الأحد، 9 أغسطس 2015

الى المسلم الخايب


الى المسلم الخايب
د.عادل شلبي
طبيب قلب وكاتب ومفكر اسلامي

واهم ذلك الذي يعتقد اننا من ننصر دين الله او نعطل ذلك فالله هو الذي يقرر متى واين وعلى يد من ينصر دينه او يعطل ذلك لاجل مسمى عنده وكل شيء عنده بمقدار فلا يحدث على ارض الله غير مراد الله
ولقد لاحظت منذ بدئ الثورة في مصر ان الامور تسير في اتجاه معين تسير نحو التميز والوضوح برغم ان معظم المحللين كانو يهللون ويطبلون لتنامي ظاهرة الانصهار والذوبان والتمييع فالمسلم يردد الترانيم مع المسيحي، والمسيحي يصب ماء الوضوء على ايادي المسلمين واعتبروا ان فكرة توحيد الاديان وتمييعها - التي استمات في سبيل تحقيقها النظام السابق واتباعه وبنى لها مجمعا للاديان وحشد الحشود من اجلها وانفق الملايين من اجل تنفيذها - اعتبروا ان محاولاتهم قد اتت أكلها - لكن التميز والوضوح كانت تزداد علاماته ودلالاته يوما بعد يوم فقد ابرز المستترون من الطرفين هويتهم وتمسكوا بها لعلهم يجدون موقعا ثابتا واضحا تحت الشمس
والمشكلة ليست في المسيحين ولا المسلمين الملتزمين فكلا الفريقين يعرف مكانه وهدفه جيدا لكن المشكلة ظهرت وتبلورت عند المسلمين الضالين او المضَللين او المغيَبين
فهذا النوع من المسلمين قد ابهر النور عيونهم وسطعت الشمس لتكشف لهم ما كانوا يتيهون فيه من ضلال فاضطربت عقولهم وافكارهم واخذوا يتخبطون يمنة ويسرة منهم من ارتمى في احضان المسيحين ومنهم من ناصر تيار الاسلام السياسي ومنهم من هاجمه بفهم وبغير فهم وبدأت حالة التميز تزداد وتفرض نفسها فلم يعد من المقبول او المتخيل ان يكون على ارض مصر من يعيش غير واضح المعالم الدينية وغير محدد الهوية الايمانية
فخرج الرئيس بهوية واضحة واختار حكومته بنفس الصبغة سواء كانت الصبغة خفيفة او كثيفة ، واضحة او باهته الا انها صبغة محدده واصبح الناس مشاركين او على الاقل مشجعين لهذا المعسكر او ذاك مع احتفاظ البعض بصفة النفاق الاجتماعي او السياسي او الديني وهذه ظاهرة لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات حتى مجتمع النبوة ذاته
وبالرغم من ان معظم المحللين يرونها فترة عصيبة في حياة مصر وشعبها الا انني اراها فترة مخاض لازم، ومعلوم ان المخاض تزداد شدته وقسوته عند الولادة الاولى او عند الولاده التي تاتي بعد توقف الانجاب لفترة طويلة والحال في مصر قد يحمل على احد المحملين لكن لا ثالث لهما
وهذا يزيد توقعاتي ان الله تعالى ربما يود ان ينصر دينه ويعلي شانه وينصر رسله والذين امنوا الان وفي هذه المرحلة
وها نحن نرى حولنا من المشاهد ما يؤكد فكرة الوضوح والتميز حيث تتجمع القوى الغير اسلامية معا في خندق واحد ضد القوى الاسلامية ويتميز المسيحيين ويجأرون بهويتهم بوضع الصليب في اماكن ظاهرة اما على صدور النساء او على معصم الرجل او يعلق في سياراتهم وفي اماكن واضحة بالاضافة الى الصور التي تشير الى السيد المسيح والسيدة والدته .
ومع ذلك فهناك فريق ممن يحملون الهوية الاسلامية ويدينون بالدين الاسلامي وراثة ابا عن جد رغما عنهم، اراهم الان في حيرة شديدة من امرهم يريدون الرقص على الحبلين بل على كل الحبال فهم يغازلون المسيحيين ويخططون ويدبرون مع العلمانيين والليبراليين ويبتسمون في وجه الاسلاميين وارى واعتقد بل واتأكد ان هؤلاء هم اكثر الفرق تعبا والما وتشتتا بل وانهيارا نفسيا
ونصيحتي اليهم ان اختاروا صبغة واحده ولون واحد أيا كان، ففي هذه الاونه بل وفي الايام القادمة لم يعد مقبولا ان يعيش البعض في المنطقة الرمادية، لكنهم إما الى الابيض او الى الاسود لابد ان ينتمون لان القدر لن يمهلهم طويلا وهذا مستمد من المشاهد حولنا والمعطيات الظاهرة لنا
نشر في on 11 سبتمبر, 2012

د.عادل شلبي
هو استشاري لأمراض القلب والأوعية الدموية بجامعة الزقازيق بجمهورية مصر العربية

وقد عمل بقسم القلب والعناية المركزة بمستشفي الملك فهد بالمدينة المنورة

ثم عمل بالحرس الوطني الكويتي طبيباً لأمراض القلب

ولقد درس الدكتور عادل شلبي بجامعة الأزهر بكلية الطب خمس سنوات انتقل بعدها الى جامعة الزقازيق ليتخرج منها عام 1978 ثم يحصل على ماجستير القلب والأوعية الدموية سنة 1988

وكانت مسيرة حياته بين الأزهر والمدينة المنورة باعثاً له على التفكر في الدين بجوار العلم لا يفصل بينهما

مما جعله ذلك مفكراً وكاتباً وداعية إسلامياً يهتم بهموم الأمة وهموم الإسلام والمسلمين


له مؤلفات موجودة على الموقع في مكانها وله مقالات ولقاءات في الفضائيات محاوراً ومدافعاً عن الإسلام وأسراره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق