الخميس، 20 سبتمبر 2012

إساءة دولة وإساءة شيوخ


إساءة دولة وإساءة شيوخ


محمد موافي


المسيئون للرسول باسم الرسول أكثر من المسيئين لقامة رفيع القامة باسم المغضوب عليهم والضالين. الإساءة منا وإلينا وفينا وبيننا, وأولا: أليس من الأجدى الآن الانتفاض فى وجه السفيه الإيرانى, الذى أعلن عن قرب الانتهاء من اللمسات الأخيرة لفيلم بعنوان "محمد صلى الله عليه وسلم".
وأنا قلت لكم يوم تم إنتاج مسلسل الفاروق عمر: إنهم يقتربون من مشكاة النبوة, وإن السماح بذلك هو لف ودوران واقتراب وحومان حول الحمى, وإننا مواقعوها لا محالة. ولم يصدقنى البعض, وشتمنى البعض, وقلت: لا بأس فإن أبى ووالدتى وعرضى لعرض محمد منهم وقاء.
إن تجسيد النبى صلى الله عليه وسلم بطريقة مسيئة أو بطريقة غير مسيئة, كلتيهما مسيئة, فكل ما يمكن تخيله ثم تجسيده, هو تقليل من قيمة من لا تعرف قيمته كلمة "التقليل".
ولا أعلم أيهما اليوم أحق بالاعتراض: إيران أم الولايات المتحدة, فالأولى جاهلة والثانية جاهلية. الأولى فئة ضالة والثانية أمة الضالين,ونحن بين الجهلة والجاهليين والضالة والضالين كالأيتام على موائد اللئام.
وثانيا: نحن نسيء لأنفسنا أكثر من إساءات الآخرين, ولعلكم تذكرون أيضا أحد الشيوخ الذى خرج يوم وفاة البابا شنودة, وهات يا شتيمة ويا شماتة, ولما قلنا له سراً: يا أيها الداعية اتق الله, أخذته العزة بالإثم, فقلنا له: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم"، قال أنت من الجاهلين, فقلت: إذن أعرض عن أمثالى وأنا سأقف بالمرصاد لمن يسوقون إلينا الإساءة بحمقهم.
كلامى بالطبع لا يعنى عدم غضبى من السفهاء الذين حملهم الحقد على تخيل الإساءة لنبينا صلى الله عليه وسلم, كما لا يعنى أننى أحمل هذا الشيخ أو تلك الدولة مسئولية ما حدث والتسبب فى إنتاج الفيلم,لكن أقول: حنانيكم فالإساءة قد تأتى من بين شفتيكم وأنتم تنتفخون غضبا, وتخالفون هدى محمد صلى الله عليه وسلم, ثم تبررون ما تفعلون بأنه من سنته, وسنته غير ذلك لو نظرتم بعين المحبة والرفق والغيرة أيضا.
هذان مثلان من إساءة أنفسنا لأنفسنا, فكل الإساءات لا تقترب أبدا من مشكاة النبوة, فهو منصور وقد نصره الله, وهو مصون بدرع ربانية:"إنا كفيناك المستهزئين"، والمصيبة الكبيرة هم أولئك الذين يهرفون باسم الدين.
mowafi@outlook.com
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق