السبت، 18 يوليو 2020

شهادة للتاريخ


شهادة للتاريخ



د. أشرف عبدالغفار

لم أشأ أن أنشر هذا الكلام

و لكن إصرار البعض على ترك قيادة تهدم جماعتنا وأتباع لا يرون الخطأ من الصواب

إلا إخواننا الكبار

وبعدما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه

أكتبها لتوضيح الأمور

و أرجو ألا يزايد أحد ويقول إخواننا في السجون

ومثل هذا

من أخطأ فيجب أن يُعرف ومن شاركوه في الخطأ يجب أن تعرفونهم

و إلا غدا كالعادة يصبح من خرج من السجن بطلا ويحمل على الأعناق وتسلم له الأمور ليعيد إدارتها كما كان

ونكتب مع كل احترامي للجميع

أسيادنا ونغض الطرف عمن أوصلنا إلى ما نحن فيه، وهذه طبيعتنا

وكما قال شوقي في مسرحية كليوباترا

حينما وجد المصريين يهتفون بحياة قيصر الذي قتل منهم من قتل ولكنه في مكان الصدارة.

يقول شوقي في حوار بين رجلين في القصر
انظر الشعب ديون

كيف يوحون إليه

ملاء الجو ضجيجا بحياة قاتليه.

اثر البهتان فيه

و انطلي الزور عليه

ياله من ببغاء عقله في أذنيه

ومن يفكر أننا نسيج خارج تماما عن النسيج المصري فهو واهم

مازال فينا الكثير

نتهم الشعب بالسكوت على السيسي الذي ضيعه ويرفض أن يترك سدة الحكم

ولا نتهم القيادة التي ضيعتنا وترفض أن تغادر سدة القيادة،

والعجيب أن هناك من يقول نعم أصابنا الخراب ولكن بقاء الخراب أفضل من عدمه (و لايقدر في اصلاحه )

بل ويؤكد أن من لوزام البقاء بقاء القيادة المخربة لأن هذا ليس وقته

لا مشكلة أن ينهار الصرح ولكن المشكلة أن تتجرأ بإزاحة الهادمين!

لذا، وجب نشر كل ما هو خفي لنعلم ماذا فُعل بنا وأين كنا وأين نحن الآن

ولعلنا نجد ثله تتوافق وتسعى لإنقاذ ما يمكن انقاذه

والسعي من أجل الإسلام بغض النظر عن الأسماء والمسميات.


شهادة للتاريخ سوف أضمنها في ما أجمعه ولكن المناسبة تستلزم ذكرها



في عام ٢٠١٤ -٢٠١٥ التقيت الشيخ راشد الغنوشي حفظه الله في الدوحة وجلسنا سوياً على انفراد بعيدا عن مرافقيه وأعضاء وفده الذي زار قطر

و تحدث إليّ بما كان واضحا ولكنه كان يحتاج استكمال الأدلة، والموقف يوضح كيف كانت تدار هذه الدولة بعيداً عن أخانا مرسي رحمه الله

يقول الغنوشي حفظه الله (والحمد لله هو حي يرزق ويمكن سؤاله)

أنه لما احتدمت أزمة تمرد و جبهة الانقاذ تحرك هو بمبادرة شخصية وزار مصر

والتقى البرادعي وثلة ممن يقيمون الدنيا ولا يقعدوها

والجميع مخدوع أن الجيش لا ناقة له ولا جمل في هذا الصراع

نتيجة لتوجيهات الرجل الأقوى في الجماعة وتوافقاته مع السيسي وثقته به والتي قتلت كل معلومة تقول أن انقلاباً في الطريق.

المهم، زار الغنوشي هؤلاء وبحث معهم كيفية نزع فتيل الأزمة، واتفقوا على عدة أمور إن قام بها الإخوان فبالتأكيد ستنتهي الأزمة (هذا ما أكدوه للغنوشي)

- أن تقال حكومة هشام قنديل

-أن يُدعى لانتخابات رئاسية مبكرة

-أن تقنن أوضاع الجماعة حسب قوانين وزارة الشؤون الاجتماعية

( لاحظ كل هذا تمت الموافقة عليه من مرسي في الساعات الأخيره )

حمل الغنوشي هذه المسودة لعرضها على الرئيس وتحدث إلى مكتبه الخاص يطلب لقاء الرئيس

فأجابه مدير مكتبه (قبل عرض الأمر على الرئيس )

"الرئيس مشغول وليس عنده وقت ليقابلك، رجاء اترك رقم هاتفك لنحدد معك موعدا"

أعطى الرجل رقم الهاتف منتظرا

ومر يومان ولم يتصل به حد

فأعاد الاتصال، فقيل له لا جديد ونحن معنا رقم هاتفك وقلنا سابقا سنتصل بك

قال الرجل "أنا راشد الغنوشي، جئت من بلدي وتركت ثورة و أحداث ولا يجوز ان انتظر كل هذا!"

فكان الرد "هذا ما عندنا "

فأُسقط في يده وقرر السفر لبلده

و قرر قبل السفر أن يُعطي الرسالة لمن يوصلها إلى الرئيس

وذهب إلى مكتب الإرشاد وجلس مع بعض قادته وشرح لهم الأمر لنقله للرئيس

فقال الرجل القوي

ولكننا لا نوافق على هذه الشروط

فرد الغنوشي "أنا لم آت لطلب موافقتكم من عدمه !

أنا فقط أطلب نقل هذه الرسالة لصاحب القرار "

فقال الرجل القوي "نحن هنا أصحاب القرار "

وانتهي اللقاء وعاد الغنوشي إلى بلده وحدث ما حدث،

لنعلم كيف كانت تدار الأمور

والحمد لله الشيخ راشد حي يرزق ويمكن سؤاله عن صحة الواقعة التي ذكرها

لأن المدافعين أول شئ يقولونه أن المعلومة غير صحيحة



ولله الأمر من قبل ومن بعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق