الأربعاء، 31 مايو 2017

رسالة اعتذار من صهاينة الخليج



رسالة اعتذار من صهاينة الخليج

أحمد بن راشد بن سعيد
نحن الموقّعين أدناه نعتذر إلى الإنسانيّة عن تاريخنا؛ عن ثقافتنا المفخّخة بالعنف؛ عن سيرة أجدادنا الملّطخة بالدماء. 
نعتذر عن ما كانوا يسمّونه «الفتوح الإسلامية»، وما كانت سوى عمليات غزو واسترقاق، وإجبار للسكان الأصليين على دفع الجزية، ونشر للإسلام بالسيف. 
نعتذر عن قرون متطاولة من الخلافة كان الخليفة فيها إمبراطوراً يضرب بسيف الله، ويجمع المسلمين كافة على قلب رجل واحد، ليفرض هيمنته السياسية ورؤيته الكونية على الآخر والنقيض والمختلف.

نحن الموقّعين نعتذر عن إرث مديد في القرآن يحرّض على العنف والقتل، ومن ذلك هذه النصوص: «يا أيها النبيّ حرّض المؤمنين على القتال»، «قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم، ويخزِهِم، وينصركم عليهم، ويشف صدور قوم مؤمنين»، «فإذا انسلخ الأشهر الحُرُم، فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلّ مرصد»، «فإذا لقيتم الذين كفروا فضربَ الرقاب، حتى إذا أثخنتُموهم فشدّوا الوَثاق»، «فاضربوا فوق الأعناق، واضربوا منهم كلّ بنان». 

ونسجّل هنا بمداد من الخجل أنّ القرآن أولّ من دعا صراحة إلى الإرهاب، ووضعه في إطار إيجابي من خلال الآية: «وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوّ الله وعدوّكم».

كما نعتذر عن خطاب الكراهية والتكفير في القرآن الظاهر في نصوص مثل: «فإنّ الله لا يحبّ الكافرين»، «إن الله لا يحبّ كلّ خوّان كفور»، «ها أنتم أولاءِ تُحبّونهم ولا يُحبّونكم»، «يا أيّها الذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء، تُلقون إليهم بالمودّة، وقد كفروا بما جاءكم من الحق». 

ولا ننسى أن نعتذر عن ادّعاء القرآن الحقيقة المطلقة كما في هاتين الآيتين: «ومن يبتغ غير الإسلام ديناً، فلن يُقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين»، و «اليوم أكملتُ لكم دينكم، وأتممتُ عليكم نعمتي، ورضيتُ لكم الإسلامَ دينا»، وكما ينصّ على ذلك الحديث الذي رواه مسلم: «والذي نفسي بيده، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمّة، يهوديٌ ولا نصراني، ثمّ يموتُ ولم يؤمنْ بالذي أُرسلتُ به، إلا كان من أهل النار». 

ونعتذر أيضاً عن «ثقافة الموت» التي رسّختها آيات قرآنية مثل: «إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسَهم وأموالَهم بأنّ لهم الجنّة، يقاتلون في سبيل الله، فيَقتلون ويُقتلون». 

كما نعتذر عن أقوال مقدّسة في تاريخنا تمجّد العنف، كقول خالد بن الوليد للعدو: «جئتكم بقومٍ هم على الموت أحرصُ منكم على الحياة».
ولا يفوتنا هنا أن نعتذر عن مخزون أدبي هائل من تجميل العنف والافتخار به وتقديمه على المفاوضات والحلول السلميّة، وطغيانه حتى على الحبّ والغزل، كقول عنترة: 
ولقد ذكرتُكِ والرّماحُ نواهلٌ
منّي وبِيضُ الهندِ تقطُرُ من دمي
فوددتُ تقبيلَ السيوف لأنّها
لمعتْ كبارق ثغرِكِ المتبسّمِ
 ومن ذلك قول الصحابي عبد الله بن رواحة:
 يا نفسُ إِلا تُقتلي تموتي
هذا حِمامُ الموتِ قد لقيتِ
وما تمنّيتِ فقد أُعطيتِ
وإِنْ تأخرتِ فقد شقِيتِ، 
وقول المتنبي:
 لا يسلمُ الشّرفُ الرفيعُ من الأذى
حتى يُراقَ على جوانبه الدّمُ، 
وقوله:
 عشْ عزيزاً أو متْ وأنت كريمٌ
بين طعن القنا وخفْق البنودٍ، 
وقول شوقي: 
ولا يبنى الممالكَ كالضحايا
ولا يُدني الحقوقَ ولا يُحِقُّ
ففي القتلى لأجيالٍ حياةٌ
وفي الأسرى فدًى لهمو وعتقُ
وللحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مُضرّجةٍ يُدَقُّ،
 وقول عبد الرحيم محمود، الذي حفظناه على مقاعد الدراسة: سأحملُ روحي على راحتي
وأُلقي بها في مهاوي الرّدى
فإمّا حياةٌ تسرّ الصديقَ،
 وإمّا مماتٌ يَغيظُ العدا، 
ونفسُ الشريف لها غايتان
ورودُ المنايا ونيلُ المنى
يلذّ لأذْني سماعُ الصليل
ويُبهجُ نفسي مسيلُ الدّما!

ولا بدّ في نهاية هذه الرسالة أن نعتذر عن اللغة الوحشية التي سادت عناوين كثير من كتب «فقهائنا»، والتي هي نتاج طبيعي لثقافة «التطرّف العنيف» التي رضعوا من لَبانها، وتربّوا عليها، مثل: «الصارم المسلول على شاتم الرسول» لابن تيمية، و «الصواعق المرسَلة، على الجهميّة والمعطِّلة» لتلميذه ابن القيم.

إنّنا ونحن نسطّر هذا الاعتذار، لنرجو أن يخفّف التوتّرات السائدة في عالمنا اليوم، وأن يمسح ما في صدور شركائنا على هذا الكوكب من عتَب على ممارسات وأفكار تبرّأنا منها ورفضناها، وكلّنا أمل أن نطوي صفحة الماضي، وأن نفتح صفحة جديدة ملؤها القبول والتعايش والحب.

للقصة بقية الأزهر والسياسة.. ماذا كان وكيف أصبح؟

الأزهر والسياسة.. ماذا كان وكيف أصبح؟


 يزيد طول مسيرة مؤسسة الأزهر في مصر على 1100 عام، قاومت خلالها وناضلت وقدمت نماذج للأمة. لكن مسيرتها برأي خبراء تراجعت مع الانقلاب على الملكية وقيام الجمهورية المصرية في القرن الماضي حين تم التعامل معها على طريقة الشركات التجارية، فوقعت تحت نير الخصخصة والتأميم الذي رفعه وطبقه الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، ودفعت مصر ولا تزال تدفع ثمنا باهظا لتلك السياسة.
حاول الأزهر خلال ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 استعادة دوره بعيدا عن سلطة الدولة، لكن سريعا ما عجز كعجز الشعب عن حماية ثورته.
"الأزهر والسياسة" كان عنوان حلقة الاثنين (29/5/2017) من برنامج "للقصة بقية"، التي ناقشت بداية الأزهر وقصته ومسيرته وإلى أين وصل.
مصر هبة الأزهر
حول الأزهر ودوره، يقول المؤرخ السياسي الدكتور محمد الجوادي إن مصر هبة الأزهر في الألف العام الأخيرة، فهو الذي أوجد لها نفوذها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والتنموي، وهو الذي أوجد لها القوة الناعمة وجعلها مركز العالم السني السياسي والفكري والعلمي، وستظل إلى أبد الآبدين هبة الأزهر رغم كل ما يمر به.
وأضاف أن ميزانية وموارد الأزهر الشريف الآن أكثر من موارد الحكومة المصرية مجتمعة أي نصف ميزانية الدولة، لكنه أوضح أن الأصول موجودة لكنها مغتصبة ولا ينتفع منها الأزهر إلا بنسبة 1% فقط.
ويرى الجوادي أن عودة الأزهر لسابق عهده ولدوره الريادي ليس بالأمر المستحيل، وقال "كما يُنظف النيل من الطفيليات وورد النيل، يمكن تنظيف الأزهر ممن أضعفوه وربما عبر تيار قوي من داخل المؤسسة يعيد للأزهر ما كان عليه من مجد".
تركيع للسيطرة
من جانبه، يرى أستاذ الأديان والفكر الإسلامي في كلية الشريعة بجامعة قطر الدكتور أحمد زايد، أن الحضارة الإسلامية هبة الوقف الإسلامي، مشيرا إلى أن قانون تنظيم الأزهر الذي تم وضعه في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان له أثر بالغ في نفسية الأزهري وعلماء الأزهر، وهو أمر واضح عند مقارنة ذلك بما كان عليه الحال قبل القانون.
وأضاف أن الحكم العسكري جاء ليركع كل المؤسسات في الدولة وعلى رأسها المؤسسة الدينية، ولا يزال الأزهر منذ ذلك الحين خاضعا تحت "ذلة الطمع والخوف" من هذه الأنظمة العسكرية المستبدة التي تريد تركيع كل هذه المؤسسات ليعلو شأنها وتكون هي المتحكمة.
وعن وضع الأزهر حاليا، يقول زايد إن هناك تحكما أمنيا في الأزهر بدءًا بتعيين المعيدين ورؤساء الأقسام والعمداء وما إلى ذلك، أما الشرفاء المحترمون أصحاب الكلمة والعلم والرأي فيتم استبعادهم تماما، ويصطاد الأمن والنظام العسكري التافهين والساقطين والطامعين ليوليهم هذه المناصب ليسبّحوا باسمه دائما وهذا ما نراه جليا في الواقع الأن، بحسب قوله.
ومع هذا الوضع يؤكد زايد أن الأزهر كمؤسسة دينية وتعليمية لا يزال مشحونا ومليئا بالعناصر الطيبة، لكن الأنظمة المستبدة تُعلي شأن التافهين والساقطين.
ويضيف أن انتكاسة الأزهر ليست كلية، فهناك أصوات هائلة وآلاف من الشيوخ من أهل الأزهر خرجوا ليطالبوا باستقلال الأزهر وإنجاح ثورة 25 يناير وتحرير الشعب.
وختم بأن الأزهر كجسم وكطلاب ومشايخ لا يزال حيا والأمل فيه، ومصر خسرت خسارة كبيرة عندما فقدت هذه القوة الناعمة لها التي يمكنها أن تبوأها مكانة في العالم.

القرآن يعلمنا كيف ننجز المهمات الكبري

القرآن يعلمنا كيف ننجز المهمات الكبري
محمد إلهامي
لعلك لا بد سمعت في الأيام الماضية كثيرا قول الله تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ). قال بعض مشايخنا: وإنما قال الله "أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ" للتسهيل على عباده، فلعله لو قال "شهرا" لاستصعبها المسلمون، فاختار اللفظ الموحي بالسهولة تيسيرا على عباده وتحفيزا لهم! وعند أهل اللغة أن اختيار جمع المؤنث السالم (معدودات) دليل على القلة. (انتهى).

وإن كنت من أهل قراءة جزء كل يوم فستمرّ بعد أيام على قصة معركة بدر كما رواها القرآن الكريم، وسيذكر القرآن مشهدا لن تراه في كتب السيرة والتاريخ، رغم كونه المشهد الأكثر تأثيرا.. لقد دبَّر الله لالتقاء المسلمين بالمشركين رغم أن المسلمين لم يكونوا يحبون هذا اللقاء، (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ)، فكيف دبَّر الله هذا؟!

لقد قذف في قلوب الفريقين أن كليهما قادر على النصر، وأن عدوه ليس إلا قلة قليلة، قال ربنا القدير المدبر (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ). تأمل في أن خيرة المسلمين، أصحاب بدر، لو كانوا قد تصوروا الأمر على حقيقته، وتحققت أعينهم انهيار ميزان القوى لدبَّ فيهم التنازع والاختلاف!

الروح العامة في القرآن الكريم إنما تريد أن تغرس في روح الإنسان أن ما يقوم به في الدنيا هو قليل، وسيجزيه الله عن هذا القليل بالكثير في الآخرة
لمثل هذا يقولون: الفلاسفة لا يغيرون التاريخ، لأن أهل القياسات المنطقية الباردة أقرب دائما إلى الإحجام والتردد، إنما يغير التاريخ الأبطال المتحمسون، وأصلا لا يكون البطل بطلا إلا لأنه أقدم في موطن تقول الحسابات المنطقية أن التراجع أولى فيه، فلو أن البطل لا يقدم على الخطر ولا يتقدم إلا وهو يتحقق من النصر لما كان بذلك بطلا!
لولا المشقة ساد الناس كلهم .. الجود يُفْقِر والإقدام قَتَّال

والروح العامة في القرآن الكريم إنما تريد أن تغرس في روح الإنسان أن ما يقوم به في الدنيا هو قليل، وسيجزيه الله عن هذا القليل بالكثير في الآخرة.. (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ). ثم إن قليل الدنيا زائل على كل حال.. هذه قصة الدنيا كلها في سطر واحد (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ)، وهذه قصة الكافرين في نصف سطر (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ).

وقد ذكرنا في مقال سابق أن نفوس البشر تهرب من المشقة، حتى  إن الله تعالى لما أنزل الإذن بالجهاد رغبت بعض النفوس أن لو كان الأمر تأجل قليلا، قال تعالى (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْر لِمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا).. فهنا كذلك حفَّز الله عباده المؤمنين وهم في إطار الجهاد الذي سيغيرون به وجه التاريخ بطريق تذكيرهم أن متاع الدنيا هو القليل، وأن الآخرة هي الكثير!

كيف نستفيد من هذا؟
إذا استصعبت النفس مهمة ما فحايلها بأن تعمل خمس دقائق فقط، فقط خمس دقائق ثم لتفعل ما تشاء. وذلك أن التجربة أثبتت أن النفس إذا بدأت في العمل استمرت فيه، وإنما المشكلة كامنة في "إرادة البدء" هذه
لو أننا نرتوي من كتاب ربنا لتعلمنا منه قبل تعلمنا من كتب التنمية البشرية أن النفس تحتاج إلى المخادعة والمحايلة والمثابرة كي تنجز الأعمال! تحتاج أن تقنع نفسك ما استطعت بأن المهمة التي أمامها بسيطة وممكنة وليست بالعظيمة المُعجزة، بعض التغيير الطفيف في طريقة العرض تفلح مع النفس، نعم.. النفس تحب أن تُخدع أحيانا! ويحب أصحاب التنمية البشرية أن يستدلوا بما رواه أهل الأدب عن الملك الذي رأى رؤيا فطلب من يُعبِّرها فجاءه فقال له: سيموت أهلك جميعا أمام عينيك، فلم يملك نفسه من الحزن والغضب فقتله! ثم طلب غيره فجاءه فقال له: أبشر يا مولاي، أنت أطول أهلك عمرا، فاستبشر وكافأه.. والمعنى في الحالين واحد! هكذا: "أياما معدودات"، وليس "شهرا".. والمعنى واحد! وهكذا: يمكنك أن توصف الواجبات والأعمال التي ينبغي عليك إنجازها بأيسر توصيف وأسهل تعبير، فتنشط النفس لأدائها!

يخبرنا أهل التنمية البشرية كذلك بحيلة الخمس دقائق، يقولون: إذا استصعبت النفس مهمة ما فحايلها بأن تعمل خمس دقائق فقط، فقط خمس دقائق ثم لتفعل ما تشاء. وذلك أن التجربة أثبتت أن النفس إذا بدأت في العمل استمرت فيه، وإنما المشكلة كامنة في "إرادة البدء" هذه!

لو أننا نرتوي من كتاب ربنا وسنة نبينا لتبيَّنَّا مثل هذه الأمور من قوله تعالى (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)، ومن قوله تعالى في الحديث القدسي "من تقرب إلىَّ شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة"، ومن قول نبيه "لا تحقرن من المعروف شيئا"، "فاتقوا النار ولو بشق تمرة"، "من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة (كعش عصفور) بنى الله له بيتا في الجنة".

وفي إطار محايلة النفس ومناورتها، جاءت التنمية البشرية بنصائحها: تقسيم المهمة الكبيرة إلى مهمات صغيرة، تقوية الثقة في النفس وإقناعها بالقدرة على الإنجاز، تحفيز النفس ووعدها بالمكافأة إذا أنجزت عملا ما، إقناع النفس بأن تحب ما تعمل... إلخ!

في رمضان فرصة لمعايشة القرآن.. والقرآن يفتح لك أبوابه بقدر ما اقتربت منه وتدبرت فيه، ولقد استند أجدادنا إلى القرآن فغيروا وجه التاريخ، وأنجزوا المهمات العظمى
والواقع أيضا أن الشيطان يستدرج الواحد فينا بمثل هذا البطء والتحايل، ولذلك قال ربنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ)، فلو قال (لا تتبعوا الشيطان) لكان المعنى واضحا ومفهوما، ولكن لفظ "خطوات" أضاف معنى الخفاء والتسلل والاستدراج!

في رمضان فرصة لمعايشة القرآن.. والقرآن يفتح لك أبوابه بقدر ما اقتربت منه وتدبرت فيه، ولقد استند أجدادنا إلى القرآن فغيروا وجه التاريخ، وأنجزوا المهمات العظمى، ولولا القرآن المغروس في النفوس لما بقي في الأمة من يجاهد، إن مجرد الحسابات المادية وحدها تدفع بالمجاهدين إلى الانتحار، لكن القوم الذين يحملون القرآن في صدورهم، ويرتوون من معانيه يعرفون أنهم على عهد وعلى وعد، وهو عهد ووعد تطيش أمامه كل الحسابات المنطقية الباردة.

(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا).

الثلاثاء، 30 مايو 2017

دحض مفتريات وأكاذيب القسيس القبطي مكاري يونان عن الاسلام والمسلمين في مصر منذ فتحها والى اليوم !!!!!!!!!


دحض مفتريات وأكاذيب القسيس القبطي مكاري يونان عن الاسلام والمسلمين في مصر منذ فتحها والى اليوم !!!!!!!!!

أ.د. علي محمد عودة

الرد على القسيس ( مكاري يونان ) فيما اتهم به الإسلام :

ظهر هذ القسيس في الكنيسة الماركسية وبين حشد من أنصاره اتهم الإسلام بتهمتين :
◄◄ التهمة الأولى : أن مصر في الأصل مسيحية ، وأن أجدادنا كانوا مسيحيين .
◄◄التهمة الثانية : ادعى هذا القسيس أن الإسلام انتشر في مصر بالسيف والرمح .

" كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا "

✍️ وللرد عليه أقول له :

◄ أنسيت يا مكاري ما فعله بكم الرومان في مصر ؟!
◄ أنسيت عندما كان الرومان يلقون بكم للحيوانات الضارية لتنهش أجسامكم وأنتم على قيد الحياة ؟!

◄ أنسيت يا مكاري عندما كان الرومان يطلونكم بالقار ـ الزفت ـ ويشعلون فيكم النيران لتكونوا مصابيح تضيئون لهم احتفالاتهم وأفراحهم ؟!

◄ أنسيت يا مكاري يوم أن اعتبركم الرومان أنجاسًا وأوساخًا ، فلم يسمحوا لكم بمخالطتهم في الطرقات والأسواق ؛ حتى لا تعدونهم من نجاستكم ووساختكم ـ على حد زعمهم ـ ؟!
 أنسيت ما أنزله الرومان بقساوستكم ورهبانكم من العذاب والقتل والذبح ؟!

قل لنا يا مكاري من الذي أنقذكم من هذا العذاب الأليم المهين ؟

 أنت قلتَ : إن مصر في الأصل مسيحية وإن الإسلام قام في مصر على السيف والرمح ، وإن من ترك المسيح تركه بسبب السيف والرمح !

بيننا وبينك كتب التاريخ ، وعندما أقول بيننا وبينك كتب التاريخ فإن التاريخ عندنا لا نأخذه كما تأخذون دينكم من غير سند ، بل نأخذه بسنده المتصل ...

ألم تستنجدوا يا مكاري بسيدنا عمر بن الخطاب ؛ ليخلصكم من ظلم الرومان ، واستجاب عمر لندائكم ، وأرسل أربعة آلاف مقاتل على رأسهم سيدنا عمرو بن العاص ؛ لمحاربة الرومان ، ولما استبطأ المسلمون المجاهدون النصر استغاثوا بسيدنا عمر ؛ ليمدهم بجند من عنده ، فمدهم عمر بثلاثة آلاف مقاتل ؛ ليصبح عدد المقاتلين المسلمين سبعة آلاف مقاتل .

واستطاعوا بفضل الله أن يطهروا مصر من الرومان وظلمهم ، وأن يعطوا الحرية لكم يا مكاري في معيشتكم وعبادتكم ، ألم يؤمّنوكم على أنفسكم ودياركم وأديرتكم؟
وذلك بعد أن قُتِل من المسلمين ألفان ، وبقي خمسة آلاف من أصل سبعة آلاف .

وما فعله المسلمون معكم ليس تفضلا منهم وتكرما ، بل أجبرهم الإسلام على ذلك ، عندما وصاهم النبي صلى الله عليه وسلم بكم خيرا ـ وقال لهم ( إنكم ستفتحون مصر ، وهي أرض يسمى فيها القيراط ، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما )

✍️ ثم ماذا ؟ اسمع يا مكاري يا من تقول إن من ترك المسيح تركه خوفا من السيف والرمح ! وأنا لست أدري لماذا لم تتركوا المسيح وتدخلوا في دين الرومان الكاثوليك لتنجوا من عذابهم ؟!
لماذا لم تتحولوا من الأرثوذكس إلى الكاثوليك لتأمنوا بطش الرومان يا مكاري ؟

✍️ ثم تعالَ احسب معي إن كنتَ تعرف الحساب :
عدد المسلمين المجاهدين كانوا 4000
مدهم سيدنا عمر بـ 3000
فيصير عددهم 7000
قٌتِل منهم 2000
فيكون الباقي منهم 5000

✍️يقول لك التاريخ يا مكاري : إن الخمسة آلاف مقاتل رجعوا من حيث أتوا ـ إلى الجزيرة العربية ـ وما بقي منهم في مصر إلا خمسمائة مقاتل ؛ ليحموكم من أي عدوان محتمّل ...

✍️ قل لي يا مكاري : كم كان عددكم معشر الأقباط في مصر يومها ؟؟
كان عددكم سبعة ملايين قبطي .
وكان عدد المسلمين ؟؟ كان عددهم خمسمائة موحد

كم عددكم الآن يا مكاري ؟ وكم عدد المسلمين ؟؟!!
عددكم الآن لا يتجاوز الخمسة ملايين ـ ودعوكم من الضحك على الدقون بأن عددكم 20 مليون ـ
بينما عدد المسلمين الآن في مصر 90 مليون

هل يعقل أن يقفز الخمسمائة مسلم الذين بقوا في مصر إلى 90 مليون مسلم ، ويتقلص عدد الأقباط ـ بعد مرور كل هذه السنوات ـ من سبعة ملايين إلى خمسة ملايين ؟!!
إن هذا لشيء عجاب !

✍️ لكن ما الذي حدث ؟
الذي حدث أن أجدادنا كانوا نصارى ، ولكنهم لما رأوا أخلاق المسلمين آمنوا بالله ، ودخلوا في دين محمد بن عبد الله ، شعارهم " وأنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً "

فتقلص عدد الأقباط من السبعة ملايين الى الخمسة ملايين الذين نراهم الآن ، وزاد عدد المسلمين من خمسمائة مسلم إلى التسعين مليون ؛ لأن أجدادنا دخلوا في دين الإسلام أفواجا .

فنحن لسنا أبناء الغزاة يا مكاري ، إنما نحن أتباع الغزاة ، آمنا بالإسلام لما رأينا من حسن أخلاق المسلمين معنا .

✍️ أما اتهامك للإسلام أنه انتشر بالسيف والرمح :

فاقول لك : هل قرأت في الإسلام مثل ما جاء في إنجيل لوقا الإصحاح 19 العدد 27
( أما اعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي ) ؟

أو هل قرأت في الإسلام مثل ما جاء في إنجيل متى الإصحاح 10 الأعداد 34 و35
( لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض ، ما جئت لألقي سلاما بل سيفا.
فاني جئت لأفرّق الانسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنة ضد حماتها ) ؟

هذا ليس عندنا في الإسلام يا مكاري ، إنما عندكم أنتم في إنجيلكم .

أما إسلامنا ففيه :
قول الله تعالى " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن "
وفيه قول الله تعالى " وقولوا للناس حسنا "
وفيه قول الله تعالى" فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة "
وفيه قول الله تعالى" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "
وفيه قول الله تعالى " لا إكراه في الدين "
وفيه قول الله تعالى " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
وفيه قول الله تعالى " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "
وفيه قول الله تعالى"وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله "
وفيه قول الله تعالى " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه "
وفيه قول الله تعالى" وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا "

وفيه قول الله تعالى " اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان "
ويفهم من الآية أن الإسلام أباح للمسلم أن يأكل طعام اليهود والنصارى وأن يتزوج نساءهم .

#وفي_الإسلام عندنا : نزور مرضاكم ، روى البخارى فى كتاب الجنائز، عن أنس رضى الله عنه قال : "كان غلام يهودى يخدم النبى صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبى صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فأسلم، فخرج النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول :«الحمد لله الذى أنقذه من النار "

#وفِي_الإسلام عندنا : احترامكم أحياءً وأمواتا ، فرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يرى جنازة يهودي فيقوم لها واقفًا ، فيقول له أصحابه : إنها جنازة يهودي يا رسول الله ؟! فيقول لهم الرسول : أليست نفسا !!

#وفي_الإسْلام عندنا يقول لنا رسولنا " ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفسٍ فأنا حجيجه (أى أنا الذى أخاصمه وأحاجه) يوم القيامة .

هذا هو إسلامنا يا أنبا ، ذاك هو ديننا يا مكاري بيه .
ولو كان في الوقت متسع لحدثتك عن الحروب الصليبية وما قمتم به من دمار وخراب للمسلمين ومقدساتهم .

فأمسك عليك لسانك ، ولتسعك كنيستك ، وإذا كان بيتك من زجاج فلا ترمِ الناس بالحجارة .
والسلام على من اتبع الهدى .

ذات صلة

مصر لم تكن قبطية


صفقة القرن واستخدام الإرهاب للقضاء على الأمة

صفقة القرن واستخدام الإرهاب للقضاء على الأمة 



عبدالله الأشعل


في تموز/ يوليو القادم، من المقرر أن ينعقد في واشنطن مؤتمر إقليمي وربما دولي؛ للكشف عن الملامح النهائية لصفقة القرن كما سماها ترامب والسيسي، والتي بدأ العمل من أجلها منذ سنوات في تهيئة الأوضاع لإتمامها.

ونحن نعتقد أن الزيارة الوداعية للرئيس بوش إلى إسرائيل في ربيع 2008، قبيل محرقة غزة وإعلانه في الكنيست أن إسرائيل دولة يهودية خالصة، كان تأكيدا لقمة العقبة في عام 2003 التى ضمت شارون وبوش وعباس والملك الأردني، عبد الله، والتي أفصح فيها شارون عن الدولة اليهودية، ثم قمة شرم الشيخ في أواخر كانون الثاني/ يناير 2009 التي تأكد فيها هذا المشروع.

ملامح صفقة القرن يكشف النقاب عنها بعد أن قام داعش بدوره، وقامت أطراف أخرى في الخليج وغيره، بقمع الثورات العربية التي كانت أكبر تهديد للصفقة، وكذلك سارعت إسرائيل وبعض دول الخليج إلى وضع مخطط دقيق لكل من مصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق ولبنان، بحيث تعلن صفقة القرن، وقد تم تفريغ الأمة العربية والإسلامية من هويتها وشاع مصطلح الإرهاب الإسلامي، وهو كلمة السر التي اجتمع عليها حكام العرب والمسلمين، لكي يقضوا على هذه الأمة، وهو ما تم تداوله في لقاء الرياض بين ترامب الذي ركز مهمته في إقامة إسرائيل الكبرى، وبين الحكام العرب والمسلمين الذين أعانوه على ذلك تحت ستار وحدة الأمة ضد الإرهاب، رغم أن كل الأطراف التي حضرت هذا اللقاء ساهمت في صناعة الإرهاب واستخدامه أداة في سياساتها الخارجية، ولكنها تدلس على العالم بهذا التحالف العالمي لمكافحة الإرهاب.
والحق، أن صفقة القرن هي العتبة الأخيرة لقيام إسرائيل الكبرى، ولكن هذا المخطط بدأ عام 1997 بتدشين المشروع الصهيوني ثم الاتفاق السري بين بريطانيا وفرنسا في 19 أيار/ مايو 1916؛ المعروف باتفاق سايكس بيكو، وأهم آثاره هو التمهيد بتصريح بلفور في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 1917، حيث تمر مئة عام في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم على هذا التصريح الذي أقر بالتزام بريطانيا بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وهي الذكرى التي أعلنت رئيسة وزراء بريطانيا أنها تعتز بها وبدور بريطانيا في المشروع الصهيوني. ولكن بريطانيا لم تتوقع أبدا أن الحكام الذين نصبتهم في العروش العربية سوف يتولون أخطر مراحل المهمة بل ويترحمون على هرتزل وبلفور، ويكيلون اللعنات لصلاح الدين الأيوبي وطارق بن زياد الذين أصبحوا عند هؤلاء مصدرا للتطرف والإرهاب، بل أتوقع أن يحتفل أطراف لقاء الرياض بالذكرى الأولى له في صحن الكعبة حتى يعاهدوا الله على إفناء الإسلام والمسلمين.
ملامح صفقة القرن التي يتوقع أن يكشف النقاب عنها في مؤتمر واشنطن ستة:

الأول، هو تطبيق المبادرة السعودية للسلام مع إسرائيل بطريقة عكسية، أي الاعتراف بإسرائيل وخداع الشعوب العربية بأن هذا الاعتراف هو ثمن مراعاة إسرائيل لحقوق الفلسطينيين. وبالفعل بدأت إسرائيل وفق هذ المخطط تتحدث صحفها عن قبولها لدولة فلسطينية، لكن خارج فلسطين. وبذلك تتمكن إسرائيل من إحياء مطالبها في المدينة المنورة، وتصبح السعودية مقر الأماكن المقدسة موضع تساؤل من المسلمين، خاصة إذا تضمنت الصفقة بالتأكيد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وهدم المسجد الأقصى الذي كان الملك فيصل يتمنى أن يصلى فيه.

الثاني، تصفية القضية الفلسطينية، وإطلاق الاستيطان في فلسطين، وضم المستوطنات إلى إسرائيل الكبرى، وطرد الجيوب العربية في هذا الكيان إلى مصر والأردن، كما أشارت المصادر الإسرائيلية، وبذلك يكون أبو مازن هو آخر رمز فلسطيني قبل زوال فلسطين تماما، مثلما حدث في الأندلس.

الثالث، القضاء على المقاومة ضد إسرائيل، وهي حماس وحزب الله، وتقليم أظافر إيران في اليمن وسوريا والعراق، وتقسيم ليبيا واليمن وسوريا والعراق ولبنان، وربما في مرحلة لاحقة مصر والسعودية.

الرابع، هو استخدام الحشد العسكري العربي والإسلامي لتقسيم العراق وسوريا وطرد إيران، ولذلك تحدث كيسنجر عن الحرب العالمية الثالثة التي تبدأ بضرب إسرائيل لإيران وقتل أكبر عدد من العرب حتى لا تبقى إلا إسرائيل.

الخامس، إقامة دولة كردية وتنفيذ خريطة إسرائيل بفتح الحدود بين العراق وسوريا، بحيث يختفي اسم العراق وسوريا وتتحول إلى كيانات طائفية، وكذلك تقسيم سوريا أو التأكيد على التقسيم الفعلي الذي أنجزه الإسلاميون الذين أسهموا إسهاما كبيرا في تدمير الهوية العربية والإسلامية تحت شعار دعم الثورة السورية، بعد أن تم خلط الأوراق في سوريا والعراق، وإنشاء المنظمات الإسلامية تحت شعار نصرة الإسلام والمسلمين. وقد يكون لتركيا موقف مختلف في مسألة الأكراد، ولكن المخطط هو إنشاء الدولة الكردية القومية لإضعاف إيران وتركيا وضمان التناحر داخل هذه الوحدات.

السادس، القضاء على قوة مصر بعد نزع هويتها العربية والإسلامية، وتحملها جانبا من أعباء الصفقة ثم إعلان إسرائيل اليهودية الكبرى وسط الخرائب العربية.

تلك أهم الملامح التي استقرأتها من مجمل التصريحات من كل الأطراف، وندعو الله أن يخيب ظننا، وأن يكون الحكام العرب والمسلمون في مقدمة المدافعين عن العروبة والإسلام ضد المشروع الصهيوني.

ولا أظن ذلك بعد إعلان حماس وحزب الله وإيران منظمات إرهابية، رغم أن الإرهاب الصهيوني هو الذي أدى إلى كل الفصول التي نهشت في الجسد العربي.


وأعتقد أن روسيا والصين والهند سوف تدعى إلى وليمة واشنطن التي يتم فيها اقتسام الجسد العربي والإسلامي، وكذلك الغنائم التي تسلمها الحكام العرب المنتصرون على أمتهم. 

وفي تلك اللحظة لا بد أن نهنئ ترامب وكل الراحلين في هذه القبيلة الذين تمكنوا من الجسد العربي بعد أن وثقت شعوب المنطقة في أن حكامها يستحيل أن يبيعوا عروبتهم وإسلامهم.

غزّة القويّة رغم اللأواء!

غزّة القويّة رغم اللأواء!
أحمد بن راشد بن سعيد


في منتصف شهر أيار (مايو)، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من انهيار وشيك لقطاع غزة قائلة في بيان متشائم إنّ "النقص الشديد في الوقود داخل (قطاع) غزة أصاب كل أوجه الحياة (فيه) بالضرر..."، وإنّ "أزمة تلوح في الأفق" ستتعرّض لها قطاعات الصحة العامة والبيئة. 

قبل ذلك بأكثر من سنة ونصف، وتحديداً في أيلول (سبتمبر) 2015، حذّرت الأمم المتحدة في تقرير لها من أنّ قطاع غزة سيصبح "غير قابل للسكن" بحلول عام 2020، مشيرةً إلى أنّ الناتج المحلي الإجمالي للقطاع انخفض بنسبة 15% في عام 2014، بينما بلغت نسبة البطالة 44%، ونسبة العوائل التي لا تكتفي غذائياً 72%. واختتم التقرير بالقول إنّ عدوان عام 2014 سرّع تراجع التنمية في غزة.

نوعم تشومسكي، اللغوي والمعارض الأميركي الشهير، قال في لقاء مع موقع "ديموكراسي ناو" إنّ ممارسات "إسرائيل" في الأرض المحتلة أسوأ بكثير من ممارسات الفصل العنصري (أبارتايد) التي شهدتها جنوب إفريقيا، وإنّ وصف ممارساتها بالأبارتايد "هديّة" تُقدّم إليها، مؤكّداً أنّ الخبراء الإسرائيليين قد أحصوا بدقّة عدد السّعرات الحرارية التي يحتاجها الغزّيون من أجل البقاء أحياء، ويسمحون، بناءً على ذلك، بكميّات من الغذاء تحقّق فقط هذا الغرض (8 آب/أغسطس 2014). في الحقيقة، قبل ذلك بسنوات، وتحديداً في عام 2006 عندما فازت حركة حماس في انتخابات حرّة شهدتها الضفة الغربية وغزة، أعلن مستشار رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك، دوف ويسيغلاس، سياسته تجاه قطاع غزة، أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكّان على الأرض: "الفكرة هي أن نفرض على الفلسطينيين حمْيَة، لكن لا نجعلهم يموتون من الجوع" (الغارديان، 15 نيسان/أبريل 2006).

منذ عقد من الزمن وقطاع غزة يعاني انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي يترك آثاراً كارثية على الصحة العامة والحياة اليومية. جريدة هاآرتس الصهيونية قالت يوم الخميس إنّ الكهرباء لا تصل القطاع إلا 4 ساعات في اليوم، وإنّ "إسرائيل" تخطّط، مع ذلك، لتقليلها (25 أيار/مايو 2017). 
يضطر الغزيّون لإنفاق جزء من مواردهم لتوفير بدائل للكهرباء، لكنّ هذه الموارد تضرّرت كثيراً من خفض حكومة عباس في رام الله رواتب موظفي غزة بنحو الثلث للشهر الثاني على التوالي، ويعتمد الاقتصاد الغزّي بشكل كبير على هذه الرواتب. 
وكالة أنباء الأناضول ذكرت في تقرير لها (26 أيار/مايو 2017) أنّ أسواق القطاع تعاني، مع حلول شهر رمضان، "حال ركود كبيرة"، وأنّ "حركة البيع والشراء في الأسواق ضعيفة، جرّاء الفقر الذي يعاني منه السكّان". ونقلت الوكالة عن بو شاك، مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في قطاع غزة، وصفه الأوضاع في القطاع بـ "المأساويّة" مشيراً إلى أنّ عدد المستفيدين من برنامج المساعدات الغذائية بلغ نحو مليون شخص (من نحو مليون و 300 ألف لاجىء موزّعين على 8 مخيّمات في القطاع)، الأمر الذي يُعدّ "فشلاً محزناً للجميع"، بحسب بو شاك، "لأنّ غزة لا تواجه مشكلة عدم وجود غذاء، وإنما مشكلة فقر".

 الفقر يضرب أطنابه في قطاع غزة بسبب حصار خانق، همجي، وحقير، يفرضه عليه الكيان الإسرائيلي ونظام السيسي في مصر، وتقول (الأونروا) إنّ 80٪ من سكان القطاع باتوا يعتمدون على المساعدات الدولية من أجل العيش. والآن جاء خفض الرواتب ليضعف الحركة الشرائية على نحو غير مسبوق، ويصيب الأسواق بالشلل.

غزّة وأهلها وقادتها في "حماس" و "القسّام"، فحسبهم بشارة النبي (صلى الله عليه وسلم): "لا تزال طائفةٌ من أمّتي على الحقّ ظاهرين، لعدوّهم قاهرين، لا يضرّهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء،
لا تبدو ثمّة نهاية في الأفق لهذا الإغلاق الوحشي، الذي حوّل غزّة عمليّاً إلى أكبر سجن مفتوح على وجه الأرض. عقود من الشيطنة للإنسان الفلسطيني، وسنوات من "نزع الأنسنة" عن الغزيّين وحركة "حماس" التي تدير شؤونهم، سمحت بقَولبتهم في صور نمطية مؤدّاها أنّهم عنيفون، خطرون، غاضبون، يائسون، منفلتون، وقابلون لممارسة القتل العبثي والانتحار. لا أحد سيجرؤ، وهذه الصور تغرق الخطابات السياسية والصحافية، على أن يسائل أخلاقية الحصار، ولا أن ينتقده بوصفه حرب إبادة بطيئة، ولا أن يسمّي منع الغذاء والدواء باسمه المعروف في القانون الدولي: "جريمة حرب". تخليد هذه الصور لا يسمح فقط بتبرير حصار الغزّيّين، بل بشنّ حملات عدوانيّة مسلّحة عليهم.

ومع مجيء الرئيس الأميركي، ترمب، يبدو الأفق أكثر تجهّماً، فهو لم يصف حركة حماس بالإرهاب فحسب، بل أراد من النظام الرسمي العربي أن يصنّفها إرهابية، وأن يعامل غزّة بوصفها ساحة من ساحات "الحرب على الإرهاب"، ويبدو أنه نال ما أراد، وتحوّل نحو مليوني فلسطيني في غزّة إلى قطعان من الإرهابيين لا يستحقّون الحياة!

لكنّ سنّة الله ألا يذر المؤمنين على ما هم عليه حتى يَمِيزَ الخبيث من الطيب، وسنّته ألا يترك الذين في قلوبهم مرض حتى يُخرج أضغانهم. أما غزّة وأهلها وقادتها في "حماس" و "القسّام"، فحسبهم بشارة النبي (صلى الله عليه وسلم): "لا تزال طائفةٌ من أمّتي على الحقّ ظاهرين، لعدوّهم قاهرين، لا يضرّهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، فهم كالإناء بين الأكَلَة، حتى يأتيَ أمر الله وهم كذلك، قالوا: أين هم يا رسول الله؟ قال: في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس".

أمريكا تضربنا بألف قنبلة نووية!


نذيركم المفكر الإسلامي الدكتور محمد عباس يحذركم في أحدث كتاباته:
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد..
أمريكا تضربنا بألف قنبلة نووية!




٢٥ مايو ٢٠١٧
دعوني أحذركم كما أفعل منذ خمسين عاما،تحقق فيها ما حذرت منه في كل مرة ولم تستجيبوا لتحذيري ولو مرة.
الخطة الأمريكية الجديدة تستهدف القضاء النهائي على الإسلام عامة والعرب خاصة.
١-تبدأ الخطة باعتراف السعودية بإسرائيل وتحالفها معها مما سيسبب زلزالا في العالم الإسلامي سيسقط هلة هيبة تمتعت بها المملكة منذ نشأتها كممثل للإسلام، حيث سينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول وهو قليل سيظل مؤيدا للسعودية وسيكون كافيا لإشعال الحرب مع إيران وهي حرب تستمر عشرين أو ثلاثين عاما تنضب فيها كل أرصدة العرب وإيران ويهلك جل شبابهم تقوم أمريكا بعدها بذبح البقر الذي جف لبنه.
٢- القسم الثاني وهو الأكثرية سينقسم إلى عدة أقسام: أقلية سوف تنضم إلى إيران ضد السعودية خاصة في البلاد التي تحتوي على أغلبية شيعية أو أقلية كبيرة. أما الأكثرية الغالبة فسوف تكفر بالسعودية كما كفرت بإيران من قبل، وستنقسم إلى قسمين: قسم يكفر كفرا مخرجا من الإسلام ويضيع ويفقده العرب والمسلمون وهو بالضبط ما تسعى إليه حملات التنصير منذ ألف عام. القسم الثاني سيكون كفره كاملا بأي تعامل مع الغرب، فهو يراه غادرا خائنا كذابا لم يجد معه أن تحاول مقابلته في نصف الطريق ولو تخليت عن بعض دينك وآمنت بآلياته كالديمقراطية محاولة لائتلافه لكنه ضن علينا باحترام نتائج ديمقراطيته التي اتبعناها، سيرى هذا القسم أنه لابد من مواجهة وجودية، وسيواجه في ظل انقسام مشين وتفتت مهين وصراع مستديم، ويأمل الغرب في ظل ذلك أن يقضي عليه قضاء نهائيا ، على الإسلام فلا يبقى إلا اسمه، وعلى العرب فلا يبقى منهم إلا أعراب، أما باقي العالم الإسلامي فسوف يتشتت كقطيع فقد راعيه. هذه هي الضربة الأخطر من الغرب للإسلام طيلة تاريخه. وهو يأمل أن تقضي علينا: كألف قنبلة نووية.
٣- ذلك مكرهم، ويمكر الله، والله خير الماكرين

 الدكتور محمد عباس