الأربعاء، 12 أغسطس 2015

بلا حدود معاناة الصحفيين والمراسلين الأجانب بمصر بعد الانقلاب

معاناة الصحفيين والمراسلين الأجانب بمصر بعد الانقلاب




تعكس معاناة الصحفية الهولندية رينا نيتجيس والصحفي الإسباني ريكارد غونزاليس -اللذين هربا من مصر بعد الانقلاب- الواقع الذي يعيشه الصحفيون الأجانب والمصريون على حد سواء في مصر.

حلقة الأربعاء (12/8/2015) من برنامج "بلا حدود" استضافت نيتجيس وغونزاليس، بعد تمكنهما من الفرار من مصر عام 2014 بعد حملة النظام على المراسلين الأجانب، وناقشتهما في حرية الإعلام فيها قبل الانقلاب وبعده.

تقول رينا نيتجيس إنها واجهت اتهامات بالإرهاب لمجرد أنها وقفت نصف ساعة مع الصحفي محمد فهمي الذي يعمل في الجزيرة الإنجليزية، إذ كانت كفيلة -من وجهة نظر الأمن المصري- لتوجيه كل هذه الاتهامات الخطيرة إليها.

وتضيف رينا أنها "كانت اتهامات غير معقولة. وعندما علمت أني على قائمة الإرهاب لجأت إلى سفارة بلادي في القاهرة، واتصلت الحكومة المصرية بالسفارة وسألت عني من خلال صورة جواز السفر الخاص بي. لأنهم لم يكونوا يعلمون عني شيئا".

وعن لقائها بمحمد فهمي، قالت "كنت فقط أسأله عن الحال في سيناء وهو كان على علم بالوضع هناك".

ولا تزال الصحفية الهولندية -التي عملت مراسلة من القاهرة لجريدة هولندية وأخرى بلجيكية- تواجه اتهامات بالإرهاب، وتضع الحكومة المصرية اسمها ضمن ما بات يعرف إعلاميا بـ"خلية الماريوت".

وسبق أن تعرضت رينا للاعتقال إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وعن هذه الواقعة تقول "كنت أبحث عن مقابلة عن البطالة في مصر، وعرض عليّ صاحب قهوة المساعدة. وطلب رؤية جواز السفر الخاص بي، وذهب به للشرطة واتهمني بأنني أنظم مظاهرات ضد مرسي والإخوان، وأنني أجلب السلاح من ليبيا. لكن تدخل السفير الهولندي للإفراج عني بعدما اتضح أن كل هذه الاتهامات مجرد أكاذيب".

غريب ومضحك

وتصف رينا هذه المفارقة بأنها "شيء غريب ومضحك"، فبالأمس يتهمونها أنها ضد الإخوان المسلمين واليوم يوجهون لها اتهامات عكسية.

وعن رؤيتها لأوضاع المراسلين الأجانب في مصر، تقول الصحفية الهولندية إن بعض المراسلين الأجانب يعتبرون أن مصر أخطر من سوريا، لأن الخطر يمكن أن يأتي من أي مكان.

وقالت "لا أريد أن أعود للعمل في مصر مرة أخرى. كنت أحبها ولكن هل يكون هذا هو رد مصر علي؟".

واختتمت رينا حديثها مستغربة من حديث الدول الغربية عن حقوق الإنسان في الوقت الذي لا يطبق فيه ذلك بشكل حقيقي، مستشهدة بحضور الرئيس الفرنسي هولاند حفل افتتاح "قناة السويس الجديدة".

شيطنة المراسلين
من جهته، كشف الصحفي الإسباني ريكارد غونزاليس عن تلقيه نصائح من الحكومة الإسبانية بمغادرة مصر "لأنني على وشك الاعتقال والحبس".

وقال هناك "شيطنة" للمراسلين الأجانب في الإعلام المصري، ومن قبل بعض مسؤولي الحكومة الذين يعتبرون كل الصحفيين الأجانب جواسيس ضد مصر، ويدعمون الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية.

وأضاف أن الحكومة المصرية "تريدنا أن نكون خائفين منها ونعرف أنهم يراقبوننا"، مؤكدا أنه لا يرى أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر منظمة إرهابية، وقال إنها ليست مدرجة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في أوروبا.

واعتبر أن حالة العداء بين الإخوان والنظام في مصر لا تعني أن الإخوان يمارسون العنف والإرهاب، ولا يوجد دليل على أن هناك أمر من قيادة الإخوان لاستخدام العنف.

وكشف ريكارد أن هناك العديد من المراسلين الأجانب غادروا مصر لصعوبة العمل فيها، وبسبب ضغوط تعرضوا لها "والتي تكون أحيانا بشكل غير مباشر".

وقال إن وضع الصحفيين المصريين أصعب بكثير من المراسلين الأجانب، خاصة الصحفيين الذين لا يؤيدون الحكومة والنظام.

ويرى الصحفي الإسباني أن وضع الصحفيين الأجانب كان أفضل أيام الرئيس المعزول محمد مرسي وعقب الثورة، وكانت الضغوط أقل على الصحفيين المصريين، مدللا على ذلك بالإعلامي الساخر باسم يوسف الذي كان ينتقد مرسي بشكل كبير، وبعد الانقلاب لم يقدم سوى حلقتين فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق