالم المدعي الحرية والديمقراطية بشتى أنواع الشتات الملقى من خيبات التاريخ والحضارة، لهو أمر لا تحركه اللعبة السياسية في تهجير المدنيين وإغراق انفاق المقاومة، بل بقدرة البشر على الإمعان في تبرير القتل لدرجة استحالتهم التنديد ولو بكلمة ضد الإبادة الجماعية، وتطويعهم القيم الإنسانية لصالح عصبة نيوليبارالية لا تعزز الأمن العالمي بقدر ما تمنح النخبة حق التوفق والتمييز.

أن تناضل نصرة لقضية عادلة وإنسانية ليس من السهل تقبله، في وقت تسارع المؤسساتية الغربية إلى فرض قيمها النيوليبرالية عبر تقبل المثلية ورفض الآخر، فعدم تفهم سردية المقاومة لم يتوقف عند استهداف قياداتها وداعميها، بل تعدى إلى استهداف أولئك الذين يقفون على عتبات الإنسانية يحاولون لملمة جراحها بالتنديد والشجب، أو حتى نقل الصورة الواقعية لحجم الخراب والدمار، ونضالهم ذاك كان لزاما أن يحمل فقدا كبيرا لعظم القضايا التي يدعمونها، فأن تكون مع الإنسان في وقت تتداعى الحضارة لاستعباده وتفكيك بنيته، يفرض التنازل أو التخلي عن ما تريد النفس البشرية من الاستمتاع والتلذذ بالحياة، فرائحة الموت توشك أن تنال من روعة العالم وهو يحمل أكفانه البالية إلى خنادقها المتراصة.

ليس سهلا تقبل معنى التضحية في سبيل القضايا العادلة، ويمكن للبعض أن ينال من الحياة كما لو لم تكن لغيره من طيب العيش، واختلاف درجات الفقد مرهون بمدى جديتنا بحجم التضحيات التي يمكن أن نقدمها، فأن تكون النفس والمال في سلم تراتب الارتقاء الإنساني نصرة للشعوب المستضعفة، مسألة في غاية الإحراج لدى الكثيرين من النخب التي شارفت حواف العدم بالخيبة والخذلان وصمتها المخزي، إذ النضال لا يكون إلا بما يحسنه كل فرد منا، وعلى قدر عزم البشر في تحرير ذواتهم ومجتمعاتهم من سطوة هيمنة تلفيقات الآخر، يكون الفقد عظيما.

 الصورة التي تنقلها شبكة الجزيرة للعالم كان ثمنها قتل العديد من صحافييها، في العراق وسوريا وفلسطين وأفغانستان، ولم يتوقف ذلك القتل عند استهداف صحافييها فحسب، بل تعدى إلى إبادة عوائلهم من طرف نظام الفصل الصهيوني

الخوف من الصورة

يتعزز التركيز الصهيوني ليس على الحرب الدائرة بالأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم فحسب، بل بتلك الساحات المفتوحة على جبهات أكثر إيلاما له، وهو يبصر كيف باتت عقد التبعية للصهيونية تنفك عنها شعوب لطالما استعبدتها آلة القمع والخوف، أو أوهمتها المؤسساتية الليبرالية بأسطورة الديمقراطية الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط، ولكي تستمر سردية الاحتلال المدعومة من ترسانة إعلامية غربية، تختبر الإرادة الشعبية عبر الفضاءات المهيمن عليها بالتضليل والتلفيق اللذين وسمت بهما الإمبراطورية المقاومة بالمنظمات الإرهابية، ووفقا لما تستدعيه الضرورة التاريخية لكل شعب أذيق ويلات التهجير والقتل المنظم، كان لزاما أن ينفض العالم الحر عن تكرار الخطيئة التاريخية ضد الإنسانية بإقرار الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

وأن تتخذ الأقلام المناوئة للبربرية الصهيونية موقفها الأخلاقي والإنساني التزاما بما يمكنها من التخلص من تداعيات حشرها في عناوين الخنوع والخيانة، ومع أنّ المسألة الفلسطينية باتت على خطوط وقف الاستيطان، والتنسيق الأمني وإدخال المساعدات الإنسانية وحل الدولتين على حدود 67، فإنّ محور الشر كما تزعمه القيادة الأمريكية ما عاد يأخذ أنفاسه وهو يلقنّ أطفال الحجارة الشهادة، وعملية طوفان الأقصى كانت الفيصل الحاسم والجولة ما قبل الأخيرة في إقرار التبعية للإمبراطورية باتفاقات التهدئة، أو فتح الجبهات لتحطيم هياكل الصهيونية المتزعمة للجغرافيا العربية.

إنّ سياسة العقاب الجماعي التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين منذ ما يفوق نصف قرن، لا تكاد تكتب في سجل الانتهاكات ضد الإنسانية حتى تتبعها أخرى تُذهب عنها حجم البربرية التي يمارسها نظام الفصل الصهيوني، في وقت تقف فيه الجامعة العربية عقبة أمام الإرادة الفلسطينية في تحقيق سلام دائم في المناطق المحتلة عبر تحرير كامل للأرض، ولعل اتفاقات التسوية التي دعمها اتفاق أبراهام مقابل الإحلال الكلي للفلسطينيين داخل دول الطوق، بات يرسم ملامحه الأخيرة للمسألة الفلسطينية بعيدا عن رؤية المقاومة لنهاية الصراع.

لطالما كان الاحتلال مؤمنا بسياسة التنكيل بالمدنيين عبر تهجيرهم وقصفهم، لكنه كان أكثر جرما في انتهاك الاتفاقات وخرقها تحت ذرائع واهية، لتحقيق مساره الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، وقد بلغت مستويات العنف للصهيونية مراكز التصنيف النازي مقارنة بما فعله هتلر إبان الحرب العالمية الثانية، فاستدراج المدنيين إلى مناطق يوهمونهم من أنها آمنة، ليتم إبادتهم عبر قنابل الفسفور المحرمة دوليا، لا يختلف عن معسكرات الاعتقال النازية التي تناقل العالم الحر صورها، فالخوف الذي يطال المدنيين جراء القصف المستمر لم يكن بإمكانه إيقاف نقل الصورة الحقيقية عبر شبكات إعلامية تقف إلى جانب الإنسانية في تعاطيها مع القضايا العادلة.

تلك الصورة التي تنقلها شبكة الجزيرة للعالم كان ثمنها قتل العديد من صحافييها، في العراق وسوريا وفلسطين وأفغانستان، ولم يتوقف ذلك القتل إلى استهداف صحافييها فحسب، بل تعدى إلى إبادة عوائلهم من طرف نظام الفصل الصهيوني، ولعل المفارقة التي ترسمها قناة الجزيرة وهي تنقل صورة أنفاق المقاومة ورشقات صواريخها، وهن الاتهامات المستفزة للقيادة الإسرائيلية والأنظمة المناوئة للكلمة الحرة والصورة الكاملة، فشبكة الجزيرة عبر مراسليها في جبهة نقل الوقائع من دون الإخلال بالتزامها الإنساني والأخلاقي بميثاق المهنية، وارتقاء مراسليها عبر استهدافهم بشتى وسائل الإسكات المخيفة، يزيد إيمانها بضرورة نقل الصورة الكاملة للعالم.