السبت، 3 أكتوبر 2015

أردوغان: نأسف للغارات الروسية.. ولا تطبيع مع السيسي


أردوغان: نأسف للغارات الروسية.. ولا تطبيع مع السيسي




كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيعيد طرح فكرة إنشاء منطقة آمنة داخلسوريا خلال مباحثات له قريبا مع مسؤولين أوروبيين وأميركيين وعدد من القادة العرب.

وأكد أردوغان في حلقة (2/10/2015) من برنامج "لقاء خاص" أنه سيتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن مقتل مدنيين سوريين في الغارات التي شنتها طائرات روسية على سوريا، وقال "سنطلب منه -باعتبارنا دولتين صديقتين- إعادة النظر في الخطوات التي اتخذها والإجراءات التي قام بها".

وتحدث الرئيس التركي خلال الحلقة عن الأزمة في سوريا، والعلاقات التركية الإسرائيلية وموقف بلاده من الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، كما تناول العلاقات مع مصر، والحرب ضد حزب العمال الكردستاني.

مصير الأسد

وردا على سؤال بشأن رؤية أنقرة لوضع الرئيس السوري بشار الأسد من حيث البقاء أو الرحيل عن السلطة، قال أردوغان "اجتمعت مع بوتين مؤخرا، وفي محادثاتنا عرضت عليه تشكيل مجموعة ثلاثية من روسيا وتركيا والولايات المتحدة لتأسيس السلام في سوريا، لكن تأسيس السلام مع وجود الأسد غير ممكن، وبوتين يعارض إزالته من الحكم، فقلت له إنه لا يمكن له أن ينشئ مستقبلا مع شخص قتل نحو 350 ألف إنسان".

واعتبر أن إعادة إنشاء سوريا يتطلب نظاما سوريا تكون الإرادة الشعبية متنفذة فيه، لكن بوتين يقول إن تنظيم الدولة الإسلامية سيحل محل الأسد إذا رحل، "وأقول له إن الشعب السوري أقوى من داعش بكثير".

ويرى أردوغان أن هناك دولا أوروبية لها وجهة النظر التركية نفسها، "وبالنظر للاجتماعات التي تحدث في اللجنة العامة للأمم المتحدة فإن فرنسا وبريطانيا لديهما النظرة نفسها، وكذلك السعودية والأردن وقطر لديها الفكرة نفسها". واعتبر أن السياسات القطرية التركية المتقاربة سبب قوي في استمرار نجاح المسيرة حتى الآن.

المنطقة الآمنة
وبشأن المقترح التركي الخاص بإنشاء منطقة آمنة شمال سوريا، قال إن الولايات المتحدة حتى الآن غير راغبة في إنشاء هذه المنطقة، لكن تصريحات الرئيس الفرنسيفرانسوا هولاند جاءت لتؤيد تأسيس منطقة "خالية من الإرهاب"، وعرضنا أن يكون عمقها تسعين كيلومترا.

واعتبر أردوغان أن تصريح هولاند جلب الأنظار مرة أخرى للموضوع، فمثل هذه المنطقة ليست مهمة للاجئين في تركيا فقط، بل للاجئين في أماكن أخرى أيضا، "وأنا مؤمن بأن إنشاء مساكن للاجئين في مثل هذه المنطقة مهم للدول الغربية كذلك، ويمكن إنجازه بالتعاون والتخطيط معها".

لكنه لفت إلى أن التطورات التي وقعت بالتدخل العسكري الروسي في سوريا عقدت الموضوع وأدخلته مرحلة صعبة، مشددا على استمرار تركيا في "دبلوماسية الهاتف" مع الأصدقاء الغربيين، وقال "سأذهب للاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع لأشرح لهم موقفنا بشكل مفصل، وسأتحدث للرئيس الأميركي أوباما حول الموضوع نفسه مرة أخرى، وكذلك مع المسؤولين السعوديين وللشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر".

وتابع الرئيس التركي "سننظم هنا اجتماعا لدول مجموعة العشرين في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسنهتم بجعل الموضوع السوري والعراقي على أجندة المباحثات بشكل خاص".

أزمة اللاجئين
وردا على سؤال حول الاتهامات التي توجه إلى تركيا بأنها مسؤولة عن أزمة اللاجئين إلى أوروبا، قال أردوغان: أوروبا حتى يومنا هذا لم تؤد واجباتها التي يتوجب عليها القيام بها، وأعتقد أنها بدأت في إدراك بعض الأمور بعد غرق النساء والأطفال"، وقال إن إدراك أوروبا لما يحدث في سوريا يعد تطورا إيجابيا.

وأضاف "يتحدثون عن حقوق الإنسان، لكن عندما يأتي الموضوع للتطبيق لا يطبقون شيئا، أوروبا لم تلتفت للأزمة ولا للواجب الملقى عليها إلا عندما شاهدت صورة لجثمان طفل ملقى على شاطئ البحر".

وأوضح أن تركيا قامت بإنقاذ ستين ألف إنسان منذ بداية العام وحتى شهر سبتمبر/أيلول الماضي، "هذه هي منجزاتنا وهكذا سنستمر في العمل. أبوابنا مفتوحة وستبقى مفتوحة وسنرعى القادمين من اللاجئين اجتماعيا وتعليميا وصحيا".

إسرائيل والأقصى

وبشأن العلاقات التركية الإسرائيلية في ظل الانتهاكات التي ترتكبها الأخيرة في المسجد الأقصى، قال الرئيس التركي: محاولات إسرائيل في المسجد الأقصى هذه المرة أكثر خباثة وغدرا.

واعتبر أردوغان أن الكفاح الدائر حول الأقصى لا يخص المسلمين فقط، ولكن أيضا المسيحيين، وقال إن على إسرائيل أن تدرك أن ما تقوم به هو جريمة في حقوق الإنسان تضاف لمئات الجرائم التي قامت بها ضد الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن ما يحدث في الأقصى جريمة بحق كل العالم الإسلامي، وليس قضية فلسطينية فقط، ولهذا فإن على إسرائيل أن تقيَّم الموضوع بشكل مختلف تماما "فهي تلعب بالنار وستدفع ثمن ما تقوم به في أماكن أخرى وبشكل أخر، لأن الناس سيصبرون لحد معين وبعدها لن يصبروا".

وبشأن اتصالات أنقرة في هذا الشأن، قال "اتصلت بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ورأيت أنه مهتم بالموضوع، وكذلك ملك الأردن وأمير قطر، واتفقنا على القيام بكل ما يمكن القيام به في هذا الموضوع".

تركيا ومصر
وفي شأن العلاقات مع مصر، أكد أردوغان أنه "طالما بقيت في منصبي فإني لا أفكر في الدخول في مسيرة تطبيع مع النظام الانقلابي في مصر"، ما لم يرفع الظلم الممارس على الرئيس المعزول محمد مرسي وأصدقائه.

واعتبر الرئيس التركي أن هذا الموقف من مقتضيات منصبه كرئيس جمهورية لدولة ديمقراطية منتخب بأصوات الشعب، "والديمقراطية لا تعترف بالانقلاب والطرق الانقلابية، أما مصر فيحكمها انقلابي انقلب على رئيس الجمهورية الذي انتخب بحصوله على 52% من أصوات شعبه".

وبخصوص أحكام الإعدام الصادرة في مصر بحق معارضي الانقلاب، قال "هناك قرابة ألفي محكوم عليهم بالإعدام في مصر، والغرب يقول إنه يعارض الإعدام، واسأل الغرب: لماذا تلتزمون الصمت حول مصر التي على وشك أن تنفذ أحكام إعدامها؟".

وقال إن الغرب أحجم ويحجم عن عمل ما يجب عمله، فالولايات المتحدة لم تفعل ما يجب أن تفعله، وكان يتوجب عليها ألا تسمح بحدوث مثل هذه الأمور، وكان عليها أن تبدي موقفا واضحا مما يحدث في مصر.

وختم قائلا "لا مشكلة بيننا وبين شعب مصر، فالشعب المصري شقيقنا، والمشكلة بيننا وبين النظام الحاكم، لا اعتراض لدي على المباحثات المنخفضة المستوى بين البلدين، لكني أعارض تماما تطبيعا على مستوى رئيسي الجمهورية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق