لا تُمكنّوا إيران من أفغانستان؟!
دـ أحمد موفق زيدان
توقف المحادثات هذا سيكون لصالح لاعب محلي وهو تنظيم الدولة" داعش" المتطلع إلى وراثة الملا محمد عمر، والدفع بمواجهة مسلحة مع كل من لا يبايع البغدادي مما يعني حرباً دموية تُريح إيران وحلفاءها في الحكومة الأفغانية، فأي وحدة طالبانية وأي حوار مع الحكومة الأفغانية سيكون مزاحمة حقيقية لتركيبة الحكم الأفغاني الموالية لإيران، على أساس أن حركة طالبان تمثل الأغلبية البشتونية والمغيبة بشكل حقيقي وواقعي عن الحكم لعقد ونصف العقد..
على مدى التاريخ الإيراني شكلت أفغانستان والعراق التهديد الحقيقي لطموحات حكم فارس والصفويين، ولذا حرصت القيادة الإيرانية الحالية على التعاون مع الشيطان الأكبر في إسقاط العراق وتسليمه للمليشيات الطائفية، وهو ما سبقه دعمها لإسقاط حكومة طالبان أفغانستان وفرض حكومة موالية لإيران وإبعاد النفوذ الباكستاني والعربي بشكل عام عن أفغانستان..
اليوم المصلحة الحقيقية تكمن في دعم حركة طالبان أفغانستان وبذل المساعي من أجل إبقائها متماسكة وقوية في مواجهة الطموحات الإيرانية، وإبعادها عن الوقوع في الفخ الايراني كما تحاول طهران إغواء بعض المجموعات الطالبانية.
هذا المشروع عاجل ولا يحتمل التسويف وقد رأينا عاقبة المماطلة هذه في ملفات عدة تباطأنا أو تأخرنا أو تهاونا فيها، فدعم حركة طالبان أفغانستان اليوم بإبقائها بعيدة عن الهيمنة الإيرانية سيهدد طهران من جبهتها الأفغانية، وإبقاء طالبان موحدة سيعصمها من فتنة تنظيم الدولة الذي يهددها بدوره، ولذلك فعدم الدعم والمساندة قد يدفع إلى غلبة تنظيم الدولة على الحركة ووراثتها مما يجعل المناطق البشتونية مستباحة أمام الغرب والشرق بحجة مكافحة "الإرهاب" وداعش..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق