كلمتي للمغفلين
كلمتي للمغفلين
تأليف :محمد جلال كشك
الناشر:الزهراء للإعلام العربي - مصر
هذا الكتاب طرح لأول مرة علاقة انقلاب يوليو بالمخابرات الأمريكية، طرحها كدراسة وكتفسير لتاريخ الناصرية ومواقفها، ومنذ صدوره تغيرت كتابات المصريين -على الأقل- عن انقلاب يوليو.
يرى الكاتب أن اتفاق ناصر مع المخابرات الأمريكية على تحقيق السلام مع إسرائيل، كان بذرة الخطأ التى أثمرت الهزائم على الصعيدين الوطنى والقومي..وما نزل بمصر والعرب من نكبات مازلنا نعيش آثارها وهو -كعادته- يقدم نظرته من خلال هذه الوقائع والنصوص والتحليل الذكي الذي قد يصدم القارئ أو حتى يثيره، ولكن لا سبيل إلى رفضه، أما الذين يتصدون لكتابة التاريخ فحتى لو تجاهلوه، بحكم لؤم الحرفة، فإنهم لا ينجون من تأثيره..
كلمتى للمغفلين دراسة جديدة فريدة من نوعها، وستقنع الكثيرين أنهم فعلا كانوا بحاجة إلى هذه ..الكلمة.. !
بسم الله الرحمن الرحيم ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) الطبعة الثالثة 1409- 1989
كلمة
محمد جلال كشكالحمد لله يرزق من يشاء بغير حساب....
ما كان في خاطرنا أن نربح ماليا من الكتابة عن عبد الناصر وروز فلت وانقلابهما المسمى بثورة يوليو ولكن سبحان من لا يضيع أجر من أحسن عملا فقد انفجر الكتاب في السوق كأنه فيضان النيل قد عاد بعد أن خنقه عبد الناصر وحدد إقامته خلف السد واندفع الناس يتخاطفونه رغم الصمت التام الذي اعتصمت به الجوقة الناصرية فلم يجرؤ واحد منهم على توجيه كلمة نقد واحدة لحقيقة واحدة من الكتاب ولأجل الحلفان انفرد زلمة الشيخ بسبنا بعد أن سطا على العديد مما كتبناه ولكننا نعرف لماذا كتب ومن ثم نعذره بكل احتقار حتى لو قيل طالب القوت ما تعدى!! ولقد أسعفتهم جبهة ما يزعجها أن يروج كتابي وأن يدور الحديث عنه أسعفتهم بكتاب الست خورشيد فاندفعوا في نقده والاسم أصواتهم وأنا لم أقرا بعد كتاب الست خورشيد فقد انشغلنا في الطلب المتلاحق على كتاب ثورة يوليو الأمريكية) الذي نفدت طبعته الأولى خلال شهر واحد وداخل مصر وها هي ذي الطبعة الثانية على وشك النفاد، ولعلنا نكون قد أصدرنا الطبعة الثالثة عندما يصل هذا الكتاب للقارئ الكريم وما أحلى أن تنفد الطبعات وتنهال الأموال من القارئ المصري الكريم دون أن تشتري جهة ما نسخة واحدة من الكتاب فليمت عملاء ليبيا وكابول بغيظهم خسروا الدنيا والآخرة ورفض الشعب فكرهم ولو بالمجان...
ورغم الشوشرة المقصودة بكتاب الست.. غير أني لا أملك إلا أن أبدي دهشتي لموقفهم من كتابها الذي كما تشير التعليقات التي معه والتي ضده أنه قد أكد سلامة تحليلنا السياسي القائل بأن أخر ما كان يشغل بال هؤلاء الرجال هو مواجهة إسرائيل بل إن رجال هذا العهد الناصري وأقاوم نفسي لكيلا أقول العهر الناصري) كانوا حفنة من عباد الشهوات حولوا مصر وشعبها إلى فريشة لاستبدادهم وشهواتهم فعربدوا وفسقوا كما هو معروف ومتداول وورد بعضة في محاكماتهم حتى نقل عن حسين الشافعي الذي عينه عبد الناصر رئيسا للمحكمة التي حاكمت وأدانت وسجنت نفس الأشخاص الذين يدافع عنهم الناصريون الآن روي عن الشافعي قوله لما أطلع على خباياهم إن كان ده حصل يبقى اللي جرى لنا من اليهود شوية علينا لولا أن أسكته شمس بدران عندما ذكره بأنه وإن لم يشترك في حفلات خورشيد شفيق إلا أنه يسلم من نجاسة العهد.
سارع الشيوعيون واليساريون والناصريون يحتجون على كشف الستار عن الحياة الجنسية لحكام مصر وتحلوا بحياء الغوازي وتساءلوا كيف يسمح بنشر هذا العيب الذي ارتكب في أعراضنا ألا يفسد ذلك الأطفال؟ كأن العيب ليس في وقوعه بل في معرفته وتساءلوا ما أهمية أن نعرف التاريخ الجنسي للعصابة التي كانت تحكم مصر كأنها مسائل شخصية لأفراد عاديين وليس سلوك عناصر مسئولة تركت الوطن يهوى للضياع وباسم المعركة ووعد بفتح عكا استخدمت السلطات الرهيبة التي حازتها باسم هذه المعركة في فتح زجاجات الخمر وهتك الأعراض وغرس أعلامهم بين النهود والأفخاذ.
فهو فساد سلطة يجب أن يكشف ويدرس للأجيال حتى يعرف الناس كيف كانت ت.. ولا بلاش، خليها كيف كانت تحكم مصر وكيف كان البعض والبعضات يصلون ويصلن للقرب من السلطة؟
ولماذا بهم شبق لعودة هذا العهد ورعب من كشف حقائقه وأهم من ذلك حتى يتعاهد الأشراف لمنع عودتهم ولو كلفنا ذلك حياتنا فقد علمنا أن الشرف أغلى من الحياة وأن الوطن أغلى من الحياة وأن الوطن أغلى حتى من الشرف الفردي.
أما أن يستنكر التقدميون أن تنتقد فنانة أو راقصة أو حتى بغى والعياذ بالله السادة الحكام فهي مرحلة جديدة من الفكر الثوري الارستقراطي أكانوا يتوقعون أن تكشف فضائحهم الجنسية رابعة العدوية؟
هيك ثوار بدهم هيك مؤرخة ولكل شيء آفة من جنسه كما قال فنان مصر نجيب محفوظ ونصل إلى الإسفاف عندما يهاجمونها لأنها سكتت والطغاة أحياء بل حتى خضعت فلماذا تتكلم الآن؟
يا سبحان الله على فجورهم ألا يذكر الناس في بلادي كيف تنصل عبد الناصر وكتابه من مسئولية ما جرى بإدعاء أنه كان مسلوب الحيلة ضعيفا أما م إرهاب مجموعة عامر ونصر وعليش إلخ ومن ثم آثر الصمت فلم يتكلم ولم يعارض حتى خلصه جيش إسرائيل منهم فاستجمع شجاعته وتكلم فهل يطالب هؤلاء الست بأن تكون أشجع أو أشرف وأحرص على مصلحة مصر من جمال عبد الناصر الذي آثر سلامة رأسه على سلامة الوطن والعرض والشرف؟
وأخيرا لقدي قلنا من سنوات إن هؤلاء ليسوا بناصريين ولا يؤمنون أو يدافعون عن عبد الناصر بل يدافعون عن عبد الناصر بل يدافعون عن ارتباطهم بعصابات صلاح نصر وما تورطوا فيه من أعمال مع هذه العصابات، وما حصلوا عليه من مكاسب في ذلك العهد من هذه العصابات ثمن ما فرطوا ومن ثم فهم مع صلاح نصر ضد عبد الناصر وهم يعتمدون على جهل قارئيهم إذ المعروف تاريخيا أن عبد الناصر وهم يعتمدون على جهل قارئيهم إذ المعروف تاريخيا أن عبد الناصر قبض على صلاح نصر وقدمه للمحاكمة وأطلق عليه كتابه ينهشون سمعه وسمعة جهازه، ولعنا نذكر مقالة زوار الفجر التي لم تكتب إلا بعد أن قال لهم عبد الناصر بسك عليه وحكم على صلاح نصر بالأشغال الشاقة أو السجن لا أذكر ولكن عبد أن أدين بتهم تخل بشرف أمة كاملة ووقف في بلكونته يهدد بنشر فضائح عبد الناصر فكيف يكون الناصري من ناصر ونصر في نفس الوقت إلا إذا كان من الذين أوتوا سعة في الضمير لا تفوقها سعة إلا رحمة الله.
أعود لحديثنا فأقول إن رواج كتاب ثورة يوليو الأمريكية قد خلق طلبا شديدا على كتابي هذا كلمتي للمغفلين الذي كانت في الأسواق منه بعض نسخ الطبعة الثانية السيئة الإخراج والطبع حتى ضاعت منه فقرات، وتلقيت طلبا كريما بإصدار الطبعة الثالثة فحررناها وضبطناها وأصدرناها لتنعم بالرواج مع أخواتها ويصيبها من العز جانب خاصة أنها تضم قسما عن تفريط عبد الناصر في الوحدة العربية وجريمة فصل السودان لم يردا في الكتاب الآخر الذي ينفرد بدوره ببعض الفضول الجديدة.
وهذا الرواج إن عبر عن شيء فإنما يعبر عن فهم ووعي القارئ وأن محاولاتهم وسيطرتهم على أجهزة الإعلام والملايين التي ترصد لهم لم تؤثر في سلامة هذا الفهم ولا استطاعوا قتل الرغبة في معرفة الحقيقة من الأقلام الشريفة.
فالشكر لله أولا وأخيرا... والرحمة لوالدة طالما كررت على مسامعي.. (امشي صح يحتار عدوك فيك) وللوالد الحبيب الذي كان يقول لي اتخذ الموقف الذي يمليه عليك ضميرك فإن خسرت كان ربحك رضاء الضمير وإن ربحت كان ربحك مضاعفا وشكري واعتذاري لسيدة فاضلة وأولادها يعرفون أن أحب الناس يحرمهم من بقايا سنوات عمره، بل ويستعجل نهاية هذا العمر بما يكتب ولكنهم يشهد الله ما حولوا لحظة واحدة صرفي عن الكتابة كأنهم يعلمون أنني أكتب لكي أجنب جيلهم ما نزل بجيلنا ووطننا ....
وأتقدم بشكري لمناضل أصيل ومدافع عن حرية الكلمة دفع ثمنا غاليا لمواقفه ضد الطغيان وعاني ما يكفي لفك رقبة جيل بأكمله.. هو الأستاذ محمود عبد المنعم مراد الذي كعادته لم يخف في الحق لومة لائم فتحدى قرار الصمت.
وأيضا للرجل الذي كانت مكالمته في فجر اليوم الثاني لصدور الكتاب، وحماسته للكتاب رغم ما بيننا من جفوة درسا تعلمته في الموضوعية والحب في الحق وحده..
وإلى اللقاء يا قارئي في طبعات جديدة وكتب جديدة ليغبظ الله بها الكافرين ويشفي صدور قوم مؤمنين منهم من قتل ومنهم من سجن ومنهم من عذب... وفي النهاية تجرعوا كأس الذل على يد إسرائيل حربا وسلاما ويريدونهم أن يهتفوا للرامي.. من مشي على تاريخهم مستهزئا ولو استطاع لمشي على الأهرام؟
- رابط التحميل من موقع Archive
- التحميل المباشر: الكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق