"مقبرة العقرب".. معاناة مضاعفة للمعتقلين بمصر
بعد حرمان من الزيارة استمر أربعة أشهر، سُمح أخيرا لأهالي المعتقلين المعارضين للانقلاب العسكري بسجن "العقرب" المصري بزيارة لم تدم أكثر من ثلاث دقائق، وتحولت إلى ما يشبه المأتم الجماعي لدى الأهالي بسبب ما وصل إليه حال المعتقلين.
عبد الرحمن محمد-القاهرة
تزايدت مؤخرا شكاوى أهالي المعتقلين المعارضين للانقلاب بالسجون المصرية من ارتفاع معدل الانتهاكات بحق ذويهم، في ظل غياب آليات المراقبة الحقوقية والصمت الإعلامي.
"ذوونا في هذه الأيام يعيشون أشد فترات التضييق وأقساها، وأغلبهم فقد نصف وزنه بسبب منع الطعام والشراب والدواء".
بهذه الكلمات بدأت عائشة خيرت الشاطر، ابنة نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين والمعتقل في سجن طرة شديد الحراسة المعروف بـ"العقرب"، وسردت واقع التضييقات التي يتعرض لها والدها وشقيقها سعد وخالها محمود غزلان القيادي في الجماعة وزوجا أختين لها.
وأضافت في حديثها للجزيرة نت "في البداية أطلقنا على السجن غوانتانامو العقرب من كثرة ما يعانيه معتقلونا وما نعانيه نحن أثناء الزيارات من انتهاكات وتجاوزات، والآن أصبح اسمه مقبرة العقرب، لأن من فيه أصبح كالأموات حاليا".
صورة تجمع خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان ونجله سعد وفي الأعلى زوج ابنته وجميعهم معتقل (الجزيرة)
مقبرة العقرب
وأشارت إلى أن الزيارة كانت ممنوعة منذ أربعة أشهر، وحينما أعلنوا أنه تم السماح بها وقمنا باستخراج التصاريح اللازمة للزيارة أمس الثلاثاء، فوجئنا بمنعنا وآخرين من لقاء ذوينا، فيما خرج من سمح لهم بلقاء ذويهم مصدومين لما وجدوا عليه المعتقلين من حال سيئ.
وقالت عائشة الشاطر إن معتقلي سجن العقرب "يظهر عليهم الإعياء الشديد والهزال وقد طال شعرهم، كما أن ملابسهم مرقعة، وأجسادهم متأثرة من حرمانها من الماء والصابون فترة تجاوزت أربعة أشهر، اضطروا معها إلى استخدام أظافرهم لتنظيفها".
مريم ابنة مراد علي القيادي في حزب الحرية والعدالة، قالت واصفة محاولتهم الزيارة أمس الثلاثاء "الجنازات أحيانا تكون أخف من هذا الحال، مشهد زيارة المعتقلين عبارة عن أن أهالي تدخل للزيارة ثم يخرجون في حالة انهيار لما وجدوا عليه ذويهم"، مشيرة إلى أنه تم منعهم وآخرين من الزيارة رغم استخراج التصاريح دون أسباب مقنعة.
فيما أوضحت مديحة ابنة مجدي قرقر القيادي في حزب الاستقلال أن تزايد الانتهاكات بدأ منذ تولي وزير الداخلية الجديد مجدي عبد الغفار منصبه.
وأضافت للجزيرة نت "والدي دخل السجن ولديه أمراض عديدة ومشاكل بالقلب وعمره تجاوز الستين عاما وصحته لا تتحمل هذه الانتهاكات، وأصيب بهشاشة في العظم بسبب عدم تعرضه للشمس".
عزب: الانتهاكات انعكاس مباشر لتسييس كل مؤسسات الدولة بما فيها القضاء (الجزيرة)
معاناة مضاعفة
بدوره، قال مسؤول الملف المصري بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا مصطفى عزب إنهم في المنظمة يرصدون تزايدا مستمرا بالانتهاكات المرتكبة بحق المعارضين في سجن العقرب.
وتابع في حديث للجزيرة نت "في ظل حرمان كامل من الحقوق الدنيا للمعتقلين، وتصاعد خطابات التحريض من مؤسسات الدولة الرسمية عبر وسائل إعلامها المختلفة، منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 حتى الآن، تتضاعف معاناة المعتقلين في هذا السجن خاصة القيادات".
وأوضح أن هذه الانتهاكات تتمثل في "المعاملة القاسية أو المهينة والإذلال والتجويع والحرمان من التريض والحبس الانفرادي دون أي مبرر، والحرمان من الزيارات بشكل تعسفي رغم حصول الأسر على تصريحات قضائية بالزيارة".
وأشار إلى أن عددا من المعتقلين رغم كبر سنهم وسوء حالتهم الصحية يتعرضون إلى التعذيب والضرب والسحل لمجرد التكدير دون سبب يتعلق بانتزاع اعترافات أو غيره.
وتابع "كل هذه الانتهاكات هي بشكل واضح انعكاس مباشر لتسييس كافة مؤسسات الدولة، بدءا من الأجهزة الأمنية وحتى النيابة العامة والقضاء، لذلك من الطبيعي أن يحصل المعارضون على أقسى الأحكام وأسوأ وأحط المعاملات".
بينما طالب المحامي والناشط الحقوقي عمرو علي الدين في حديثه للجزيرة نت، منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية لزيارة سجن العقرب الذي وصفه بـ"القبر الجماعي" للوقوف على الحالة السيئة للحقوق الإنسانية الأساسية.
عبد الرحمن محمد-القاهرة
تزايدت مؤخرا شكاوى أهالي المعتقلين المعارضين للانقلاب بالسجون المصرية من ارتفاع معدل الانتهاكات بحق ذويهم، في ظل غياب آليات المراقبة الحقوقية والصمت الإعلامي.
"ذوونا في هذه الأيام يعيشون أشد فترات التضييق وأقساها، وأغلبهم فقد نصف وزنه بسبب منع الطعام والشراب والدواء".
بهذه الكلمات بدأت عائشة خيرت الشاطر، ابنة نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين والمعتقل في سجن طرة شديد الحراسة المعروف بـ"العقرب"، وسردت واقع التضييقات التي يتعرض لها والدها وشقيقها سعد وخالها محمود غزلان القيادي في الجماعة وزوجا أختين لها.
وأضافت في حديثها للجزيرة نت "في البداية أطلقنا على السجن غوانتانامو العقرب من كثرة ما يعانيه معتقلونا وما نعانيه نحن أثناء الزيارات من انتهاكات وتجاوزات، والآن أصبح اسمه مقبرة العقرب، لأن من فيه أصبح كالأموات حاليا".
صورة تجمع خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان ونجله سعد وفي الأعلى زوج ابنته وجميعهم معتقل (الجزيرة) |
مقبرة العقرب
وأشارت إلى أن الزيارة كانت ممنوعة منذ أربعة أشهر، وحينما أعلنوا أنه تم السماح بها وقمنا باستخراج التصاريح اللازمة للزيارة أمس الثلاثاء، فوجئنا بمنعنا وآخرين من لقاء ذوينا، فيما خرج من سمح لهم بلقاء ذويهم مصدومين لما وجدوا عليه المعتقلين من حال سيئ.
وأشارت إلى أن الزيارة كانت ممنوعة منذ أربعة أشهر، وحينما أعلنوا أنه تم السماح بها وقمنا باستخراج التصاريح اللازمة للزيارة أمس الثلاثاء، فوجئنا بمنعنا وآخرين من لقاء ذوينا، فيما خرج من سمح لهم بلقاء ذويهم مصدومين لما وجدوا عليه المعتقلين من حال سيئ.
وقالت عائشة الشاطر إن معتقلي سجن العقرب "يظهر عليهم الإعياء الشديد والهزال وقد طال شعرهم، كما أن ملابسهم مرقعة، وأجسادهم متأثرة من حرمانها من الماء والصابون فترة تجاوزت أربعة أشهر، اضطروا معها إلى استخدام أظافرهم لتنظيفها".
مريم ابنة مراد علي القيادي في حزب الحرية والعدالة، قالت واصفة محاولتهم الزيارة أمس الثلاثاء "الجنازات أحيانا تكون أخف من هذا الحال، مشهد زيارة المعتقلين عبارة عن أن أهالي تدخل للزيارة ثم يخرجون في حالة انهيار لما وجدوا عليه ذويهم"، مشيرة إلى أنه تم منعهم وآخرين من الزيارة رغم استخراج التصاريح دون أسباب مقنعة.
فيما أوضحت مديحة ابنة مجدي قرقر القيادي في حزب الاستقلال أن تزايد الانتهاكات بدأ منذ تولي وزير الداخلية الجديد مجدي عبد الغفار منصبه.
وأضافت للجزيرة نت "والدي دخل السجن ولديه أمراض عديدة ومشاكل بالقلب وعمره تجاوز الستين عاما وصحته لا تتحمل هذه الانتهاكات، وأصيب بهشاشة في العظم بسبب عدم تعرضه للشمس".
عزب: الانتهاكات انعكاس مباشر لتسييس كل مؤسسات الدولة بما فيها القضاء (الجزيرة) |
معاناة مضاعفة
بدوره، قال مسؤول الملف المصري بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا مصطفى عزب إنهم في المنظمة يرصدون تزايدا مستمرا بالانتهاكات المرتكبة بحق المعارضين في سجن العقرب.
بدوره، قال مسؤول الملف المصري بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا مصطفى عزب إنهم في المنظمة يرصدون تزايدا مستمرا بالانتهاكات المرتكبة بحق المعارضين في سجن العقرب.
وتابع في حديث للجزيرة نت "في ظل حرمان كامل من الحقوق الدنيا للمعتقلين، وتصاعد خطابات التحريض من مؤسسات الدولة الرسمية عبر وسائل إعلامها المختلفة، منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 حتى الآن، تتضاعف معاناة المعتقلين في هذا السجن خاصة القيادات".
وأوضح أن هذه الانتهاكات تتمثل في "المعاملة القاسية أو المهينة والإذلال والتجويع والحرمان من التريض والحبس الانفرادي دون أي مبرر، والحرمان من الزيارات بشكل تعسفي رغم حصول الأسر على تصريحات قضائية بالزيارة".
وأشار إلى أن عددا من المعتقلين رغم كبر سنهم وسوء حالتهم الصحية يتعرضون إلى التعذيب والضرب والسحل لمجرد التكدير دون سبب يتعلق بانتزاع اعترافات أو غيره.
وتابع "كل هذه الانتهاكات هي بشكل واضح انعكاس مباشر لتسييس كافة مؤسسات الدولة، بدءا من الأجهزة الأمنية وحتى النيابة العامة والقضاء، لذلك من الطبيعي أن يحصل المعارضون على أقسى الأحكام وأسوأ وأحط المعاملات".
بينما طالب المحامي والناشط الحقوقي عمرو علي الدين في حديثه للجزيرة نت، منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية لزيارة سجن العقرب الذي وصفه بـ"القبر الجماعي" للوقوف على الحالة السيئة للحقوق الإنسانية الأساسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق