معركة الولايات المتحدة اليائسة لسرقة ثورتنا…
أمريكا المرتبكة دفعت بزويل بعد اهتزاز صورة البرادعي
الكاتب: عامر عبد المنعم
البرادعي استعان بنائبه اليهودي في كتابة تقرير الوكالة ضد مصر
أمريكا سجنت عالم الصواريخ المصري عبد القادر حلمي لأنه ساعد مصر
المعركة الدائرة الآن في مصر هي معركة السيطرة على العقول، ومن الذي يكسب الرأي العام.
المعركة بين طرفين: الولايات المتحدة ومخابراتها وأجهزتها من ناحية والقوى الوطنية والاسلامية الواعية من ناحية أخرى.
أمريكا تخوض معركتها الأخيرة لتنصيب حكم عميل، مستخدمة كل إمكاناتها، المالية والاعلامية والبشرية لاختطاف ثمار ثورتنا المجيدة، وفي المقابل يقف الشعب المصري الواعي أمام هذا المخطط، ويقاتل هو الآخر ليكون هو صاحب القرار في اختيار الحكم عبر الصندوق الانتخابي.
حتى الآن فشلت أمريكا في كسب مساحات جديدة والخروج من دائرة الارتباك التي أصابتها منذ صحوة التونسيين وهروب بن علي، وثورة المصريين وإسقاط العميل الأمريكي حسني مبارك.
لم يعد أمام الأمريكيين سوى أوراق قليلة للعب بها، تنكشف يوما بعد يوم، ولم يعد أمامها مساحة كبيرة للمناورة والتضليل، فكلما تخترع خدعة جديدة تسقط أمام المناعة التي اكتسبتها الأمة، رغم حملات التضليل التي يشنها الإعلام المتأمرك.
وعندما بدأنا فتح ملف الدكتور محمد البرادعي، لم نكن نستهدف شخص البرادعي، بل كشف المؤامرة الأمريكية للقفز على السلطة في مصر، ونلفت الأنظار إلى جوانب أساسية في الخطط المعادية لا ينتبه لها كثيرون.
بل يتأثر بعض متخذي القرار بالإعلام المعادي ويوفرون بيئة حاضنة للمتعاونين مع الولايات المتحدة ويطيلون في عمر المخطط المعادي بدلا من فضحه وحصاره وعزله.
ونموذج البرادعي أبلغ دليل على عملية التضليل التي تستهدف عقول شباب الأمة، فكيف استطاع الإعلام وطابور من السياسيين تقديم الموظف الأمريكي الذي خدم أمريكا، وكان خصما لأمته على أنه مخلص وزعيم يصلح لقيادة مصر؟
كانت حقا جريمة كبرى أن تستغفلنا أمريكا بقوتها الناعمة، وتريد أن تختار لنا رأسا أمريكيا حتى النخاع ليحكمنا. فأين العقول، وأين أصحاب البصائر؟
فهل ثار الشعب المصري وأطاح بحسني مبارك ليأتي بالموظف الدولي الأمريكي محمد البرادعي؟
هل هذه هي "القابلية للاستعمار" التي كتب عنها مالك بن نبي، أم هي الرغبة في الاستعباد والركوع لأمريكا؟
لقد حرصنا في المقالات السابقة كشف الجرائم التي ارتكبها البرادعي بالوثائق، كما كشفنا أبعاداً أخرى من المخطط الأمريكي المتعلقة بتجنيد الآلاف من الشباب المصري، في إطار تشكيل امتدادات شبابية تستخدمها في عملية التغيير الجارية في العالم، فيما يعرف بصناعة الثورات الملونة.
وعندما كتبنا عن الملايين التي أنفقتها أمريكا ورجال المال اليهود وفي مقدمتهم الملياردير اليهودي جورج سوروس على المنظمات في العديد من الدول لأمركة العالم، لم نقل أن أمريكا ستنجح في مسعاها.وإن كانت أمريكا قد حققت نجاحات في الوقوف وراء الثورات في أوربا الشرقية، فإن خططها فشلت وستفشل في الدول العربية - بإذن الله -لأن الشعوب أكثر نضجا ووعيا.
وفي مصر قام الشعب بثورته وحماها، وينتصر لها الآن عبر الصندوق الانتخابي، ولن يسمح باختطاف الثورة، من أي قوة، وسيقف أمام كل من يحاول أن يطرح أي شكل آخر لتشكيل السلطة الجديدة غير الصندوق الانتخابي.وفوجئنا الأسبوع الماضي بمحاولات من الدكتور أحمد زويل مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو الآخر لتعديل الدستور ليتمكن من الترشيح لمنصب الرئاسة، ونشرت أخباراً في بعض الصحف عن جولات يقوم بها للمجلس العسكري ولرئيس الوزراء، وشخصيات أخرى نافذة لتعديل الشروط.
أمريكا والبحث عن بديل للبرادعييأتي سعي زويل لتقديم نفسه، بعد تراجع فرص، البرادعي وانكشاف أمره، ولا يعلم زويل أن شروط الترشيح جاءت في الاستفتاء الدستوري في 19 مارس، وتعديل الشروط يحتاج إلى استفتاء شعبي جديد يلغى القديم، وهذا مستحيل، الأمر الذي جعل لوبي زويل الأمريكي يفكر في إقناع بعض القوى السياسية لإلغاء هذه الشروط في الدستور الذي ستقره اللجنة التأسيسية قبل انتخابات الرئاسة، وهذا أيضا من المستبعد.
هذا الإصرار من الشخصيات المحسوبة على أمريكا لتصدر المشهد الانتخابي يوضح الإصرار الأمريكي على أن يكون لها أكثر من مرشح حتى لا يفلت منها منصب الرئاسة. منهم من نعرف علاقته بأمريكا ومنهم مستتر لا نعرف علاقته، وهذا الأمر يحتاج إلى يقظة خلال الشهرين القادمين، لأنهما أهم شهرين في تاريخ التحول المصري بعد الثورة.
البرادعي مازال هو المرشح الأفضل لأمريكا، خاصة أن الجنسية الأمريكية لأحمد زويل تمنعه من دخول السباق، والشعور الأمريكي بضعف البرادعي هو الذي يدفع الأمريكيين بزويل للترشيح إن أفلح أو لدعم المرشح الأمريكي في انتخابات الرئاسة إن لم تعدل له الشروط، ويساعده في هذا الدور الشخصيات المصنوعة والمعلبة في أمريكا التي قذفت بها الولايات المتحدة إلى مصر خلال الفترة الأخيرة.
ولقد نشرنا من قبل إلى الكثير من وثائق الإدانة لمحمد البرادعي، التي توضح موقفه المتنكر لوطنه والمستهين بالدين الإسلامي وأبرزها الحوار مع نيويورك تايمز الذي أظهر فيه أنه يكره الحجاب وأنه كان في نزاع يومي مع والدته المسنة (82 عاما) ليخلعها حجابها. وحديثه بافتخار عن علاقته وحبه لليهود وأن أول صديقة شخصية له (جيرل فرند) كانت يهودية، كما نشرنا عن العديد من التقارير التي أصدرها للتخديم على استمرار حصار العراق سنوات طويلة، وتوفير الغطاء الدولي للغزو الأمريكي، ونشرنا نص التقرير الأخير الذي قدمه لمجلس الأمن في 7 مارس 2003 قبل الغزو بأيام الذي لم يبريء فيه العراق كما يزعم، وأكد فيه أن العراق مازال يراوغ وطالب المجتمع الدولي بالضغط على العراق ليتجاوب.
وتحدثنا عن دوره في المجموعة اليهودية الأمريكية التي تسمى "مجموعة الأزمات الدولية" وعن علاقته بجورج سوروس الذي يقوم بمهمة أمركة العالم من خلال صناعة طوابير من الممولين الذين يريدون انتزاع زمام التغيير في دول العالم ومنها مصر، وتطرقنا لأشياء كثيرة، من يريد أن يطلع عليها فليرجع إلى المقالات السابقة.
تقرير عن مصر
ولفضح الدور التخريبي لهذا المخلص المزعوم ننشر بجوار هذا المقال النص الكامل للتقرير الذي كتبه البرادعي عام 2005 عن مصر، والذي كان طعنة في ظهر البلد الذي ولد فيه ويسعى الآن لرئاسته لصالح أمريكا.
كنت قد أشرت إلى هذا التقرير سابقا وذكرت أن البرادعي حشر مصر ضمن محور الشر في أكثر من تقرير مع الدول التي تسميها أمريكا "الدول المارقة"، وكان حريصا في تقاريره على إدانة مصر لجعلها تحت الضغط المتواصل، مما يخدم اسرائيل وأمريكا.
ونهدف من نشر هذا التقرير ، فضح التزييف الإعلامي، الذي صور البرادعي على غير صورته، ومازال يقدمه الإعلام المصري المتأمرك على أنه يصلح لحكم مصر.
في هذا التقرير تعمد البرادعي نشر أكاذيب، وادعي أن مصر لديها برنامج نووي سري، وأدخل مواد نووية لا تدخل ضمن بنود التفتيش في التقرير، واعتبرها مخالفات، وبالغ في بعض المواد التي تستخدم بكميات ضئيلة جدا في المجال البحثي والتي لا تخضع لبنود اتفاقية التفتيش واعتبرها إخفاء معلومات عن الوكالة، وتعهد في آخر التقرير بمواصلة التفتيش على مصر، والاستمرار في تقديم التقارير.
وتحدث في التقرير عن كيف تم استهداف مصر وتفتيش المنشآت البحثية، بذات الطريقة التي قامت بها الوكالة مع العراق، وكيف قامت الوكالة بملاحقة العلماء المصريين، لاقتناص المعلومات، وتناول كيف "شيطنوا" منطقة أنشاص، وأخذ العينات من الجو ومن المعدات البحثية التي تم تكهينها منذ سنوات واعتبارها دليل إدانة.
وكان هذا التقرير أحد أسباب الخلاف بين البرادعي والعلماء المصريين بالوكالة الدولية وفي مقدمتهم الدكتور يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الذي رفض البرادعي أن يشارك في المناقشات المتعلقة بالتقرير، الأمر الذي جعل أبو شادي يعلن رفضه للتقرير لعدم التزامه بالحياد والمعايير الفنية، وعدم التزامه باتفاقية التفتيش نفسها، وقد كتب أبو شادي ردا على هذا التقرير في حينها، سننشره في عدد قادم بإذن الله
الغريب أن البرادعي حصر نطاق كتابة التقرير بينه وبين نائبه اليهودي البلجيكي جون شميد، ونائبة الثاني الفنلندي عميل المخابرات المركزية الأمريكية هاي نونن، الذي تولى رئاسة الوكالة بعده.
أحمد زويل
لم نكن نود أن نكتب عن الدكتور أحمد زويل، حتى لا نصدم بعض المحبين للرجل، لكن طالما أنه يلعب نفس لعبة البرادعي فيتوجب علينا أن نلفت الانتباه إلى الدور الذي يقوم به لصالح أمريكا.
أحمد زويل تم تكريمه الشهر الماضي كواحد من السبعة الأمريكيين الكبار الذين ساهموا في نهضة أمريكا، وهو مستشار الرئيس أوباما. وحصل على جائزة نوبل بترشيح من معهد وايزمان الإسرائيلي.
هو شخص أمريكي، بامتياز، ومن غير المتصور أن يخدم مصر كما يخدم أمريكا، وأمريكا التي تحارب المسلمين في كل مكان وتغزو الدول الإسلامية، وتحشد دول العالم لحرب الإسلام تحت شعار "مكافحة الارهاب" لن تكرم مسلما اسمه أحمد إلا إذا كانت تضمن ولاوه بنسبة 100%.
إذا كان أوباما المسيحي نفسه يحارب من قطاعات أمريكية لا يستهان بها لكونه ابن مسلم اسمه حسين أوباما،فهل من يتم تكريمه والاحتفاء به بهذه الطريقة يوالينا، وهل هم سيتركونه ليخدم مصر؟
أي عقل الذي يصدق هذا ؟
عبد القادر حلمي
هل تتذكرون الدكتور عبد القادر حلمي، عالم الصواريخ المصري الذي ساهم في تطوير البرنامج الصاروخي الأمريكي؟ ماذا فعلوا به عندما سرب بعض أسرار صناعة الصواريخ لمصر في منتصف الثمانينات؟
سجنوه عدة سنوات، واقتادوا زوجته للمعتقل، وصادروا ممتلكاته، ولم يشفع له أنه أسهم بفكره وخبرته في تقدم أمريكا.
وكان هذا الموضوع هو السبب في إقالة الفريق أبو غزالة من منصبة كوزير للدفاع.
من العجيب أن مراكزنا البحثية تم خنقها لعدم وجود ميزانيات، وعلماؤنا يموتون جوعا، والبحث العلمي تم تجفيفه ورغم هذا يقوم لوبي أمريكا وبعض حسني النية بجمع ما يزيد على مليار دولار لمدينة زويل، فهل هذا معقول؟هل توجد دولة في العالم تسلم رأسا أمريكية قاطرة البحث العلمي بها وتنتظر النهضة؟
هل زويل الأمريكي سيوجه البحث العلمي لتطوير صناعاتنا العسكرية كي نستطيع الدفاع عن أنفسنا، وتطوير الصناعات المدنية المنافسة للصناعات الأمريكية؟هل سيعمل على نهضة وطنية خالصة أم سيسعى للتكاملية مع إسرائيل وأمريكا؟
إن مصر لن تنهض إلا بمشروع وطني خالص، وبعلماء مصريين ينتمون لهذا الوطن، وبالقطيعة مع أمريكا وليس بالتعاون معها، لأن أمريكا هي سبب تأخرنا وتخلفنا.
أمريكا هي اسرائيل التي لا أعتقد أن هناك عاقلاً يشك في عداوتهما لنا كعرب وكمسلمين.
انتبهوا إلى الكثير من الأسماء التي هبطت وستهبط علينا من أمريكا، واحذروا الاختراقات التي تمت داخل صفنا الوطني منذ عقود.
إن أمريكا تجيد لعبة السيطرة على العقول وتنفق المليارات لكسب هذا النوع من المعارك.
لا نبالغ إن قلنا إن معركتنا من أجل الاستقلال وللتخلص من التبعية أصعب من المعارك الحربية، ومن يسيطر على العقول سيتحكم في مستقبلنا، فكفانا خسارات وانكسارات.
لكن وبكل يقين فإن ثقتنا بالله كبيرة، وكما دحرت أمريكا في العراق وأفغانستان، وخسرت عسكريا وستنهار اقتصاديا ومن ورائها أوروبا، فإنها ستفشل في معركة كسب العقول، وستنتصر الأمة بإذن الله.
نحن الآن أمام جيل جديد، خرج من رحم الثورة متمسك بعقيدته ومحب لوطنه وسيواصل جهاده حتى تنهض مصر وتجر الأمة خلفها لبناء مستقبل إسلامي مختلف.