من أخطر أساليب الشيطان والصهيونية والصليبية العالمية هي العمل على هدم الكتل الصلبة في الأمة العربية والإسلامية، سواء كانت قبيلة أو قومية أو دولة أو إقليم أو مملكة أو كيان، لا لتحقيق الانتماء الشامل بل لصناعة دويلات طائفية وظيفية كارثية.
لن تهدأ الحرب العالمية الصهيونية والصليبية والصفوية على الأمة حتى يتم لها صناعة التيه الشامل لكل بلاد العرب والمسلمين فوق كل أرض وتحت كل سماء.
مخطط واحد وأهداف محددة تبدأ بجغرافيا هدم العقل وتنتهي بجغرافيا تقسيم الأرض، وفي مقدمة المشهد المدمر للأمة العربية والإسلامية عصابات الحشد الإيرانية والحوثية والدروز والقبورية والصوفية المدمِّرة لطبيعة البناء العقدي للأمة العربية والإسلامية السنية.
الحرب على جغرافيا العقل العربي والإسلامي هو رأس الحربة في تدمير جغرافيا الأرض لبلاد العرب والمسلمين في أفريقيا وآسيا وأوروبا.
إن بناء المسافات بين العقول والنفوس والقلوب هي بداية المخطط الكارثي لتقسيم الأمة العربية والإسلامية؛ تبدأ بهدم دلالة النصوص الشرعية عامة، والسنة النبوية الشريفة الصحيحة خاصة، والعداء لجيل الصحابة رضوان الله عليهم، وتنتهي بإقامة مرابض الهلاك في أوكار الضلال العلماني والهوس البدعي الباطني، ثم الضلال الحزبي، ومن ثم إعلان الانقسام داخل الأسرة والقرية والمدينة والدولة والأمة، حتى تحولت الأمة العربية والإسلامية إلى 56 دولة في منظمة التعاون الإسلامي، منهم 22 دولة عربية كانوا في جسد واحد قبل سايكس-بيكو المدمر للعقول والبنية التحتية العقلية والنفسية.
الطريق إلى الأزمة:
الأزمة يصنعها عشوائي (يتصادم مع سنن الإصلاح)، يخسر أو يستفيد ثم يسدد توابعها مساكين؛ يرقص على زلازلها غربان مطبلاتية التبرير؛ يسعى لعلاجها صالحون مصلحون غرباء بين أمواج الهوى.
أدرِكوا أننا أبناء الإسلام والأمة؛ قبلتنا مكة وتاريخنا في مصر والعراق والشام، ومجد الأمة في اليمن، وأرضنا المباركة فلسطين، والمغرب العربي هو ذراع الأمة مع عموم إفريقيا، وبلاد الإسلام في آسيا الذراع الثاني للأمة، وما تركيا وبلاد الإسلام في أوروبا إلى مورد الظمآن للخلافة وكسر أنوف أوروبا الصليبية.
علموا الأجيال أن خصومنا هم من طعنوا في الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين، والذين خانوا التوحيد والسنة النبوية الشريفة تحت مسميات الباطنية والرافضة والقبورية والعلمانية والليبرالية المدمِّرة للفرد والأمة العربية والإسلامية.
علموا أولادكم والأجيال المعاصرة والقادمة أن من حكمة الله رب العالمين أن النصر الشامل للأمة على كل أصحاب الجحيم لم يقع وفقًا لتصورات حزب أو مملكة أو إمارة أو دولة تحت أي مسمى، بل حفظ الله الأمة من تيه الذاتية حتى لا تقوم بتشويه السنة، والسلفية بشكل خاص، وعموم الإسلام بشكل عام.
لا تقبلوا لغة الاستخفاف بالشعوب العربية والإسلامية فوق كل أرض وتحت كل سماء؛ فلكل شعب أو قومية خصائصها المميزة، والتي خدمت من خلالها الإسلام.
قولوا للأجيال المعاصرة والقادمة إن الدول التاريخية في الأمة تمرض لكن لن تموت، وأن الميزان الحضاري لا يقاس بفترات الضعف أو بمرحلة زمنية قصيرة مهما حاول البعض استغلال الحسابات الخاصة في تقييم الأمور حسب هواه.
قولوا للأجيال إن أصحاب الفضل والسبق لم ولن يوازي سبقهم لاحق مهما فعل، لأنّهم كسبوا من كسب الكرام بالعلم والمعرفة والوعي الرشيد.
قولوا للأجيال المعاصرة إن المتغيرات المادية لا تشتري حقيقة الكرامة والمبادئ والقيم والأخلاق مهما دفع من يريد الشراء.
أزمة العلمانية الفاشية التي غايتها صرف الناس عن الدين لم ولن تزِل لمجرد الوعي الجزئي عند الأفراد والجماعات البشرية الموجودة من الأسرة إلى الدولة.
أزمة الباطنية والصوفية المنحرفة والقبورية الوثنية هي غطاء لانحدار العقل في تيه الأنا والذاتية المدمِّرة، بعيدًا عن التوحيد الخالص لله رب العالمين والاتباع الكامل للرسول صلى الله عليه وسلم.
أزمة التجهيل العقلي والسقوط العلمي في طبيعة عمل العقل العربي والإسلامي أزمة كارثية مدمِّرة للفرد والأسرة والقرية والمدينة والدولة والأمة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق