الأربعاء، 30 أغسطس 2017

أُمَّة الحَمْد .. ومتى تكون جديرة بالمجد..؟

أُمَّة الحَمْد .. ومتى تكون جديرة بالمجد..؟



د.عبدالعزيز كامل
نحن أمة أحمد .. أمة الحَمْد، فرسولنا المبعوث فينا اسمه (محمد) و(أحمد)، وهو(المحمود) - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا والآخرة...وكلمة (الحمد لله) هي أول آية - بعد البسملة - في الفاتحة التي هي أول وأفضل سورة من كتاب ربنا الذي سمى نفسه (الحميد). وتلك السورة المسماة بسورة (الحمد)هي التي إذا قال العبد فيها وهو يصلي (الحمد لله رب العالمين) خاطبه الرب قائلًا :(حمدني عبدي).. وبعد ركن الركوع يقول (ربنا ولك الحمد) ليقينه أن الله (سمع لمن حمده) وحمدنا لله بعد الصلاة هو ثلث ذكرنا المكفر لذنوبنا..

وبـ (الحمد لله) يفتتح الخطيب عيدنا الأسبوعي يوم الجمعة، وهي - مع التكبير والتهليل - أنشودة الموحدين في العيدين ، و شعارهم في شعائر أفضل أيام الدنيا - عشر ذي الحجة - ولعظم قدرها فقد ورد ذكرها في (الكتاب الحميد) ضمن مادة (حَمِدَ) خمسة وستين مرة ، ثناء لله على نفسه،وحمدا على ألسنة الملائكة والنبيين والمقربين. وكلمة (الحمد لله رب العالمين) تعبير عن رضا المؤمن بالقضاء في السراء والضراء، وبها يُحمد الله بعد الشفاء، ولكل ذلك كانت من خير الكلام لخير أمة ، كما ثبت في الحديث (أحب الكلام إلى الله تعالى أربع، لا يضرك بأيّهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر). رواه مسلم.
ومع ارتفاع شأنها؛ خَفَّ على اللسان نطقها وثقُل ميزانها، خاصة مع اقترانها بالتسبيح..كما في الصحيح : (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) .
 وهي مع هذا كله دعاء ، بل هي أفضل الدعاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله) رواه الترمذي (3383) وحسنه، وإنما كانت أفضل الذكر – كما قال شارح الترمذي - لأن منْ حَمِدَ اللَّه يَحْمَده على نعمته ، والحمد على النعمة طَلَب المزِيد ، وهو رأْس الشُّكر الذي يستوجب المزيد (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم).
 ولأن الحمد هو أفضل الدعاء؛ فإن أهله هم أفضل العُباد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن أفضل عباد الله يوم القيامة الحمَّادون) أخرجه الطبراني برقم ( 254) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (4 / 112). ْ

أمة الحَمْد إذن هي الجديرة بالمجد في الأولى والآخرة؛ مادام التوحيد المقترن بالحمد والتكبير هو شعارها وشعورها وأساس تحاكمها وتشريعها. وإذا كان الحمادون هم خير الناس في خير أمة؛ فإن خير هؤلاء الحمادين هم المتعبدون بالحمد والشكر، بالعمل قبل القول ، كما قال الله تعالى: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (13/سبأ) وبمثل هؤلاء العاملين ينتصر الدين، وتنتشر الدعوة، ويُقام الحق والعدل ، كما قال الصحابي الجليل :عمران بن حصين لـمطرف بن الشخير: (إني أحدِّثك بالحديث اليوم ينفعك الله عز وجل به بعد اليوم: اعلم أن خير عباد الله تبارك وتعالى الحمَّادون، واعلم أنه لن تزال طائفة من أهل الإسلام على الحق ظاهرين على من ناوأهم، حتى يقاتلوا الدجال) أخرجه أحمد في المسند (4/434) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (4/602)..
والحمادون لايملون من الحمد حتي بعد دخول جنة الخُلد، فالله تعالى فتح أول الخلق بالحمد لله, فقال: (الحمد لله الذي خلق السموات والأرض) (الأنعام/ 1)وختم بالحمد فقال: ( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (الزمر/75)

فاللهم اجعلنا ومن نحبُّ من الموحدين الحمَّادين ،المخلصين لك الدين .. الظاهرين على الحق.. واجعلنا من الصادقين ونحن نجهر مرددين :
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر....
لآ إله إلا الله....
والله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق