الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

بشارة المسيح


بشارة المسيح


محمد موافي
لك كل العذر لو مللتنى، ولكن إياك وإياك أن تمل الصلاة على سيدى، دون شطط أو ابتداع، وقلت: إن دفترى يهتز طرباً، وإن للأوراق صوتاً، وتكاد تنطق -من مس حبر اسمه - السطور، فهو النبى لا كذب، وهو ابن عبد المطلب، سيد ولد آدم، وحقيق به الرفعة، وجدير سيدى بالتبجيل، مع أنه بشر، لا نعظمه إلا بما يتفق وسنته، ولا نفعل ما فعل الضالون بالمسيح عليه السلام، بل نقول:
فغاية القول فيه أنه بشرٌ وأنه خير خلق الله كلهمِ..
المبعوث رحمة والعزيز عليه عنتنا والحريص علينا، صاحب الفضائل والشمائل والمكارم والسبق:
سبقت نبوته وآدم طينةٌ فله الفخار على جميع الناسِ
سبحان من خص النبى محمدا بفضائلٍ تُتلى بغير قياسِ،

دعوة إبراهيم وبشارة عيسى، وعيسى أخوه محمدٌ/ وكلاهما بانٍ وشائد، يعرف عيسى فضله، ونعرف نحن لعيسى فضله، فنحن أمة محمد، ومحمد سيد المرسلين.
لأننا ابتعدنا عن سيرته العطرة، فجاءنا نبأ شر الإساءة، بخبر تذكير وجوب الثناء عليه، فصلوا عليه وسلموا تسليما.
لو يعلم الجاهلون مقدار النفع الذى يعود علينا لغيرتنا عليه، ما أساؤوا وما مارسوا الحماقة والبغي، ولا لهثوا بلسانهم الذى لا يهدأ، فشكرا للظروف التى أولتنا رعاية قلوبنا بالتنبه إلى وجوب محبته، مع أن كلمة الوجوب قاسية، فمحبته فطرة، ومحبته كشجرة أصلها ثابت بجدران أفئدة مُحبة، وفرعها سُلّمٌ نحو السماء.
كم أنت جميل يا سيدي، كم أنت جميل؟ يتخيلون أن الإساءة إليك تضرنا، فإذا جمال سيرتك يعيد إلينا حياة شُغلنا بالتفاهات عنها، وبالهموم والعيال والبلد، فإذا بنا نعود، والعود أحمد، وعيسى مُبشرٌ بك يا أحمد، وبشارته بك ركن فى رسالته، ونشهد أنه عليه السلام قد بلغ رسالته، وقيل لنا إن النجاشى شهد أنك يا سيدى النبى الذى ينتظره أهل الكتاب، فنحمد الله أننا لم نكن من المغضوب عليهم الذين كذبوا ابن مريم وحسدوك، ولا نحن من الضالين الذين جحدوا بشارته بك وأنكروك.
فهل رأيت يا سيد العفو، كم أنت جميل يا سيدي.. وكم نحن محظوظون بك وسعداء لو تمسكنا بسنتك، وأعلون ونحن نتبع وقع خطاك بالطائف ترفع بصرًا نحو سماء تحبك، فيأتيك جبريل بعرض الانتقام، فتعفو وتدعو ونقول "صلى الإله على الرحمة المهداة"، فيأتيك عداس على ظمأ، بعنقود عنب، فتؤجل التقاط الحبة، وتسأله بالمحبة: من أين، فيرد: من نينوى، فيؤمن بك كما آمن أجداده بيونس عليكما السلام.
يا سيدي، كم أنت جميل، وجميل أنت يا سيدي..فصلى الله عليك وسلم.

mowafi@outlook.com 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق