الخلاص من عصابة أمريكا في مصر
عامر عبد المنعم
التحديات التي تواجه الأمة اليوم تحتاج إلى عقول مبدعة وماكينات بشرية قادرة على توليد الأفكار وانتاج ومضات فكرية مبهرة تعظم الفعل الاسلامي، كما ونوعا في مواجهة الهجمات المتدفقة علينا من كل حدب وصوب.
الأمة الاسلامية اليوم أشبه بجسد بلا رأس، وهي تمتلك طاقات بشرية هائلة ( ربع سكان العالم تقريبا)، وامكانات وموارد لا حصر لها، تؤهلها لأن تحكم العالم، ولكنها تفتقد الرأس التي تفكر وتوظف قدرات هذا الجسد الضخم كي ينهض.
ولا يمكن لجسد ممزق، بلا رأس أن يواجه جيوش من الذئاب وأحلاف عسكرية من شياطين الأرض داخليا وخارجيا.
إن مصاصي الدماء مزقوا هذا الجسد وأنشأوا الأمم المتحدة التي اعترفت بدول ودويلات ليكون ارتباط كل دولة بهذه المنظمة أقوى من روابط الدين والدم واللغة، وركبوا لكل جزء رأسا، وكلما سقط رأس تابع سعوا لتركيب رأسا غيره، وهكذا حتى جاءت الثورات العربية لتعطينا فرصة للتحرر والتخلص من هذا الكابوس وتحقيق الاستقلال واستعادة الزمام الذي فقدناه.
نحن الآن أمام فرصة ذهبية لم نشهدها منذ قرنين من الزمان لتحقيق الاستقلال الكامل عن الهيمنة الغربية، وعلينا ان نستثمرها ولا نضيعها، وعلينا أن نعمل من أجل تشكيل رأس للأمة.
وهذه الرأس لن تتشكل بدون عقول كبيرة تعي حقيقة التحديات، ولديها القدرة على التحليل واستشراف المستقبل وتستطيع وضع الخطط الاستراتيجية المبنية على أسس علمية وواقعية في مواجهة المكر المعادي.
ونواة هذه الرأس لابد أن تكون دولة محورية بها مقومات القيادة، وهذه المقومات لا تتوافر إلا في مصر. ولهذا السبب فإن أجهزة مخابرات دول الغرب تعمل في مصر، وتنفق ملايين الدولارات سرا وعلانية لصناعة زعامات ودوائر عميلة.
لكن مصر لن تقوم بدورها إلا بعد كسر الطوق والتخلص من عصابة أمريكا.
عصابة أمريكا في مصر هي أخطر تشكيل اجرامي يهدد حاضرنا ومستقبلنا، فهذه العصابة المتغلغلة في السلطة و النخبة والمجتمع، استطاعت خلال العهد البائد أن تخترق المجتمع المصري بشعارات ومسميات شتى.
من ينتمون لهذه العصابة لا يظهرون هويتهم، ولا يعلنون أهدافهم، لكن أفعالهم تفضحهم وتكشف ما يخططون ويدبرون. بعضهم في قمة السلطة وبعضهم يرتدي ثوب المعارضة، وبعضهم في أحزاب ومنظمات تتحدث باسم الثورة.
هذه العصابة تمتلك صحفا وفضائيات خاصة ومستقلة، وتوظف صحفيين واعلاميين في الصحف القومية وتلفزيون الحكومة.
هذه العصابة هي رأس الحربة للهيمنة الغربية وهى التي تشوه كل ما يساهم في استعادة مصر لاستقلالها، وهي التي تستثمر السلبيات لادخال البلاد في الفوضى واثارة الاضطرابات والفتن لتفكيك مصر.
هذه العصابة هي التي تعرقل استعادة مصر لاستقلالها وهي التي تعمل على تحويل مصر الكبيرة – مرة أخرى- إلى ولاية تابعة للبيت الأبيض.
لن تنهض مصر إلا بالخلاص من هذه العصابة، وهذا يحتاج إلى وحدة صف اسلامي وطني مخلص، وهذا الصف لن يتكون إلا بعقول غير ملوثة وغير مشوشة.
مصر تحتاج إلى قيادات عاقلة، تعي طبيعة المرحلة، متحررة من الحزبية الضيقة، ومتحصنة من استدراج الاعلام المضلل واللوبي المتأمرك، تفكر بعمق قبل اي تحرك، وتنظر إلى المستقبل وليس تحت الأقدام.
مصر تحتاج إلى قيادات مخلصة لا تساوم ولا تنافق.
مصر تحتاج إلى قيادات تؤمن بالله وتسعى لارضائه هو، وليس أمريكا.
مصر تحتاج إلى قيادات تطمئن الداخل بالالتزام بعقيدة الشعب المصري ولا تطمئن الخارج بأنهم ليسوا مع الاسلام!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق