الشيخ كمال الخطيب
إمام مسجد عمر بن الخطاب في كفركنا
قبيل الانقسام الذي حصل في الحركة الإسلامية في العام 1996 كان أشهر تبرير عند الداعمين للمشاركة في انتخابات الكنيست الصهــيوني وإقامة حزب سياسي، أنه من أجل إقامة سياج أمـني وسياسي لحماية الحركة الإسلامية ومؤسساتها من تغوّل الحكومات الإسـرائيلية.
وحينما حظرت الحركة الإسلامية التي كان يرأسها الشيخ رائد صلاح يوم 17/11/2015، ارتفعت تلك الأصوات منتشية بصواب ما كانت تدعو إليه، وأن الحركة التي حظرت لو كانت مشاركة في الانتخابات الكنيست الإســرائيلي وكان لها حزب سياسي لحماها، ولو أنها بقيت متوحدة مع الذين شاركوا في الانتخابات لما حصل معها ما حصل من حظر ولسان حالهم يقول: “مش قلنا لكم؟”، لا بل إنهم ذهبوا لأكثر من ذلك باتهامنا بالتعصّب والتطرف وانعدام الرؤية السياسية وعدم العقلانية والواقعية.
دارت الأيام وها نحن نسمع منصور عباس يعلن نيته بفصل حزبه السياسي “القائمة الموحدة” عن الحركة الإسلامية التي يرأسها الشيخ صفوت فريج.
هذا الإعلان جاء بعد أسبوع واحد من إعلان نتنياهو أنه سيكمل مشروع إخراج ما تبقّى من الحركة/الإسلامية خارج القانون، المشروع الذي بدأه في العام 2015 بإخراج الحركة الإسلامية التي كان يرأسها الشيخ رائد صلاح وكنت نائبًا له.
هذا يعني بكل وضوح أن رئيس الحزب السياسي “السياج” قد قفز عن سياج الحماية وهرب، وترك حركته وحيدة تواجه مصيرها وكأنه يقول: “تلكم هي الحركة/الإسلامية وجمعياتها إن شئتم أن تحظروها فاحظروها فلا علاقة لي بها، أما أنا فحزب سياسي له أعضاء في كنيست إسرائيل”.
كنت وما زلت أقول إن الحركة الإسلامية هي وسيلة لخدمة الغاية التي هي الإسلام، فإذا حظرت ومنعت هذه الوسيلة بفعل قرارات ظالمة فلنبحث عن وسائل أخرى ولافتات أخرى لخدمة الإسلام.
يبدو أنه في فهم منصور عباس أن الحركة الإسلامية هي وسيلة لخدمة الغاية والتي هي الحزب السياسي في كنيست إسرائيل وليس خدمة الإسلام، فالمهم أن يبقى الحزب أما الحركة كوسيلة فإلى حيث ألقت.
إنه العقوق بأجلى صوره أن تترك أمك التي ولدتك تنهشها الذئاب وتنجو أنت بنفسك.
هذا ليس دهاء سياسيًا ولا مناورة ولا حنكة ولا مشيًا بين النقاط، وإنما هذه هي الحنجلة، وكما قيل في المثل: “أول الرقص حنجلة” وأما نهايته فإنه رقّاص محترف يعرض مهاراته في الرقص عند كل من يدفع.
إنه خطّ الانحراف يبدأ بموقف سياسي وينتهي
بكـ/ـارثة دعوية وفكرية بل ولعلّها ردّة عقائدية ووطنية.
اللهم إني أبرأ إليك.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق