الشعب الذي استعبده الفراعنة
د. عطية عدلان
مدير مركز (محكمات) للبحوث والدراسات – اسطنبول- أستاذ الفقه الإسلامي
أنا مصريٌّ وأفتخر، أجدادي ليسوا أولئك الفراعنة، أجدادي هم الشعب الذي استعبده الفراعنة، مثلما يستعبد العسكر اليوم قومي،
والحضارة المصرية القديمة لها وجهان، وجه إبداعيّ إعجازيّ، ووجه وثنيٌّ خرافيّ،
فأمّا الوجه الإبداعيّ الإعجازيّ فهو نتيجة علم وعمل وفنّ وإبداع المصريين القدماء، الذين لم تكن تربطهم بالفراعنة علاقة إلا كهذه التي تربط اليوم قومي بالعسكر المجرمين،
وأمّا الوجه الوثنيّ الخرافيّ فهو مسحة الفراعنة الطغاة، الذين سخروا علم أجدادنا القدماء وجهدهم وإبداعهم في الترسيخ لخرافاتهم وأساطيرهم التي يبنون عليها ملكهم ويشيدون عليها عروشهم، والآية الكريمة التي تنكر على عاد قوم هود عبثهم تنطبق على هؤلاء مثلما تنطبق على عاد: (أتبنون بكل ريع آية تعبثون) والريع هو المرتفع من الأرض، كهضبة الأهرامات، والآية هي الصرح والبناء الأسطوري كالهرم،
أمّا الحضارة المصرية التي أفتخر بها فهي كلّ وثبة وثبتها مصر من لدن الفتح الإسلاميّ على يد عمرو بن العاص إلى ما قبل الحكم العسكريّ الذي جاءها مع انقلاب يونيو 1952م،
ولسوف يكون لمصر صعود حضاريّ قائم على أصول إسلامية، يبدأ إن شاء الله قريبًا بعد أن يزول القزم الأخرق على يد المشروع الإسلاميّ القادم.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق