السبت، 30 يونيو 2018

حوارمباشر مع يزيد صايغ


حوارمباشر  مع يزيد صايغ

يزيد صايغ: الجيش المصري توسع سياسيا واقتصاديا في عهد السيسي



قال البروفيسور يزيد صايغ، كبير الباحثين بمركز كارنيغي للشرق الأوسط، إن دور الجيش المصري توسع سياسيا واقتصاديا في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأضاف صايغ خلال لقائه على شاشة "الجزيرة مباشر" اليوم في حوار عن دور الجيش في الحياة السياسية المصرية مع اقتراب الذكرى الخامسة للانقلاب العسكري في مصر، أن القطاع المدني في مصر تمت إزاحته منذ اللحظة الأولى من انقلاب 3 يوليو 2013.
ونستعرض هنا أبرز تصريحات البروفيسور يزيد صايغ خلال الحوار:

  •  المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية تتراجع والفجوة تزداد بين الطبقات في مصر.
  •  مقولة "مصر لا يحكمها إلا عسكري " مغلوطة يتم الترويج لها وتدل على اقتناع بعدم قدرة المجتمعات العربية على التطور.
  •  القوات المسلحة شكلت الجمهورية المصرية وأدارتها وشكلت نظمها القانونية والتنفيذية خلال 60 عاما.
  •  كان بإمكان مصر أن تنتهج النموذج التركي وتتقدم، ولكن لم يستطع النظام المصري فعل ذلك.
  •  القطاع الخاص المصري طفيلي اتكالي يعتمد على الصفقات وليس قطاعا إبداعيا مثل النظام التركي.
  •  الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أعطيت بالأمر المباشر مجموعة صفقات كبرى منذ سبتمبر/أيلول 2013 لإنجاز الطرق القومية وبناء المدن الصحراوية ومناطق صناعية وتوسيع قناة السويس وغيرها من المشروعات.
  •  إنتاج الاقتصاد العسكري الرسمي في مصر ليس ضخما ولا يساهم بقوة في الناتج القومي.
  • ثمة مداخيل إضافية للمؤسسة الاقتصادية العسكرية المصرية بموجد عقود تأتي من وزارات أخرى.
  •  القطاع المدني في مصر تمت إزاحته منذ اللحظة الأولى من انقلاب 3 يوليو 2013.
  • ثلث شركات قطاع الأعمال في مصر يوجد في مجالس إدارتها عسكريون متقاعدون ولكن لا يعني ذلك سيطرة الجيش عليها.
  •  هناك توسع لدور الجيش في مصر والسيسي لديه هوس لإظهار مصداقيته أمام الرأي العام المصري والدولي.
  • السيسي لا يثق في الأجهزة المدنية للدولة المصرية ويراها عاجزة عن تنفيذ المطلوب منها وينتشر الفساد فيها.
  • البرلمان المصري ذو اتجاه سياسي واحد وعبارة عن تجمع مصالح ترتبط بعلاقات مع أجهزة أمنية وسيادية.
  • رغبة السيسي في تحقيق إنجازات تحسب له جعلته يهتم بها على حساب الحياة السياسية التي تحكمت فيها الأجهزة الأمنية.
  • لو أراد السيسي جعل المدنيين شركاء في الحكم أو رغبت القوات المسلحة في الانسحاب من المشهد لن تجد من تتفاوض معه.
  • لا توجد أحزاب سياسية في مصر بل مجموعة من "الشللية" وعودة الإخوان المسلمين حاليا صعبة.
  • السيسي ليست لديه رؤية شاملة لأن لديه نظرة فوقية بأنه من يفهم فقط.
  • إدارة السيسي قادرة على البقاء لسنوات قادمة طالما لم تنعكس الأزمات الاقتصادية والاجتماعية على حكمه.

فراسة المسلم

فراسة المسلم
الشيخ الحبيب ابوبكر العدني المشهور رئيس الرابطه الدينيه باليمن من اهل تريم محافظه حضرموت
قبل عشر سنوات يتكلم عن الأحداث التي تحدث هذه الأيام واستدل من القرآن والسنة






كيف يشرب المصريون مياه الصرف الصحي؟!



كيف يشرب المصريون مياه الصرف الصحي؟!



عامر عبدالمنعم 

من كثرة المصائب التي تلاحق المصريين لم نهتم بالقدر الكافي بواحدة من أسوأ الكوارث التي تنتظرنا، وهي تكرير مياه الصرف الصحي لنشرب منها ونروي أراضينا الزراعية، وتصاعدت وتيرة التصريحات الرسمية عن إنشاء محطات عملاقة في عموم البلاد المصرية لضخ مياه المجاري في مرفق مياه الشرب والترع كبديل عن مياه النيل!

هذه الفكرة السوداء تحولت فجأة إلى البديل الوحيد لمواجهة أزمة نقص المياة، ويظهر التعامل الحكومي معها وكأنها بشرى سارة واكتشاف نهر من الماء العذب لم يكن يعرفه أحد من قبل! ولا يخلو مؤتمر رسمي من الإشارة إلى الموضوع مع التأكيد على أن مياه الصرف المكررة ليست للزراعة فقط وإنما للشرب أيضا.

لا توجد دولة في العالم تعلن أنها ستعيد استخدام مياه الصرف للشرب والزراعة، لأن هذا نوع من التشوية للسمعة والإساءة إلى الشعب الذي يعيش في هذه الدولة، فمثل هذه التصريحات تؤدي إلى توقف الصادرات الزراعية، وامتناع دول العالم عن التعامل مع مصر واعتبارها بلدا موبوءا، وهذا ما حدث فور صدور هذه التصريحات حيث توقف تصدير الحاصلات والثمار إلى بعض الدول، حتى أقرب الأقربين مثل السودان. 

الإسرائيليون وراء الفكرة
لقد تبين أن الإسرائيليين هم الذين يقفون خلف فكرة سقي المصريين مياه الصرف الصحي للإذلال والتربح من تصدير محطات المعالجة الإسرائيلية، فمنذ أيام أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيديو تحدث فيه عن استعداده لحل مشكلة المياة في إيران بإنشاء محطات لتكرير مياه الصرف الصحي، وعرض نتنياهو على الشعب الإيراني الاستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية في هذا المجال!

ما قاله نتنياهو كشف أن الوسواس الذي يقف خلف هذه الفكرة المشئومة هم الإسرائيليون، الذين يريدون أن تشرب شعوبنا من مياه الصرف الصحي بينما يعملون في نفس الوقت لتحويل مياه النيل إلى صحراء النقب عبر مجمع سحارات سرابيوم بالاسماعيلية، أي تغيير مسار مياه النيل، وقد شرحت هذا بالتفصيل في المقال السابق عن حصة إسرائيل في مياه النيل.

لقد وردت فكرة تجرع المصريين مياه الصرف في صفقة القرن، ففي الوثيقة التي وضعها الجنرال غيورا أيلاند مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق جاء في الجزء المتعلق بالمزايا التي تقدمها إسرائيل إلى مصر ما يلي:


"تعاني مصر من مشكلة مياه تزداد سوءا؛ فهناك زيادة كبيرة في عدد السكان مقابل تراجع في مصادر المياه العذبة، وليس باستطاعة دولة نحو خمسين في المئة من سكانها يعيشون على الزراعة الاستمرار لجيل أو جيلين من دون حل جذري لمشكلة المياه. الأمر الذي يقتضي توظيف استثمارات في تحلية مياه البحر وتكرير مياه الصرف الصحي، ويتطلب هذا أموالاً طائلة وتكنولوجيا متطورة. وهو ما لا تملكه مصر، من هنا مقابل الكرم المصري، سيوظف العالم استثمارات في مصر (عبر البنك الدولي) في مشاريع تحلية المياه وتكريرها".

أي أن "إسرائيل" هي التي تحدد لنا الحل الجذري لمشكلة المياة! 

فكرة خبيثة
في البداية كنا نظن أن طرح الفكرة مجرد مزحة، أو أنها في إطار حملة التخويف المقصودة لتهيئة الرأي العام لقبول مؤامرة توصيل مياه النيل إلى الكيان الصهيوني وتعمير صحراء النقب، لكن يبدو أن العقل غائب أمام استراتيجيات صهيونية

تنفذ بالقوة والإجبار بغرض الانتقام من الشعب المصري الذي يرفض الاستسلام.

الفكرة في حد ذاتها ساذجة وغير منطقية، فمياه الصرف الصحي ناتجة عن الاستخدام المنزلي الذي يمثل نسبة قليلة جدا من حصة مصر في مياه النيل، وهذه الكمية ستنخفض بشدة بسبب انخفاض الاستهلاك الناتج عن تجفيف النيل مع اكتمال بناء السد الإثيوبي، وأيضا مع ارتفاع أسعار فاتورة المياه التي ستخفض الاستهلاك المنزلي بشكل عام.

العجيب أن من يفكرون في إجبار المصريين على شرب مياه الصرف لم يقولوا لنا كم مرة ستتم عملية التكرير للمياة، هل مرة واحدة؟ وهل ستكون دورة المياة بين الاستخدام والتكرير مغلقة؟ أي هل سيشرب الانسان المياه النقية من النيل لمرة واحدة ثم يدخل في دورة التكرير والاستخدام ثم التكرير إلى مالا نهاية؟ 

ماذا نفعل في نجاسة الماء؟
إذا كان البعض خاصة النخبة الحاكمة والأثرياء والطبقة القادرة يظن أنه يستطيع شراء زجاجات المياة المعدنية للشرب فماذا عن الاستخدامات الأخرى؟ الماء مصدر الحياة، ولا حياة من دون ماء نظيف صالح للاستهلاك الآدمي.

إن موضوع استخدام مياه الصرف يطرح قضية تهم كل مسلم متعلقة بطهارة الماء وهل يجوز الوضوء به أم لا؟ فهذا الماء نجس وتكريره لا يقطع بطهارته، وهذا الباب من الأبواب الأساسية في الفقه الإسلامي فالطهور شطر الإيمان، واستخدام الماء الطاهر أساس العبادة، فلا صلاة من دون وضوء ولا وضوء من دون ماء طهور. 

سياسة مائية غائبة
مصر من دون النيل ستتلاشى ولن تكون هناك حياة، والصرف الصحي ليس نهرا متدفقا يمكن تخيله بديلا عن نهر النيل، وإذا جف النيل فلن يكون هناك صرف من الأصل! 

كما أن الاعتماد على مياه الصرف مصدرا لري المحاصيل الزراعية قرار إبادة للشعب المصري بالبطيء، سينتج عنه تدمير صحة المصريين أكثر مما نراه الآن بسبب المبيدات المسرطنة والهرمونات القادمة من "إسرائيل".

إن طرح فكرة تكرير مياه الصرف دليل على غياب الرؤية في ملف المياه، فلماذا لا يتحدثون مثلا عن المياه الجوفية؟ إن مجرد الحديث عن بدائل لنهر النيل سواء كانت معقولة أم غير معقولة يشير إلى خطأ في التفكير الاستراتيجي وارتداد عن أبجديات مصالح مصر العليا منذ ايام الفراعنة، الذين مدوا سلطتهم جنوبا، وكان لهم منشآت حتى جوبا، ووزارة الري المصرية في العصر الحديث لها استراحات على نهر النيل حتى أوغندا، فالنيل ليس مجرد مصدر للماء وإنما هو محور الأمن القومي المصري.

لقد أوصلنا غياب الرؤية إلى حالة الهزيمة الاستراتيجية في هذا الملف المصيري أمام المخطط الإسرائيلي الذي يقف خلف الشركات الأمريكية والأوربية التي تستثمر المليارات في بناء السد الأثيوبي لبيع الكهرباء والماء، وضعف الدولة المصرية هو الذي فتح الباب أمام المستعمرين الجدد الذين وضعوا أيديهم على نهر النيل، ويريدون تحويل الماء إلى سلعة، يتاجرون فيها ويبيعون الماء بمقابل مالي وسياسي. 


***

الأصل هو الدفاع عن حقنا في مياه النيل وليس الاستسلام للخطة الإسرائيلية والظهور بمظهر الحكماء المحبين لمن يريدون سرقة حقنا منذ ظهور الحضارة، فحقوق الشعوب في الحياة ليست قضية للمساومة، ولن يقبل المصريون شرب مياه الصرف من أجل توصيل النيل إلى "إسرائيل".

الدولة المثالية في عيون الإدارة الأمريكية




 الدولة المثالية في عيون الإدارة الأمريكية

منتدى الفكر والحضارة
الشيخ الدكتور جاسم بن محمد بن مهلهل الياسين


بعد انهيار الحضارة اليونانية، قامت الحضارة الرومانية على أنقاضها مجسدة مبدأ "القطب الواحد" ومندفعة في تكوين امبراطورية إستعمارية وثنية تسعى لتخصيص الحرية والسلطة والثروة لطبقة الأسياد من الرومان دون غيرهم، بينما يدخل بقية الشعوب في طبقة العبيد، حيث كان الحكم الروماني ممثلاً لدى أكثر الشعوب المستعمرة بالقلاع والمدن العسكرية، وحتى الترفيه كان عبارة عن مدرجات رومانية يتلذذ فيها الأسياد بمشاهد الصراع بين الإنسان والإنسان أو الإنسان والحيوان المفترس حيث الدماء والموت، وفي النهاية سقطت الدولة الرومانية، لأنها فشلت في الحفاظ على جوهر الحضارة الإنسانية وتحولت إلى قوة عسكرية باطشة فكان مصيرها الفناء، يقول المؤرخ البريطاني الشهير"توينبي"عن خطر النزعة العسكرية عندما تسيطر على الدول وكيف تحدث أثرها في انهيارهذه الدول :" كان للنزعة العسكرية النصيب الأوفر في انهيار الحضارات، إن النزعة العسكرية تصرع الحضارة إذ تثير الصدام والنزاعات القاتلة بين الدول".

ونحن نعتقد أن النزعة العسكرية باتت مسيطرة على الولايات المتحدة خاصة في العقدين الأخيرين، وتحولت أمريكا إلى شرطي للعالم، وقائمة تدخلاتها العسكرية تشمل الكثير من الدول منها كوريا وفيتنام ولبنان والصومال وأفغانستان وأخيراً العراق، كما نجد أن السياسة الأمريكية أصبحت في أحيان كثيرة تفضل النفس العسكري القصير في إنهاء الصراع بدلاً من النفس الدبلوماسي الطويل، ولأن الإدارة الأمريكية تدرك أن احتلال الأراضي أسهل من احتلال العقول، وأن مرحلة ما بعد الانتصار في المعركة أهم من مرحلة كسب الحرب، فإنها لا بد من السعي لإيجاد مناطق آمنة لقواتها في الدول التي وقعت تحت احتلالها، وهذا لا يتم إلا بإيجاد بيئة آمنة في دول الجوار وما حولها في الدولة التي تقع تحت احتلالها، فإذا ما أضفنا إلى ما سبق ضرورة حفظ ماء الوجه والكرامة الوطنية بعد أحداث 11 سبتمبر المشئومة، فإن الإدارة الأمريكية وجدت في العالم العربي والإسلامي هدفاً مثالياً لتحقيق تلك الأهداف تارة تحت مسمى محاربة الإرهاب، وأخرى بدوافع نشر الحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان، وغيرها من الإدعاءات التي تسقط مع الممارسات اليومية للإدارة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

وعلى ما يبدو فإن الإدارة الأمريكية في ظل هذه الأهداف الكبيرة لم تكتف بإيجاد أفراد يتعاونون معها لتحقيق هذه الأهداف، بل أرادت صناعة دولة مثالية تتحقق فيها الصفات المرغوبة لدى الإدارة الأمريكية، وتعتقد أنها دولة تصلح للبقاء في المسرح الدولي وتنسجم مع هويته وهويتها، ليتم بعد ذلك تعميم ذلك النموذج على دول المنطقة، ونحن نعتقد أن هناك دول بدأت تقترب كثيراً من تحقيق المطالب الأمريكية في المشرق العربي على الرغم من صغر مساحتها، بل وأصبحت هذه الدول تتوسط لدول عربية أخرى لرفع سيف الحصار المسلط على رقبتها، ونجحت بذلك أيما نجاح

وقبل أن نتطرق إلى مواصفات تلك الدول المثالية التي تسعى الولايات المتحدة لتطبيقها على مجموعة الدول العربية لا بد أولاً معرفة أسباب اختيار منطقة الشرق الأوسط كحقل تجارب لهذه الدولة النموذج، وما هي من جهة ثانية إستراتيجية الولايات المتحدة في هذا المجال.

أوضاع المنطقة العربية

رغم أننا نتحفظ على بعض فقرات تقرير التنمية العربية الأول والثاني، مع وجود مبالغات في بعض الإدعاءات غير قابلة أساساً للقياس، فإننا يجب أن نقر أن التقرير قد ساهم في إبراز الصورة الموجعة للوضع العربي في كافة المجالات فنحن نعلم أن عدد الأميين في العالم العربي حوالي 68 مليون نسمة (25%) ونسبة البطالة 15-30% وهناك 22% من السكان متوسط دخلهم اليومي دولار واحد، وحوالي 52% من السكان متوسط دخلهم بين دولارين وخمسة دولارات.

ويساهم العالم العربي بنسبة لا تتعدى 3.2% من إجمالي الصادرات الدولية بينما يحصل على ما يزيد عن 8.2% من إجمالي الواردات العالمية وهو ما يعكس ضعف البنية الصناعية وهشاشتها، كما بلغت الديون الخارجية من 49 مليار دولار عام 1980 إلى 325 مليار دولار (7 أضعاف) عام 2000، كما إن التجارة البينية تتعدى 8% بين الدول العربية، وبالعموم فالدول العربية "غنية بالموارد فقيرة بالتنمية" وهذا يعني وجود سخط جماهيري وشعبي على الأداء الحكومي، وهذا السخط من وجهة نظر الإدارة الأمريكية حاضن جيد لنمو الإرهاب وازدهاره.

سور الإسلام العظيم

سبب آخر يدفع الإدارة الأمريكية لاختيار المنطقة العربية كحقل تجارب لتخليق الدولة المثالية، وهي إنها أعلنت أن معظم من قاموا بعملية الحادي عشر من سبتمبر هم من المسلمون العرب، ونست أن المتهم الرئيسي أسامة بن لادن مطرود من موطنه الأصلي السعودية، وقد انتزعت منه جنسيته السعودية في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تدعم جهاد تنظيم القاعدة ضد الوجود السوفييتي في أفغانستان.

وقد كشفت أحداث 11 سبتمبر فيما كشفت أن الرأي الأمريكي، ومعه الغالبية الساجقة من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية لا يعرفون الحد الأدنى من الثقافات العربية والإسلامية، ولا يستطيعون التمييز بين مبادىء الدين الإسلامي كدين سماوي راقي المبادىء والقيم، وبين قوى سياسية توظف الدين الإسلامي توظيف خاطىء ولأغراض مدانة أساساً من التيارات الإسلامية المعتدلة قبل أن تكون مدانة من الأمريكيين والعالم الغربي بشكل عام.

فالإدارة الأمريكية ترتكب خطئاً شنيعاً واستراتيجياً في عدم قدرتها أو عدم رغبتها في التفريق بين الأمرين، لأن أسلوب المعالجة سيختلف في الحالتين، وفي حال إصرارها اعتبار الإسلام كمنبع لتغذية الإرهاب فإنها ستتصدى لكل مؤسسة دينية وإسلامية في العالم العربي والإسلامي، وبالتالي فإنها لن تجابه فقط بالعناصر التي وظفت الإسلام توظيفاً خاطئاً، وليس فقط بالتيارات الإسلامية الحركية المعتدلة بل حتى عموم المسلمين سيحقدون عليها ويرفضون وصايتها، وسيستهجنون هذا التدخل السافر في دينهم من جهة أطراف يرون فيهم عدواً لا يتوانى ليل نهار عن دعم الديكتاتوريات العربية، وإمداد إسرائيل بأسباب البقاء والصمود، بل وسيكونون مستفزين تجاه أي محاولة للمساس بأي مؤسسة دينية حتى لو كانت أسباب هذا المساس داخلي بحت لا علاقة له بأي وضع دولي أو في تجفيف منابع الإرهاب.

وانظروا مثلاً كيف استقبلت الشعوب العربية تصريح بوش عندما زل به لسانه وأطلق عبارات "الحروب الصليبية" هذا إن حملنا الموضوع على محمل حسن، وكذلك كيف استقبلت تصريح بيل كلينتون حول قيادة المرأة للسيارة وكيف يمكن أن يرى رسول الإسلام هذا الأمر إلى الحد الذي أطلق البعض استهجاناً ساخراً فقال: لم يبق إلا الحاج كلينتون مفتي الديار الأمريكية ليؤنسنا باجتهاداته في الفقه الإسلامي!!

إن الأمريكان بدلاً من دراسة رفض المشرق الإسلامي والعربي للهوية الجديدة الذي يريدون إلباسها له وذلك من خلال دراسة موضوعية تقوم بها مراكز البحث العلمي والموجودة لديهم بالآلاف، فإنهم بدلاً من ذلك يذهبون إلى أن الإسلام في ذاته يمد هؤلاء الناس بمخزون التحدي والمواجهة التي تصل إلى حد الاستشهاد، مع إغفال ضوابط وفقه هذا الباب ووجود أطر أخرى أعم وأشمل في الإسلام في أبواب السلام والتسامح والإنسانية كوضع طبيعي للعلاقات الإنسانية والبشرية ما دام الطرف الآخر لا يسعى لنشر حروب صليبية بطبعة معاصرة.

نعم نعترف أن الإسلام دين عصي على الاختراق، والعالم الإسلامي صمد لهجمات أعمق وأخطر من هذه الهجمة، والعالم الإسلامي لديه عمق حضاري وهوية خاصة من الصعب اختراقها، وإن كان بالإمكان عمل ثغور وفجوات مرحلية سرعان ما تندمل وتختفي، ولا يمكن مقارنة النجاح الأمريكي بإدخال الثقافة الأمريكية وفرضها على مناطق مثل دول جنوب آسيا وأمريكا اللاتينية بما يحدث بالمنطقة العربية والتي في عرف التاريخ أعرق بكثير من الفكر المادي المتهافت الذي تريد الحضارة الأمريكية نشره.

فكيف يمكن إقناع الشعوب العربية بعسل الحضارة الأمريكية وأمريكا تعاني اليوم من اضطراب القيم وازدواجية القيم وازدواجية التعامل بشكل مفضوح، وكيف تقدم أمريكا الجنة الموعودة إلى الشعوب وهي تفتقدها، فهناك في أمريكا اليوم لا يقل عن 70 مليون فرد لديهم أسلحة، والذين يموتون سنوياً بسبب هذه الأسلحة يفوقون من 30 ألف قتيل، بمعدل 84 قتيلاً في اليوم، كما تعاني هي الأخرى من مشاكل عرقية وإثنية وفضائح الشركات الكبرى، وتفكك الأسرة، وسريان الانحلال الأخلاقي بشكل لم يسبق له مثيل.

استراتيجية التغيير

فكل هذه المبادرات التي طرحتها الإدارة الأمريكية مثل وثيقة "كونداليزا رايس" التي تضمنت ضرورة نشر الديمقراطية، واشتراط تقديم المساعدات والمنح للدول العربية التي تتبنى التعددية الحزبية، وأهمية وجود معايير لحماية حقـوق الإنسان، ثم وثيقة كولن باول التي قدمها في 12/12/2002م باسم "مبادرة الشراكة" والتي ركزت على التعليم والتدريب والمجالس التشريعية، وطبعاً وضع المرأ ة العربية، ثم هاهو المشروع الاصلاحي الأخير، والذي كان سبباً رئيسياً في فشل انعقاد القمة العربية لاختلاف الرؤى بشكل متباين حوله
نقول كل هذه المبادرات تسعى لصنع دولة نموذجية تحقق الأهداف الأمريكية التالية:

1-فرض القيم الأمريكية على المنطقة العربية و"أمركة" أسلوب الحياة العربي، ولذلك فإن "المعتقدات الدينية والعادات الاجتماعية والتقاليد الثابتة" هي جوهر الحرب الأمريكية في صراع القيم والمبادىء.

2-تسويق الحداثة الغربية والديمقراطية السياسية والليبرالية الاقتصادية.

3-تصفية الأصوليين وهم من تعتبرهم أمريكا الذين يعتبرون "الإسلام مرجعية وشريعة" وبهذا تدخل كل ألوان الطيف الإسلامي الحركي المعتدل والمتشدد لا فرق، وكل مسلم يعتقد جدارة الإسلام في أن يحكم هو مسلم أصولي مرفوض بقاءه خارج نطاق دائرة الاتهام بالإرهاب، وبالتالي منع الأصولية الإسلامية من الانتشار في العالم الإسلامي وإيقاف امتدادها اليوم ومحاصرتها هدف رئيسي للدولة المثالية كما تريدها الإدارة الأمريكية، ويدخل في هذا الهدف كل أنواع الإلهاء الاجتماعي والاختراق الفكري وتفكيك مفهوم الأسرة، وإطلاق الحرية المزعومة للمرأة ومحاربة أي اتجاه يعاكس ذلك التوجه في التعليم والتربية والإعلام.

وبالتالي فإن جملة الاستحقاقات المطلوب إنجازها لكل دولة ونظام عربي يريد أن ينال رتبة الدولة المثالية في عيون الإدارة الأمريكية تتمثل في التالي:

1-إيجاد نظام ديمقراطي وتعددية حزبية تسمح بالممارسة السياسية وتفتح المجال أمام مختلف التيارات السياسية للتعبير عن رأيها.

2-تبني نظام اقتصادي منفتح متوائم مع المؤسسات المالية العالمية ويخضع لشروط صندوق النقد الدولي في ضوابط الاصلاحات السياسية، ويتبنى الخصخصة وفتح المجال للشركات العابرة للقارات "بلاعة البيزة".

3-إعادة النظر في المناهج التعليمية وحذف كل ما من شأنه تغذية الهوية الوطنية والدينية واستفزاز المشاعر الوطنية ومشاعر التحدي ضد الأجنبي الدخيل، وإدخال قيم التسامح والحوار وتقبل الثقافات الأخرى والبعد كل البعد عن مفاهيم الجهاد والولاء والبراء والنصرة وترتيب العلاقات الإنسانية حسب المصالح لا حسب المبادىء وتقديم النفعية المادية على ما سواها.

4-فتح المجال واسعاً ولو بالتدريج للمرأة العربية حتى تمارس دورها المباشر في الحياة السياسية والاقتصادية والحضور الفعال في البرلمانات العربية، ومحاربة الصورة الكريهة التي تحرم المرأة من تلك الممارسة.

5-الترحيب بالقواعد العسكرية الأمريكية باعتبارها صمام أمان لمنع الإرهابيين من تحقيق أهدافهم ، وحرمان الأصوليين من الوصول للسلطة لو أفضت اللعبة الانتخابية بهم إلى السلطة، والقدرة على التحرك السريع لقمع أي تحرك لا يأتي بالنتيجة المقبولة أمريكياً.

6-تفهم الحرب الاستباقية التي تقوم بها الإدارة الأمريكية في أي منطقة في العالم والتعاطي الإيجابي معها باعتبارها حرب مفهومة ومبررة ضد الإرهاب.

7-المساعدة والتعاون في تدفق موارد الطاقة وفي مقدمتها النفط بأسعار معقولة للولايات المتحدة وضمان السيطرة على الموارد النفطية حتى يمكن استغلال ذلك في إضعاف الدول التي تمثل تهديداً للزعامة الأمريكية على العالم مثل الدول الأوروبية والصين.

8-الدخول النهائي والتام في مشروع السلام مع "إسرائيل" وتجريم وإدانة كل عمليات المقاومة، وتجفيف المنابع المالية عنها، ودعم اغتيال كل رموزها وقادتها، والقبول بدمج دولة الكيان الصهيوني في المنطقة وتزويدها بما تحتاج له من نفط وغاز وإقامة علاقات شراكة تجارية واقتصادية معها.

  9-إيجاد مناخ احتفالي كرنفالي منفتح مدعوم من القطاع السياحي على المستوى الوطني والقطاع الإعلامي على المستوى الدولي والتشجيع على استنساخ كل التجارب الإعلامية التي تكسر المحرمات والمفاهيم الاجتماعية السائدة، وتنتقل روح الحضارة والهوية الغربية للمجتمعات العربية، ومثل هذا الهدف يجعلنا نتفهم سر الثناء الإسرائيلي على برامج تغريبية مخدومة إعلانياً مثل "ستار أكاديمي" و"سوبرستار" وغيرها

هذه النقاط  وغيرها جعلتنا أحياناً تفتح عيوننا بذهول تجاه أنظمة عربية عنوانها الكبير هو "القمع والمزيد من القمع، وهي ترتدي ثوب الديمقراطية بشكل فج وقبيح ومضحك ومخزي، في سباقها المحموم مع أنظمة أخرى للدخول في نادي " الدولة المثالية" ورأينا من كان بالأمس عدواً للإمبرالية العالمية كيف تحول اليوم إلى دولة تهتم بمحاربة الأسلحة النووية ويستقبل قادتها ملكات الجمال، ورأينا دول تتحدث عن الممارسات الديمقراطية بعد أن كان المعتقل مصير من يضبط وهو يحاول الدخول إلى الإنترنت أو يركب صحن استقبال فوق سطح داره

نحن نعتقد أن الحل لا يكمن في دخول تلك الأنضمام إلى نادي "الدولة المثالية" لأنها ستتحول وبشكل فج أيضاً إلى مندوب سامي منبوذ من شعوبها لأنها ببساطة بعد أن كانت دولة ديكتاتورية تكبت الحريات، ستتحول إلى دولة تريد فرض هوية جديدة لا تمت بصلة للمجتمع الذي تمثله، وبالتالي ستكون وهي تحاول تطبيق ضوابط وشروط الدولة المثالية أسوأ بكثير من ممارساتها في عهد الديكتاتورية، فمنع التعبير عن الناس ممارسة حقوقهم أمراً سيئاً لكن الأسوأ منها هي فرض ممارسات جديدة على الناس وخاصة أن هذه الممارسات لم تثبت نجاحها في جلب السعادة للشعوب التي تعمل بها

فهل تعتبر الأنظمة العربية، وتبصر في الأمور قبل أن تملأ قسيمة الاشتراك في نادي الدولة المثالية؟

المانشيتات:

1- هناك دول عديدة بدأت تقترب من تحقيق نموذج "الدولة المثالية" كما تريدها الإدارة الأمريكية.

2- الإدارة الأمريكية غير قادرة أو لا تريد التمييز بين الإسلام كدين سماوي راقي، وبين قوى سياسية توظف الإسلام توظيف خاطيء.

3- الإسلام دين عصي على الاختراق، والثقافة الأمريكية التي اخترقت دول جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية بسهولة، لن تلقى مثل هذا النجاح في الشرق الإسلامي.

4- نفتح عيوننا بذهول على أنظمة عربية كان عنوانها الكبير "القمع والمزيد من القمع" وهي تحاول أن ترتدي ثوب الديمقراطية بشكل فج وقبيح ومخزي.

5- الدول العربية غنية بالموارد فقيرة بالتنمية، مما يعني وجود سخط شعبي كامن صالح لأن يكون محضناً لنمو الإرهاب.

6- في أمريكا اليوم 70 مليون فرد مسلح، ولديهم 84 قتيلاً في اليوم بسبب هذه الأسلحة المنتشرة00 أي عنف هذا؟

7- سيطرة النزعة العسكرية على أي حضارة إنسانية مؤشر لفناء هذه الحضارة.

8- ممارسة الديكتاتورية على الشعوب أمر سيء، والأسوأ منه محاولة فرض هوية جديدة وممارسات تغريبية على تلك الشعوب.

نشر المقال بتاريخ
2013-01-06 

الجمعة، 29 يونيو 2018

30 يونيو.. من يتذكّر الرئيس مرسي؟



30 يونيو.. من يتذكّر الرئيس مرسي؟


 وائل قنديل

خمس سنوات من الثرثرة والسفسطة، حول الفصل بين الثلاثين من يونيو، والثالث من يوليو 2013 في مصر، ماذا أنتجت، وماذا أضافت لذلك الوهم الكبير، المسمّى مشروع اصطفاف ثوري، يقفز على الحقائق، ويزيف الوقائع، ويقدم فقرات مضحكة حد الأسى، من حركات الدونية الثورية، والتسوّل ممن أحرقوا وطناً وثورةً، ثم حين ألقاهم قائد حافلة الانقلاب في عرض الطريق، باتت الثورة أن تنتنفض من أجلهم، وإياك أن تذكر، أو تتذكّر، الرئيس الذي وقع الانقلاب عليه، وإياك أن تذكر اسم معتقل أو مسجون منذ خمس سنوات، من دون أن تضع قبله عشرة أسماء على الأقل، من المعتقلين حديثاً.

في العام الخامس لذكرى جريمة العصر 30 يونيو/ حزيران 2013، وفي كل ذاكرة قادمة لها، لا تتنازل عن حقك في سرد الرواية كما حدثت، لا كما زيّفت، وابدأ حكايتك من سطرها الأول، وشخصها الأول، ولا تلتفت إلى ابتزاز دكاكين الاصطفاف التي لا تزال تمضغ العبارات والحواديت ذاتها التي لم تتوقف عن "فرقعتها" في وجوه الجميع منذ مفتتح العام 2014.

في السطر الأول من السردية أن انقلاباً عسكرياً على رئيسٍ مدنيٍّ منتخب وقع بناءً على طلب مجموعة من السياسيين والمثقفين والثوريين، ألحّوا على المؤسسة العسكرية لكي تنتزع السلطة من الرئيس المنتخب..

أزعم هنا، مرة أخرى، أنه لو انتهى زمن انقلاب السيسي، ووقف في قفص المحاكمة، فإنه ربما يحصل على البراءة، أو يلقى حكماً مخففاً، لأنه ببساطة سيقول: نفذت الانقلاب استجابةً لمطالب النخب السياسية والحزبية التي رفعتها الجماهير على الأعناق بعد ثورة يناير.

ولو حاكموه على قتل الجماهير، فليس مستبعدا أن يدافع عن نفسه بالقول: قتلت الجماهير بناءً على رغبة الجماهير التي أقنعتها تلك النخب السياسية بأنه لا مستقبل لمصر من دون القضاء على وجود المعارضة الإخوانية.

السطر الأول، إن لم ينص صراحةً على أن رئيساً اسمه محمد مرسي انتخب بعد ثورة شعبية فرضت على الكل مساراً ديمقراطياً، حلمت به البلاد طوال تاريخها، سيكون مفتتحاً لتزوير التاريخ، والبقاء في هذا الفراغ السياسي، الممتلئ بفراغ أخلاقي، تماماً كما تبدأ حكاية فلسطين من صفقة القرن، أو أوسلو، أو مدريد، مسقطاً الخرائط الأصلية، ومتنازلاً عن جوهر الحكاية كما حدثت وتطورت.

مؤسفٌ أن يكون المنطق واحداً في الحالتين: صفقة القرن، أو سمّها طبخة القرن، أو خارطة المستقبل، سمّها ما شئت، وبين مشاريع الاصطفاف الفاشل التي تُطرح ثم تُسحب من الأسواق، على مدار خمس سنوات، لم يفكّر أحدٌ في تجربة الحقيقة المجردة، كما وقعت، بعد أن جرب كل أنواع التلفيق والتحايل والمواءمات والصفقات، من دون أن يصل إلى شيء، ومن دون أن يفتح عينيه على الحقيقة.

أظهرت خمس سنوات من الخواء السياسي الكامل أن الاصطفاف لا يُباع في الصيدليات، ولا يشترى من البقالات، فمن يريد الاصطفاف سيبحث عنه حتى يعثر عليه، ولن يشتريه اضطراراً وقسراً، تحت الإلحاح والتهديد والإغراء، من بائعٍ لزجٍ يلقي عبوات مجهولة المصدر منه على الزبائن في عربة مترو مزدحمة. .. فما بالك إن كان بعض من تعتبرهم زبائن عاديين ليسوا سوى نشّالين، يمارسون نشاطهم في الزحام!


أقرأ ايضاً













مقالات الكاتب

أيام مرسي الأخيرة!


أيام مرسي الأخيرة!
سليم عزوز
من سوء الحظ أن "عربي21" ليس موقعاً معادياً، فيمكن أن نطوي ملف ما نشره عن الأيام الأخيرة لمرسي والسيسي بالإعلان بأنه يستهدف تشويه مرحلة لا نعرف حقيقة ما دار فيها حتى الآن!

"عربي21" نشر تقريراً معلوماتياً مهماً تحت عنوان "عربي21 تنشر تفاصيل الأيام الأخيرة بين مرسي والسيسي"، وما جاء في هذا التقرير ينشر لأول مرة، وهو منسوب لمصادر لم يحددها الموقع، ولا نعرف لماذا لم تعلن المصادر عن هويتها؟.. ففي الحقيقة أن هذا هو بيت القصيد!

فدائماً هناك حساسية من ذكر المعلومات الخاصة بالمرحلة التي سبقت الانقلاب، من منطلق أن هذا ليس وقته، وعندما تحاصر أحداً من المقربين من السلطة في ذلك الوقت، فإنه ينفي أي علم له بما جرى. فمن يمثلون "الصندوق الأسود" في السجون، وعندما يخرجون منها بالإمكان سؤالهم. ولا أخفي أنني في الواقعة الواحدة أسمع معلومات متضاربة أحياناً من شخص واحد، فالأمر بحسب اتجاه الريح، فإذا أخذت على الرئيس محمد مرسي أنه وثق في السيسي أكثر من اللازم، وعلى نحو ليس معقولاً، يكون الرد بأنه كان كاشفاً لحقيقته وسابراً لأغواره، وأنه فكر في الإطاحة به، بيد أن من عرض عليهم منصب وزير الدفاع اعتذروا وأبلغوا السيسي بما حدث! وإذا قلت بأنه كان بإمكانه أن يستدعي جنرالات بعينهم بعيداً عن المجلس العسكري الذي عزل الرئيس معظم أعضائه، كان الرد أن السيسي كان منصاعاً لمرسي أكثر مما ينبغي، وكان طبيعيا - والحال كذلك - أن يدخل عليه الغش والتدليس، فمن خدعنا بالله خدعنا له!

في الواقعة الواحدة أسمع معلومات متضاربة أحياناً من شخص واحد، فالأمر بحسب اتجاه الريح


ومنهم من يريد أن يقدم الرئيس على أنه كان "قليل الحيلة". فليس هو من عزل "طنطاوي" و"رئيس الأركان"، وأن ملف الجيش كان خارج نفوذه. وفي مواجهة من يقول بضعف الرئيس، يكون الرد بأنه يكفي أنه عزل وزير الدفاع ورئيس الأركان!

فما يقال إنها معلومات؛ هو بحسب اتجاه النقاش، ومن هنا جرى تغييب المعلومات الحقيقية التي يمكن البناء عليها في المستقبل؛ إذا كنا راغبين بالفعل في إزاحة حكم العسكر، والانتصار لثورة يناير المجيدة!

تشغلني المعلومة دائماً بحكم المهنة، ومنذ وقوع الانقلاب وأنا ألهث وراء الحقيقة، وكلما وجدت من كان قريباً من هذه المرحلة، وظننت أن على النار هدى، وجدتني أمام سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. ومن إدراكي لقيمة المعلومة، فقد كان أكثر ما يزعجني في ملف توريث الحكم في مصر؛ أن معلومات كثيرة عن حوادث في مرحلة مبارك يمكن أن تظل سراً أبدياً بموت أطرافها، لو وسد الحكم لجمال مبارك، فلما قامت الثورة، وجدت أنها فرصة مواتية للوقوف على أبعاد ما جرى، لولا أن الثورة المضادة، شغلتنا بعيداً عن هذه المرحلة!

الأزمة الحقيقية أن الذين كانوا مقربين من دوائر الحكم في عهد الرئيس محمد مرسي، يتحركون من داخل قفص الاتهام، لذا فهم يرون أن الولاء التنظيمي يستدعي إخفاء معالم الجريمة، خشية أن يكون فيها ما يسيء للقوم في هذه المرحلة. والتقديرات الخاطئة لم ينتج عنها فقط تمكين العسكر من الانقلاب على ثورة شعب، ولكن فيما نتج عن هذا الانقلاب من آثار، أخصها المجازر التي ارتكبت، والتفريط في الأرض وفي مياه النيل!


الأزمة الحقيقية أن الذين كانوا مقربين من دوائر الحكم في عهد الرئيس محمد مرسي، يتحركون من داخل قفص الاتهام، لذا فهم يرون أن الولاء التنظيمي يستدعي إخفاء معالم الجريمة، خشية أن يكون فيها ما يسيء للقوم في هذه المرحلة

ولا يخفى على أحد أن هناك محاولات خجولة لكشف بعض الحقائق؛ قام بها الوزير السابق الدكتور محمد محسوب، لا سيما في مرحلة التفاوض، ووجِهت بتحريض "كلاب السكك" على مواقع التواصل الاجتماعي، لتشويهه بهدف إسكاته، ولكي يكون عبرة لغيره؛ من يظن أن ما يملكه من معلومات قابل للنشر!

يمكن الرجوع إلى المنشور في موقع "عربي21"، وهو خطير من وجهة نظري، فلم يكن الانقلاب مفاجأة، فقد كانت هناك تهديدات من قبل السيسي وغيره، مثل اللواء العصار نقلت للمهندس خيرت الشاطر، لكن اللافت هو أن السيسي كان يتعامل على أنه ناقل لمطالب القوى المدنية، ولأعضاء المجلس العسكري، وكان يخشى من انفضاح أمره واكتشاف أنه شريك في المؤامرة، وليس وسيطاً نزيهاً!

من حقنا أن نتساءل عن الأسباب التي دفعت الرئيس والجماعة إلى عزل أنفسهم ليصبح السيسي هو "مرسال الغرام" بين أعضاء المجلس العسكري وبين القوى المدنية الداعية لمظاهرات 30 حزيران/ يونيو؟!

ومما عرضه؛ حكومة لإدارة الدولة لا يوجد فيها عنصر واحد من الإخوان، على أن تنتقل لها صلاحيات الرئيس، وهي التي تدعو لانتخابات رئاسية مبكرة، وإلا فإن البديل هو بحور من الدماء!

إذا صح هذا (ولا أسلّم به حتى تتواتر الروايات وتتطابق)، يكون من حقنا أن نتساءل عن الأسباب التي دفعت الرئيس والجماعة إلى عزل أنفسهم ليصبح السيسي هو "مرسال الغرام" بين أعضاء المجلس العسكري وبين القوى المدنية الداعية لمظاهرات 30 حزيران/ يونيو؟!

لقد تكلم السيسي باسم أعضاء المجلس العسكري، وكان على الرئيس أن يدعو أعضاء المجلس للاجتماع، ليمكنه بنفسه أن يستمع إليهم. وفي مثل هذه اللقاءات الجماعية والفردية، تظهر شخصيات تسعى لـ"القرب"، كما كان السيسي من قبل، وقد تولى منصب وزير الدفاع بهذه الطريقة!

ولماذا تُرك السيسي ليدير ملف التفاوض مع القوى المعارضة، ومن بين الإخوان من هم على علاقة بكثير من قادة هذه القوى، اللهم إلا إذا كانت الرغبة جامحة في الاستمرار في إبعاد شخصيات معروفة، كالدكتور محمد البلتاجي مثلا!

وإذا كانت الأمور واضحة لهذه الدرجة، فلماذا صدرت جريدة الحزب الحاكم (الحرية والعدالة) وهي تبشر الناس بأن نزول الجيش هو لحماية الشرعية؟!

لماذا تُرك السيسي ليدير ملف التفاوض مع القوى المعارضة، ومن بين الإخوان من هم على علاقة بكثير من قادة هذه القوى، اللهم إلا إذا كانت الرغبة جامحة في الاستمرار في إبعاد شخصيات معروفة


لقد جاء في "عربي21" أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما نصح مرسي بالتنازل، وقال له إن هذا هو زمن التنازلات الكبرى. وإذا كان هذا صحيحاً، فلماذا لم يتم تسريب موقف الرئيس الأمريكي، بل وموقف المجلس العسكري وما دار في لقاء السيسي وخيرت الشاطر، إلى وسائل الإعلام، ليصبح الرأي العام على بينة مما يجري؟ وهل كان للقوم اتصالات بإعلاميين، غير رؤساء تحرير الصحف القومية الذين جرى اختيارهم وفق قاعدة "القامات المنخفضة"، ليصبحوا في حجم صهر الرئيس ورئيس مجلس الشورى "أحمد فهمي"، وهو في حجم "عقلة الإصبع" قيمة وقامة؟ وهل كانت لديهم اتصالات بغير وكالة الاناضول التي كان يتم تفضيلها بالأخبار، التي كانت تحجب عن "الجزيرة"؟ فلم يتعامل الحكم القائم وقتئذ مع "الجزيرة" على أنها من أدوات القوة، فقد كان الانحياز، لأسباب غير معلومة، لوكالة ضعيفة في الانتشار والتأثير!

أما التلفزيون الرسمي، فلم يكن في قبضتهم حتى في وجود وزير الإعلام المنتمي للإخوان، بعد الإصرار غير المبرر على استمرار رجل الأجهزة الأمنية رئيساً لقطاع الأخبار. وقد كتبت كثيراً حتى اليأس أطالب بعزله، ومن خلاله أذيع بيان الجيش الذي يحمل تحذيرات للقوى السياسية، وبدون علم الوزير، فقد استقل رئيس قطاع الأخبار بالشاشة، كما باع رؤساء تحرير الصحف القومية (اختيار الإخوان) النظام بالرخيص، وصدرت جريدة "الأهرام" بمانشيت قبل عزل مرسي بيوم عنوانه: "استقالة أم إقالة"!

ماذا كان في يد مرسي أن يفعل؟

لقد كان عليه في جميع الأحوال أن يضع الرأي العام المصري والعالمي "في الصورة"، وليفاضل بين خيارين:

لا أسلم بصحة ما نشر في "عربي21" تماماً، ولا أعرف دوافع "المصادر" التي اختصت الموقع بما نشره، لكني أرى أنه لئن يقال إن الإخوان اجتهدوا فأخطأوا؛ لهو خير من حلة الكتمان هذه!


الأول: إذا قرر المواجهة، فقد كان عليه أن ينزل للشارع، ولا ينزل في نادي الحرس الجمهوري فيسهل اختطافه. وكان عليه أن يلتحم بالجماهير، أو أن يستدعيها إلى القصر لتقوم هي على حمايته، ثم يعزل السيسي ورئيس الأركان، فإذا حدث التمرد كان أمام العالم كله انقلاب عسكري من جنرال مقال. ولا تنسوا أننا بذلنا جهودا كبيرة في حوارات بيزنطية لإثبات ما جرى أنه انقلاب عسكري في مواجهة الرأي القائل بأن الجيش حمى إرادة الجماهير!

الخيار الثاني، وهو عكس الخيار الأول، وهو يستجيب لما هو مطلوب منه، ويصبح من حق الشعب أن يتصرف على بيّنة، فمن يرفض ذلك فليفعل، بدلاً من تأميم النضال، ومحاصرة حرية الحركة، حتى استنزاف الثورة تماماً في مظاهرات لا تقدم ولا تؤخر. ولا يزال الثمن يدفع إلى الآن من لحم الحي، ومن نساء وشباب؛ ربما كان يمكن أن يواجهوا بشكل أفضل، ومن آخرين ربما لم يكن سيأخذهم الحماس بعيداً، حد أن يقتلوا في السجون أو أن يصفوا في الشقق!

لا أسلم بصحة ما نشر في "عربي21" تماماً، ولا أعرف دوافع "المصادر" التي اختصت الموقع بما نشره، لكني أرى أنه لئن يقال إن الإخوان اجتهدوا فأخطأوا؛ لهو خير من حلة الكتمان هذه!

استحواذ شيطاني

استحواذ  شيطاني

أ. د. زينب عبد العزيز أستاذة الحضارة الفرنسية


في اخراج مسرحي سماوي الألوان، ترأس البابا فرانسيس القداس في استاد بالكسݒو، بمدينة جنيف، الذي تحول ببراعة ساحرة لينقل الحضور الي السماء السابعة ليجعلهم يبتلعون، يوم 21 يونيو 2018، ذلك الاستحواذ الشيطاني الراسخ لتوحيد الكنائس والهادف الي تنصير العالم. وهو استحواذ شيطاني بلا شك، قرره مجمع الفاتيكان الثاني سنة 1965، وواصل تنفيذه الباباوات الثلاثة التالين له.

ويكفي ان نطالع رد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، في الكتاب المعنون "الجغرافيا السياسية لفاتيكان" لندرك ذلك الهدف الشيطاني: "ان توحيد الكنائس هو الحل الوحيد الضروري لمواجهة الانتشار الراسخ للإسلام". أي انه ليس من اجل محبة المسيح كما يزعمون وإنما من اجل اقتلاع الإسلام الذي يكشف عن مختلف ما تعرضت له نصوص الكتاب المقدس.
ولقد انتقل البابا فرنسيس الى جنيف ليعطي دفعة حماسية لمجلس الكنائس العالمي، بمناسبة مرور سبعين عاما على انشاؤه. وهو أحد أسوأ ما تمخض عنه مجمع الفاتيكان الثاني، وذلك ليتم عملية توحيد الكنائس التي يطالب بها النظام العالمي الجديد ومن أجل مصلحته.
وقد حضر البابا صلاة مسكونية، وعقد لقاءات عامة وفردية، خاصة مع رؤساء كنائس الشرق الأوسط، وهم جماعة قد تم استبعادهم تماما وبازدراء منذ الخلاف العقائدي الذي وقع في القرن الخامس عشر. ولم يتذكر الفاتيكان وجودهم وأنهم لا يزالون على قيد الحياة وعلى سطح هذه الدنيا إلا حينما احتاج إليهم لتنصير الشرق الأوسط..
ولم يسمع الغرب الصليبي المتعصب عن هؤلاء المستبعدون الذين يطلق عليهم "مسيحيو الشرق الأوسط"، لم يسمع عن هؤلاء الأقباط الذين نبذهم بازدراء وإصرار، والذين تحولوا فجأة إلى "الأبناء المحبوبون، الضحايا الذين يتعيّن علينا إنقاذهم" إلا حينما احتاج إليهم لاقتلاع الإسلام والمسلمين. وهي جريمة تتم على مرأى ومسمع من كل ذلك الغرب المسيحي المتعصب الذي يرقب عملية تنصير الشرق الأوسط بنفس الصمت القاتل الذي يتابع به تنفيذ ضياع فلسطين والفلسطينيين.
وتكفي قراءة بعض الجمل الرئيسية في ذلك الخطاب لندرك السبب الحقيقي لهذه الجريمة التي تتم تحت عنوان "تنصير العالم":
*  ان رسالة التبشير موجهة لكافة الشعوب وكل مسيحي عليه أن يصبح رسولا تبشيريا ؛ (وهو ما سبق أن أصدره وفرضه مجمع الفاتيكان الثاني على كافة المسيحيين في العالم وعلى كافة الكنائس المحلية) ؛
* لقد تم انشاء مجلس الكنائس العالمي كأداة لهذه الحركة المسكونية كمطلب رئيسي للتنصير: فكيف يمكن للمسيحيين أن يقوموا بالتبشير ان كانوا منقسمون فيما بينهم؟ ؛
* ان نشر الإنجيل الى أقصى أبعاد العالم هي صفة ملاصقة لكل مسيحي ؛
* ما نحن بحاجة اليه فعلا هي دفعة تنصيرية جديدة ؛
* انني مقتنع تماما من أنه اذا تنامى الدفع التبشيري ستتنامى الوحدة بيننا أيضا ؛
* لن نحصل على أية نتيجة اذا لم نتعاون معا باتحادنا في المسيح ؛
* علينا التحرك الى مختلف أطراف المدن اليوم لنحمل معا النعمة الشافية للإنجيل لكل الإنسانية التي تعاني ؛
* ان مصداقية الأناجيل في محك الاختبار بالطريقة التي يستجيب بها المسيحيون الى صراخ الذين هم ضحايا التزايد المأساوي للاستبعاد الذي يولد الفقر والصراعات في جميع أنحاء العالم ؛
* ان الضعفاء دائما مستبعدون، بلا خبز، بلا عمل، ولا مستقبل، بينما الأثرياء هم دائما أقل ودائما أكثر ثراء ؛
* لننظر أيضا الى إخواننا واخواتنا في مختلف بقاع العالم وخاصة في الشرق الأوسط الذين يعانون لمجرد كونهم مسيحيون ؛
* لنتذكر ان طريقنا المسكوني مسبوق ويتواصل بسبب ترابط قد تم بالفعل وهو الترابط بالدم، الذي يدفعنا للمواصلة الى الأمام ؛
* لنتعاون على السير والصلاة والعمل معا لكي تتقدم وحدتنا بمساعدة الرب لكي يؤمن العالم !!
ترى هل هناك ضرورة لنذكر ذلك البابا المصرّ على تنصير العالم، ان رقم "349" للكنائس التي يضمها مجلس الكنائس العالمي، يمثل بالفعل 349 اختلافا عقائديا؟
وان كل هذه الاختلافات العقائدية تثبت يقينا الى أي درجة عانت هذه المسيحية من الحروب الداخلية فيما بينها ومن الصراعات والاغتيالات وقلفطة النصوص والحروب والصراعات الأخرى ضد كل الديانات وخاصة ضد الإسلام والمسلمين؟
ولا يسعني إلا ان أقول لذلك البابا، أعد قراءة نصوصك الأساسية، أعد قراءة محاضر كل الاجتماعات الباباوية وغيرها أو كل قرار تم استصداره، أعد قراءة القرارات الباباوية لترى الى أي مدى قمتم أنتم، أيها الفاتيكانيون، بإيذاء العالم. ولا تنسى فضلا قراءة القرار البابوي "Ad extirpanda" الذي فرض استخدام التعذيب رسميا لاقتلاع الاعترافات؛ وقرار "Quanta cura" ضد كل إنجازات القرن التاسع عشر الدينية والسياسية؛ وكذلك قرار "Omne datum optimum" الذي يمنح كتائب الصليبيين كل الغنائم التي اقتلعوها من المسلمين؛ ولا تنسى خاصة "Dum diversas" الصادر سنة 1452 لترى كيف كان الباباوات يفرضون على جنودهم وأتباعهم "إخضاع المسلمين واهانتهم الى درجة العبودية الدائمة".. (وقد كتبت اسم القرار باللاتينية ليبحث عنه نت يشاء)..
فهل من ضرورة أن نذكر ذلك البابا ان ما يطلق عليهم "الأقليات المسيحية" كانوا يعيشون في جميع بلدان العالم في توافق وتفاهم انساني ومودة إنسانية، ولم تتفكك هذه الروابط وتتناثر إلا منذ ان قام مجمع الفاتيكان الثاني بإصدار قراراته الشيطانية بتنصير العالم لفرض المسيحية الفاتيكانية؟
ان مصير الضعفاء في الأرض، المستبعدون بدأب كما تقول، والذين هم لا يجدون الخبز ولا العمل ولا أي مستقبل لهم، لن يتحسن وضعهم بأن تفرض عليهم ابتلاع انجيلك، والأثرياء ليسوا دوما أقل عددا وأكثر ثراء إلا بسبب نظام سياسي اقتصادي ظالم تنتمي اليه أنت ومؤسستك، وتعلم كل تفاصيله، فكلها أحداث منشورة، كما ان مجمع الفاتيكان الثاني هو الذي قرر وقام بدهاء شيطاني باقتلاع اليسار في عقد الثمانيات، مثلما قرره بوضوح، واطاح بكل ما كان يمثله من تنظيم اجتماعي..
ان مسيحيو الشرق الأوسط لا يعانون على الإطلاق لأنهم مسيحيون وإنما لأنكم فرضتم عليهم خيانة البلدان التي يعيشون فيها وفرضتم عليهم أن يكونوا أداة الحرب التي تقودونها ضد الإسلام والمسلمين. ووحدة الدم التي تزعمها وتدفعك لمواصلة تبشير العالم هي النتيجة الوحيدة والمفترضة لدسيسة ومؤامرة الحرب التي تقودها أنت ومؤسستك، الذين يطلق عليهم "المنضبطون سياسيا".
لقد قمتم بإعداد وفرض هذه الحرب الدينية على العالم بلا رادع منذ عام 1965. فالتعايش معا كان موجودا بالفعل حتى عام 1965، حتى ذلك التاريخ الشؤم الذي قررتم فيه تنصير العالم..
أليس من الأكرم والأكثر شرفا وإنسانية ان تضع حدا لكل هذه المجازر، لكل تلك الآلاف من الملايين من البشر الذين أبادتهم الكنيسة على مر تاريخها، ولا تزال تقتلع وتدمر حتى يومنا هذا لفرض انجيلها..
أليس من الأكرم إنسانياوقف تلك المأساة الناسفة الجديدة التي تعدون لها، والتي فرضتم تنفيذها على بعض أتباعكم من مسيحيي الشرق الأوسط، ألا وهي: المساس بالنص القرآني وتحريفه والتلاعب بآياته لاقتلاع كل الآيات التي تكشف وتدين ما تعرضت له نصوص المسيحية من تحريف على مر التاريخ ؟!
ليتكم تدركون المأساة التي تعدون لها، ليتكم تدركون ما تقومون به من دمار..
                                                                                           زينب عبد العزيز
                                                                                           29 يونيو 2018

فوق السلطة - إعلان النينجا فوز الإنجا

فوق السلطة 

إعلان النينجا فوز الإنجا



مرحباً، في هاتفٍ مُتَخَيَّلٍ قال له: حياكَ الله، هل تتابع نتائِجَ انتخاباتِ تركيا؟.. 
فردَّ عليه: أُمّال طال عُمرَك، وهل لدَيَّ ما يشغلُني عَنها؟.. فقال له: النتيجةُ مُخزِية، هي بويه باخبرك نِبي نِسترجِع لَموال الي دفعناها لضربِ الليرة؛
 فأجابَه: لا مُخزِية ولا حاجة، دَنا واخِد كل الاحتياطات، وِحَطبَّق الخُطة جيم.. شِنو هادي خُطة جيم؟.. شوف حضرِتَك حَنِعلِن من ماسر منافِسَ أردوغان مُحرَّم إنجا دَه، رئيساً شرعياً لتركيا.. صمتَ مُهاتِفُهُ لِبُرهة، ثم قهقَهَ بِفَرَح مِن أعماقِه، وقال.. في كلِ مرّة تُفاجِئني بدهائِك.. سأتصِل بجاري، ليُتابع إعلانَ النينجا، فوزَ الإنجا..
مُحرَّم إنجا أقر بالنتيجة.. فهل يستريح الخبراءُ المُحلَّفون بديمقراطيةِ الانقلابات، والحُكمِ حتى الممات؟
خَسارةُ الانتخابات ليسَت نهايةَ الحياة، مُحرَّم إنجا لديهِ الكثير مما يفعَلُه خارجَ المنصِب.. سوف يُواصِلُ ما اعتاد على فعلِه منذ أن كانَ مُراهِقاً.. سَيُصلّي الجمُعة كُلَّ يوم: الاثنَين والثُلاثاء والأربِعاء وكُلَّ يَوم..

ميدل إيست آي يكشف تحقيقات جديدة حول علاقات أبوظبي بترامب


ميدل إيست آي يكشف تحقيقات جديدة حول علاقات أبوظبي بترامب


السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة 

كان بعض أقرب المقربين من دونالد ترامب على استعداد لتبادل معلومات داخلية خاصة حول تعيينات حكومة الولايات المتحدة مع يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في واشنطن، بحسب ما تكشف عنه مجموعة جديدة من رسائل الإيميل المسربة.


بل لقد حصل السفير العتيبة على تعهدات من مستشاري الرئيس المنتخب بأنهم سيسعون لصون مصالح حكومة بلاده ووضعها على رأس أولويات سياسة الإدارة الجديدة في الشرق الأوسط. وتكشف رسائل الإيميل عن أن العلاقة بين الإماراتيين وبطانة الرئيس وأقرب مقربيه كانت قد ترسخت في وقت مبكر سابق عما كان يظنه كثير من الناس.


والرسائل المشار إليها هي تلك التي وقع تبادلها ما بين العتيبة وتوم باراك، وهو صديق قديم لترامب وملياردير كان يجمع الأموال لصالح حملته الانتخابية. تكشف الرسائل كيف عرض باراك إحضار ترامب، الذي كان حينها مرشحاً للرئاسة، لمقابلة السفير على كوب من القهوة في شهر إبريل / نيسان من عام 2016، وكيف تم تعديل المنصة الجمهورية لعام 2016 لضمان حذف مطالبة بنشر وثيقة من 28 صفحة يتضمنها التحقيق الخاص بأحداث الحادي عشر من سبتمبر من شأنها أن تدين المملكة العربية السعودية، وكيف سعى العتيبة للحصول من باراك على معلومات تتعلق بالمناصب العليا التي كان ينوي الرئيس المنتخب إجراءها.



توم باراك يتحدث في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو 2016 في كليفلاند ، أوهايو


كانت رسائل الإيميل هذه قد كتبت عندما كان ترامب ما يزال مرشحاً رئاسياً، وقبل ما لا يقل عن ستة أشهر من اللقاء الهام الذي جرى في برج ترامب في شهر ديسمبر / كانون الأول من عام 2016 بين ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وكل من مايكل فلين، مستشار ترامب السابق لشؤون الأمن القومي، وجاريد كوشنر، مستشاره لشؤون الشرق الأوسط، وستيفين بانون، كبير الاستراتيجيين لديه، وهو اللقاء الذي كشفت النقاب عنه صحيفة واشنطن بوست.


ينتاب محمد بن زايد قلق شديد إزاء تحقيق مولر لدرجة أنه ألغى زيارة كانت مخططة لواشنطن الشهر الماضي، ويقال بأنه سعى للحصول على ضمانة مكتوبة بأنه لا هو شخصياً ولا أحد من مرافقيه سيتعرض للتوقيف أو الاستجواب



حينها كان الرئيس السابق باراك أوباما قد انزعج بشدة للزيارة غير المعلنة التي قام بها محمد بن زايد إلى نيويورك لدرجة أنه تم الكشف عن أسماء الأشخاص الذين شاركوا في اللقاء.


ستكون رسائل الإيميل محل اهتمام خاص من قبل التحقيق الذي يقوده المحقق الخاص مولر، والذي وسع دائرة تحقيقه في احتمال تورط الروس في التلاعب بالانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2016 ليشمل التحقيق ما إذا كانت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قد دفعتا أموالاً دعماً لحملة ترامب الرئاسية. وفعلاً، تم استجواب باراك من قبل فريق المحقق مولر في شهر ديسمبر الماضي، ويبدو من المعطيات أنه هو شخصياً غير مستهدف من قبل التحقيق.


وبذلك يتسلط الضوء على العلاقة التي تطورت ما بين الإماراتيين وبطانة ترامب الداخلية وأقرب المقربين إليه حينما كان ما يزال مرشحاً، بل وتصبح هذه العلاقة مستهدفة لذاتها من قبل المحققين.


ينتاب محمد بن زايد قلق شديد إزاء تحقيق مولر لدرجة أنه ألغى زيارة كانت مخططة لواشنطن الشهر الماضي، ويقال بأنه سعى للحصول على ضمانة مكتوبة بأنه لا هو شخصياً ولا أحد من مرافقيه سيتعرض للتوقيف أو الاستجواب، كما كان موقع ميدل إيست آي قد ذكر في تقرير سابق.


كيف تطورت العلاقة؟


بدأت الاتصالات بين باراك والعتيبة في عام 2009 وكانت حينها تتعلق بصفقة عقارية في كاليفورنيا، إلا أن العلاقة أينعت وازدهرت عندما أصبح ترامب مرشحاً رئاسياً في عام 2016 وعرض باراك ترتيب لقاء يجمع السفير بالمرشح الرئاسي.


كتب باراك يقول للعتيبة في رسالة مؤرخة في السادس والعشرين من إبريل / نيسان 2016: "يسعدني أن أحضره لك في لقاء على كوب من القهوة إذا كنت مهتماً بذلك." كان العتيبة حينها موجوداً في أبوظبي، ومن هناك رد على باراك يقول له بأن ثمة حالة من الارتباك الشديد حول ترامب بسبب ما اقترحه من فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.


أصر باراك على أن ترامب ليس معاد للإسلام، وتقدم من السفير العتيبة بالعرض التالي: "بإمكاننا أن نجلبه إلى مربع التعقل والحصافة – فهو بحاجة إلى بعض العقول العربية الذكية بحق والتي بإمكانه أن يتداول معها – وأنت على رأس القائمة المقترحة".


طوال المراسلات التي جرت بين الرجلين، كان باراك – وهو نجل مهاجر لبناني ويتحدث العربية – يكثر من استخدام عبارات مثل "أجندتنا" و "منطقتنا"، وعرض على العتيبة أن يعرفه على جاريد كوشنر، الذي كان سيصبح في المستقبل مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط، قائلاً له: "سوف تحبه، فهو يتفق معنا في أجندتنا."


بعد أسبوع من الهزيمة المفاجئة التي ألحقها ترامب بمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، طلب العتيبة الحصول على "أي معلومات" عن الأشخاص الذين يحتمل أن يختارهم الرئيس القادم لشغل المواقع الهامة في كل من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووكالة المخابرات الأمريكية السي آي إيه.


ومن جانبه كان العتيبة حريصاً على تعريف مدرائه بدائرة المستشارين حول ترامب، وبدأ في ذلك بطحنون بن زايد، شقيق ولي عهد أبو ظبي ومستشاره لشؤون الأمن القومي. وفي السادس والعشرين من مايو / أيار، رد باراك قائلاً: "يوسف، هذا أفضل شيء يمكن أن نفعله. أعدك بأننا يمكن أن ننجز الكثير إذا ما تكرمت أنت وولي العهد بمنحي ساعة أو شيء من ذلك مع الرجل".


ومع اقتراب موعد الانتخابات في نوفمبر / تشرين الثاني، تم حذف جزء من منصة الحزب الجمهوري لعام 2016 لما كان يحتويه ذلك الجزء من مادة محرجة للحكومة السعودية، حيث أن الجزء المحذوف كان يطالب بنشر وثيقة من ثمانية وعشرين صفحة تم جمعها أثناء التحقيق في هجمات الحادي عشر من سبتمبر / أيلول وتتضمن إدانة لبعض أعضاء العائلة الملكية السعودية لتورطهم في تمويل المهاجمين.


كانت الفقرات المحذوفة قد أضيفت في الأصل من قبل نشطاء في اللوبي الذي يعمل بالنيابة عن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك"، وذلك بحسب ما ورد في رسالة إيميل أرسلها إلى باراك مدير حملة ترامب بول مانافورت.


بعد أسبوع من الهزيمة المفاجئة التي ألحقها ترامب بمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، طلب العتيبة الحصول على "أي معلومات" عن الأشخاص الذين يحتمل أن يختارهم الرئيس القادم لشغل المواقع الهامة في كل من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووكالة المخابرات الأمريكية السي آي إيه.


كتب العتيبة في السادس عشر من نوفمبر / تشرين الثاني يقول: "إذا كانت لديك أي معلومات حول التعيينات المحتملة في أماكن مثل الخارجية والدفاع والسي آي إيه ومنصب مستشار الأمن القومي، أكون ممتناً لك. سوف أقوم فقط بإحاطة المسؤولين عني بها. وأقدر لك عالياً أي مؤشرات تزودني بها في هذا المجال".


في مايو / أيار 2017 أكدت تاونسند أنها ضمن قائمة المرشحين لمنصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بعد أن فصل جيمز كومي من منصبه


رد باراك قائلاً: نعم، سأفعل، ونحن الآن مازلنا نحسم أمر هذه المناصب، وأنا واضع نصب عيني مصلحة منطقتنا. دعنا نتكلم عبر الهاتف عندما يتسنى لك ذلك." بعد خمسة أيام، حاول العتيبة تعيين فران تاونسند مديرة للاستخبارات الوطنية في إدارة ترامب. وتاوسند هذه كانت تشغل منصب مستشار الرئيس السابق جورج دبليو بوش لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الوطني، وكان العتيبة يصفها بأنه "صديقة عزيزة".


كتب إلى باراك يقول: "رأيتها الليلة الماضية وأعتقد أنها ستشكل مكسباً كبيراً لكم، وهي أفضل من يشغل منصب مدير الاستخبارات الوطنية أو وزير الأمن الوطني، فهي من النوع الذي لا يفوته شيء."


وفي مايو / أيار 2017 أكدت تاونسند أنها ضمن قائمة المرشحين لمنصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بعد أن فصل جيمز كومي من منصبه. ولدى سؤالها عما إذا كانت ستقبل المنصب لو عرض عليها، صرحت تاونسند لصحيفة بوليتيكو: "هل تعلم ماذا؟ تعلمت في البيت الأبيض ألا أتعامل مع الفرضيات، وكل ما سأقوله هو أنني تشرفت وشعرت بالغبطة لمجرد فتح الموضوع معي."


حذف تصريح معاد للسعودية



تم استجواب باراك من قبل محققي مولر في ديسمبر / كانون الأول الماضي، وحينها سئل عن بول مانافورت، الذي كان قد أوصى بتعيينه مديراً لحملة ترامب. ومعروف أن مانافورت وجهت لهم تهمة رسمية من قبل مولر.


في يوليو / تموز من عام 2016، أي بعد شهر من تعيينه مديراً لحملة ترامب، أرسل مانافورت رسالة إيميل إلى باراك كان قد تلقاها من مصدر داخل الحزب الجمهوري حول حذف إشارة إلى تمويل سعودي مزعوم لمرتكبي تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر. فيما بعد أحيلت رسالة الإيميل إلى العتيبة، وعليها تعليق بخط باراك يقول فيها إنها كانت "سرية في واقع الأمر ولكنها مهمة، فالرجاء عدم نشرها."


مازال مرسل الإيميل الأصلي مجهولاً. أما نص ما ورد في رسالته فكان على النحو الآتي: "بول. هذا شيء بإمكانك أن توصله إلى صديقك توم باراك. لقد تأكدت من حذف اللغة التي بدت معادية للعائلة الملكية السعودية من المنصة. كانت هذه العبارات قد أضيفت إلى النص من قبل نشطاء يعملون لصالح إيباك وكانت ستشكل جزءاً من منصة عام 2016. وعندما رأيت التعديل الذي أجازته اللجنة الفرعية، أصدرت تعليمات لفريقينا السياسي بحذف العبارات المذكورة تماماً من اللجنة."


كما برزت شخصية باراك من خلال المراسلات كما لو كان القناة الرئيسية التي تم من خلالها تعريف المرشح الرئاسي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان. لقد سعى محمد بن سلمان إلى تقديم نفسه إلى ترامب من خلال طلب لقاء مع مانافورت في نيويورك. ثم جرى نقاش حول أفضل القنوات لترتيب لقاء بين الرجلين. وعندما قام السفير السعودي بالاتصال بشخص ذي رتبة متوسطة داخل شركة الاستثمارات الكبرى المعروفة باسم بلاكستون، تحرك باراك بسرعة لقطع الطريق على هذا التواصل.


يكشف تبادل الرسائل الإلكترونية هذا عن أن ترامب نفسه كان حريصاً على أن يتم ترتيب الاتصال بينه وبين محمد بن سلمان عن طريق باراك نفسه حصرياً، وذلك أن باراك كان أقرب مستشاريه مودة لديه.


"اتصل بي بول وسوف يفعل ذلك إذا ما حصل التعارف من خلالنا. أرغب في أن أكرس في ذهن دونالد الرابط ما بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهو ما بدأناه فعلاً مع جاريد كوشنر. وأعتقد أن من الأهمية بمكان أن تكون أنت حجر الزاوية في هذا الأمر."


يكشف تبادل الرسائل الإلكترونية هذا عن أن ترامب نفسه كان حريصاً على أن يتم ترتيب الاتصال بينه وبين محمد بن سلمان عن طريق باراك نفسه حصرياً، وذلك أن باراك كان أقرب مستشاريه مودة لديه.


كتب باراك يقول: "لم يرغب المرشح في أن يتم ترتيب اللقاء عن طريق بلاكستون وذلك لعدة أسباب. ولكن إذا ما تم الترتيب عن طريقك وطريقي فسوف نتأكد من أن الأمور تسير بسهولة وانسياب، بشكل جميل وصحيح، وبأن يغذى المرشح بالمعلومات الصحيحة."


باراك والعتيبة يصبحان صديقين حميمين


كما تظهر المراسلات كيف أن باراك والعتيبة تحولا إلى صديقين حميمين. ولا أدل على ذلك من أن المراسلات بينهما بدأت بعبارات مثل "صاحب السعادة" وانتهت بعبارات مثل "مرحباً يا حبيبي".


ذات مرة، طلب السفير الإماراتي من خلال هذه المراسلات معروفاً يسدى إلى زوجته عبير العتيبة. أراد لها أن تقابل السيدة التي تصمم أزياء ميلانيا ترامب، حيث كتب العتيبة يقول: "هل ثمة فرصة في التعرف على مصممة أزياء ميلانيا حتى تستفيد منها عبير في تصميماتها؟".


بحسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز، تمكنت شركة باراك واسمها كولوني نورثستار من جمع ما مقداره سبعة مليارات دولار من الاستثمارات منذ أن فاز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري له للرئاسة، وكان أربعة وعشرون بالمائة من مجمل تلك الاستثمارات قد جاء من دول الخليج


بعد عشاء جرى ترتيبه مع عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، بدا باراك غاية في التذلل وهو يمطر مضيفه بوابل من المديح. ومما قاله في ذلك: "كانت تلك واحدة من أفضل وأروع وأهم الأمسيات التي قضيتها منذ وقت طويل. بيتك المذهل، طعامك اللطيف، والنبيذ الذي لا مثيل له، وثلة الضيوف الذين يندر أن تجد مثلهم في الذكاء والفصاحة. شكراً جزيلاً لك على كرم ضيافتك، ولتشريفي بأن أكون واحداً من هذه المجموعة. أنت رجل رائع بحق."


اتصل موقع ميدل إيست آي بسفارة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، وكذلك بكل من باراك وتاوسند للتعليق، ولكن لم يرد أي منهم قبل نشر هذا التقرير.


بحسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز، تمكنت شركة باراك واسمها كولوني نورثستار من جمع ما مقداره سبعة مليارات دولار من الاستثمارات منذ أن فاز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري له للرئاسة، وكان أربعة وعشرون بالمائة من مجمل تلك الاستثمارات قد جاء من دول الخليج.


المصدر: ميدل إيست آي


ترجمة: عربي٢١