العقاب الإلهى للسعودية والإمارات بقاءهما فى المستنقع اليمنى حتى الإفلاس
لماذا الأمم المتحدة تبرأ السعودية من دماء أطفال اليمن هل بسبب التمويل التى تدفعه الرياض؟
بقلم الخبير السياسى والإقتصادى
د.صلاح الدوبى
من اليمن إلى القدس الشريف ثنائية الدم والانتصار .. معركة الكرامة وانتزاع القرار الوطني المستقل، معاً نخوض معركة المصير المشترك ونجدد معاً صورة العروبة والإسلام.تتضاعف معاناة أطفال اليمن يوميًا مع حالات القتل والاختطاف والتجنيد القسري وسوء التغذية والانقطاع المبكر عن التعليم وغيرها من الانتهكات القاسية التي تزيدهم بؤسًا يوم بعد يوم، نتيجة للكوارث الإنسانية التي تسبب بها التحالف العربي الذي يدعي حمايتهم، وبمباركة الأمم المتحدة.
جرائم التحالف ضد أطفال اليمن
يعتبر أطفال اليمن الضحية الأساسية في الحرب الدائرة في بلادهم منذ 5 سنوات، فقد قُتلوا وأصيبوا في المعارك المستمرة بين الحوثيين وقوات التحالف والقوات المتمردة الموالية للإمارات، مسلوبين تمامًا من جميع حقوقهم الأساسية، حتى أصبحت بلادهم جحيمًا.
ووفقًا للعديد من التقارير الحقوقية الصادرة عن منظمات محلية ودولية، اقترف التحالف العسكري الذي تقوده المملكة السعودية، الكثير من “الانتهاكات الجسيمة” لحقوق الإنسان هناك، وقد طالت هذه الانتهاكات الجميع حتى الأطفال الصغار.
إذ يعد قتل الأطفال والتسبب في إصابتهم بتشوهات جسدية أكثر انتهاكات حقوق الأطفال في اليمن تفشيًا منذ آذار/مارس سنة 2015، وهو تاريخ التدخل السعودي الإماراتي في اليمن لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح قبل انقلاب المتمردين الحوثيين.
في هذا الخصوص، تقول الأمم المتحدة إنها سجلت خلال السنة الماضية 4042 حالة من العنف الشديد ضد 2159 طفلًا في اليمن، وتؤكد المنظمة الأممية في تقريرها السنوي الصادر في 9 يونيو/ حزيران حول الأطفال في مناطق النزاع تجنيد أكثر من 680 طفلًا كمقاتلين، بينهم 43 فتاة.
وبحسب التقرير، قتل التحالف العربي وشوه 222 طفلًا، كما تسببت القوات المسلحة اليمنية التي يدعمها التحالف في مقتل أو إصابة 96 طفلًا، وكذلك تسببت فصائل مسلحة مناوئة للحوثيين في مقتل أو إصابة 51 طفلًا، فيما قتل الحوثيون 395 طفلًا وشوهوا 1052 آخرين.
وقعوا هؤلاء ضحايا جراء المعارك الجارية في تلك المنطقة، وما تبعها من انتشار الألغام أو المتفجرات في كل مكان، إضافة إلى هجمات جوية وقنابل استهدفت المدارس والمستشفيات والمنازل والطرقات، ما جعل جميع الأماكن مهددة في اليمن ولا أمان فيها للأطفال، ولا سيما مع تفشي وباء الكوليرا والملاريا وحمى الضنك.
إذ كانت الغارات العسكرية الجوية التي شنتها قوات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن محط انتقاد للرأي العام، نظرًا لتسببها في قتل المدنيين، وتعطيل البنية التحتية، وتدمير التراث المعماري للبلاد.
للجرائم المروعة أثمان سيدفعها تحالف العدوان..والبادئ أظلم
يواصل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ارتكاب الجرائم المروِّعة بحق الشعب اليمني غير مكترث بنتائج أفاعيله السوداء ، ويواصل بالطيران قصف المدنيين الأبرياء أطفالاً ونساء في منازلهم ، ويختار منتصف الليل وقتاً لاستهداف المنازل ليقتل أكبر قدر من الأطفال والنساء النائمين ، الجريمة الأخيرة التي ارتكبها تحالف العدوان في تعز حين قصف منازل المواطنين في قرية الحكيمية بمديرية مقبنة بمحافظة تعز والتي راح ضحيتها حوالي 20 شهيداً وعشرات الجرحى ، تعكس تعطش هذا العدو المجرم للدماء وشهوته لقتل الأطفال والنساء ، ونزواته الإجرامية في التدمير والخراب ، وتكشف إلى حد بعيد جاهزية هذا العدوان المجرم لممارسة طقوسه المعتادة في القتل والتدمير ، لا جاهزيته للسلام والتفاوضات .
جرائم القتل المروعة التي ارتكبها تحالف العدوان وجرائم التدمير الفظيعة التي مارسها التحالف نفسه ضد الشعب اليمني منذ اليوم الأول لشن الحرب على اليمن والتي ذهب ضحيتها أكثر من 45 ألفاً من الشهداء والمصابين ، هدفه ترهيب الشعب اليمني وكسر إرادتهم بقتلهم وقتل أطفالهم ونسائهم وتدمير بناهم التحتية لدفعهم إلى الاستسلام والانكفاء والانهزام ، لكن ما شاهده العدوان نفسه أن الشعب اليمني عصي على الانكسار وأن جميع أفراد هذا الشعب باتوا اليوم أكثر مما مضى مدركين تماماً إجرام هذا التحالف وعدوانيته وانفلاته ، وأنهم بالإرادة سينتصرون وبالإيمان سيردعونه ويردون على جرائمه.
أهذاف ضد الإنسانية العالمية والغرب له رأى آخر
إطلاق التحالف السعودي عملية عسكرية عنوانها استهداف أهداف مشروعة في اليمن بلا خطوط حمراء، يؤكد بما لا يدع مجال للشكّ أنَّ التحالف السعودي لا يلتزم بالقانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك التي نصَّت عليها كل الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك اتفاقية جنيف بهذا الشأن خلال المواجهات العسكرية الدائرة، وأنَّ استمرار عدوان التحالف بهذه الدموية والبشاعة يثبت أنّ السّعودية، ومن خلفها الإمارات، لا تريدان الانصياع إلى أي مبادرات سياسية قائمة على إنهاء الحصار ووقف العدوان، وأن الهدف الحقيقي من استمرار الخيار العسكري هو كسر إرادة الشعب اليمني وإيجاد أو فرض حكومة يمنية ذات ولاء كامل لكلتا الدولتين وإقصاء أحد مكونات الشعب اليمني.
العقاب الإلهى للسعودية والإمارات فى مستنقع اليمن لن يخرجا منه
عاماً بعد عام، يسجّل التحالف السعودي ضد اليمن خسائر كبيرة في الأسلحة والعتاد، تظهر فشل أهداف العدوان، فكم بلغت الخسائر السعودية حتى الآن؟ وإلى أين تتجه السعودية في حربها على اليمن؟
دمرت القوات اليمنية منذ بداية العدوان أكثر من 14527 آلية ومدرعة ودبابة وناقلة جند وعربة وجراف
في العام 2015، بدأت السعودية عدوانها على الأراضي اليمنية، ووعدت بحسم المعركة خلال أشهر، لكن بعد 6 سنوات من العدوان، وجدت المملكة نفسها غارقة في المستنقع اليمني، مع تكبدها خسائر عسكرية واقتصادية هائلة قُدِّرت بمليارات الدولارات، إلا أنها تعمل على التكتم عليها.
أنفقت السعودية مليارات الدولارات منذ بدء عدوانها على اليمن، في محاولة لقلب المعادلة لمصلحتها، من خلال شراء الأسلحة، من صواريخ وطائرات وعتاد، وتمويل الضربات الجوية، ودفع البدائل المالية وغيرها، ناهيك بتكاليف التشغيل العالية والدعم اللوجستي والأموال التي تعطى لقوات تقدّم الدعم، كالقوات السودانية. كل ذلك يُضاف إلى الخسائر البشرية والاقتصادية الناتجة من الاستهداف اليمني للداخل السعودي، فكم بلغت حصيلة هذه الخسائر؟
الإنفاق السعودي العسكري
تُقدّر المشتريات العسكرية للسعودية بنحو 63 مليار دولار منذ بدء عدوانها على اليمن، من بينها 28.4 مليار دولار أُنفقت على صفقات لشراء الأسلحة الأميركية منذ شهر آذار/مارس 2015، منها 20 عقداً صادقت عليها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في العام الجاري، بلغت قيمتها 1.2 مليار دولار.
وشكَّلت صفقات السلاح السعودية مع أميركا 74% من الإنفاق التسليحي لها، إضافةً إلى بريطانيا وفرنسا اللتين شكلتا 16% من المشتريات، وفق ما كشفه تحقيق استقصائي أميركي.
ووفق تقرير لمجلة “فورين بوليسي”، فإنَّ تكاليف بارجتين حربيتين، تتبعهما 6 فرقاطات مرافقة، استأجرتهما السعودية لاستخدامهما في الحرب على اليمن، تبلغ 300 مليون دولار يومياً. وتحمل البارجة على متنها 6000 جندي بعدتهم وعتادهم، و450 طائرة بطياريها، وعليها أيضاً مدافع وصواريخ بعيدة المدى. وبهذا، يكون إجمالي تكاليف البارجتين مع توابعهما 54 مليار دولار خلال 6 شهور.
كذلك إضافةً إلى نفقات قمرين صناعيين للأغراض العسكرية، تبلغ تكلفة الساعة الواحدة مليون دولار، أي في اليوم الواحد 48 مليون دولار، وهو ما يعادل ملياراً و440 مليون دولار خلال الشهر الواحد. ما يكلف 8 مليارات و640 مليون دولار خلال 6 شهور.
وتبلغ كلفة تحليل المعلومات وعرضها واستخراجها من الصور والبيانات التابعة للأقمار الصناعية العسكرية 10 ملايين دولار يومياً، أي 300 مليون دولار شهرياً، ليصل المبلغ إلى مليار و800 مليون دولار خلال 6 أشهر.
وتبلغ كلفة طائرة “الأواكس” 250 ألف دولار في الساعة، أي 6 ملايين دولار يومياً، ما يعادل 180 مليون دولار شهرياً، أي ما يعادل ملياراً و80 مليون دولار خلال 6 أشهر.
أما كلفة الصاروخ الصغير، فتبلغ 150 ألف دولار، وكلفة الصاروخ المتوسط الحجم تبلغ 300 ألف دولار، وكلفة الصاروخ الكبير الحجم 500 ألف دولار. وتبلغ كلفة الصيانة وقطع الغيار لكل طائرة في الغارة الواحدة 150 ألف دولار
تبلغ كلفة استئجار طائرة “الأواكس” 250 ألف دولار في الساعة
وهناك وثائق لدى المنظمات الدوليه بجرائم كل قاده دول العدوان في اليمن وستستخدمها ضدهم, ولكن بعد ان تكون السعودية قد انفقت كل مالديها من اموال مقابل شراء سكوت المنظمات.. حينها لن تفلت من العقاب جميع الدول المشاركة في العدوان وسيتم ملاحقتها في محكمة الجنايات الدوليه خصوصا مملكة الرمال والامارات نعاج الخليج بدو الصحراء.
ولعل هذا العقاب المرتقب في الدنيا اما العقاب الالهي نتيجة سفك دماء الابرياء فلن يفلت منه امراء وتجار الحروب الذين استهدفوا حضاره اليمن ارضا وانسان ودمرو الشجر والحجر وكل مؤسسات الدوله وارتكبوا ابشع الجرائم التي لم يشهد لها التاريخ مثيل.
اليمن سينتصر وينكسر العدوان وهزيمه كبرى لقوى التحالف الدولي العالمي الذي سجلهم التاريخ تجار حروب ومجرمين حرب وفي مزبلة التاريخ .
ولكن قبل العقاب يبدو أن السعودية ستكون وحيدة في حربها على اليمن؛ فالمعطيات الحالية تشير إلى أن الدول المتعاونة مع المملكة في عدوانها على البلد الفقير، أدركت أنها تورطت في مستنقع لم تجنِ منه سوى الانتقادات المحلية والدولية، الأمر الذي دفع بعضها إلى الانسلاخ الفعلي من تحالف العدوان، وبعضها يلوح بالانسحاب، فيما أصبح دور آخرين غير مؤثر وغير مجد في العمليات العسكرية، ما يلمح إلى بدايات البحث بجدية عن حل سياسي يمكن من خلاله الخروج من المستنقع اليمني مع حفظ ماء الوجه.
الغرب المنتصر الأول والأخير والسعودية البقرة الحلوب
أطل العام الجديد ليدخل العدوان السعودي على اليمن عامه الثامن في آذار/ مارس القادم. هذا العدوان الذي ظن أنه سيحسم كل شيء خلال 48 ساعة، ما زال غارقاً في مستنقع خيالاته.
لم تنفع ابن سلمان أسلحته الضخمة التي كانت في قائمة الدول الأعلى تسليحاً في العالم، ولم تنفعه الجيوش التي اشتراها واستأجرها لقتل اليمنيين، ولا الدول التي وقفت في صفه وأيدته في سفك دمائنا، ولن يفلت من قبضة الدول الكبرى التي يعمل قاتلاً مأجوراً لديها، بعد أن ورطته وزجت به في العدوان على اليمن لتمتص خزائنه ومدخراته.
«السعودية بقرة حلوب، وحين يجف لبنها سنقوم بذبحها», هكذا قال ترامب عن السعودية، وهذا ما سيكون حين يبدأ عرش بني سعود في التهاوي والسقوط. حتى وإن رحل ترامب فإن فكرة ذبح البقرة الحلوب لا تزال قائمة، لأن ما قاله ترامب لا يعبر عن رغبته وعن رأيه هو بقدر ما هي خطة أمريكية قام بإعدادها البيت الأبيض، وسيقوم بتنفيذها أي رئيس أمريكي.
اليمن سيهزم هذه البقرة، ويأخذ بثأره منها، وستدخل أمريكا إلى الرياض لذبحها وتخليص الشعب السعودي من تسلطها، وتستولي على النفط والمال والقرار، كما فعلت في العراق من قبل، وسيصفق الشعب السعودي لسقوط عرش بني سعود، وسيصفق اليمن والعراق وسورية ولبنان وليبيا والصومال وكل الدول العربية التي لم تسلم من شر السعودية وأحقادها وأذاها؛ لأن الأذى يجب أن تتم إزالته، وقد اقترب هذا الزوال.
الفاتورة التي ستدفعها السعودية ستكون باهظة، فدماء آلاف الأطفال والنساء والمدنيين لن تذهب سدىً دون عقاب. فأي عدوان هذا الذي جاء لمحاربة إيران في اليمن، كما يزعم، ويسفك دماء آلاف الأطفال اليمنيين؟! ولماذا يستهدف التجمعات المدنية والبشرية ومدارس الأطفال التي لا علاقة لها بما جاء من أجله؟!
تحدث العدوان السعودي، في بداية قصفه اليمن، عن بنك أهداف سيقوم بتنفيذها في اليمن، ومنذ ثماني سنوات لا يزال بنكه ممتلئاً بهذه الأهداف، لأنه لم ينفذ منها شيئاً، بقدر ما تراكمت خيباته وهزائمه فازداد توحشاً وحقداً.
كان الأولى بالسعودية أن تفهم طبيعة اليمن وطبيعة الشعب اليمني، بعد كل هذه السنوات من القصف غير المجدي، فاليمن تمرض لكنها لا تموت، واليمني يصبر لكنه لا ينسى ثأره، ولا ينسى من سفك دماء أطفاله وهدم بيته. وقد رأوا بأس اليمنيين ما فعل في حدود مملكتهم، وما فعل بمدرعاتهم ودباباتهم التي حولها إلى رماد وأكوام من الخردة، وما فعل بطائراته المسيرة وصواريخه التي دكت مطاراتهم ومرابض باتريوتاتهم وشركاتهم وحقولهم النفطية.
كان على السعودية أن تتوقف عن عدوانها في الأشهر الأولى حين رأت أنها لم تنجز شيئاً سوى القتل فقط، وكان بإمكانها أن تجبر الضرر وتمد يدها للصلح، لكنها اتبعت كبرياءها وتوغلت في دمائنا أكثر، عاماً بعد عام، ووصلت إلى طريق مسدود لم يعد يجدي معه أي صلح أو هدنة.