الشيخ محمد المختار دي
مدون موريتاني
الحكم االأول تمثل في رفض المحكمة الإدارية بمصر للنقض المقدم من الحكومة المصرية بشأن مصرية جزيرتي تيران وصنافير، وأصدرت المحكمة الإدارية بمصر حكما نهائيا بمصرية الجزيرتين.
هز الحكم مصر والعالم العربي كله ولم يعد هناك حديث يشغل الناس غير الحكم التاريخي بمصرية الجزيرتين، بل إن البعض تجاوز لحد المطالبة بمحاسبة المسؤولين وعلى رأسهم قادة الانقلاب العسكري في مصر، أو النظام المصري ممثلا في الرئيس عبد الفتاح السيسي كما يسمى.
الأمر الذي ربما عجل بالحكم الثاني الأكثر إثارة وحماقة حين أدرجت محكمة جنايات القاهرة اسم نجم الكرة المصرية والعربية ومعشوق الجماهير الأول محمد أبو تريكة ضمن قوائم المنظمات والشخصيات الإرهابية، في محاولة للتغطية على فشل النظام في قضية تيران وصنافير، ولابتزاز اللاعب الكبير الذي رفض الوقوف في صف نظام جاء على ظهر الدبابة ويده ملطخة بدماء الآلاف من المصريين.
وكعادته كلما أحس النظام المصري بلحظة ضعف وتبلل، قام بتحريك يد القضاء ليصدر أحكاما أقل ما يقال عنها، أنها مسيسة ومسيئة ولا تليق بمكانة القضاء المصري الشامخ، والذي أصبح لعبة في يد نظام السيسي يحركه كيف ما شاء، وفي الوقت الذي يشاء، من أحكام الإعدام بحق المئات في يوم واحد إلى المعاداة الواضحة للمعارضين لنظام السيسي وتبرئة كل المقربين من مبارك الساقط بحكم الثورة المصرية الموءودة، ناهيك عن فيلم انتحار قاض شامخ متهم في قضية الرشوة، وغير ذلك من الأفلام والمسلسلات القضائية المصرية الساخنة والساخرة، حتى أصبح القضاء المصري نكتة وأحكامه ليست أكثر من فض مجالس، نعم هكذا حوّل السيسي القضاء المصري وساهم القضاة أنفسهم في ذلك، أصبحوا مجرد ورقة رابحة في يد النظام المصري .
أما أبو تريكة فقد ملك قلوب الناس وملأ الدنيا حبا قبل أن يملأها متعة وفنا في عالم الساحرة المستديرة.
أبو تريكة ليس مجرد لاعب فقط يسجل الأهداف ويحطم الأرقام ويسعد الجماهير، إنه نموذج ومثال للإنسان الخلوق والقائد الفذ الفاعل في المجتمع الذي يخدم مجتمعه وبلده ويقدم كل ما لديه من أجل إسعاد الآخرين، ويساهم في نهضة بلده اجتماعيا كما ساهم فيها كرويا وتلك إنجازاته الكروية مع منتخب مصر شاهدة له، إنه آخر المشاهير والنجوم المحترمين فلا تستغربوا أن يتضامن معه العالم بأسره، بالأمس فقط اكتشفنا أن أبو تريكة لا يقل عن ميسي ولا رونالدو، وليس وراء زيدان أو مارادونا أو بيليه، حتى ولو كانوا أكثر منه حظا وجوائز، أو أن أبو تريكة رفض الاحتراف خارج البلد لعشقه لمصر ولأنه لا يريد أن يحقق إنجازا خارج بلده أو لغير بلده .
أخطأ نظام السيسي هذه المرة إذ رمي شباكه باتجاه أبو تريكة ولن يجدي معه ابتزاز إعلاميي مصر ولا نظام السيسي.
فمثل محمد أبو تريكة لا يمكن أن يوصف بالإرهابي، سلوا التاريخ والأرض والنيل عنه و العالم من وراء ذلك خير شاهد .
وفي الأخير يمكن القول إن القضاء المصري يواصل زلاته وسقوطه المدوي وأحكامه المسيسة، فهو يلعب دورين على طريقة المتنبي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم، وحتى عندما يخاصم يفجر ولا يعدل، ألا يقولون في مصر في نكتة مبكية "قاضيان في مصر وقاض في الجنة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق