السبت، 1 نوفمبر 2025

لو كنت إسرائيليا ماسونيا فكيف سأنحر السوريين؟

 لو كنت إسرائيليا ماسونيا فكيف سأنحر السوريين؟

إضاءات توعوية حول عاهات مستدامة

مضر أبو الهيجاء

مضر أبو الهيجاء

لن أفلح في تفتيت السوريين من خلال لعبتي في مكون الطائفة الدرزية وتحريضه على سورية، فقد أفشل السوريون ما هو أكبر وأخطر، وذلك حين صمدوا وواجهوا مشروع إيران الطائفية، يومها سمحت لإيران بالتوسع في سورية حتى أنني أجزت لهم وضع سلاح ثقيل على تخوم الجولان.. ورغم كل ذلك لم أستطع كسر صمود أهل الشام!

لن أفلح في تفتيت وإخضاع السوريين من خلال ذراعي القذر المسمى قسد، وذلك لأن قدر السوريين هو وجود نعمة الأتراك وتركيا على حدود سورية، وهو ما يعني أنه لن تقوم قائمة للملحدين والشيوعيين الإنفصاليين الأكراد حتى لو قامت حرب عالمية، وحتى وإن نجحت وجعلت مظلوم عبدي رئيس الجمهورية العربية السورية من خلال أداتي المخادعة الديمقراطية، فإن أهل الشام الكرام سيكسرون عنقه كما داسوا على رأس حافظ الأسد وابنه الساقط أكبر عملائي في المنطقة العربية.

إنني كيهودي ماسوني صهيوني ماكر وخبيث لا أملك إلا وسيلة واحدة أستطيع من خلالها كسر ظهور السوريين ونحر أعناقهم، وهدر قيمة دمائهم بينهم حتى يلعن مأمومهم إمامهم، وحتى تلفظ أجيالهم الجديدة دين الإسلام وتبحث عن دين جديد أصوغه لهم -أنا اليهودي- بالورد والعطر والحب والإنسانية والسلام، وحينها سيصبحون عبادا لي حين يرون أنني أنا الإسرائيلي الذي يطعمهم بعد فقر وجوع، ويحقق لهم معادلة الأمن بعد خوف بينهم يمزق أكبادهم!

الإصطراع المذهبي العقدي والفقهي!

إنني كيهودي صهيوني أتربع على أعلى درجات الماسونية أعترف أنني أرهقت السوريين وقتلت ملايينا من أهل الشام خلال مائة عام -بعد رحيل المسلمين الأتراك-، ولكنني رغم كل ما أحدثته في الشام من خراب، ورغم أنني اقتطعت جزءا من أرضهم وأقمت عليها ثكنة عسكرية غربية صليبية على أرض مباركة كانت تسمى فلسطين الشام، ورغم أنني اخترت لهم أنجس من عرفت البشرية من الطائفيين المتوحشين ليحكمهم بالحديد والنار ويقتل أطفالهم ويستحيي نساءهم ويصلب علماءهم … 

ورغم كل هذا فإنهم لا يزالون متماسكين وعلى الإنبعاث من جديد قادرين، فلديهم من الحيوية ما تذهل كل جاهل بالبركة الربانية في الشام!

سألت شيطاني الذي أعييته من كثرة خططي وإفسادي وقلت له:

ألا أسألك سؤالا يا شريكي في كل قتل وتخريب وإفساد، فإن أجبتني بجواب ينهي حيرتي أعتقتك وأنا ابن اليهودية الكريهة؟

ضحك شيطاني فرحا آملا بالتحرر من لعنتي أنا ابن اليهودية وقال:

نعم سل ما تريد يا إمامي وقدوتي وأنا عبد بين يديك خادم لكل قبح وشر وإفساد بين الخلق.

فقلت له:

يا أخبث شياطين الأرض ومن خاويته طول العمر، هلا تدلني كيف أنحر السوريين الذين أتعبوني خلال قرن، فقد أطلقت عليهم كل شروري ومكري وخداعي ولم أنجح في تفتيتهم وإخضاعهم، فكيف السبيل يا إمامي في كل شر؟

ضحك شيطاني حتى انقلب على ظهره مقهقها وقال مستكبرا والشرر يطير من عينيه:

هل عرفت قدري ومكانتي وقدراتي يا ابن اليهودية؟ فأنا شيطان رجيم أمتطيك وربعك إلى الجحيم لتحقيق مرادي.

إذهب إلى السوريين ببركة سحري وإفسادي، وأخبرهم أنهم على مذهبين وليسوا أبناء دين واحد، وضع بينهم خنجرا وسكينا واحدة، ثم ابتعد عنهم واعتلي ربوة وانظر إليهم كيف يتسابقون في نحر رقاب أبنائهم وطعن ظهور علمائهم بخنجرك المسموم!

ومن شدة فرحي سجدت لشيطاني وانطلقت تجاه السوريين أبث سمومي وأفكاري، وأقنع كل فريق منهم أنه على الحق المبين وأن الفريق الآخر على ضلال وسيذهب الجحيم!

أمير الظل في مسرح الشام التائهة!

أنا اليهودي الماسوني أصبحت اليوم أمير الظل في ساحة الشام التائهة، ففي عقول السوريين أضخ أفكاري الملوثة، ويا لكثرة الغثائيين بين أحرارهم، فقد تمكنت من عقولهم وأعدت صياغة وجدانهم وسيطرت على أفئدتهم وبت الموجه الرائج والوحيد!

يكفيك حتى تفسد أهل الشام الكرام أن تذهب لنصفهم الأول وتقنعهم أن كل من لم يؤمن بنزول الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة، فإنه يكون من أهل النار، ثم تذهب للنصف الثاني وتقنعه أن أكفر الخلق هو من لا يؤول يد الله بالقدرة والقوة!

يكفيك أن تقنع النصف الأول من أهل الشام بأن سبب الفقر والجوع وانتشار المعاصي والإحتلال الإسرائيلي وسقوط بغداد وقتل مرسي وانتشار الإلحاد وثقافة الجندر هو شيوع المذهب الأشعري في الأمة، ويكفيك أن تقنع النصف الثاني منهم أن سبب رفع الخير وقلة المطر وكثرة أنهار الدماء التي أهرقتها الأنظمة الوكيلة عن الغرب هي بسبب انتشار السلفية!

يكفيك أن تقنع أهل الشام بأن الخلاف في الفروع بين أهل الحديث والأشاعرة سبب في تمكين المحتل وغياب النصر وشيوع الرذيلة والفقر، وأنه خلاف يفضي بفريق إلى جهنم وبئس المصير .. يكفيك هذا لترى بأم عينك كيف ستسيل أنهار من دمائهم بأيديهم، وكيف سيقتل غدرا طلاب العلم أشرف علمائهم!

وأنا المسلم أتساءل اليوم كيف يسترد أهل الشام عقولهم وسويتهم التي غابت عندما حل الشيطان بينهم؟

مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 18/10/2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق