الدرة (( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ )) الامام الشافعي
الجمعة، 2 أكتوبر 2020
فوق السلطة 201 – الكاميرا الخفية في مصر
الخميس، 1 أكتوبر 2020
فيديو اليوم
الصهاينة العرب...!
الصهاينة العرب...! |
د.حمزة بن فايع الفتحي |
ليس الاعارب طغمةَ الأشرار ! بمقالةٍ وقصائد وحوار؟! ويُصادقون صهاينَ الاعصارِ! عزّت على التسليم والاوزارِ تلك التي باتت على الاخطارِ أنشودةُ الأوغاد والكفار! شرّ الشرور ونكبةُ الأعمار بحلاوةٍ وطلاوة وقرارِ! تلك الصغارُ وعشتمُ كالفارِ! صرتم ضحية َذلك المتواري حربٌ فحرب فوق أدنى شعار كل الزهور بهذه الأضرار ورزيةٌ صُنعت بغير شوارِ وتلذذوا بعوائد المليارِ! لا يبصرون كوارثا لصغار! أثمانها الدمّ الزكي الساري لسلامها الوضاء والمدرار ألقت بهم في مهمهٍ وصحاري من فيلق الأبطال والأحرارِ عن أمة كم أُهدرت بعوار ليدافعوا عن موطئ المختار سُفكت بلا حق ولا إنذارِ فعل السفية وردةَ الفجارِ يكفي فهاهتنا مع الشطارِ! بيع البلاد بحفنة الدينارِ! تُركت لقِن ّعابث غدارِ وفنادقا صنعت لكل شنار وبليله كالراقص الزمار الا صهيلُ ُمجاهد بتار واليوم صاروخٌ من الإعصار إلا بريقَ نذير فوارس ونيار حتى أتوا بعجائب الأفكار لعبت بكل متاجر خوار ليبيدهم كمعازف الأطيار ان يترفوا بمخابز وخضار يبني السلام بعزمه المغزار لمنازل الأبطال والأغيار في ذلة محروسة بحصارِ في قلب صهيون العدو الضاري بعزيمةٍ وبسالةٍ وشَرارِ ! |
خطيئة ابن خلدون
خطيئة ابن خلدون |
محمد جلال القصاص |
يعد عالم الاجتماع العراقي الشهير الدكتور علي الوردي أحد أهم وأشهر من اهتموا بمخرجات ابن خلدون. ومما كتب الدكتور علي الوردي عن ابن خلدون كتابًا بعنوان "منطق ابن خلدون"، وفي مقدمته عقد مقارنة بين المفكر الإيطالي سيء السمعة ميكافيلي وابن خلدون، وذكر أن آراء ابن خلدون كانت أشدَّ انحرافًا عن شرعة الأخلاق والأديان من آراء ميكافيلي، ولكن الناس لم ينتبهوا لها، وذلك لأن ابن خلدون كتب بأسلوب دبلوماسي غطي به الآراء المنحرفة بغطاء برّاق. عكف المستشرقون على قراءة التراث الإسلامي وعمدوا إلى إخراج النماذج الشاذة منه، وكان الهدف العام هو تقديم قراءة للإسلام تتوافق مع السياق العلماني الناشيء في أوروبا؛ فكان مما أخرجوه ابن خلدون. اهتم به الغربيون لشيءٍ رئيسي أحدثه في الفكر الإسلامي، وهو القول بأن البيئة هي التي تشكل سلوك الإنسان... بمعنى أن البيئة هي المؤثر الأكبر في شخصية الإنسان، في أفكاره ومزاجه ولون بشرته.. وكل شيء. ويترتب على ذلك أشياء من أهمها: الاستسلام للقيم السائدة في البيئة التي نعيش فيها، وهي قيم العلمانية التي احتلت بلاد المسلمين. بمعنى أن أفكار ابن خلدون عن هيمنة البيئة وتحكمها قدمت تبريرًا للاستسلام لواقع تغريب الشريعة.. قدمت تبريرًا لهيمنة العلمانية. وليس هذا فقط بل قدمت دعمًا لأمهات الأفكار المنحرفة الوافدة إلينا من عند الغرب، مثل فكرة التطور في المجال الثقافي والعلمي والتي تعني أن البشرية تسير في خط مستقيم وأن ما عليه الناس الآن في تفاعلاتهم الاجتماعية هو الرشد، يقولون الديمقراطية الغربية حالة من الرشد البشري، هذا وهي تفعل بهم وبنا ما لا يخفى على أحدهم، ويتفرقون حول هذه الفكرة ليجملوها ويمرروها على المسلمين، فبعضهم يحاول أسلمتها وبعضهم يحاول مد الجسور بينها وبين الإسلام، وبعضهم يمررها بدعوى الإضطرار ، وكلهم قادمون من عند ابن خلدون .. من القول بأن السائد في البيئة لا يمكن دفعه. ومن أخبث التطبيقات على فكرة ابن خلدون هذه القول بأن البعثة المحمدية بنت بيئتها، وأن ما جاء به الرسول، صلى الله عليه وسلم، تطور للبيئة، وهو محور رئيسي عند الرافضين لرسالة الله للبشر بمحمدٍ، صلى الله عليه وسلم، وقد ناقشت هذا بشيءٍ من التفصيل في مقالٍ بعنوان "فجائية الدعوة أكثر ما يؤرق المخالفين"؛ وقدَّم ابن خلدون تطبيقًا خاصًا للفكرة، فيما يتعلق بالبعثة المحمدية، وذلك في تفسيره لنشوء الدولة، والقول بتوحش العرب كسببٍ مباشر لإقامة دولة، وهذا الكلام مردود كله، ويمرره قومنا لأنه يناسب هواهم فيما نكابده من أحداث، وإن شاء الله أقدم مناقشة منفصلة لهذه الفكرة في مقالٍ مستقل. وعند التأمل في هذه الأفكار نجد أن الواقع (البيئة، أو المجتمع) نقطة انطلاق للتشخيص، للتعرف على المناط كي نأتي له بالحكم الصحيح إذا كان المقام افتاء، أو نبحث له عن الدواء إذا كان المقام دعوة وإصلاح، ولكن الواقع (البيئة أو المجتمع) –أبدًا- لا يكون مصدرًا للقيم الحاكمة. بمعنى أن القيم هي التي تصوغ الواقع وليس العكس. فكل مجتمع عبارة عن تطبيق لمنظومة قيم، أيًا كان وصفها. وإذا وجدت منظومةٌ ما من القيم من يغرسها في قلوب الناس ويرعاها حتى تتحول إلى سلوك وعادات فإنها ولابد تعيد صياغة الواقع/ البيئة من جديد؛ تمامًا كما تبدد ظلام الجاهلية بما أرسل الله به محمدًا، صلى الله عليه وسلم. تغير واقع الناس كليةً، على عكس ما يزعم ابن خلدون والمتأثرين به. وفي واقعنا المعاصر نموذج شديد الوضوح يشهد على خطأ القول بـحتمية البيئة... يشهد على خطأ القول بأن البيئة تفرض السائد فيها من مفاهيم على الجميع. هذا النموذج هو تمكن الإباحية (الجنسانية كما يسميها مشيل فوكو في كتابه تاريخ الجنسانية)، من المجتمعات الغربية وظهورها في المجتمعات الإسلامية حتى كادت تتمكن منا كما تمكنت من غيرنا. فقد كانت المجتمعات الغربية إلى وقت قريب محافظة لا تعرف التعري والرذيلة. كانت إلى وقتٍ قريب لا تعرف غير الحجاب وقرار النساء في البيت، حتى دبت فيها منظومة الإباحية، ووجدت من يؤمن بها ويدعو إليها ويدافع عنها، فمكن لها في واقع الناس. ومما جعل الأمر يلتبس على بعضهم أن أغلب الناس تبع، يخضعون للواقع في كل شيء .. أغلب الناس مع ما ذاع وانتشر، في عقائدهم وفي خاصة أمرهم. يرددون ما يتردد، ويلبسون ما يلبس وإن كان محرمًا، ويأكلون ويشربون ما يؤكل وما يشرب وإن كان مما لا يضر ولا ينفع. فالواقع هو المؤثر على هؤلاء، وهم الكثرة الكاثرة من حيث العدد، ولكن الواقع الذي يسوق هؤلاء حيث يشاء هو هو بنفسه تبع لفئة قليلة تؤمن بفكرة وتُخضع لها الواقع، وإنهم في كل زمانٍ ومكان .. صالحون أو مفسدون.
ألا إن ابن خلدون قد جاء على فترة من العز..بعد أن كُسر المسلمون في الأندلس ودخل النصارى عليهم في المغرب واحتلوا أطراف العالم الإسلامي وهاجموا قلبه، فراح ـ بقصد أو بدون قصد- يقول بسيادة الواقع. والواقع فقط يسود على الهمج ويأخذهم حيث شاء، والواقع ذاته بيد فئة من الناس.. أولئك الذين يحرسون القيم ويستنبتونها. محمد جلال القصاص |
ولولـة في أرض الكنانة !!

الحكّاء (11) | نعم.. أنا صاحب هذه الصورة
الحكّاء (11) | نعم.. أنا صاحب هذه الصورة
أسعد طه
(1) اُستدعى للتحقيق، يدخلونني الغرفة، يرفعون الكيس من على رأسي، لحظات صمت كأنها سنوات، يبلغني المحقِّق ببرود شديد أني سأصعق بالكهرباء، تخيلت أنهم سوف يستخدمون ذلك الهاتف العسكري الروسي المتعارف عليه في سجون العالم العربي، وهو الذي يولد شحنة كهربائية حين تدور عجلته.
لكن المحقق كان كريما معي، وطلب صعقي بتيار كهربائي مباشر من إمدادات الكهرباء المثبتة في حائط الغرفة، أكاد أفارق الحياة، أصرخ، أسمع المحقق يبلغني بتهكم أن ملاحظتي بشأن تعذيبي سوف يسجلها بكل أمانة في ملفي؛ لكنها لن تغير من الأمر شيئا.
(2)
الغريب في الأمر أن سجن "أبو غريب" الواقع (غرب بغداد)، وعلى بعد حوالي 30 كيلو مترا، قد بنته شركة أميركية في الخمسينيات، وها هو عام 2003 يصبح سجنا أميركيا سيئ السمعة، يزج فيه كل من يقاوم الأمريكان، الذين غزوا بلادي بحجة البحث عن أسلحة الدمار الشامل، تلك التي لم يجدها أحد حتى الآن.
السجن يتألف من 4 طوابق، كل طابق به 25 زنزانة، وتكمن غرفة التحقيق في الطابق الثاني، والمكان كله مرتع لشركات أمنية، ومرتزقة من ضباط شرطة ورجال استخبارات مطرودين أو متقاعدين، من دول عديدة من العالم، ويحتكر الأمريكان مهام حراس السجن.
وفي هذا الجحيم فإن مهمة الشركات الأمنية هي انتزاع المعلومات من المعتقل، وتقديمها إلى الجهات الحكومية الأميركية والبريطانية.
أما المترجمون فإن ألطفهم هم البوسنيون، ينطقون العربية الفصحى، طيبون للغاية، يتصرفون بمهنية دون أجندات خارجية على عكس المترجمين العرب، والعراقيين بالذات.
الحال نفسها هي حال الأطباء، أغلبهم يعاملوننا بقسوة، وقلة منهم تتعاطف معنا، وتحاول مداواتنا قدر استطاعتها، حتى إن بعضهم تضامن معنا بعد خروجنا من السجن، وقيامنا برفع دعاوى في أميركا، إلى حد تخلي بعضهم عن وظيفته والإدلاء بشهادته إلى جانبنا أمام القضاء الأميركي.
(3)
حفلة الاستقبال مرعبة، أقضي 5 أيام عاريا، مقيدا في وضعية غير مريحة بباب الزنزانة، يتناوبون علي، يتلذذون بتعذيبي، يضعون رأسي على الأرض، يقومون بتشغيل موسيقى عالية وصاخبة جدا باستخدام مكبرات صوت ضخمة مدة ساعة؛ لكنها تبقى في رأسي اليوم كله.
تتعدد صنوف التعذيب، يستهدفون إرادتنا، يعملون على كسرها بأي طريقة، أسأل نفسي هل يمكن أن يكون هؤلاء بشرا مثلنا؟ كيف لهم أن يفعلوا ذلك؟ من أين أتتهم فكرة حشرنا في صناديق معدنية؟ وتركنا هكذا في وضعية صعبة للغاية، ثم التبول علينا ورمينا بالقاذورات، وتصويب بنادقهم على رؤوسنا، وتجهيز الزناد ثم الصراخ: إعدام، أو وضع أشياء على أعضائنا الخاصة، وإدخال عصا مقشة فينا حتى ننزف دما، وصعقنا بالكهرباء في أماكن حساسة.
(4)
تمر الأيام ثقيلة في سجن أبو غريب، تحسب بالثواني وليس بالأيام، تعودت على طقوس التحقيق، تبدأ قبله بيوم كامل، يحرمونني فيه من النوم والطعام، ويقيدونني بوضع غير مريح، كرفع الأقدام، والوقوف على رؤوس الأصابع.
وعندما يحين الموعد يقتادونني إلى كبير المحققين، ذاك الذي ما إن تراه حتى تشعر أنه أكثر شخص يكرهك في العالم، يجلس بجانبه شخص آخر يبذل جهدا في إقناعك أنه متعاطف معك، وثالث مهمته أن يسجل ويكتب فقط، ولا تخلو جلسات التحقيق من وجود سيدة تقوم بحركات فاضحة، حتى ملابسها فاضحة، وأحيانا كانت تصر على تفتيش المعتقل في أماكن حساسة من جسده بحجة البحث عن وشم أو علامة.
يجري التحقيق عادة معي وأنا مغطى الرأس بكيس، تماما مثل الصورة التي شاهدتموها وأصبحت حديث العالم، وحينما تحين فقرة الكهرباء أشعر كأنها تتخلل جسمي كله، وأن عيني ستقلع من رأسي ويتطاير منها الشرر.
لكن لا مانع من التخلي أحيانا عن طقوس التحقيق، ففي إحدى الليالي، وبعد الهزيع الأول منه، يقتحم الحراس زنزانتي، يغرقونني بماء بارد، يدخل كبير المحققين ومعه عسكري ومترجم، يقول لي "ألم أعدك بإرسالك إلى غوانتنامو؟ أقدم لك كولونيل برادلي، مدير معتقل غوانتنامو، لقد قدم إليكم هنا، وسوف يتعامل معكم بما تعامل به مع المعتقلين في غوانتنامو".
(4)
أفتخر بنفسي، بقدر ما كان لتعذيبهم من قسوة، بقدر ما قاومتهم ولم أدل بأي معلومة، يكره المحققون القوي منا، يكرهونه أكثر عندما يدركون أنه قاومهم كمحتلين لبلاده، ويحتقرون الضعيف، يحتقرون كل شخص يتوسل إليهم، وفي نهاية الأمر ينال الجميع حصته من التعذيب والأذى.
في هذا اليوم، حيث التقطت لي هذه الصورة، أتعرض لأبشع أنواع التعذيب، أسمع ضحكهم الهستيري، يشتد تنكيلهم بي، أعض على لساني بعنف، يتدفق الدم من فمي، يسيل على صدري، يستدعون الطبيب، يأمرني بالنوم على الأرض، يفتح فمي بمقدم حذائه، يرتدي قفازا أخضر، يمد يده إلى فمي، يرى الجرح، يخبرهم أن الأمر طبيعي، وأن الصعق الكهربائي تسبب فيه، وأن جميع المعتقلين قد مروا بهذه الحالة، ينصحهم بأن يكملوا عملهم.
"لماذا تعارضوننا وتقاوموننا؟ ونحن منحناكم حرية الرأي"، "كنا نبحث عن حرية التعبير؛ لكننا بتنا في معتقلكم هذا نبحث عن حرية التبول"، يدور الحديث سريعا بيني وبين المحقق، عادة لا تستمر جلسات التحقيق طويلا، يعذبونني خلالها، أشعر أنني مشلول، أفقد السيطرة تماما على جسدي، وهي حالة تدوم ما بين 5 دقائق إلى 20 دقيقة، وأؤكد لك أن المرء أثناء التعذيب يصل إلى حالة موت سريري كامل.
يعيدونني إلى زنازينهم، في الأيام العادية لم أكن أستطيع النوم أكثر من ساعتين متواصلتين، وحتى خلال هاتين الساعتين أبقى في حالة تشبه أحلام اليقظة، بين النوم والإفاقة منه.
أفتخر بنفسي، بقدر ما كان لتعذيبهم من قسوة، بقدر ما قاومتهم ولم أدل بأي معلومة، يكره المحققون القوي منا، يكرهونه أكثر عندما يدركون أنه قاومهم كمحتلين لبلاده، ويحتقرون الضعيف، يحتقرون كل شخص يتوسل إليهم، وفي نهاية الأمر ينال الجميع حصته من التعذيب والأذى.
(5)
أقضي في هذا الجحيم 70 يوما، يصر الصليب الأحمر على إطلاق سراح كل من سجلته القوائم الأميركية، وسجلته في القوائم محاربا مصابا، باعتبار أنه أسير حرب، خصوصا بعد أن أعلنت الخارجية الأميركية أن الحرب قد انتهت.
تمر الأيام، تتداخل الأحداث في بلادي، وتتعدد الأطراف، وتتنوع السجون، يتبع بعضها الحكومة العراقية، وأخرى تخضع للقوات الأميركية، ألتقي أهالي معتقلين يحاولون دفع مبالغ مالية حتى ينقل أبناؤهم من سجن يتبع الحكومة العراقية حيث العذاب الأشد، إلى سجن أميركي حيث العذاب أقل شدة.
أقوم بتأسيس جمعية ضحايا سجون الاحتلال، يتوسع عملي، ألتقي معتقلين من كل العالم، وخصوصا من الدول العربية، أصبح على قناعة بأن العنف والتطرف يخرج من زنازين التعذيب والإذلال والإهانة، التي يتعرض لها الإنسان بالسجون.
لكن الطريف، إذا صح أن نقول في هذا الأمر أن هناك ما هو طريف، أن ألتقي معتقلين سابقين من دول عربية، ضمتهم قضية تعارفوا على تسميتها بقضية بنك النقد الدولي، أسألهم متهكما هذا لا يعقل، هل حاولتم سرقة بنك؟ يقولون: لا، إنما الأمر كالآتي:
القروض المخصصة من قبل صندوق النقد الدولي للدول، التي تحارب الإرهاب، هي قروض ميسرة جدا، وللحصول عليها تقوم الدولة، أي دولة من دولنا، باعتقال مجموعة ما بطريقة عشوائية، وغالبا ما يكونون أناسا عاديين، أو طلاب جامعات، وتحت صنوف التعذيب يعترف المعتقلون بأمور لم يرتكبوها، ثم تتقدم الدولة لصندوق النقد بطلب قرض، بناء على ما تدعيه من مقاومة الإرهاب.
أتابع وأنا في مهجري ما يجري في بلدي، بالأحرى ما يجري في بلادنا، حيث الدائرة نفسها من الادعاءات والاتهامات الكاذبة، ثم استباحة الأرض والعرض، ثم الاعتقال والتعذيب، الأبرياء يسمونهم إرهابيين، والإرهابيون يسمونهم دعاة الحرية والديمقراطية، لذا فأنا ما زلت معتقلا.
(6)
أخضع بعد الإفراج عني لـ6 عمليات في اليد اليسرى، لدي كسر في عظمة الترقوة، وإصابة في الركبة تمنعني من القدرة على المشي دون عكازات، أبلغ من العمر 56 عاما؛ لكني لا أستطيع العمل، بل إنني الآن وبعد مرور 15 عاما على هذا الحدث الجلل، ما زلت لا أطيق النوم في الأماكن المغلقة أو المظلمة، تطاردني الذكريات والآلام.
أتذكر دائما ما جرى لي في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2003، حين توقفني القوات الأميركية وأنا في طريقي إلى عملي، يسألونني هل أنت "علي القيسي" أجيب بنعم، فيتم اعتقالي على الفور، وأعرف لاحقا أن القوات الأميركية قد لاحقتني شهرا كاملا؛ لأنني ببساطة قررت أن أكشف للعالم ما يقوم به الجيش الأميركي الغازي في بلادي، كنت أناضل بطرق سلمية من خلال التواصل مع وسائل الإعلام العالمية لكشف الجرائم، التي يرتكبها الاحتلال في العراق.
(7)
أتابع وأنا في مهجري ما يجري في بلدي، بالأحرى ما يجري في بلادنا، حيث الدائرة نفسها من الادعاءات والاتهامات الكاذبة، ثم استباحة الأرض والعرض، ثم الاعتقال والتعذيب، الأبرياء يسمونهم إرهابيين، والإرهابيون يسمونهم دعاة الحرية والديمقراطية، لذا فأنا ما زلت معتقلا.