معرفة العدو .. والحرب بعقلية عبدالحميد الثاني
حقي أرسلان
ليست أكثر حروب التاريخ دموية فقط، بل أكثرها عنفا وتعقيدا، اليوم نحن لسنا بجانبها بل في داخلها، كلهم يعلمون بأن تركيا إذا أصبحت قوية فإنهم لن يستطيعوا نهب الشرق الأوسط بسهولة، هذا إن أرادوا قطعة واحدة من الكعكة كيف لو أنهم يريدون الكعكة كلها؟.
هل يمكن لتركيا منع هذا النهب؟
بالطبع نعم، إذا حاربنا بعقلية عبدالحميد الثاني، بمعنى إذا كنا أكثر شدّة وحزما لأن هؤلاء الإنجليز والألمان والأمريكان وغيرهم لن يرسلوا عساكرهم ليقاتلوا ضد العسكري التركي بشكل مباشر لأنهم يرهبون منه ويعرفون شدّته، لهذا سيحاربون تركيا بطرق غير مباشرة وهذا ما يوجب على تركيا الحذر الشديد.
هؤلاء علموا بأن خداعهم لمدمني المخدرات وتجميعهم تحت لواء جيش الدولة الإسلامية سيكون أسهل من تجميع جنودهم الجبناء وإرسالهم ليُقتلوا في منطقتنا، اليوم عدوّنا هذا يحاربنا بسلاحه وعملائه وإعلامه على شكل الحرب الشاملة، لذا اعرفوا من هو عدوّنا بشكل واضح حتى نستطيع كسب حربنا الحالية ونتخطاها بنجاح ونسأل الله الحماية والصون.
الكل يعلم، حتى عدونا، بأن العسكري التركي المسلم لا يخسر الحرب، يعلمون بأن تركيا لا يمكن أن تخسر الحرب إلا إذا خرج عدو “مدسوس” من الداخل، هذا المدسوس، كلكم تعلمونه، قاموا بالاهتمام به بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة وزَوَّدوه بكل مايحتاج من دعم لوجستي ومادي ومعنوي حتى.
إلى جانب هذا العدو المدسوس هناك إعلام مدسوس أيضا، كيف ذلك؟
إذا كانت هناك جريدة تنشر الأخبار والحقائق بنفس الصيغة اليهودية فإن هذه الجريدة ليست تركية بل يهودية، إذا كان هناك إعلام ينشر أخباره بالصيغة الإنجليزية فإنه يمثل إنجلترا وليس تركيا، إذا كانت الرصاصة التي يطلقها العدو المدسوس أمريكية فإن الذي يحاربنا هي أمريكا بنفسها، إلى من يقول لا ، ماذا تقول هل هؤلاء أعداء! أنهم شركاؤنا في التقدم والتطور؟؟ أقول لمن يقول هذا استيقظ قبل فوات الأوان.
يجب علينا أن نعرف عدونا جيدا لنقي أنفسنا من ضربات الغدر الداخلية والخارجية التي تُخطَّط لنا كل يوم، يجب علينا كسب هذه الحرب الشاملة التي دخلناها، عن طريق الإعلام عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق مكافحة الأخبار الكاذبة والمغايرة للحقيقة عن طريق معرفة عدونا؛ إذا لم نتخلّص من هؤلاء ونكافحهم فإن كسبنا للحرب الشاملة في منطقة الشرق الأوسط مستحيلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق