الجمعة، 26 نوفمبر 2010

علامة القضاء الإسلامي أن ينقذ المعارضة السياسية السلمية من براثن السلاطين حتى لو كانت غالية

علامة القضاء الإسلامي أن ينقذ المعارضة السياسية السلمية من براثن السلاطين حتى لو كانت غالية

بقلم د . عبدالله الحامد
كيف يسكت قضاء مستقل عن سجن دعاة القسط والمصلحين والمحتسبين، الملتزمين بالجهاد السلمي؟، بل كيف يصدر هو عقوبات على أمثال هؤلاء بالسجن شهورا بل بضع سنوات، والقضاء يبصم ويختم، على عقوبات فظيعة بصكوك تقنعت عباءة الشريعة، تبدأ بالحمد لله وحده، وتنتهي بالصلاة على من لانبي بعده، وعلى طرفى الصك شعار الحكم بما أنزل الله !!، وفي وسطه يجلد الفقيه والداعية والمثقف فلان أو يسجن لأنه تجاوز قدره أمام ولي أمره.

أ/ لا يسجن صاحب رأي حتى لو نادي بإسقاط حكومة شورية عادلة:

من الظلم الفادح أن يسجن الإنسان المستقيم العدل على التهمة، أي من دون حكم قضائي عليه، وأعظم المنكرات والمظالم إن يسجن دعاة العدل والشورى،الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، المطالبين بقوامة الأمة على الحاكم، لأن قوامتها من خلال نوابها هو معنى البيعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فكيف يسجن دعاة الجهاد السلمي والمجتمع المدني.

هؤلاء الذين يجب إكرامهم واحترامهم، ولا سيما العلماء والمثقفون هؤلاء هم عيون زرقاء اليمامة، مثل هؤلاء يجب إكرامهم كما ورد في الحديث الشريف عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القران غير الغالي فيه، والحفي فيه " ( رواه أبو داوود ).

كيف يسكت قضاء مستقل عن سجن دعاة القسط والمصلحين والمحتسبين، الملتزمين بالجهاد السلمي؟، بل كيف يصدر هو عقوبات على أمثال هؤلاء بالسجن شهورا بل بضع سنوات، والقضاء يبصم ويختم، على عقوبات فظيعة بصكوك تقنعت عباءة الشريعة، تبدأ بالحمد لله وحده، وتنتهي بالصلاة على من لانبي بعده، وعلى طرفى الصك شعار الحكم بما أنزل الله !!، وفي وسطه يجلد الفقيه والداعية والمثقف فلان أو يسجن لأنه تجاوز قدره أمام ولي أمره.

إن العلماء ودعاة العدل والشورى هم ورثة الأنبياء، لأن الأنبياء لم يأتوا داعين لتوحيد لا عدل فيه، ولا لإقامة دول لا معنى للمواطنة فيها، بل جاءوا ليقولوا: القيم الروحية التي رأسها الصلاة، والقيم المدنية التي رأسها العدالة صنوان، في غصن التوحيد.

من أجل ذلك تضع الملائكة أجنحتها تقديراً لأهل العلم كما في حديث أبي الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سلك طريقاً ، يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقه إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما صنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء. وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب ، وان العلماء ورثة الأنبياء ، وان الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، إنما ورثوا العلم فمن أخذه اخذ بحظ وافر " ( رواه أبو داود والترمذي).

هذا العلم الذي تضع الملائكة أجنحتها لطلابه، ليس الأحاديث الموضوعة الضعيفة، بل ولا الأحاديث الصحيحة الشاذة والمتشابهة، التي يقرأها جهلة المساجد، لترسيخ طاعة الظلمة والطغاة والصلاة خلفهم والجهاد أمامهم، مثل الحاكم ظل الله في الأرض، فأعطوه حقه، ولو ضرب ظهوركم وسلب أموالكم، وسلوا الله حقوقكم!.

هؤلاء العلماء الذين تضع الملائكة أجنحتها إنما هم الذين لا يفرقون بين صنوي العقيدة الروحي والمدني، ودعاة القسط والشورى، هم الذين تضع لهم الملائكة أجنحتها ، وتضع دولة الجبر والجور العربية أغلالها فى أرجلهم وأيديهم ، في زمن الهيمنة الأمريكية والصهيونية والفرنجية ورحم الله ابن غنيم :

استرشد الغرب بالماضي فاسعده ونحن كان لنا ماض نسيناه

كيف يسجن ويقمع هؤلاء، والإسلام يقر إنشاء أحزاب سياسية، حتى لو كانت غالية، مادامت لاتدعو إلى العنف، والدليل الصريح على ذلك تعامل علي مع الخوارج، فقد سكت عنهم وهم يكفرونه-وهو يخطب على المنبر- ولم يحرمهم حقوقهم.
ب / مفهوم الجريمة السياسية:

ومن طغيان قضاة الجور؛ أن تجدهم يحاكمون أهل العنف الخارجين على الدولة؛ خلاف مانصت عليه قواعد العدالة الإنسانية، فضلا عن هدي الشريعة، في تنوع أحكام الخروج على الدولة، حسب عدلها وظلمها، فلا يفرق قضاة المستبد الظالم بين طالب عدل خارج على أمثال الحجاج والمستعصم، ومجرم سياسي خارج على أمثال علي وعمر بن عبد العزيز، ولا يدركون أن نموذجي الحجاج والمستعصم إنما هما من الخوارج على قانون العدالة، فكيف يعتبر الخارج عليهما خارجيا؟،فضلا عن إخلال هؤلاء القضاة بمعايير الاعتراف الشرعي،عندما يأخذون الاعترافات والتعهدات.

ومن طغيان القضاة أنهم يحاكمون أهل العنف والتطرف؛ دون أن يتذكروا فضلا عن أن يذكروا ولي أمرهم؛ بحكمة سياسية عظيمة، لم يذكر بها سلفي عباسي غافل عن سنن السياسة النبوية،كعبد الله بن سهل التستري والفضيل بن عياض،(انظر طعن الكاتب وزميليه الفالح والدميني أمام محكمة الرياض العامة،عندما حكمت عليهم بالسجن ما بين ست سنين وسبع وتسع)، بل ذكر بها رئيس أمريكي شامخ، قال جون كندي: "كل دولة تجعل التغيير السلمي مستحيلا، تجعل التغيير الثوري حتميا".

لو عرفوا سنن الله في الأكوان، لقالوا لولي أمرهم المتفرعن:
 أنت أكبر المتطرفين ورأس أهل العنف، مادمت تقمع العمل السلمي ودعاته ، فإذا رفضنا العنف فلتكن القاعدة متسقة: رفض العنف في الوصول إلى الحكم والتمسك به معا.

مالهم لا يقولون له: كيف نحاكم العنف الأهلي، وأنت تسرق أموال الأمة وتبرم المعاهدات الخارجية من وراء ظهرها، وتستبد بالسلطة والثروة، وإذا قال لك أحد اتق الله سجنته وعذبته عذابا نكرا.

ومن طغيان السلاطين أن تجد أن القضايا التي تحال إلى القضاء الشرعي، إنما تحال وفق هوى الحاكم، فإن شاء أحالها إلى القضاء ، وإن شاء أحالها إلى الشرطة ورجال الأمن، وإن شاء حفظها وكتمها.
ومن طغيان السلاطين أن تجد بعض الحكام يضغطون على المحاكم لنقض حكم أو رده، أو إلجاء خصم إلى الصلح، وهذا تعد صارخ على حقوق الإنسان، التي أنزلها الديان،

ومن طغيان علماء الدين الاسدين والسلاطين؛ تجويز التعذيب وتصديق اعترافات الإكراه، والذين يمسون المتهمين بشيء من العذاب والأذى ، قد تجاوزوا نصوص الدين الصريحة، وأوقعهم الهوى في التأويل الفاسد ، والتماس الطرق الضيقة، والاحتجاج بحديث موضوع أوضعيف، أو شاذ أومتشابه.
وما أبعد هذا القضاء عن شرع الله ، ورجاله يدلسون، فهم يعرفون أن المتهمين يضربون ليلاً ، ويقادون صباحاً إلى القضاء ، لكي يعترفوا بما فعلوا وبما لم يفعلوا. وللتدليل على بطلان نظرية التعذيب التي اتكأ عليه قضاة الجور؛انظر للكاتب حقوق المتهم بين نور الإسلام وغبش فقهاء الطغيان(بيروت /دار بيسان/1431هـ)

ج / لا يجوز إصدار أي عقوبة فضلا عن الإعدام خارج قاعة القضاء:

والإسلام –كأي نظام عادل-لا يجيز إصدار عقوبات، دون حكم قضائي، سواء كانت هذه العقوبات مصادرة أموال، أم سجنا،فضلا عن أن تكون قصاصا وقتلا،ومن العجب إن تجد هيئة مفتين تصدر فتاوى-عوضا عن أقضية- تستباح بها دماء متهمين سياسيين مودعين في السجون، وهي لم تسمع أقولهم ، ولا دفاعهم ،دون حضور محامين عنهم، معتمدة على التهمة التي وجهها إليه وزير الداخلية شفوياً أو كتابياً.

ياويل العدالة بين يدي هيئات الضلالة؟، كيف تحكم على الأناسي المعصومي الكرامة والدم بالقتل؛ بناء على ما رواه عنهم أو نسبه إليهم حاكم مستبد ظالم–وهو خصيمهم- ، كما يقع في المحاكمات العسكرية، وكما وقع في إحدى الدول الخليجية سنة 1400 (1979) إذ اكتفى الحاكم بسؤال هيئة من المفتين، ما حكم من فعلوا كذا وكذا فأجابته: يجوز للإمام قتلهم،-وتجاهلت أن الحاكم خدعها ففر من القضاء إلى الاستفتاء، ليسلم من إجراءات القضاء، خائفا كما قيل من حجج الخارجين عليه، فقتل بناء على هذه الفتوى مئات من الرجال، وما أهون دماء المسلمين، فى دولة الجبر والجور العربية.

وما أضعف الإسلام حين يؤذى المسلمون بأحكام جائرة، ترتدي قميص الدين، ولمزيد من نماذج معوقات القضاء العادل، انظر للكاتب (استقلال القضاء السعودي وعوائقه وسبل تعزيزه. للمؤلف الذي أصدرته الجمعية العربية لحقوق الإنسان ،باريس 1426هـ / 2001م).

د / لا شرعية لقضاء في حكومة لا تذعن لقوامة الشعب:

ومن خلال فقه معايير القضاء يتبين أن كثيراً من المحاكم السياسية، في دولة الجبر العربية كالمحاكم العسكرية ومحاكم المباحث والمخابرات التي تسمى (الأمنية)، باطلة غير شرعية، وإنما يقصد بها أمن الحاكم الفرعوني وحده،وأسرته أو طائفته أو حزبه، ولا يقوم أمنه وأمنها إلا بتخويف الشعب و ترويعه وقمعه.

ومنها المحاكم التجارية التي لا تتوفر في قضاتها ولا نظامها الشروط الشرعية والموضوعية والدستورية للقضاء، ولو بصم القضاء الذي لبس عباءة الشريعة، وختم على هذه الصكوك، ولو بدأها بالحمد لله وحده، وختمها بالصلاة على من لا نبي بعده، ولو وضع على طغرى الصك شعار الحكم بما أنزل الله !!.
ولا يمكن توافر عدالة قضائية في أي دولة لم يلحق جهاز المباحث السياسة بقضاء مستقل.

ولا يمكن توافر عدالة قضائية في أي دولة لم يلحق الادعاء العام بقضاء مستقل؛ وهذا وذاك من القوادح الجلية في مشروعيتها.

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

السبت، 13 نوفمبر 2010

لماذا يفخر رئيس الموساد بخطته في اختراق وتدمير مصر؟



لماذا يفخر رئيس الموساد بخطته في اختراق وتدمير مصر؟
بقلم : السفير د. عبد الله الأشعل 
لا يجوز أن تمر تصريحات وإنجازات رئيس الموساد السابق دون عناية فائقة بمضمونها وتوقيتها والغرض منها. فإن كانت صحيحة فماذا يقصد بها وكيف نتعامل مع وقائعها، وإن كانت غير صحيحة فلماذا أدلى بها، وما المعيار الفاصل لاختبار صحتها أو كذبها.
يميل القارئ عادة إلى تصديق كل ضرر تلحقه إسرائيل بمصر، أو كل أذى يلحق بالعالم العربي، بحكم فكرته عن إسرائيل ووظيفتها في هذه المنطقة التي شغلتها لأكثر من ستة عقود.
ولذلك أكدت هذه التصريحات ما كان يعتبره القارئ سوء ظن وحدساً، حيث أشارت إلى دور إسرائيل في الفتنة الطائفية، وإلى أنشطة الموساد الواسعة في مصر بقصد تدميرها حتى لا تقوى على النهوض بعد انتهاء نظام مبارك.
الانطباع العام قبل نشر هذه التصريحات أن معدل الدمار وطرقه في قطاعات الدولة يشي بأنه منظم ومخطط ويتجاوز شبهة العجز عن الإنجاز، مما يؤدي إلى استدعاء عدد من الأحداث التي تظهر مصر بمظهر المتساهل والمضحي، في حين تظهر إسرائيل في سلوك الباطش المتعمد الإضرار، خاصة أن إسرائيل تعتبر معاهدة السلام الجائزة الكبرى الأهم منذ واقعة قيام إسرائيل عام 1948؛ لأنها أخرجت مصر من مواجهة المشروع الصهيوني، بل دفعتها أحياناً من مجرد وسيط إلى طرف خارجي لا علاقة له بالمنطقة وأحياناً المتعاطف مع إسرائيل.
فمنذ سنوات أكدت في مقالات عديدة دور الموساد في الفتنة الطائفية وتدمير مصر. والآن لابد أن نتوقف أمام هذه التصريحات؛ ذلك أن مجمل تصريحات وملاحظات الإسرائيليين وصحفهم تقول إن مصر عدو، وإن معاهدة السلام كانت فرصة تاريخية فتحت مصر كلها لمخطط إسرائيلي يهدف، وبكلمات رئيس الموساد السابق المنشورة في الصحف المصرية يوم 2/11/ 2010 إلى القضاء على مصر فلا تقوم لها قائمة بعد نظام مبارك، ولذلك عبثوا في كل شيء، واخترقوا كل الأجهزة الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا أخطر اعتراف بعد تصريحات سفراء إسرائيل السابقين بمصر جميعاً منذ إنشاء العلاقات وظهور العلم الإسرائيلي في سماء القاهرة. 
اعترف رئيس الموساد أيضاً بأن سياستهم في إفريقيا والمياه والسودان وتفتيته تهدف إلى القضاء على البيئة الحاضنة للمصالح المصرية، أي إن خطة إسرائيل هي تجريد مصر من البيئة المحيطة، وتدمير مصر من الداخل.
وعندما رشحت مصر فاروق حسني أقسمت إسرائيل أنها سوف تتصدى له، وبالفعل أسقطته رغم تفوقه الظاهر في التصويتات المتعاقبة.
كذلك أذاعت القنوات التليفزيونية في إسرائيل فيلماً اسمه "روح شاكيد" حول اغتيال الأسرى المصريين.
وعندما تمردت ليفني واشتطت في هجومها مع ليبرمان على الرئيس مبارك كان رد الفعل من الجانبين المصري والإسرائيلي لافتاً.
  منمصر قال مبارك في التليفزيون الإسرائيلي إن“ليفني تجاوزت جميع الخطوط الحمراء” معي ومع ذلك فالرئيس حريص على العلاقات بين البلدين

أما من الجانب الإسرائيلي فقد أكد أولمرت ثم بن أليعازر وعوفاديا يوسف أن الرئيس مبارك كنـز استراتيجي لإسرائيل، ولا ندري ماذا كانت إسرائيل ستفعل لو لم يكن الرئيس هناك ودعا له بطول العمر.
على الجانب الآخر، عملت إسرائيل على تحجيم أي دور لمصر في أي قضية إقليمية وأهمها القضية الفلسطينية، وحتى شاليط والمصالحة أعاقت إسرائيل أي تقدم لمصر في هذين الملفين، بل إن الوقيعة التي أرادتها إسرائيل قائمة بين مصر وحماس، وبين مصر وحزب الله.
ومعلوم موقف مصر خلال محرقة غزة، ودورها في الجدار الفولاذي، وموقف إسرائيل من الحدود وهجماتها نيابة عن مصر على الأنفاق واصطياد الطفلة المصرية في رفح من جانب الحراس اليهود، وسلسلة طويلة من العدوان على مصر وأبنائها وقواتها ولا تحرك مصر ساكناً، بل ردتها إسرائيل رداً مهيناً على تفصيل أوردته الصحف المصرية في كل المناسبات والحوادث، حتى اتهمت مصر بهذه المواقف بالتعاون مع إسرائيل، أو على الأقل بإغماض العين عن مخطط إسرائيل ضد الفلسطينيين، والانتظام بجدية في فريق الاعتدال الفائق ضد المصالح المصرية.
كيف يفسر المصريون أن علاقة مصر بإسرائيل لها جانبان: من جهة مصر التساهل مع إسرائيل ومساعدتها، وهي من جهة إسرائيل تجاهر وتفخر بإضرارها بمصر حتى لا تقوم لها قائمة؟ كما تعتز بما تقدمه مصر لإسرائيل على هذا النحو،دون أن تجرؤ مصر على مجرد التعليق، بل إن فضيحة الغاز وتصدي الحكومة للحمل لاستداد الحقوق المصرية يحتاج إلى محاكمات طويلة.
كيف يفسر المصريون أن مؤامرة إسرائيل التي نفذها وزير خارجيتها في منابع النيل لا تهم الخارجية المصرية وفق بيان متحدثها الرسمي، كما أن الوجود الإسرائيلي في إفريقيا الذي اعترف مدير المخابرات الإسرائيلي السابق أنه منذ الخمسينيات يهدف إلى حصار مصر، لا يؤثر في نظر مساعدة وزير الخارجية المصري على الأمن القومي المصري.
وكيف يفهم المصريون الدفاع المستميت للمسؤولين وكتبة الحكومة عن جدار مبارك الفولاذي الذي لا يزال العمل به جارياً، وعدم اكتراث مصر بما أذاعته إسرائيل عن مخططها لبناء جدار على الحدود المصرية الإسرائيلية .

نحن الآن إزاء زواج غريب: طرف مصري يكن الحب والإعزاز والتضحية بمصالحه للطرف الإسرائيلي، في حين أن الطرف الإسرائيلي حريص على العلاقة لهدف واحد وهو القضاء على مصر.
وإذا كانت هذه الصورة هي ما سمح به المنشور فما صورة العلاقة وفق المسكوت عنه في هذه العلاقة.

من الواضح أن إسرائيل لايهمها تطبيع الشعب المصري معها لأنها شعرت بالفعل أنها استبدلت برضي هذا الشعب رضي حكومته.
لم يفزع سفراء إسرائيل في مصر من مقاطعة الشعب لهم ولعزلتهم في مصر مادامت سهامهم وسمومهم مستمرة ضد هذا الشعب الذي أحس بفطرته من هو العدو وأصدقاؤه ومن هو الصديق وحلفاؤه.
نفهم لماذا تصر إسرائيل على تدمير مصر حتى لا يقوى نظام بعد مبارك على إنقاذها، ولكننا لا نفهملماذا يجاهرون بذلك ويعتبرونه علناً من إنجازات موسادهم الذي يعتبر مصر الساحة الأساسية لعمله باطمئنان.
إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تضع علامة استفهام كبيرة لابد من الإجابة عنها.
كيف تحالف مصر عدواً يفخر بعداوتها؛ وكيف تفهم الحكومة الأمن القومي لمصر بعد كل هذه الاعترافات؟
إننا نطالب بفتح ملف العلاقات المصرية الإسرائيلية بالشفافية التي فتحوه بها بشكل فيه نبرة التحدي.
سوف يكشف يوماً نراه قريباً أن دخول اليهود إلى مصر دخول المظفر عام 1979 يشبه دخول القائد البريطاني في فلسطين فاتجه إلى قبر صلاح الدين وقال: “ها قد عدنا يا صلاح الدين”، ولابد أنهم زاروا قبر عبد الناصر وقالوا ها قد عدنا يا ناصر مصر والعرب!.
ما سبق هو ما نشرته الصحف المصرية نقلاً عن الإسرائيلية، ولكننا نشك في أكاذيبهم ونتحدى أن يذكروا اسماً واحداً ممن وقعوا في حبائلهم. أم عدم الرد أو التعليق من الجانب المصري ولو بالتكذيب فإنه يبقي التساؤل مطروحاً فمن يتطوع بالتعليق؟.