السبت، 8 أغسطس 2015

لماذا يهاجر الناصريون إلى اسرائيل ؟


لماذا يهاجر الناصريون إلى اسرائيل ؟


آيات عرابي

إعلام العسكر يحاول اقناعك أن المقبور عبد الناصر كان يهدد أمن الكيان الصهيوني, بينما يمكنك بقليل من الجهد وخلال ساعات قليلة من القراءة أن تدرك السبب في ذوبان جثته في مجاري منشية البكري.
ففي الكتب التي تروي التاريخ مجرداً تجد عبد الناصر يتصل سراً بقادة الكيان الصهيوني, يرسل مبعوثه ابراهيم عزت إلى بن جوريون ويرسل خطابات غرامية إلى موشيه شاريت وهي خطابات تفيض رومانسية وتتحدث عن (السلام للشعبين ) وكأنك تشاهد فيلم “حبيبي دائماً”.
الشعبين ؟
وكأن عبد الناصر كان معترفاً بالكيان الصهيوني !!
نعم صديقي المغفل, كان معترفاً بالكيان الصهيوني بينما تنام أنت على خطاباته وجعجعاته ويعلو صوت شخيرك ليزعج الأسماك في الأطلنطي.
بل وأكثر من ذلك, فقد عرض عبد الناصر منصب مدير المخابرات على ثروت عكاشة, الملحق العسكري في باريس والذي كان يتولى مهمة احدى قنوات الاتصال الناصرية بالكيان الصهيوني.
وهو ما يجعلك تدرك حقيقة دور المخابرات ووظيفتها الأساسية منذ انشاءها ويجعلك بالتالي لا تستغرب كثيراً تولي المقبور عمر سليمان مسؤولية ملف العلاقات الفلسطينية الصهيونية (فيما بعد اصبحت المخابرات الحربية هي من يتولى هذا الملف وسافر وفدُ منها للقاء ضباط الموساد اثناء رئاسة قملة الانقلاب لها, للتنسيق للانقلاب على الرئيس مرسي كما نشرت صحيفة ذا تاور في مارس 2013).
وكان الإعلام في عهد المقبور يحاول التغطية على تلك الفضائح, فعندما نشرت الصحف اللبنانية, خبر لقاء مبعوث عبد الناصر ببن جوريون, قامت صحف المقبور على الفور بتعليمات من المخابرات بنشر قصة طريفة عن ارسال المخابرات لأحد عملاءها لاختراق الكيان الصهيوني, وقد روى ابراهيم عزت القصة كاملة ولقاءاته في فلسطين المحتلة مع جولدا مائير وييجال يادين عديل بطرس غالي ومع بن جوريون في حوار له مع عادل حمودة سنة 1982 وروى كيف قدم تقريراً لمدير المخابرات العامة عما دار في تلك الجلسات ثم التقى عبد الناصر به بعد ذلك وأمره أن يتجهز للسفر لفلسطين المحتلة لولا أن قامت الصحافة اللبنانية بفضح القصة كلها بسبب ثرثرة الصحفيين.
اتصالات المقبور عبد الناصر لم تكن بالطبع وليدة اللحظة, فعبد الناصر الذي كان شيوعياً حتى النخاع, كان قد انضم سنة 1943 إلى احدى الحركات الشيوعية التي أسسها يهود مصريون, بل امتدت علاقات الود والتبني المعنوي إلى أن المقبور عبد الناصر كان يختبيء من البوليس السياسي في منازل بعض اصدقاءه اليهود في حي السكاكيني كما قال الناشط الشيوعي اليهودي الذي اعتنق الاسلام يوسف درويش في مقدمة كتاب تاريخ يهود النيل.
غراميات المقبور مع الصهاينة لم تتوقف, ففي حرب فلسطين وبعد مجزرة دير ياسين بأقل من ستة أشهر التقى عبد الناصر بيروحام كوهين ضابط الموساد فينا بعد.
إعلام العسكر يصاب بالحكة ويحاول دائماً طمس هذا البعد المفقود, الذي يجعلك تدرك أن السي آي إيه عينت المقبور عبد الناصر كجليسة اطفال للكيان الصهيوني وأنه كان بالنسبة للصهاينة (الشيىء لزوم الشيىء).
الناصريون من جانبهم, يحاولون أن يشغلوك فقط بفترة المخلوع, مصورين لك أن المشكلة كلها مع المخلوع وعهده, حتى لا تفتح غطاء البالوعة وتشم الروائح النتنة المتصاعدة من بقايا جثة صنمهم التي ابتلعتها مياه الصرف الصحي.
وأنا في الحقيقة لا أهوى التطهير السطحي للجروح وافضل تطهير الجرح بأكمله , ودراسة خيانة وعمالة المقبور عبد الناصر, هي المرحلة الضرورية التي تربط الماضي العفن بالحاضر الدنس, وهي الباب السحري لفهم حقيقة عمالة شاويش الانقلاب وأجهزة مخابرات العسكر وارتباطهم بالكيان الصهيوني.
ولذلك احترم صدق الانقلابي المدعو سليمان الحكيم, الذي سب عرض فتيات 7 الصبح ولعق أحذية العسكر, حين تضايق من عسكري هدده بالضرب اثناء حضوره زار الترعة, وكتب على صفحته يعلن أنه سيهاجر إلى “اسرائيل” فهناك في مراحيض الموساد ستجد أسياد صنمك المقبور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق