الجمعة، 2 أكتوبر 2020

فوق السلطة 201 – الكاميرا الخفية في مصر

برنامج فوق السلطة

بعد أول مناظرة للانتخابات في أميركا.. هل تصدق توقعات إعلامي أميركي بحرب أهلية؟



تناولت حلقة (2020/10/2) من برنامج "فوق السلطة" موضوعاتها بالعناوين التالية: لماذا تدعم إيران شيعة العرب وتترك شيعة أذربيجان؟ هل تصدق توقعات فريدمان بحرب أهلية أميركية؟ إعلام السيسي يعترف بالتزوير.

كما تناولت: غسيل نتنياهو الوسخ يحمله من إسرائيل إلى أميركا، وماكرون يؤنب المسؤولين اللبنانيين لكنه لا يتوب.

تابع العالم أول مناظرة بين أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركي: الرئيس دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطي جو بايدن الذي كرر عبارة اخرس يا رجل بعد تكرار ترامب مقاطعة حديثه.

وقد حفلت المناظرة بالاتهامات المتبادلة بالكذب والفساد والثرثرة، حتى وصفها مذيعو قناة "سي إن إن" (CNN) بالفضيحة والعرض القذر.

كما استخدم جو بايدن عبارة "إن شاء الله" للتعجب من كلام ترامب عن أنه يدفع ضرائبه بدقة، بعد أن قرأ سابقا ترجمة حديث نبوي شريف.

وقبل أيام من إجراء المناظرة الأولى بين المرشحين، فوجئ الرئيس ترامب -أثناء مشاركته في جنازة رسمية- بمتظاهرين تجمعوا في مواجهته ورددوا هتاف "صوتوا لخروجه من البيت الأبيض"، في وقت أعادت فيه وسائل إعلام التذكير بوصف محامي ترامب السابق مايكل كوهين الرئيس الأميركي بأنه لا يعرِف كيف يخسر، ومن الصعب أن يتنازل عن السلطة سلميا في حال سقوطه.

فهل يتحامل مايكل كوهين على ترامب الذي رفض هذا الأسبوع أن يتعهد بضمان الانتقال السلمي للحكم، ورد على سؤال بهذا الخصوص بأنه منزعج من التصويت عبر البريد. وبحسب محلل سياسي: إذا أرادت أميركا أن تسلم من حرب أهلية، فيجب أن يفوز ترامب أو يسقُط سقوطا مريعا، حتى لا تكون له أي حجة لادعاء التزوير.

وتحدث الإعلامي الأميركي المخضرم توماس فريدمان عن حياته المهنية التي بدأها في تغطية الحرب الأهلية الثانية في لبنان، وأكد أنه لا يرغب في أن يختمها بتغطية الحرب الأهلية الأميركية الثانية التي يخشى وقوعها في حال خسارة ترامب ورفضه تسليم السلطة.

جدير بالذكر أنه وفي الولايات المتحدة لا تحظر القوانين اقتناء السلاح، بل إن ترامب يشجع على حمله، وقد تم مؤخرا تشكيل عدد من المليشيات العلنية التي يغلب عليها التعصب اليميني، والولاء التام لترامب القائد لا الرئيس فحسب.


الخميس، 1 أكتوبر 2020

فيديو اليوم

فيديو اليوم
تم توجيه سؤال لبعض الطلاب عام 1966 حول ماهية الحياة سنة 2000 م وكانت هذه اجاباتهم



الصهاينة العرب...!

 

الصهاينة العرب...!

د.حمزة بن فايع الفتحي


بسم الله الرحمن الرحمن


قالوا صهاينةٌ وكنتُ أُداري

ليس الاعارب طغمةَ الأشرار !
ايصيرُ أبناء العروبةِ علقماً

بمقالةٍ وقصائد وحوار؟!
يدعونَ للكفر العريضِ جهارةً

ويُصادقون صهاينَ الاعصارِ!
ويودُ كاتبُهم هزيمةَ أمةٍ

عزّت على التسليم والاوزارِ
ويود ناثرهم هزيمة (غزةٍ)

تلك التي باتت على الاخطارِ
ويصيحُ من فمّ الهوان كأنه

أنشودةُ الأوغاد والكفار!
لا ليس ينفعنا الجهادُ وإنه

شرّ الشرور ونكبةُ الأعمار
هبّوا الى شَهد السلام لتنعموا

بحلاوةٍ وطلاوة وقرارِ!
كم هُدّمت ادياركم وتقتّلت

تلك الصغارُ وعشتمُ كالفارِ!
لا دارَ يؤويكم وشملُ أحبةٍ

صرتم ضحية َذلك المتواري
صاروخُه لعَبٌ وكلّ ضجيجهِ

حربٌ فحرب فوق أدنى شعار
وتحرقت اغصانُكم وتزلزلت

كل الزهور بهذه الأضرار
لا يرغبون السلمَ تلك مصيبةٌ

ورزيةٌ صُنعت بغير شوارِ
جرّوا على البلد الحزين مآسياً

وتلذذوا بعوائد المليارِ!
وبلادهم باتت دِمى ومحازناً

لا يبصرون كوارثا لصغار!
قالوا مقاومةٌ وتلك تجارةٌ

أثمانها الدمّ الزكي الساري
و(الضفة) الخضراء باتت انجما

لسلامها الوضاء والمدرار
يا (غزة) وفعائلا ضرت بهم

ألقت بهم في مهمهٍ وصحاري
كُبت الصهاينة الخصوم ونُكلوا 

من فيلق الأبطال والأحرارِ
ذاك الجهاد مدافع وحواجز

عن أمة كم أُهدرت بعوار
والصِّيد ان حملوا السلاح فحقُهم

ليدافعوا عن موطئ المختار
وتُصانَ أعراض لهم ومساجدٌ

سُفكت بلا حق ولا إنذارِ
يا أمتي صوني الكلام وجانبي

فعل السفية وردةَ الفجارِ
ما عاد ينفعنا الخضوع وذيلُه

يكفي فهاهتنا مع الشطارِ!
تكفي كتابتكم فكل أريجها

بيع البلاد بحفنة الدينارِ!
ومصائر الشعب االكئيب مهازلٌ

تُركت لقِن ّعابث غدارِ
يعطونه اللبس الأنيق وغادةً

وفنادقا صنعت لكل شنار
يُرغي الكلام كفاتح ومقاومٍ

وبليله كالراقص الزمار
بيعت (فلسطينُ )الحبيبةُ لم يعد

الا صهيلُ ُمجاهد بتار
كان الحجارة لحنَهم ونشيدَهم

واليوم صاروخٌ من الإعصار
واليوم تنقلبُ الحجارةُ لم تكن

 إلا بريقَ نذير فوارس ونيار
غرس الثباتُ شبابه وجنوده

حتى أتوا بعجائب الأفكار
سجنٌ كبيرٌ (غزة)ٌ لكنها

 لعبت بكل متاجر خوار
من رام تسليمَ العدو سلاحهم

ليبيدهم كمعازف الأطيار
دون الكرامة عيشهم وطموحهم

ان يترفوا بمخابز وخضار
كلا فمن يبغي السلام فإنه

يبني السلام بعزمه المغزار
وببأسه يملي الشروط ويرتقي

 لمنازل الأبطال والأغيار
ما عاد يُطربنا الهناءُ وراسنا

في ذلة محروسة بحصارِ
لا بد من رفع الرؤوس وهزها

في قلب صهيون العدو الضاري
حتى يرى الاذناب انا فوقهم 

بعزيمةٍ وبسالةٍ وشَرارِ !

1435/9/22

كتابات شادي جاهين

 كتابات شادي جاهين,#شادي_جاهين,

كلناعويس الراوي



خطيئة ابن خلدون

 

خطيئة ابن خلدون

محمد جلال القصاص
 @mgelkassas


بسم الله الرحمن الرحيم

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

خطيئة ابن خلدون

يعد عالم الاجتماع العراقي الشهير الدكتور علي الوردي أحد أهم وأشهر من اهتموا بمخرجات ابن خلدون. ومما كتب الدكتور علي الوردي عن ابن خلدون كتابًا بعنوان "منطق ابن خلدون"، وفي مقدمته عقد مقارنة بين المفكر الإيطالي سيء السمعة ميكافيلي وابن خلدون، وذكر أن آراء ابن خلدون كانت أشدَّ انحرافًا عن شرعة الأخلاق والأديان من آراء ميكافيلي، ولكن الناس لم ينتبهوا لها، وذلك لأن ابن خلدون كتب بأسلوب دبلوماسي غطي به الآراء المنحرفة بغطاء برّاق.
 ومعلوم أن الناس أهملوا ابن خلدون بعد وفاته لقرونٍ عدة، فلم يلق اهتمامًا ممن حوله ولا من الذين جاءوا من بعده، كما كان الحال مع الأئمة الأعلام كالإمام مالك والشافعي وأحمد بن حنبل والبخاري وابن تيمية وابن القيم. فكيف، ولماذا، زاع صيت ابن خلدون اليوم، وهو على ما وصف علي الوردي من الانحراف الشديد؟!

عكف المستشرقون على قراءة التراث الإسلامي وعمدوا إلى إخراج النماذج الشاذة منه، وكان الهدف العام هو تقديم قراءة للإسلام تتوافق مع السياق العلماني الناشيء في أوروبا؛ فكان مما أخرجوه ابن خلدون. اهتم به الغربيون لشيءٍ رئيسي أحدثه في الفكر الإسلامي، وهو القول بأن البيئة هي التي تشكل سلوك الإنسان... بمعنى أن البيئة هي المؤثر الأكبر في شخصية الإنسان، في أفكاره ومزاجه ولون بشرته.. وكل شيء. ويترتب على ذلك أشياء من أهمها: الاستسلام للقيم السائدة في البيئة التي نعيش فيها، وهي قيم العلمانية التي احتلت بلاد المسلمين. بمعنى أن أفكار ابن خلدون عن هيمنة البيئة وتحكمها قدمت تبريرًا للاستسلام لواقع تغريب الشريعة.. قدمت تبريرًا لهيمنة العلمانية. وليس هذا فقط بل قدمت دعمًا لأمهات الأفكار المنحرفة الوافدة إلينا من عند الغرب، مثل فكرة التطور في المجال الثقافي والعلمي والتي تعني أن البشرية تسير في خط مستقيم وأن ما عليه الناس الآن في تفاعلاتهم الاجتماعية هو الرشد، يقولون الديمقراطية الغربية حالة من الرشد البشري، هذا وهي تفعل بهم وبنا ما لا يخفى على  أحدهم، ويتفرقون حول هذه الفكرة ليجملوها ويمرروها على المسلمين، فبعضهم يحاول أسلمتها وبعضهم يحاول مد الجسور بينها وبين الإسلام، وبعضهم يمررها بدعوى الإضطرار ، وكلهم قادمون من عند ابن خلدون .. من القول بأن السائد في البيئة لا يمكن دفعه.

ومن أخبث التطبيقات على فكرة ابن خلدون هذه القول بأن البعثة المحمدية بنت بيئتها، وأن ما جاء به الرسول، صلى الله عليه وسلم، تطور للبيئة، وهو محور رئيسي عند الرافضين لرسالة الله للبشر بمحمدٍ، صلى الله عليه وسلم، وقد ناقشت هذا بشيءٍ من التفصيل في مقالٍ بعنوان "فجائية الدعوة أكثر ما يؤرق المخالفين"؛  وقدَّم ابن خلدون تطبيقًا خاصًا للفكرة، فيما يتعلق بالبعثة المحمدية، وذلك في تفسيره لنشوء الدولة، والقول بتوحش العرب كسببٍ مباشر لإقامة دولة، وهذا الكلام مردود كله، ويمرره قومنا لأنه يناسب هواهم فيما نكابده من أحداث، وإن شاء الله أقدم مناقشة منفصلة لهذه الفكرة في مقالٍ مستقل. 

وعند التأمل في هذه الأفكار نجد أن الواقع (البيئة، أو المجتمع) نقطة انطلاق للتشخيص، للتعرف على المناط كي نأتي له بالحكم الصحيح إذا كان المقام افتاء، أو نبحث له عن الدواء إذا كان المقام دعوة وإصلاح، ولكن الواقع (البيئة أو المجتمع) –أبدًا- لا يكون مصدرًا للقيم الحاكمة. بمعنى أن القيم هي التي تصوغ الواقع وليس العكس. فكل مجتمع عبارة عن تطبيق لمنظومة قيم، أيًا كان وصفها. وإذا وجدت منظومةٌ ما من القيم  من يغرسها في قلوب الناس ويرعاها حتى تتحول إلى سلوك وعادات فإنها ولابد تعيد صياغة الواقع/ البيئة من جديد؛ تمامًا كما تبدد ظلام الجاهلية بما أرسل الله به محمدًا، صلى الله عليه وسلم. تغير واقع الناس كليةً، على عكس ما يزعم ابن خلدون والمتأثرين به.

وفي واقعنا المعاصر نموذج شديد الوضوح يشهد على خطأ القول بـحتمية البيئة... يشهد على خطأ القول بأن البيئة تفرض السائد فيها من مفاهيم على الجميع. هذا النموذج هو تمكن الإباحية (الجنسانية كما يسميها مشيل فوكو في كتابه تاريخ الجنسانية)، من المجتمعات الغربية وظهورها في المجتمعات الإسلامية حتى كادت تتمكن منا كما تمكنت من غيرنا. فقد كانت المجتمعات الغربية إلى وقت قريب محافظة لا تعرف التعري والرذيلة. كانت إلى وقتٍ قريب لا تعرف غير الحجاب وقرار النساء في البيت، حتى دبت فيها منظومة الإباحية، ووجدت من يؤمن بها ويدعو إليها ويدافع عنها، فمكن لها في واقع الناس.

وكما تمكنت منظومةُ أفكار (أيدلوجيا) الإباحية من المجتمعات الغربية والجنوبية تتمكن اليوم من مجتمعاتنا، فهذه أفكار تغير واقع، ثم يأتي المؤمنون بخطيئة ابن خلدون يقولون بحتمية الواقع، وكأن هذا الواقع لم يتم صياغته من خلال مفاهيم حملها قلة من الناس تمردوا على واقعهم وعالجوه بمنظومتهم الفكرية الجديدة حتى أعادوا تشكيله، ولا زالوا يفعلون.

ومما جعل الأمر يلتبس على بعضهم أن أغلب الناس تبع، يخضعون للواقع في كل شيء .. أغلب الناس مع ما ذاع وانتشر، في عقائدهم وفي خاصة أمرهم. يرددون ما يتردد، ويلبسون ما يلبس وإن كان محرمًا، ويأكلون ويشربون ما يؤكل وما يشرب وإن كان مما لا يضر ولا ينفع. فالواقع هو المؤثر على هؤلاء، وهم الكثرة الكاثرة من حيث العدد، ولكن الواقع الذي يسوق هؤلاء حيث يشاء هو هو بنفسه تبع لفئة قليلة تؤمن بفكرة وتُخضع لها الواقع، وإنهم في كل زمانٍ ومكان .. صالحون أو مفسدون.

 

ألا إن ابن خلدون قد جاء على فترة من العز..بعد أن كُسر المسلمون في الأندلس ودخل النصارى عليهم في المغرب واحتلوا أطراف العالم الإسلامي وهاجموا قلبه،  فراح ـ بقصد أو بدون قصد- يقول بسيادة الواقع. والواقع فقط يسود على الهمج ويأخذهم حيث شاء، والواقع ذاته بيد فئة من الناس.. أولئك الذين يحرسون القيم ويستنبتونها.

محمد جلال القصاص
14شوال 1437هـ
19يوليو2016

ولولـة في أرض الكنانة !!

ولولـة في أرض الكنانة !!
 
حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 03/01/2011
 
 
( ثـم ختم حديثه بأن بشّـر الحاضرين ، وطلب إليهم نقل هذه البشرى لشعب الكنيسة ، بأنَّ أملهم الأكبـر في عودة البلاد ، والأراضي إلى أصحابها من " الغزاة المسلمين " _ !! _ قـد بات وشيكاً ، وليس فـي ذلك أدنـى غرابـة _ فـي زعمه _ وضرب لهم مثلاً بأسبانيا النصرانية التي ظلت بأيدي " المستعمرين المسلمين " قرابة ثمانية قرون (800 سنة ) ، ثم استردها أصحابهـا النصارى ، ثم قال : وفي التاريخ المعاصر عادت أكثر من بلد إلى أهلها بعد أنْ طُردوا منها منذ قرون طويلة جداً _ واضح أنَّ شنودة يقصد الكيان الصهيوني _ وفي ختام الاجتماع أنهى حديثه ببعض الأدعية الدينية للمسيح الربّ الذي يحميهم و يبارك خطواتهـم )
 
( والتخطيط العام الذي تم الاتفاق عليه بالإجماع ، والتي صدرت بشأنه التعليمات الخاصّـة لتنفيـذه ، وضع على أساس بلوغ شعب الكنيسة إلى نصف الشعب المصري ، بحيث يتساوى عدد شعب الكنيسة مع عدد المسلمين لأول مرة منذ 13 قرنا _  أي منذ " الإستعمار العربي والغزو الإسلامي لبلادنا " على حد قوله _  والمدة المحددة وفقاً للتخطيط الموضوع للوصول إلى هذه النتيجة المطلوبة  تتراوح بين 12 ـ 15 سنة من الآن )
 
كان هذا بعـض ما نقله الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه المهم ( قذائف الحق ) ، عن تقريـر سـرّي يصف لقاء شنوده مع رجال دين وأثريـاء من الأقبـاط ،  في أوائل السبعينات في إجتـماع خاص على مستوى عال !$$$
 
ليس في بلاد الإسلام نهضة إلاّ وفي عنقها منـّة لمصـر ، وما من شعلة مجـد توقـد في الأمـّة إلاّ ولمصـر يـدٌ عليها .
 
وقد كفانا علماؤها ، ودعاتها ، وضع ما جرى في الإسكندرية قبل أيام في محلِّه من الإعراب ، فلنـدع التحليـل الذي يتناول الحادثة بعينـها ، لأبنـاء النيـل ، فهم أدرى بمجاريـه ،
 
 فالأهـم اليوم هو ما كشـفه الحدث من حقيقة المؤامرة القبطيّة على مصر ، وعلاقة تلك المؤامرة بسعيهم الحثيث للتدخـل الخــارجـي والغربي تحديـداً في أرض الكنانـة  !!
 
ومن الواضح أنّ ما خطَّط لـه شنوده في ذلك اللقاء الذي ذكر مضامينه الشيخ محمد الغزالي رحمه الله ، لم يبلغ به ما تمنـّاه ، ( إن في صدورهم إلاّ كبـرٌ ما هم ببالغيه ) ، فأصيب ومن معه بإحباط تسلسل عبر ثلاثـة عقود ، حتى إذا أجمع المكـر الصهيوصليبي الغربي أن يُسرّع خطط شنّ الغـارة على العالم الإسلامي بعد الحادي عشر من أيلول ، هيـَّج الأقليـّات _ كالشيعة في العراق والخليج ، والأقباط في مصر _ فأخذ أقباط مصـر يولولون علينا ولولة المجانين صرعتها الشياطين !
 
لاسيما وهم يرون إنتشار الإسلام ، كالغيث استدبرته الريح ، أو كالنار في الهشيـم ، وأين ؟! فـي مصر التي هي مركز الثقل الإسلامي ، ومصدر التأثير الأقوى في محيطهـا .
 
ولاريب من يتابع المؤامرات على مصر ليدهش من صمودها حتى الآن ، ففضلا عما تقترفه مافيا التحالف بين ( ذوي السلطة ، ورجال الأعمـال ، والعسكر ) من جرائم في حـقِّ الشعب المصـري ،
 
 فالصهاينة لم يقابلوا الهبات الجليلة التي منحها النظام المصري لهم ، إلاّ بمزيد من التجسُّس ، والتخريب الداخلي ، والعبث بكلّ ما تفتخـر به  مصـر ، حتى وصلوا إلى منابع النيـل نفسها ، ليقيموا لهم دولة في جنوب السودان ، وليتحالفوا مع محيط هذه الدولة الصهيونية الجديدة الوليـدة ، من دول فقد نظام المصري قدرته على التأثير فيها بعدما إنشغـل بمفاسده الداخلية ، يتحالفـوا معـها لتدميـر الأمـن المائي المصـري !!
 
وأمـَّا الغربيون عامـَّة ، والأمريكيون خاصة ، فلم يألوا جهـدا في إضعاف مصر ، وتحجيمها ، وتحريض الأقبـاط ضـد أمنـها الداخلـي ، حيث تنتشر في الغـرب سبع منظمـات قبطية كبيـرة _ فضلا عن تلك الصغرى _  تتلقى دعمـا هائـلا ، ولا تتوقـف ساعة واحـدة عن إثارة الفتنة الداخلية في مصـر ،
 
ولم يـزل التحريض الغربي للأقـباط في مصر يتزايـد ، ومعه الدعـم (الملياري) ، حتى بلغ بالأقلية القبطية _ غرورا _ أن رأوْا أنفسهم دولة قائمة بذاتها داخل الدولة المصرية ، رأسها هو شنوده ، وتحته مجموعة من الأساقفة ، كهيئة الوزراء ، تحت كلّ واحـد منهم مأمـورون لايعصـون آمرهـم !
 
وقـد توزَّعوا بينهم إدارة شؤون البلاد !! فأسقف للإتصالات ، وأسقـف للدراسات ، وأسقف للشباب ، وأسقـف التعليم ، وأسقف الإعلام ، وهكـذا حتى أدق تفاصيل الحيـاة ،
 
  وكـلُّ مـن هؤلاء ( الأساقفة الوزراء ) تحته مكاتـب تنفيذيـة يديرها ، وميزانيـة ككنز قارون ينفق منها بغيـر حسـاب  !!
 
وكلُّها تعمل كأنهَّـا دولة بكامـل مؤسساتها ، وتحت تصرفها من أموال الدعم الغربي عامة ، والأمريكي خاصة ، ما لايوصـف قدرُه ،
 
 وهـي تُدار بإسم الدين ،  وبصفة أصولية دينية ، وتُدرَّس فيها المواد الدينية ، والمناهـج النصرانيـّة المتمسّكـة حرفيّـاً بدينهـم ، لايغيـَّر منها شيء ، مصـونةً لاتمـسّ ، ولايطالـِبُ أحـدٌ بتنقيح المناهج الدينية في الكنيسة ، كما يُطالَب بتنقيح مناهج التربية الإسلامية !
 
ثـم إنَّ هذه المدارس ، والمعاهد الدينية التي يديرها أسقف الأديرة ، أو أسقف الرهبان ، أو أسقف التعليم _ على سبيل المثال فلا أدري على وجه التفصيـل _ يُدرَّس فيها كلَّ شيء من التمارين الرياضية ، إلى التدريب على السـلاح ، مروراً بالتعلـيم الديني ، وتاريخ الحروب الصليبية !!
 
وكـلُّ هذا التعليم الديني المتعصّب ، والتدريب على ( الإرهاب ) الديني الذي يجري ضمن فكر ( أصولي ) متشـدِّد _  يخرج متدرِّبوه في مظاهرات ترشق رجال الأمن حتى تدميهـم ! _  لايجرؤ أحـدٌ أن يطلق عليه ( إرهابا ) ولاعلى منظماته ( أنها منظمات إرهابية ) ، ولا على المال الذي يجلب إليه من أمريكا والغرب ، ( دعم للإرهاب ) !!
 
ثـم هـم يطلقون على أنفسهـم ( شعب الكنيسة ) ، وليس شعـب مصــر !
 
ولأنَّ شنودة يرى نفسه أنـَّه الرئيس الفعلـي لمصـر ، وينظـر إلى مصـر من خلال هذا الغرور فحسـب ، وتحـت يده ذلك الدعم اللامحدود ، فإنَّ من الملاحظـات العجيبة على فتـرة ( رئاسـته لدولتـه ) _  أي منذ استهل منصبه في بداية السبعينيات _  لم تُطفــأ نار فتنة يشعلهـا في مصر إلاَّ وأشعـل أخـرى بعدهـا ، منـذ فتنة الخانكة إلى الأميرية والبحر الأحمـر ، مرورا بالزاوية الحمراء ، ونجع حمادى ، وفرشـوط ، والكشح ، والإسكندرية ،  والمطرية ،  وعين شمس وعرب الحصن ، وهلـم جـرَّا ، حتى هذا التفجير الأخيـر!
 
وبعد كـلُّ فتنـة يولـول معيداً ( موال ) إضطهـاد الأقبـاط الذين لايتمتـّع المسلمون في مصـر بربع ما يتمتعون به من النعيـم !! .
 
ولم يزل هذا ( الموَّال ) يُكـرَّر حتى أعـلن الكونغرس الأمريكي _ بعدما كان يناوش من بعيـد _ أن يتحمـَّل بنفسه ملف الأقباط ، بواسطة السيناتور فرانك وولف _  الذي تولى ملف ( دارفور ) إلى أن تـمَّ التدخل الأجنبي فيها _  ووُضِع تحت يده تقارير من منظمات قبطية عنوانـها المشترك هـو : الوجود القبطي في مصر يتعرض لخطر ماحق إلى درجة إختطاف الفتيات القبطيات للأسلمة القسرية ثم الإغتصاب ( أي الزواج بالإكراه ) !
 
وهي تقاريـر مليئة بالأكاذيب ، والإفتراءات عن خطف فتيات الأقباط وبيعهن كالجواري !  وعن القتل ، والإغتصـاب الذين يجريان على نطاق واسع ضد الأقبـاط !  
 
ويضع التقريـر كلَّ مؤسسات الدولة المصريـّة تحت دائرة الإتهام المباشر ، الحكومة ، ومجلس الشعب ، والأزهر ، والقضاء ، والجهات الأمنية !! _ ولهذا رأينا كيف أنَّ المظاهرات القبطية يوم أمـس ، قـد تطاولت حتى على رجال الأمن ، وعلى شيخ الأزهر ، والمفتي ، ووزير الأوقـاف _ ويطالب التقرير بالتدخـل الدولي لحماية أقبـاط مصـر !
 
ولهذا لم يمنـع البابا بنديكتيس إنشغاله بفضائح الأطفال المغتصبين في كنائسه ! أن يرفع عقيرته ، ويتدخَّـل في شؤون مصـر الداخليـة بكلِّ وقاحـة  ، مطالبا بالتدخـل الأجنبيِّ لحمايـة النصارى !!
 
 فردَّ عليه شيخ الأزهـر مستهجنا هذه الدسيسة المريبة ، ومما أثـار الدهشـة والعجب أنَّ البابا كأنـَّه كان مستعداً للحدث ، فلم يمض على التفجيـر سوى ساعات ، حتى أظهـر مكنون نفسه ، وأبـان ما يخفيـه !!
 
والخلاصة أنَّ المؤامرة القبطية في مصـر ، ستكون هـي أكبـر المستفيدين مما جرى ، ولن تدَّخـر وسعـاً في إستثمارها إلى أبعـد مـدى ، لبلوغ أهدافها الخبيثة التي تلتقـي مع أهداف المشروع الصهيوصليبي ضدَّ أمِّتـنا .
 
غير أنَّ هذا كلـَّه لن يزعزع يقيننا أنَّ هذه المؤامرات التي يحركها المشروع الإستعماري الجديد ، ستبوء بالفشـل الذريع بإذن الله تعالى .
 
كمـا يقيننـا أيضـا أنَّ الصروح الإسلامية الشامخـة في أرض الكنانـة ، تمـلك من الوعي ، والعزم ، والقـوَّة ، ما هـو كفيـل بأنَّ يجهض تلك المؤامـرات الخسيسـة ، ويحـول دون أن تبلغ أمانيـها المريضـة.
 
( إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ) .
 
والله المستعان ، وهو حسبنا ، عليه توكـَّلنا ، وعليه فليتوكّـل المتوكّـلون .



الحكّاء (11) | نعم.. أنا صاحب هذه الصورة

 الحكّاء (11) | نعم.. أنا صاحب هذه الصورة


أسعد طه

(1)                                                                  اُستدعى للتحقيق، يدخلونني الغرفة، يرفعون الكيس من على رأسي، لحظات صمت كأنها سنوات، يبلغني المحقِّق ببرود شديد أني سأصعق بالكهرباء، تخيلت أنهم سوف يستخدمون ذلك الهاتف العسكري الروسي المتعارف عليه في سجون العالم العربي، وهو الذي يولد شحنة كهربائية حين تدور عجلته.

لكن المحقق كان كريما معي، وطلب صعقي بتيار كهربائي مباشر من إمدادات الكهرباء المثبتة في حائط الغرفة، أكاد أفارق الحياة، أصرخ، أسمع المحقق يبلغني بتهكم أن ملاحظتي بشأن تعذيبي سوف يسجلها بكل أمانة في ملفي؛ لكنها لن تغير من الأمر شيئا.

(2)

الغريب في الأمر أن سجن "أبو غريب" الواقع (غرب بغداد)، وعلى بعد حوالي 30 كيلو مترا، قد بنته شركة أميركية في الخمسينيات، وها هو عام 2003 يصبح سجنا أميركيا سيئ السمعة، يزج فيه كل من يقاوم الأمريكان، الذين غزوا بلادي بحجة البحث عن أسلحة الدمار الشامل، تلك التي لم يجدها أحد حتى الآن.

السجن يتألف من 4 طوابق، كل طابق به 25 زنزانة، وتكمن غرفة التحقيق في الطابق الثاني، والمكان كله مرتع لشركات أمنية، ومرتزقة من ضباط شرطة ورجال استخبارات مطرودين أو متقاعدين، من دول عديدة من العالم، ويحتكر الأمريكان مهام حراس السجن.

وفي هذا الجحيم فإن مهمة الشركات الأمنية هي انتزاع المعلومات من المعتقل، وتقديمها إلى الجهات الحكومية الأميركية والبريطانية.

أما المترجمون فإن ألطفهم هم البوسنيون، ينطقون العربية الفصحى، طيبون للغاية، يتصرفون بمهنية دون أجندات خارجية على عكس المترجمين العرب، والعراقيين بالذات.

الحال نفسها هي حال الأطباء، أغلبهم يعاملوننا بقسوة، وقلة منهم تتعاطف معنا، وتحاول مداواتنا قدر استطاعتها، حتى إن بعضهم تضامن معنا بعد خروجنا من السجن، وقيامنا برفع دعاوى في أميركا، إلى حد تخلي بعضهم عن وظيفته والإدلاء بشهادته إلى جانبنا أمام القضاء الأميركي.

(3)

حفلة الاستقبال مرعبة، أقضي 5 أيام عاريا، مقيدا في وضعية غير مريحة بباب الزنزانة، يتناوبون علي، يتلذذون بتعذيبي، يضعون رأسي على الأرض، يقومون بتشغيل موسيقى عالية وصاخبة جدا باستخدام مكبرات صوت ضخمة مدة ساعة؛ لكنها تبقى في رأسي اليوم كله.

 

اعلان

تتعدد صنوف التعذيب، يستهدفون إرادتنا، يعملون على كسرها بأي طريقة، أسأل نفسي هل يمكن أن يكون هؤلاء بشرا مثلنا؟ كيف لهم أن يفعلوا ذلك؟ من أين أتتهم فكرة حشرنا في صناديق معدنية؟ وتركنا هكذا في وضعية صعبة للغاية، ثم التبول علينا ورمينا بالقاذورات، وتصويب بنادقهم على رؤوسنا، وتجهيز الزناد ثم الصراخ: إعدام، أو وضع أشياء على أعضائنا الخاصة، وإدخال عصا مقشة فينا حتى ننزف دما، وصعقنا بالكهرباء في أماكن حساسة.

(4)

تمر الأيام ثقيلة في سجن أبو غريب، تحسب بالثواني وليس بالأيام، تعودت على طقوس التحقيق، تبدأ قبله بيوم كامل، يحرمونني فيه من النوم والطعام، ويقيدونني بوضع غير مريح، كرفع الأقدام، والوقوف على رؤوس الأصابع.

وعندما يحين الموعد يقتادونني إلى كبير المحققين، ذاك الذي ما إن تراه حتى تشعر أنه أكثر شخص يكرهك في العالم، يجلس بجانبه شخص آخر يبذل جهدا في إقناعك أنه متعاطف معك، وثالث مهمته أن يسجل ويكتب فقط، ولا تخلو جلسات التحقيق من وجود سيدة تقوم بحركات فاضحة، حتى ملابسها فاضحة، وأحيانا كانت تصر على تفتيش المعتقل في أماكن حساسة من جسده بحجة البحث عن وشم أو علامة.

يجري التحقيق عادة معي وأنا مغطى الرأس بكيس، تماما مثل الصورة التي شاهدتموها وأصبحت حديث العالم، وحينما تحين فقرة الكهرباء أشعر كأنها تتخلل جسمي كله، وأن عيني ستقلع من رأسي ويتطاير منها الشرر.

لكن لا مانع من التخلي أحيانا عن طقوس التحقيق، ففي إحدى الليالي، وبعد الهزيع الأول منه، يقتحم الحراس زنزانتي، يغرقونني بماء بارد، يدخل كبير المحققين ومعه عسكري ومترجم، يقول لي "ألم أعدك بإرسالك إلى غوانتنامو؟ أقدم لك كولونيل برادلي، مدير معتقل غوانتنامو، لقد قدم إليكم هنا، وسوف يتعامل معكم بما تعامل به مع المعتقلين في غوانتنامو".

(4)

 

أفتخر بنفسي، بقدر ما كان لتعذيبهم من قسوة، بقدر ما قاومتهم ولم أدل بأي معلومة، يكره المحققون القوي منا، يكرهونه أكثر عندما يدركون أنه قاومهم كمحتلين لبلاده، ويحتقرون الضعيف، يحتقرون كل شخص يتوسل إليهم، وفي نهاية الأمر ينال الجميع حصته من التعذيب والأذى.

في هذا اليوم، حيث التقطت لي هذه الصورة، أتعرض لأبشع أنواع التعذيب، أسمع ضحكهم الهستيري، يشتد تنكيلهم بي، أعض على لساني بعنف، يتدفق الدم من فمي، يسيل على صدري، يستدعون الطبيب، يأمرني بالنوم على الأرض، يفتح فمي بمقدم حذائه، يرتدي قفازا أخضر، يمد يده إلى فمي، يرى الجرح، يخبرهم أن الأمر طبيعي، وأن الصعق الكهربائي تسبب فيه، وأن جميع المعتقلين قد مروا بهذه الحالة، ينصحهم بأن يكملوا عملهم.

"لماذا تعارضوننا وتقاوموننا؟ ونحن منحناكم حرية الرأي"، "كنا نبحث عن حرية التعبير؛ لكننا بتنا في معتقلكم هذا نبحث عن حرية التبول"، يدور الحديث سريعا بيني وبين المحقق، عادة لا تستمر جلسات التحقيق طويلا، يعذبونني خلالها، أشعر أنني مشلول، أفقد السيطرة تماما على جسدي، وهي حالة تدوم ما بين 5 دقائق إلى 20 دقيقة، وأؤكد لك أن المرء أثناء التعذيب يصل إلى حالة موت سريري كامل.

يعيدونني إلى زنازينهم، في الأيام العادية لم أكن أستطيع النوم أكثر من ساعتين متواصلتين، وحتى خلال هاتين الساعتين أبقى في حالة تشبه أحلام اليقظة، بين النوم والإفاقة منه.

أفتخر بنفسي، بقدر ما كان لتعذيبهم من قسوة، بقدر ما قاومتهم ولم أدل بأي معلومة، يكره المحققون القوي منا، يكرهونه أكثر عندما يدركون أنه قاومهم كمحتلين لبلاده، ويحتقرون الضعيف، يحتقرون كل شخص يتوسل إليهم، وفي نهاية الأمر ينال الجميع حصته من التعذيب والأذى.

(5)

أقضي في هذا الجحيم 70 يوما، يصر الصليب الأحمر على إطلاق سراح كل من سجلته القوائم الأميركية، وسجلته في القوائم محاربا مصابا، باعتبار أنه أسير حرب، خصوصا بعد أن أعلنت الخارجية الأميركية أن الحرب قد انتهت.

تمر الأيام، تتداخل الأحداث في بلادي، وتتعدد الأطراف، وتتنوع السجون، يتبع بعضها الحكومة العراقية، وأخرى تخضع للقوات الأميركية، ألتقي أهالي معتقلين يحاولون دفع مبالغ مالية حتى ينقل أبناؤهم من سجن يتبع الحكومة العراقية حيث العذاب الأشد، إلى سجن أميركي حيث العذاب أقل شدة.

أقوم بتأسيس جمعية ضحايا سجون الاحتلال، يتوسع عملي، ألتقي معتقلين من كل العالم، وخصوصا من الدول العربية، أصبح على قناعة بأن العنف والتطرف يخرج من زنازين التعذيب والإذلال والإهانة، التي يتعرض لها الإنسان بالسجون.

لكن الطريف، إذا صح أن نقول في هذا الأمر أن هناك ما هو طريف، أن ألتقي معتقلين سابقين من دول عربية، ضمتهم قضية تعارفوا على تسميتها بقضية بنك النقد الدولي، أسألهم متهكما هذا لا يعقل، هل حاولتم سرقة بنك؟ يقولون: لا، إنما الأمر كالآتي:

القروض المخصصة من قبل صندوق النقد الدولي للدول، التي تحارب الإرهاب، هي قروض ميسرة جدا، وللحصول عليها تقوم الدولة، أي دولة من دولنا، باعتقال مجموعة ما بطريقة عشوائية، وغالبا ما يكونون أناسا عاديين، أو طلاب جامعات، وتحت صنوف التعذيب يعترف المعتقلون بأمور لم يرتكبوها، ثم تتقدم الدولة لصندوق النقد بطلب قرض، بناء على ما تدعيه من مقاومة الإرهاب.

أتابع وأنا في مهجري ما يجري في بلدي، بالأحرى ما يجري في بلادنا، حيث الدائرة نفسها من الادعاءات والاتهامات الكاذبة، ثم استباحة الأرض والعرض، ثم الاعتقال والتعذيب، الأبرياء يسمونهم إرهابيين، والإرهابيون يسمونهم دعاة الحرية والديمقراطية، لذا فأنا ما زلت معتقلا.

(6)

أخضع بعد الإفراج عني لـ6 عمليات في اليد اليسرى، لدي كسر في عظمة الترقوة، وإصابة في الركبة تمنعني من القدرة على المشي دون عكازات، أبلغ من العمر 56 عاما؛ لكني لا أستطيع العمل، بل إنني الآن وبعد مرور 15 عاما على هذا الحدث الجلل، ما زلت لا أطيق النوم في الأماكن المغلقة أو المظلمة، تطاردني الذكريات والآلام.

أتذكر دائما ما جرى لي في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2003، حين توقفني القوات الأميركية وأنا في طريقي إلى عملي، يسألونني هل أنت "علي القيسي" أجيب بنعم، فيتم اعتقالي على الفور، وأعرف لاحقا أن القوات الأميركية قد لاحقتني شهرا كاملا؛ لأنني ببساطة قررت أن أكشف للعالم ما يقوم به الجيش الأميركي الغازي في بلادي، كنت أناضل بطرق سلمية من خلال التواصل مع وسائل الإعلام العالمية لكشف الجرائم، التي يرتكبها الاحتلال في العراق.

 

(7)

أتابع وأنا في مهجري ما يجري في بلدي، بالأحرى ما يجري في بلادنا، حيث الدائرة نفسها من الادعاءات والاتهامات الكاذبة، ثم استباحة الأرض والعرض، ثم الاعتقال والتعذيب، الأبرياء يسمونهم إرهابيين، والإرهابيون يسمونهم دعاة الحرية والديمقراطية، لذا فأنا ما زلت معتقلا.

الحكَّاء (6) لراغبي الهجرة: طريق أبو خليفة


الحكّاء (7) لراغبي الهجرة: طريق "أبو خليفة" (2)


الحكّاء (8) | حين حكمني في أوروبا.. "القضاء الشامخ"


الحكاء (9): عن سجينات رفضن الحرية..


الحكاء (10) حكاية الدكتور والقمر