بمناسبة افتتاح المتحف الكبير
– من حق كل دولة الافتخار بماضيها وحضارتها، بل والاستثمار في قوتها الناعمة بكل أشكالها.
– ولا يجب أن يكون ثمة مشكلة مع مبدأ الإبداع في كل مجال من مجالات الحياة،
– فالإسلام أمرنا بالإتقان والإحسان في كل الأعمال، والكون مليء بمظاهر الجمال، نراه في زرقة السماء وزينتها بالنجوم، ونراه في خضرة الزرع، وينع الثمر، وألوان الورد، وجمال الطير، وانعكاس شعاع الشمس عند شروقها وغروبها على صفحة ماء البحر. وغيرها من مظاهر الإبداع في الكون، والله سبحانه هو بديع السموات والأرض.
– لكن الإشكال يأتي من اختلاط المفاهيم، وتزييف الوعي، وتسييس الإنجاز، وتضخيم الأقزام، وضياع الأولويات.
– يحدث ذلك عندما يعظَّم الحجر، ويهان البشر، وتداس القيم.
– عندما تنفق الأموال على إحياء الأموات وإماتة الأحياء، وإشباع المومياوات، وتجويع الأمهات.
– يحدث عندما لا يؤخذ من التاريخ إلا الفخر بالأنساب، والتعالي على الأقران، وعدم الاتعاظ بسير الفراعنة والملحدبن والجاهلين والمتجبرين في الأرض.
– عندما يغيب الوزن النسبي للاهتمامات، أو ينحصر الاهتمام بمجال دون آخر، وعندما يتقوقع عقل الحاكم في تسخير الماضي للتغطية على خيبات الحاضر.
– هل رأينا في مصر معرضاً دوليا لبراءات الاختراع، أو احتفالاً مهيباً بدخول بعض جامعاتها في مصاف المائة جامعة الأولى في العالم، أو معرضاً دولياً للصناعات الدفاعية والمنتجات الرقمية والتكنولوجية.
– هل شهدنا مثلا احتفالاً كبيرا حضره من يزعم أنه المسئول الأول في الدولة بتخريج دفعات كليات الطب أو الهندسة أو الصيدلة أو الحوسبة أو التربية أو الفنون الجميلة كالذي نشهده أربع مرآت في السنة أو أكثر بتخريج الدفعة مش عارف رقم كم من كلية الشرطة والكلية الحربية والأكاديمية البحرية؟!!-
– إن مصر في ظل الاستبداد مازالت تكتفي بالنظر إلى الوراء، وتحتفي بالهراء، وتنكفئ على الماضي، وتذكرنا بالفتى الذي لا يحسن أن يقول ها أنا ذا، بل بكتفي بقوله كان أبي.
– هل يأتي يوم تحتفل فيه مصر بالتخلص من الديون والتحرر من مذلة صندوق النقد الدولي.؟
– هل يأتي اليوم الذي لا تهاجر عقول أبنائها خارجها باحثة عن بيئة داعمة وحكومة راعية للمواهب محترمة للنابغين في مجال البحث العلمي.
– إن أخطر ما تواجهه الدول والحضارات هو تزييف الوعي، وقلب المفاهيم، وتشويه القدوات.
فرق كبير بين الاحتفال بالحضارة كتاريخ غابر وبين التحضر كواقع معاش ملموس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق