الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

هل يستوجب التكفير القتال؟

هل يستوجب التكفير القتال؟

ياسر الزعاترة


في مدينة قُــم الإيرانية عقد قبل أسابيع مؤتمر حول خطر التيارات التكفيرية. وفي الخطاب الإيراني وتجلياته في عموم المنطقة حديث يومي عن التكفيريين وخطورتهم، فهل الظاهرة التي نحن بصددها في المنطقة ذات صلة بالتكفير أو بالسياسة وظروفها وتبعاتها؟
في سوريا على سبيل المثال اقتتلت جبهة النصرة مع الدولة الإسلامية، وترى الأولى الثانية «من الغلاة»، لكن المعركة الأشد تجري بين جبهة النصرة وبين حزب الله في القلمون ومحيط دمشق أيضا، فأين التكفير هنا؟
في لبنان، لا يقول عاقل، إن القوى الإسلامية لا ترى المسيحيين كفارا (كذلك المسيحيين يرون المسلمين كفارا أيضا، وكل الأديان لها ذات الموقف من بعضها البعض، واحيانا المذاهب ضمن إطار الدين الواحد فلماذا أعلنت بعض القوى الإسلامية حربها على حزب الله تحديدا، وليس على عموم الشيعة أو على المسيحيين؟
لماذا لم تسجل في دول عديدة مثلا أية أعمال عنف ضد مواطنين مسيحيين من قبل أنصار «الدولة الإسلامية»، لا ضد كنائس ولا سواها، مع أن ذلك متاح بكل بساطة؟
إن التكفير لا يستدعي القتال في غالب الأحيان، وإلا لبقيت الحروب مستمرة طيلة القرون؛ بين الدول وداخل القطر الواحد بين الأقليات التي تكفر بعضها بعضا، ولما بقيت أقليات تتعايش فيما بينها، أو مع أغلبية هنا وهناك.
إن حشر ما يجري في إطار سؤال التكفير لا يختلف في شيء عن سؤال جورج بوش ذات يوم: «لماذا يكرهوننا؟»، والذهاب نحو إجابة ساذجة تقول، إنهم يكرهون ديمقراطيتنا ورفاهنا. إلى آخر هذا اللون من الخطاب البائس.
إن التكفير لا يستدعي القتال بالضرورة، وما يصنع أجواء القتال شيء مختلف، وهنا في الحالة الراهنة تهرب إيران من سؤال لماذا يندلع العنف في سوريا والعراق؟، ولماذا صارت إيران عدوا لدودا في عرف الغالبية الساحقة من أبناء الأمة؟، تهرب نحو حكاية التكفير لأنها لا تريد الاعتراف بحقيقة أنه رد على عدوانها في سوريا ودعمها للسياسات الطائفية في العراق، وكذلك غطرسة حزب الله في لبنان، والآن ما جرى ويجري في اليمن.
تنظيم القاعدة كان يتبنى الفكر السلفي، والأخير في العموم يكفّر الشيعة، فيما يرفض بعض رموزه تكفير عوامهم بالجملة، لكن التنظيم لم يعلن حربا على إيران، بل أعلن حربا على أمريكا لأسباب سياسية أوضحها للجميع، وليس لأن أمريكا مسيحية، وفي مرة سأل أسامة بن لادن: «لماذا لم نستهدف السويد مثلا؟»؟
لو كانت الحرب في سوريا بين أعداء أمريكا والصهاينة، وبين حلفائهم لتمكنت إيران من استجلاب سنّة يقاتلون معها، لكنها لا تستجلب في المقابل إلا مليشيات شيعية، من دون أن تعدم نخبا يسارية وقومية تردد نظريتها (كلاما فقط) لاعتبارات حزبية، وأحيانا طائفية من أناس ينتمون لأقليات أخرى يبدو أنهم اقتنعوا بحكاية تحالف الأقليات (طبعا ضد الغالبية).

نفتح قوسا هنا لنشير إلى أن لغة التكفير في الوسط الشيعي (دعك من الكلام الوحدوي المعلن) تبدو أكثر بكثير من الوسط السني، وإذا كان البعض يصف الشيعة بالروافض، فإن مصطلح النواصب معروف ويتردد بشكل يومي، فيما يرى كثير من العلماء الشيعة أن الإيمان بالولاية هو من أركان الإسلام، وليس من أركان المذهب كما رأى السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله.
الخلاصة أنها حرب سياسية وليست دينية، وكما يستخدم الإيرانيون وحلفاؤهم الحشد المذهبي في سياق دفع الشبان للقتال في سوريا والعراق، فإن الطرف الآخر يستخدم ذات الحشد لدفع الشبان نحو القتال أيضا.
خلاصة القول، إن التكفير ليس هو المشكلة، إذ بوسع كل أحد أن يرى الرأي الذي يريد، لكن العدوان والتحريض هو المشكلة، وفي الحالة الراهنة، فإن ما يجري هو نتاج عدوان إيراني يجب أن يتوقف، وبعد ذلك يمكن التعايش بصرف النظر عن رأي كل طرف بدين الآخر أو مذهبه؛ وبمصيره في الآخرة؛ أكان إلى الجنة أم إلى الجحيم.

حلال لإيران حرام علينا

حلال لإيران حرام علينا

 د. عوض السليمان
الذي تابع تصريحات نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، وتصريحات علي لارجاني، يدرك فوراً أن إيران كعهدها دولة معادية، شديدة العداء للإسلام الحق من جهة وللعرب من جهة أخرى.
ويدرك أيضاً أن ما يسمى المجتمع الدولي يحلل لإيران الشيعية ما يحرمه على الدول الإسلامية السنية، وأن هذا المجتمع يدعم الاعتداءات الإيرانية على الدول الإسلامية، ذلك أن ملة الكفر واحدة.
يقول سلامي، إن بلاده استطاعت، لا أن تقوم بالثورة فحسب، بل وصدَرتها إلى البلاد الأخرى، سورية والبحرين واليمن ولبنان، ويقول: "لقد تشكلت بفضل أفكار الثورة الإسلامية وأفكار الولي الفقيه، قوة شعبية في العراق، تعادل عشرات أضعاف قوة حزب الله في لبنان"، ودون أدنى حياء وبمنتهى الصفاقة يشيد باحتلال الحوثيين لصنعاء وبسط سيطرة الشيعة عليها، وبوقاحة أكبر يتحدث عن قوة شعبية كبرى في سوريا تستمد بطولاتها من الفكر الشيعي.
لا يدرى هذا الأحمق وسادته أنه يسيء إلى الشيعة وفكر الولي الفقيه بما يقول، ويفضح أفكار إيران السياسية التي تقوم على الحقد الطائفي والعنصري، ويعري إجرامها.
على المؤسسة الدينية في إيران أن توضح لنا إذاً، أفكار الولي الفقيه التي استخدمتها الميلشيات الشيعة في سورية على سبيل المثال لبسط أفكار الثورة الإيرانية. نريد أن نعرف، هل أمر الولي الفقيه، بقتل الأطفال بالمثقاب، واغتصاب النساء لأنهن سنة، وهل أمر الولي الفقيه بأن تُدمر حلب وحمص ودرعا وإدلب والرقة وغيرها لأنها مدن سنية، أم لأنها سنية وعربية في آن.
هل يأمر فكر "الثورة الإسلامية" في إيران، أن يكون كل الجلادين في السجون السورية والعراقية شيعة إيرانيون أو من ميليشيات حزب الله والحوثيين، ويتسلطون على المعتقلين السنة بل لنقل المعتقلات السنة تحديداً.
إذا كان ذلك فكر الولي الفقيه، فعلينا أن نتصور تلك السعادة الغامرة على وجهه وعلى وجوه المسؤولين في المؤسستين الدينية والسياسية في إيران، عندما يرون أشلاء أطفال السنة وقد قطعت ونسائهم قد اغتصبت، ولا شك أنهم يوزعون الورود عندما تفرّغ مدينة سورية سنية من ساكنيها، فيأتون فوراً كالحمر المستنفرة ليحتلوها ويقتلوا من بقي من أهلها بذنب أنهم سنة.
من الحماقة بمكان، أن نتصور أن الفكر الإرهابي مرتبط بالسنة، وإنما يرتبط الفكر الإرهابي أساساً بما يسمى المجتمع الدولي وأدواته، الأول ممثلاً بالغرب والولايات المتحدة والثاني بأدواته ممثلة في إيران والكيان الصهيوني وبعض الحكومات الإقليمية التي لا تمثل ديناً ولا عقيدة.
الولايات المتحدة الأمريكية  بالذات منشأ الإرهاب الدولي الذي بدأ بقتل سبعين مليون من الهنود الحمر، ولم ينته بعد، مروراً بقتل مليون ونصف عراقي وتهجير مثلهم، ثم بترك بشار الأسد يذبح أطفال المسلمين السنة ويدمر مدنهم.
وبسبب شدة الإجرام الأمريكي تمّ استخدام أفكار الحقد الطائفي الإيراني لتحقيق ذلك الغرض، فسلط مجموعات من الإرهابيين الشيعة على الأبرياء في سورية لتنتقم لعلي من معاوية رضي الله عنهما ولكي لا يقوم أطفال درعا بسبي زينب مرتين.
يتفرج المجتمع الدولي على ميليشيات الحوثيين وهم يحتلون اليمن ويقتلون السنة فيه، ويتركون حزب الله ليعيث فساداً في لبنان وسورية، كما يشجعون تلك الميليشيات ويدعمونها. وفي الوقت نفسه يستخدمون الحكومات السنية لمحاربة السنة، والقضاء على أي تجمع أو فكر لديهم.
حلال على الشيعة أن يقطعوا رؤوس السنة وأن يحتلوا بلاداً إسلامية، وحرام على السنة أن يدافعوا عن أرضهم وعن بلادهم، بل حرام عليهم أن يعلنوا عن عقيدتهم، لدرجة أنهم سلطوا علينا كتاباً وصفحاً ومحطات فضائية تتكلم بلغتنا وتريد تدمير عقيدتنا وديننا فلم يبق هزيل ولا وضيع إلا وتكلم عن التطرف والإرهاب وهو لا يقصد بذلك إلا الإسلام والمسلمين، وأراد كل قميء في الإعلام أن يربح بعض المال لصحيفته أو لمحطته أو يتقرب لعدونا بالحديث عن الإرهاب السني.
لن يدوم الأمر طويلاً، ستنتصر الثورة السورية "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".

حوار خاص لـ"الشرق" مع أسامة مرسي

  حوار خاص لـ"الشرق" مع أسامة مرسي

أسامة مرسي : ظهور والدي علانية سيكشف عورة سلطة 

الإنقلاب



أجرى الحوار: عبدالحميد قطب
إعتبر أسامة محمد مرسي نجل الرئيس المصري السابق في حوار خاص لـ"الشرق" التسريبات الأخيرة لقادة في الجيش المصري، والتي بثتها إحدى الفضائيات دون جدوى قانونية ولا تكشف بالنسبة له ولفريق الدفاع أي جديد، لكنها إفادة كما يقول على الصعيد الشعبي بأن حكام البلاد الحاليين يتلاعبون بمصائر الشعب كيفما يشاؤون ويفبركون ويزورون ما يريدون من أجل أغراضهم ومصالحهم الشخصية.
كما اعتبر نجل مرسي أن محاكمة والده نوع من الهزلية والاستهتار بمصير الدولة من قبل قادة الانقلاب، وأن الهدف الرئيسي من هذه المحاكمة هو تشويه صورة الرئيس أمام الشعب المصري المقدر لبطولته وصموده.
وكشف نجل مرسي عن منع والده من زيارة أسرته له داخل محبسه منذ فترة كبيرة، لكنه يلتقيه شخصيا على هامش المحاكمة بحضور مجموعة كبيرة من ضباط المخابرات والأمن الوطني، لكن الرئيس أكد لي في آخر مقابلة كما يقول على اللاءات الثلاث المتمثلة في أن لا تفاوض على دماء الشهداء ولا اعتراف بالانقلاب ولا تراجع عن الثورة.
وأوضح مرسي أن قضية شقيقه عبدالله، والتي حكم عليه بالسجن لمدة عام بتهمة تعاطي المخدرات، رغم أن تقرير الطب الشرعي أثبت خلو جسمه من أي مواد مخدرة ملفقة، من أجل تشويه صورة الرئيس أمام مناصريه ومؤيديه، ونحن نعتبر شقيقي معتقلا كأي مصري في سجون الانقلاب.
وقال نجل مرسي إن والدي كان في إمكانه أن يظل في منصبه إلى الآن لو كان فرّارا أو جبانا، لكنه صمم على ضرب الدولة العميقة وتفكيكها والتصدي للثورة المضادة، الأمر الذي عجل بالانقلاب عليه وقتل مناصريه، وفيما يلي نص الحوار ..
# الشهر الماضي بثت إحدى القنوات الفضائية تسريبات لقيادات كبيرة داخل الجيش تكشف تلاعبا في قرار احتجاز الرئيس مرسي، فما جدوى هذه التسريبات قانونيا في قضايا محاكمة الرئيس، وهل هي مفيدة للمحاكمة أم ماذا؟
## الحقيقة أن هذه التسريبات تعد فضيحة بكل المقاييس، أما من ناحية الكلام عن الموقف القانوني، فإن هذه التسريبات بالنسبة لي أنا على الأقل لا تكشف شيئا جديدا، فمنذ اللحظة الأولى من احتجاز والدي ونحن نعلم أننا نتعامل مع انقلاب عسكري كامل الأركان، واجتراء على دولة القانون، هذا الانقلاب عصف بدستور منحه أغلب المصريين أصواتهم، وهنا وجب التنويه عن شيء في السياق القانوني؛ فقد وقع الانقلاب في 27/6 /2013، وعندما انتشرت قوات الجيش في البلاد لم تنتشر بناء على قرار من القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي هو رئيس الجمهورية، وفقا لقانون التحكم والسيطرة الذي صدر في عهد عبدالناصر، والذي خص رئيس الجمهورية بقرار الانتشار في الداخل وفق القانون، وأن يحتكر هذا الأمر دون غيره، وبناء عليه، فلا ينبغي لأحد غير الرئيس أن يقرر انتشار قوات الجيش، وإن حدث هذا فهو بمثابة خيانة عظمى وانقلاب على الشرعية، وهذه التهمة تحديدا منصوص عليها في قانون الإجراءات، وقد تورط فيها بالفعل قادة المجلس العسكري، أما فيما يخص التسريبات، فالرئيس أصلا لا يعترف بمحاكمته وبصحة مشروعيتها بمنأى عن الإجراءات الدستورية الصحيحة، وبالتالي فنحن أمام محاكمة صورية، فهي جزء لا يتجزأ من إجراءات الانقلاب لاستكمال الشكل ولمحاولة استصدار أحكام جنائية ضد الرئيس المنتخب حتى يكون الرئيس خارج حسابات الثورة والثوار، وهذا مفهوم بالنسبة لنا.
إثبات حالة
# ولماذا طلبتم تحقيقا في صحة هذه التسريبات، طالما أنها ليست ذات جدوى بالنسبة لكم؟
## نحن طلبنا تحقيقا من أجل إثبات حالة ليس أكثر، أما الفائدة الأهم فهي على الصعيد الشعبي من أجل أن تتضح الأمور أمام الشعب المصري والقوى السياسية وقوى الثورة، حتى يعلموا يقينا أن الرئيس يحاكم محاكمة صورية مبنية على تزوير وإجراءات مزيفة، والنيابة متورطة فيها بشكل واضح، وأظن أن الشعب قد وعى هذا الأمر وتيقن أن الرئيس يحاكم محاكمة، الخصم والحكم فيها طرف واحد وهم قادة الانقلاب.
# برأيك ما هي الدلالات التي أفادت بها هذه التسريبات؟
## الدلالات هي أولاً الاعتراف بالانقلاب ثانيا الاعتراف بعدم دستورية كل الإجراءات التي تخص المحاكمة ثالثا اعتراف بدور النيابة العامة كطرف منحاز في القضية وتورطها في التدليس، حتى أن الرئيس علق في إحدى القضايا وقال الولاد بتوع النيابة دول رخصوا قدرها أمام الناس.
# وهل هناك مردود دولي على هذه التسريبات؟
## بالطبع هناك مردود كبير وتفهم أكثر لمحاكمة الرئيس، لكن أنا شخصيا لا أعوّل على دور الخارج في أي شأن يخص المصريين، إنما أنا أعوّل فقط بالدرجة الأولى والأخيرة على وعي المصريين وإدراكهم لمرامي الأمور وطبيعتها وعلى وعي الشعب المصري، والذي سبق له وانتخب الرئيس مرسي في انتخابات حرة ونزيهة، وبالتالي أنا لا أعول إلا على الثورة والشعب المصري.
# كنتم كأسرة الرئيس تبحثون عنه منذ اختفائه، فهل التسريبات قد أفادتكم وأظهرت لكم بعض الحقائق الخافية عنكم آنذاك؟
## هي أكدت لنا ما كنا نشك فيه، فمثلا منذ صبيحة الانقلاب حتى ظهور الرئيس في أول محاكمة له، علمنا أن الرئيس بالفعل كان في مكتبه يوم 5 /7 وكانت إجراءات الانقلاب من حيث الشكل قد بدأت، فقام اللواء محمد زكي قائد الحرس الجمهوري وأخذ الرئيس من مكتبه، بعد أن نزع سلاح حرسه الخاص إلى استراحة الحرس الجمهوري، والتي كان الرئيس محتجزا فيها وقت وقوع المذبحة المشهورة باسم الحرس الجمهوري، حتى أن الرئيس قال له "خلي بالك يا محمد اللي بتعملوا ده حتتحاكم عليه "..فرد اللواء محمد زكي "أنا عارف كده وأنا والله قلتلهم اللي بتعملوه ده غلط".
لقاء لدقائق
# صرحت منذ فترة أنك التقيت الرئيس ..نود الاطلاع على ما جرى بينكما في هذه الجلسة؟
## أنا التقيه دائما على هامش المحاكمة وفي مقر المحكمة، وهذا اللقاء يكون لدقائق معدودة وأطمئن على صحته وعلى نفسيته، وهو الحمد لله في صحة جيدة ونفسيته مرتفعة جدا وقوية وثقته في الثورة والثوار منقطعة النظير، وهو مستبشر جدا بقرب انكسار الانقلاب ويعلم أن هذه الثورة قدّر الله لها أن تبدأ لتنتصر، وبالتالي جميع لقاءاتي به تتم داخل المحكمة وهي محدودة جدا على هامش محاكمته؛ نظرا لمنع الزيارة عنه منذ 11 نوفمبر 2013 حتى الآن.
# وهل تلتقي به منفردا أم مع أشخاص آخرين؟
## ألتقي به لبضع دقائق معدودة ويكون بصحبتنا ضباط جيش ومخابرات وأمن وطني؛ حتى يمنعوه من قول أي شيء، لكنه يسألني عن الأخبار ونحن نسأله عن تعليقه على مجريات المحاكمة فقط لا غير.
# وهل يوجد تضييق عليه من قبل السلطات المصرية من أجل تقديم تنازلات ما مثل التخلي عن منصب الرئيس مثلا؟
## بصراحة أمر التضييق أمر مفروغ منه وهو لا يشغلنا ولا يشغل الرئيس؛ لأن الرئيس يعتبر نفسه يواجه انقلابا مثل أي معتقل، وبالتالي هو يعيش مثلهم وليست لديه أي مطالب شخصية.
ونحن نعتبر الرئيس يواجه بصموده الفردي هذا الانقلاب بكل شراسة، أما أمر التنازلات، فهذا الأمر يعلمه الرئيس وليس أنا.
القفص
# إذا لماذا لا يظهر الرئيس مثل باقي المتهمين ويُتعمد وضعه في قفص زجاجي؟
## لأنهم يعلمون أن عورة الانقلاب هي شخص الرئيس ورموز الانقلاب، وأنا كنت قريبا من الرئيس بشكل أو بآخر وأعرف كل هؤلاء الأقزام من قادة الانقلاب، فعندما كانوا يقابلون الرئيس يتضاءلون أمامه؛ لأنهم يعلمون أنه صاحب الفضل الأول والأخير في جعلهم شخصيات اعتبارية عامة، وبالتالي هم يعلمون الآن الفارق المقام بين رئيس منتخب ورئيس جاء بانقلاب وبالتالي الرئيس يمثل لهم محنة شديدة.
# وما هي أهم أولويات الرئيس في هذه المرحلة؟
## الأولويات بالنسبة له لا اعتراف بالانقلاب ولا تنازل عن الثورة ولا تفاوض على دماء الشهداء، وهذه المطالب واضحة وأعتقد أن الرئيس لن يتنازل عنها يوما واحدا ولا عن إحدى هذه اللاءات الثلاث.
ثورة يناير
# وهل تتوقع أن السلطة المصرية ستتخلص من رموز جماعة الإخوان، وفي مقدمتهم بالطبع الرئيس مرسي؟
## نحن منذ اليوم الأول لثورة يناير ومنذ اليوم الأول بعد انتخاب الرئيس مرسي، نعلم جميعا ثمن الانتماء لثورة يناير هو ومن خلفه ونعلم جيدا تمثيل ثورة يناير في مؤسسات الدولة ومواجهتنا لدولة مبارك وانقلاب أبناء مبارك ونعلم العواقب ونتأكد يقينا أننا على الحق ومن كان على الحق لا تشغله هذه الأمور.
# ولكن سابقة إعدام الرؤساء معروفة في التاريخ، فلماذا لا تشغلكم هذه الأمور؟
## لأن الرئيس أعلنها من قبل أن ثمن الحفاظ على الشرعية وعدم رجوع دولة مبارك هو حياته الشخصية، وبالتالي فنحن لسنا مشغولين بهذا الأمر، وأعتقد أن هذا موقف مبدئي للرئيس، ونحن أيضا متمسكون به، وللعلم فإن الرئيس عاش حياته في منهاج واضح هو "الموت في سبيل الله أسمى أمانينا" والموت في سبيل الوطن وشعبه منتهى التعبد لله.
# برأيكم هل من الممكن عودة الرئيس إلى سلطاته وكسر هذا الانقلاب؟
## نحن الآن على يقين من أن هذه الأزمة قاربت على الانفراج، وأن هذا الانقلاب لا محالة إلى زوال، وأن الثورة في طريقها لنصر محتوم.
أرجل مهتزة
# ولماذا أنتم على يقين من كسر هذا الانقلاب؟
## نحن نعلم أن هذا الانقلاب أرجله مهتزة ولا يملك رؤية ولا فكرًا وقد أدرك الشعب ذلك مبكرًا.
# البعض يقولون إن الرئيس مرسي كان في إمكانه بوسائل كثيرة أن يمنع هذا الانقلاب بكشفه لهؤلاء الانقلابيين، فما ردكم على ذلك؟
## دعنا نكون متأكدين من أن هذا الانقلاب جاء ردا على ضربات الرئيس المتكررة للدولة العميقة والثورة المضادة وإقالة قادة المجلس العسكري وقائد الحرس الجمهوري والنائب العام وأكثر من 400 لواء في الداخلية، وهذا دليل واضح على ذلك، وبالتالي هذا الانقلاب العنيف جاء ردا على هذه الخطوات من قبل الرئيس، ولو كان الرئيس مقصِّرا في مواجهة دولة مبارك لما حدث هذا الانقلاب، وأنا أشبه ما حدث باثنين يلعبان الشطرنج، فلما خسر أحدهما قام بقلب اللعبة بعنف تعبيرا عن خسارته، وهذا ما يفعله الانقلاب أمام خسارته من قِبل الرئيس مرسي، على الرغم من أنه كان يعمل منفردا.
ليس فرّارا
# برأيك الشخصي، هل كان في إمكان الرئيس منع هذا الانقلاب أم أنه كان سيحدث حتما؟
## كما قلت لك سابقا إن الانقلاب جاء ردا على ضربات الرئيس الموجعة للدولة العميقة، أما فيما يخص منع الانقلاب، فقد كان في إمكانه منعه بالطبع بأن يكون جبانا وأن يؤثِر سلامة أهله وحزبه وجماعته، وأن يخشى المواجهة، لكن ليس من طبع الرئيس أن يكون فرّارا، ولا أن يواجه الظلم والباطل حتى لو خسر روحه وخسر أسرته وأهله.
# بصفتك نجل الرئيس محمد مرسي، كيف تنظر إليه وهو في قفص الاتهام؟
## أنا كلما نظرت إليه وجدته عالي العزيمة لديه إيمان راسخ وثابت على موقفه، وهذا يكفيني فخرا كنجل له أن يكون هذا والدي .
# في ظل الحراك الثوري الذي يشهده الشارع المصري هناك قوى أخرى تدعو للتخلي عن المطالبة بعودة الرئيس في مقابل انضمامها للحراك الثوري ..ما ردكم علر هذا الأمر؟
## أنا شخصيا أؤمن تماما في العمل السياسي والثوري أن أي طرف له الحق في إبداء رأيه الذي يعتقد أنه الأصح دون التحفظ عليه، لكن ليس من حقه أن يزايد على الآخرين وأن يحجر عليهم، فمثلا على النقيض من ذلك لا يصح للإخوان مثلا أن يشترطوا على هذه القوى الأخرى ألا يناصروهم ويطالبوا بالإفراج عن معتقليهم، إلا إذا تضامنوا مع معتقلي الإخوان والتيار الإسلامي، على الرغم من أن هذه القوى ليس لها تأثير يذكر في الشارع، ومن المؤكد أنك تلحظ أن القوى المستمرة في الشارع، والتي لديها صلابة على مواجهة الانقلاب هي القوى التي تنادي بعودة المسار الديمقراطي إلى ما قبل الانقلاب كاملا، أما الأصوات التي تنادي بعكس ذلك فلا يوجد لديها تأثير في الشارع؛ لأن مطالب الشارع المتمثلة في عودة الشرعية محمية بدماء الشهداء.
نجل الرئيس
# وجهت إلى شقيقك عبدالله تهمة تعاطي المخدرات كيف تنظرون إلى اتهامه...هل هو نوع من الضغط على الرئيس حتى يقدم تنازلات أم ماذا؟
## كما قلت لك من قبل إن عورة الانقلاب الرئيسية هي الرئيس مرسي، وبالتالي هم يبذلون كل جهد لتشويه صورة الرئيس في عيون الناس، فتارة يتهمونه شخصيا بالتجسس وتارة يتهمون أبناءه، أما بالنسبة لموضوع أخي عبدالله، فالأمر لا يتعدى أن يكون حالة اعتقال لنجل الرئيس مثل آلاف الاعتقالات التي تمارس ضد أبناء الشعب، مثل حيازة أسلحة ومتفجرات وقطع طرق تصل العقوبة فيها إلى الإعدام.
# هل لديكم دليل قانوني واضح على براءة شقيقكم من تهمة تعاطي المخدرات؟
## ليس هناك دليل أوضح من تقرير الطب الشرعي الذي أثبت خلو دم شقيقي من أي مواد مخدرة، وهذا التقرير نشر للعيان وفي صحف كثيرة، لكن المحكمة لم تأخذ به كما لم تأخذ بمئات الأدلة التي تثبت براءة الكثير من المعتقلين غير شقيقي.
# إذا أنتم تعتبرونها قضية ملفقة من أجل تشويه صورة الرئيس أمام مناصريه ومؤيديه؟
## نعم هي ملفقة ونحن نعتبرها قضية سياسية في المقام الأول والهدف منها تشويه الرئيس والنَّيْل من سمعته أمام جماهير الناس.
بط الرئيس
# سبق أن قيل على لسان مصطفى بكري أن الرئيس كان ينفق من أموال الرئاسة على أكلات البط الخاصة به..فما تعليقكم على هذا الكلام؟
## الرئيس ومنذ وعيت أنا على الدنيا لم أره يأكل إلا بقدر ما يكفيه وأنا أقول لهذا الصحفي إن الرئيس مرسي لا يأكل من الطعام بقدر ما تشرب أنت من الخمر.
# بالنسبة لكم كأسرة الرئيس هل تمارس عليكم أي ضغوط من قبل السلطة أو تضييقات؟
## نعم تمارس علينا ضغوط وأبرزها اعتقال ثلاثة أفراد من الأسرة، على رأسهم الرئيس ونجله ونجل شقيقه، لكن على مستوى معنوياتنا كأسرة الرئيس لا يفرق معنا هذا الأمر؛ لأننا تعودنا على ذلك ونحن نمارس حياتنا الطبيعية كأي أسرة مصرية نذهب إلى الأسواق ونتواصل مع الناس، وهذه هي تربيتنا التي تربينا عليها منذ الصغر ولم تختلف أثناء فترة حكم الرئيس وما يمارس علينا يمارس على كل الأسر المصرية.
# ما هو تعليقك على غلق السفارات الأجنبية؟
## أعتبر ذلك دليلا على فشل النظام الحاكم الآن بالحديد والنار، وما يحدث الآن وغيره هو نتيجة طبيعية لأي انقلاب عسكري في العالم كله.
براءة متوقعة
# بصفتك نجل الرئيس ما هو تعليقكم على براءة الرئيس المخلوع مبارك؟
## هذه البراءة كانت متوقعة والانقلاب جاء ليعطي قبلة الحياة لنظام مبارك، وأنا لا أنظر إلى هذا الأمر بنظرة الندية؛ لأننا نحن أسرة مثل كل الأسر المصرية التي تأثرت ببراءة مبارك.
# البعض يتحدث عن وجود تعارض بين نظام مبارك ونظام السيسي؟
## لا أعتقد ذلك والنظامان يكملان بعضهما بعضا؛ نظرا لوجود التزامات بينهما، وأنا أعتقد أن نظام السيسي امتداد لنظام مبارك ولولا دعم نظام مبارك لهذا الانقلاب لما استمر إلى الآن، وبراءة مبارك كانت مكافأة له عما قدم وكذلك كانت رسالة للشعب المصري أن ثورة يناير قد ماتت وأن الشعب إذا ما فكر مرة أخرى أن ينتفض فإن محاولته ستبوء بالفشل.
# فيما يخص الوضع في سيناء ما هي رؤيتكم لها؟
## سيناء تمر بمحنة عصيبة كما هو حال مصر ولا أستطيع في ظل غياب المعلومات إلا أن أدعو لها بأن يحفظها الله، فسيناء كانت أحد أهم ملفات ثورة يناير والجميع كان متعاطفا معها.
# أخيرا هل لدى الرئيس رسالة يوجهها للشعب المصري عبر جريدة الشرق؟
## في آخر مقابلة معه كانت لديه رسالة واضحة تتمثل في اللاءات الثلاث وهي "لا تفاوض على دماء الشهداء، ولا اعتراف بالانقلاب، ولا تراجع عن الثورة".

حصاد "بلا حدود": صراع الغاز ومصير الثورات وحرب غزة


حصاد "بلا حدود": صراع الغاز ومصير الثورات وحرب غزة



استعرضت الحلقة حصاد البرنامج خلال العام المنصرم 2014، وأبرز الحلقات والضيوف منذ بداية العام وحتى نهايته.

فبدءا بأزمة غاز المتوسط، مرورا بمشكلة مسلمي أفريقيا الوسطى، والأوضاع السياسية في دول الربيع العربي، والحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، عرضت الحلقة أبرز ما جاء على لسان ضيوف البرنامج خلال حلقات العام المنصرم.
السفير إبراهيم يسري تحدث في حلقة الأربعاء (29/1/2014) عما وصفها بـ"حرب الغاز" القادمة في شرق المتوسط، واتهام إسرائيل وقبرص بسرقة الغاز المصري بالتواطؤ مع الحكومات المصرية المتعاقبة.
وسرد يسري العديد من قضايا الفساد التي ارتكبتها قيادات الأنظمة المصرية السابقة، والتي فرطت فيها في الغاز المصري لصالح إسرائيل، مؤكدا في الوقت ذاته أنه طوال فترة حكم المجلس العسكري لم يتم تنفيذ حكم إيقاف الغاز المصري لإسرائيل.
واستضافت حلقة الأربعاء (5/3/2014) محمد سعيد إسماعيل -أحد قادة المسلمين والمستشار السابق لرئيس جمهورية أفريقيا الوسطى- ليروي قصة المجازر التي يتعرض لها المسلمون في بانغي.
وكشف سعيد عن مصالح فرنسا في أفريقيا الوسطى، موضحا أن اليورانيوم الذي تنتجه البلاد يعتبر المطمع الرئيسي لها، حيث قررت الشركة الفرنسية "أريفا" التي تم التعاقد معها لاستخراج اليورانيوم أن تؤجل الإنتاج حتى عام 2032، وحينما رفض الرئيس السابق فرانسوا بوزيزيه ذلك قامت باريس بدعم السيليكا ضده.
وحول تجربة الحركات الإسلامية في الحكم بعد ثورات الربيع العربي، أفرد البرنامج حلقتين للحوار مع عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضةالتونسية، محاولا الإجابة عن التساؤلات التي تتردد في العالمين العربي والإسلامي بشأن فشل الإسلاميين، ولماذا خرجوا من الحكم بعد فترة وجيزة برصيد كبير من الكراهية؟ وهل كانوا يدركون واقعهم وواقع مجتمعاتهم وإقليمهم والواقع الدولي أم كانوا يمرون بحالة غيبوبة؟ وماذا عليهم أن يفعلوا الآن؟
أما يوسف ندا مفوض العلاقات الدولية السابق في جماعة الإخوان المسلمين، فتحدث في حلقة من البرنامج أيضا عن ضرورة الاستفادة من التاريخ، وتحدث عن الوضع في مصر بعد انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013.
وتوقع ندا أن ينكسر الانقلاب في مصر من داخل الجيش على غرار سيناريو سوار الذهب في السودان، وإن ذلك قد يحدث في غضون فترة قليلة بعد تولي المشير عبد الفتاح السيسي الرئاسة.
واعتبر القيادي الإخواني السابق أن الجيش المصري وجهاز المخابرات بهما الكثير من الشرفاء والأوفياء للوطن، وأنه بمقدور هؤلاء تخليص مصر من الانقلاب العسكري ورموز الفساد الذين "نهبوا البلاد"، وحولوها إلى "زريبة"، حسب وصفه.
ومن مصر إلى السودان، حيث استضافت حلقة الأربعاء (25/6/2014) الصادق المهدي رئيس حزب الأمة، تحدث خلالها عن مستقبل الحوار الوطني في السودان، وعلاقة نجله عبد الرحمن بالحزب وبالنظام الحاكم.
ومن الخرطوم إلى بيروت، حيث استضافت حلقة الأربعاء (9/7/2014) زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط الذي حذر من المخططات والمؤامرات التي تحاك بالعالم العربي لتقسيمه إلى دويلات ضعيفة تضمن أمن إسرائيل، كما تحدث عن حرب إسرائيل على غزة والنفوذ الإيراني في المنطقة، والتطور الذي شهدته المقاومة الفلسطينية رغم القبة الحديدية في إسرائيل.
عودة أخرى إلى مصر في حلقة (1/10/2014) التي استضافت اللورد كين ماكدونالد رئيس فريق المحامين الدوليين الذي يلاحق الانقلابيين في مصر أمام المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الأوروبية والأفريقية، الذي أكد مواصلة الجهود القانونية المبذولة لمعاقبة من ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في مصر.
ماكدونالد أكد أن هناك اقتناعا تاما بأن هناك جرائم خطيرة ارتكبها الانقلاب في مصر، مشددا على أنه "لم يعد مقبولا هروب مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية أو أن يفلتوا من العدالة".
وفي حلقة الأربعاء (17/9/2014) أكد المتحدث الرسمي باسم جماعة "ناطوري كارتا" الحاخام يسرائيل ديفيد وايز أن إسرائيل دولة محرمة وفق تعاليم التوراة، ومن حق الفلسطينيين الدفاع عن أرضهم وتحريرها.
واعتبر وايز إن ما ارتكبته إسرائيل في عدوانها الأخير على غزة "كان كارثة ونكبة"، ووصفه بأنه حلقة من سلسلة الترويع التي تنبع من وجود دولة إسرائيل، التي وصفها بأنها "دولة صهيونية" غير شرعية بحسب التعاليم اليهودية.
رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو حل ضيفا على البرنامج في حلقتين متتاليتين، تحدث خلالهما عن الأزمة في سوريا والنفوذ الإيراني في المنطقة وتأثيره على المصالح التركية، وتناول كذلك موقف بلاده من الانقلاب في مصر.

خطايا.. لا مجرد أخطاء

خطايا.. لا مجرد أخطاء

 د. محمد عمارة



يتساءل البعض: لماذا ثار الشعب المصري هذه الثورة الشعبية العارمة والشاملة والسلمية، المنقطعة النظير - في العمق.. والصدق.. والشمول - .. تلك الثورة التي فجرها الشباب في 25 يناير عام 2011 م -21 صفر 1432هـ؟!..

للإجابة على هذا السؤال.. ولفهم هذه الحقيقة، علينا أن ندرك أن هذه الثورة إنما تفجرت ضد كم هائل من الخطايا التى تراكمت على امتداد ثلاثة عقود، ولم تكن مجرد اعتراض على عدد من الأخطاء.

1- لقد صرحت مصادر صيهونية قبل أسابيع من تفجر هذه الثورة بأن نظام حسني مبارك إنما يمثل كنزا استراتجيا للأمن الإسرائيلي، وهذا التصريح الصيهوني إنما يشير إلى عار لم يسبق له مثيل في نظم الحكم التي تعاقبت على حكم المصريين، في مصر التي هي كنانة الله فى أرضه وحامية الإسلام والعروبة على مر التاريخ.

2- ونظام العار هذا الذى تفجرت هذه الثورة لاقتلاعه هو الذى حرض على الغزو الأمريكي الغربي للعراق سنه 2003م، ذلك الغزو الصليبي الصهيوني الامبريالي الذي حقق مصالح الأعداء عندما دمر العراق وهو القوة الأولى للشرق العربي، وصنع بذلك مأساة من أكبر مآسي العرب والمسلمين في القرن العشرين - تجزئة العراق.. وسيطرة أمريكا والتشيع الصفوي على مقدراته - وتحويل ثلث شعبه - نحو عشرة ملايين - إلى شهداء وأرامل ويتامى ولاجئين.

3- ونظام العار هذا هو الذي أيد الغزو الأمريكي الغربي لأفغانستان عام 2001م، على الرغم من أن الرئيس الأمريكى بوش الصغير قد أعلن أن هذا الغزو إنما يأتى فى سياق حمله صليبية على الإسلام والمسلمين، كما أعلن بعد عامين من ذلك التاريخ إبان حربه على العراق أنها حرب عادلة بالمقاييس التي وضعها القديس "اوغسطين" (354 – 430م) و"توما الاكويني" (1225-1274م) و"مارتن لوثر" (1483- 1546م) وغيرهم!!.

4- ونظام العار هذا هو الذي أيد الغزو الإثيوبي الصليبي للصومال، ذلك الغزو – المدعوم أمريكيا – الذي أسقط حكومة المحاكم الشرعية وأدخل الصومال في دوامة العنف والدمار.

ولقد صرح رأس نظام العار هذا يوميذ فقال: "نحن نتفهم التدخل الإثيوبي في الصومال، هذا التدخل - الغزو - الذى قاده "زيناوي" الذي تعمل دولته الآن على قطع مياه النيل عن مصر والسودان!..

5- ونظام العار هذا هو الذي عاش على امتداد ثلاثة عقود - يقدم نفسه للغرب الصليبي باعتباره المحارب للمد الإسلامي والحامي لأمن إسرائيل..

6- ونظام العار هذا هو الذي تواطأ - أو غض الطرف - عن الحروب العدوانية المدمرة التي شنها الكيان الصهيوني على لبنان عام 2006م، وعلى غزة عام 2008 2009م، التي دمرت وقتلت البشر والشجر والحجر.. تلك بعض الخطايا التي اقترفها نظام العار، التى فجرت ثورة 25 يناير عام 2011م.

ماذا يدّخر العام الجديد للشرق الأوسط؟

ماذا يدّخر العام الجديد للشرق الأوسط؟

 ديفيد هيرست


سوف يطل علينا فجر العام الجديد وقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي، وامتنعت بريطانيا عن التصويت ،ولا تشاركهم في ذلك فرنسا هذه المرة، وهو ما يستحق أن تحمد عليه. لقد باتت هذه الطقوس رمزًا يتناسب مع قبضة الغرب المرتخية في الشرق الأوسط، إنها تكشف عن قوى تبلغ من القوة ما يمكنها من فرض الحظر، لكنها أضعف من أن تتمكن من بناء شيء قابل للاستمرار، قوى تزدري الأقطار العربية ذاتها التي تحتاجها للتحالف ضد الدولة الإسلامية، مفضلة إسرائيل عليها، ودبلوماسية لم يعد لها قيمة أو دور.
إنه شجار بين حلفاء يؤمنون بحل الدولتين، مع العلم أن معظم الفلسطينيين قد تجاوزوا تلك النقطة منذ وقت طويل.

لقد جرى تصليب المشروع المقدم للأمم المتحدة بشأن الدولة الفلسطينية من خلال النص على أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، وعلى إطلاق سراح المعتقلين، وعلى وقف الاستيطان، وعلى وضع سقف للمحادثات لا يتجاوز اثني عشر شهرًا. 
إلا أن ذلك لم يكن صلبًا بما فيه الكفاية من وجهة نظر حماس التي رفضت تقسيم القدس، ورفضت الصياغة التي لا تشتمل على النص على حق العودة.

ولم يكن المشروع مقبولاً لدى وزارة الخارجيةالأمريكية، التي لا 

ترى الأشياء إلا من خلال منظار "الاحتياجات الأمنية 

المشروعة"لإسرائيل، وهي احتياجات متحركة باتت الآن 

تشمل المستوطنات المحيطة بالقدس، والتواجد الدائم في وادي 

الأردن، ورفض كل ما يتعلق بحق العودة جملة وتفصيلاً.

هذه المواقف المتباينة التي يستحيل التوفيق فيما بينها، تنبئك بكل ما تحتاج إلى معرفته بشأن عجائب وغرائب حل الدولتين، الذي أشبه ما يكون بالقطة الشيشرية التي تفلت ولا تخلف وراءها سوى ابتسامتها. ولكن، هل يمكن لشيء بلا جسد أن يقطع رأسه؟ لابد أن باراك أوباما قرأ للروائي لويس كارول.

إذا كان الوضع الراهن المتعلق بالصراع الفلسطيني ليس سوى مأزق ناجم عن سياسات مستنفذة، فلا ينبغي لأحد، ونحن على مشارف العام 2015، أن يكون من الحماقة بحيث يخلط ما بين التعنت والاستقرار؛ فالتيارات التي تتدفق تحت السطح قوية وسريعة، والقدس التي تخلو من الزعامات الفلسطينية والتي لا تملك السلطة الفلسطينية فيها أمرًا ولا نهيًا، يمكن أن تشتعل في أي وقت، والأمر ذاته ينطبق على الضفة الغربية رغم أن للسلطة فيها وجودًا اسميًا، ولك أن تستمع إلى الأصوات التي انبعثت في جنازة إمام جميل دويكات البالغ من العمر 17 عامًا يوم الثلاثاء الماضي.

والأمر ذاته يمكن أن يقال عن المنطقة بأسرها، لقد اعتبر عام 2014 هو العام الذي وصل فيه إلى الحضيض كل من الإخوان المسلمين والقوى الثورية العلمانية الذين أطاحوا معًا بعدد من الطغاة جملة واحدة قبل أربعة أعوام.

إذا كان ذلك هو شكل الهزيمة فأين يكمن الانتصار بالضبط؟ هناك أربع دول يمكن أن يقال عنها بحق إنها دول فاشلة، ألا وهي العراق وسوريا واليمن وليبيا.

لنتفكر للحظة كيف يبدو عام 2015 في عيني من يفترض أنه المنتصر في هذا الصراع، وأعني به عاهل السعودية الملك عبد الله. ما الذي يدخره له العام الجديد يا ترى؟

أياً كان الاتجاه الذي يسدد إليه الملك ناظريه، فإن المملكة العربية السعودية أضعف حالًا مما كانت عليه حينما ورث الحكم فيها، فإلى الشمال منها ترفرف الرايات السوداء للدولة الإسلامية المهتاجة، وإلى الجنوب في اليمن ترفع القاعدة عقيرتها بأنها حامي حمى السنة، بينما تتبجح إيران، دون غلو شديد في المبالغة، بأنها باتت تضع في جيبها أربع عواصم عربية.

كما أن التحالف العسكري ضد الدولة الإسلامية ليس في أفضل أحواله، وها هو الأردن لم يتحمل أسر طيار واحد من طياريه، فانتابته حالة من التردد والاضطراب، وتعرض زعماؤه لضغوط شعبية شديدة تلح عليهم بتأمين تحرير الطيار، بل ووقع ثمانية من أعضاء البرلمان فيه على رسالة تطالب الحكومة بالانسحاب من التحالف.

في داخل المملكة العربية السعودية ذاتها تنطلق الأنوار الحمر بشكل منتظم، سواء داخل العائلة الحاكمة أو خارجها. لقد تردّت الحالة الصحية لولي العهد، وباتت قضية توريث الحكم محل جدل ونزاع بين المتنافسين عليها.

في قرية اسمها العوامية تجمَّعَ ما يقرب من خمسة عشر ألف رجل وامرأة وطفل للمشاركة في جنازة مهيبة لأربعة أشخاص قتلتهم قوات الأمن، وكان المشهد مثيرًا ومنذرًا في الوقت ذاته.
قالت وزارة الداخلية إن "الإرهابيين"الأربعة قتلوا في عملية نجمت عن استهداف رجل شرطة بالاغتيال.
المثير في الأمر أن المشاركين في الجنازة هتفوا بأعلى أصواتهم"فليسقط آل سعود"، ولم يطالبوا بالعدالة، وإنما بالانتقام.

المصدر: هافنغتون بوست / ترجمة عربي 21

تسريب جديد لمدير مكتب السيسي عن باسم يوسف

تسريب جديد لمدير مكتب السيسي عن باسم يوسف

 

الجزء الثالث من تسريب الشرق لمكتب السيسي.. والمؤامرة التي دُبرت ضد باسم يوسف.. 



بثت قناة الشرق تسريبا جديدا يتحدث فيه مدير مكتب السيسي عباس كامل إلى مساعد له اسمه أحمد، وفي التسجيل الذي استمعت إليه "عربي21" يطلب كامل من أحمد أن يتصل له بمسؤول اتحاد الإذاعة والتلفزيون (عصام الأمير)، ثم يجري كامل مكالمة مع شخص اسمه فهد، والذي يبدو مسؤولا في قناة MBC السعودية، يتعلق بباسم يوسف، ويحدثه عن مقابلة أجراها عمرو الليثي لقناة الحياة مع باسم يوسف، "والرئيس عايز يشوفها".

ويرى عباس كامل أن باسم يوسف بدأ "يعمل قلق هنا"، بحسب تعبيره، ويبدو أن الكلام التالي فيه إساءة لباسم يوسف، فيما يشير التسجيل إلى السياق الذي تم من خلال إبعاد باسم يوسف من قناة MBC وتوقيف برنامجه "البرنامج" الذي أذيعت منه حلقة واحدة على المحطة قبل أن يتوقف نهائيا.

في تعليقِ مبدئي لمدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان هيثم أبوخليل، تعجب أبو خليل من أسلوب حديث اللواء عباس كامل مدير مكتب الجنرال عبدالفتاح السيسي، واصفا إياه بأنه لا يليق بلواء في مكتب وزير الدفاع .

وتعجب أبوخليل خلال تدوينة له عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك" قائلا:
"لفت نظري في كل التسريبات السابقة أن اللواء عباس كامل بيتكلم بطريقة طرية ..نمشيها طرية..مش ده المفروض مدير مكتب وزير الدفاع".


لفت نظري في كل التسريبات السابقة ان اللواء عباس كامل بيتكلم بطريقة طرية ..نمشيها طرية..مش ده المفروض مدير مكتب وزير الدفاع ..!!



حوار باسم يوسف مع الليثي المشار إليه في التسريب


من يبكي على عباس؟

من يبكي على عباس؟

وائل قنديل

لا أظن أن محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، كان يتوقع نتيجة مغايرة لما آل إليه مشروع قراره الشخصي، المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، لوضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
لقد أصر عباس على الذهاب إلى مجلس الأمن، على الرغم من معارضة غالبية الفصائل الفلسطينية مشروع القرار، لاعتبارات تتعلق بمضمونه وشكله وتوقيته، وكلها اعتبارات كان الأجدر برئيس سلطة رام الله أن يتوقف عندها ويفكر فيها.
ولعل هذه من المرات القليلة في تاريخ القضية الفلسطينية التي لا يكون فيها "الفيتو" الأميركي وحده الحل لإنقاذ الكيان الصهيوني من عاصفة تصويتية في مجلس الأمن، إذ لم يتحصل مشروع قرار محمود عباس على التسعة الأصوات المطلوبة لمناقشته، حيث رفضته واشنطن ومعها أستراليا، فيما امتنعت خمس دول عن التصويت، ليطلق "الفيتو" ضحكة ساخرة من مشروع القرار وصاحبه.
لقد رفضت الفصائل الفلسطينية مشروع عباس، كونه أتى مائعاً وغائماً فيما يخص حق العودة للاجئين الفلسطينيين، بموجب القرار الأممي 194، فضلاً عن أنه لا يقدم جديداً فلسطينيّاً، كونه يتبنى المفاوضات غاية بذاتها وليست وسيلة، ومن ثم لا يتضمن التقدير المطلوب لحق المقاومة، ويدور في فلك الرؤية الأميركية الإسرائيلية للإرهاب، وهي التي تصنف المقاومة الفلسطينية نشاطاً إرهابيّاً.
ويأتي تمسك محمود عباس بتقديم مشروعه في ذروة انشغال العالم باحتفالات بداية العام الجديد باعثاً على الدهشة والحيرة، فلم يثبت أن الرجل كان متعجلاً، يوماً، في موضوع السقف الزمني للمفاوضات والاحتلال، ناهيك عن أن كل الآراء أجمعت على أن التوقيت سيئ بالنظر إلى تشكيلة مجلس الأمن الراهنة، وأن الأفضل تأجيل هذه الخطوة إلى العام الجديد.
غير أن العنصر الأهم في كل ذلك أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن وجدت نفسها أمام مشروع قرار شخص، وليس قرار محل إجماع من الشعب الفلسطيني، وهو الأمر الذي رفع عن الرافضين حرج الرفض، بل ولن يكون مفاجئاً أن يخرج ممثل لإحدى الدول التي رفضت المشروع، أو امتنعت عن التصويت عليه، ليقول إن هذا الموقف جاء احتراماً لموقف الشعب الفلسطيني الرافض للمشروع!
لقد ذهب عباس بعيداً بمشروع قراره في لحظةٍ بات فيها تطبيع العلاقات بين رام الله وغزة أبعد من التطبيع بين تل أبيب وعواصم عربية عدة..
وقرر خوض مغامرته الشخصية، وهو يعلم ويدرك أن الوضع العربي لم يكن بهذا السوء والمهانة، في يوم من الأيام، فالتنسيق على أشده بين أنظمة عربية والكيان الصهيوني، بل يتجاوز مجرد التنسيق إلى طلب التحالف ضد عرب المقاومة..
أضف إلى ذلك أن الضمير العالمي لم يعد يستشعر الحرج، كما كان في أزمنة غابرة. وبالتالي، كان أبو مازن أكثر شخص في العالم يعلم أن مشروع قراره مرفوض أمميّاً، فلماذا كانت هذه القفزة في الفضاء الخارجي؟
أغلب الظن أن رئيس السلطة اعتقد أنه بإمكانه التغلب على "أشباح الداخل" ممن بدأوا ينازعونه سلطانه، بالقفز إلى الخارج، ليلتقط لنفسه صورة "سيلفي"، وهو ينازل أميركا وإسرائيل معاً، دفاعاً عن فلسطين والقدس والأقصى.
لكن، أنّى للفلسطينيين أن يصدقوا ذلك، وهم يرون رجلاً يعتبر التفاوض إلى ما لا نهاية أحب إليه من الدنيا وما فيها؟
وتأمل جوانب الصورة، الآن، ستجد الفيتو الأميركي يضحك، ونتنياهو يسخر، والشارع الفلسطيني ليس مستعداً لأن يذرف الدمع على "رئيس للسلطة فقط".
إن النتيجة النهائية لهذه المغامرة أنها اختطفت قضية التحرر الفلسطيني خطوة إلى الخلف، وليس مؤكداً إذا ما كانت قد أخذت قضية استمرار عباس في رئاسة السلطة خطوة إلى الأمام

القدس عروس عروبتكم

القدس عروس عروبتكم
الشاعر مظفر النواب


من باع فلسطين وأثرى بالله
سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام
ومائدة الدول الكبرى ؟
فإذا أجن الليل
تطق الأكواب بان القدس عروس عروبتنا
أهلا أهلا أهلا
من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة ؟
أقسمت بأعناق أباريق الخمر وما في الكأس من السم
وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري ببيروت
تكرش حتى عاد بلا رقبة
أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة
لن يبقى عربي واحد إن بقيت حالتنا هذي الحالة
بين حكومات الكسبة
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟؟
ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض
فما أشرفكم
أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة ؟
أولاد القحبة
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم
لا تهتز لكم قصبة
الآن أعريكم
في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلتم فرحي
في كل زقاق أجد الأزلام أمامي
أصبحت أحاذر حتى الهاتف
حتى الحيطان وحتى الأطفال
أقيء لهذا الأسلوب الفج
وفي بلد عربي كان مجرد مكتوب من أمي
يتأخر في أروقة الدولة شهرين قمريين
تعالوا نتحاكم قدام الصحراء العربية كي تحكم فينا
أعترف الآن أمام الصحراء بأني مبتذل وبذيء كهزيمتكم. يا شرفاء المهزومين
ويا حكام المهزومين
ويا جمهورا مهزوما
ما أوسخنا .. ما أوسخنا.. ما أوسخنا ونكابر
ما أوسخنا
لا أستثني أحدا. هل تعترفون
أنا قلت بذيء
رغم بنفسجة الحزن
وإيماض صلاة الماء على سكري
وجنوني للضحك بأخلاق الشارع و الثكنات
ولحس الفخذ الملصق في باب الملهى
يا جمهورا في الليل يداوم في قبو مؤسسة الحزن
سنصبح نحن يهود التاريخ
ونعوي في الصحراء بلا مأوى
هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية ؟
هذا وطن أم مبغى ؟
هل أرض هذه الكرة الأرضية أم وكر ذئاب ؟
ماذا يدعى القصف الأممي على هانوي ؟
ماذا تدعى سمة العصر و تعريص الطرق السلمية ؟
ماذا يدعى استمناء الوضع العربي أمام مشاريع السلم
وشرب الأنخاب مع السافل (فورد) ؟
ماذا يدعى تتقنع بالدين وجوه التجار الأمويين ؟
ماذا يدعى الدولاب الدموي ببغداد ؟
ماذا تدعى الجلسات الصوفية قي الأمم المتحدة ؟
ماذا يدعى إرسال الجيش الإيراني إلى (قابوس) ؟
وقابوس هذا سلطان وطني جدا
لاتربطه رابطة ببريطانيا العظمى
وخلافا لأبيه ولد المذكور من المهد ديمقراطيا
ولذلك فتسامح في لبس النعل ووضع النظارات
فكان أن اعترفت بمآثره الجامعة العربية يحفظها الله
وأحدى صحف الإمبريالية
قد نشرت عرض سفير عربي
يتصرف كالمومس في أحضان الجنرالات
وقدام حفاة (صلالة)
ولمن لا يعرف الشركات النفطية
في الثكنات هناك يراجع قدراته العقلية
ماذا يدعى هذا ؟؟
ماذا يدعي أخذ الجزية في القرن العشرين ؟
ماذا تدعى تبرئة الملك المرتكب السفلس ؟
في التاريخ العربي
و لا يشرب إلا بجماجم أطفال البقعة
أصرخ فيكم
أصرخ أين شهامتكم..؟
إن كنتم عربا.. بشرا.. حيوانات
فالذئبة.. حتى الذئبة تحرس نطفتها
و الكلبة تحرس نطفتها
و النملة تعتز بثقب الأرض
وأما انتم فالقدس عروس عروبتكم
أهلا..
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل السيلانات إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب
لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض
فأي قرون أنتم
أولاد قراد الخيل كفاكم صخبا
خلوها دامية في الشمس بلا قابلة
ستشد ضفائرها وتقيء الحمل عليكم
ستقيء الحمل على عزتكم
ستقيء الحمل على أصوات إذاعتكم
ستقيء الحمل عليكم بيتا بيتا
وستغرز أصبعها في أعينكم
أنتم مغتصبي
حملتم أسلحة تطلق للخلف
وثرثرتم ورقصتم كالدببة
كوني عاقرة أي أرض فلسطين
كوني عاقرة أي أم الشهداء من الآن
فهذا الحمل من الأعداء
ذميم ومخيف
لن تتلقح تلك الأرض بغير اللغة العربية
يا أمراء الغزو فموتوا
سيكون خرابا.. سيكون خرابا
سيكون خرابا
هذي الأمة لابد لها أن تأخذ درسا في التخريب !!