المسلمون يقتلون بدم بارد في السودان الطيب!
مآسي الأمة في السودان وفلسطين متراكمة،،،
مضر أبو الهيجاء
لابد أن تستعجل العقول المنتمية والمهمومة في إدراك الواجب تجاه حقيقة رعاية الإدارات الأمريكية وحكومتها العميقة لأعمال القتل والنهب والتمزيق والتفتيت الممنهج لشعوبنا ودولنا العربية والإسلامية.
لا فرق بين دعم أمريكا وإسنادها لإسرائيل في قتل الفلسطينيين وهدم مدنهم ونهب ثرواتهم والاعتداء عليهم، وبين دعمها لقوات حفتر لتمزيق ليبيا، أو دعمها لقوات حميدتي وتفويضها للإمارات العربية لإدارة مشهد تمزيق السودان وأهله.
الصراع الثقافي خلفية الإعدام السياسي!
يتصور ضعيفو النظر من أبناء ورواد حركات الإصلاح والتغيير أن ما يحدث في السودان يخص السودان، وأنه مختلف عما يحدث في فلسطين، وأن مصر المحايدة في مأمن، دون التوقف أمام حقيقة إدارة أمريكا لأشكال الصراع والقتل والهدم في كل زوايا العالم العربي والإسلامي، والذي ربطته تلقائيا بمفهومها للإرهاب فاستباحت دولنا وشعوبنا بناء على تنوعها واختلافها وتميزها الثقافي المبني على عقيدة التوحيد والمختلف عن ثقافة الغرب المبنية على عقائد الخرافة والنفعية وفلسفة القوة القاهرة.
التصدي للزحف والهيمنة الأمريكية الصليبية!
إن اختصار عمر العذابات المتنقلة في ساحات الأمة العربية والإسلامية يقتضي إبداع مقاربة جديدة شعبية وجماعية تلتف خلف مشروع جامع هو أكبر من المشاريع القطرية، حتى يستطيع أن يعرقل زحف وانتقال آلة ومشاريع التفتيت والقتل الأمريكي الواقع اليوم في بلد والمتعدي إلى بلد آخر ومن شعب لشعب مجاور، الأمر الذي يشير إلى ضرورة ظهور تيار عربي إسلامي رفيع القامة متقد الوعي صلب الإرادة واضح الأهداف، وهو مشروع لن تكتب له الحياة دون أن تكون مصر خزان الأمة جزءا من قوامه الرئيسي.
زوال كيان إسرائيل مختلف عن زوال بني إسرائيل!
غرق المسلمون المعاصرون في حساب تواريخ زوال الكيان الغربي المسمى إسرائيل انطلاقاً من فهمهم وتفسيرهم الجديد والمتجدد لزوال بني إسرائيل، الأمر الذي جعلهم يقفزون من قارب عالم الشهادة إلى بحر وأمواج عالم الغيب متعلقين بمقولة ظنية وبانين مشروعهم على نبوءة لا تنقذهم من الموت غرقا في المحيط الهائج، والمليء بالحقائق المغيبة عن العقول ذات الصلاحيات المقررة!
إن زوال الكيان الإسرائيلي الشرير الذي زرعه الغرب الصليبي في منطقتنا العربية على أقدس أرض مباركة -تقع في قلب الأمة وتفصل إقليم مصر والسودان عن إقليم الشام وحتى أفغانستان- لا يتحقق بنبوءة تذكرها يهودية في بغداد ولا حساب جمل ينظر في جداول الضرب، بل بتأزيم ومحاصرة وإضعاف أمريكا الظالمة والمهيمنة.
إن كل غرق في تفاصيل من يمسك السكين -التي تنحرنا في السودان تماما كما نحرتنا في العراق وتنحرنا اليوم في غزة وفلسطين- دون الالتفات لاتصال هذه الأذرع المجرمة بالمشروع الأمريكي وعقله الطاغوت المدبر، لن ينجينا من القتل والتهجير والتفتيت، بل سيسرع إنتقال السكين لتنحرنا في مصر وتركيا والجزائر، الأمر الذي يستدعي خطابا جديداً مختلفا عن خطاب الاستضعاف القطري بحيث يرقى للتعبير عن الحقيقة العميقة لمآسي الأمة العربية والإسلامية المتنوعة والمتوزعة.
منحة في محنة في أمة تضعف ولكنها لا تموت!
إن حجم وشكل الابتلاءات الظاهرة التي تعيشها قطاعات الأمة في السودان وفلسطين وليبيا واليمن والعراق، والابتلاءات غير الظاهرة التي تنتظر مصر وتركيا وباكستان والجزائر وغيرها .. محنة كبرى يمكن أن تلد منحة عظيمة في توحيد حراك شعوب الأمة ضمن تيار جديد يحدد أهدافه المعبرة عن آمال الأمة كما يحدد المخاطر والتحديات المشتركة التي تواجه شعوب الأمة – مترفعا عن إشكالية الأنظمة الوكيلة وشخوصها المستخدمين مرحليا-، وهو خيار سيفضي إلى تحجيم وتقليل الهدر في معارك الأمة مع الوكيل والانتقال الفاعل لتأزيم وارباك الكاهن الأمريكي الأصيل في معادلة التخريب والتمزيق الممنهجة.
تيار واحد وراية تعبر عن الأهداف بلا ألوان!
إن أمتنا تشهد اليوم -كما شهدت بالأمس- أشكالا من الضعف، ولكنها أبدا لم تمت ولن تموت، بل هي الأعلى حيوية بين الأمم نتيجة عقيدة التوحيد وقيمة النص ومكانة الوحي -قرآنا وسنة- في عقلها وقلبها وكل مناحي حياتها، ويشهد على ذلك نموذج غزة وفلسطين تماما كما شهد ولا يزال يشهد عليه نموذج العراقيين واليمنيين والمصريين والسوريين والسودانيين …
فمن الذي سيطلق شرارة تيار الأمة الجديد بعيدا عن أطر الحركات الإسلامية الحالية المتعثرة في مشاريعها والمضطربة في تصوراتها والمأزومة في ارتباطاتها والمرتهنة لمصالحها؟ وهل يمكن أن يعود للأمة حراكها العظيم بانطلاق تيارها الكبير من القاهرة التي تقهر أعداء الأمة والدين؟
اللهم إياك نعبد وبك نستعين وبدينك نحيا ولتمكينه وعز الأمة نسعى، فأعنا يا قوي وانصرنا على المشروع الأمريكي الذي آذى عبادك في الصميم، فوحد صفوفنا بلطفك يا رحيم.
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 28/10/2025


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق