الخميس، 31 يوليو 2014

قصيدة في انتظار البرابرة

قصيدة في انتظار البرابرة
الشاعر
قسطنطين كفافي / Constantin Cavafy 




لماذا ننتظر كلنا، هنا في الميدان؟

لأن البرابرةّ يصلون اليوم.

لماذا لا يحدث شيء  في مجلس الشيوخ؟

كيف يجلس الشيوخ ولكنهم لا يسنون القوانين؟

لأن البرابرة يأتون اليوم.

فما معني أن يسنّ الشيوخ القوانينّ الآن؟

عندما يأتي البرابرة، سوف يضعون القوانين.

لماذا صحا الإمبراطوْر مبكرا اليوم؟

ولماذا يجلس على عرشه، مزينا بالتاج، عند البوابة الرئيسية؟

لأن البرابرة يصلون اليوم

والإمبراطور ينتظر ليرحب بقائدهم،

وقد جهز كل شيء ليقدم له شهادة فخرية، مليئة بالألقاب والأسماء الهامة.

لماذا ظهر قناصلنا وحكامنا اليوم

في مسوحهم الحمراء الموشاة؟

لماذا لبسوا أساور مرصعة بالجواهر، وخواتم.

من الزمرد البراق؟

ولماذا يمسكون فرحِين بالعصي

المشغولة بالفضة والذهب؟

لأن البرابرة يصلون اليوم

ومثل هذه العصي تخلب لّبٌّ البرابرة

أين خطباؤنا المفوهون

ليلقوا خطبهم مثل كل يوم؟

لأن البرابرة يأتون اليوم

وهم يملٌونّ الخطب وتضجرهم البلاغة

لماذا هذا الفزع والقلق الآن؟

(ترتسم علامات الجّدِ على وجوه الناس)

لماذا تقفر الميادين؟

لماذا يعود الجميع إلى بيوتهم

وقد استبد بهم الغم؟

لأن الليل قد أقبل ولم يأت البرابرة

ووصل بعض جنود الحدود وقالوا

انه ما عاد للبرابرة من وجود.

والآن؟ وبدون البرابرة، ما الذي سيحدث لنا؟

هؤلاء البرابرة كانوا حلا من الحلول.

*

نوفمبر 1898

الإعلامي البريطاني جون سنو يقدم شهادة مؤثرة عن ما شاهده في مستشفيات غزة


الإعلامي البريطاني جون سنو
يقدم شهادة مؤثرة عن ما شاهده في مستشفيات غزة



ليبيا وصناعة عراق جديد

ليبيا وصناعة عراق جديد


شريف عبد العزيز

الثورات الشعبية في بلدان الربيع العربي كانت أهم حدث شهدته المنطقة ، فالثورات العربية قد أعادت رسم خرائط العلاقات الدولية والإقليمية وأعادت رسم دوائر النفوذ ، وغيرت من أيديولوجيات وإستراتيجيات ، بل وغيرت من بنية تحالفات سياسية عريقة جاوز عمر بعضها الستين سنة ، ولعمق وخطورة وإستراتيجية الآثار التي أدت إليها هذه الثورات ، فقد اجتمعت كل القوى المعادية للحرية والعدل وتداول السلطة والنزاهة والديمقراطية ، من قوى دولية تريد بقاء نفوذها ،وملكيات متكلسة ترتعش من نيل الشعوب لحريتها ، وأنظمة فاسدة خائفة من ضياع ما نهبته من شعوبها ، وكيانات غاصبة تعمل بالوكالة لصالح الصهاينة ، اجتمعت من أجل إفشال هذه الثورات ، وإبقاء الشعوب رهن الطغم الحاكمة والتبعية الغربية والانبطاح أمام العدو الصهيوني .
ونظرا لأن لكل بلد خصوصياته الثقافية والاجتماعية والشعبية ، فقد تم اعتماد نموذج الانقلاب على الثورة فيها بما يتناسب مع خصوصية كل بلد ، ففي تونس كان نموذج الانقلاب على الثورة سياسيا ، ناعما ، يتماشى مع طبيعة الشخصية التونسية المنفتحة والميالة نحو التحرر والتغرب ، في حين كان نموذج الانقلاب المصري عسكريا فجا ، دمويا وحشيا ، يتماشي مع تغول المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية منذ أكثر من ستين سنة ، كما يتماشى مع الطبيعة المصرية الميالة نحو مهادنة المستبدين والسير في ركابهم ، وتقديس الفراعين ، وصناعة الطواغيت ، وفي سوريا واليمن كانت الحرب الأهلية بنكهة طائفية وتأجيج الصراعات الاثنية بأصابع إقليمية وخارجية ، هي الصيغة المناسبة لاجهاض الثورة هناك .
أما في ليبيا فالوضع كان مختلفا بدرجة كبيرة عن الوضع في باقي بلدان الربيع العربي ، فلا إثنية دينية أو طائفية في ليبيا ، فالشعب كله من المسلمين السنّة ، كما أن لييبا لا يوجد بها مؤسسات عميقة مثل مصر تستطيع أن يعوق المسار الانتقالي ، وتحيل حياة المواطنين لجحيم يترحمون بسببه على أيام ما قبل الثورة ، والأهم من ذلك أن ليبيا لا يوجد بها جيش نظامي على الحقيقة ، يستطيع تكرار نموذج السيسي هناك ، فالقذافي كان يدير ليبيا لأربعين سنة وزيادة بلا مؤسسات دولة ولا هيئات حاكمة ولا جيش نظامي ، فأي تشكيل منظم كان القذافي يرى فيه خطرا داهما على حكمه . هذه الخصوصية الليبية جعلت قوى الاستبداد والهيمنة العالمية ورعاة الطغيان في المنطقة يجربون عدة نماذج للانقلاب على الثورة فيها ، وينتقلون من نموذج لآخر حسب مقتضيات ومجريات الأحداث .
فالبداية كانت مع تجربة النموذج المصري بانقلاب عسكري يقوده الجيش ، ولكن ليبيا يسيطر على أجزاء واسعة منها المليشيات العسكرية التي تشكلت كأذرع ثورية في مواجهة كتائب ومرتزقة القذافي ، وكان من الطبيعي بعد نجاح الثورة ومقتل القذافي أن تحل هذه المليشيات أو يتم استيعابها في المكون الوطني الجديد للجيش الليبي ، ولكن كثرة المؤامرات الداخلية والخارجية ، والانفلات الأمني الكبير الحادث بسبب فشل الإدارة الليبية الجديدة في هيكلة الأجهزة الأمنية ، وإيجاد الصيغة الملائمة لمرحلة ما بعد القذافي ، فضلا عن الصراع الناشب بين القوى العلمانية المدعومة من الغرب ، والقوى الإسلامية صاحبة اليد العليا في إنهاء حكم القذافي ، كل هذه الأمور جعلت القوى الإسلامية متوجسة من مسألة إعادة هيكلة الجيش الليبي ، وتصر على الاحتفاظ بأسلحتها وتشكيلاتها القتالية ، خوفا من تكرار نموذج السيسي المصري . كل هذه المحاذير جعلت الغرب وحلفاؤه الجدد في المنطقة يفكرون في صيغة جديدة للقضاء على الثورة الليبية كما حدث مع شقيقتها المصرية، فكانت فكرة استنساخ تجربة " الصحوات العراقية " .
خليفة حفتر عميل أمريكي بامتياز يعرفه الشعب الليبي أكثر من غيره بعد تآمره مع الأمريكان أثناء حرب ليبيا مع تشاد سنة 1987 ، ثم لجؤه إلى أمريكا وإقامته لأكثر من عشرين سنة في ولاية فرجينيا على بعد 5 كيلو مترات فقط من مبني المخابرات الأمريكية في لانجي ، وقد حاولت امريكا الدفع بحفتر في صدارة المشهد السياسي بعد الثورة ، أو إسناد قيادة الجيش الليبي إليه ، لمواجهة النفوذ المتنامي للمليشيات الإسلامية خاصة السلفية منها بعد معركة تحرير طرابلس ، ولكنها تفشل في ذلك ، وفجأة يظهر حفتر للعلن عبر فضائية العربية المشبوهة في 14 فبراير الماضي ،واستمر حفتر بعدها يتحرك بحرية طيلة ثلاثة شهور يجمّع فلول نظام القذافي ويشتري ولاءات القبائل في الشرق والجنوب والوسط من أجل التحضير لهجوم جديد على شرق ليبيا خاصة درنة والمناطق الحدودية مع مصر بحجة مواجهة الجماعات الإرهابية التي تقف حجر عثرة في وجه تأسيس جيش ليبي قوي ، وبالفعل حصل حفتر على ولاءات قبائل عبيدات والمرابطين والبراعصة والحاسة والفوائد والشواعر في الشرق ، وقبائل التبو في الجنوب ، أما الغرب حيث معظم فلول القذافي فقد حصل على دعم قبائل ورفلة والمقارحة والقذاذفة وأولاد سليمان والحسون ، وقد حصل حفتر على دعم مالي وسياسي وأمني كبير من محور الانقلاب في مصر والامارات ، في تجربة مشابهة لما قام به الأمريكان في العراق بعد معركة الفلوجة سنة 2004 ، حيث قاموا بشراء ولاء بعض القبائل العراقية السنية في منطقة الأنبار وأمدوها بالمال والسلاح والتدريب من أجل مواجهة المقاومة السنية والجماعات المجاهدة ضد الاحتلال الأمريكي .
فكرة " الصحوات " قامت في الأساس من أجل تمكين الاحتلال من تثبيت أركانه وتمرير مشاريعه في العراق بتعويق المقاومة الإسلامية من تحقيق انتصارات حاسمة على المحتل الأمريكي الذي ذاق حر سلاح المجاهدين في العراق ، فكان ضرب العراقيين بعضهم ببعض عن طريق القبائل العميلة والموالية للمحتل ، والأمريكان يحاولون استنساخ تجربة الصحوات في ليبيا لإجهاض الثورة وتفكيك القوة العسكرية للمليشيات الإسلامية بإنهاكها في مواجهات مستمرة ضد الصحوات الليبية بقيادة الصنيعة المخابراتية " حفتر " وشريكه في الخيانة والعمالة " محمود جبريل " نزيل القصر الفاخر في دبي بجوار شر خلق الله " دحلان " وشركاه ، والهدف النهائي هو تقسيم ليبيا إلى شرق وغرب ، وتفتيت هذا الوطن الكبير ، ونهب ثراوته النفطية الضخمة ، وإنهاء مرحلة الثورة في هذا الوطن الذي لم ينعم بأدنى مقومات الدولة السوية ، ولكن على ما يبدو وفي ضوء التطورات الجارية على الأرض في الأيام الأخيرة ، ان فكرة الصحوات ستفشل في ليبيا ، وسيكون خيار التدخل الخارجي من وكلاء أمريكا في المنطقة ، من ناحية الشرق والغرب ، هو الخيار الأقرب للتنفيذ ، ولعل التهديدات المصرية والجزائرية الأخيرة بعدم السكوت إزاء الأحداث في ليبيا ، مؤشرا على الانتقال للمرحلة الثالثة من اجهاض الثورة الليبية ، فهل ستنجح المؤامرات الإقليمية والدولية في الانقضاض على الثورة الليبية وإلحاقها بأخواتها في مصر وتونس واليمن وسوريا ، أم سيكون لأهل ليبيا كلمة أخرى ؟ النتيجة ستظهر أسرع مما نتخيل

ديفيد هيرست يرد على بيان السفارة السعودية بلندن

ديفيد هيرست يرد على بيان السفارة السعودية بلندن

الكاتب البريطاني ديفيد هيرست


كتب الكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست مقالا علق فيه على بيان السفارة السعودية في لندن، والذي كان قد نشر سابقا للرد على مقال سابق لـ "هيرست" اتهم فيه السعودية بالتواطؤ مع إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة.

وقال هيرست في مقاله الذي نشر في موقع "هافينجتون بوست": "ليس يسيراً أن تكون السفير السعودي في المملكة المتحدة. بادئ ذي بدء يتوجب عليك أن تنهمك بإنكار ما لا يمكن إنكاره: أي حقيقة أن العدوان الإسرائيلي على غزة جاء بتمويل سعودي. إنها بلا شك مهمة مهينة. إلا أن الأدهى والأمر، أنك بمجرد ما تفتح مدافع الغضب على متهمي بلادك حتى يخرج زميل لك بما يناقض ما ذهبت إليه. والأسوأ في كل ذلك، أنه شقيق رئيسك في العمل"، في إشارة إلى المقال الذي نشره الأمير تركي الفيصل، شقيق وزير الخارجية السعودي، في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.

وأضاف هيرست: "لم يكد يجف حبر البيان الرسمي الصادر عن السفير السعودي في لندن حتى خرجت علينا صحيفة الشرق الأوسط بمقال كتبه الأمير تركي الفيصل"، بعنوان "نريد قيادات فلسطينية أكثر حذرا". ويتابع هيرست: "يلوم تركي الفيصل في مقاله ذاك حماس ويحملها المسؤولية لإطلاقها الصواريخ ورفضها قبول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار (التي لو قبلت لترتب عليها نزع السلاح من أيدي المقاومين). وهذا هو بالضبط موقف كل من إسرائيل ومصر".

ويتساءل هيرست في مقاله: "أي الموقفين يمثل المملكة العربية السعودية إذن؟ هل تدعم المملكة الفلسطينيين في مقاومتهم ضد الاحتلال (كما أكد بيان السفارة السعودية في لندن)؟ أم أنها تدعم الحصار المفروض عليهم من قبل إسرائيل ومصر إلى أن يتم نزع السلاح من غزة (كما يبدو من مقال تركي الفيصل)؟... هاتان سياستان مختلفتان تماماً كما هو واضح: دعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال وإنهاء الحصار المفروض على غزة، أو إبقاء الحصار كما هو إلى أن تسلم جميع الفصائل أسلحتها. إما أن إسرائيل تقوم بإبادة جماعية أو أن المقاومين ما هم إلا إرهابيون ينبغي تجريدهم من السلاح. قرروا، لو سمحتم، ما الذي ترغبون في أن تقوله المملكة، لأنه ليس من الممكن التعبير عن موقفين متناقضين في نفس الوقت. لا يمكنك أن تبايع الفلسطينيين ثم تعطي إشارة من طرف خفي للقتلة ليفتكوا بهم".

ويوجه هيرست في مقاله سؤالا مباشرا للسفير السعودي في لندن: "لماذا يثرثر أصدقاؤك الإسرائيليون الجدد كثيراً؟ فعلى سبيل المثال، لماذا قال دان غيلرمان سفير إسرائيل إلى الأمم المتحدة في الفترة من 2003 إلى 2008 نهاية هذا الأسبوع: "لقد طلب منا ممثلون عن دول الخليج مراراً وتكراراً إنهاء المهمة في غزة". إنهاء المهمة؟ قتل ما يزيد على ألف فلسطيني جلهم من المدنيين؟ هل هذا ما قصدته حين قلت "ولن نفعل شيئاً يضر بهم أبداً"؟".

ويحذر هيرست في مقاله من أن السعودية ترتكب خطأ كبيرا "بتخليها عن الورقة الفلسطينية"، حسب قوله. ويضيف: "حينما اجتاح الإسرائيليون لبنان في عام 2006 ارتكب مبارك حماقة مشابهة إذ دعم العملية التي ظن أنها ستفضي إلى شل حزب الله وإعاقته تماما. وفي النهاية اضطر إلى ابتعاث ابنه جمال إلى بيروت ليعرب عن دعم مصر للشعب اللبناني. تعلم المملكة العربية السعودية ويعلم السيسي أيضاً أن الرمي بالورقة الفلسطينية أمر في غاية الخطورة".

ويختتم هيسرت مقاله بالقول: "تسير المملكة العربية السعودية في طريق محفوف بالمجازفات، فبحسب مصادري الخاصة ما كان نتنياهو ليجرؤ على رفض مبادرة كيري لوقف إطلاق النار نهاية هذا الأسبوع لولا الدعم الكامل الذي يتلقاه من حلفائه العرب. ولولا الدور السعودي لما استمرت هذه الحرب الوحشية على غزة يوماً واحداً آخر".

وكانت السفارة السعودية قد نشرت سابقا على موقعها على "تويتر" بيانا نفت فيه اتهامات هيرست بتواطؤ السعودية في العدوان على غزة، وأكدت على ما أسمته الموقف السعودي الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وحقه بالمقاومة إلى حين الحصول على حقوقه والعودة إلى وطنه.

نيويورك تايمز: قصة حلف العرب مع إسرائيل لضرب غزة

نيويورك تايمز: قصة حلف العرب مع إسرائيل لضرب غزة



خوف الدول العربية من حماس تفوق على حساسيتهم تجاه إسرائيل


يقول ديفيد كيرباتريك مراسل صحيفة نيويورك تايمز إنه "قبل عامين تقريبا عندما هاجمت إسرائيل غزة وجدت نفسها تتعرض للضغط من كل الأطراف والجيران العرب لوقف القتال ولكن ليس هذه المرة".
ويضيف "بعد الانقلاب العسكري على الحكومة الإسلامية في القاهرة العام الماضي تقود مصر تحالفا جديدا من الدول العربية- يضم السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن، وقف بشكل فعلي مع إسرائيل ضد حماس، الحركة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، وهو ما أسهم في فشل اللاعبين في الحرب للتوصل لوقف إطلاق النار بعد أكثر من 3 أسابيع من الحمام الدموي".
ونقل ما كتبه ديفيد أرون ميللر، المفاوض السابق والباحث في معهد ويلسون في واشنطون "مقت وخوف الدول العربية من الإسلام السياسي تفوق على حساسيتهم تجاه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي".
وأضاف "لم أر موقفا مثل هذا، يقبل فيه هذا العدد الكبير من الدول العربية ضمنا موت وتدمير غزة وضرب حماس".
ومع أن مصر تعتبر تقليديا وسيطا رئيسيا في أي محادثات مع حماس إلا أن حكومة القاهرة فاجأت حماس هذه المرة باقتراح وقف لإطلاق النار تجاوب مع كل مطالب إسرائيل، ولكن ليس مع أي مطلب من مطالب حماس.
وعندما رفضت الحركة المقترح وصمت بالتعنت وظلت مصر متمسكة بأن مبادرتها هي نقطة البداية لأي نقاش لوقف إطلاق النار.

ولكن المعلقين المتعاطفين مع الفلسطينيين هاجموا المبادرة بأنها حيلة لإحراج حماس، فيما أثنت عليها الدول الحليفة لمصر.
فقد اتصل العاهل السعودي الملك عبدالله في اليوم التالي على إعلان المبادرة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي للترحيب بها.
وقال مكتب السيسي في بيان إن المكالمة لم تلق اللوم على إسرائيل بل أشارت إلى "نزيف دم المدنيين الذين يدفعون ثمن مواجهة عسكرية ليسوا مسؤولين عنها".
وبحسب خالد الجندي، المستشار السابق للمفاوضين الفلسطينيين والزميل في معهد بروكينغز في واشنطن، "من الواضح أن هناك تلاق في المصالح بين هذه الأنظمة المختلفة وإسرائيل".
ويقول الجندي إن قتال المصريين لقوى الإسلام السياسي وقتال إسرائيل المتشددين الفلسطينيين متشابه تقريبا، وتساءل "حرب وكالة من هذه الدائرة؟". ويرى كاتب التقرير أن الدينامية الجديدة قد غيرت كل توقعات الربيع العربي.
 فقبل 18 شهرا توقع المحللون نشوء حكومات مرتبطة أكثر بالمواطنين ومتعاطفة مع الفلسطينيين وفي نفس الوقت عدوانية ضد إسرائيل.
وبدلا من تحول إسرائيل لدولة معزولة، فقد خرجت الحكومة الإسرائيلية من الربيع العربي باعتبارها المستفيد الأكبر من الاضطرابات في العالم العربي وحصلت على دعم تكتيكي من النظام العربي التقليدي كحلفاء في معركتهم المشتركة ضد الإسلام السياسي.
فقد حمل المسؤولون المصريون حركة حماس المسؤولية إن تصريحا أو تلميحا بدلا من تحميل إسرائيل مسؤولية موت الفلسطينيين في القتال، حتى عندما تعرضت مدارس الأونروا للقصف الصاروخي وهو أمر تكرر مرة أخرى يوم الأربعاء.
وفي الوقت نفسه استمر الإعلام المؤيد للحكومة المصرية بتقريع حماس واتهامها بكونها أداة في مؤامرة إسلامية إقليمية تعمل على زعزعة استقرار مصر والمنطقة، وهو ما تقوم به جماعة الإخوان منذ الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي قبل عام. ويقول التقرير إن الردح الإعلامي ضد حماس، على الأقل في برامج الحوارات المؤيدة للحكومة كانت متطرفة لدرجة قامت فيها الحكومة الإسرائيلية ببث بعضها إلى غزة.
وبحسب طالبة في مدينة غزة تحدثت للصحافي عبر الهاتف "إنهم يستخدمونها للقول: أنظروا إلى أصدقائكم فإنهم يشجعوننا على قتلكم". وتضيف أن بعض البرامج المؤيدة للحكومة المصرية والتي توجه نحو غزة تدعو الجيش المصري لمساعدة الجيش الإسرائيلي للتخلص من حماس.
وفي نفس الوقت أثارت مصر حنق أهل غزة لمواصلتها إغلاق الأنفاق التي استخدمت لتهريب المواد الغذائية، واستمرار الحكومة المصرية إغلاق معبر رفح وهو ما فاقم من قلة المواد الغذائية والطبية بعد 3 أسابيع من الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وبدا غضب أهل غزة واضحا في تصريحات صاحب محل في بيت لاهيا- شمالي غزة "السيسي أسوأ من نتنياهو، والمصريون يتآمرون علينا أكثر من اليهود"، وأضاف "لقد أنهوا الإخوان المسلمين في مصر والآن يلاحقون حماس".
وتضيف الصحيفة أن مصر والدول العربية خاصة دول الخليج، السعودية والإمارات تحديدا، تجد نفسها متحالفة مع إسرائيل ضد إيران التي تعتبر قوة إقليمية والتي دعمت حماس وسلحتها في السابق.
وترى الصحيفة أن التحالف الجديد والتحول في المحاور يشكل تحديا للولايات المتحدة التي تحاول التوصل لوقف الحرب. ومع أن المخابرات المصرية تواصل اتصالاتها مع حماس كما فعلت في عهد حسني مبارك ومحمد مرسي، إلا أن العداء المستحكم ضد حماس يضع الكثير من الشكوك حول فعالية هذه القناة خاصة بعد رفض المبادرة المصرية.
وهذا يفسر توجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لكل من تركيا وقطر كقناة وساطة بديلة عن مصر نظرا لعلاقتهما القريبة مع حماس. لكن التحرك وضع كيري في وضع صعب واتهم من قبل البعض بكونه أقل عدائية من حماس وبدأ اقل تعاطفا مع إسرائيل.
وبالنسبة لصقور إسرائيل فالتغير في مواقف الدول العربية كان لحظة مهمة، فبحسب مارتن كريمر، مدير كلية شاليم في القدس "القراءة هنا تشير إلى أنه بعيدا عن حماس وقطر، فالدول العربية إما غير مهتمة أو مستعدة للمشي وراء مصر".
مضيفا "لا أحد في العالم العربي يدعو الأمريكيين لوقف الحرب "الآن" كما فعلت السعودية في حالات قمع أخرى قامت بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وهو ما أعطى الفلسطينيين مخرجا".
ويعتقد كريمر أنه في ظل تصاعد المشاعر المعادية للإسلاميين فالحكومة المدعومة من العسكر في القاهرة وحلفاء الحكومة المصرية الجدد مثل السعودية يعتقدون أنه يجب على الفلسطينيين تحمل المعاناة من أجل هزيمة حماس "ويجب أن لا يسمح لحماس بالانتصار ويجب أن لا تخرج من الحرب كأهم وأقوى لاعب فلسطيني".
 ويرفض المسؤولون المصريون توصيف العلاقة مع غزة وموقف مصر باعتبارها متحالفة مع إسرائيل. ويؤكدون أنهم يقومون بعمل ما بجهدهم لدعم غزة ولعب دورهم التقليدي. وبحسب دبلوماسي مصري بارز "حماس ليست غزة وغزة ليست فلسطين".
ولاحظ المسؤولون أن الجيش المصري وبالتعاون مع الهلال الأحمر المصري قاموا بنقل المواد الطبية لغزة، كما لا تزال مصر تحتفظ بقنوات اتصال مع حماس وتسمح للقيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق بالإقامة في القاهرة.
ويرى محللون أن مصر وحلفاءها العرب يحاولون موازاة كراهيتهم لحماس بالاستجابة للمشاعر المؤيدة لفلسطين في بلادهم. وستجد هذه الدول نفسها في مواجهة مع مواطنيها مع استمرار الذبح والقتل في غزة.
ويقول الجندي إن بندول الربيع العربي قد قفز لصالح إسرائيل مثلما قفز في الاتجاه المعاكس.
"لكنني لست متأكدا من أن القصة انتهت عند هذه النقطة".

الاتفاقية المصرية الاسرائيلية لمراقبة غزة

ماذا تعرف عن "اتفاقية فيلادلفيا" بين إسرائيل ومصر؟!


الاتفاقية المصرية الاسرائيلية لمراقبة غزة
(اتفاقية فيلادلفيا)


 محمد سيف الدولة

هناك من يدعى ان الموقف الرسمى المصرى من الحصار ومعبر رفح، هو موقف مستقل ينطلق من المصالح المصرية والسيادة الوطنية .
وهو أمر عار تماما من الصحة، فمشاركة الادارة المصرية فى الحصار المفروض على غزة منذ عدة سنوات، مرجعه اتفاقية مصرية اسرائيلية تم توقيعها فى اول سبتمبر 2005، بعد الانسحاب الاسرائيلى منها، والمعروفة باسم (اتفاقية فيلادلفيا)، وبموجبها انتقلت مسئولية تأمين الحدود مع غزة، وفقا للمعايير والاشتراطات الاسرائيلية، الى الحكومة المصرية، لتضاف بذلك الى أخواتها من اتفاقيات العار المشهورة باسم كامب ديفيد . 
كما تخضع هذه الاتفاقية لبنود "اتفاقية المعابر الاسرائيلية الفلسطينية"، وهو ما يعنى فى احد بنودها ان فتح معبر رفح مرهون بإرادة اسرائيل وموافقتها.
وخلاصة هذا الاتفاقية المجهولة للكثيرين ما يلى :
• انه بروتوكول عسكرى بالأساس.
• وهو ينص على ان تتولى قوة (اضافية) من حرس الحدود المصرى القيام بمهام امنية محددة فى المنطقة على الحدود المصرية الغزاوية المعروفة باسم ممر فيلادلفي.
• وذلك لان اتفاقية السلام الموقعة عام 1979 منعت وجود اى قوات مسلحة مصرية فى المنطقة المتاخمة للحدود وعرضها حوالى 33 كم ، والتى اطلقوا عليها المنطقة (ج). وسمحت فقط بوجود قوات من الشرطة المصرية مسلحة باسلحة خفيفة .
• وتتحدد مهمة هذه القوة الاضافية فى منع العمليات الارهابية ومنع التهريب عامة و السلاح والذخيرة على وجه الخصوص وكذلك منع تسلل الافراد والقبض على المشبوهين واكتشاف الانفاق وكل ما من شانه تامين الحدود على الوجه الذى كانت تقوم به " اسرائيل "قبل انسحابها .
• وتتألف القوة من عدد اربعة سرايا ، تعداد افرادها 750 فردا ، ينتشرون على امتداد 14 كم هى طول الحدود المصرية مع قطاع غزة. وقد طالبت مصر بان يكون عدد هذه القوات 2500 ، ولكن رفضت اسرائيل، واصرت على العدد المذكور .
• وكالمعتاد قامت اسرائيل بتقييد تسليح هذه القوة (المصرية) الاضافية، وتم ذلك على الوجه التالى :
• 504 بندقية
• 9 بنادق قناصة
• 94 مسدس
• 67 رشاش
• 27 ار بى جى
• 31 مدرعة شرطة
• 44 سيارة جيب
• ولها الحق فى اربعة سفن لمراقبة الحدود البحرية.
• وعدد 8 مروحيات غير مسلحة للاستكشاف الجوى.
• وعدد ثلاثة رادارات برية وواحد بحرى.
• ويحظر على القوة المصرية اقامة اى تحصينات او مواقع حصينة.
• وتخضع القوة المصرية لمراقبة القوات متعددة الجنسية الموجود فى سيناء منذ اتفاقيات كامب ديفيد والتى تمارس مهامها تحت قيادة مدنية امريكية بنص الاتفاقية .
• فيتم مراقبة التزامها بعدد القوات والتسليح والمعدات، و بمدى قيامها بالمهام الموكلة اليها والمكلفة بها فى حماية الحدود على الوجه الذى تريده "اسرائيل" ، وليس اى مهمات أخرى .
• ولقد جرت تفاهمات حديثة فى الشهور الماضية، مجهولة ومحجوبة عن الرأى العام المصرى تم بموجبها السماح لمصر بمزيد من السلاح والقوات، لحماية الأمن المصرى الاسرائيلى المشترك!
• ويعقد الجانب المصرى سلسلة من اللقاءات الدورية مع الجانب "الاسرائيلى" لتبادل المعلومات واجراء تقييم سنوى للاتفاق من حيث مدى نجاح الطرف المصرى فى مكافحة الارهاب.
• ولا يجوز تعديل هذا الاتفاق الا بموافقة الطرفين ، فلكل طرف حق الفيتو على اى اجراء يتخذه الطرف الاخر.
• وقد تم ادخال تعديلات على اتفاق فيلادلفى فى 16 يوليو 2007 بعد احداث انفصال حماس بغزة الذى تم فى يونيو 2007 ، والذى اضيفت بموجبه بنودا جديدة لاحكام الحصار على غزة .
• وكانت الحكومة "الاسرائيلية" قد صرحت اثناء مناقشة هذا الاتفاق الاخير فى الكنيست ان المهمة المحددة والوحيدة للقوة المصرية هى تأمين الحدود على الوجه المنصوص عليه .
• ولقد اصرت"اسرائيل"على توصيف اتفاق فيلادلفى بانه " ملحق امنى " لمعاهدة السلام 1979، وانه محكوم بمبادئها العامة وأحكامها، وذلك لما تضمنته المعاهدة الاصلية من اجراءات عقابية على مصر فيما لو أخلت بالتزاماتها.
***
هذه هى الحكاية الحقيقة وراء الحصار المصرى للفلسطينيين وإغلاق معبر رفح، وعدم فتحه الا بموافقات اسرائيلية، وكما هو واضح فإن المسألة ليس فيها لا أمن قومى مصرى ولا استقلال ولا قرار سيادى ولا يحزنون، بل هى اتفاق أمنى استراتيجى مصرى اسرائيلى ضد غزة !
***
وبعد الثورة وبسبب ضغوط الراى العام وحالة الزخم الثورى، استطعنا ان نخفف بدرجة او بأخرى من القيود المفروضة على غزة وعلى المعبر، ولكن بدون الاقتراب، للأسف الشديد، من المحرمات الأساسية فى الاتفاقية؛ فبقى المعبر محظورا امام حركة البضائع التى اشترطت اسرائيل ان تدخل من معبر كرم ابو سالم (كيريم شالوم)، ولكن حركة الافراد من الفلسطينيين والمصريين شهدت تسهيلات كبيرة وتخفيفا فى القيود، ولا نزال نتذكر حجم وعدد القوافل المصرية التى دخلت غزة بعد عدوان عامود السحاب فى نوفمبر 2012.
وهو ما يعنى ان الارادة السياسية قادرة على خلخلة بنود اى اتفاقيات مع العدو وإضعافها، ولكن لن تستقيم الامور ابدا وتصير على طبيعتها المرجوة، الا بعد التحرر الكامل من كل ما يقيد سيادتنا وقرارانا الوطنى وانتماءاتنا القومية من كل المعاهدات والاتفاقيات.
***
ولكن بدلا من العمل فى هذا الاتجاه، فى الشهور الماضية، بكل منجزات ثورة يناير، على تواضعها، فى تحرير العلاقات المصرية الفلسطينية، وعاد النظام القديم الجديد ليقدم أوراق اعتماده الى الولايات المتحدة ومجتمعها الدولى، بفرض ستار حديدى على غزة وأهلها؛ فقام بهدم الأنفاق (التى لم يهدمها مبارك) مع اغلاق المعبر، مع التحريض ضد كل ما هو فلسطينى، واستبدال العدو الاسرائيلى بالعدو الفلسطينى، وأخيرا وليس آخرا بالانحياز السياسى والأمنى (ويا للهول) الى الجانب الاسرائيلى، فى العدوان الاجرامى الجارى الآن على فلسطين.

فضيحة إماراتية مدوية فى ليبيا: مخططات وغرف عمليات لقوات إماراتية.. ودور هام للهارب جبريل

فضيحة إماراتية مدوية فى ليبيا: مخططات وغرف عمليات لقوات إماراتية.. ودور هام للهارب جبريل



ضمن الفضائح المتوالية على أبو ظبى، حول تدخلها فى الشؤون الداخلية لكثير من دول المنطقة، كشف أحد قادة الثوار الليبين في العاصمة الليبية طرابلس، عن أن دولة الإمارات متورطة بدفع عشرات ملايين الدولارات لإحداث فوضى فى بلاده، ودعم ميليشيات القائد الليبي المتقاعد، اللواء خليفة حفتر، عبر، رئيس الوزراء سابقًا، محمود جبريل، الذى تأويه أبو ظبى ضمن عناصر مماثلة من دول الربيع العربي.

وقال المصدر، إن تحالفًا جديدًا نشأ بين عدد من فصائل الثوار، والمجالس، بعد معركة المطار في طرابلس، التي قادتها فصائل الزنتان .

وأشار إلى أن الهارب محمود جبريل في الإمارات قد ثبت تمويله بعشرات الملايين للمتمردين لإحداث فوضى، بهدف مكاسب سياسية ، تقوي نفوذ دولة الإمارات، موضحًا أن التحالف الجديد من ثوار ليبيا يهدف إلى طرد المتحالفين، والمتورطين في الانقلاب على الثورة الليبية، موضحًا أن لدى الثوار معلومات أكيدة عن إدارة مسؤولين إماراتيين لغرف عمليات في طرابلس وبنغازي ومنطقة المرج، ودعم ميليشات حفتر.

ولفت إلى أن حفتر والزنتنان تكبدوا خسارة كبيرة، إلا أن الميليشا الأخيرة لديها كثير من المرتزقة، مما استوجب تحركًا شعبيًا ثوريًا، لمنع سطوة المال من التأثير بعقول الشباب .

وتسرب بيان ووثيقة هامة عن ميثاق التحالف الثوري الجديد، يتضمن التورط الإماراتي لإحداث فوضى فى ليبيا، بعد صعود الاسلاميين فيها، ضمن مخطط الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، الحاكم الفعلي للبلاد، لمحاربة التوجه الإسلامي بشكل عام، ونشر ما يصفه بالإسلام المعتدل، وحصل على التسريب موقع «عرب برس».

من جهة أخرى اعتبر مجلس غريان البلدي والعسكري ومجلس الثوار ومجلس الشورى والإصلاح بالمدينة، أن ما تشهده العاصمة من اقتتال وصراع ما هو إلا ثورة مضادة ومحاولة يائسة للقضاء علي ثورة 17 فبراير .

ووصفت الجهات الأربعة في بيانٍ مشترك معركة الكرامة التي يقودها خليفة حفتر بالمحاولة الانقلابية للقفز على السلطة تحت شعار «بناء الجيش والشرطة».

وأكدت أن أهالي غريان لن يخذلوا ثورة فبراير إلى آخر قطرة دم، وأن من سقط من أبنائهم في معركة التحرير لم يكن قربانًا لخليفة حفتر أوغيره لينفرد باتخاذ القرار أو يتربع علي سدة الحكم، مشيرًا إلى أن الدماء التي سفكت على مذبح الحرية والكرامة كانت من أجل زوال حكم القبيلة.

وذكر البيان أن ثوار غريان لن يحيدوا عن أهداف ومبادئ ثورة فبراير، وأن أفعالهم على أرض المعركة سبقت الأقوال، والبيانات في معركة تحرير العاصمة، مما وصفها بـ «بقايا كتائب القذافي المتمثلة في القعقاع والصواعق».

وعبر البيان عن فخر أهالي غريان في أن تُقاد ما سماها بـ «معركة تحرير العاصمة» باسم أحد شهداء غريان وثوارها الأشاوس عبد المنعم الصيد الذي صار «علمًا تُدار المعارك باسمه».

وأضاف:«ندرك تمامًا حقيقة المؤامرة التي تحاك ضد ثورة التكبير ومن يقف خلفها من أعداء الربيع العربي ولا تنطلي علينا الأكاذيب التي يتشدق بها علينا الخونة والعملاء علي قنوات الفتنة العاصمة والدولية وليبيا أولاً وتشويه وأدلجت مناطق بعينها وكأن الفكر صبغة اجتماعية تلحق بالأنساب وتورث».

وتابع:«نقول لهم غبار المعارك والطريق لا يحجب عنا العدو من الصديق، نقود المعارك ولا ننقاد بتعصب وجهل أعمى، ومعركتنا اليوم من أجل الحفاظ علي المسار الديمقراطي وأهداف ثورة السابع عشر من فبراير، وضد المتربصين من أزلام النظام السابق».

الإندبندنت: دليلك لفهم المتحدث الإسرائيلي، ودليله لمخاطبتك

الإندبندنت: دليلك لفهم المتحدث الإسرائيلي، ودليله لمخاطبتك


على المتحدثين الرسميين باسم دولة الاحتلال الإسرائيلي أن يبذلوا الكثير من الجهد ليشرحوا للعالم كيف تسببت دولة الاحتلال الإسرائيلي في مقتل أكثر من 1000 فلسطيني في غزة، معظمهم من المدنيين، مقارنة بثلاثة مدنيين إسرائيليين قتلتهم صواريخ المقاومة الفلسطينية.

لكن يبدو أن المتحدثين الإسرائيليين على الراديو والتليفزيون قد غيروا كثيرا من لهجتهم، فبعد أن كانوا لا يتحدثون عن الشهداء الفلسطينيين، أصبحوا أقل حدة وعدوانيةفي حديثهم، وهناك سبب لذلك.
فهذا التطور في خطاب العلاقات العامة الإسرائيلي يعود إلى ما يسميه البعض، كتاب الخدع الذي يستخدمونه، وهو تقرير ودراسة معمقة، وشديدة الاحترافية وسرية كذلك، عن التأثير في الإعلام الغربي والرأي العام في الولايات المتحدة وأوروبا.
الدراسة التي أعدها الخبير الجمهوري وعالم السياسة د. فرانك لونتز، أُعدت قبل خمس سنوات بواسطة مجموعة تسمي “مشروع إسرائيل” وتمتلك مكاتب في الولايات المتحدة وفي دولة الاحتلال، وقد أُعدت ليتم استخدامها من قبل “هؤلاء الذين يخوضون الحرب الإعلامية للدفاع عن إسرائيل”.

كل صفحة من الدراسة المكونة من 120 صقحة قد طُبع عليها أنها “ليست للنشر أو التوزيع”، ومن السهل جدا معرفة لماذا كُتب هذا التنويه.

تقرير لونتز، الذي عنونه بـ”مشروع إسرائيل في 2009، القاموس العالمي” سُرب فورا لمجلة نيوزويك، لكن أهميته الحقيقة ظهرت مؤخرا، والآن من المهم للغاية للجميع أن يقرأوه، خاصة الصحفيين المهتمين بالصراع العربي الإسرائيلي وبالقضية الفلسطينية، وهؤلاء المتابعين للمتحدثين الرسميين، ومنهم بالطبع المتحدث العربي “آفيخاي أدرعي” الذي جذبت صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي مئات الآلاف من المتابعين.التقرير يكشف عن الفجوة الهائلة بين ما يؤمن به ساسة إسرائيل وبين ما يقولونه على الملأ. هذا الأخير يتم تحديده وفقا لما يريد الأمريكيون أن يسمعوه، ولذلك، لا يجب على أي صحفي أن يحاور مسؤولا إسرائيليا قبل أن يقرأ ما كتبه لونتز في ورقته، والذي يلتزم به المتحدثون الإسرائيليون حرفيا.

الكتيب مليئ بالعديد من النصئح التي وُجهت للمتحدثين الإسرائيليين لتعليمهم كيف يمكنهم أن يصيغوا إجاباتهم لمختلف المستمعين.

على سبيل المثال: الدراسة تقول أن “الأمريكيين يتفقون أن إسرائيل لها الحق في الحصول على حدود واقية. لكنه سيضرك كمتحدث أن تتكلم عن تفاصيل تلك الحدود وكيف يجب أن تبدو، تجنب الحديث عن الحدود بمعايير ما قبل أو ما بعد 1976، الأمر لا يعدو كونه تذكيرا بالتاريخ العسكري الإسرائيلي. على سبيل المثال، الدعم الأمريكي لحق إسرائيل في الحصول على حدود تحميها، يهبط من 89٪ إلى قرابة 60٪ عندما تتحدث عنها بمعايير 1967”

ماذا عن حق العودة؟ ينصح لونتز المتحدثين بعدم الحديث عن حق العودة بصيغة أنه سيكون هناك “فصل مع مساواة”، أي فصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مع المساواة في الحقوق والواجبات، يقول لونتز “لا يفهم الأمريكيون ذلك، ولا يحبون، ولا يصدقون، ولا يقبلون ذلك المفهوم” لأنه فقط يذكر الأمريكيين بالتجارب العنصرية السابقة كما حدث مع السود في الولايات المتحدة أو في نظام الآبارتهايد في جنوب أفريقيا.

إذن كيف يتعامل المتحدث الرسمي مع موضوع يصفه لونتز بأنه موضوع شائك. ينصح لونتز المتحدثين بأن يسموا حق العودة بأنه “مطلب”، الأمريكيون لا يحبون المطالب، ولا الأشخاص الذين يطالبون بأشياء!
قُل: “الفلسطينيون غير سعيدين بدولتهم، لذلك فإنهم يطالبون بضم أراضي داخل إسرائيل”، كما يقترح أيضا أن يقول المتحدث أن حق العودة “مطلب سيتم مناقشته كجزء من الحل النهائي للقضية في المستقبل.”

ويقول لونتز إن الأمريكيين بشكل عام يخشون من الهجرات الجماعية للولايات المتحدة، لذلك فإن ذكر “هجرة جماعية للفلسطينيين” إلى إسرائيل ستكون ذات تأثير سلبي عليهم، “وإذا لم ينفع أي من ذلك، فقل لهم إن عودة الفلسطينيين ستجهض محادثات السلام”

وجاءت الدراسة التي أعدها لونتز صدرت بعد عملية “عمود السحاب” الإسرائيلية التي هوجم فيها قطاع غزة واستُشهد فيها 1387 فلسطينيا مقابل تسعة إسرائيليين قتلى.

وهناك فصل كامل عن “عزل حماس المدعومة من إيران والتي تقف عقبة في وجه السلام”، وعندما بدأت الحرب الأخيرة، في السادس من يوليو، واجه الإسرائيليون مشكلة إذ أن إيران لم تعد تدعم حماس كما كان في السابق بسبب الخلاف حول الوضع في سوريا. بل إن حماس لم تكن تمتلك أي اتصالات مع إيران لكن العلاقات الودية عادت قبل أيام فقط، بفضل الإسرائيليين.

الكثير من نصائح لونتز تخص اللهجة التي يتحدث بها الإسرائيليون. يقول في إحدى نصائحه “التعاطف مع الفلسطينيين أمر بديهي، ولن يقتنع أحد بما تقول ولن يعرفوا قيمة ما تعرفه إلا بعدما يروا كم الاهتمام والتعاطف الذي تبديه، تعاطف مع كلا الطرفين”.

هذه النصيحة تحديدا تظهر ما يفعله المتحدثون الرسميون بما فيهم العربي آفيخاي أدرعي الذي يبدي تعاطفه المستمر مع “ضحايا القصف من المدنيين”، ويحمل حماس مسؤولية سقوط ضحايا، ويخاطب الفلسطينيين بشكل مباشر، وغير ذلك من أساليب إبراز التعاطف غير الموجود في الحقيقة.

وفي جملة مكتوبة بخط عريض وبحروف كبيرة، يقول لونتز “على المتحدثين ألا يبرروا أبدا أبدا الذبح المتعمد للأطفال والنساء، وأن يواجهوا بحزم من يتهمون إسرائيل بهذه الاتهامات” وقد ظهر ذلك بوضوح شديد بعد استشهاد 16 فلسطينيا عندما قصف الاحتلال ملجأ تابعا للأمم المتحدة.

وفي الدراسة أيضا عدد من الكلمات التي يجب أن تُستخدم وآخر يجب على المتحدثين أن يتجنبوا استخدامها تماما. مثل الحديث عن الرغبة الإسرائيلية في السلام المبني على الاحترام المتبادل، فبحسب لونتز، هذا ما يرغب الأمريكيون في حدوثه، ويرغبون في سماعه أيضا.
ويمكن للمتحدثين تخفيف أي ضغط على الإسرائيليين لتقديم تنازلات بالقول إن عملية السلام تسير خطوة بخطوة أو ولا يمكن لكل شيء أن يحدث في نفس الوقت.

ومن بين الكلمات التي ينصح لونتز باستخدامها “أتوجه بحديثي إلى أمهات وآباء الضحايا، يجب ألا نسمح بأن يدفن أب طفله، يجب ألا يحدث ذلك مرة أخرى”.
وتعترف الدراسة بوضوج أن الإسرائيليين لا يرغبون في حل الدولتين لكن الأمريكيين يريدون ذلك بشدة ، فبنسبة 78٪ يؤيد الأمريكيون حل الدولتين، كما يجب التأكثيد على السماح للفلسطينيين ببناء اقتصاد، بحسب نصائح لونتز.

هذا ظهر مثلا في حديث بنيامين نتنياهو، لقد قال “أوجه سؤالي لحماس، ما الذي فعلتموه من أجل الرخاء الاقتصادي لبلادكم ولشعبكم؟” هذا النفاق في سؤاله لا يعكس حقيقة الحصار المفروض منذ سبع سنوات على قطاع غزة بعد وصول حماس إلى الحكومة الفلسطينية في 2007.



دوما ما يقول المتحدثون الرسميون باسم الاحتلال أن إسرائيل تريد السلام، وأنها مستعدة للتنازل من أجل ذلك، لكن جميع الأدلة تخالف ذلك.

المصدر: إندبندنت

اقوى رسالة من مواطن فلسطيني لجيش الكفتة المصري


اقوى رسالة من مواطن فلسطيني لجيش الكفتة المصري

و صهاينة العرب...

بالعامية زلعة عالمية لخير اجناد 
LikeLike ·  · Promote · 

فيديو وثائقى عن مذبحة دير ياسين "1948" Deir Yassin Massacre


 اهداء الي كل جاهل يتهم الفلسطينيين بأنهم باعوا أرضهم

كما يقول إعلام مخابرات ال 50%...



الجوادى": مفاجأة أزهلت الانقلابيين


الجوادى": مفاجأة أزهلت الانقلابيين


كتب د.محمد الجوادي عبر تويتر:

مفاجأة : بعض الجنود المصريين الذين أوفدوا إلى ليبيا حاربوا 

مع الإسلاميين ضد حفتر وبعضهم أعدم بسبب هذا، لكن 

المفاجأة أذهلت الانقلابيين

لقتل أكبر عدد ممكن: البنتاغون يفتح مخازن أسلحته لإسرائيل المجنونة

لقتل أكبر عدد ممكن:
البنتاغون يفتح مخازن أسلحته لإسرائيل المجنونة

الترجمة/ خدمة العصر 
فتحت الإدارة الأميركية أمام الجيش الإسرائيلي مخازن الطوارئ التابعة للجيش الأميركي والموجودة داخل إسرائيل، وسمحت للجيش الإسرائيلي بالتسلح بقذائف راجمات بقطر 120 ميلليمترا، وبقنابل وصواعق لراجمات بقطر 40 ميلليمترا، وبذخيرة أخرى وصفت بأنها حيوية.

وأكدت وزارة الدفاع الأميركية، الليلة الفائتة، على أنها تسلمت من وزارة الأمن الإسرائيلية طلبا بفتح مخازن الطوارئ في العشرين من الشهر الجاري، تموز (يوليو)، وأنه صودق على الطلب خلال ثلاثة أيام.

وأشارت "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة إلى أن الجيش الأميركي يخزن في إسرائيل أسلحة تزيد قيمتها عن مليار دولار، وهي معدة لاستخدام الجيش الأميركي في حالات الطوارئ، وذلك حتى لا تضطر القوات الأميركية إلى نقل عتاد عسكري كبير من الولايات المتحدة نفسها.

وبحسب قرار الكونغرس الأميركي، فإن هذه المخازن يسمح لإسرائيل باستخدامها في حالات الضرورة. ويذكر أنه خلال الحرب العدوانية على لبنان، في يوليو من العام 2006، سمحت الولايات المتحدة للجيش الإسرائيلي بتجديد ترسانته العسكرية من مخازن الطوارئ الأميركية في البلاد.

وأشار البنتاغون في بيان إلى أن ما طلبته إسرائيل متوفر في مخازن الطوارئ الأميركية منذ سنوات. وشدد المتحدث باسم البنتاغون على أن "الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، وأن مساعدة إسرائيل في تطوير وامتلاك قدرات دفاعية مستقلة وقوية يعتبر حيويا للمصالح القومية للولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن تسليم الذخيرة للجيش الإسرائيلي يتماشى مع هذه المصالح.

وكانت شبكة "سي أن أن" قد أشارت يوم أمس إلى أن الولايات المتحدة سمحت لإسرائيل مرة أخرى باستخدام مخازن الطوارئ للذخيرة، وذلك استنادا إلى مصادر أمنية أميركية.

وقالت "رويترز" إن إسرائيل قدمت الطلب للولايات المتحدة قبل 10 أيام، وأن الأخيرة صادقت على نقل الذخيرة من المخازن في الأسبوع الماضي.

وكتبت "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق أن المصادر الأميركية لم تشر إلى حجم المساعدات، وما إذا كان مرتبطا بالحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة أم أنه من أجل التسلح المستقبلي بعد الحرب.

وتُضاف هذه المساعدات إلى الطلب الخاص الذي قدمته إسرائيل للولايات المتحدة للحصول على مساعدة مالية بقيمة 225 مليون دولار، وذلك مقابل صواريخ اعتراض لمنظومة "القبة الحديدية"، وذلك في ظل الاستخدام المتصاعد لهذه الصواريخ مع استمرار القتال.

كما تضاف هذه المساعدات إلى مبلغ يصل إلى 600 مليون دولار، وذلك في إطار ميزانية الولايات المتحدة للعام 2015، والتي يوشك البنتاغون على المصادقة عليها نهائيا، بهدف تطوير وإنتاج منظومات صواريخ دفاعية، مثل "القبة الحديدية" و"العصا السحرية".

الأربعاء، 30 يوليو 2014

مسؤول بالأونروا يجهش بالبكاء لهول ما شاهده بغزة


مسؤول بالأونروا يجهش بالبكاء لهول ما شاهده بغزة







أجهش كريس جانيس المتحدث باسم وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) بالبكاء لهول ما شاهده عندما كان يتحدث عن قصف إسرائيل لمدرسة الأونروا في غزة.


وقال جانيس إن على العالم أن يشعر بالعار إزاء هذا الانتهاك الفاضح من قبل إسرائيل للقانون الدولي الإنساني واصفا ما جرى بأنه مجزرة مروعة بحق الأطفال، وأجهش بالبكاء بعد انتهاء مقابلته مع الجزيرة.

وقال جانيس إنهم أوضحوا للجانب الإسرائيلي المرة تلو المرة أثناء هذا القتال أن إسرائيل وككل الأطراف الأخرى ينبغي عليها أن تحترم قدسية حياة المدنيين وحرمة مباني الأمم المتحدة وأن تحترم التزاماتها إزاء القانون الدولي الإنساني بما يتعلق بالعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية الدولية.

وأضاف أنهم في الأونروا يدينون بأقسى العبارات وأقواها هذه الانتهاك الفاضح للقانون الدولي من قبل إسرائيل، وقال إن على العالم أن يطأطئ رأسه خجلا وخزيا إزاء هذه المذبحة المروعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الأطفال والتي وصفها بالإهانة لإنسانية الجميع.

المتحدث باسم الأونروا الذي كان يتحدث مع الجزيرة من مكتبه في القدس استطاع حبس تأثره بما جرى في المدرسة بمخيم جباليا, لكنه لم يتمالك نفسه لهول ما شاهده بمجرد انتهاء المقابلة على الهواء وسجلت له الكاميرا هذه اللحظات.

المصدر : الجزيرة

دموع الحويني

دموع الحويني

محمد طلبة رضوان

في الفيديو المشار إليه يبكي الشيخ أبو إسحاق الحويني، تأثرا، لأن صحفيا هو إبراهيم عيسى قال إن المجتمع النبوي شهد حالات من التحرش بالنساء، وكان هذا سبب نزول آيات الحجاب حماية للمسلمات من الحرائر والجواري على حد سواء.
 يبكي الشيخ تأثرا، رافضا، مدينا، حاملا على الصحفي الذي وصفه بـ "الأنوك"، لأنه تجرأ وقرأ، ليته قرأ، بل اعتمد ناقلا عن غيره قراءة مختلفة لوقائع تاريخية مر عليها مئات السنين ترى أن مجتمع المدينة كان مجتمعا إنسانيا عاديا، شهد من النقائص ما يشهده مثله من المجتمعات، وأنهم في النهاية بشر، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، هذه القراءة غير المثالية استدرت دموع الحويني متأثرا، بصدق كما أظن، لأن الاتهام بالتحرش بحسبه اتهام مسيء للصحابة ولا يليق بحق من شهد عصر النبوة! .
 الشيخ بكى لمجرد وصف وقائع التعرض للنساء في الطرقات الثابتة تاريخيا بـ "التحرش"، آلمته الكلمة، أوجعته، ذكرته بمن كانوا يسبون النبي في الغزوات، ساوى بين كلام الصحفي في وصف واقعة تاريخية وبين سباب الكافرين للنبي في ميادين القتال، استنكر الشيخ أن يقال مثل هذا الكلام في بلاد المسلمين، تساءل عن دور الأزهر، تساءل عن وظيفة شيخ الأزهر، تعجب من سكوته إزاء ما يتعرض له الإسلام في بلاده، وبكى الحويني، بكى بحرقة .. إي والله.
 بكى الشيخ من أجل التاريخ ولم يبكه الواقع بل لم يحركه وجلس جوار أخيه "الطيب" شيخ الأزهر: الساكت عن القتل، الساكت عن السحل، الساكت عن الغدر، الساكت عن اغتصاب الفتيات .. يا أيها الشيخ الجليل: الشباب قتلوا في ميادين الحرية في 25 يناير وما بعدها غيلة وظلما وعدوانا ولم نر للدموع أثر في كلامك أو عينيك، ربما لأنك ترى فيمن خرج مطالبا بخبزه وحريته وكرامته "خارج" عن ولي الأمر يستحق القتل وإن كان الأخير طاغية وظالما ومستبدا ومواليا للصهاينة ومعاديا لبني وطنه، هكذا تعلمتم من فقهاء الاستقرار والتبرير الذين سودوا الصفحات، وسودوا عيشتنا بهراءهم الذي "أسلموه"، وفقهنوا به طغيان بني أمية وبني العباس رغما عن النصوص.
 يا أيها الشيخ الجليل: الشباب قتلوا في الجامعات، في قاعات الدرس، لمجرد رفضهم الامتحان اعتراضا على اعتقال زملائهم، جرى ذلك في الكليات التي تدرس العلوم الشرعية، في جامعة الأزهر التي تسأل مستنكرا عن شيخها، ولم ير الطلاب الذي يعتقد أغلبهم في علمك منك رفضا، أو استنكارا، أو دمعة حرى.
 يا أيها الشيخ الجليل: المنتقبات اللائي يأخذن عنك العلم، الأزهريات اللائي يدرسن في جامعات غير مختلطة لأن شيخهم الأجل حرم عليهن التعليم في جامعات مختلطة، الفضليات اللائي لم يشتركن في المظاهرات لأن المظاهرات حرام، كما أخبرتهن، اقتحموا عليهن الجامعة أهانوهن عاطلة في باطلة سحلوهن على الأرض وانهالوا عليهن ركلا وضربا، سحبوا واحدة لمزاج الباشا الضابط واغتصبها وهي المتزوجة في مدرعة الشرطة، وخرجت لتشكو واصفة ما حدث بتفاصيله ولم يسمع لك صوتا، لو كانوا بناتك لتفطر عليهن قلبك وخطابك ومنبرك، ولأقمت الدنيا ولم تقعدها، ولحركت علمك وفقهك ومروياتك ودنياك وآخرتك من أجلهن، لكنهن بكل أسف: بنات الناس.
 يا أيها الشيخ الجليل: ما الفارق بينك وبين إبراهيم عيسى؟
 يا قارئي الذي يحب الحويني ويعتقد في مشيخته: ما الفارق بين الحويني وإبراهيم عيسى؟
 عيسى في نظرك متحرش بالتاريخ .. والحويني في الحقيقة متحرش بالواقع ..
 ما الدين إن لم يكن حياة الناس ومصالحهم وعلاقتهم بالسماء التي نكفل لهم سعادة الدارين، ما الدين إن لم يكن عصمة دماء الناس، وقدسيتها، ما الدين إن لم يكن كرامة الإنسان، وحقوقه العادلة، وما العالم إذا لم يكن مبشرا بهذا كله، حاميا لهذا كله، مستعدا لبذل حياته راضيا من أجل هذا كله؟
 هذا واقع أليم يحاصرنا، حصاد سنوات حكم الطغاة البائسة، نخب فاسدة في السياسة، والإعلام، وأخرى لا تقل فسادا بين شيوخنا، وقساوستنا.
 هذا الكلام ثقيل على القلب، أعرف، شيخك الذي كنت تظن فيه الخير، وتأخذ عنه دينك، وتثق في علمه، ونزاهته، يقيم الدنيا ويقعدها من أجل كلام مرسل، ولا تحركه دماء المسلمين والمسلمات وحقوقهم، هل للفساد معنى آخر؟
 فساد العالم ليس بالضرورة فساد ولاءاته، أن يشتريه النظام فيصبح علي جمعة مثلا، أو أن يقدم خدماته المجانية للنظام فيصبح عمرو خالد مثلا، لا يا صديقي، الفساد في إحدى صوره أن تكون كلمة الحق التي يحملها الشيخ لمريديه مخلصا هي توافه الأمور وسفاسفها، ذلك لأنه لم يعتد سوى على ذلك، هذه بضاعته، وإن بدا عظيم الشأن، فإذا اختبر في موقف يتطلب عالم حقيقي، رجل حقيقي، لقيت هواء، غثاء، لا شيء.
 سكوت العالم عن المنكر مصيبة لا تقل عن إرتكاب المنكر ذاته، وقديما قال ابن المبارك: وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها .. يا صاحبي: العلاقة بين العلماء والعامة ليست كعلاقة الله بعبيده، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، بل هي علاقة تقويم ومتابعة وأخذ ورد، وطاعة العامة لعلمائهم ليست عمياء، فالإسلام لا يعرف الكهنوت، وأنا وأنت من حقنا أن نساءل شيوخنا، في حال اعترفنا بهم وبأهليتهم، ماذا لو رأيت شيخك يسرق، ماذا لو رأيته يزني، هل ستنكر ما رأته عيناك، هل ستسكت عنه وتداوم على متابعته بدعوى أنه أكثر منك علما ولا يجوز لك الاستدراك عليه، أو مناقشته أو التشكيك في نزاهته، وهل تحتاج السرقة إلى زيادة علم ليكون لك الحق في الاستدراك على السارق، لقد رأيناهم يشاركون في سفك الدماء بالسكوت والصياغات الملتوية التي توافق ضمنا دون أن تصرح لبعض حياء أوخجل من خزي وعار متحققين.
كفانا تقديسا في غير موضعه، ولنواجه أنفسنا بشجاعة، وإذا كنت ترى في إبراهيم عيسى قاتلا، ومحرضا، وفاسدا، ومتطاولا، وتافها وجاهلا، فأرجوك أجبني وأجب نفسك عن السؤال: ما الفارق "الجوهري" على مستوى الموقف بين الحويني وأشباهه وبين إبراهيم عيسى وأشباهه، كلاهما صنيعة نظام واحد، نظام فاسد مستبد لو رأى فيهم الخير ما منحهم فرصة الوصول إلى الناس، وما خلى بينهم وبين ذيوع الصيت والشهرة والمكانة، لقد ظهر هؤلاء على سطح الحياة في مصر لأنهم بخطاباتهم المنعزلة حينا والمشوشة على الناس أحيانا كثيرة هم خير عون للحاكم الظالم، في الحكم بغير وجه حق، والنهب، والسلب، دون متابعة من الناس أو مساءلة، وكيف يسأل الناس عن حقوقهم وهم منشغلون بشؤون لحاهم عن شئون معاشهم ودنياهم التي هي أساس أمر آخرتهم ومآلاته، بمثل هؤلاء يثبت الطغاة عروشهم فوق قلوب الناس ولقمة عيشهم، لا حل سوى التطهير يا صديقي، تطهير عقولنا، وإيماننا، وثقتنا منهم، هؤلاء علماء سوء، مهما كثر الاتباع، وانتشرت الحكايات والأساطير بمحاسن زائفة، علينا أن نعترف بذلك فالواقع يطرحه دون مواربة، متى نفهم إن لم نفهم الآن، فنتجاوزهم غير خزايا ولا محزونين، وكما يقول المثل المصري: اعرف صاحبك وعلم عليه.

تريد عيشا؟! (1) علاقات غير مشروعة : العيش والذل- الفساد والحرية




 تريد عيشا؟! (1)
علاقات غير مشروعة : العيش والذل- الفساد والحرية
د.محمد محسوب


جرى البعض خلف الانقلاب مفرطا في حريته وكرامته أملا في تحقيق عدالة اجتماعية واستقرارا أمنيا دون أن يدرك أن هؤلاء حكموا ستين سنة فلم يحققوا عدالة ولا عدلا ولا استقرارا.. وإنما ذهبوا بحريتنا وقتلوا كرامتنا
الحرية لا تعني أن تفعل ما تريد..إنما أن تملك الحق في التعبير ونقد أي مسئول دون خوف على حياتك أو على رزقك.. وأن يملك الشعب محاسبة الحكومة الفاشلة وأن يكشف رؤوس الفساد وأن يعرف ميزانية البلاد وأوجه إنفاقها وأن يراقب كل قرش يدخل أو يخرج لخزانة الدولة وأن يفرض إرادته فيُغير الحكومات بانتخابات نزيهة ويُسقط الرؤساء بالطرق الديموقراطية المعروفة..
فلو كنت ممن يفكرون فقط في العيش والرزق ، وهو حقك ، فاعلم أن البرلمان الانجليزي قاتل 100 سنة ليحصل على حقه في رقابة الميزانية..
ومجلس شورى النواب المصرية سنة 1879 اعتصم نوابه بمقره وحاصرتهم داخلية الخديو طلبا لرقابة ميزانية البلاد ومعرفة الموارد والمصارف..
فبدون المال لا تحصل نهضة.. وبدون رقابة حقيقية على الميزانية لا يتوفر المال بل يتبدد بيد حكومات فاسدة لا يمكن تتبع فسادها.. ومصر لم تعرف رقابة على موازنة بل ولم تشمل أي موازنة فيها كل موارد الدولة منذ 60 سنة..
وعلى مدار الأيام المقبلة سأحكي كيف انهارات الخدمات والمؤسسات بالدولة المصرية عبر 60 سنة رغم كل المحاولات لاستنهاضها وإصلاحها.. فقط لأن الحرية كانت غائبة.. ولا أمل لإنهاضها أو لإصلاحها إلا بإسقاط الانقلاب واستراداد الحرية.. لأن الديموقراطية لم تعد خيارا لشعب وإنما وسيلته الوحيدة للبقاء والسيطرة على خيراته والتقدم والمنافسة.. أما بقاء الانقلاب - لا قدر الله - فيعني أننا نركب قطارا سريعا إلى كارثة في كافة المناحي..
لأن النظم الدكتاتورية (العسكرية) يكمن في بنائها وتركيبتها جرثومة الفساد وفيروس التخلف..
لا تتسرع وتضرب مثلا بشمولية شيوعية أو أيديولوجية.. لأن الأيديولوجيات ربما تكون دافعا مؤقتا لتحقيق انجازات مع غياب الحريات.. لكنها انجازات لا تبقى وتنهار عند المواجهات الكبير بمجرد أن يطوي الموت القادة المؤمنين بالأيدولوجيا ويبقى فقط الذين يسترزقون منها ويتعيشون على بقاياها بينما هم ينهبون ثروات البلاد ويتسترون على شبكات الفساد.. وكان سقوط القطب الشيوعي درسا لمن يعتبر..
غير إن الدكتاتورية العسكرية مختلفة حتى عن الشمولية الأيديولوجية.. فالعسكرية لا تملك عقلا ولا فكرة ولا معتقدا ولا رؤية للمستقبل.. لا تملك سوى مدفعا ودبابة هو ما أهلها للاستيلاء على الحكم.. وفي الحكم تكتشف أن المسألة كبيرة عليها فتبدأ في بناء شبكة عنكبوتية حولها من المستشارين والمساعدين ورجال الأعمال والمثقفين والإعلاميين المنافقين القادرين على كتابة شعر في قاتل ومدح ذكاء أكثر الناس غباء.. هؤلاء يتحولون بالتدريج إلى شبكة مستقرة متماسكة متضامنة من الفاسدين والمستفيدين منهم فيبتلعون الدولة بخيراتها ولا يتركون للشعب المهدور سوى بقايا موائدهم..
هذا حدث في كل دكتاتورية عسكرية من الأرجنتين إلى البرازيل سابقا ومن مصر إلى كل دولة عربية وإفريقية سارت على خطاها..
الحرية طريق للنهوض .. والدكتاتورية.. خصوصا العسكرية طريق للسقوط..
سنتأمل معا على مدار عدة مقالات ماذا أورثتنا هذه الدكتاتورية المتوحشة.. والمستقبل المظلم الذي ينتظرنا لو تركناها تعبث من جديد بحاضرنا ومستقبلنا...
‫#‏استمارة_جوَّعْتونا‬






تريد عيشا؟! (1) علاقات غير مشروعة : العيش والذل- الفساد والحرية