الدرة (( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ )) الامام الشافعي
الاثنين، 28 فبراير 2022
في حرب أوكرانيا .. من يمكر بمن..(٢)
آخر الناجين الكومبرادوريين
آخر الناجين الكومبرادوريين
نور الدين قدور رافع
ورثت الطبقة البورجوازية الحكم منذ رحيل المستعمِر عن الأرض، جاعلة منه حقا تاريخيا لا قسمة فيه، فراحت تزيح عنها أوجه الرفض والنصح المكفولة بحرية الإنسان في التفكير والتعبير عن ذاته، لتفرض وجها واحدا سائدا لنظام شمولي بائس لا يختلف جذريا عن المستعمِر، كون الاحتلال أدمى عيون الضحايا من الأهالي حزنا وقهرا وهو يغتصب الأرض والإنسان، أما من تولى الحكم من بعده فقد أوهم الشعوب المستقلة وغرّها باسم الوطنية والثورة والإصلاح لينهب الروح التي تنفست من أجلها الأرض ملايين الشهداء.
اقتفاء سيرة البورجوازية العربية
باسم الثورة اصطفت البورجوازية الحاكمة تحت شعارات متناقضة، كلما استنفدت إحداها لحقت بها الأخرى، لتكون النتيجة دولا فشلت في تحقيق أدنى مستويات العيش الإنساني لمواطنيها، ومجتمعات مكلومة بأبنائها الغرقى في غيابات السجون والغربة، واقتصادا متذبذبا لا إلى الرأسمالية فتحرر ولا إلى الاشتراكية فاعتدل، بل خليطا تكدست به "الانتهازية المافياوية" لتغدو طغمة حاكمة تسوس دولا فاشلة، السّاعي فيها لا يسعه إلا سعر الخبز والحليب وأشياء أخرى ضرورية، مقابل تخليه عن المعنى الذي من أجله خرجت الملايين من الناس تطلب العدالة والكرامة باسم الحرية، فهل تتهاوى الحرية أمام هذا السيل الجارف من "التزييف التاريخي" للطموح الديمقراطي ونهب للأراضي وتأميمها وتمليكها لمن استطاع إلى البورجوازية زُلفى، وأشياعها غير مدركين أنّ المحرومين ليس باستطاعتهم مدافعة خوفهم ما لم يتألموا فيأملوا غدا كريما؟ إذ إنّهم لا يملكون حظا وفرا من السّلطة كي ينافسوا أرباب المال وسدنة التجارة، لقد أدركوا وهم يقفون في طوابير طويلة لنيل شيء من الخبز والحليب أنّ ثمة فارقا كبيرا بين أن يخرج الإنسان لطلب الخبز وهو لا يدرك الغاية الحقيقية من مداهنة فساد مستشر خلف الإداريين البيروقراطيين والمثقفين الانتهازيين وأصحاب المصالح، وبين سعيه الحثيث لنيل ما يعتقد أنّه الحق المسلوب منه، "الحق في الثورة والثروة معا"، فهو وإن رأى في تقاسم الثورة حقا ضائعا وجب استيفاء عهده من المغتصب، فإنّه يجهل أنّ ذاك الحق إنما هو "شرط تاريخي" لاستمرار كيانه وهويته لاستجلاب الثروة.
نقف بعد سنوات عجاف من استقلال دول كثيرة عن مستعمِرها الذي عتى في بنية مجتمعها فسادا وتفكيكا، على اختبار تاريخي لطبقة لطالما تشدقت بالوطنية وحمّلتها خطابات بعيدة كل البعد عن الحقيقة التي أنيط بها أن ترفع "الخطيئة التاريخية" عن المحرومين والمقهورين ممن اعتبرتهم الآلة الاستعمارية أهالي وغرباء، على واقع ما زال يمر بتجارب عبثية وامتحانات كثيرة برز من خلالها صنف الطبقة الحاكمة وأدواتها المستعارة، "فالآباء الثوريون" لهم القدرة على أن يتنكروا للطبقة الكادحة ولا يذكرون نضالها وكفاحها، بقدر ما سيسجلون أنّها قامت بدور فوضوي وتخريبي للبنية المرسخة لنظام حكمهم، إنهم يسعون لإبراز مكامن القوة والعنف، لا الظلم والقهر اللذيْن وسعا تاريخ الاستعمار وما بعده.
يضاف إلى ذلك انشغال بعض المثقفين والنخبويين بخدمة النظام القائم، وتبريرهم "المشاريع الكارتونية" التي أثقلت حسابات التحويل والاستثمار والبنية التحتية، للحفاظ على ما اكتسبوه من مصالح ضيقة وتحقيق رغباتهم المالية، الكثير منهم انبرى لصوت التخوين والتجريح لأقرانه ممن وقفوا مع شعوبهم يناضلون ويسمعون صوتهم بكل جرأة وبسالة، بعدما استشرفوا في ربيع بلدانهم العربية تغييرا جذريا وحقيقيا، إلا أنهم اصطدموا بآلة القتل والتهجير التي أذاقت شعوبهم البراميل المتفجرة والغازات السامة والجماعات الإرهابية، ومع معاناتهم لسنين طويلة فإنهم ظلوا يزيحون عن أنفسهم ومجتمعهم الخوف والقهر معتصمين بوطنيتهم ومتمسكين بحلم التغيير.
حينما استحقت "اللحظة الثورية" مؤذنة بساعة رحيل النظام، احتشد الناس في الشوارع والطرقات منادين "يسقط النظام"، ووقف أعداء الديمقراطية في الصفوف الأولى لموجات الربيع العربي، يزاحمون الشعوب المنتفضة في نضالها وحقها الثوري، بعدما تبرؤوا من "نظام ريعي" اعتقدوا سقوطه كأوراق الخريف التي تذروها رياح التغيير إلى غير مكان، كانوا ينسلخون منه مخافة أن تغشاهم لعنة الثورة والتاريخ، وتأتي بهم مكبلين محسورين على رؤوس الأشهاد ينتظرون ساعة حملهم على المشانق، غير أنّ الذي حصل كان عكس ما كان متوقعا، وما أريد له أن يكون. لقد قلبت "سلميتنا" برؤوس أنظمة عربية وتهادنت مع أخرى، لكنها عجزت عن الاطاحة بنظام المعرفة القائم على الظلم والعنف والخوف، نظام سكنه "رهاب الحرية" فراح يبني السجون والمشانق بدل المستشفيات، ويستعدي الشعب الذي قدم أبناءه فداء للأرض والوطن.
إعادة إنتاج اللحظة التاريخيـة
تساقطت الأنظمة واحدة تلو الأخرى مخلفة وراءها فراغا مهولا في بنية الدولة التي ورثت الاستعمار، كان ثمة سؤال مُلّح يطرح نفسه دائما مع أيّ شرارة انتفاضة من شأنها أن تغير السائد وأن تمنح الواقع المأزوم أملا مشرقا نحو مستقبل أفضل، الثورة ضد ماذا؟ هل ثارت الشعوب العربية ضد البورجوازية الكومبرادورية بوصفها أنظمة فاشلة؟ أم أنّها قامت تنتفض على الإرث الذي خلفته سياسات الاستعمارية؟ ربما يكمن الجواب في اندفاع الشعوب نحو الثورة ضد ما هو سائد طيلة عقود من الزمن، صوت واحد يخاطب الجميع، قوانين لا حصر لها لا تملك الفاعلية إلا على الكادحين والمقهورين، مؤسسات بهياكلها البيروقراطية ينخرها الفساد من كل جانب، نظام تعليمي مرهون بمدى عمالة البورجوازية للمركزية الغربية، اقتصاد هش تتجاذبه الحدود الجغرافية الملغومة بالحركات الإرهابية العابرة له، كل ذلك كان يحمل اسما واحدا وصورة موّجهة للدولة القائمة، فهل انتفضت الشعوب ضد الدولة بمؤسساتها وهويتها، أم أنّ النظام هو جزء من تركيبة الدولة يمكن للثورة استئصاله لاستصلاح ما نفع من هياكلها؟
سلمية الانتفاضات العربية كانت تشير إلى أنّ "إسقاط النظام بدل الدولة" هو أهم الأساسات التي من أجلها استعاد الحراك الشعبي زخمه، نظام برع في تكريس الفساد والنهب، مستخدما "التضليل السياسي والاجتماعي" للحفاظ على استمراريته، متمثلا في الحامي للثروة والأبوي الخالد للثورة، ومن الانقلابات التي يتلاعن سادتها بتواريخها، تنامى نفوذ "نظام الاستمرارية" على حساب الدولة الوطنية، وشرعت البارونات والعسكارتية في تحالفات سياسية لتعزيز قوتها والمحافظة على مصالح الإمبريالية الغربية، لينتهي الصراع الشعبي مع السلطة إلى الدعوة لإنهاء الوصاية التي تفرضها "الدولة العميقة" في شكل نظام متلون لا يملك من الإرادة الشعبية سوى انتخابات مزورة.
خرجت الحشود العربية من مشرقها إلى مغربها معبرة عن رغبتها في إسقاط الدولة العميقة بعفوية وسلمية مطلقة، إلا أنّ تسليم السلطة للشعب لم يكن بالأمر الهين لدى نظام فقد أدنى مقومات التحضر والوطنية، فراح يجتث بأدواته القمعية "الانتفاضات السلمية" موجها إياها نحو العسكرة، ومطلقا عنان الدولة العميقة بأجهزتها الاستخباراتية للنيل من طموح الاستقلال، ولعل ما أظهرته الثورة السورية واليمنية من حرب تجاوزت حدها الفاصل بين الوقوف إلى الشعب، والمراهنة على بقاء النظام، ملايين المهجرين والمفقودين الذين تركوا بلدانهم للظفر بحياة أكثر عدالة وإنسانية، وهم يأملون بالعودة إلى ديارهم التي دمرتها براميل الممانعة العربية.
ومهما بدا موقف "سلميتنا أقوى من الرصاص" في اجتثاث الدولة العميقة ونفوذها الضارب العمق السياسي والإداري والعسكري في الدولة، فإنّ الرهان على تحويل الصراع على الحق والحرية والعدالة لم يكن ذات يوم "صراعا على السلطة"، كما يتوهم الكثيرون ممن يجنحون إلى تحميل شعوبهم المآسي التي يعيشونها، بل انتفضت الشعوب العربية للمطالبة بـ"حقها الإنساني والحضاري" واستعادة كرامتها ووطنها المسلوب، فالمنطقة العربية ثارت على طغم كانت سببا في تخلفها وتأزمها الحضاري، وحينما صاحت الجماهير بـ"ارحل" تداعى العالم لوأد الحرية في مهدها.
لا يكمن الحق الإنساني في تنوع الثقافات والهويات فحسب، بل في مسألة أكثر عمقا واستحقاقا متعلقة بتقارب ذلك الحق مع "الشرط الأخلاقي" للعالم البشري، فأن تكون حرا يعني أن تكون إنسانا له اختياراته وهواجسه وتطلعاته، أما أن تتحرر فهذا يستلزم رفض السائد المطبق على التنوع والاختلاف، وكلاهما مرتبط بمدى الوعي بالحقيقة المفضية لفهم العالم والأشياء، فالبشر جميعا مشتركون في الحرية كونها حق إنساني وجب الحفاظ عليه والسعي لتحقيقه، ضمن تهافت السلطويين نحو مزيد من القمع والعنف.
الإنسان يولد حرا، لكن الحرية تلك سرعان ما تتلاشى ويذهب ريحها مع الخنوع والإذعان، ولفك سلاسل عبودية البشر للأشياء وعوالمه كان لزاما أن يزيح الإنسان عنه الخوف والجهل بالسعي وراء الحقيقة، حيث الإنسانية تبني لها عرش الخلاص.
بعد عقد على الربيع العربي وتغييراته السياسية والاجتماعية بالمنطقة، يمكن القول إنّ "استعادة الاستحقاق التاريخي" الذي انبرى له الشباب، لم يأفل نجمه مع هذا التكالب الغربي لإعادة إنتاج البورجوازيات العميلة، فالدكتاتورية بقدر تصلبها في هيكلها السياسي، غير أنّها تفتقد لـ"قاعدة مستقرة" تقيها الاهتزازات الناجمة عن تسرب الثورة داخل نظامها الاجتماعي، حينها تتأسس "المعادلة التاريخية" للصراع الطبقي والاستحقاق الثوري.
في حرب أوكرانيا... من يمكر بمن..(١)
في حرب أوكرانيا... من يمكر بمن..(١)
★.. و روسيا اليوم تمكر بأمريكا والغرب من خلال شن الحرب القائمة التي أكد الماكر ( ماكرون) أنها ستتمدد وتتشعب.. لتطول دولا كثيرة .. وهو ماتدل عليه تصرفات مجنون الكرملين، الذي يراهن على أن تلك الحرب الراهنة ستتسرب آثارها الوخيمة إلى شعوب أمريكا وأوروبا المترفة الواهنة، وهي نظرة صحيحة منه، بالنظر لاستمراء الأوروبيين حياة التكبر والبطر، والتعالي على سائر البشر ، بالمنهوب من ثرواتهم والمغصوب من خيراتهم ..
★.. طغاة الغرب من جهتهم أقنعوا شعوبهم منذ عقود بتفوقهم في (صراع الحضارات) القادم، ليخرجوا بعده إلى نصر حاسم قبل ( نهاية التاريخ) في مشهد (نصر بلا حرب) تأتي بعده ( حرب بلا نصر) سيفنى فيها بحسب مايعتقدون ثلثا سكان العالم .. بعد أن يهزموا _ بزعمهم _تحالف الشر، من أصحاب حضارات الشرق القديمة كلها ، وأصحاب الحضارة الاسلامية من بينها ، ليكون شعبهم المختار مهيئا بعد ذلك لاستقبال مسيح الخيال ، الذي لن يكون أحدا غير الدجال ..!
تأمل وأنت ( تتفرج) على مجريات صراع الماكرين القائم والقادم والأقدم ، وتذكر قول الأعز الأكرم ..
( وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (٤٦)فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (٤٧)
من سورة ابراهيم..
نعم... لا تحسبن الله مخلف وعده..
إن الله عزيز .. ذو انتقام .
الأحد، 27 فبراير 2022
من هو ألكسندر لوكاشينكو ديكتاتور بيلاروسيا وسلاح بوتين في وجه الإتحاد الأوروبى ؟
من هو ألكسندر لوكاشينكو ديكتاتور بيلاروسيا وسلاح بوتين في وجه الإتحاد الأوروبى ؟
بقلم سمير يوسف يُطلق عليه لقب “آخر ديكتاتور في أوروبا”، فهو الزعيم المتقلّب الذي يقف في قلب الصراع الحدودي بين بولندا وليتوانيا، كما أنّ له تاريخاً طويلاً من تحدي الغرب. إنّه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو. وإليكم ما تحتاجون لمعرفته عن الزعيم البيلاروسي.
من هو مدير مزرعة الخنازير السوفييتية فى بيلاروسيا لوكاشينكو؟
على مدار نحو ثلاثة عقود قضاها في السلطة، صنع مدير مزرعة الخنازير السوفييتية السابق لوكاشينكو (67 عاماً) حول نفسه “هالةً قدسية” لشخصيته باعتباره “الباتكا” أو أبو الشعب البيلاروسي كما تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وحوّل لوكاشينكو دولته الحبيسة، التي تُحيط بها روسيا وبولندا وأوكرانيا وليتوانيا ولاتفيا، إلى منطقةٍ عازلة موثوقة بين روسيا وبين خصومها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
لكن نهج تزوير الانتخابات، وإسكات المعارضة، وقمع المعارضين بالعنف منذ زمنٍ بعيد كان له أثره، إذ اندلعت احتجاجات شعبية في أغسطس/آب من العام الماضي بعد أن أعلن لوكاشينكو فوزه الكاسح في الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي اعتبره كثيرون ضرباً من ضروب الخيال. وقد اختبرت هذه الانتفاضة الشعبية مدى إحكام قبضته على السلطة أكثر من أي وقتٍ مضى.
كيف صعد لوكاشينكو إلى السلطة؟
برز لوكاشينكو على الساحة العامة أوائل التسعينيات، حين قدّم نفسه كبطلٍ شعبي شعبوي يُواجه النخب الفاسدة والبلطجية وغير الأخلاقية. حيث صعد على المنبر في المجلس الأعلى البيلاروسي شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1993، وانتقد “الفوضى” و”المحتالين” في البلاد بلكنته الريفية الخشنة.
في العام 1990، انتخب لوكاشينكو كنائب في المجلس الأعلى لجمهورية بيلاروسيا، وكان النائب البرلماني البيلاروسي الوحيد الذي صوت ضد التصديق على اتفاق ديسمبر 1991 الذي يقضي بحل الاتحاد السوفيتي وإنشاء رابطة الدول المستقلة مكانه.
بعد ذلك، جاء صعوده إلى السلطة سريعاً، حيث صار أول رئيسٍ منتخب في البلاد عام 1994. ولا يزال لوكاشينكو يُقدّم نفسه على أنّه حامي حمى المستضعفين. لكن حكومته اعتادت مضايقة وسجن وتعذيب منتقديه، إذ اختفى بعضهم بينما اختار آخرون المنفى طواعيةً لتجنّب السجن، كما تعتقل حكومته الصحفيين وتقمع وسائل الإعلام المستقلة.
بينما ينظر الكثيرون إلى ابنه نيكولاي (17 عاماً) باعتباره وريثه غير المعلن.
احتجاجاتٌ حاشدة على انتخابات 2020
في صيف عام 2020، اندلعت أكبر تظاهرات في تاريخ بيلاروسيا بعد أن أعلن لوكاشينكو فوزه بأكثر من 80% من الأصوات في انتخابات الرئاسة، التي اعتبرها الكثيرون مزوّرة، حيث كانت الحكومة قد حكمت بعد أهلية غالبية منافسيه المحتملين للترشّح في الانتخابات.
وقد أثارت مزاعم الفوز الكاسح موجة غضبٍ واسعة آنذاك، في وقتٍ كانت البلاد تترنّح خلاله من ارتفاع معدلات الإصابة بكوفيد-19 وآثار أزمةٍ اقتصادية. وبعد أسبوعٍ واحد من انتخابات التاسع من أغسطس/آب، خرج آلاف المحتجين إلى الشوارع- وتُشير بعض التقديرات إلى أنّ عددهم كان 200 ألف شخص- وملأوا وسط العاصمة مينسك. وكانت تلك المظاهرات أشبه بتحدٍّ قوي للسلطة في بلد يبلغ تعداد سكانه 9.5 مليون نسمة. وكانت تلك الاحتجاجات هي أصعب اختبارٍ يُواجهه لوكاشينكو لمعرفة ما إذا كان قمعه الوحشي كافياً لإبقائه في السلطة.
وفي النهاية، نجح في إسكات منتقديه مؤقتاً بحملة قمع عنيفة على يد الشرطة، واعتقال وقمع كبار المعارضين، حيث تم القبض على أكثر من 32 ألف متظاهر، ومات أربعةٌ على الأقل خلال الاحتجاجات، لكن تلك الأحداث سلّطت الضوء على مدى هشاشة النظام السياسي البيلاروسي.
تغيير مسار طائرة للقبض على أحد المعارضين
في كتالوج القمع المستمر منذ عقود، تحوّلت هذه الواقعة إلى مثالٍ حي على ما يُمكن للوكاشينكو فعله في سبيل القضاء على المعارضة، إذ أرسل في مايو/أيار مقاتلةً حربية لاعتراض رحلة خطوط طيران Ryanair الأيرلندية التي كانت تمر فوق المجال الجوي لبلاده، وأمرت المقاتلة طائرة الركاب بالهبوط في العاصمة مينسك. وحينها تم اعتقال الصحفي المعارض البارز رومان بروتاسيفيتش (26 عاماً)، الذي كان على متن الطائرة الأيرلندية.
وقد أثار الهبوط الاضطراري لطائرة الركاب إدانةً دولية، إذ تم تحويل مسار الطائرة المتجهة من أثينا إلى ليتوانيا حتى تهبط في مينسك بذريعة وجود قنبلة على متنها، وفقاً للسلطات الغربية التي وصفت الواقعة بأنّها من أعمال القرصنة. ولم يُعثَر على أي قنبلة على متن الطائرة بالطبع.
وفي مقطع فيديو نشرته الحكومة لاحقاً، اعترف بروتاسيفيتش بالمشاركة في تنظيم “اضطرابات شعبية”، لكن أصدقاء له قالوا إنّه أدلى بالاعترافات تحت الإكراه.
النزاع حول المهاجرين على الحدود البولندية
اندلعت آخر الأزمات على حدود بولندا مع بيلاروسيا حين اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن لوكاشينكو كان يُنظم تدفق آلاف المهاجرين إلى حدود الاتحاد الأوروبي، انتقاماً من العقوبات التي فرضتها الكتلة الغربية على بيلاروسيا.
وكانت نقطة الاشتعال في بولندا، الدولة الأوروبية التي تحكمها حكومةٌ يمينية مناهضة للهجرة، إذ احتشدت دول الاتحاد الأوروبي حول بولندا بالتزامن مع وصول آلاف المهاجرين إلى حدودها وتخييمهم في البرد. وقال مسؤولون غربيون إنّ أهداف لوكاشينكو تشمل بث روح الانقسام بين الدول الأوروبية بخلق أزمة مهاجرين.
ويعلم الحاكم البيلاروسي أن الهجرة مسألة خلافية بشدة بين دول الاتحاد الأوروبي، وداخل كل دولة من الدول الأعضاء. فقد أحدثت إستراتيجية بولندا لصد المهاجرين مرة أخرى إلى بيلاروسيا صدعا في علاقتها مع بلجيكا التي تضم مقر الاتحاد الأوروبي؛ ما زاد من سوء علاقتهما المتوترة بالفعل. وكان لوكاشينكو على علم بأن المهاجرين الذين اقتادهم نظامه نحو دخول لاتفيا وليتوانيا وبولندا لن يبقوا هناك على الأرجح، ففي سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، سجلت الشرطة الألمانية وصول 7300 مهاجر إلى ألمانيا عن طريق بولندا وبيلاروسيا. وبدوره، تسبَّب هذا التدفُّق من المهاجرين في سفر نشطاء اليمين المتطرف الألمان إلى الحدود محاولين منع المهاجرين من الدخول.
ولا تزال القارة تترنّح من أزمة اللاجئين في عامي 2015 و2016 حين وصل أكثر من مليون مهاجر من الشرق الأوسط وإفريقيا إلى أوروبا، ليخلقوا تحدياً إنسانياً ضخماً ويُعززوا صعود الأحزاب اليمينية المتشددة التي تناهض الاتحاد الأوروبي والإسلام.
“ليس رئيساً أسطورياً. بل خادم بوتين المُخلص”
خلال الأزمة الأخيرة، عاد لوكاشينكو مرةً أخرى ليقدم نفسه في صورة “حامي حمى مصالح وشرف بيلاروسيا”. لكن الباحث في مؤسسة European Council on Foreign Relations غوستاف غريسيل قال إنّ محاولته إضفاء طبيعةٍ أسطورية على نفسه لم تعُد مُجدية.
إذ نجح حكام مستبدون آخرون في أوروبا أن يُقدموا أنفسهم بروايات مقنعة، مثل فلاديمير بوتين الروسي الذي يُريد إعادة إحياء الأمجاد السوفييتية، وفيكتور أوربان المجري حامي حمى المسيحية الأوروبية. لكن غريسيل يرى أنّ “لوكاشينكو لا يمتلك روايةً من هذا النوع”.
ويظل لوكاشينكو مجرد بيدق في يد الزعيم الروسي بوتين يبتز به الأوروبيين كلما سنحت له الفرصة. وفي أحدث تصريحاته عن العلاقة الوثيقة مع روسيا، قال لوكاشينكو في مقابلة مع قناة CNN الأمريكية الشهر الماضي مهدداً الغرب، إن بلاده ستتحول إلى “قاعدة عسكرية موحدة لبيلاروسيا وروسيا في حالة حدوث عدوان خارجي”. وقال: “إذا لزم الأمر، ستتحول بيلاروسيا إلى قاعدة موحدة مع روسيا، وقاعدة عسكرية لمقاومة عدوانكم.. إذا كنتم أنتم أو بعض الدول المجاورة ترغب في القيام بذلك، يجب أن تفهموا ذلك بوضوح”.
أخيراً، يحكم لوكاشينكو دولة تستمد معظم أهميتها على الساحة الدولية، من ناحيتين فقط، الأولى جوارها بروسيا راعيتها، والثانية باعتبارها مدخلاً يستطيع المهاجرون النفاذ منه إلى القارة الأوروبية. ولهذا السبب، وبالنظر على مدار تاريخ علاقته القوية ببوتين التي شابتها توترات صغيرة ومؤقتة –أحيانًا- سرعان ما تلاشت بعد ذلك. فإنه من الأجدر وصف لوكاشينكو، بأنه الديكتاتور المُحب للسلطة نفسها والذي لن يُغادر الرئاسة إلا في حالتين، أحدهما الوفاة والأخرى رفع يد دعم بوتين عنه، والثانية كانت وشيكة خلال احتجاجات 2020، لولا تدخل بوتين في اللحظات الأخيرة وإدارة الدفة لصالح حليفه الذي تعلم الدرس الأهم في مسيرته، وهو أنه ليس بمقدوره النجاة أبداً من دون عون بوتين.
يُطلق عليه لقب “آخر ديكتاتور في أوروبا”، فهو الزعيم المتقلّب الذي يقف في قلب الصراع الحدودي بين بولندا وليتوانيا، كما أنّ له تاريخاً طويلاً من تحدي الغرب. إنّه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو. وإليكم ما تحتاجون لمعرفته عن الزعيم البيلاروسي.
من هو مدير مزرعة الخنازير السوفييتية فى بيلاروسيا لوكاشينكو؟
على مدار نحو ثلاثة عقود قضاها في السلطة، صنع مدير مزرعة الخنازير السوفييتية السابق لوكاشينكو (67 عاماً) حول نفسه “هالةً قدسية” لشخصيته باعتباره “الباتكا” أو أبو الشعب البيلاروسي كما تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وحوّل لوكاشينكو دولته الحبيسة، التي تُحيط بها روسيا وبولندا وأوكرانيا وليتوانيا ولاتفيا، إلى منطقةٍ عازلة موثوقة بين روسيا وبين خصومها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
لكن نهج تزوير الانتخابات، وإسكات المعارضة، وقمع المعارضين بالعنف منذ زمنٍ بعيد كان له أثره، إذ اندلعت احتجاجات شعبية في أغسطس/آب من العام الماضي بعد أن أعلن لوكاشينكو فوزه الكاسح في الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي اعتبره كثيرون ضرباً من ضروب الخيال. وقد اختبرت هذه الانتفاضة الشعبية مدى إحكام قبضته على السلطة أكثر من أي وقتٍ مضى.
كيف صعد لوكاشينكو إلى السلطة؟
برز لوكاشينكو على الساحة العامة أوائل التسعينيات، حين قدّم نفسه كبطلٍ شعبي شعبوي يُواجه النخب الفاسدة والبلطجية وغير الأخلاقية. حيث صعد على المنبر في المجلس الأعلى البيلاروسي شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1993، وانتقد “الفوضى” و”المحتالين” في البلاد بلكنته الريفية الخشنة.
في العام 1990، انتخب لوكاشينكو كنائب في المجلس الأعلى لجمهورية بيلاروسيا، وكان النائب البرلماني البيلاروسي الوحيد الذي صوت ضد التصديق على اتفاق ديسمبر 1991 الذي يقضي بحل الاتحاد السوفيتي وإنشاء رابطة الدول المستقلة مكانه.
بعد ذلك، جاء صعوده إلى السلطة سريعاً، حيث صار أول رئيسٍ منتخب في البلاد عام 1994. ولا يزال لوكاشينكو يُقدّم نفسه على أنّه حامي حمى المستضعفين. لكن حكومته اعتادت مضايقة وسجن وتعذيب منتقديه، إذ اختفى بعضهم بينما اختار آخرون المنفى طواعيةً لتجنّب السجن، كما تعتقل حكومته الصحفيين وتقمع وسائل الإعلام المستقلة.
بينما ينظر الكثيرون إلى ابنه نيكولاي (17 عاماً) باعتباره وريثه غير المعلن.
احتجاجاتٌ حاشدة على انتخابات 2020
في صيف عام 2020، اندلعت أكبر تظاهرات في تاريخ بيلاروسيا بعد أن أعلن لوكاشينكو فوزه بأكثر من 80% من الأصوات في انتخابات الرئاسة، التي اعتبرها الكثيرون مزوّرة، حيث كانت الحكومة قد حكمت بعد أهلية غالبية منافسيه المحتملين للترشّح في الانتخابات.
وقد أثارت مزاعم الفوز الكاسح موجة غضبٍ واسعة آنذاك، في وقتٍ كانت البلاد تترنّح خلاله من ارتفاع معدلات الإصابة بكوفيد-19 وآثار أزمةٍ اقتصادية. وبعد أسبوعٍ واحد من انتخابات التاسع من أغسطس/آب، خرج آلاف المحتجين إلى الشوارع- وتُشير بعض التقديرات إلى أنّ عددهم كان 200 ألف شخص- وملأوا وسط العاصمة مينسك. وكانت تلك المظاهرات أشبه بتحدٍّ قوي للسلطة في بلد يبلغ تعداد سكانه 9.5 مليون نسمة. وكانت تلك الاحتجاجات هي أصعب اختبارٍ يُواجهه لوكاشينكو لمعرفة ما إذا كان قمعه الوحشي كافياً لإبقائه في السلطة.
وفي النهاية، نجح في إسكات منتقديه مؤقتاً بحملة قمع عنيفة على يد الشرطة، واعتقال وقمع كبار المعارضين، حيث تم القبض على أكثر من 32 ألف متظاهر، ومات أربعةٌ على الأقل خلال الاحتجاجات، لكن تلك الأحداث سلّطت الضوء على مدى هشاشة النظام السياسي البيلاروسي.
تغيير مسار طائرة للقبض على أحد المعارضين
في كتالوج القمع المستمر منذ عقود، تحوّلت هذه الواقعة إلى مثالٍ حي على ما يُمكن للوكاشينكو فعله في سبيل القضاء على المعارضة، إذ أرسل في مايو/أيار مقاتلةً حربية لاعتراض رحلة خطوط طيران Ryanair الأيرلندية التي كانت تمر فوق المجال الجوي لبلاده، وأمرت المقاتلة طائرة الركاب بالهبوط في العاصمة مينسك. وحينها تم اعتقال الصحفي المعارض البارز رومان بروتاسيفيتش (26 عاماً)، الذي كان على متن الطائرة الأيرلندية.
وقد أثار الهبوط الاضطراري لطائرة الركاب إدانةً دولية، إذ تم تحويل مسار الطائرة المتجهة من أثينا إلى ليتوانيا حتى تهبط في مينسك بذريعة وجود قنبلة على متنها، وفقاً للسلطات الغربية التي وصفت الواقعة بأنّها من أعمال القرصنة. ولم يُعثَر على أي قنبلة على متن الطائرة بالطبع.
وفي مقطع فيديو نشرته الحكومة لاحقاً، اعترف بروتاسيفيتش بالمشاركة في تنظيم “اضطرابات شعبية”، لكن أصدقاء له قالوا إنّه أدلى بالاعترافات تحت الإكراه.
النزاع حول المهاجرين على الحدود البولندية
اندلعت آخر الأزمات على حدود بولندا مع بيلاروسيا حين اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن لوكاشينكو كان يُنظم تدفق آلاف المهاجرين إلى حدود الاتحاد الأوروبي، انتقاماً من العقوبات التي فرضتها الكتلة الغربية على بيلاروسيا.
وكانت نقطة الاشتعال في بولندا، الدولة الأوروبية التي تحكمها حكومةٌ يمينية مناهضة للهجرة، إذ احتشدت دول الاتحاد الأوروبي حول بولندا بالتزامن مع وصول آلاف المهاجرين إلى حدودها وتخييمهم في البرد. وقال مسؤولون غربيون إنّ أهداف لوكاشينكو تشمل بث روح الانقسام بين الدول الأوروبية بخلق أزمة مهاجرين.
ويعلم الحاكم البيلاروسي أن الهجرة مسألة خلافية بشدة بين دول الاتحاد الأوروبي، وداخل كل دولة من الدول الأعضاء. فقد أحدثت إستراتيجية بولندا لصد المهاجرين مرة أخرى إلى بيلاروسيا صدعا في علاقتها مع بلجيكا التي تضم مقر الاتحاد الأوروبي؛ ما زاد من سوء علاقتهما المتوترة بالفعل. وكان لوكاشينكو على علم بأن المهاجرين الذين اقتادهم نظامه نحو دخول لاتفيا وليتوانيا وبولندا لن يبقوا هناك على الأرجح، ففي سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، سجلت الشرطة الألمانية وصول 7300 مهاجر إلى ألمانيا عن طريق بولندا وبيلاروسيا. وبدوره، تسبَّب هذا التدفُّق من المهاجرين في سفر نشطاء اليمين المتطرف الألمان إلى الحدود محاولين منع المهاجرين من الدخول.
ولا تزال القارة تترنّح من أزمة اللاجئين في عامي 2015 و2016 حين وصل أكثر من مليون مهاجر من الشرق الأوسط وإفريقيا إلى أوروبا، ليخلقوا تحدياً إنسانياً ضخماً ويُعززوا صعود الأحزاب اليمينية المتشددة التي تناهض الاتحاد الأوروبي والإسلام.
“ليس رئيساً أسطورياً. بل خادم بوتين المُخلص”
خلال الأزمة الأخيرة، عاد لوكاشينكو مرةً أخرى ليقدم نفسه في صورة “حامي حمى مصالح وشرف بيلاروسيا”. لكن الباحث في مؤسسة European Council on Foreign Relations غوستاف غريسيل قال إنّ محاولته إضفاء طبيعةٍ أسطورية على نفسه لم تعُد مُجدية.
إذ نجح حكام مستبدون آخرون في أوروبا أن يُقدموا أنفسهم بروايات مقنعة، مثل فلاديمير بوتين الروسي الذي يُريد إعادة إحياء الأمجاد السوفييتية، وفيكتور أوربان المجري حامي حمى المسيحية الأوروبية. لكن غريسيل يرى أنّ “لوكاشينكو لا يمتلك روايةً من هذا النوع”.
ويظل لوكاشينكو مجرد بيدق في يد الزعيم الروسي بوتين يبتز به الأوروبيين كلما سنحت له الفرصة. وفي أحدث تصريحاته عن العلاقة الوثيقة مع روسيا، قال لوكاشينكو في مقابلة مع قناة CNN الأمريكية الشهر الماضي مهدداً الغرب، إن بلاده ستتحول إلى “قاعدة عسكرية موحدة لبيلاروسيا وروسيا في حالة حدوث عدوان خارجي”. وقال: “إذا لزم الأمر، ستتحول بيلاروسيا إلى قاعدة موحدة مع روسيا، وقاعدة عسكرية لمقاومة عدوانكم.. إذا كنتم أنتم أو بعض الدول المجاورة ترغب في القيام بذلك، يجب أن تفهموا ذلك بوضوح”.
أخيراً، يحكم لوكاشينكو دولة تستمد معظم أهميتها على الساحة الدولية، من ناحيتين فقط، الأولى جوارها بروسيا راعيتها، والثانية باعتبارها مدخلاً يستطيع المهاجرون النفاذ منه إلى القارة الأوروبية. ولهذا السبب، وبالنظر على مدار تاريخ علاقته القوية ببوتين التي شابتها توترات صغيرة ومؤقتة –أحيانًا- سرعان ما تلاشت بعد ذلك. فإنه من الأجدر وصف لوكاشينكو، بأنه الديكتاتور المُحب للسلطة نفسها والذي لن يُغادر الرئاسة إلا في حالتين، أحدهما الوفاة والأخرى رفع يد دعم بوتين عنه، والثانية كانت وشيكة خلال احتجاجات 2020، لولا تدخل بوتين في اللحظات الأخيرة وإدارة الدفة لصالح حليفه الذي تعلم الدرس الأهم في مسيرته، وهو أنه ليس بمقدوره النجاة أبداً من دون عون بوتين.
البلاشفة العرب: الانقلاب الضرورة والاحتلال الضرورة
البلاشفة العرب: الانقلاب الضرورة والاحتلال الضرورة
وائل قنديل
أخرج العدوان الروسي على أوكرانيا عيناتٍ مختلفة الأحجام والأشكال من "البلاشفة العرب" الذين كانوا ينتظرون الفرصة ليرتدوا الأحمر، ويهتفون "لبيك روسيا .. لبيك بوتين".
مسألة الاحتياج الروسي الأراضي الأوكرانية، وإعمال آلة القتل والتدمير في الشعب الأوكراني، لا تحتاج إلى كثير من الأدلة والمعلومات، لكي يتخذ كل ذي عقل وضمير موقفًا أخلاقيًا منها، فهذا جنرال مخابرات روسي، يمتلئ هوسًا بأحلام إمبراطورية قيصرية، قرّر أن يغزو بلدًا مستقلًا ويقهر شعبًا حرًا، لكي يخضعه بالقوة العسكرية لنفوذه، ويلحقه بإمبراطوريته المتخيلة.
بموازين العدل والضمير والحس الإنساني الفطري، هذه عملية اغتصاب دولة واحتلالها والاستيلاء على أراضيها ومواردها الطبيعية، ما يجعلها جريمة كاملة الأركان، تستوجب الإدانة المطلقة، من دون التوقف عند أن أرشيف رئيس الدولة المعتدى عليها يتضمّن مواقف منحازة للاستعمار الصهيوني لفلسطين، أو أنه كان ممثلًا كوميديًا سابقًا، فالاعتداء ليس على رئيس أوكرانيا، وإنما هو على الدولة الأوكرانية وشعبها وسيادتها على أراضيها.
الانتهازية ذاتها تجلّت في تأييد معظم هذه النخب لجرائم بشار الأسد، المدعومة بالوجود العسكري الروسي المباشر، ضد ثورة الشعب السوري، بزعم الانحياز إلى ما يوصف بهتانًا معسكر المقاومة والممانعة، من دون أن يأخذ هؤلاء في الاعتبار أن الكيان الصهيوني أشدّ حرصًا منهم على عدم سقوط طاغية سورية، بالتنسيق مع بوتين، لتأتي اللحظة الراهنة، فتجد داعمي جرائم بشار هم مؤيدو جريمة بوتين في أوكرانيا، وكأن لسان حالهم يقول: مع الديكتاتورية وضد الحرية في كل مكان، وفي أي وقت، حتى لو كانت آثار صفعات هذه الديكتاتورية لا تزال ظاهرة على وجوههم حتى اليوم.
من التطوّع لخدمة "انقلابات الضرورة" في بلدانهم العربية، إلى التنظير والحشد من أجل "الاحتلال الضرورة" في أوكرانيا، يتحرّك هؤلاء في سياق منطقي للغاية، ومن ثم لا تدهشني أفعالهم أو ردّات فعلهم على الإطلاق، لكن الدهشة الحقيقية تأتي حين تجد جمهرة ممن أنفقوا واستثمروا في الجهاد ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان في القرن الماضي، وقد اتخذوا الآن مواقف تبدو متواطئة، أو بالحدّ الأدنى تبريريةً للاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية.
بعث برسالة شكر إلى أردوغان.. الرئيس الأوكراني: الاستعداد الدفاعي لشعبنا أحبط سيناريو الاحتلال الروسي
بعث برسالة شكر إلى أردوغان.. الرئيس الأوكراني: الاستعداد الدفاعي لشعبنا أحبط سيناريو الاحتلال الروسي
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء السبت 26 فبراير/شباط 2022، إن استعداد الشعب الأوكراني للدفاع عن بلاده أحبط سيناريو الاحتلال الروسي، معلناً ترحيبه باقتراحات تركيا وأذربيجان لإجراء محادثات سلام مع موسكو.
فيما أضاف زيلينسكي في رسالة قصيرة بالفيديو: "سنقاتل بكل ما نستطيع ومهما تطلَّب الأمر لتحرير بلادنا"، مشيراً إلى أن بلاده تحتاج إلى النفط والمنتجات النفطية.
كما استطرد الرئيس الأوكراني قائلاً: "أشكر صديقنا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على دعمه واتفقنا معه على ضرورة منع مرور السفن الروسية إلى البحر الأسود".
في حين لفت إلى أن "الرئيسين التركي والأذربيجاني اقترحا تنظيم مفاوضات مع روسيا، وأبديت موافقتي".
جهود تركية للتوصل إلى هدنة
في وقت سابق من يوم السبت، أوضح بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن أردوغان بحث خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني، التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وآخر المستجدات في هذا السياق.
بحسب البيان، أبلغ أردوغان زيلينسكي بأن "تركيا تبذل جهوداً من أجل التوصل إلى هدنة في أقرب وقت للحد من إلحاق المزيد من الخسائر بأوكرانيا".
فيما قدّم أردوغان تعازيه للرئيس الأوكراني في ضحايا الهجوم الروسي، وتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
العملية العسكرية الروسية
يُشار إلى أن روسيا أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم، ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.
بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قُتل أكثر من 130 شخصاً، بينهم مدنيون، في اليوم الأول للتدخل العسكري الروسي.
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
المصدر:عربي بوست
رويترز
السبت، 26 فبراير 2022
هل تأمن أوروبا والعالم من بطش بوتن وهو يقود روسيا النووية؟
هل تأمن أوروبا والعالم من بطش بوتن وهو يقود روسيا النووية؟
رمضان قاديروف جلّاد روسيا في أرض الشيشان
بقلم الخبير السياسى والإقتصادىد.صلاح الدوبى 26/02/2022
أن كلمات بوتين لن تمحي تاريخه الأسود في الحروب على المسلمين وقتلهم، وما قام به من تشريد للأطفال والنساء وهدم البيوت والمدن، مستخدما كافة الأسلحة حتى المحرم منها دوليًا.
وكان بوتين قال في تصريحاته، إن الإساءة إلى الرسول محمد لا تمت بصلة إلى حرية الإبداع والتعبير، وذلك بعد سؤاله عن حرية التعبير بما قام به الرسام الفرنسي من إساءته للنبي.
لم تكن الحرب الأوكرانية هي الأولى في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فالتاريخ حافل بجولات تمتد من الشيشان إلى سوريا.
فمنذ سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، انخرطت روسيا بقيادة فلاديمير بوتين في سلسلة من الحروب التي كان آخرها تلك التي انطلقت فجر اليوم الخميس، مستهدفة مواقع متفرقة شرق أوكرانيا.
حروب روسيا التى لا تنتهى
في أواخر عام 1994، بعد التسامح مع الاستقلال الفعلي لجمهورية القوقاز لمدة ثلاث سنوات، أرسلت موسكو قوات لإخضاع الشيشان، لكنهم واجهوا مقاومة شرسة وانسحبوا في 1996.
لكن في أكتوبر/تشرين الأول 1999، عادت القوات الروسية في عهد رئيس الوزراء، حينها، فلاديمير بوتين، لتنفيذ “عملية مكافحة الإرهاب”، ردا على الهجمات المميتة في روسيا التي شنّها الانفصاليون الشيشان وطالت أيضا داغستان المجاورة.
في فبراير/شباط 2000، استعاد الجيش الروسي العاصمة الشيشانية غروزني التي دمرتها المدفعية والغارات الجوية، لكن حرب العصابات استمرت في عام 2009، حتى أعلن الكرملين انتهاء عمليته التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الجانبين.
حرب خاطفة في جورجيا
في أغسطس/آب 2008، دخلت روسيا وجورجيا في حرب لمدة خمسة أيام على أوسيتيا الجنوبية، وهي منطقة جورجية انفصالية صغيرة موالية لروسيا.
ليلتا 7 و8 أغسطس/آب، كانتا كافيتين لأن يشن الجيش الجورجي هجوما مميتا لاستعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية، التي فقد السيطرة عليها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي والحرب في أوائل التسعينيات.
حينها تراجعت روسيا على الفور، وأرسلت قواتها إلى الأراضي الجورجية وألحقت بسرعة هزيمة مدوية بالجمهورية السوفيتية السابقة.
لاحقا، اعترف الكرملين باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وهي مقاطعة انفصالية أخرى، وحافظ منذ ذلك الحين على وجود عسكري قوي هناك، وسط تنديد غربي بما سماه “احتلال الأمر الواقع“.
يذكر أن الحرب الروسية الشرسة على الشيشان خلفت قرابة 200 ألف قتيل معظمهم من المدنيين، خلال المجازر التي استمرت على مدار 6 سنوات، مقسمة على حربين، الأولى كانت بين عامي 1994 و1996، والثانية بين عامي 1999 و2000.
أما عن تدخله في سوريا، فدعم بوتين إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد، في منصبه بعد مطالبات الثورة السورية بإسقاطه، وحمايته من الإطاحة كما ساعد في قتل الأطفال وهدم المنازل والبنية التحتية وتشرد ونزوح ملايين الأسر من السوريين.
إن بوتين الذي يستنكر إغلاق المساجد هو نفسه من يهدمها في سوريا.
هو نسخة عن والده أحمد قاديروف العميل السابق لموسكو، والذي تفنن في خدمة فلاديمير بوتين بشكل لم ينتظره أشد الروس تفاؤلا، لكن قاديروف الابن أكثر شراسة من والده في محاربة أعداء الوطن- روسيا – كما يحب أن يقول في خطاباته، تسلم رمضان الرئاسة بعد قتل والده، بتعيين مباشر من فلاديمير بوتين، ومن يومها وهو يشن حملات متتالية لتصفية المقاومين لروسيا وسياساتها، حيث قام بتشكيل فرق الموت المرعبة، فظهرت ميلشيا قاديروفستي التي أثارت الرعب في أوساط السكان، وسنَّ قانونا جديدا وهو: هدم بيت أي أسرة إذا ثبت مشاركة فرد منها في أي عملية ضد القوات الروسية وحليفتها القاديروفية، وطردها خارج البلاد، كما عمد قاديروف إلى سياسة الابتزاز، فكان يختطف أهالي المقاومين، خاصة من النساء، لمحاولة التأثير في المقاومة وتسليم سلاحها، ولم يكتف بذلك بل راح يبني المعتقلات السرية، ويسجن كل من يشتم فيه رائحة ما يسميه الوهابية أو نقد بوتين أو الاعتراض على سياسات روسيا، ويمعن في غطرسته أكثر عندما يظهر رجاله هذه السجون عبر أشرطة فيديو، وتظهر خلالها لقطات لتعذيب الشباب أشد العذاب، لنشر الرعب والخوف بين السكان.
تاريخ حافل بالبطش والإجرام:
ومع تمكنه من الأوضاع في الشيشان، بدأ رجاله يظهرون تعطشا واضحا لارتكاب جرائم الخطف والاغتصاب بحق بنات الأسر الشيشانية المعروفة بكرهها لروسيا، وقد وثقت هيئات حقوق الإنسان الكثير من الجرائم، التي ارتكبها قاديروف وميليشياته، خاصة أن يده الملطخة بالدماء لم تكتف بسفك دماء الداخل، بل راحت تفتك بالمعارضين في النمسا وتركيا، والإمارات وقطر والسويد، وراح لسانه يجهر بمسؤوليته عن كل هذه الجرائم: إذ يقول متبجحا على صفحته بالفيس بوك: ” لقد قتلتهم جميعا، وسوف أطارد كل من كان يقف وراءهم حتى أقتلهم، وبوتين رجل عظيم زار قبر والدي بنفسه، بوتين يهتم بالشيشان أكثر من اهتمامه بأي جمهورية أخرى من جمهوريات روسيا الاتحادية، بوتين يستحق أن يبقى رئيسا مدى الحياة، نحن بحاجة لقيادة قوية، والديمقراطية هي مجرد تلفيق أمريكي وروسيا لن تخضع لقوانينهم” ، الأمر الذي يؤكد اعتباره رجلا دمويا بحق، لم تشهد الشيشان عبر تاريخها أكثر وحشية وعمالة منه، ويؤيد هذا الأمر إدراجه في اللوائح الأمريكية والأوروبية على لائحة المعاقبين، والممنوعين من دخول أراضيهما، بينما تعتبره أوكرانيا مجرم حرب، مطلوبا للعدالة، أما جمعيات حقوق الإنسان في العالم فتعتبره مجرم حرب مطلوبا لدى محكمة لاهاي، نتيجة ممارسات الاغتيالات، والتعذيب، والنفي، التي مارسها في الداخل الشيشاني وخارجه.
قاديروف سمعة سيئة وفساد أخلاقي:
أما في الجانب الأخلاقي فهو من أشد الناس نفاقا وازدواجية، فتظهره الصور راقصا مع الراقصات، كما تظهره يبكي أمام شيوخ الصوفية، وتظهره اللقطات يحتفل بزي “بابا نويل” في عيد السنة الميلادية وهو يغني ويتمايل، كما تظهره الصور وهو يستقبل كأس وشعرة يدعي أنها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا نعتقد أن الله تعالى تارك أثار محمد صلى الله عليه وسلم تقع بين أيادي ملطخة، محاربة لأوليائه، لكنها التجارة بالدين، كما تظهره الصور وهو يحتفل بالخمر مع بعض الممثلين، ويستقبل رونالدو ومارادونا، ويعطيهما عطاء سخيا؛ بمناسبة مشاركتهما عيد ميلاده، وكثيرا ما يدعو الملاكمين والرياضيين إلى زيارته، فهو يعيش حقيقة كطاغية، نشر الرعب بين السكان، وخص نفسه بحياة البذخ، فقد بنى في كل ولاية قصرا، وشيد الحدائق، وجلب لها الحيوانات، ولم يكتف بهذا بل إنه أعلن فيه هذه السنة، أن نسبه ينتهي إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن دماء النبي عليه الصلاة والسلام تسري في عروقه، ويريد من وراء ذلك جعل نفسه إمام المسلمين الثاني في روسيا، بعد الإمام الأول لهم فلاديمير بوتين، كما يقول بعظمة لسانه، الذي تجب طاعته ونصرته، ويحرم الخروج عليه.
قاديروف..واستغباء العالم الإسلامي:
بعد اعتلائه سدة الحكم في 2004، تدفقت الأموال على قاديروف وجماعته، فشرع في تنفيذ خطة محكمة، تهدف إلى تشويه صورة المقاومة، فكان أن أرسل وفدا من رموز الصوفية في البلاد إلى بعض الدول العربية؛ لإقناع بعض
أمريكا بالنسبة لقاديروف الشيشان هي الشيطان الأكبر، والشر المستطير، بينما يسبح بحمد الروس قتلة المسلمين، وقتلة الشعب السوري الأبي الثائر، وفي نفس الوقت يرفع شعارات رنانة، ويتمظهر بمظاهر كاذبة، كادعاء الورع، وحب القرآن والسنة، وحمل المسبحة، وتصوير نفسه زعيما إسلاميا فذا، فإنه لا يجب السقوط في نفس الخطأ مرة ثانية بالنسبة لهذا الرجل وعصابته الخطيرة، فالمشروع الروسي يهدف إلى تصفية الإسلام عن طريق توظيف الإسلام الشيشاني الخرافي المنبطح، وهذا سيكون له أثار خطيرة على مستقبل القوقاز وآسيا الوسطى.
قاديروف الشيشان ومعاداة العرب وأهل السنة:
بعد تنفيذه للخطة الأولى، شن قاديروف حملة شعواء ضد العرب، فوصفهم في عدة محطات بأقذر الأوصاف، التي لم تصدر عن أي زعيم في العالم، ويحث الشيشانيين على عدم الا×ذ عن العرب فهم جهلة وأهل شهوات، بل يتهمهم بقتل الصحابة، وتحريف الإسلام، ويرميهم بالجبن، وقد سار على منهج قاديروف جميع الموالين له ولروسيا، فهذه أحد التصريحات الموثقة لرئيس برلمان الحكومة الموالية لروسيا وأحد رجال قاديروف المخلصين، المسمى دوقواخا عبد الرحمانوف في حديث مع مراسل “السياسة القوقازية” يقول فيه: “.. في أواخر التسعينيات من القرن المنصرم، جاءنا مبعوثون إلى الشيشان، والداغستان، وإنغوشيا من المملكة العربية السعودية، وسوريا، وليبيا. كنا نظن أنهم يعرفون الإسلام لتلك الدرجة التي ينبغي علينا أن نتعلمه منهم، وقد تبين لنا، أنهم لم يكونوا يعرفون الحد الأدنى من الذي يعرفه علماؤنا في الدين، من الشيشانيين والداغستانيين وغيرهم”، ويقول المؤرخ الشيشاني بشير دالغات مؤلف كتاب “الديانات القديمة في الشيشان” عن الوفود التي أرسلها دوداييف في التسعينات لإعادة الارتباط بالعالم العربي: ” إن زيارة قيادة الحركة الشيشانية إلى بعض الدول العربية وغيرها لهو تصرف لا مسؤول يدل إما على الجهل المطبق، كما أنه خيانة للشعب الشيشاني وأجياله اللاحقة. “.
ضرورة التصدي لقاديروف ومشاريعه الهدامّة:
إن رمضان قاديروف لا يختلف إطلاقا عن صناديد الطغيان والإجرام، فهو لا يختلف عن طاغية الشام في شيء، مجاهر بالعمالة للروس، محارب للسنة، ومبغض للعرب، طاغية مع شعب الشيشان، شديد عليهم، ذليل عند الروس صغير، يجب على المسلمين مقاطعته وفضحه، خاصة مع تبنيه كل مشروع يعادي المسلمين السنة، والعالم العربي خاصة، وتبنيه الطاعنين في صحيح البخاري، وعدالة الصحابة، وحفاوته بالمذهب الجعفري والسياسات الإيرانية في المنطقة العربية. أما السكوت عن سياساته فيعني ولادة أجيال مسلمة مشوهة في كل آراضي القوقاز، يخشى العاقل أن تستخدمها روسيا يوما ما في محاربة المسلمين وجيرانها، وقد فعلت في سوريا وأوكرانيا، فهل نرى حملة تتصدى له ولسياساته، وكشفه عمالته وخيانته، وتفضح الإسلام المزور الذي يسعى لنشره في آسيا الوسطى والقفقاس؟.
رمضان قاديروف يؤكد إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا دعماً لروسيا
قال رمضان قديروف زعيم منطقة الشيشان الروسية، وحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت 26 فبراير/شباط 2022، إنه تم إرسال وحدات شيشانية إلى أوكرانيا، داعياً المواطنين الأوكرانيين إلى الإطاحة بحكومتهم.
فيما تباهى قديروف، في مقطع مصور بُث على الإنترنت، بأن الوحدات الشيشانية لم تتكبد أي خسائر حتى الآن، وقال إن القوات الروسية يمكنها بسهولة السيطرة على المدن الأوكرانية الكبيرة بما في ذلك العاصمة كييف، لكن مهمتها هي تجنب وقوع خسائر في الأرواح، وتنفيذ المهمات بحرص.
26/02/2022
أن كلمات بوتين لن تمحي تاريخه الأسود في الحروب على المسلمين وقتلهم، وما قام به من تشريد للأطفال والنساء وهدم البيوت والمدن، مستخدما كافة الأسلحة حتى المحرم منها دوليًا.
وكان بوتين قال في تصريحاته، إن الإساءة إلى الرسول محمد لا تمت بصلة إلى حرية الإبداع والتعبير، وذلك بعد سؤاله عن حرية التعبير بما قام به الرسام الفرنسي من إساءته للنبي.
لم تكن الحرب الأوكرانية هي الأولى في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فالتاريخ حافل بجولات تمتد من الشيشان إلى سوريا.
فمنذ سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، انخرطت روسيا بقيادة فلاديمير بوتين في سلسلة من الحروب التي كان آخرها تلك التي انطلقت فجر اليوم الخميس، مستهدفة مواقع متفرقة شرق أوكرانيا.
حروب روسيا التى لا تنتهى
في أواخر عام 1994، بعد التسامح مع الاستقلال الفعلي لجمهورية القوقاز لمدة ثلاث سنوات، أرسلت موسكو قوات لإخضاع الشيشان، لكنهم واجهوا مقاومة شرسة وانسحبوا في 1996.
لكن في أكتوبر/تشرين الأول 1999، عادت القوات الروسية في عهد رئيس الوزراء، حينها، فلاديمير بوتين، لتنفيذ “عملية مكافحة الإرهاب”، ردا على الهجمات المميتة في روسيا التي شنّها الانفصاليون الشيشان وطالت أيضا داغستان المجاورة.
في فبراير/شباط 2000، استعاد الجيش الروسي العاصمة الشيشانية غروزني التي دمرتها المدفعية والغارات الجوية، لكن حرب العصابات استمرت في عام 2009، حتى أعلن الكرملين انتهاء عمليته التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الجانبين.
حرب خاطفة في جورجيا
في أغسطس/آب 2008، دخلت روسيا وجورجيا في حرب لمدة خمسة أيام على أوسيتيا الجنوبية، وهي منطقة جورجية انفصالية صغيرة موالية لروسيا.
ليلتا 7 و8 أغسطس/آب، كانتا كافيتين لأن يشن الجيش الجورجي هجوما مميتا لاستعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية، التي فقد السيطرة عليها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي والحرب في أوائل التسعينيات.
حينها تراجعت روسيا على الفور، وأرسلت قواتها إلى الأراضي الجورجية وألحقت بسرعة هزيمة مدوية بالجمهورية السوفيتية السابقة.
لاحقا، اعترف الكرملين باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وهي مقاطعة انفصالية أخرى، وحافظ منذ ذلك الحين على وجود عسكري قوي هناك، وسط تنديد غربي بما سماه “احتلال الأمر الواقع“.
يذكر أن الحرب الروسية الشرسة على الشيشان خلفت قرابة 200 ألف قتيل معظمهم من المدنيين، خلال المجازر التي استمرت على مدار 6 سنوات، مقسمة على حربين، الأولى كانت بين عامي 1994 و1996، والثانية بين عامي 1999 و2000.
أما عن تدخله في سوريا، فدعم بوتين إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد، في منصبه بعد مطالبات الثورة السورية بإسقاطه، وحمايته من الإطاحة كما ساعد في قتل الأطفال وهدم المنازل والبنية التحتية وتشرد ونزوح ملايين الأسر من السوريين.
إن بوتين الذي يستنكر إغلاق المساجد هو نفسه من يهدمها في سوريا.
هو نسخة عن والده أحمد قاديروف العميل السابق لموسكو، والذي تفنن في خدمة فلاديمير بوتين بشكل لم ينتظره أشد الروس تفاؤلا، لكن قاديروف الابن أكثر شراسة من والده في محاربة أعداء الوطن- روسيا – كما يحب أن يقول في خطاباته، تسلم رمضان الرئاسة بعد قتل والده، بتعيين مباشر من فلاديمير بوتين، ومن يومها وهو يشن حملات متتالية لتصفية المقاومين لروسيا وسياساتها، حيث قام بتشكيل فرق الموت المرعبة، فظهرت ميلشيا قاديروفستي التي أثارت الرعب في أوساط السكان، وسنَّ قانونا جديدا وهو: هدم بيت أي أسرة إذا ثبت مشاركة فرد منها في أي عملية ضد القوات الروسية وحليفتها القاديروفية، وطردها خارج البلاد، كما عمد قاديروف إلى سياسة الابتزاز، فكان يختطف أهالي المقاومين، خاصة من النساء، لمحاولة التأثير في المقاومة وتسليم سلاحها، ولم يكتف بذلك بل راح يبني المعتقلات السرية، ويسجن كل من يشتم فيه رائحة ما يسميه الوهابية أو نقد بوتين أو الاعتراض على سياسات روسيا، ويمعن في غطرسته أكثر عندما يظهر رجاله هذه السجون عبر أشرطة فيديو، وتظهر خلالها لقطات لتعذيب الشباب أشد العذاب، لنشر الرعب والخوف بين السكان.
تاريخ حافل بالبطش والإجرام:
ومع تمكنه من الأوضاع في الشيشان، بدأ رجاله يظهرون تعطشا واضحا لارتكاب جرائم الخطف والاغتصاب بحق بنات الأسر الشيشانية المعروفة بكرهها لروسيا، وقد وثقت هيئات حقوق الإنسان الكثير من الجرائم، التي ارتكبها قاديروف وميليشياته، خاصة أن يده الملطخة بالدماء لم تكتف بسفك دماء الداخل، بل راحت تفتك بالمعارضين في النمسا وتركيا، والإمارات وقطر والسويد، وراح لسانه يجهر بمسؤوليته عن كل هذه الجرائم: إذ يقول متبجحا على صفحته بالفيس بوك: ” لقد قتلتهم جميعا، وسوف أطارد كل من كان يقف وراءهم حتى أقتلهم، وبوتين رجل عظيم زار قبر والدي بنفسه، بوتين يهتم بالشيشان أكثر من اهتمامه بأي جمهورية أخرى من جمهوريات روسيا الاتحادية، بوتين يستحق أن يبقى رئيسا مدى الحياة، نحن بحاجة لقيادة قوية، والديمقراطية هي مجرد تلفيق أمريكي وروسيا لن تخضع لقوانينهم” ، الأمر الذي يؤكد اعتباره رجلا دمويا بحق، لم تشهد الشيشان عبر تاريخها أكثر وحشية وعمالة منه، ويؤيد هذا الأمر إدراجه في اللوائح الأمريكية والأوروبية على لائحة المعاقبين، والممنوعين من دخول أراضيهما، بينما تعتبره أوكرانيا مجرم حرب، مطلوبا للعدالة، أما جمعيات حقوق الإنسان في العالم فتعتبره مجرم حرب مطلوبا لدى محكمة لاهاي، نتيجة ممارسات الاغتيالات، والتعذيب، والنفي، التي مارسها في الداخل الشيشاني وخارجه.
قاديروف سمعة سيئة وفساد أخلاقي:
أما في الجانب الأخلاقي فهو من أشد الناس نفاقا وازدواجية، فتظهره الصور راقصا مع الراقصات، كما تظهره يبكي أمام شيوخ الصوفية، وتظهره اللقطات يحتفل بزي “بابا نويل” في عيد السنة الميلادية وهو يغني ويتمايل، كما تظهره الصور وهو يستقبل كأس وشعرة يدعي أنها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا نعتقد أن الله تعالى تارك أثار محمد صلى الله عليه وسلم تقع بين أيادي ملطخة، محاربة لأوليائه، لكنها التجارة بالدين، كما تظهره الصور وهو يحتفل بالخمر مع بعض الممثلين، ويستقبل رونالدو ومارادونا، ويعطيهما عطاء سخيا؛ بمناسبة مشاركتهما عيد ميلاده، وكثيرا ما يدعو الملاكمين والرياضيين إلى زيارته، فهو يعيش حقيقة كطاغية، نشر الرعب بين السكان، وخص نفسه بحياة البذخ، فقد بنى في كل ولاية قصرا، وشيد الحدائق، وجلب لها الحيوانات، ولم يكتف بهذا بل إنه أعلن فيه هذه السنة، أن نسبه ينتهي إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن دماء النبي عليه الصلاة والسلام تسري في عروقه، ويريد من وراء ذلك جعل نفسه إمام المسلمين الثاني في روسيا، بعد الإمام الأول لهم فلاديمير بوتين، كما يقول بعظمة لسانه، الذي تجب طاعته ونصرته، ويحرم الخروج عليه.
قاديروف..واستغباء العالم الإسلامي:
بعد اعتلائه سدة الحكم في 2004، تدفقت الأموال على قاديروف وجماعته، فشرع في تنفيذ خطة محكمة، تهدف إلى تشويه صورة المقاومة، فكان أن أرسل وفدا من رموز الصوفية في البلاد إلى بعض الدول العربية؛ لإقناع بعض
أمريكا بالنسبة لقاديروف الشيشان هي الشيطان الأكبر، والشر المستطير، بينما يسبح بحمد الروس قتلة المسلمين، وقتلة الشعب السوري الأبي الثائر، وفي نفس الوقت يرفع شعارات رنانة، ويتمظهر بمظاهر كاذبة، كادعاء الورع، وحب القرآن والسنة، وحمل المسبحة، وتصوير نفسه زعيما إسلاميا فذا، فإنه لا يجب السقوط في نفس الخطأ مرة ثانية بالنسبة لهذا الرجل وعصابته الخطيرة، فالمشروع الروسي يهدف إلى تصفية الإسلام عن طريق توظيف الإسلام الشيشاني الخرافي المنبطح، وهذا سيكون له أثار خطيرة على مستقبل القوقاز وآسيا الوسطى.
قاديروف الشيشان ومعاداة العرب وأهل السنة:
بعد تنفيذه للخطة الأولى، شن قاديروف حملة شعواء ضد العرب، فوصفهم في عدة محطات بأقذر الأوصاف، التي لم تصدر عن أي زعيم في العالم، ويحث الشيشانيين على عدم الا×ذ عن العرب فهم جهلة وأهل شهوات، بل يتهمهم بقتل الصحابة، وتحريف الإسلام، ويرميهم بالجبن، وقد سار على منهج قاديروف جميع الموالين له ولروسيا، فهذه أحد التصريحات الموثقة لرئيس برلمان الحكومة الموالية لروسيا وأحد رجال قاديروف المخلصين، المسمى دوقواخا عبد الرحمانوف في حديث مع مراسل “السياسة القوقازية” يقول فيه: “.. في أواخر التسعينيات من القرن المنصرم، جاءنا مبعوثون إلى الشيشان، والداغستان، وإنغوشيا من المملكة العربية السعودية، وسوريا، وليبيا. كنا نظن أنهم يعرفون الإسلام لتلك الدرجة التي ينبغي علينا أن نتعلمه منهم، وقد تبين لنا، أنهم لم يكونوا يعرفون الحد الأدنى من الذي يعرفه علماؤنا في الدين، من الشيشانيين والداغستانيين وغيرهم”، ويقول المؤرخ الشيشاني بشير دالغات مؤلف كتاب “الديانات القديمة في الشيشان” عن الوفود التي أرسلها دوداييف في التسعينات لإعادة الارتباط بالعالم العربي: ” إن زيارة قيادة الحركة الشيشانية إلى بعض الدول العربية وغيرها لهو تصرف لا مسؤول يدل إما على الجهل المطبق، كما أنه خيانة للشعب الشيشاني وأجياله اللاحقة. “.
ضرورة التصدي لقاديروف ومشاريعه الهدامّة:
إن رمضان قاديروف لا يختلف إطلاقا عن صناديد الطغيان والإجرام، فهو لا يختلف عن طاغية الشام في شيء، مجاهر بالعمالة للروس، محارب للسنة، ومبغض للعرب، طاغية مع شعب الشيشان، شديد عليهم، ذليل عند الروس صغير، يجب على المسلمين مقاطعته وفضحه، خاصة مع تبنيه كل مشروع يعادي المسلمين السنة، والعالم العربي خاصة، وتبنيه الطاعنين في صحيح البخاري، وعدالة الصحابة، وحفاوته بالمذهب الجعفري والسياسات الإيرانية في المنطقة العربية. أما السكوت عن سياساته فيعني ولادة أجيال مسلمة مشوهة في كل آراضي القوقاز، يخشى العاقل أن تستخدمها روسيا يوما ما في محاربة المسلمين وجيرانها، وقد فعلت في سوريا وأوكرانيا، فهل نرى حملة تتصدى له ولسياساته، وكشفه عمالته وخيانته، وتفضح الإسلام المزور الذي يسعى لنشره في آسيا الوسطى والقفقاس؟.
رمضان قاديروف يؤكد إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا دعماً لروسيا
قال رمضان قديروف زعيم منطقة الشيشان الروسية، وحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت 26 فبراير/شباط 2022، إنه تم إرسال وحدات شيشانية إلى أوكرانيا، داعياً المواطنين الأوكرانيين إلى الإطاحة بحكومتهم.