الجمعة، 20 مايو 2016

كتاب الحقد على الغرب

كتاب الحقد على الغرب

 تقديم د. محمد العوضي




كتاب :الحقد على الغرب
تأليف: جان زيغلر 
ترجمة، تحقيق: هناء خوري
الناشر: جروس برس

مقتطفات من كتاب الحقد على الغرب للكاتب جان زيغلر

لماذا يهاجموننا باستمرار ؟ نحن قوم متحضرون لكنه يصعب علينا أحيانا ضبط انفسنا و الامتناع عن التعبير بوضوح و صراحة عن وجهة نظرنا


الإنجليز ؟ هل تذكر ماذا فعلوا بالحائكين الهنديين ؟ لقد قطعوا أيدي الناسجين رجلا ونساء واطفالا للقضاء على صناعة النسيج المحلية و احتكارها لصالحهم !


نظراً للجرائم التي ارتكبها الغرب في الماضي و مازال يرتكبها فانه من العار كل العار ان يتذرع سفير غربي بحقوق الانسان مهما كانت الظروف


ذاكرة الغرب متسلطة مستبدة لا يمسها ريب و لا شك و ذاكرة شعوب الجنوب جريحة و الغرب يجهل عمق و خطورة هذه الجراح


يحاول الغرب منذ قرون احتكار كلمة إنسانية لصالحه هو دون غيره


الغرب مستبد من حيث لا يدري هوايته المفضلة ان يعظ العالم كله ويلقنه دروسا في الاخلاق .
ذاكرته من حجر تتطابق ومصالحه الاقتصادية . تضلله غطرسته .
فلم يعد الغرب منذ زمن طويل يعي النفور الذي يثيره .
فهو يمارس دوما لغة مزدوجة فيما يتعلق بنزع السلاح و حقوق الانسان ومنع انتشار الأسلحة النووية ومسألة العدالة الاجتماعية على المستوى العالمي


ان النظام الغربي للعالم قائم على العنف البنيوي فالغرب مصر على انه يحمل قيماً شاملة واخلاقا مدنية و مبادئ تحث حكما كل شعوب العالم على تولي امرها . 
هذا ما يدعيه الغرب منذ قرون لكن الأكثرية الساحة من الشعوب الجنوبية ترفضه اليوم قاطعاً فهي ترى فيه مظهرا من مظاهر العجرفة لا يطاق و تعديا على هويتها وانكارا لميزاتها الخاصة و لذاكرتها


ان الذاكرة الجريحة عند الشعوب التي استعمرت فيما مضى تحولت اليوم الى طاقة تاريخية هائلة ولكن لماذا لم تظهر حتى اليوم مطالبة الجنوب للغرب بالعدالة و التعويض و التوبة . أي بعد مرور قرن على الغاء الرق ونصف قرن على نهاية الاستعمار ؟


كلما كان الحدث مؤلما كلما دفنه المجتمع عميقاً , حينئذ على الوعي الاجتماعي ان يطوع شيئاً فشيئاً الفظائع التي مر بها ويتطلب الامر فترة طويلة من الينوع قبل ان يصبح الإفصاح عنها ممكنا و ان تتحول الويلات التي اصابت المجتمع الى موضوع تحليل


ان تحرير الشعب يبدأ باستكشاف امته قبل الاستعمار


لقد ولى الزمن الذي كانت تضع فيه القرصنة الاستعمارية اليد على ثروات بعض الشعوب لصالح غيرها دون ان تخضع لاي قانون او أي نظام أخلاقي . يجب إزالة كل ما تبقى من مخلفات هذا الوضع


القِدم هو النواة الصلبة . فالفاعلية الأكبر تكون للأقدم


كان الملاكون يلجأون الى أسلوب بسيط الا و هو تشجيع الانقسام بين الشعوب المبعدة وتفرقتها لحملها على مناهضة بعضها البعض


لو كان السيد الفاتح يرى في الذي او التي يستعبدهما مثيلا او ندا له لما كان يستطيع تبرير جرمه ولا ان يتحمله عقله


في كل زمان و في كل مكان شكل تدمير الثقافة و الهوية المميزة والذاكرة و الروابط العاطفية للمقهور هاجسا عن الغربيين


بأي حق تطالبون الأبناء بالتوبة عن أخطاء أبنائهم التي لم يرتكبها اباؤهم في اغلب الأحيان الا في مخيلتكم


الامر الأهم هنا هو ان نرى بوضوح و نفكر بوضوح و نسمع برزانة و نجيب بوضوح على السؤال الاولي : ما هو المبدأ الذي يقوم على أساسه الاستعمار ؟ و ان نوافق على ان الاستعمار ليس ابدأ للتبشير و لا محبة بالبشر ولا إرادة في اقصاء الجهل او المرض او الطغيان و لا هو لنشر روح الله و لا لتصدير الحق .
ان البادرة الحاسمة هنا هي للمغامر والقرصان وتاجر التوابل ومجهز السفن والباحث عن الذهب والتاجر .
كما ينشا عن الشهوة و القوة تلازمهما الروح الشريرة لنوع من حضارة تجد نفسها في فترة من تاريخها مجبرة من الداخل على توسيع النطاق امام تنافس اقتصاداتها المتضاربة على المستوى العالمي


اذا كنتم تعتقدون ان الرق قد زال فاعيدوا التفكير في الامر مجدداً اذ كيف يمكننا ان نعتقد ذلك وسعر سلعة استغرق صنعها اشهرا طويلة وكلفت ملايين المزارعين جهدا كبيرا تحت وطأة الشمس و الامطار يحدده شخص جالس على كرسي امام حاسوب في مكتب مكيف دون ان يأخذ شقاءهم بعين الاعتبار


لم يعد الزنوج يحملون في المراكب باتجاه الاراض الامريكية انهم يمكثون على ارضهم يكدون ويجهدون ليجدوا ان ثمن عملهم يفاوض في لندن او باريس او نيويورك . لم يمت الاسترقاقيون . تحولوا فقط الى مضاربين في السوق المالية


ان طغيان بعض حكومات الجنوب يحظى بدعم حذر خفي من قبل الغرب الذي يهمه اول ما يهمه ان يبقى الوضع في مناطق التصدير الخاصة مستقراً و الاعمال فيها مربحة . الأقليات المالية المسيطرة الصينية والهندية والغربية تتنافس ثم تتكاتف في ظل نظام واحد تعسفي يستغل الشعوب


ان عذاب شعوب الجنوب يغذي الحقد على الغرب


قدرة الغربيين على سن القوانين لغيرهم دون تطبيقها على انفسهم لقدرة هائلة اشبه ما تكون بالفصام


التفاوت بين الإعلانات والخطابات و بين الممارسات الحقيقية يغذي الحقد اكثر من أي وقت مضى


في القسم الجنوبي من الأرض تودي سنويا الأوبئة و الجوع و المياه الملوثة و الحروب الاهلية بحياة عدد من البشر يكاد يوازي عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية خلال ست سنوات


ان معظم بلدان افريقيا السوداء التي نشأت بعد زوال الاستعمار و عدداً كبيرا من دول أمريكا الانديزية والكاريبية و الوسطى التي تكونت في القرن التاسع عشر لم تعرف استقلالا حقيقيا عندما عدل الغربيون عن احتلال الأراضي لدوافع ذاتية . اذ استمرت الدولة الاستعمارية اذ غير الاسياد اقنعتهم ليس الا


المجتمع الحي هو الوحيد الذي يمكن لكل فرد فيه ان يبقى متميزا فيه وسط نظرائه


نحن من اللذين يقولون لا للظلام نعلم ان خلاص العالم يتوقف أيضا علينا . وان الأرض تحتاج الى كل أبنائها أيا كانوا حتى أكثرهم تواضعاً .. نحن بحاجة الى كل الامل لننظر الى القرن القادم وجها لوجه


نتوجه بالكلام كبشر الى بشر , تذكروا انسانيتكم وانسوا كل ما تبقى . ان استطعتم ذلك فتحتم الباب امام مجتمع جديد و ان لم تستطيعوا جابهتم خطر الموت الشامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق