تغريبة الأمير البصير
علي فريد
جَاء كالريح..ذَهبَ كالعاصِفة!!
وكالخرائبِ التي تُخَلِّفُها العواصف..
خَلَّفَ عمر عبد الرحمن وراءَه خرائبَ جماعات، وأطلالَ مناهج، ومشايخَ كأعجازِ نخل خاوية!!
جَاءَ في وقتِهِ تماماً - لا قبله ولا بعده - على فترةٍ من المُبصرين الذين لا تخلو الدنيا من أنوارهم!!
كان سيد رحمه الله حديثَ عهدٍ بشهادة.. أسلمَ الروحَ وسَلّمَ الراية، وتأسى بإبراهيم والذين معه {إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ} [الممتحنة من الآية:4].. وكانت الرايةُ قد تَمزقتْ إلا قليلاً باجتهاد الذين ارتأوا- مختارين أو مجبرين- أن يكونوا (دعاةً لا قضاة)، وأطلَّ زمنُ الضِّغث بقرنيه، واختلط الحق بالباطل، وسَالت أوديةٌ بقدَرِهَا، واحتمل السيلُ زَبَداً رابياً، وكَثُر الغثاء حتى لا تكاد تجد شيئاً مما ينفع الناس.. وكانت سنواتُ فتون رمادية.. فكان عمر عبد الرحمن!!
***
في الطريق إلى المفاصلة.. ستجدُ اسمَه!!
في الطريق إلى الولاء والبراء.. ستجدُ اسمَه!!
في الطريق إلى الكفر بالطاغوت.. ستجدُ اسمَه!!
وبعد خروجكَ من التيه: خُذ عن يمينكَ قليلاً.. ستجده ينتظرك مع: سيد، وأسامة، وعزام، وخَطَّاب، والملا عمر، وياسين، ورفاعي سرور.. وثلةٍ من الأولين الذين لم يَفتِلْ شواربَهم الخوفُ، ولم يَخضِبْ لِحَاهُم درءُ المفاسد، ولم يَغسِلْ وجوهَهُم فقهُ الواقع.. كانوا قدر الله في الأرض.. عاشوا كما أراد وماتوا كما أحب.. جاؤوا كالريح ورحلوا كالعاصفة!!
أولئك - الذين لا يظهرون في جيلٍ واحدٍ مرتين - يتركون الدنيا لأبنائها وقد صارت بَعدَهم غَيرَهَا قَبلَهم!!
***
في كل زمن غرباء..
وفي الغرباء خُلَّصٌ يقبضون على جَمرِ الحقيقةِ؛ فيستنيرون ويُنيرون!!
يُعيدونها جَذَعَة كأول ظهور، ساطعةً كأول بزوغ، صافيةً كأول دَرِّ.. بيضاءَ نقية؛ ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك!!
يَحطُّون رحالهم على الأرض كأنهم نزلوا من السماء الساعة؛ فحياتُهم معنا حُلمُ نائمٍ يعيشُ على الأرضِ بمقاييس السماء، وحياتُنا معهم خيالُ حَالمٍ يرى عوالم السماءِ في مَعَالِمِ الأرض.. فإذا انتبهوا عادوا إلى سماواتِهم، وإذا استيقظنا أخلدْنَا إلى الأرض!! ثم تبقى لذة الوَجْد في حسرة الفقد، وحسرةُ الفقد في لذة الوَجْد.. ونحن بينهما مشدودون إلى روح السماء مغروسون في طين الأرض؛ لا يُفارقنا التوقُ حتى ندفع جِزيةَ السماء عن قلبٍ ونحن صاغرون.. وليس للسماءِ جزية سوى تَركِ عَلائقِ الأرض!!
هم رُسل الجنة.. جاؤوا لنرى كيف تكون الحياة في الجنة!!
يَغرسون في الدنيا غرساً من الآخرة؛ فتزهر الدنيا بقَدْرِ ما كَتبَ اللهُ لهم فيها من حياة، فإذا انتقلوا جاء آخرون فغرسوا غرساً آخر.. وهكذا دواليك.. لتبقى الدنيا مُزهرةً بغراس الآخرة؛ فتتم الحجة ويظهر الحق ويسطع البرهان.. ويظل الغرس حبلاً سرياً يربط أهلَ الأرض بأهلِ السماء!!
وكما أن "الأنبياء أولادُ عَلّات؛ أمهاتُهم شتى ودينُهم واحد"؛ فإن ورثةَ الأنبياء أولادُ عَلّات مَصَبَّاتُهم شتى ومنبعُهم واحد!!
***
وُلِدَ في الأرض..
قُتل في أمريكا..
إذ أمريكا - بما تُبشر به من زيف - ليست قطعةً من الأرض؛ بل قطعة من جهنم.. كان ورودها على الأمير البصير حتماً مقضياً!!
أنارَ اللهُ بصيرته بفقد بصره بعد عشرة أشهر من ولادته.. حفظ القرآن الكريم بُعيد العاشرة.. التحق بالأزهر.. أنهى دراسته العليا أوائل السبعينات بعد فترة اعتقال.. سُجنَ.. عُذِّبَ.. طُوردَ.. حُوربَ.. وفي كل بلد حَطَّ فيها رحالَه تلقته الجاهليةُ بأحضانها وتزينت له.. فركلها بقدميه!!
***
"لا تجوز الصلاة على جمال عبد الناصر".. هكذا صرخ الفتى فوق المنبر!!
كان عبد الناصر- ذلك المسخ المخذول - قد فَطَسَ للتو.. وكانوا يعبدونه من دون الله أو يكادون.. ومن عاش سنوات الجحيم الناصرية سيفهم معنى أن يصعد شابٌ - في العقد الثالث من مفاصلته - فوق المنبر؛ ليُعلِنها مدوية:"لا تجوز الصلاة على جمال عبد الناصر".
المفاصلة ليست كلمة تُقال؛ بل حياة تُحيا وروحاً تُحيِي.. ولكي تَفهمَ طبائعَ نفوس أصحابها تَذَكّر أنهم يعيشون على الأرض بمقاييس السماء!!
ستعرفُ من هذه الحادثة شكلَ الحياة التي عاشها الأميرُ البصير.. شكلَ المسار الذي سار فيه.. شكلَ التغريبة الروحية التي أعمت بصره وروحه عن مفاتن جاهلية القرن العشرين.. تلك الجاهلية الطاغية التي أوقعت غيره في شباكها؛ فركنوا إليها شيئاً قليلاً أو كثيراً، معذورين أو غير معذورين.. بيد أن الذين يعيشون في الأرض بمقاييس السماء يعلمون أن الدنيا كلها لا تعدل طرفة عين من "ضِعفَ الحياة وضِعفَ الممات".
"لا يمكنني أن أصافح يداً أعلمُ أنها أوقعت أذى بمسلم"!!
هكذا أسكتَ المشايخ الذين راودوه عن مفاصلتِه ليقابل رجلاً من أكابر مجرميها كان يُباشر تعذيب المسلمين بيديه في السجون!!
شيوخُ (التنمية البشرية) الآن لا يصافحون سوى تلك الأيدي!!
والذين صدعوا رؤوسنا بقصص ترفع العلماء عن الدخول على السلاطين.. جَمَعَتْهُم ابنةُ القذافي قديماً لتسمع منهم القرآن غضاً طرياً كما نزل!!! وتصير اللحى والعمائمُ والغُترُ - من أجل مصلحة الدعوة - خواتم وخلاخيل تتزين بها الحمقاء بنتُ الأحمق!!
الذين علَّمُونَا أن ابن حنبل وابن تيمية وأبا حنيفة سُجنوا وجُلدوا على كلمة يقولونها أو على صَمتٍ يصمتونه.. لم يُبقوا في معاجمِ اللغةِ كلمةَ نفاقٍ أو جملةَ تزلفٍ إلا حبروها وبُحّت أصواتهم بها في طاعة ولي الأمر ومديح طويل العمر الذي لولاهم ما طَالَ عمره في الجَور ولا تَمَّ أمرُه في الطغيان!!
كم هو مغيظٌ ذلك المثال الذي يُريكَ نقصَ ابتداعك في إمكانية تحققِ كَمالِ اتباعه!! ومدخول النية لا يكره إلا مَن يُذَكِّرُهُ كمالُه بنقصِه، واعتدالُه بميله، ومفاصلتُه بتمييعِه، وعزيمتُه برُخَصِه.. والقادةُ لا يأخذون بالرُخَص.. ولأمرٍ ما قالت العرب: والضِدُّ يُظهرُ حُسنَه الضِدُّ!!
***
في جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم اكتشف الخديعة..
عَلِم أن شركَ القصور أقتل للتوحيد من شرك القبور.. وأن عقيدة الولاء والبراء ليست أكثر من" عَبّاد شمس يميلُ مع السيفِ حيث يميل"، وأن شرع الله صار" قوائم مائدةٍ للتواقيع أو قلماً أو عصاً في المراسم"، وأن برميلاً واحداً من النفط أذهب لعقول الرجال من بئر خمر، وأن أبرهة الحبشي كان أقل فهماً من العم سام الذي رأى أن أمركة البيت الحرام أجدى من هدمه!!
عَادَ إلى مصر.. ليرى نواطيرَهَا قد نامت عن ثعالبها، ويرى عناقيدَهَا - في الانفتاح - (سداحَ مداح)، ويرى كامب ديفيد يَبعثُ خطبةَ الجمعةِ للجامع الأزهر، ويرى شنودة يؤسس (الأمة القبطية) و(مدارس الأحد)، ويرى (كافور) يتبجح من أقصى حلقه بأنه: "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين"!!
وحين هَبَّت النواطيرُ في يوم المنصة.. اقتيد الأمير البصير إلى السجن ثم إلى قاعة المحكمة ليُعلنها مدويةً مرة أخرى:
"نعم.." إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ" كلمةٌ حقٍ وصدقٍ نادى بها من قبل الكريمُ بنُ الكريمِ بنِ الكريمِ بنِ الكريم نبي الله يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، نادى بها من داخل سجنه من مصر، ولم تمنعه قيود السجن من أن يعلن الحق.." " إن كنا نحن خوارج، فمن تكونون أنتم؟ هل تكونون علياً وأصحابه؟ هل كان علي رضي الله عنه مقتبساً أحكام شريعته من النصارى واليهود؟! أم كان حكمه يقوم على الاشتراكية والديمقراطية؟!"... "ما الذي يستطيع أن يقوله من ينحى شريعة الله عن حكم الحياة ويستبدل بها شريعة الجاهلية وحكم الجاهلية، ويجعل هواه هو أو هوى شعبٍ من الشعوب أو هوى جيلٍ من البشر فوق حكم الله وفوق شريعة الله؟!"
كان موقفَ موت.. طَلَبَهُ الأميرُ البصيرُ وانغمسَ فيه.. تماماً كما طلبه ابنُ تيميةَ وانغمس فيه:
"يا فلان، أوقفني موقفَ الموت".. هكذا هتف ابنُ تيمية بأحد القادة في معركة (مَرج الصُفَّر).. فَسَاقَهُ القائد إلى مُقابَلة العدوّ وهم مُنحدِرون كالسَّيل تَلوح أَسلحتُهم من تحت الغُبار المُنعقِد عليهم، ثم قال له: يا سيدي هذا مَوقِف الموت، وهذا العدوّ قد أَقبَل تحت هذه الغُبرة المُنعقِدة، فدُونَك ما تريد.. قال: فرَفَع طَرْفَهُ إلى السماء وأَشخَص بصَرَه، وحرّك شَفتيه طويلاً، ثم انبعث وأَقدَم على القتال!!
تخيلوا ابنَ تيمية تحت تلك العجاجة يستقبل جموع التتار الذين لم يقف في وجههم شيء.. تخيلوا الشيخ الجليل يضرب بسيفه يمنةً ويسرة.. تخيلوا صاحب القلم وقد ألقى القلم ليمتشق الحسام.. إن الصورة النمطية التي روجوها لابن تيمية لتستعصي على مفارقة الأذهان لتحل محلها صورةُ الفارس الذي يَطعنُ ويُطعن.. ويكأن إبعاد هذه الصورة عن الأذهان مقصودٌ لذاته!!
وقف ابنُ تيمية موقف الموت، كما وقف الأمير البصير موقف الموت، كما وقف سيد موقف الموت، كما وقف ابن حنبل موقف الموت، كما وقف أحمد بن نصر الخزاعي موقف الموت.. كما وقف كلُّ الربانيين موقف الموت.. ولو سار لَعَقَةُ الموائد - من شيوخ الفتنة - على سَنَنِ هؤلاء الربانيين؛ ما ارتفع للباطل راية ولا حقق الطاغوتُ غاية.. بيد أن مصطلحات (الخوارج والبغاة والغُلاة) قريبة المتناول يسيرة التبعات هينة التكاليف؛ لا يجد المتكئون على أرائكهم مبرراً لاتكائهم أسهل ولا أيسر منها.. هي علكة حُلوة تعلكها حمير العلم التي تحمل الأسفار وتُراكم الدولار ثم تبصقها في وجوه الناس بما حملت من مرارة أجوافهم.. وكلما اشتدت المرارة ارتفعت عضويةُ هؤلاء في الهيئات العالمية لعلماء المسلمين، وفي المجالس العليا لشورى الطواغيت، وفي المؤتمرات العلمية لتعريف الإسلام الوسطي الذي يقبل كلَّ كفار الأرض لإرضاء كلِّ كفارِ الأرض!!
وقديماً وقفت مسوخٌ بِلِحَىً تبايعُ موسوليني أميراً للمؤمنين وتتبرأ من الخارجي عمر المختار!!
***
في بيشاور وأفغانستان تلا الأميرُ البصيرُ سورةَ الحجرات مراراً وتكراراً..
كانت "وإن طائفتان" هِجِّيرَاه في محاولاته اليائسة لإصلاح ما أفسده الممول في نفوس المجاهدين أو الذين كنا نظنهم مجاهدين.. بيد أن الممول كان أذكى وأقدر حين أحسنَ قَطَعَ الشجرة باستخدامِ غصنٍ من أغصانها.. وكما يحدث الآن في (شام الفصائل) حدث قديماً في أفغانستان المجاهدين.. حذوك الحقارة بالحقارة، والخيانة بالخيانة، والكفر بالكفر!!
في السودان.. حصل على التأشيرة الأمريكية.. كان هذا من الغرائب.. وظل السؤال الذي أثارته الصحافة الأمريكية لاحقاً عن حصول الأمير البصير على التأشيرة بينما اسمه على لائحة الإرهاب.. حائراً بلا إجابة!!
هل خُدعَ الأميرُ البصير؟!
هذا أغلب الظن.. إلى أن يظهر شيءٌ آخر!!
ولأن الديكتاتورية العسكرية الفاجرة كالديمقراطية الليبرالية الكافرة؛ لا فرق بينهما في الكفر والفجر.. فقد ألقى الأميرُ البصيرُ عصا الترحال في سجون الديمقراطية الأمريكية.. مع رمزيةٍ عاليةِ الجودة: أنَّ هذا مِن ذاك وذاكَ مِن هذا.. لا فرق بين نظامين كافرين فاجرين يقتلك أحدهما بقانون مفتعل، بينما يقتلك الآخر خارج القانون!!
رجعت الديمقراطية الغربية إلى أصلها الحقير حين تتعامل مع المسلمين عامةً ومع المفاصليين منهم خاصةً!!
وصل الأمر برامزي كلارك - وزير العدل الأمريكي الأسبق ومحامي الشيخ - أن يقول: "لا أعتقد أنّه كان يوجد أيّ دليل ضد عمر عبد الرحمن، بل كان هناك أحد الجواسيس يعمل لمصلحة الاستخبارات الأميركيّة، أوقع به".
أما القانون الإداري الخاص الذي طُبِّقَ على الأمير البصير فقد قال عنه كلارك: "هي وثيقة متفردة لم أر مثيلاً لها في أية قضية من قبل؛ فهي تُحَجِّم عَملَ المحامين الخاصين بالشيخ الذين لم يتبق منهم أحد غيري".
لقد اتفقت الديكتاتوريتان - العسكرية والديمقراطية - على الأمير البصير، وحيكت خيوط المؤامرة بدقة، وصدر الحكم السياسي في المكتب البيضاوي قبل أن يصدر في قاعة محكمة منحازة لا فرق بينها وبين محاكم أمن الدولة السُفلى في الأكشاك العربية، وأُلقي الشيخ المصاب بسرطان البنكرياس، والسكري، والروماتيزم، والصداع المزمن، والضغط، وبعض أمراض القلب، مع عدم القدرة علي الحركة إلا علي كرسي متحرك.. أُلقي في زنزانة انفرادية، وقُطعت اتصالاته بالعالم الخارجي تماماً.. وكان نصيبُ (لين ستيورات) الناشطة الحقوقية ومحامية الشيخ عشر سنوات في السجن لمجرد توصيل رسالة إلى أهله وبعض تلاميذه.. ثم أخرجوها بعد ذلك لدواعٍ صحية فاقدةً لشهادة مزاولة المهنة!!
هذا كثير.. كثيرٌ جداً!!
إنه لا يمكن لإنسانٍ مهما بلغ اتساع خياله أن يصل إلى تخيل تلك الحالة التي كان يعيشها الأمير البصير في تلك الزنزانة الانفرادية لأكثر من عشرين سنة مع كل تلك الأمراض!!
لم يكن رهين محبسين؛ بل محابِس.. ولم يكن سجنه الديمقراطي - والحالة هذه - يختلف كثيراً عن تزمامارت، وتدمر، وصيدنايا، والحربي، والعقرب!!
كان على الأمير البصير ألا يدخل تلك البلاد إلا غازياً.. بيد أن ظنه الحريةَ والعدالةَ في تلك البلاد ربما قَللَ شيئاً ما من إحساسه - رحمه الله - بما يحمل من مفاصلةٍ لا يمكن أن تحتملها تلك الديمقراطية الكافرة.. وأقدار الله غالبة.. وقديماً ظَنَّ يوسفُ عليه السلام أن ذِكْرَ ذلك الناجي له عند ربه ربما يُنجيه من اللبث في السجن بضع سنين!!
وليت المتخبطين - حتى الآن وبعد كل ما جرى - في مستنقع الديمقراطية يرحمون أنفسهم من الركض وراء السراب.. إن لم يرحموا مَن وراءهم!!
إن الديمقراطية الأمريكية لم تحتمل (مفاصلياً) واحداً يعلم أنه لا يجتمع الإسلامُ بنسخته الأصلية مع الديمقراطية بنسختها الحقيقية في قلب مؤمنٍ أبدا.. بينما احتملت؛ بل وتزينت بعشرات ومئات اللحى التي خَدعت نفسها ومَن وراءها بآليات الصندوق وتفاصيل القوانين التي يمكن أن توجد في الديمقراطية كما يمكن أن توجد في غيرها.
وما كانت الديمقراطية الفاجرة مع الأمير البصير أكثرَ من امرأةِ عزيزٍ قَدَّت قَميصَه من دُبر؛ فَظَنَّتْ أنها أدركته، بينما وَسَمَتُه بِوَسمِ البَراءَة!!
***
لقد عاد الأميرُ البصيرُ إلى سماواته مُخلِفاً وراءه أسئلة المفاصلة بلا أجوبة!!
وأخلدنَا نحن إلى الأرض نجعجع تفاهات الديمقراطية بلا طحن!!
ومَن لم يأتِ عاصفةً جاء زَبداً..
ومن جاء زبداً رَحَلَ غُثاءً !!
تاريخ النشر: 29 جمادى الأولى 1438 (26/2/2017)