الخميس، 29 يونيو 2023

شيخ الأقصي رائد صلاح.. صمود الثوابت الإسلامية

شيخ الأقصي رائد صلاح.. صمود الثوابت الإسلامية

د. حلمى القاعود

بطل أعزل يواجه دولة مسلحة حتى أسنانها بأحدث الأسلحة ووسائل التدمير!

 

رجل سلاحه الوحيد الكلمة، يدافع بها عن المقدسات والكرامة والشرف والوطن السليب!

 

رجل يستحق أن يقدم للأجيال الجديدة بوصفه قدوة، وأسوة، وتحتفي به أجهزة الإعلام والثقافة، وتعرض صموده وصلابته في زمن تخاذل فيه من يملكون القدرة على المواجهة والمقاومة، واستنامو للهو واللعب والفنون الهابطة! 

 

بالورود والزغاريد والهتافات والأعلام الخضراء التي تحمل الشهادتين، استُقْبِل البطل الأعزل الشامخ الصامد بحق، وعانق الناس مجاهداً حقيقياً من أبناء الحركة الإسلامية بعد الإفراج عنه من سجن "مجدو الصهيوني" الذي قضي فيه محكومية ظالمة حكم بها العدو عقابا له، لأنه يتمسك بتحرير المسجد الأقصى والقدس العتيقة والوطن الأسير!

 

كانت أمه التي جاوزت الثمانين عاما تنتظره بين المستقبلين، وكأنها عثرت على طفلها الغائب منذ زمان بعيد مع أنه جاوز الستين، وله أبناء وأحفاد. قلب الأم جعلها تخرج لتعانقه وتنتظره في زحام المهنئين وتدعو الله أن يمنّ بالفرج على بقية الأبطال المسلمين الذين يأسرهم العدو في سجونه وزنزاناته المعتمة.

 

السجاد الأحمر!

 

كان الفرح في البلاد العربية شاملاً، وكان أصحاب الضمير في العالم سعداء بتحرير أسير يحب دينه وبلاده.. واهتمت وسائل الإعلام الدولية بالحدث، وسجلته لحظة بلحظة، بينما تجاهل بعض العرب والمسلمين الحدث، كانوا مشغولين باستقبال قادة العدو على السجاد الأحمر، والتطبيع معهم، وتوقيع اتفاقيات التهويد والاستثمار بالمليارات، وبعضهم كان مشغولا بالمهارج الكروية والفنية والاستعراضية وأشياء أخرى!

 

في يوم الاثنين، الثالث عشر من ديسمبر 2021م احتشد الفلسطينيون داخل الخط الأخضر بفلسطين المحتلة لاستقبال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية المحظورة صهيونياً، بعد أن قضى ثمانية وعشرين شهراً في سجون الاحتلال الغاشم بسبب "قضية الثوابت".

 

أعدت لجنة المتابعة العليا لعرب الـ48 برنامجاً حافلا لاستقبال الشيخ صلاح، بدأ من لحظة الإفراج عنه، حيث رافقته قافلة من السيارات حتى مدينة أم الفحم، وفي مؤتمر صحفي، تحدث الشيخ رائد صلاح، ورئيس لجنة المتابعة محمد بركة، ورئيس لجنة الحريات فيها الشيخ كمال خطيب، وألقى طاقم الدفاع، وبلدية أم الفحم كلمات التهنئة والترحيب بالمهنئين، وقال الشيخ في تصريحاته: إنه سيزور المسجد الأقصى قريباً، ولن يمنعه أحد من زيارته.

 

الثوابت الإسلامية

 

القضية التي حُوكم لأجلها الشيخ رائد تتعلق بالمفاهيم الإسلامية الراسخة وفي مقدمتها ثوابت المسجد الأقصى والرباط والشهادة في سبيل الله، والمبادئ الوطنية، كان الهدف محاكمة الثوابت والعقيدة، وإجبار الشيخ صلاح بوصفه شخصية رمزية واعتبارية على التراجع عنها، إلا أن ثباته أجهض هذا المخطط.

 

ذكر محامي الشيخ رائد أنه وُضع في العزل الانفرادي منذ اليوم الأول لسجنه، وتعرض للتعذيب، وفرضت عليه تقييدات داخل السجن؛ أملاً في إجباره على التراجع عن مواقفه ومفاهيمه، ولكنه بقي صامداً.

 

كانت محكمة "الصلح" الصهيونية بحيفا قد أدانت في 24 نوفمبر 2019م، الشيخ رائد صلاح، بتهمة "التحريض على الإرهاب"، و"تأييد منظمة محظورة"، في إشارة إلى الحركة الإسلامية التي حظرها الاحتلال في نوفمبر 2015م؛ بدعوى ممارسة أنشطة تحريضية ضد كيان الاحتلال.

 

وحكمت المحكمة في 10 فبراير 2020م، بالسجن الفعلي على الشيخ صلاح لمدة 28 شهراً، مع خصم 11 شهراً قضاها بالاعتقال قبل الحكم.

 

الاعتقال المتكرر

 

مارس الاحتلال منذ عقود عبر أجهزته ومؤسساته الأمنية والسياسية المختلفة، كثيراً من الانتهاكات بحق الشيخ رائد صلاح، منها: الاعتقال المتكرر، والحبس المنزلي، والمنع من السفر، والإبعاد والحرمان من دخول مدينة القدس المحتلة والصلاة في المسجد الأقصى المبارك.

 

ولد الشيخ رائد صلاح محاجنة في 10 نوفمبر 1958م في أم الفحم، لأسرة مكونة من سبعة أبناء. وهو متزوج ولديه ثمانية أبناء؛ ثلاثة ذكور وخمس إناث. تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي (1965 – 1973م)، والثانوي (1973 – 1976م) في مدارس أم الفحم. وتلقى تعليمه الأكاديمي (1977 – 1980م) في كلية الشريعة في جامعة الخليل، وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية. عمل بالتجارة والأعمال الحرة (1980 – 1985م) بعد منعه من التدريس.

 

ثم انتقل للعمل الصحفي (1986 – 1989م) من خلال تحريره لمجلة الصراط الشهرية.. ويلقب بشيخ الأقصى، وهو رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في فلسطين منذ عام 1996م.. ويعد من أشهر الشخصيات السياسية وأبرزها في مواجهة السياسات العدائية الصهيونية بحق الفلسطينيين. وتولى منصب رئاسة بلدية أم الفحم ثلاثة مرات متتالية في الفترة الممتدة بين 1989 و2001م.. ثم قدم استقالته ليتيح المجال لغيره، ويتفرغ للعمل الدعوي والدفاع عن الأوقاف والمقدسات الإسلامية. وكان في الفترة نفسها نائبًا لرئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ونائبًا لرئيس لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب.

 

وفي أغسطس 2000م أنتخب رئيسًا لجمعية الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية، كما أصبح في العام نفسه عضوًا في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة.

 

وفي عام 2005م أصبح رئيسًا للجنة أسرى الحرية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا. وهو أول من كشف النقاب عن حفريات المسجد الأقصى.

 

جائزة الملك فيصل

 

بدأ نشاطه الإسلامي مبكرًا؛ منذ المرحلة الثانوية. وشارك في تأسيس الحركة الإسلامية بفلسطين المحتلة 1948م (داخل الخط الأخضر)، مع مطالع السبعينيات، ويعد أحد رموزها إلى حين انشقاقها نهاية التسعينيات نتيجة لقرار بعض قادتها خوض انتخابات الكنيست عام 1996م. 

 

وقد نال في 28 يناير 2013م جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، لما قدمه من خدمة لأبناء وطنه المسلمين وحماية مقدساتهم في فلسطين وعلى رأسها المسجد الأقصى

 

اعتقل العدو الشيخ رائد صلاح، وهدّد حياته مرات متعددة، منها:

 

سُجن في عام 1981م بعد تخرجه في كلية الشريعة بتهمة الارتباط بمنظمة محظورة، وبعد خروجه من السجن فرضت عليه الإقامة الجبرية، والمنع من مغادرة المدينة، وعدم مغادرة بيته في الليل، وضرورة إثبات وجوده مرة أو مرتين كل يوم في مركز شرطة وادي عارة.

استهدف عام 2000م في خلال هبة أكتوبر بمحاولة اغتيال، فأصيب بعيار ناري في رأسه أطلقته القوات الإسرائيلية.

أصدرت وزارة الداخلية الصهيونية في عام 2002م أمرًا بمنعه من السفر خارج البلاد.

سجنته سلطات الاحتلال الصهيوني في عام 2003م وأفرجت عنه عام 2005م، بعد أن وجهت إليه تهمة القيام بتبييض أموال لحساب حركة المقاومة الإسلامية حماس.

منعه العدوّ في عام 2009م من دخول القدس، ثم أصدرت المحكمة "الإسرائيلية" عام 2010م قرارًا بسجنه تسعة أشهر.

وفي عام 2010م أمضى خمسة أشهر في السجن لبصقه على شرطي "إسرائيلي" حاول استفزازه. وفي عام 2011 منع الشيخ رائد صلاح الشرطة "الإسرائيلية" من تفتيش زوجته وهي عارية، وذلك حينما كانا عائدين من المملكة العربية السعودية بعد أداء مناسك العمرة، وقد تم اتهامه بإعاقة عمل الشرطة، وقد أمرت النيابة العامة للعدو بسجنه ثمانية أشهر.

سُجن 5 أشهر، بتهمة الاعتداء على شرطي "إسرائيلي" في 12 ديسمبر، 2010م.

اعتقلته بريطانيا في العام نفسه دون وجه حق وذلك بتحريض من العدو، ثم أفرجت عنه.

في 16 أبريل 2012م منع من دخول القدس حتى نهاية أبريل 2012م.

في 8 مايو 2016م، دخل رائد صلاح السجن لقضاء حكمٍ بالسجن لمدة 9 أشهر، بتهمة التحريض على العنف.

وفي 17 يناير 2017م أفرج عنه مع حظر سفره إلى خارج البلاد لمدة 6 أشهر، وجرى احتفال كبير لاستقباله في مسقط رأسه أم الفحم.

 

شمس الحرية

 

تحدث الشيخ رائد صلاح، في المؤتمر الصحفي بين جمهور المهنئين عن الظروف القاسية التي خضع لها في سجون الاحتلال، وقال: "عشت كل أيامي معزولا، متنقلاً من عزل إلى عزل حتى منّ الله علي، واستبشرت بأن أرى وجوهكم المتفائلة، ونحن الآن تحت شمس الحرية".

 

وأضاف: "لقد أرادوا أن يسجنوني في جُحر، وحيدًا معزولًا، لا.. بل فرضوا عليّ في ظروف عشت بها، أن أكون ليس في قسم عزل، فقط بل في عزل عن قسم العزل، هكذا عشت والحمد الله، ثبتني الله". وتابع الشيخ صلاح: " ... أنا الآن بفضل الله وكرامة من الله، بتدخل رباني مباشر، أقف وأتحدث أمامكم بفضل الله رب العالمين".

 

واستدرك: "غرفة سجني الضيقة اتّسعت وأصبحت أوسع من الأرض، أصبحت تتسع إلى هذه المسافة الكبيرة ما بين الأرض والسماء، هكذا كانت حياتي مع القسوة والقهر ومحاولة فرض (حياة الأخرس) عليّ طوال الوقت، ولكن هيهات هيهات، قد يتحدّون ضعفي ولكن هل يتحدون الله تعالى؟ من الذي يتحدى الله تعالى؟ من هذا المجنون الذي تسوّل له نفسه أن يتحدى الله؟".

 

وأشار الشيخ رائد إلى أنه نجح في فترة سجنه في تأليف 11 كتاباً وكتيباً، أهمها "قراءة سياسية في القرآن الكريم". بالإضافة إلى نظم ديوان شعر أسماه "الربيع النبوي"، تيمنا بثورات   ـ"الربيع العربي".

 

نموذج الشيخ رائد صلاح من النماذج المتميزة، بل النادرة، فمثله قليل، إنه يجاهد بالكلمة التي لا يملك غيرها، ويثبت على الحق ولا يتخلى عنه، وهو مؤمن بإسلامه لا يخجل منه، ولا يخافت به، ويدعو شعبه إلى الصمود في مواجهة العصف الاستيطاني اليهودي الباطش، دون أن يهتز أو يتزعزع.

 

ومن مواقفه المؤثرة في مسيرته الجهادية المباركة:

 

فك الحصار بأسطول الحرية

 

فقد شارك الشيخ رائد صلاح في 31 مايو 2010م مع أسطول الحرية الهادف لفك الحصار عن قطاع غزة، وتعرض الأسطول لعملية قرصنة بحرية في المياه الدولية من السفن الحربية الصهيونية، وقد قتل في هذه الجريمة أكتر من 16 متضامناً، وأصيب أكثر من 38 جريحاً، وتم اعتقال الشيخ رائد مع آخرين بعد محاولة اغتياله إثر وصول الأسطول عنوة إلى ميناء أشدود في أول يونيو 2010م، وتم تمديد محاكمته لمدة أسبوع.

 

مسيرة البيارق

 

أخذ نشاط الشيخ رائد صلاح في إعمار المسجد الأقصى وبقية المقدسات يتعاظم في عام 1996م، فقد اهتم الشيخ رائد صلاح اهتمامًا كبيرًا بالمقدسات الإسلامية من مساجد ومقابر ومقامات؛ وقد اعتادت حكومة العدو الاعتداء عليها بعد رحيل أهلها عنها. أنتخب في أغسطس 2000م رئيسًا لجمعية الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية التي أسهمت في الدفاع عن مساجد فلسطين، ونجحت في كشف حفريات المسجد الأقصى وفضح مخططات العدو في هذا المجال وإحباطها. لقد سعت هذه المخططات لإفراغ المسجد الأقصى من المصلين، فقام الشيخ رائد بإعداد مشروع "مسيرة البيارق"؛ لتسيير الحافلات إلى الأقصى من البلدات العربية كافة.

 

كما نجح الشيخ رائد بإعمار المصلى المرواني وفتح بواباته، وإعمار الأقصى القديم وتنظيف ساحاته وإضاءتها، وإقامة وحدات مراحيض ووضوء عند باب حطة والأسباط والمجلس، وعمل على تنظيم حلقات ذكر وقراءة قرآن في مصاطب المسجد الأقصى.

 

صندوق الطفل

 

أسهم الشيخ رائد أيضًا في إنشاء مشروع "صندوق طفل الأقصى" الذي يهدف لدعم مشروعات إعمار المسجد الأقصى، وربط شريحة الأطفال بقضيته. مع تنظيم المسابقة العالمية "بيت المقدس في خطر" التي تُجرى سنويًا في رمضان بمشاركة عشرات الآلاف من كافة أرجاء العالم. بالإضافة إلى مسابقة "الأقصى العلمية الثقافية" وغيرها. كما ساعد الشيخ رائد صلاح بإصدار العديد من الأفلام الوثائقية عن المسجد الأقصى.  

 

وقد أشاد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، في أثناء استقبال الشيخ رائد بعد الإفراج الأخير عنه بجهوده في خدمة الأقصى فقال:

 

"إن للشيخ صلاح دوراً بارزاً في التصدي للسياسات الصهيونية التي تستهدف "تهويد المسجد الأقصى"، وأضاف: "المسجد الأقصى في خطر، ودور الشيخ رائد (صلاح) مهم جداً، وطليعي في هذه المعركة العادلة وهي معركة القدس"، مشيراً إلى أن الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى في الفترة الأخيرة، "فاقت كل الاقتحامات السابقة"، وذكر الجمهور بأن المحتلين: "يجاهرون بأنهم يريدون أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه في الحرم الإبراهيمي الشريف (بالخليل) من تقاسم زماني ومكاني".

 

المجتمع العصامي

 

بعد طرد العدو الآلاف من أماكن عملهم، لدرجة أن الأمهات لم يعدن يجدن الحليب لإرضاع أطفالهن، ويجد الجرحى حرجاً شديداً في الوصول إلى مراكز العلاج وتلقي الخدمات الطبية، أعلن الشيخ رائد عن مشروع "المجتمع العصامي"، لبناء المؤسسات الأهلية من أجل توفير الخدمات الشاملة (لكل أهلنا) في المجالات كافة سواء كانت صحية أو غذائية أو تعليمية أو اقتصادية، ثم العمل على استثمار (ما لدينا) من أرض ومال وقدرات علمية لإنجاز هذا المشروع على أكمل وجه، مع الإصرار في الوقت نفسه على التواصل مع أمتنا الإسلامية وعالمنا العربي وشعبنا الفلسطيني وحاضرنا الإنساني، ورأى كثير من المحللين أن هذا المشروع كان من وراء اعتقال قادة الحركة الإسلامية من قبل قوات الاحتلال.

 

الأحوال الشخصية

 

رفض التدخل الصهيوني في الشؤون الدينية للمسلمين والمسيحيين، حين أثيرت مسألة القرار الذي اتخذته لجنة القانون والدستور في الكنيست عام 2001م بتعديل قانون الأحوال الشخصية، الذي أبقى النظر في قضايا الزواج والطلاق في المحاكم الشرعية والكنيست، في حين سمح بالتوجه إلى المحاكم المدنية في مسائل النفقة والحضانة والتبني وغيرها، وعده فرضاً للإكراه الديني على المسلمين.

 

اتفاق أوسلو

 

رفض الشيخ اتفاق أوسلو وعده ضربة ثقيلة للقدس والمسجد الأقصى، وأنه أعطى فرصة أطول لتهويد القدس، وعبر عن موقفه من أحداث الاقتتال الداخلي في غزة، واعتبره نذيراً لسلب المسجد الأقصى، ودفعاً للاحتلال إلى التكالب عليه لتنفيذ كل خططه.

 

تأثير روحي

 

وكان لنضال الشيخ رائد وشخصيته الروحية الأثر الكبير في إسلام الناشطة اليهودية طالي فحيمة التي قالت: "الدين الإسلامي يعارض الظلم المنتشر في العالم".     

 

*المصدر: مجلة المجتمع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق