الخميس، 27 أكتوبر 2016

محسوب والتدليس فى التاريخ وتشويه الوعى


محسوب والتدليس فى التاريخ وتشويه الوعى

الأستاذ ممدوح إسماعيل 
كتب دمحسوب مقاله عن الحركة الوطنية وقد وعدت بالرد عليه ولكن دمحمد عباس ألقى قنبلته النووية على المقال بمقاله محسوب والوعى المسلوب ووفاء بوعدى بحثت عن طوبة لم يتركها دمحمد عباس فى مقاله فوجدت فى زواية تلك الطوبة وهى مايتعلق باتحاد كلا من
الإسلامية (المحافظون) واليسارية والليبرالية فى 4 مواقف
وقد إعتمد محسوب فى مقاله على نقطتين
الاولى الوطنية بمعنى الانتماء للارض وسمو الارض على كل الافكار وأنها الجامع لهم
ثانيا أن الاسلام جزء فكرى من الحياة المصرية التى تضم اجزاء اخرى يسارية وليبرالية والانتماء للارض يجمع تلك الافكار وتنصهر لخدمة الارض الوطن
وهو ترديد لما عمل عليه الانجليز فى إحتلالهم لمصر من إبدال العقيدة الاسلامية بالعقيدة الوطنية راجع كتاب دمحمد محمد حسين الاتجاهات الوطنية فى الادب المعاصر جزئين
أما الاربعة مواقف التى كتب أن الاتجاه الاسلامى واليسارى والليبرالى اتحد فيهم فهى كما قال
-1 (الحركة الدستورية الأولى التي أنجزت أول دستور مصري في فبراير 1882 ولم يوقفها سوى احتلال غاشم بدعم القوى الإقليمية والرجعية).
وتعليقى على هذه النقطة أنها كلها تدليس وتضليل تاريخى من المعلوم دستور 1882 وضعه شريف باشا بإشراف ومتابعة من الخديو توفيق لمحاولة إحتواء مطالب احمد عرابى وشربف باشا متأثر بالثقافة الفرنسية فهو متزوج من ابنة سليمان باشا الفرنساوى مؤسس الجيش المصرى فى حكم اسرة محمد على ودرس فى فرنسا 5سنوات فوضع دستور معظم مواده عن مجلس النواب اقتبسه من فرنسا مع وضع السلطة المطلقة للخديوى توفيق الموالى للغرب
والذى اتهمه الشيوخ الممثلين بإصطلاح محسوب الاسلامية المحافظة اتهموه بالكفر وطالبوا بعزله وهم الشيخ عليش والعدوى والحلفاوى ونقيب الاشراف الشيخ البكرى
فأين التوافق والحركة الدستورية وانجازها فى دستور 82ماهو الارغبة خديوية من خديو كافر كمافال التيار الاسلامى المحافظ وقتها المتشدد فى عرف دمحسوب
النقطة الثانية التى ذكرها للتوافق
-2(ثورة 19 والتي أسست لدستور 1923 ولم يقيد من آثارها إلا تفكك تحالف تلك التيارات سريعا.)
وأتعجب ودمحسوب استاذ قانون كيف يقع فى الخطأ الفادح بتسمية مظاهرات19 ثورة كما يريد الوفديين تزييفا للتاربخ فالثورة هى تغيير راديكالى الثورة في اللغة تعني الهيجان والوثوب والسطوع اما الاصطلاح اللاتيني Revolution المقابل للكلمة ثورة باللغة العربية( فهو تعبير فلكي الاصل شاع استعماله بعد ان اطلقه العالم كوبر تيكوس 1473-1543 على الحركة الدائرة المنتظمة والمشروعة لنجوم حول الشمس) ولما كانت هذه الحركة لاتخضع لسيطرة الانسان ولتحكمه فقد تضمنت الثورة معنى الحتمية اي انه فوق مقدور الشر مقاومتها لقد استعمل هذا الاصطلح للدلالة على التغيرات المفاجئة والعميقة التي تحدث في النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقد كانوا قبل ذلك يستعملو ن تعبيرات اخرى مثل التمرد والعصيان والفتنة وغيرها.
تعريف الثورة: وهي التغيير المفاجئ السريع بعيد الاثر في الكيان الاجتماعي لتحطيم استمرار الاحوال القائمة في المجتمع وذلك بأعادة تنظيم وبناء النظام الاجتماعي بناءً جذرياً.
الشاهد أن مظاهرات 1919 كانت فبها مطالب للتحرر من سلطة الاحتلال لكنها ام ترتقى لتصبغ بلفظ ثورة اما عن التوافق المزعوم فقد كانت الريادة للتيار الليبرالى الوفدى
صحيح شارك الازهر لكن تم استخدام عاطفة التحرر وشكله الدينى بدليل ان دستور 23 الذى كتبت انه من نتائج ثورة 19 كان دستورا علمانيا بكل وضوح حتى وان وضع م 143ان الاسلام دين الدولة فهى تجسيد للعلمانية وليس لهيمنة الشريعة وهو مايؤكده بنود الدستور الذى رسخ من سلطة الملك المستبدة وان كان فيه مواد عن الحريات
لكن الملك هو الذى وضع اسماء لجنة الثلاثين التى وضعت الدستور أى انهم ليسوا ممثلين من الشعب وبإارادة الملك وحده فوضع للدستور شخصيات من الليبراليين العلمانيين والنصارى واليهود ولم بشارك فيها الاشيخ واحد لزوم الشكل
هل هذا هو التوافق بين الحركة الوطنية كما تقول ؟
وقد رفض المشاركة فيها حزب الوفد حتى أطلق عليها سعد الليبرالى لجنة الاشقياء؟ والحزب الوطنى حزب مصطفى كامل رفضها ولم يتعرض الدستور للقوانين الوضعية الاجنبية ولا المحاكم المختلطة التى تمثل عدوان على السيادة بكل مفهوم
فأين التوافق والعجيب انك تقول أنها تفككت وهى لم تكن متفقة أصلا
النقطةالثالثة وقد قفزت على خمسن عام مرة واحدة متعلقة ب6اكتوبر 73
-3( انتصار 6 أكتوبر 1973 والتي جاء نتيجة لتجاوز خصومات الستينات التي اختلقتها الدكتاتورية بين التيارات الثلاثة لتحفظ سطوتها، غير إن تبديد نتائج النصر جاء بسبب عودة التيارات الثلاثة للتشرذم وترك إدارة نتائج النصر لسلطة دكتاتورية.)
للمرة الثالثة تمارس تدليس سريع للمعلومات وخلط فى نغمة عاطفية تتجاوز الحقائق المعلوم ان ماحدث فى 73 سبقه هزيمة انقلاب مراكز القوى الناصريين واليساريين ثم لايغفل الضغط الشعبى والنفسى بعد عار67
فعمل السادات على استخدام التيار الاسلامى كمحفزدينى معنوى ودفع به الى الجبهة لتفعيل الروح المعنوية حتى سميت خطة العبور المآذن العالية ولم تسمى العيش بكرامة ولا حرية الكلمة للتوحد مع الحركةالوطنية التى تدعيها
وكان هتاف الجنود فى العبور الله أكبر ولم يكن جيفارا اكبر
ولاسارتر اكبر حتى لو بالتناوب والتيارات الثلاثة لم تتحد ولم تتجاوز خصومتها انما الموقف فرض على الاسلام ان يتقدم كمرجع لامفر منه للنصر وان يتأخر اليسار والليبرالية وصحيح ادارة المعركة كانت بيد ديكتاتور السادات
ولكنهم بعد عودة المنابر وفتح شباك الحياة السياسية ظهروا على وجههم وخصومتهم التى لامفر منها
النقطة الرابعة ذكرت الآتى
4- (وأخيرا ثورة 25 يناير 2011 التي حملها تحالف هذه التيارات متشابك الأيدي من حركة كفاية ثم الحمعية الوطنية للتغيير ثم ميدان التحرير )
بلاشك كانت 25يناير ثورة لكن حرام عليك وانت استاذ تدرس العلم أن تتجاوز الحقائق كى تصل لماتريد أنت
من المعلوم فى علم الاجتماع ان الثورات هى تراكم مظلومية اجتماعية وسياسية واقتصادية وهى مخزون متراكم من حالات الرفض والسعى للتغيير
فلايعقل أن حركة كفاية التى انسحب معظم من كانوا فيها لغلبة اليسار عليها ولا الجمعية الوطنية التى تشكلت من اصحاب الياقات البيضاء هم من ثم ميدان التحرير حرام والله حرام
وتقفز على تاريخ طويل من التضحيات قدمه الاسلاميون من عام 81 من الاخوان والجماعات الاسلامية وحزب العمل وجريدة الشعب الذين قدموا ارواحهم وحرياتهم واموالهم فى معارضة مبارك وعبدوا الطريق بتضحياتهم للوصول لنقطة 25يناير عبر مئات الآلاف من المعتقلين بينما كان اليسار مرتمى فى حضن مبارك وله حزب وصحف ومناصب والليبرالية كانت تلعق حذاء مبارك لتصل الى كفاية والجمعية الوطنية بكل بساطة حرام يارجل
وحتى لاأدخل فى تفاصيل كثيرة لايسعها المقام
بلاشك فى نقطة 25يناير شارك الشعب كله وغالبية من شاركوا من الشعب لايعرفوا تصنيفك عن الحركةالوطنية وشاركت كل الافكار ولكن انت تعلم أن الغالبية كانت للاسلاميين ولولاهم فى يوم 28يناير وموقعة الجمل ماكانت ثورة 25يناير
والا دلنى اين كان اليسار والليبراليين فى موقعة الجمل
الشاهد أنه رغم الغالبية الاسلامية فرض عليهم وأكرر فرض عليه مأن لايرفعوا شعارا اسلاميا وسكتوا وقبلوا شعار عيش حرية عدالة اجتماعية
للتوافق من أجل الثورة
ثم أنت تمر على فضيحة اليسار والليبراليةعندما قالت الحرية فى الصناديق نعم للاسلاميين رفضوا واعلنوها حرب وتحالفوا مع الشيطان
لأن الاسلام عندهم لايمكن أن يكون فى الحكم
أويشارك فى الحكم أو أن يكون له قرار سياسى
ويبقى أخى دمحسوب لاتجعل أى فكرة تغلب على الحق والحقائق لمجرد أنه أعجبتك فتفصل لها ملابس ولاتقلد العلمانيين واليساريين والناصريين والليبراليين فى قفزهم على الحقائق ومحاولتهم تهميش الاسلام كمنهج حياة وشريعةتحكم
أنا مع التعايش المشترك فى الوطن الواحد لكن عبر أسس واضحة يعرف فيها كل طرف حقيقته وقيمته بعيدا عن التزييف
وعبر تقدير حقيقى لارادة الشعب المصرى الذى يتمسك بإسلامه رغم كل العواصف والتشويه
وأخيرا بعد ما فندت نقاطك الاربعة وضح لك وللجميع أنه لايوجد اتفاق بين مختلفى الافكار إنما من يملك قوة يحكم ويفرض مايريد
وتلك سنن الله فى الحياة أن الاقوى يحكم ويفرض مايريده
وإن كان من عجز وضعف عند المظلوم صاحب الحق فعليه أن يسعى بالحق لقوة تعيد حقه ولايمكن أن تستغل حالة الضعف للتنازل عن الاسلام فإن التمسك بالاسلام هو الطريق الصحيح لعودة الحق
وأرجو أن يسامحنى دمحمد عباس أن كتبت بعدما كتب فقد وجدت تلك الطوبة مركونة بعد مقاله محسوب .. والوعي المسلوب



مقال الدكتور محمد عباس

محسوب .. والوعي المسلوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق