الخميس، 19 يونيو 2025

الهشاشة السياسية في المقاربات الإسلامية المعاصرة

 الهشاشة السياسية في المقاربات الإسلامية المعاصرة

مقاربة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في النازلة الإيرانية نموذجا!

مضر أبو الهيجاء

قبل 21 عاما وفي ثلاث جلسات متفرقة جلستها مع بعض قادة ومؤسسي المقاومة، بهدف ثنيهم عن المضي قدما والحيلولة دون غرقهم في بحر المشروع الإيراني ذو الأمواج المتلاطمة، ولكنها انتهت جميعا بالفشل أمام صلف الموقف وهشاشة التصور وضعف المسؤولية!

الأهم أنني حذرت من خطوا الطريق واختاروا -طواعية- وشرعنوا العلاقة والحلف بين كيانات المقاومة والقضية الفلسطينية وبين ملالي إيران -قبل مرحلة الضرورة المروجة والمزعومة وأخبرتهم بعد شرح مستفيض أن علاقتهم بالمشروع الإيراني ستشق عصا الأمة، وستبتدع فقها أعوجا عليلا، وستسن سنة ضلالية تقتدي بها الحركات والمجاميع الإسلامية في فضاء قضايا السياسة الشرعية، تفضي في نهايتها لمقاربات إسلامية مائعة ومنغولية الشكل قاصرة في التعامل مع قضايا الشأن الإسلامي العام، وهو ما يسبب خسارة للإسلام وضياعا للمسلمين، ويصبحوا بمجملهم فروق حسابات وحطبا في المشاريع الدولية والإقليمية!

ما هي خلفية هشاشة وضعف المقاربات الإسلامية؟

يمكن للعقل المتواضع والمتجرد أن يلحظ كيف أن الغرب استفاد من صواب الحركات الإسلامية كما استفاد من أخطائها، ومرد ذلك لاضطراب وضعف المقاربات الإسلامية السياسية، وعدم شمولية التصورات السياسية التي تشكل أرضية للخيارات العملية والمواقف السياسية، وهو ما يمكن قراءته بوضوح في وقائع مفصلية في التجارب العربية خلال العقود الثلاثة المنصرمة وحتى يومنا هذا، وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن الإشارة إلى:

1/ الموقف العربي والإسلامي من اجتياح صدام حسين للكويت، والموقف من الهجمة الأمريكية على العراق واجتثاث!

2/ الموقف العربي والإسلامي من خطوة الشيخين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري في اعلانهما لمشروع اسلامي لمواجهة مشروع الصليبية العالمية، ثم الموقف الإسلامي من ضرب البرجين العالميين بنيويورك، والذي خططت لتدميرهما وكالة الاستخبارات الأمريكية!

3/ الموقف العربي والإسلامي من ثورات الربيع العربي، وذلك في جانبي الرؤية والسلوك العملي، في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية!

4/ الموقف العربي والإسلامي من عملية 7 أكتوبر، وشكل النظرة والتنظير القاصر لها، والأفهام الجزئية والمنقوصة للواقع، والمقاربات السياسية المتناقضة والمضطربة لروادها!

5/ وأخيرا وليس آخرا الموقف العربي والإسلامي من معركة الوحوش والأعداء الملالي الإيرانيين الصفويين الطائفيين وأمريكا الصليبية.. وهو ما سنتحدث عنه في المقال!

فجوة غياب الالتقاء بين الهدى الشرعي والفهم السنني وحقائق الواقع المعتبرة.. النازلة الإيرانية نموذجا!

صدر عن شخصيات إسلامية مغاربية رفيعة، كما صدر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين موقف مساند لإيران في معركتها مع إسرائيل!

وأعتقد أن الشخصيات السياسية المغاربية التي تنطلق من غيرتها وحبها لفلسطين -وهي في العموم فقيرة في فهم المشروع الإيراني الطائفي، وليس لها موقف شرعي مؤصل تجاه الدين الشيعي، وهذا وحده كاف لئلا يعتبر حكمها في النازلة الإيرانية- كان يجب أن يكون لها موقف متقدم من اتفاقية التطبيع المغربية مع إسرائيل، والتي وقعها بيديه الأخ رئيس الحكومة السابق سعد الدين عثماني، ومررها بالأمس وبررها ببلاهة حتى اليوم الأمير بنكيران -رئيس الحكومة المحتمل والقادم-!

*إن تمرير اتفاقية التطبيع المغربي مع إسرائيل من قبل السياسيين الإسلاميين النافذين في المغرب كاف لإسقاط نزاهتهم وسويتهم السياسية في الموقف الحقيقي وخلفياته تجاه النازلة الإيرانية!

وأما الفقهاء المقاصديون المغاربة فهم حقيقة فقراء في التصور المحيط بالمسألة الشيعية الإيرانية ومشاريعها السياسية -إلا من رحم الله-، ولذلك فإنه لا يؤخذ منهم فتوى ولا دين في تلك المسألة، وذلك لانتفاء كمال فهمم، ولو أن كبيرهم وعميدهم قال لا أعلم لكان قد أصاب في الفتيا، بدل أن يهرف بما لا يعرف!

مقاربة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تجاه النازلة الإيرانية أين أصابت وأين جانبت الصواب؟

ابتداء أعرب عن حبي للشيخ عليّ الصلابي والفقيه الشيخ محمد الددو والدكتور الشيخ فضل الله مراد، وأنظر إليهم بإجلال وتقدير واحترام، وأعتقد أنهم رموز غيورة على الدين ومنحازة بصدق لقضايا الأمة جمعاء، ولا أزكي على الله أحدا.

إن ما صدر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من نداء موجه للدول العربية والإسلامية وشعوبها للتنديد بالضربة الإسرائيلية لإيران، ودعوته لنبذ الفرقة تجاه النازلة الإيرانية الحالية، ومطالبته لتوحيد الموقف والصف، أقل ما يقال فيه أنه موقف عاطفي عام، لم ينطلق من إدراكه الكنه الحقيقي للمشاريع المعادية ووقائع الزمان والمكان، فخلط حقا بباطل، وكما أصاب في جوانب، فإنه قد جانب الصواب ولم يوفق في جوانب أخرى!

أين أصاب الاتحاد في مذهبه السياسي تجاه النازلة الإيرانية؟

أصاب الاتحاد العالمي وعلمائه الكرام في:

1/ عدائه للمشروع الصهيوني والصليبي، واعتباره لخطورته المتقدمة عن خطورة المشاريع المعادية الأخرى، وتحريض المؤمنين لأجل تحرير أرض فلسطين.

2/ توصيفه الصحيح للمشروع الإيراني الطائفي المعادي للأمة والدين.

3/ إدراكه لأهمية وتأثير ودلالة أرض المعراج فلسطين.

4/ انحيازه لقضايا المسلمين، وإعلائه من شأن الأمة.

5/ توقفه أمام أي مس بعقيدة المسلمين، وحفاظه على نقاء الدين.

أين جانب الصواب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في موقفه تجاه النازلة الإيرانية؟

ابتداء إن حالة السيولة الفكرية المتصلة بمفهومي الحق والباطل تشير إلى تيه لا يتفق مع نصوع الحق وبيانه وافراده وانفراده، وقد أشار الله سبحانه وتعالى للحق بصفة مفردة كما أشار للباطل بصيغة الجمع، وذلك في قوله تعالى: الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. الأنعام:1

وسأنطلق من فرضية توفر الإرادة السياسية الحرة والمستقلة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين باعتباره كيانا معنويا، وأقول لقد أخطأ في:

1/ تنديده بضرب إيران في ظل استمرار احتلالها لعواصم عربية، تماما كإسرائيل التي تحتل جزءا من أرض الشام، وهو تنديد أعمى في ظل استمرار اعدامات إيران للعراقيين وتجويعها وتشريدها لليمنيين، وكان الأولى أن يتخذ علماء الاتحاد التوقف موقفا، لاسيما وأن جوهر الصراع بين مشروعين معاديين للأمة والدين محتلين لأراض عربية، هو في معارك نفوذ وليست معارك وجود بالكلية.

2/ دعوته للترفع عن الصراع القائم بين الشعوب العربية المسلمة وبين إيران الشيعية، لصالح توحيد الموقف السياسي تجاه إسرائيل، والحق أن فكرة وحدة الموقف السياسي مع المخالفين فكرة محمودة في العموم، ولكنها مذمومة إن تعامت عن حقائق وموانع، فالشعوب العربية التي أيدت إيران وحزب الله طيلة عقود سابقة لأجل فلسطين، هي اليوم ضحية مشروع قاتل ومغتصب للبلاد، ولم تختر الانتقال من التأييد السابق للامتناع الحالي نتيجة أبعاد طائفية مذهبية، بل نتيجة اعتداء واحتلال واعدامات وتشريد قائم ودائم، فهل اعتذرت عنه إيران في تلك اللحظة المصيرية، أم بقيت مصرة عليه باعتباره مشروعها الحقيقي والعميق، والذي يجاوز في عدائه للأمة جوهر صراعه حول النفوذ مع إسرائيل؟

3/ وقوعه في التفريق المخل بدل التمييز المصيب، فالتمييز واجب بين مشروعين معاديين هما المشروع الإيراني الطائفي والمشروع الإسرائيلي الصهيوني، وذلك لأجل إدراك مخاطرهما وسبل التصدي لها، أما التفريق بين المشروعين فهو نوع من التطفيف وتضليل العقول، حيث يقع في خلل واقعي وأخلاقي حين يفرق بين احتلالين إسرائيلي وإيراني يتسابقان في إيذاء شعوب الأمة واتلاف وتهديد وحدتها الثقافية الذي تميزت به إيران، فتجاوزت فاعلية إسرائيل في التدمير البنيوي للمجتمعات العربية والإسلامية، حتى استحرت بين الشعوب السكين الطائفية فأتلفت العراق واختطفت لبنان وأهلكت سورية وهي ماضية بتدمير اليمن الحزين!

4/ عدم اعتبار مظلومية الشعب الإيراني والواقع القهري الذي يعيشه السني الكردي والفارسي، والشيعي العربي الأحوازي والأذري -منذ حلول الخميني في طهران-، والذي يعاني من الحكام الملالي كما كان يعاني الشعب السوري من جلاده بشار الأسد، فلماذا نسقط قيمة الشعوب، وندعو الناس لمنع سقوط النظام الإيراني تماما كما سقط النظام النصيري المقاوم، والذي شكل ركيزة حقيقية لإيران وحزبها المقاوم في لبنان، وهو شريك كامل في محور المقاومة!

5/ تضليل العباد في موقف إيران الحقيقي، والذي امتطى حركات المقاومة الفلسطينية حتى قضى وطره ووسع نفوذه وروج لدينه، وما أن وقعت الواقعة واشتعلت محارق الطوفان حتى انسل من الميدان وترك أهل غزة يهلكون ويحترقون، فلماذا يعاد ترميم صورة مخادعة تلبس الحق بالباطل وتشير الى أن إيران نصرت غزة ووقفت الى جانبها، وذلك بعد أن تعرت، حتى تقول الشعوب العربية والإسلامية إن إيران نصرت غزة، كما قيل إن حسن نصر غزة!

6/ عدم تحميل إيران مسؤولية الدماء الفلسطينية وتدمير غزة وتركها تموت، وفيما يدعو الاتحاد للوقوف الى جانب إيران في معركتها الحالية، تسابق قيادات حماس الزمن لإيقاف المعركة بأي صورة من الصور!

7/ الجمع النكد بين المتناقضات، حيث يحشد الاتحاد في موقف ومقاله وندائه حجما من الحقائق المرة تصف حجم إجرام إيران وشكل عدائها للدين، ثم يشير إلى نصرتها لغزة ويجعل منها حقيقة، وبعد أن يبني عقلا وقلبا ممتلئا غيظا من إيران يشير إلى وجوب نصرتها بناء على تصور مآلات خرافية ينقضها واقع حالها في زمن قوتها لاسيما دورها الأخير في العشر العجاف!

الخلاصة:

دلالات موقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بين التوفيق والتفويت.

✍ إن التوقف هو الموقف الذي أذهب إليه تجاه النازلة الإيرانية، وليس ما ذهب إليه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من التنديد والمساندة لإيران في معادلة صراع الأمة مع الصهاينة، لاسيما أن المشروع الطائفي لا يقل خطرا وأذى على الأمة والدين من المشروع الصهيوني، بل إن إيران الطائفية وإسرائيل العنصرية أداتين متوحشتين من أدوات المشروع الغربي الصليبي، وقد حقق من خلالهما تدميرا متعاظما لمجموع الأمة وهويتها الثقافية.

✍ إن تفكيك إيران المحتمل في حال تدحرج المعركة وانفلات الأمور سينهي حالة العبث الإيراني المستمر في القضية الفلسطينية، كما سيركز ويوحد مجموع الأمة تجاه العدو الصهيوني، بعد أن فرقها وشتت جهودها وأهرق طاقاتها منذ ولوج إيران في فلسطين.

✍ لا شك بأن سنة التدافع سنة ربانية عظيمة لا مبدل لها، وهي سبب في منع فساد الأرض، ومآلاتها إحداث حركة إصلاح ونهضة، وذلك بعد أن يحدث احتدام الصراع بين القوى خلخلة في واقع الدنيا يوجد فرصا حقيقية لمن يملك مشروعا نهضويا وبنية عقلية وقلبية وشعبية تعيد رسم مكانتها وموقعها في التاريخ كما تستحقه ويعبر عن آمالها وتطلعاتها.

✍ إن المقاربة التي يطرحها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين -ومن يلتقي مع هذا التصور من النخب المستقلة- حول وجوب مساندة إيران والوقوف إلى جانبها في معركة صراع النفوذ بينها وبين إسرائيل، وذلك بعد أن أنجزت تفتيت ثورات الربيع العربي واحتلت عواصمه وقتلت ثواره وشردت شعوبه، ثم استثمرت سياسيا بدماء المسلمين في غزة، هي مقاربة هشة تؤكد موت المشروع العربي والإسلامي، كما تؤكد انتهاء صلاحية الحركات الإسلامية الحالية، وفقدان الذهنية القيادية المتصدرة للفاعلية في بناء موقف سليم يعيد ترميم مسار الانعتاق السياسي للأمة كشرط للتحرر والنهضة.

✍ إن فلسفة التصور الإسلامي التي تشكل مرجعية المقاربة السياسية التي يقدمها الاتحاد العالمي ومن يوافقه، تطعن بشكل مباشر في كل ثورات الشعوب العربية ضد أنظمة الجور، كما تنقض غزل كل مسيرة الحركة الإسلامية في مواجهة الطواغيت ومحاولة اقتلاعهم، والتي أهرقت فيها الدماء خلال قرن كامل في مصر والجزائر والشام والعراق وغيرها!

✍ فإذا كان الوقوف مشروعا إلى جانب إيران أداة الغرب الطائفية المجرمة، وذلك لصالح مواجهة المشروع الصهيوني ومنع توسعه، فإن الوقوف إلى جانب طواغيت العرب كالقذافي والسادات وحسني مبارك وعلي عبدالله صالح وصدام حسين وحتى حافظ الأسد، واجب أخطأته الحركة الإسلامية وفوتته عقول النخب القيادية، لاسيما أن حجم مجموع أذى طواغيت العرب لا يوازي حجم التدمير الذي أحدثه ملالي إيران القتلة، علاوة على أن طواغيت العرب كانوا عصيين أمام توسع النفوذ الصهيوني لأسباب مختلفة وعديدة، ولكنهم بالمجمل -وإن تعاملوا مع إسرائيل سرا وعلنا- كانوا خاضعين لتوافق عربي إسلامي يحول دون التوسع الإسرائيلي في المنطقة!

✍ إن تشريع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الوقوف إلى جانب إيران في معركتها حول النفوذ مع إسرائيل، يشكك في سلامة المسار الإسلامي برمته، ويطعن في سوية قياداته وشرعية تضحيات دعاته وشبابه، الذين بددوا طاقاتهم ودمائهم في مقارعة طواغيت العرب، من الذين كانوا يشكلون شوكة أو سدا أو عرقلة لمشروع توسع النفوذ الصهيوني في المنطقة!

✍ إن المقاربة السياسية الهشة التي يطرحها الاتحاد العالمي تجمع بين متناقضين صارخين هما، وعي حجم مخاطر المشروع الإيراني من خلال استحضار كل ماضيه وحاضره الإجرامي الذي نال ولا يزال من الأمة وأذهب عافيتها وأفشل وحدتها، ثم وجوب الوقوف الى جانب إيران ومساندتها في معركة نفوذها مقابل إسرائيل، وهو بالجملة تيه يعبر صراحة عن فقدان مشروع الأمة، وحاله كالطبيب الذي أدرك أن جزءا من جسد المريض مصاب بالسرطان القاتل الذي يتوسع وينهش الجسد كل يوم، وبدل أن يشير إلى ضرورة استئصاله ليتعافى باقي الجسد، فإنه يبقيه ويحافظ عليه لاعتبارات اجتهادية خارجية مرجوحة!

✍ إذا اتفقنا بأن الصراع القائم بين إيران وإسرائيل هو صراع نفوذ، فإن بقاء إيران المعادية لشعوب الأمة -كما إسرائيل- قوية لا يعني التصدي للمشروع الصهيوني ومنع توسعه، بل التكامل معه في الاجهاز على دول وشعوب المنطقة، وشرطه صياغة تفاهم جديد برعاية أمريكية، وهو ما تجسد في العراق المنكوب من خلال تعامل وتكامل إيراني صهيوني برعاية أمريكية معلنة.

✍ لا خيار أمام الأمة لتحقيق نهضتها ومواجهتها للمشروع الصهيوصليبي إلا من خلال بعث عربي إسلامي جديد يخرج من المسار الملوث في حلفه مع إيران الطائفية أو ارتهانه للأنظمة العربية الطاغوتية، واعتماده بعد الله على حقيقة الأمة الحاضرة والواعدة.

مضر أبو الهيجاء جنين-فلسطين 16/6/2025

أحمد سعيد يُبعث في طهران

 رياح وأوتاد

أحمد سعيد يُبعث في طهران

أحمد يعقوب باقر

الواقع الإيراني اليوم ذكرني بهزيمة بل بكارثة 1967، حيث بدأ الصهاينة الضربة الأولى فدمّروا المطارات والطائرات ومراكز الدفاع الجوي وحاصروا وقتلوا آلاف الجنود العرب في 6 أيام، في حين كان زعيم الكذابين أحمد سعيد يذيع أخبار الانتصارات ويبشّر العرب بإحصاء أعداد طائرات العدو التي أُسقطت والدبابات التي عُطّبت، وحدثت هذه الكارثة بعدما كان الزعماء العرب يتشدقون بأنهم سيلقون إسرائيل في البحر، وأنهم يستطيعون تدميرها في ساعتين اثنتين، ويعرضون على العالم صواريخ سكود الظافر والقاهر التي لم يكن لها من القهر والظفر إلّا الاسم. 

فهل وقع الإيرانيون في الخطأ نفسه، فقام أحمدي نجاد يبشّر بفناء إسرائيل، ويصرح أبومهدي المهندس بأن الهدف هو الرياض؟ وهل غفلوا عن اغتيال هنية وقاسم سليماني وأبومهدي المهندس في عمليات استخبارية في عقر دار الثورة الإيرانية، واستمروا في التهديد والوعيد والتبشير بالويل والثبور لإسرائيل، وكأن أحمد سعيد قد بُعث من جديد في طهران؟ 

لذلك كانت النتيجة متوقعة، فبدأ الصهاينة الضربة الأولى، وتم تدمير كثير من القيادات العسكرية وعلماء الذرّة والمطارات وأجهزة الدفاع، لأن كل هذه المنشآت والقيادات كانت بمنزلة بطة جالسة للطائرات والقذائف الصهيونية (sitting duck)، وكان الرد الإيراني وصواريخه التي تشبه صواريخ صدام حسين متواضعاً إذا قِيسَ بحجم تصريحات القيادة والدعاية الإيرانية. 

والمستغرب هو ليس هذه الغفلة والسقوط الإيراني فقط، بل تصديق جماهير عريضة من المسلمين والعرب لها، وربما حجبتهم جرائم الصهيونية والإبادة الجماعية التي كبّدوها للمسلمين وأهل غزة عن رؤية الحقائق والأسباب المؤدية لها. 

يقول ابن تيمية: «الإعراض عن الأسباب نقص في العقل»، وها هو ترامب يطلب من إيران الاستسلام دون شروط. 

لقد أنفقت إيران قوتها في السيطرة على دول عربية ضعيفة، واستخدمت خلايا تابعة لها في التدخل بالشؤون الداخلية وزعزعة الاستقرار وحروب طائفية بالوكالة، رغم أن إيران كان بإمكانها أن تشكّل حلفاً سياسياً قوياً مع الدول العربية متكاملاً وموجهاً إلى العصابات الصهيونية وحلفائها، رغم أي خلاف مع أنظمة هذه الدول، وكان بإمكانها تبنّي ودعم المبادرة السعودية العربية في المحافل الدولية، بدلاً من تصريح أبومهدي المهندس وأمثاله ضد الأنظمة العربية، ولكن يبدو أن سياستهم وتوجهاتهم أوقعتهم في هذه الغفلة. المهم الآن أن يجتمع العرب والمسلمون ويستعينوا - كما ذكرت - بالمكاتب والدراسات الاستراتيجية للعمل الحقيقي ضد خطط الصهاينة بعد انتصارهم، والتي صرحوا بها لتهجير الفلسطينيين والتوسع إلى مناطق عربية جديدة وتغيير خريطة الشرق الأوسط وإنشاء إسرائيل الكبرى... 

ولكن هل يستطيع العرب ذلك وهذه حالهم؟!



في العدوان الإسرائيلي على إيران دروس لتركيا

في العدوان الإسرائيلي على إيران دروس لتركيا

إسماعيل ياشا

شن الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة الماضية، سلسلة من الغارات الجوية استهدفت منشآت نووية وعسكرية في إيران، كما قام باغتيال عدد من القادة العسكريين الكبار، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، وقائد مقر خاتم الأنبياء المركزي اللواء غلام علي رشيد، بالإضافة إلى عدد من العلماء النوويين الإيرانيين.

الجيش الإسرائيلي استخدم في هجماته طائرات أف-35 الحربية، وطائرات مسيرة أطلقها عملاء الموساد داخل الأراضي الإيرانية، ليتم اغتيال عدد كبير من القادة الكبار والعلماء النوويين بعد تحديد أماكنهم بدقة، ودون أن تواجه الطائرات الإسرائيلية تصديا يذكر أثناء تحليقها فوق المدن الإيرانية، على رأسها العاصمة طهران. وأثار هذا الاختراق الكبير دهشة كثير من المتابعين.

أنقرة أعلنت إدانتها بشدة للعدوان الإسرائيلي على إيران، وقالت إنه يمثل انتهاكا سافرا للقانون الدولي، واستفزازا يخدم الاستراتيجية الإسرائيلية الرامية إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. كما صرح رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، بأن تلك الهجمات لا تثير قلق الإيرانيين فحسب، بل ستكون لها آثار أوسع نطاقا، كما وصف رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"الخطر الأكبر على الأمن الإقليمي". وأما حليفه، رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، فيرى أن الهدف النهائي من الفوضى في المنطقة هو تركيا، ويقول إن إسرائيل تسعى إلى محاصرة بلاده وعرقلة مسار "تركيا خالية من الإرهاب"، داعيا إلى كبح جماح الكيان الصهيوني عبر استخدام القوة.

الدور سيأتي على تركيا، عاجلا أو آجلا، لأن إسرائيل لا تريد أن ترى أي دولة قوية في المنطقة، وأنها تعادي تركيا التي يقودها أمثال أردوغان، كما تخاف من تصاعد دور أنقرة في الملفات الإقليمية، والقفزة النوعية التي حققتها تركيا في مجال الصناعات الدفاعية. ويعكس هذا الخوف حديث نتنياهو عن ثقته بعدم عودة الدولة العثمانية، وطلبه من الولايات المتحدة منع الجيش التركي من إقامة قواعد عسكرية في سوريا


معظم الأتراك يتفقون مع بهتشلي ويرون أن الدور سيأتي على تركيا، عاجلا أو آجلا، لأن إسرائيل لا تريد أن ترى أي دولة قوية في المنطقة، وأنها تعادي تركيا التي يقودها أمثال أردوغان، كما تخاف من تصاعد دور أنقرة في الملفات الإقليمية، والقفزة النوعية التي حققتها تركيا في مجال الصناعات الدفاعية. ويعكس هذا الخوف حديث نتنياهو عن ثقته بعدم عودة الدولة العثمانية، وطلبه من الولايات المتحدة منع الجيش التركي من إقامة قواعد عسكرية في سوريا.

تركيا مستهدفة، سواء سقط النظام الإيراني أم لم يسقط. وبالتالي، عليها أن تدرس الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، كيلا تقع في الأخطاء التي وقعت فيها الأخيرة. ولعل أول درس يجب أن تتعلمه، عدم التساهل في تحصين الجبهة الداخلية والتصدي بحزم لمحاولات الاختراق، في ظل سؤال يطرح نفسه، وهو: "هل إسرائيل تستطيع أن تشن هجمات مفاجئة على تركيا، على غرار هجماتها التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية في إيران؟".

قوات الأمن والاستخبارات التركية كشفت في السنوات الأخيرة عن عدة خلايا تجسس تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي في البلاد. كما قامت تركيا بتطهير جيشها وقوات أمنها وجهاز استخباراتها من خلايا الكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة غولن الموالية لإسرائيل. ومع ذلك، لا بد من اتخاذ تدابير إضافية تحسبا لمحاولات الموساد لتشكيل خلايا جديدة وتوظيف عملاء جدد، كما أن هناك مجموعات وقوى أخرى، غير جماعة غولن، مستعدة للتنسيق والتعاون مع إسرائيل لضرب تركيا وإضعافها وإسقاط حكومتها المنتخبة التي تعبر عن إرادة شعبها.

الدرس الثاني الذي يجب أن تتعلمه تركيا هو أنها تقع في منطقة ملتهبة تفرض عليها التسلح الكافي لحماية نفسها، كما أنها بحاجة إلى منظومة متكاملة للدفاع تشمل طائرات، ودبابات، وسفن حربية، وصواريخ مختلفة، ودفاعات جوية، وأنظمة حرب إلكترونية، دون أن تترك أي فراغ يمكن أن يتسلل من خلاله العدو لتدمير قدراتها العسكرية بهجمات مفاجئة، على غرار الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة الماضية، مستغلا ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية.

تركيا أدركت مؤخرا أهمية اعتماد قواتها البرية والبحرية والجوية على منتجاتها الوطنية، وقطعت شوطا لا بأس به نحو أهدافها. وقال أردوغان إن تركيا في ضوء التطورات الأخيرة تضع خطط إنتاج لرفع مخزونها من الصواريخ متوسطة المدى وطويلة المدى إلى مستوى الردع. كما لفت المدير التنفيذي لشركة "بايكار" التركية الرائدة في صناعة الطائرات المسيرة، خلوق بيرقدار، إلى ضرورة تبني مفهوم جديد للدفاع مناسب لمفاهيم الحرب الحديثة، ونشر أنظمة منخفضة التكلفة قابلة للإنتاج المتسلسل بسرعة ويمكن استخدامها والتضحية بها عند الحاجة.

هناك درس آخر يجب على القيادة التركية أن تتعلمه، وهو عدم الابتعاد عن الواقعية في حساباتها؛ لأن تركيا تشهد الآن ولادة قوة عسكرية قادرة على حماية أراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية وأمنها ومصالحها. ويدعي الإعلامي الإسرائيلي إيال بيركوفيتش، بأن إسرائيل هزمت حماس في الربع النهائي في الركلات الترجيحية، ثم هزمت إيران في النصف النهائي، وأنها ستواجه تركيا في النهائي. وعلى القيادة التركية أن تجعل تركيا مستعدة لتلك المواجهة الحتمية على أكمل وجه، وأن تتجنب المغامرات، كي لا يتم إجهاض قوتها قبل الولادة.

x.com/ismail_yasa

الأربعاء، 18 يونيو 2025

حرب الأفاعي بين يهود قم وتل أبيب

حرب الأفاعي بين يهود قم وتل أبيب

كم كنا نأمل أن يتم كسر مشاريع الهلاك بأيدي أصحاب النعيم أهل السنة والجماعة لكن سبحان الحكيم في تقديره العظيم في اختياره لعبادة المؤمنين حيث قدر أن يهدم الباطل بعضه بعضا ومن هنا نحمد الله ان سلط يهود الغرب على يهود الشرق والله نسأل أن تكون العاقبة خيرا للمسلمين بالخلاص من بغي وظلم أصحاب الجحيم اليهود في اسرائيل الشرقية المحتلة لبلاد الأحواز والعراق والبلوش واليمن وإسرائيل الغربية المحتلة لفلسطين المقدسة من النهر الى البحر.


قتل اليهود في إسرائيل الغربية مئات الآلاف من المسلمين خلال العقود الثمانية الماضية وقتل الرافضة (يهود إيران) ملايين من أهل السنة في إيران والعراق والشام واليمن ومن كلا النظامين تم اهلاك جغرافيا البلاد العربية والإسلامية السنية وتمكين اقزام العقول والنفوس من عقول المجتمعات حتى أصبح الواقع قبول خيار من اثنين وكلاهما بلاء وجحيم


النصر ليهود تل أبيب المحتلين لبلاد فلسطين أو النصر ليهود أصفهان الذين يتبعون الدجال الخميني ودجال اخر الزمان والضحية بين الكارثتين هم جغرافيا الأمة العربية والإسلامية السنية خاصة في العراق والشام واليمن حيث تقع كوارث التمدد الجاهلي لمشاريع الثورة الرافضية الظلامية المجوسية المجرمة.


أصل الحكم حال الصراع اليهودي الشيعي لو أنه القضية تكمن في محبة ال البيت فقط لكان القرار هو تمني نصرة الشيعة وعموم فرق أهل القبلة على اليهود المجرمين ولكن واقع الأمة الان والصراعات السياسية المعاصرة تعيش الأمة بين جناحي الجاهلية الشيطانية المعاصرة فاشية يهود قم وطغيان يهود تل أبيب وهنا نقول ونسأل الله أن يهدم كيان البغي في طهران على رؤوس الكفر والفسق الرافضي المجوسي كما نسأله الحليم الكريم المنان أن يضرب الكيان الاسرائيلي المحتل لفلسطين ضربة تكسر رؤوس الكفر في تل ابيب وتكون العاقبة خيرا لشعوب المنطقة العربية والإسلامية عامة والاحواز والعراق والشام واليمن وفلسطين خاصة.


هل تدرك الدول العربية والإسلامية السنية أهمية التلاقي مع الشعوب السنية لتكوين النواة الصلبة للأمة الإسلامية السنية لتواجه كل جاهليات الأرض عامة وفاشية الاحتلال الإسرائيلي والرافضي الإيراني خاصة؟


هل نجد صمودا لغربان قم الذين صمدوا محاربين لأهل السنة عقودا طويلة أن نجد الاستسلام ليهود تل أبيب وكأن يهود طهران متخصصين في الإشراف على التوسع الصهيوني فوق جغرافيا البلاد العربية والإسلامية عامة والعراق والشام واليمن خاصة؟!


هل تنجح إيران في هدم إسرائيل الصهيونية في فلسطين المحتلة أم تعلن الحرب على الدول السنية العربية والإسلامية وكأن العرب السنة هم من ضربوا إيران وهذا بلاء العقل الرافضي المجوسي؟!


هل تدرك الدول العربية والإسلامية السنية حقيقة المشاريع الصهيونية والصليبية والصفوية المهددة للأمة العربية والإسلامية ام تبقى في دائرة الاستضعاف لكلا المشروعين الجاهليين الظالمين؟


مظاهر الهشاشة في النظام اليهودي الحاكم لطهران:

خلال دقائق من الغارة الإسرائيلية الظالمة على طهران كانت الخسائر رغم ظهور معالم الضربة قبل أن تبدأ هي:

_ مصرع رئيس الحرس الثوري الإيراني

– مصرع القائد العام للحرس الثوري الإيراني

– مصرع قائد قوات الفضاء الجوي الإيراني

– مصرع رئيس البرنامج النووي الإيراني

– مصرع رئيس الأركان العامة الإيرانية

– مصرع رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني

_ مصرع أي عالم نووي في إيران.


هل النمر الإيراني الصفوي متخصص في سفك دماء أهل السنة فقط ام أين القوة الموازية في ردع البغي الصهيوني؟

الخلاصة


هل أدركت الأمة الإسلامية عامة وشعوب الأرض خاصة مخاطر الضعف للأمة الإسلامية السنية التي هي أعظم ادوات الأمن على مستوى العالم لأنها تمثل الأمة الخيرية ومنبع العدل والانصاف والرحمة بالشعوب ولو كانوا مخالفين؟

لقد خسر العالم مرة حال علو يهود تل أبيب وألف مرة حال علو يهود قم المدنسة بشيطان القرن ولن تتوقف كوارث الأرض عامة والبلاد العربية والإسلامية السنية خاصة مالم يتم امتلاك ناصية القوة الموازية لطبيعة المواجهة مع اصحاب الجحيم اليهود والصهيونية العالمية والصليبية والصفوية الباطنية الخمينية المجرمة.

خلاصة الخلاصة
هل هي حرب الخلاص من إيران ام حرب اعلان إيران دولة نووية بكل وضوح؟!

  حوار وتناصح على مكتب أحمد الشرع

دردشة صباحية مع فنجان قهوة مر

مضر أبو الهيجاء

يا أخي الكريم السيد الرئيس أحمد الشرع، ما الذي يدعوك للتطبيع مع عدو ربك ودينك، ومع قاتل أهلك ومحتل أرضك؟

هل هانت عليك دماء إخوانك في مصر والعراق واليمن ولبنان وفلسطين وعموم الشام؟

قل لي بالله عليك:

هل خضعت لضغوط أمريكية ودولية لا تطيقها، أم هو شرط متفق عليه قبل خروجك من إدلب محررا لدمشق!

أم هي شهوة سياسية تطمع في سلطة أبدية، وتستعين بحبل من الله وحبل من الناس؟

وهل غاب عنك مآل الرئيس المصري محمد أنور السادات، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وما انتهيا إليه من هلاك معنوي وشخصي، وحرف لمسار الأمة واتلاف لمستقبل الناس؟

لقد رحل الرئيس المصري مقتولا على يد الجماعة الإسلامية بعد أن احتضنه جيمي كارتر في اتفاقية السلام بكامب ديفيد، ورحل الرئيس الفلسطيني مسموما بعد أن صافح إسحاق رابين وتبسم له كلينتون في واشنطن!

رحل الرجلان اغتيالا وسما، وذلك بعد أن أحدثا منعرجا آثما وشاذا في مسيرة الصراع العربي الإسلامي مع المشروع الصهيوني الغربي الذي يستهدف عموم المنطقة وشعوبها!

فلماذا يا أخي الكريم ترحل ملوثا بحلف مع أقذر بني البشر وأكثرهم حقدا على المسلمين وقتلا للعرب المسالمين؟

ألست مجاهدا وداعية؟ فأين يتجسد معنى الثبات، لاسيما أنك توليت أمر العامة، وصرت بين الناس مسطرة وقدوة؟

صحيح أنك انتقلت من القاعدة للنصرة ثم الهيئة، فهل تفكرت وهلا وقفت وتدبرت إلى أي خانة سينقلك التطبيع مع قاتل جدك ومغتصب أمك ومشرد أطفالك في سيناء والجولان ولبنان وغزة والقدس وجنين، وجميعها ديار شامية؟

وهل عرضت أمرك على أسيادك العلماء ومكتب الإفتاء؟ أم تجاوزته وجعلته صورة بلا طعم ولا لون ولا رائحة؟

هل قمت باستفتاء شعبك المضحي والثائر والصابر، والذي ستتجرع أجياله عذابات إسرائيلية.. من قتل وفقر وحروب جوع غزية؟

أم ستقوده بسياسة القطيع الأسدية بعد أن تحرر وفك قيد العبودية، ودفع ثمن خياراته من دماء أبنائه، طمعا في مستقبل عز لا ذل بين يدي أبناء القردة والخنازير يستبدلهم بفرعون الشام اللعين؟

ثم إذا انتفض شعبك المجاهد رافضا التطبيع مبديا رأيه بحرية فما هو موقفك العملي تجاهه؟ ولماذا لا تقرأه اليوم وهو واضح وراجح قبل أن يحدث؟

ألا ترى معي أن هناك أمرا غير طبيعي!

فكيف للسلفية الجهادية التي تقدمت الصفوف لتتجاوز التجارب العربية إشكاليات وضعف وخلل الحركات الاخوانية العجوز، ثم عرضت نفسها رائدة في الأمة بعد أن تخلصت من آثام وخزعبلات الصوفية، وبذلك السلاح استعلت على العلماء والمدارس والشيوخ معلنة نقاء التوحيد والانقياد والانضباط بملة إبراهيم عليه السلام!

فكيف لها -بعد كل هذا- أن تشرعن وتقع في الفاحشة السياسية، وتكون هي مجلبة العار الأولى في تاريخ الحركات الإسلامية، ومجلبة للعار في تاريخ الدعوة الإسلامية المعاصرة؟

ثم هلا بينت لنا ولشعبك وللعالم العربي والإسلامي -الذي يعاني برمته فقرا وجوعا وتشريدا وسجنا وجهلا وهلاكا منذ قرن بسبب المشروع الصهيوني الصليبي الغربي والأمريكي- ما هي المصالح الراجحة التي يمكن أن تتكئ عليها لتحليل هذا المنكر وكبيرة الكبائر؟

هل خفي عليك أنه بعد التطبيع الإسلامي السوري مع إسرائيل -لا سمح الله- لن يبقى في سورية والفرات حبة قمح، وسيجف الماء في حوران وستعطش درعا كغزة، وتباد الصناعات والأسواق المحلية، وتتلف المشاريع النيوليبرالية نسيج مجتمع دمشق وحلب وحمص وعموم سورية؟

قل لي بالله عليك:

ما هي الضمانات التي قدمها لك الكاهن ترامب وتزيد عن الضمانات التي قدمها كلينتون لياسر عرفات، علما بأن ياسر عرفات كان حاضرا في المشهد ومعه وإلى جانبه الكتلة الغربية الأوروبية والعربية؟

فاستمع لنصحي يا موحد يا عبد الله وكن مع الشرع يا أحمد الشرع، ولا تسمع لوسوسة الانس الرجيم، حتى لو كان شكله عربي واسمه أمير المؤمنين، فإن الحلال بين وإن الحرام بين، وقد كنت قبل وصولك لقصر دمشق تحاكم اخوانك بقسوة على المشتبهات! فاتق الله.

يا أحمد الشرع لا تكن أنت قابيل الحركات الإسلامية ومن يسن سنة فاحشة سيقتدي بها كل الخليج العربي والمغرب الشريف وبلاد الحرمين، ويكون وزرهم جميعا في رقبتك!

أيها السوريون رسالتي إليكم اليوم أقولها بوضوح:

إذا جاهدكم الحاكم على أن تشركوا بالله أو تقبلوا بالتطبيع مع المحتل، فلا تطيعوه، وقوموا بواجب النصح المسؤول، وحافظوا على دولتكم الجديدة، فهي ثمرة عظيمة، وإياكم ومعادلة الإحتراب الداخلي، فعدوكم الحقيقي هو عدو الله ورسوله.

اللهم احفظ بلاد الشام وسورية من عذابات التطبيع مع عدو وعدتنا بقرب زواله، ومدحتنا بوصف الطائفة المنصورة الذين يقاتلون على أمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم، فاجعل يارب عبدك التائه أحمد الشرع من هؤلاء، ولا تكله لنفسه أو للأنظمة العربية فيهلك ويهلكنا جميعا معه.

#أنقذوا_سورية_وشعبها_الكريم

#لا_للتطبيع_مع_إسرائيل

مضر أبو الهيجاء جنين/فلسطين 12/6/2025