الاثنين، 26 يونيو 2023

إخواني المؤمنين هل أجد منكم من يدعو لأخيه بالمغفرة؟

 بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني المؤمنين هل أجد منكم من يدعو لأخيه بالمغفرة؟

الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق
5 مايو,2014

إخواني المؤمنين هل أجد منكم من يدعو لأخيه بالمغفرة؟
قال صلى الله عليه وسلم " دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ" وأنا أسأل الله تبارك وتعالى أن من دعا لي بظهر الغيب، أو بلغتني دعوته أن يعطيه الله مثلها وعشرة أمثالها وقد قال صلى الله عليه وسلم :" لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ"
والسلام من المسلم للمسلم دعاء له بما في هذا السلام من الخير والرحمة والبركة كما قال سبحانه و تعالى (فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً) وإني لأتمنى من الله أن أجد رجلاً باراً بأمه مجاب الدعوة فأسأله أن يدعو لي بالمغفرة ،كما قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب "اذا جاءك أمداد اليمن فاسألهم عن رجل يسمى "أويس بن عامر" من "مراد"ثم من قرن بار بأمه كان به برص وبرأ منه إلا موضع درهم ،فاسأله أن يستغفر لك، فانتظره عمر وكان يسأل أمداد أهل اليمن أفيكم أويس؟ حتى جاءه فقال له أنت أويس؟ من مراد ثم من قرن كان بك برص فبرأت منه الا موضع درهم ثم أخبره بما قال الرسول فيه وقال له أدع الله ان يغفر لي فدعا له" ثم بقية قصة أويس معروفة.
ومن أجل ذلك أتمنى أن يهيأ الله لي رجلاً باراً بأمه مجاب الدعوة عند الله، أن يدعو لي بالمغفرة بظهر الغيب، والمؤمنون يحب بعضهم بعضاً، ويدعو بعضهم لبعض إعلاناً وسراً، ويقبل الله شفاعة بعضهم في بعض، حتى إن الذين نجوا بعد الصراط يلحون في دعائهم إلى ربهم يقولون: "يا ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا" فيقول لهم الله "ادخلوا النار فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه" ولا يزالون يلحون إلى أن يقول لهم الله سبحانه و تعالى "من وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه".
وقد يكون مجاب الدعوة عند الله رجل لا يأبه به الناس كما قال صلى الله عليه وسلم " رُبَّ أشعثَ أغبرَ مدفوعٍ بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره" وقال أيضا صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب العبد التقي الخفي الغني "(أي عن الناس).
فيا إخواني المؤمنين لا تنسوني من دعائكم الصالح، وادعوا الله بعضكم لبعض، فإن دعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب لا ترد، والملك يؤمن على دعواتكم لإخوانهم ويقول "ولك مثله" واحذروا أن تكونوا من الذين نشروا ثقافة البغض والكراهية بين المؤمنين.
عبد الرحمن بن عبد الخالق
السبت 21 شوال 1441 هـ
الموافق 13 يونيو 2020 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق