الاثنين، 3 يوليو 2023

جرائم فرنسا ضد المسلمين

جرائم فرنسا ضد المسلمين

مقتطفات من كتاب الدكتور محمد عباس

"الوعي ينزف من ثقوب الذاكرة"

في عام 1945 قامت مظاهرات سلمية في مدينة سطيف الجزائرية.. كانت مناسبتها الاحتفال بانتصار الحلفاء لكن الجزائريين زادوا عليها طلب الاستقلال.. 

واجهت فرنسا المظاهرة بوحشية غير منقطعة النظير فالنظائر كثيرة.
ضربوا المظاهرات بالأسلحة الثقيلة والمدفعية والدبابات والطائرات وشاركت المدمرات في القصف من البحر.

 أعلنت فرنسا سقوط ثلاثمائة قتيل. بعدها بأيام تسربت أخبار المجزرة فاضطرت فرنسا إلا الاعتراف بسقوط ألف قتيل.. بعد شهر اعترفت بأن عدد القتلى قد وصلوا إلى ألفين. بعد عشرين عاما اعترفت فرنسا بالعدد الحقيقي للقتلى: خمسة وأربعون ألف قتيل أما التقديرات الجزائرية فترتفع بالرقم إلى سبعين ألف قتيل. بعد المجزرة جمعوا الرجال في مكان والنساء في مكان مقابل واغتصبوا النساء أمام أزواجهن وآبائهن.

يقول "رجاء جارودى" فى كتابه " حوار الحضارات" : كانت الجزائر قبل وصول الفرنسيين سنة 1830 بلدا يصدر القمح، وقد استطاعت جيوش الثورة والإمبراطورية أن تغتذى بالقمح الجزائرى الذى أرسله الداى، ومضى هذا الأخير فى أريحية وفروسية حتى إلى عدم المطالبة بدفع ثمن قمحه بعد سنة 1816، وعلى الرغم من ذلك، لم تمر بضعة أعوام حتى قرر أن يقابل إصرار فرنسا على الامتناع عن سداد ديونها بطرد القنصل المناوئ دوفال باعتبار ذلك تدبيرا ثأريا، وقد حدث ذلك سنة 1830 وأصبح ذريعة لتدخل قوى الجيش الفرنسى، وعندئذ فرضوا على بلد إسلامى تحرم ديانته الخمر زراعة الكرم، وبذلك قضى على الاقتصاد الغذائى الذى كان سائدا من قبل، و أصبحت الجزائر تستورد القمح بعد أن كانت تصدره، وقد أحيطت تبعيتها منذ ذلك الحين على الصعيد الاقتصادى بكفالة مزدوجة: لتصدير خمرها وهى لا تدرى ما تصنع به، ولاستيراد القمح الذى تحتاج إليه.."

أليست هذه تماما تماما هى السياسة المتبعة الآن مع كافة شعوبنا نفس الاستراتيجية القديمة التى جعلت من أمتنا أكبر مستورد للقمح فى الدنيا ولصالح الكنتالوب والكروم والفراولة..
فى لجنة تقص حكومية صدرت عام 1883 يعترف الفرنسيون: لقد استولينا على أملاك المؤسسات الدينية، و أقمنا حارسا قضائيا على أملاك طبقة من السكان هم الذين وعدنا باحترامهم، واستولينا على ملكيات خاصة دون تقديم أى تعويض، بل مضينا على العكس، حتى على إرغام الملاك بعد استملاك أملاكهم على دفع أجور هدم بيوتهم، بل وحتى المساجد. لقد دنسنا المعابد والأضرحة، وحرمة المنازل والأمكنة المقدسة الإسلامية، ذبحنا أناسا يحملون تصاريح المرور، وقتلنا لمجرد شبهة جماعات سكانية بأسرها، وما لبثت أن اتضحت براءتها، وحكمنا على أناس اشتهروا بالقداسة فى البلدان، أناس أجلاء، وذلك لأنهم كانوا يتحلون بقدر من الشجاعة جعلهم عرضة غضبنا حين توسلوا للشفاعة عن مواطنيهم البائسين، وقد وجد أناس استساغوا إدانتهم، وآخرون متمدينون قاموا بإعدامهم"..

هناك الكثيرون أيضا، منهم "شريف الشوباشى" فى كتابه :
"هل فرنسا عنصرية" يتحدث عن نظرة ومعاملة الفرنسيين للعرب أو المسلمين( حيث تستعمل الكلمتان بالتبادل كمترادفتين) فيذكر نماذج لما يحدث : منها ما حدث فى 6 مارس 1990 عندما أطلق شرطى خمسة أعيرة نارية فى ظهر شاب عربى بدعوى أنه حاول الهرب بعد أن ألقى القبض عليه بتهمة التشاجر، لكن نية القتل كانت واضحة، إذ كانت الرصاصات موجهة فى مقتل فى ظهر الشاب العربى.
حادثة أخرى أطلق فيها طباخ بأحد المطاعم النار من بندقية على مجموعة من الشباب العرب فقتل اثنين منهم.
فى حادث آخر بدأت المأساة حين خرج فرنسيان من أحد المنازل فوجدا بعض الشباب يتحدث بصوت عال، فأخذا يوجهان لهما السباب والإهانات ويهددان بإطلاق كلبهما الضخم الذى اعتاد –كما صاح أحدهما – على أكل اللحم العربى، ثم استقل الفرنسيان سيارتهما ودهما عن عمد شابا عربيا لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن دفعته السيارة أمامها مسافة 50 مترا..
وفى مدينة ليل انهال ثلاثة من الفرنسيين ضربا على شاب عربى لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره ضربا ولكما وركلا بمقصورة القطار الذى قاده سوء الحظ إلى الجلوس فيها، ولم يكن الشبان الثلاثة يعرفون الشاب العربى، لكن هذا لم يمنعهم من أن يضربوه ضربا وحشيا قبل أن يلقوا به حيا من شباك القطار المسرع ليلقى مصرعه على الفور…
ولم تكن هذه الجرائم هى الوحيدة من نوعها فعدد العرب الذين لقوا حتفهم خلال الثمانينيات نتيجة لاعتداءات عنصرية يقدر بنحو 180 شخصا، أما الذين تعرضوا للضرب والإهانة بسبب لون جلودهم السمراء واستخدام اللغة العربية بأصوات مرتفعة فيتعدى الآلاف.
ضع فى الاعتبار أن فرنسا نظرا لطبيعتها الخاصة أفضل بكثير من معظم دول الغرب…


تاريخ النشر: 2015-01-10


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق