الحاكمون بأمر إيران حولوا العراق إلى ركام من الأشلاء وبرك من الدماء
تفجير "الكرادة" يثبت مرة أخرى أن العراق أُريد له أن يتحطم وينكسر ويغرق في برك الدماء، وأن يتصدر القوم فيه أفشل سياسيين حكموا العراق الحديث.
وهل غاب عن الاحتلال ووكلائه وعن إيران وميلشياتها أن تركيبة الحكم، مع صناعها، هي أكبر مصدر للفوضى والخراب. أسسوا كيانا إرهابيا وأمدوه بأسلحة الفتك وأسندوه بالقصف الجوي المدمر، ثم تركوا الشعب خارج المنطقة الخضراء يواجه مصيره ويدفع من دمائه ضريبة خيانتهم لوطنهم وفسادهم.
العالم كله يدرك أن لا قيام للعراق بهذه العصابة الحاكمة بأمر إيران وقصف أمريكا، فلم الإمعان في دعمها وحمايتها ورعايتها؟
تعبر العصابة السياسية في العراق على دماء وأشلاء الضحايا للوصول إلى مآربها، يزور حيدر برك الدماء فيُقذف بالنعال ويُطرد ويُشتم، فهو أحد صناع مأساتهم وبؤسهم، ومن ورائه جيش المنتفعين والانتهازيين والفاسدين.
وكلما اهتزت منطقة بتفجيرات، سارع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، للمطالبة بمزيد من الدعم في "حربه ضد الإرهاب"، ألم يكفه أن تحالفا من 67 دولة يقاتل معه ويسند الاحتلال الإيراني في مهمته التخريبية؟
ربما يريد مزيدا من التفجيرات، لأنه يدرك أن حياة العصابة الحاكمة وإدارة العملية السياسية مرهونتان ببرك الدماء والأشلاء المتناثرة.
حيدر أصبح مسخرة ومحل استهزاء من العراقيين، هم يعلمون أنه لا يملك من أمره شيئا، وقراراته أضحوكة يُتندر بها، يدين نفسه من حيث لا يدري، ويعترف بفساد الأجهزة الكاشفة للمتفجرات وفساد صفقة شرائها والمسؤولين عنها، وهم يعلم بذلك، ثم يظهر سخطه على الفاسدين!!
ويستغبي حيدر العراقيين بدعوته إلى إكمال حزام بغداد الأمني وعزلها عن محيطها، وهو يعلم أن نظرية التهديد من خارج أسوار المدينة كذبة، كما علق أحد الصحفيين العراقيين. ويمعن بجهله وسفاهته وحمقه وفشله في إغراق البلد في الأوحال ومستنقعات الفوضى بدعوته إلى تكثيف الطلعات الجوية فوق بغداد والمناطق المحيطة بها لكشف حواضن الإرهاب!
حيدر لا سلطة له على الأجهزة المليشياوية، وهو أضعف حلقة في حكم العصابة الطائفية الدموية المتسلطة، تُدار الدولة من وراء ظهره ولا أحد من المتنفذين يأبه به.
أرادوا تركيع العراق وإخضاعه، فحولوه إلى ركام من الأشلاء وبرك من الدماء، وهم ماضون في طريقهم المدمر، رغم أنهم أدركوا مآلات صنيعهم الإجرامي منذ سنوات الاحتلال الأولى، ولكنهم يعلمون أيضا أن "العملية السياسية" التي أداروا بها حكم العراق تحت الاحتلال الأمريكي ثم الإيراني قد لا يضمنون استمرارها إلا بالفوضى والحرائق.
تفجير "الكرادة" يثبت مرة أخرى أن الطغيان السياسي والتسلط مُؤذن بالانهيار والدمار والخراب وتناثر الأشلاء، فمن جاء بهم الاحتلال على دباباته وعينهم في الحكم قادوا البلاد نحو الهاوية تحت سمع وبصر العالم، ولضمان بقائهم وحمايتهم مهَدت واشنطن الطريق لإيران لأن تتولى رعايتهم وإدارتهم، مكافأة لها على دورها في الاحتلال والتحطيم وتمكينا لها في المنطقة. وتقاسم الاحتلال المدمر والسياسة الطائفية الدموية والتسلط أعباء حكم العراق وعبثوا به وأغرقوه في الأوحال.
وتراهم يشغلون العالم بداعش وتفجيراتها الإجرامية هنا وهناك، وهي التي خرجت من رحم طغيانهم وتسلطهم، ويغطون بهذا على أصل شرور العراق وانهياره، لأنهم جزء منهم وأحد أبرز مكوناته.
وبعد أن كانوا يتهمون الفلوجة أنها مصدر المفخخات، وبرَروا بهذا اجتياحهم لها، والآن بعد مئات القتلى والجرحى في تفجيرات بغداد، فماذا سيقولون؟ لا يمكنهم أن يسيطروا على المفخخات ولو اجتاحوا مدن العراق جميعها، فلن يستتب لهم وضع، فهم أشعلوا الحرائق وصنعوا الفوضى ولا يمكنهم السيطرة عليها. واستمرارهم في الحكم هو أكبر تهديد لحاضر العراق ومستقبله.
وإذا لم ينتفض الشارع العراقي الشيعي الذي تحكم باسمه العصابة الطائفية الدموية ويضغط لإزاحتها، فلن تتورع ومن ورائها إيران عن التضحية بهم استمرارا لتسلطها واختطافها للبلد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق