الاثنين، 3 يناير 2022

التقويم الميلادي الذي عظمناه..والتقويم الهجري الذي هجرناه..!

 التقويم الميلادي الذي عظمناه..والتقويم الهجري الذي هجرناه..!


مع أن التقويم الشمسي أو الميلادي اقترن بمناسبة دينية نصرانية، اختلطت بعقائد وخرافات وثنية، تدعي ميلاد الرب او ابن الرب ، كما قد ذاع وشاع بين عوام الناس فضلا عن خواصهم؛ فإن ذاك التقويم فرض نفسه على حياة المسلمين، فكادوا لايتعاملون إلا به، ولا يعرفون غيره في غالب شؤونهم..
★.. مفهوم أن تعاملات الناس في سائر العالم صارت وفق هذا التقويم، لأسباب دنيوية مختلفة لا تخفى، ولكن من غير المفهوم أن يجهل عموم المسلمين او يتجاهلون - إلا اقل القليل- تقويمهم القمري، الذي به تنزلت العبادات، وتحددت به الأعمار، بل جرت وتجري به الأقدار، ذلك أن الله تعالى يقول : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ} [ التوبة/ ٣٦]
★ ..ومعلوم أن الأشهر الحرم ليس منها يناير أو فبراير أو نوفمبر او ديسمبر، فالأشهر الحرم هي تلك الأشهر القمرية منذ خلق الله السماوات والأرض.. ( المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة) ومع ذلك أكاد أجزم بأن الاغلبية الساحقة من المسلمين لايعرفون أعمارهم وفق التاريخ القمري،المعتمد في دين الله.
.
★..حتى في أعمال القربات الأخروية؛ فإن مضاعفة الحسنات أو تعاظم السيئات، كما في رمضان أو الأشهر الحرم؛ لا يكون إلا بحساب الأشهر القمرية، وكذلك في تقدير الأقدار وتحديد الأعمار، فالله تعالى يقول : ( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [ ١٥/ الأحقاف] وكما في الحديث الذي رواه البخاري «أعذرَ اللهُ إلى امرئ أخَّر أجلَه حتى بلغَ ستِّين سنةً» ..وهي بالقمري حتما.
★،، إنك إن سألت مسلما مثلا عن عمره لقال مؤكدا بل حالفا.. عمري كذا..(وهو يحسب بميلاد المسيح ) وهو في غالب الظن، لا يعرف موعد تاريخ مولده (القمري/ الهجري/ العربي)..فقد يتوفى الرجل عن أربع وستين سنة مثلا ، ويقال عنه في الترجمة له ( توفي عن ستين سنة..!)
بل وأكاد أوقن أن الغالب الأعم من المسلمين، لايعرفون في أي الشهور العربية القمرية يعيشون، إلا في شهر الصيام وما قبله ومابعده بقليل ..! بل إن شهر الصيام نفسه،صار يؤرخ له إعلاميا بالتقويم الميلادي، فيقال ( رمضان ٢٠) و ( رمضان٢١)..!!
★..جزء أصيل من هويتنا، و استقلال شخصيتنا وتفرد شريعتنا - شعوبا وأفرادا - أن نعتز بما أعزه الله من الزمان وعظمه ، فالله يخلق مايشاء ويختار، وقد جعل عدة الزمان عنده من الدين فقال في في آخر آية الأشهر الحرم (ذلك الدين القيم) : اي التشريع المستقيم..
.. اجعل لهذا التقويم تقديرا واعتبارا ، على الأقل في أمورك العائلية والشخصية، فتقويمنا من عزتنا بالإسلام،الذي أعزنا الله به، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله..
ولاحول ولاقوة الا بالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق