الدرة (( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ )) الامام الشافعي
السبت، 12 أبريل 2025
معركة تحرير القدس
الأحد، 23 مايو 2021
مطوّر صواريخ القسام الذي اغتالته إسرائيل..
مطوّر صواريخ القسام الذي اغتالته إسرائيل..
"الجزيرة نت" في حضرة أسرة جمال الزبدة
برز اسم الدكتور المهندس جمال الزبدة الذي اغتالته إسرائيل رفقة قادة بارزين في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خلال الحرب على غزة.
ولم يكن ارتباط المحاضر الجامعي الستيني خريج الجامعات الأميركية، بالعمل العسكري معروفا حتى لدى أفراد أسرته والمقربين منه، لذلك شكل استشهاده رفقة نجله البكر أسامة وعدد من قادة كتائب القسام أبرزهم قائد لواء غزة باسم عيسى، "مفاجأة" بالنسبة للكثيرين.
رفيقة الدرب ومخزن الأسرار
تقول "أم أسامة" -زوجة الشهيد جمال الزبدة- إنه جاءها يوما ليخبرها بالطريق الذي يسلكه مع المقاومة، وترك لها الخيار، فاختارت بلا تردد دعمه وإسناده، وأن ترافقه في "مشوار الجهاد والمقاومة".
بوجه مبتسم، استقبلت "أم أسامة" الجزيرة نت لدقائق معدودة في سرادق عزاء يعج بمن وصفتهم بالمهنئين لا المعزّين، وقالت "كيف أحزن وقد اصطفاه الله شهيدا، ومنحه الشهادة التي لم ينقطع يوما عن الدعاء بنيلها".
بعد استشهاده، انتشر للدكتور جمال (64 عاما) مقطع فيديو يجمعه بنجله الشهيد أسامة (33 عاما)، وهو يقدّم له هدية بيوم مولده، وكان لافتا قوله "عقبال 100 سنة تقضيها بالجهاد وتكسير رؤوس اليهود".
وتقول أم أسامة إن زوجها الشهيد غرس في نفوس أبنائه وحتى أحفاده الصغار حب الوطن والتضحية من أجله، ورغم أنه كان قليل الكلام، فإن حديثه دائما كان عن المقاومة كسبيل وحيد لتحرير فلسطين.
وتتعهد أم أسامة بإكمال طريق زوجها، وتربية أحفادها على درب المقاومة ضد الاحتلال، حتى تحقيق حلم جدّهم الشهيد الذي ينحدر من أسرة لاجئة من مدينة يافا، بتحرير كامل تراب فلسطين من البحر إلى النهر.
نجل الشهيد عبد العزيز (30 عاما) قال للجزيرة نت إن والده كان كثير القيام خلال شهر رمضان، والدعاء قبيل اندلاع الحرب بأيام وساعات قليلة، بأن يكتب الله له الشهادة، ويقول لنا "القدس مستاهلة التضحية".
ورغم ما ظهر عنه بعد استشهاده كشخصية عسكرية وقائد في المقاومة، فإن عبد العزيز يؤكد أن هذه الشخصية لم تكن ظاهرة على والده في المنزل وفي تعامله مع أسرته ومحبيه، ويقول "كان حنونا رقيقا، ودودا مع أسرته وكل من يعرفه.. يقبل أيدي والدتي وشقيقاتي".
استشهد جمال الزبدة رفقة نجله البكر أسامةوعدد من قادة كتائب القسام (الجزيرة)
مطوّر برنامج الصواريخ
الشخصية العسكرية ظهرت تفاصيلها عقب اغتيال الدكتور الزبدة، الذي وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه "صيد ثمين"، وكان يمثل قوة رئيسية في منظومة سلاح حماس، والمسؤول عن إنتاج وتطوير الصواريخ.
وبحسب المعلومات التي بدأت تتكشف عقب عملية الاغتيال، فقد جنّد الدكتور جمال نجله أسامة وعددا من المهندسين للعمل معه في "دائرة التصنيع العسكري"، لتطوير ترسانة حماس بأقل الإمكانيات وباستخدام مواد بدائية متوفرة في غزة المحاصرة، وقد بدا التطور لافتا خلال الحرب الأخيرة عما كان عليه في حرب عام 2014.
والدكتور جمال أستاذ العلوم الهندسية والميكانيكا في كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية في غزة، تلقى تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة الأميركية، وله أبحاث علمية محققة تتعلق بتطوير محركات الطائرات، وهي منشورة في مجلات علمية مرموقة.
تقول أسرته إنه عمل في وكالة ناسا بالولايات المتحدة، إلا أنه قرر عام 1994 العودة إلى غزة، بحثا عن دور في خدمة وطنه وشعبه.
انضم الزبدة عام 2006 للعمل في تطوير القدرات العسكرية لكتائب القسام، وكان مدى صواريخها في ذلك الحين لا يتعدى 30 كيلومترا، لتفاجئ الجميع خلال الحرب بصواريخ تغطي مساحة فلسطين التاريخية.
محاولة اغتيال
وفي الحرب الثانية عام 2012، حاولت إسرائيل اغتيال الزبدة وفشلت، وكانت محاولة الاغتيال بالنسبة للكثيرين مفاجئة، ولم يتم ربطها في حينه بقيمته العسكرية التي ظهرت عقب اغتياله كمسؤول عن دائرة التصنيع العسكري في كتائب القسام، وتطوير برنامج الصواريخ والطائرات المسيّرة.
ونشرت وسائل إعلام عبرية، نقلا عن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، أن الزبدة كان أبرز خبراء البحث والتطوير في حماس.
ترسانة صاروخية
وكشفت الحرب على غزة عن تطور كبير ولافت في قدرات حماس الصاروخية، بادخال ذراعها العسكرية -كتائب القسام- أنواعا جديدة من الصواريخ إلى الخدمة، تتمتع بمدى أكبر وبقدرة على حمل رؤوس متفجرة ذات قوة تدميرية عالية.
وأظهرت حماس -بشكل أساسي وكأكبر فصيل في "الغرفة المشتركة" لفصائل المقاومة- قدرة ملموسة في المحافظة على إطلاق أكثر من 4 آلاف صاروخ على مدى 11 يوما من الحرب، وبشكل يومي، وبمديات مختلفة وقدرات تدميرية عالية.
وكان صاروخ "عياش 250" هو أحدث الصواريخ التي كشفت عنها كتائب القسام وأدخلتها إلى الخدمة خلال الحرب، وهو يحمل اسم يحيى عياش -أحد أبرز قادتها- الذي اغتالته إسرائيل عام 1995، ويصل مداه إلى 250 كيلومترا، وبقدرة تدميرية كبيرة.
وتبدي أسرة الزبدة فخرا باتهامات إسرائيل للدكتور جمال بأنه كان أحد أبرز المسؤولين عن تطوير هذه المنظومة الصاروخية.
الأربعاء، 19 مايو 2021
المقدسية الأخطر هنادي حلواني في مدينة القدس وإحدى حراس المسجد الأقصى
المقدسية الأخطر هنادي حلواني في مدينة القدس وإحدى حراس المسجد الأقصى
وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ
د.صلاح الدوبى
جنيف – سويسرا
في بيتٍ مقدسيّ عتيق بمنطقة “وادي الجوز” بالقرب من المسجد الأقصى، شيّدته الجَدّة “أم بدر” قبل النكبة الفلسطينية بيديها المجعدتين طوبة طوبة، ولدت هنادي حلواني “40 عام” لأبوين مقدسيين، وجدّة تنام في حضنها وقد أخذت كلٍ منهما قطعة من قلبِ الأخرى، ربت على أحاديث الحرب وقصص التشريد والقهر، وكبرت كياسمينة في باحات الأقصى تُعرّش على أبوابه، تحفظ زواياه، وحكايات حجارته وأشجاره عن ظهرِ قلب، إلى أن أصبحت مرابطة في مُصلاه، فيما يعدها الاحتلال الإسرائيلي اليوم المرأة الأخطر في القدس، فلا يكُف عن ملاحقتها ومنعها من دخول المسجد مُستنفذ بشاعة الطرق كافة.
أطلّت هنادي على الدنيا بوجهٌ كالنور ووجنتين متوردتين، وجاء ميلادها سهلًا، تُخبِر قائلة: “تأخر والديّ في الإنجاب خمس سنوات قبل أن يرزقوا بأختي الأولى، كانت سنوات ملؤها القلق والسعي نحو العلاج، وسرعان ما جاء حمل أمي وميلادها لي دون نصبٍ أو تعب”، وهناك استبشروا بالصغيرة الجديدة خيرًا، لاسيما جدّتها التي لعبت دورًا بطوليًا في قصتها، ولمّا أن كانت عائلة هنادي ممتدة، فحظيت هي بالمكانة المُقربة من جدتها.
“حدثتني جدتي مرارًا عن قصص الحرب والمذابح التي حدثت، وأصوات القذائف وكيف فقدت ابنها شهيدًا، وكيف فقدت عمتي عينها وساقها، وكيف اضطر الاحتلال عماتي للجوء في البلدان، وكيف عاش الفلسطينيون في تعاسةٍ وشقاء وخوف وتشريد، وكيف واجهت جدتي كل ذلك وحدها بأبنائها الأيتام”، وقد زرعت هذه الروايات التي سمعتها هنادي من لسان شاهد حيّ، حب التمسك بالوطن ومقدساته، والتفاني في الحفاظ عليه كبؤبؤي عينيها.
ذات يوم في وقت المغرب كانت تدندن الصغيرة التي لم تتجاوز السابعة من عمرها في فناءِ البيت، فما لبثت أن وجدت جدتها تبكي لسماعها، “سألتها، ستي لماذا تبكين؟ قالت: “يا ليت يا ستي أسمع صوتك يصدح بقراءة القرآن في المسجد الأقصى”، هناك شردت بذهني وأطرقت السمع لطنين كلمات جدتي التي بقيت عالقة كأمنية تكبر معي إلى أن تحققت نبوءتها بعد ثلاثين عام، وأصبحت معلمة قرآن في المسجد الأقصى، ووصل صوت تكبيري إلى أقصى العالم، وهذا من فضل الله عليّ”.
شجرة ستي
تقول هنادي: “كانت ستي كبيرة في العمر ولا تستطيع الولوج إلى داخل المسجد، فكنا دائمًا ما نجلس تحت شجرة عريقة، كانت أول ما يقابلنا في مدخله بالقرب من باب الأسباط”.
فيما تُطلِق عليها هنادي اسم “شجرة ستي” حيث كانت تُرافق جِدتها كظِلها”.وبين الفنية والأخرى تسألها: “جدتي، كيف يمكنني خدمة الأقصى؟” فتجيبها: “نظفي ساحاته”.
ليس مسجد فحسب، أو مكان للعبادة، إن الأقصى للمقدسيين، وخاصة السكان الأقرب عليه بمثابة “روح” ومُتنفس وحياة كاملة، يخرجون إليه للتنزه، للإفطار، للعبادة، لممارسة الأنشطة الاجتماعية، ولمّا أن كان بيت عائلة حلواني قريب من الأقصى، كان لهنادي حُصة كبيرة في قضاء جُلّ أوقاتها فيه، تتحدث: “كانت ستي كبيرة في العمر ولا تستطيع الولوج إلى داخل المسجد، فكنا دائمًا ما نجلس تحت شجرة عريقة، كانت أول ما يقابلنا في مدخله بالقرب من باب الأسباط”.
ولطالما أنصتت تلك الشجرة إلى حكايات الجدّة وجاراتها وصديقاتها اللواتي كُن يجتمعن يوميًا للإفطار معها هناك، فيما تُطلِق عليها هنادي اسم “شجرة ستي” حيث كانت تُرافق جِدتها كظِلها، وبين الفنية والأخرى تسألها: “جدتي، كيف يمكنني خدمة الأقصى؟” فتجيبها: “نظفي ساحاته”، وهناك دائمًا ما تراها تحمل كيسًا تجمع فيه الحجارة وأوراق الشجر وبقايا الأوراق في فناءِ المسجد، فتنظفه وترتبه، فكبرت وهي تستشعر أنه سيكون لها شأن في خدمة الأقصى يومًا ما.
أنا إن مُنعتُ أو اعتُقِلتُ فإنَّني
مثـل السَنابلِ أنحني فأجــودُ
إن غبتُ شمساً لا يُعابُ غروبُها
في الصُبحِ أُشرقُ روعةً وأعـودُ
انتفاضة الحجارة
إنَّ لتعلم حلواني في مدرسة دار الطفل العربي بالقدس، أثر عظيم على تشَكُل شخصيتها، ولطالما شعرت بالفخر لانتمائها لهذه المؤسسة التي أسستها هند الحسيني على خلفية مذبحة دير ياسين، وكانت بدأت بمدرسة داخلية لرعاية الأيتام الذين خلّفتهم المذبحة، ثم تطورت وتوسعت إلى مؤسسة تعليمية كبرى لها أفرع وتضم طالبات من غير الأيتام، تقول: “اختلطت في دراستي بالكثير من الزميلات الأيتام اللواتي، وكان لاختلاطي بهن وتعليمي فيها الذي استمر حتى الثانوية العامة تأثير كبير على تنمية فكري الوطني والوجداني”.
تذكُر هنادي بقوة كيف اندّلعت انتفاضة الحجارة وهي في سنوات دراستها الأولى، وانتفضَ الشبان في كل أرجاء فلسطين، وقد كانت شاهد عيان على عمليات الاشتباك ولا تفتأ تذكُر مشاهد الجرحى والمصابين ورمي الحجارة والمولوتوف، لاسيما أن حدثًا أصاب العائلة حينها تخبرنا: “في الانتفاضة ارتقى ابن عم جدتي، محي الدين الشامي، شهيدًا، وشكّل هذا الحدث صدعًا في نفوسنا، وما زالت أصوات بكاء الناس عالقة في رأسي حتى اليوم”.
الجندي المجهول
عندما تزوجتِ في سن السابعة عشر، ماذا كان اختيارك؟ تُجيب السيدة المقدسية: “تزوجت من ياسين مكاوي، وهو نابلسي الأصل، حاصل على شهادة في التاريخ، ويعمل مع والده في محلٍ تجاري بمنطقة باب العامود، أما الاختيار، فكان رجل يعينني على ديني، وألا يكون شخصًا عاديًا، وفي الحقيقة، هو الجندي المجهول الذي لا يعرفه الناس؛ إنهم يرون هنادي في الظاهر ولكن لا يعرفون مَن خلفها، لقد ساندني كثيرًا في مسيرتي التعليمية من بداية عمري، وهو ليس بمثابة زوج؛ إنما مُربي وأب أستظل بظلاله”.
وخلال سنوات الدراسة التي حصدتها هنادي بشهادة امتياز مع مرتبة الشرف في تخصص الخدمة الاجتماعية والأُسرية، أقل ما يُوصف فيها أنها كانت تُكافح لنيل هذا التقدير، تقول: “في تلك الفترة رزقنا الله بابنتي آلاء ومن ثم ابني محمود، وفي يوم تخرجي كنت في حالة ولادة لابني أحمد” تأخذ نفسًا وتُعقب: “كانت فترة صعبة لأنني كنت ألعب ثلاثة أدوار، فكنت زوجة، وأمًا، وطالبة ليست عادية إنما طالبة مجتهدة”.
وفي وصفها تشير هنادي بأصابعها العشرة إلى أن تربيتهم لأبنائهم جاءت على أساس أن الأقصى جزء من العقيدة الإسلامية، “ربيتهم على أن المسجد الأقصى أهم من روحنا، وتأسسوا منذ الصغر على وجوب الدفاع عنه بالغالي والنفيس، وهم يعينوني كثيرًا على مواصلة الطريق”.
بماذا تصفين أسرتك؟ تُجيب دون تردد كأنها جهزت الإجابة منذ زمن: “نحن أسرة أقصاوية”، وفي وصفها تشير هنادي بأصابعها العشرة إلى أن تربيتهم لأبنائهم جاءت على أساس أن الأقصى جزء من العقيدة الإسلامية، توضح: “ربيتهم على أن المسجد الأقصى أهم من روحنا، وتأسسوا منذ الصغر على وجوب الدفاع عنه بالغالي والنفيس، وهم يعينوني كثيرًا على مواصلة الطريق”.
وفي العام 2007 كانت تحمل هنادي في أحشائها آخر العنقود “حمزة”، حينها قررت أن تدخل المسجد الأقصى للتعلّم، وهناك حصلت على الإجازة القرآنية الأولى من دار القرآن الكريم، وظلّ صغيرها رفيقها للمسجد، تقول: “كان عُمر ابني أحمد بالكاد 3 سنوات، وحمزة رضيع، وأنا أذهب يوميًا إلى محل والدهم في منطقة باب العامود أضع أحمد لديه، وأنزل أنا والصغير للتعلم في الأقصى”.
معلمة في الأقصى
ولمّا أن كانت تحلم هنادي دائمًا بأن تصبح معلمة قرآن في المسجد الأقصى، فقد تحقق لها ذلك بطريقة قدرية تروي حكايتها قائلة: “سمعت عن مشروع اسمه مصاطب العلم لتعلم وتعليم القرآن، يُنفذ في المسجد الأقصى، فذهبت لتقديم أوراقي، ولكن رفضت مُركِزة المشروع تقدمي متذرعة بأن لديهم عدد كافٍ من المُدرِسات، وهم بحاجة لدرجة ماجستير على الأقل في العلوم الشرعية، ومع ذلك أصررت عليها أن تُقدِم أوراقي فقط”.
تردف: “بالفعل تسلمت منّي الأوراق، ولكن لم تقدمها للمدير، ومرة أخرى سمعت صدفةً أنّهم أرسلوا رسائل هاتفية للمتقدمات للمقابلة، منهن طالبات وأخريات معلمات، بينما لم يُرسلوا لي، فتركت عملي في البيت وذهبت فورًا للمكان، وجدت المسؤولة مشغولة بعدد النساء الكبير، فساعدتها سريعًا في تنظيم الأوراق وتجهيزهم، وهنا انتبه لوجودي المدير، وسأل عني، فأخبرته المُركِزة أن أوراقي لا تفي بشروطهم، ومع ذلك طلب مقابلتي”.
في المقابلة، كان هناك عدد من المتقدمات لم يحضرن، لكن المسؤولة زكّتهم بقولها “فلانة زوجة شهيد”، “فلانة لديها خبرة دعوية 20 عام” وهكذا؛ لكن هنادي بعدما قابلها مدير المشروع، لم يكن لديها ما تقوله سِوى: “أنا ليّ الله ومحبتي وعشقي للمسجد الأقصى”، فما كان منه إلا أن هاتفها بعد وقتٍ يسير ليخبرها أنها مقبولة في العمل بوظيفة معلمة لتجويد القرآن الكريم وتدريس مادة تربية الأولاد في الإسلام، وهنا بدأ مشوار رباطها داخل الأقصى يوميًا بتاريخ 1/6/2011.
تحدي بالفيديو
بدت كالنحلة بصُحبة رفيقتها خديجة خويص، تُعلم القرآن، وتُدرس المنهاج التربوي، وتعقد الدورات التدريبية، وتحرص على تكريّس الجهود لزيادة التجمعات داخل المسجد؛ بغرض عدم تركه فارغًا للتدنيس والاقتحامات من جنود الاحتلال، وبالتالي، لم يرحمها المحتل أبدًا، فبدأ مشواره معها في التضيق والمُلاحقة والاعتقال والإبعاد والاقتحام، وتجاوزت اقتحاماته لبيتها سبع مرات، اقتحامات مستقلة عن الاعتقالات، تصفها قائلة: “فجأة دون سابق إنذار تدخل البيت قوات مُجندة تقلبه رأسًا على عقب، تفتيش، تدمير، تحطيم، مصادرة أجهزة، ويغادروا تاركيه خراب”.
ولكن هنادي حلواني ليست سيدة عادية لتجلس تبكي وتندب إثر ذلك، إنما تقوم بتوضيب البيت بأقصى سرعة ممكنة، وتُعيدُه أجمل مما كان ثم تُصوره “فيديو” وتنشره في تحدٍ للمحتل الذي يتعقبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما يتعقبها على الأرض، أما أشدّ هذه الاقتحامات قسوة، فكان الأخير، والسبب؟ “كان أكثرها عنفًا لأنهم أدخلوا كلاب بوليسية، وهم يعرفون نجاستها في ديننا، فكان تلويثًا مقصودًا؛ بغرض إجهادي أكثر في غسل أجزاء البيت وتنظيفه، ومع ذلك، خرجت لهم بالفيديو وتحديتهم صبيحة اليوم الثاني”.
ولم يقتصر الأمر عليها وحدها، فأقحم الاحتلال أسرتها، حيث حرمهم من العلاج جميعًا ومن الاستفادة من التأمين الصحي والوطني وخدماته، تقول: “في هذا تهديد بالإقامة المقدسية باعتبار أن التأمين الصحي مرتبط بالهوية المقدسية التي بموجبها نستطيع العيش والبقاء في القدس”، وهل اكتفى؟ “بالطبع لا، إنّه في كل مرة يقتحم المنزل يقوم بالتدمير، ويصادر حواسيب الأبناء ويحتجز شهاداتهم، وقد اعتقل ابنتي آلاء أثناء اعتقالي عام 2017 وأخضعها للتحقيق في محاولة للضغط عليّ، لكنه لا يعلم أنه مهما فعل لا يثنيني”
عزيمة حديدية
أكثر من 60 مرة جرى اعتقال حلواني حتى إجراء هذا الحوار الصحفي، وذات مرة كانت مُبعدة عن المسجد الأقصى ضمن 50 امرأة، فاعترضوا بالاعتصام، تُوضح: “وقفت أنا والسيدات عند باب المجلس وحملنا شعارات تُشير إلى أننا مُبعدات عن المسجد، وهناك لاحقتني قوات الاحتلال من باب المجلس لباب العامود، وأنا أركض هربًا منهم، حتى وصلت إلى محل زوجي، وهناك اعتقلوني وضربوني ضربًا مبرحًا كالشباب، حتى أصبح لون جسدي أزرقًا وأهانوني بألفاظ بذيئة أمام ابني أحمد وعمه، وكانت هذه أشدّ المرات قسوة على نفسي”.
وللقارئ أن يتخيل عندما يقتحم جنود الاحتلال بيتها في منتصف الليل، فتصحو من نومها فزعةً على أصوات أبواب تتكسر وهي في حالة لا وعي، تُشير: “في كثير من المرات كانوا يقتادوني في سيارة الشرطة، وأنا لا أدري هل أنا في حلمٍ أم علم”، وكم لهذه المشاهد أثر في نفسها ونفوس زوجها وأبنائها الشباب، عندما يُدمر الاحتلال البيت، ويضع الحديد في يديها وقدميها ويقتادها للاعتقال، مُخلِفًا البيت حُطامًا.
لكن كل ذلك لم يجعل هذه العائلة المقدسية أن تتوانى أبدًا عن المُضي قُدمًا في نُصرة الأقصى، رغم أن الاحتلال لم يعدم الوسائل، سواء بحق أو غير حق ليُثني حلواني عن طريقها، تقول: “حتى في سيارتي يلاحقني الاحتلال ويخالفني بشكل غير قانوني مُتذرعًا بأن السيارة لا تصلح للسياقة، وهي حجة واهية، فالمركبة مرخصة من دائرة السير عندهم، وخلال هذا العام أوقعوا عليّ مخالفات تحت بند هذه الحجة وصلت قيمتها لـ 3 آلاف شيكل”.
هبّة الأسباط
ومَن منّا ينسى “هبّة باب الأسباط” عام 2017 وأحداثها المفصلية في تاريخ المدينة المقدسة، عندما هبّ المقدسيون لرفض البوابات الإلكترونية التي عزم الاحتلال على وضعها داخل أبواب المسجد الأقصى، في محاولة للتفرد بالمسجد لتهويده وحصاره وفرض التقسيم المكاني عليه؛ لعزله عن محيطه وبيئته العربية والفلسطينية، وهناك اعتصم المقدسيون 14 يومًا على بوابات الأقصى رفضًا لقرار الاحتلال الإسرائيلي.
بعد هذه الأيام الفارقة في تاريخ القدس قضتها هنادي حلواني في الرباط مع الكل المقدسي، خنع الاحتلال لإرادة الشارع وتوصل لاتفاق مع المرجعيات الدينية بالتنازل عن تركيب البوابات، وفتح المسجد الأقصى من باب الأسباط للمعتصمين (أكثر من 15 ألف شخص)، ولهنادي يوم الفتح قصة ترويها: “كان هناك شيء لا يعرفه معظم الناس، وهو أن الاتفاق مع الاحتلال على فتح أبواب الأقصى لم يشمل فتح باب حطّة حيث كان مغلقًا من قبل حادثة البوابات، وتذرع الاحتلال بفتحه لاحقًا، فيما كان الاتفاق على دخول الأقصى من الأسباط”.
فهل رضخت السيدة المقدسية؟ “كلا! ما كان منّا إلا أننا أخبرنا الناس أن الدخول سيكون من باب حطة ونشرنا الخبر، فاحتشد المقدسيون أمامه، وبقينا أربع ساعات في حالة مخاض، نُكبر ونبكي ونهتف وندعي، وأنا أقول في نفسي، لا يمكن ألا يستجيب الله دعاءنا، لابد أن يستجيب لمخلصٍ فينا.
ماذا كان موقفك؟ “اتصلنا أنا وخديجة بالشيخ عكرمة صبري، وأخبرناه أن القرار غير سليم، والاحتلال مراوغ، ربما يستمر في إغلاق باب حطة ويحصل على مكسبٍ يُسجل له، كما أن اختيار توقيت الظهر في فتح البوابات غير مناسب، ومن غير المنطقي عدم انتظار الشبان المقدسي الذين صنعوا هذا النصر، حتى يعودوا من أعمالهم وأشغالهم، وهم الذين ظلّوا طوال 14 يومًا يرابطوا حتى منتصف الليل، ويتحملوا ضرب الرصاص وقنابل الصوت وهمجية الاحتلال الذي خضع أخيرًا لإرادتهم؛ لكن صبري رفض الاستجابة”.
فهل رضخت السيدة المقدسية؟ “كلا! ما كان منّا إلا أننا أخبرنا الناس أن الدخول سيكون من باب حطة ونشرنا الخبر، فاحتشد المقدسيون أمامه، وبقينا أربع ساعات في حالة مخاض، نُكبر ونبكي ونهتف وندعي، وأنا أقول في نفسي، لا يمكن ألا يستجيب الله دعاءنا، لابد أن يستجيب لمخلصٍ فينا، وهنا جن جُنون الاحتلال وضُغِط لكثرة العدد وشدّة التكبيرات والأصوات التي تصدح، واضطُر لفتح حِطة، ودخلنا الأقصى في هبة الأسباط من بابِ حطة”.
وهناك تلقفهم الاحتلال بالضرب بقنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي، وامتزجت المشاعر والمشاهد في غرابةٍ نادرة، ترى بعض الناس يسجدون فرحًا، وآخرون يسقطون من رائحة الغاز، فيما يتطاير الرصاص والحمام في السماء في آن، الكثيرون يبكون فرحًا وغيرهم يبكون ألمًا، كانت مشاعر جميلة وغريبة غُرست بدواخلهم وما هي إلا أشبه بـ “بروفة” للنصر الأعظم.
المرأة الأخطر
وماذا عن دورك في هبة الرحمة عام 2019؟ تُجيب وفي صوتها حزن: “هبّ الناس لفتح مصلى الرحمة الذي كان مغلقًا لمدة 16 سنة، وفي تلك الأثناء، كنت مبعدة لمدة 6 شهور عن الأقصى ويتبقى لي 4 أيام حتى ينتهي إبعادي، لكني لم أُقهر، وشاركت كل العالم دخول المقدسيين لمصلى الرحمة، حيث صعدت لمطلّة طور وفتحت بث مباشر لمتابعيّ على صفحة فيسبوك الذين يزيد عددهم عن مليون مُتابع من كافة أرجاء العالم، بكينا وكبّرنا معًا، وكُنت أسمع من بعيد أصوات تكبيرات المقدسيين بفتح المصلى”.
“أنتِ المرأة الأخطر في القدس وواحدة مثلك تستحق أن نرسل لها قوات كبيرة يصحبها سائق من المُدربين.
في تلك الأثناء، كان الاحتلال متخوفًا جدًا من دخول حلواني للأقصى، فاقتحمت قوات كبيرة من جنوده بيتها، وكسروا الباب واقتادوها إلى مركز شرطة قشلة، تُعقب: “قلت للضابط لم يكن هناك داع لكل هذه القوات والمجندات والشرطة حتى تعتقلوني، كان يكفي أن تتصلوا بي وتبلغوني بالحضور للمركز”، فما كان ردّه حينها إلا أن قال: “أنتِ المرأة الأخطر في القدس وواحدة مثلك تستحق أن نرسل لها قوات كبيرة يصحبها سائق من المُدربين على السياقة المتهورة، فأنتِ امرأة غير عادية”.
وهناك تسلّمت هنادي قرار بالإبعاد لمدة 6 شهور أخرى عن المسجد الأقصى، قبل أن ينتهي سريان القرار الأول، وفي السنوات الخمس الأخيرة أصبح لا يتوانى عن إبعادها الدائم عن مسجدها الحبيب، فيسلمها قرار الإبعاد بمجرد انتهاء القرار الذي يسبقه، وقد حدث أن استمر إبعادها لسنة وثلاثة أشهر متواصلة لم تدخل فيها الأقصى يومًا واحدًا، فكيف عملت على نصرته وهي ممنوعة من دخوله؟
رسالة عالمية
في كل مرة تُمنع فيها من دخول المسجد الأقصى تسعى لِتعلم شيء جديد يعود بالنفع عليها وعلى طالباتها، تقول: “أنا أعلم أن الاحتلال سيستمر بفرض قرارات الإبعاد على الدوام، ولكني واثقة أنه زائل هو وقراراته عاجلًا غير آجلًا”، ومن هنا، قاومت حلواني هذا الأمر من خلال سفرها خارج البلاد حيث سُمح لها بالسفر لمدة عام، وذلك بعد أن انتهى قرار منعها الذي استمر لثلاثة سنوات.
تقول: “سافرت إلى عدّة دول؛ إلى تركيا، الكويت، البحرين، الأردن مرارًا، إندونيسيا، شرق آسيا، وكل ذلك في سبيل إيصال رسالة القدس والأقصى، وعقدت الكثير من النشاطات والمؤتمرات التي تدعم وتُثبت المقدسيين، وأوصلت رسالة المسجد الأقصى رغم إبعادي عن دخوله لكل العالم وأكثر مما لو كُنت جالسة في باحاته”.
لكن الاحتلال لم يهنأ له بالًا بسفرها، فمنعها من مغادرة البلاد مرة أخرى، وهنا قاومت هنادي الإبعاد عن الأقصى والمنع من السفر بصُنع المقلوبة، توضح: “بدأت بهذه الفكرة منذ عام 2015 حينها جرى إبعادي عن الأقصى، وكان لأول مرة يتم في شهر رمضان المبارك، فأصبحت أرابط أنا وأخواتي المُبعدات على باب السلسلة، وصنعت حلّة مقلوبة وقلبتها هناك”، ولماذا اخترتِ هذا المكان تحديدًا؟
تُجيب المقدسية الهُمامة: “اخترنا باب السلسلة كونه الباب الذي يخرج منه المستوطنين والسياح والأجانب، وارتدينا ملابس خاصة كُتِب عليها بالعربي والإنجليزي (أنا مُبعدة عن المسجد الأقصى)، وكنا نتحدث مع الأجانب ونخبرهم أن دولة الاحتلال التي تدّعي الديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان تمنعنا نحن المسلمين من دخول المسجد، وتسمح لكم كأجانب وتسمح للمقتحمين، فأوصلنا رسالة قوية جدًا”.
ومن هُنا كان اختيار حلواني لتقلب أول أكلة مقلوبة على بابه، ومن ثم تلتها العديد من المرات، حتى اُتُهِمت في محاكم الاحتلال الإسرائيلية بأنّها تُحرّض الناس بدعوتهم لتناول المقلوبة في المسجد الأقصى، تقول: “يحلو لي وأنا مُبعدة عن الأقصى أن أصنع المقلوبة وأقلبها في أقرب نقطة منه، وعندما سافرت طبختها في إندونيسيا وتركيا والأردن، وأصبحت المقلوبة رمزًا للنصر والتحدي لقرارات الاحتلال وقلب قرارته على رأسه، وأنا أعتبر مكوناتها صمود وتحدٍ وتجذر في هذه الأرض، وكما نقلبها سيُقلب الاحتلال بإذن الله ويزول”.
الخميس، 13 مايو 2021
سامحنا يا قدس سامحينا ياغزة وكل عام والمسجد الأقصى بخير
سامحنا يا قدس سامحينا ياغزة وكل عام والمسجد الأقصى بخير

الدكتور صلاح الدوبى
جنيف – سويسرا
مئة وخمسون عاما تفصل المقولة الشهيرة للحاخام اليهودي “راشورون”: “إذا كان الذهب هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم. فإن الصحافة ينبغي أن تكون قوتنا الثانية”
مئة وخمسون عاما،أيضا تفصل مقررات المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد برئاسة ” تيودور هيرتزل ” والتي ركزت على أنه: “يجب الهيمنة على الصحافة العالمية حتى تصبح طوع بنانا، تهيج عواطف الناس حين نريد، وتثير المجادلات الحزبية الأنانية التي تخدم مصالحنا حين نريد، ونسيطر بواسطتها على العقل الإنساني”.
شدد اليهود منذ البداية على اهمية الاعلام في سيطرتهم على العالم وقد ورد في البروتوكول – 12 – من بروتوكولات حكام صهيون على اهمية ذلك في قولهم”سنمتطي صهوة الصحافة ونكبح جماحها .. يجب ان لا يكون لأعدائنا وسائل صحفية يعبرون فيها عن ارائهم .. لن يصل طرف من خبر الى المجتمع دون ان يمر علينا” .
لم تكن سيطرتهم على وسائل الاعلام لأنهم يملكون الثروة وبالتالي امتلكوا الصحف ووكالات الانباء وكل وسائل الاعلام، بل اضافة لذلك اعتمادهم على علماء في هذا المجال من كل الاختصاصات، فلم يعتمدوا على مهرجين في عالم الاعلام كما نفعل نحن، فنأتي بكل من حفظ بيتين من الشعر ولسان سليط ينفع للشتم والسب وترويج الاكاذيب، بل اعتمدوا على رجال علماء يتقنون اكثر من عشرات اللغات ودرسوا تاريخ الشعوب وعاداتهم ولغاتهم بل وحتى لهجاتهم المحلية.
وانهم استخدموا اسلوبا غاية في الذكاء لتحقبق ماربهم، بحيث انهم و على سبيل المثال اذا ارادوا ان يروجوا لفكرة غير صحيحة، يذكرون عشرات الحقائق الصحيحة ويدسون بينها عدة أهداف مزيفة مما يجعل المتلقي يصدق الحقائق المذكورة ومعها سيبتلع ما هو مزيف على انه حقيقة وليس كما يفعل اعلامنا الذي يذكر امورا كلها مغلوطة وبالتالي ينكشف كذبه بسهولة، كما حدث في تغطيات كثيرة كان الزيف فيها واضحا، وما اساليب الصحاف وكذبه المفضوح ببعيدة عنا حيث كان يدعي النصر على الامريكان وكيف انهم اصبحوا طعاما للغربان فيما كانت الدبابات الامريكية على بعد امتار من مركز بثه لأكاذيبه، وصل الامر ان الفرد العربي بات لا يصدق بما يبثه اعلامه من فرط مابه من كذب واضح .
تمويل من الحكومة الفرنسية
3 -،وكالة إنباء اليونايتد يرس انترناشيونل الأمريكية، وهي اتحاد وكالة أنباء سكرا يس هوارد يونايتد يرس ووكالة أنباء انترناشيونال نيوز سيرفس . وكان اتحاد هاتان الوكالتان بتأثير من الحركة الصهيونية وتقع هذه الوكالة لنشر الدعاية الصهيونية المباشر
4 – وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية وتم تأسيسها من خلال شراكة خمس صحف أمريكية في عام 1900 وتحولت إلى شركة ساهمت فيها عدد كبير من الصحف والمجلات الأمريكية وتقع تحت الضغط الصهيوني، سميا وان غالبية مالكيها هم يهود .
السيطرة على الصحافة
تمتلك الصهيونية العالمية حوالي (895) صحيفة ومجلة في العالم سواء كان عن طريق الامتلاك أو التأثير.
وتمتلك الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية كبريات الصحف اليومية والأسبوعية وان أكثر من 95 % من الصحف الأمريكية تحت تأثير اليهود، فهناك مثلا أدولف أوش من عائلة سولز برغر اليهودية يمتلك أضخم الصحف الأمريكية وعلى رأسها صحيفة النيويورك تايمز، ويسيطر االيهود على صحيفة الوشنطن بوست، والديلي بوست، والنيويورك بوست، والديلي نيوز، وستار ليرجر، وصن تايم، وشيكاغو صن تايمز، وشيكاغو تربيون، وأريزونا نيوز، ونيويورك هرك، والكزيستان سبنس مونتير، وديترويت نيوز، ومجلة التايم، وفاريتي الفنية والنيوز ويك، ونيويورك ماغازين وبزنس ويك .
أما في بريطانيا فان حوالي90 % من الصحف تتعاطف مع إسرائيل، في انجلترا مثل التايمز التي بذل اليهود أمولا طائلة حتى تمكنوا من امتلاكها من خلال استغلال الظروف المالية الخانقة التي مرت بها الصحيفة وقام بشرائها لمليونير اليهودي الاسترالي الجنسية ” روبرت ميردوخ “ كما اشترى صحيفة الصندي تايمز، و يمتلك مجلة الصن الإباحية ومجلة نيوز أوف ذي وورلد ومجلة سيتي ما غازين ويمتلك اليهود الديلي اكسبريس، والصنداي اكسبريس، والديلي اكسبريس، والديلي ميل، ولديلي هيرلد، والنيوميدل ايست، والجويش او بزرفر، وتشير إحصاءات انه يصدر في بريطانيا يوميا 15 صحيفة تقع تحت تأثير اليهود توزع حوالي50 مليون نسخة .
وفي فرنسا يسيطر اليهود على حوالي 70% من الصحافة الصادرة فيها والتي من أهمها مجلة نوفو كا ييه، والدفاتر الجديدة التي يملكهما اليهودي البريطاني جيمس غولد سميث،
السيطرة على محطات التلفزيون والإذاعة
تمثل المواجهات اليومية العنيفة في ساحات المسجد الأقصى، وقبلها ومعها في الشيخ جراح وباب العامود وكنيسة القيامة، حلقات في سلسلة واحدة من معركة القدس الطويلة والمفتوحة التي تخوضها إسرائيل كدولة احتلال ضد كل مظاهر الوجود الفلسطيني في القدس متمثلا بالمواطنين المقدسيين انفسهم، ومجرد وجودهم وبقائهم وصمودهم في مدينتهم، بالإضافة إلى جميع الرموز والتعبيرات الدينية والوطنية.
وتبدو هذه المعركة غير متكافئة إذا قيست بعناصرها المادية واللوجستية، فدولة الاحتلال موحدة كحكومة وأجهزة أمنية وإدارية ومدنية، ومنظومة قضائية بعيدة عن قيم العدالة وتعتمد قوانين عنصرية جرى تفصيلها على مقاسات السيطرة اليهودية، وبلدية منحازة للمستوطنين ولبرنامج التطهير العرقي، تتفنن في التنكيل ب”مواطنيها” بدل تقديم الخدمات لهم، اليهود ركزوا على هذا القطاع واستثمروا فيه مليارات الدولارات فسيطروا على معظم محطات التلفزيون والإذاعة ومواقع الانترنت واحتكروا البعض على امتداد القارات الخمس وبمختلف اللغات واللهجات
ان غالبة شبكات التلفزه في أمريكا يملكها اليهود فمثلا شبكة،A.B.C يمتلكها اليهودي ليونارد جونسون ويمتلك شبكة C.B.S اليهودي ويليام بيلي وكذلك شبكة التلفزيونN.B.C يمتلكها اليهودي الفرد سلفرمان
أما شركات الإنتاج التلفزيوني التي تعود ملكيتها إلى اليهود (شركتي مياكون وكانو)التي تعود ملكيتهما لليهودي ” مناحيم جولان ” والشركة البريطانية للإنتاج التلفزيوني (آي. تي. في) التي تعود ملكيتها لليهودي ” الورد لوغر يد” وشقيقه” لغونت”
وفي مجال السينما، في الولايات المتحدة الامريكية مثلا يسيطر اليهود على شركات كبيرة مثل شركة فوكس للإنتاج السينمائي التي يمتلكها اليهودي ويليام فوكس، وشركة غولدين للإنتاج السينمائي التي تعود ملكيتها لليهودي صاموئيل غولين، وشركة مترو التي تعود ملكيتها ليهودي لويس ماير، وكذلك شركة إخوان وآرثر ليهودي هارني وآرثر وإخوانه، وشركة برام ونت لليهودي هود كنسون إضافة الى الأعداد الضخمة من الكتاب والمخرجين والممثلين. وفي بريطانيا يمتلك اليهودي اللورد لفونت 280 دار للسينما .
أظهرت وسائل الإعلام الغربي اليهودي، الكيان الإسرائيلي منذ نشأته، على أنه دولة حضارية وجزء من العالم الديمقراطي، كما يصور اليوم الفصائل الإرهابية التي تقاتل في الميدان الفلسطينى، كمقاتلين من أجل الحرية والديمقراطية، بينما هم يقومون بالإغتصاب والنهب (البترول، الآثار والمحميات الطبيعية) وبتر الأعضاء والتجارة بها وخطف البشر والإتجار بهم، فتساعدهم ليكونوا جزءاً من ذات العالم الديمقراطي (الإسرائيلي).
مواجهات يومية ونضال لا يتوقف بدون أسلحة

تمثل المواجهات اليومية العنيفة في ساحات المسجد الأقصى، وقبلها ومعها في الشيخ جراح وباب العامود وكنيسة القيامة، حلقات في سلسلة واحدة من معركة القدس الطويلة والمفتوحة التي تخوضها إسرائيل كدولة احتلال ضد كل مظاهر الوجود الفلسطيني في القدس متمثلا بالمواطنين المقدسيين انفسهم، ومجرد وجودهم وبقائهم وصمودهم في مدينتهم، بالإضافة إلى جميع الرموز والتعبيرات الدينية والوطنية.
وتبدو هذه المعركة غير متكافئة إذا قيست بعناصرها المادية واللوجستية، فدولة الاحتلال موحدة كحكومة وأجهزة أمنية وإدارية ومدنية، ومنظومة قضائية بعيدة عن قيم العدالة وتعتمد قوانين عنصرية جرى تفصيلها على مقاسات السيطرة اليهودية، وبلدية منحازة للمستوطنين ولبرنامج التطهير العرقي، تتفنن في التنكيل ب”مواطنيها” بدل تقديم الخدمات لهم.

وتبرز في مقدمة صفوف الهجمة الإسرائيلية الحالية جماعات المستوطنين والقوى المتطرفة مثل مجموعة “لهافا” وحزب القوة اليهودية برئاسة ايتامار بن غفير واتباع كهانا، والجمعيات الاستيطانية المتخصصة في سرقة الأرض والاستيلاء على العقارات بكل أدوات التزوير والابتزاز مثل جمعيتي إلعاد وهي أغنى الجمعيات غير الحكومية في إسرائيل، وعطيرت كوهانيم، وتحظى هذه الجمعيات بكل أشكال الدعم والإسناد والرعاية من الحكومة بالإضافة لما تحظى به من دعم مالي وفير من قبل جمعيات صهيونية ناشطة في الولايات المتحدة، الإسرائيليون إذن موحدون بتلاوينهم السياسية المختلفة من أحزاب يمينية ووسطية ودينية حريدية، بعضها مؤيد لنتنياهو وبعضها معارض له ولكنهم يجمعون على أن القدس الموحدة، اليهودية، هي العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل.
وفي المقابل يبدو الفلسطينيون الذين يواجهون جبروت دولة الاحتلال بصدورهم العارية، مجردين من كل وسائل القوة باستثناء ما يملكه الشبان والمواطنون من إرادة وإيمان بالحق، وبعض أشكال التنظيم الذاتي والعفوي التي تطورت ذاتيا خلال المواجهات، في حين يمنع اتفاق أوسلو وملحقاته السلطة الفلسطينية من ممارسة اي شكل من أشكال النشاط السياسي العلني في القدس، كما تمتنع الدول المانحة طواعية عن شمول مدينة القدس من برامجها لدعم الفلسطينيين، باستثناء برامج محدودة تنفذها بعض الصناديق العربية والإسلامية.
في مدينة القدس، في حي الشيخ جرّاح وباب دمشق، أو باب العامود، تداس اليوم أنبل المعاني التي استقرت عليها إنسانيتنا. سكان يراد طردهم من أرضهم وإذلالهم وإهانة كل ما قدسوه أو احترموه دفعة واحدة. هذا ما يغدو جائزا لمجرّد أنهم عرب ومسلمون.
غيرهم، لأنهم يهود، يصير من الجائز لهم أن يحلوا محلهم. القصة لا تكتمل من دون بضع إضافات أساسية: إنّ المرتكبين مستوطنون لكنهم محميون بالقوات الأمنية الإسرائيلية. فوق هذا، هم ممثّلون في الحكومات الإسرائيليّة عبر أحزابهم المتطرّفة والمتعصّبة.

بلغة أخرى، لا يراد فقط تحويل الفلسطينيين أكباش محرقة للسعار الاستيطاني المتصاعد، بل يراد أيضاً تحويلهم أكباش محرقة لتأزم كبير يضرب الحياة السياسية في إسرائيل نفسها، ويحض الأطراف الرديفة والموازية، أي المستوطنين، على المبادرة. شيء من الفاشية يقيم في هذه العلاقة التي يرعاها المأزوم بنيامين نتنياهو.
رغم أن المواقف الأوروبية بالنسبة لقضايا منطقة الشرق الأوسط لم تكن فى يوم من الأيام مساندة أو مناصرة للحق العربى, فإن الموقف الأوروبى الأخير والخاص بانتفاضة الأقصى جاء بمثابة صدمة كبيرة للطرف ، العربى والذى فشل خلال اجتماعات مرسيليا الأخيرة ديسمبر سنة 2000 فى أن ينتزع حتى مجرد إدانة (كلامية) من الاوروبيين للمجازر الوحشية التى ترتكبها الآلة العسكرية الصهيونية ضد الأطفال العزل فى الأراضى المحتلة, رغم تشدقها المستمر بالحديث عن حقوق الإنسان, وكأن الإنسان الفلسطينى خارج نطاق هذه الحقوق.
المواقف الاوروبية كانت دوما إما منحازة للطرف الاسرائيلى, أو مائعة تقف على الحياد رغم وضوح الحق ومعرفة من هو الجانى, ومن المجنى عليه, فهى دائما لديها من التوازنات ما يجعلها تتمسك بهذا الخط, وتكتفى بمجرد ارسال مبعوثها للسلام فى الشرق الاوسط الذى لم يستطع حتى الآن أن يقدم أية اضافة للعملية السلمية, والغريب فى الامر هو هذا الاصرار الأوروبى على القيام بدور التابع للولايات المتحدة الذى يجد رفضا من جانب الطرف العربى, فى حين أن حجم المصالح الاوروبية مع العرب لا يستهان به ويفوق كثيرا حجم مصالحها مع الطرف الاسرائيلى..
لا يبدو أن الأوروبيين يمتلكون أدوات الضغط الكافية على تل أبيب، ولا يبدو أيضاً أن الإسرائيليين مستعدون للعودة إلى الخرائط الأممية للدولتين في المفاوضات، بعد كل ما أنجزوه على مدار عقود من خطط ضم ومستوطنات وتجاوزات، غيرت من جغرافية وديمغرافية الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
السر فى اصرار الاتحاد الأوروبى على اتخاذ المواقف السلبية تجاه الحق العربى فى قضية الشرق الاوسط, واصراره فى الوقت نفسه على أن يكون مجرد تابع وذيل للولايات المتحدة, وإمكانية أن تخرج أوروبا وتقف الى جانب الحق العربى والفلسطينى وأخيرا حجم المصالح الأوروبية مع العالم العربى مقارنة بالدولة الصهيونية.
هذا الاصرار الأوروبى على القيام بدور التابع أو الذيل للولايات المتحدة هو عدم رغبتها فى المشاركة فى التكاليف المادية, فمعروف ان هى أرادت القيام بأدوار ايجابية على الساحة الاقليمية والدولية فعليها ان تتحمل بعض الاعباء المالية التى يتطلبها ذلك, وهى مازالت ترضى بأن تتولى الولايات المتحدة القيادة وأخذ المبادرات فى مختلف القضايا على الصعيد العالمى بما فيها القضايا الأوروبية نفسها, على أن تظل أوروبا بعيدة عن الفاتورة التى تنشأ نتيجة التدخل لحل هذه القضايا وتكتفى بالمشاركة الرمزية فيها حتى ان الولايات المتحدة نفسها طالبت أوروبا فى مرات عديدة أن تتقدم وتتولى مسئولياتها تجاه بعض القضايا ولكنها كانت ترفض خوفا من التورط فى التكاليف, وهذا يعكس القيم الاوروبية التى صارت قيما مادية بالأساس فهى تقوم بعمل توازنات عديدة قبل أن تقدم على أية خطوة, ولذلك يجب أن نتفهم موقفها بالنسبة للقضايا العربية فهي تركت الأمور كلها للولايات المتحدة واكتفت بأن ترسل مبعوثها للسلام فى الشرق الأوسط ليقوم بالجولة وراء الجولة دون أن تكون هناك أية خطوات جادة وفعلية أو مشاركة حقيقية منهم فى حل القضايا الخلافية فى المنطقة, بل أن مسئوليها يؤكدون دوما أن الولايات المتحدة هى المنوطة بحل الصراع العربى الاسرائيلى, وانهم قد يشاركون بالرأى أحيانا بمساعدات بسيطة للغاية, أما مطالبتهم باتخاذ مواقف أكثر من هذا فهو أمر غير وارد بالنسبة للأوروبيين.
حكام العرب أشد تصهين من الصهاينة أنفسهم
أن الحكام العرب هم المسئول الرئيسى عن المواقف الأوروبية المتخاذلة تجاه قضاياه وذلك بسبب اصرار الدول العربية على التعامل مع الأوروبيين فرادى فكل دولة تسير فى علاقاتها سواء مع الطرف الاوروبى أو أى من الأطراف الدولية الأخرى بصورة فردية ولخدمة مصالح خاصة دون أن يكون هناك أى تنسيق عربى شامل وموحد بين الدول العربية وتوظيف للامكانات, هذه الفردية فى التعامل تجعل الاطراف الأخرى ومنها الطرف الأوروبى لا يخشون جانبنا لأنه لا توجد استراتيجية ثابتة للتعامل مع الآخرين, فمثلا اذا اتخذ الاتحاد الاوروبى مواقف تضر بالمصالح العربية ومنها تلك التى لا تدعم الحق العربى فى صراعه من اسرائيل نجد أن رد الفعل العربى لا يخرج عن بعض البيانات الحماسية الغاضبة أحيانا ثم ما تلبث أن تهدأ ودون اتخاذ أي اجراءات تشعر الأوروبيين بأنهم اخطأوا, ولذلك فهم يتمادون فى سياساتهم المنحازة لاسرائيل, وهذا يعود الى عدم وجود استراتيجية عربية ثابتة فلو عرف الأوروبيون أن العرب لديهم خطوات واجراءات اتفقوا عليها مسبقا للتعامل مع الدول التى تحيد عن الحق عند الحديث عن الصراع العربى الاسرائيلى لفكروا وراجعوا انفسهم كثيرا قبل أن يقدموا على اتخاذ المواقف التى تغضب الجانب العربى.

ما جدوى الكتابة عن غزة اليوم؟ هل هذه لطمية” فش الخلق”؟ هل هكذا هم حكامنا العرب يحبون البكاء على الأطلال بدلاً من التركيز على قضايا التنمية القُطرية وعلى المشكلات المحلية؟ ألم ينته زمن الشعارات؟ ألا يجدر بالكاتب أن يبتعد عن هذه القضايا” المزعجة”ويكتب عما ينفع وطنه أكثر ولا يورطه في المشكلات أو التصنيفات:عروبي..قومي..إسلاموي..راديكالي..أصولي..أو ما هو أسوأ من ذلك..إرهابي؟
ابتداء ليس العرب وحدهم من يحيون ذكرى مصائبهم، بل لعلهم في ذلك أقل بكثير من غيرهم، فها هو عدوهم المباشر لا يزال يقتات من مجزرة الهولوكست ويبتز دول أوروبا بعد مضي أكثر من خمس وستين سنة على انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ولا تكاد تخلو عواصم أوروبا وأمريكا الهامة ومدنها الرئيسية من متحف يذكر بفظائع النازية وجريمة العداء للسامية التي يراد لها أن تترسخ في الذهنية العالمية كأبشع جريمة إنسانية.
هذا بالرغم من أن تلك المأساة انتهت، والمسؤولين تمت مطاردتهم ومحاكمتهم، بل لا يزال بعض الجنود والضباط الصغار الذين عملوا في معتقلات النازية يطاردون دولياً حتى اليوم لتقديمهم للمحاكمة رغم أن أعمارهم تجاوزت الثمانين..فالحق لا يموت.
فلماذا حين يتحدث العربي أو المسلم عن مأساة لا تزال قائمة، ومجزرة لم تجف دماء شهدائها يصبح غوغائياً ومضللاً ورجعياً؟
مقاومة التطبيع والمقاطعة هما آخر أسلحة الإنسان الذي يرغب ليس فقط في دعم فلسطين وإنما في أن يحمي إنسانيته من أن تتعرض هي بدورها لمجزرة، فحين تبرر مصافحتك لقاتل، أو أنسك مع مغتصب، أو لعبك مع عصابة من اللصوص، بدعوى أنه لا يجب خلط الأوراق، أو حين تعتقد أن شراءك لمنتج كمالي ما من شركة تعرف تماماً بأنها أول من يستثمر في المستوطنات، أو يدعم الكيان الصهيوني بأي شكل من الأشكال، حين تفعل أياً من هذه الأمور فأنت لم تقف على الحياد، بل قد اخترت أن تنحاز للظالم ولو رمزياً، وحين تنحاز للظلم وأهله فإنك كإنسان تبدأ بالتحلل داخلياً.. فلن يموت جسدك لكن لن يبقى لك سواه..
سامحنا يا قدس سامحينا ياغزة.













