الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

للشهيد الجنّة.. وللغاصب السكّين!

للشهيد الجنّة.. وللغاصب السكّين!


د.أحمد بن راشد بن سعيد


واهم من يظن أن الأمة تموت. مخطئ من يظن أن الشعب الفلسطيني يغضي على الضيم.
جاهل من يعتقد أن ما سُمِّي بثورات الربيع العربي لفظت أنفاسها بعد أن أجهضت روحها الثورات المضادة.
هنا أمة لا تنسى ثأرها، بيد أنها قد «تهدأ كي تستجنّ الحمم» بحسب الشاعر الفلسطيني العظيم يوسف الخطيب. 
كان الليل كالحاً، وزاده سواداً بدء دولة المافيا الروسية عدواناً إرهابياً على الشعب السوري مدفوعاً بشريعة الغاب، وعربدة صهيونية غير مسبوقة في وقاحتها ودمويتها على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى. 
وفي لحظة واحدة، تبدد الوهم، وتهاوت العنكبوت. في الجزء الشرقي من القدس المحتلة (وهو التعبير الصحيح البديل عن «القدس الشرقية المحتلة») إنسان عربي يتشبث بالحياة والمقدسات والكرامة. لا قهر الاحتلال ينال من عزيمته، ولا طول القهر يفتّ في عضده. منذ احتلال هذا الجزء عام 1967، والكيان الصهيوني ينفّذ خططاً ليس لابتلاعها فحسب، بل لكسر إرادة أهلها، وإثقالهم بالتكاليف الباهظة للصمود فيها، أو «استفزازاهم من الأرض» بحسب الاستعارة القرآنية. لكن الإنسان لا تخضعه الدراسات، ولا يُدار بأجهزة التحكم.
الفلسطيني ليس طارئاً على الأرض، ومشاريع «الاحتواء» لا تنسيه أنه متجذر فيها، وقد علّمته سنون النكبة أن خروجه من بيته كالخروج من جلده، ليس إلا مسخاً وسلخاً. 
شهدنا بأم أعيننا صمود الآلاف من المقدسيين، وإصرارهم على الانزراع في مدينتهم، حتى بعد أن هدم الصهيوني بيوتهم، أو سلبها منهم بالقوة.
شهدنا كيف يسكنون في خيام بجانب بيوتهم المدمرة، فيأتي الصهيوني ليقوّضها، فيبنون خيمة بدل الخيمة، وكأنهم يتمثلون بقول توفيق زيّاد: كأننا عشرون مستحيلْ، في اللدِّ والرملة والجليلْ، يا جذرَنا الحيَّ تشبّثْ، واضربي في القاع يا أصولْ!
ظن الصهيوني أن ابتلاع القدس مَهَمَّة تكللت بالنجاح، وأنها باتت نائية عن الضفة الغربية وقطاع غزة. ظن أن سرقة هذه المدينة التي تهفو إليها قلوب مئات الملايين من المسلمين أمر غير قابل للإلغاء، وكان لديه بعض الحق، فالجزء الغربي من المدينة سقط في يده عام 1948، والجزء الشرقي سقط بسهولة في عام 1967. لكن ترويض شرقي القدس لم يكن سهلاً، واستغرق عقوداً، «أسرل» فيها اللص الأسماء، و «هوّد» الأماكن، وحاول إنتاج رواية ملفّقة للتاريخ. تقلصت القدس التي اغتصبها الصهيوني من المدينة المعروفة تاريخياً إلى «القدس الشرقية»، ثم «أورشليم القدس»، ثم «القدس المختلطة» التي تتمدد في أحيائها العربية شبكة من «المستوطنات»، وتطوقها شبكة أخرى من خارج المدينة، ليصبح اليهود، في نهاية المطاف، أغلبية، بينما يتضاءل عدد العرب بفعل الطرد أو القتل أو هدم المنازل أو الخنق بالأسلاك الشائكة والحواجز الأسمنتية.
ورافقت جهود الأسرلة المحمومة خطة صدّقت عليها حكومة الاحتلال في 29 حزيران (يونيو) 2014 تنظر إلى الأحياء الشرقية في القدس بوصفها مناطق فقيرة، لا مناطق محتلة، وترصد موازنة قدرها 25 مليون دولار لتحسين ظروفها المعيشية وتطوير بنيتها التحتية.
كما تعمل الخطة على إغراء الشباب المقدسي بالارتباط بالمؤسسات الإسرائيلية، وتشجعهم على الالتحاق بالجامعات الإسرائيلية، الأمر الذي يأمل من خلاله مهندسو الخطة في تحقيق رفاه اقتصادي ينأى بالشباب عن التطلع إلى الحرية والتحرر.
 طالما حاول الاحتلال «ترويض» المواطن المقدسي الصامد بإغرائه بامتيازات شتى كالجنسية الإسرائيلية، ومشروع «الخدمة المدنية» الذي يُسوَّق بوصفه عملاً تطوعياً لخدمة المجتمع، وهو انخراط في مؤسسات تابعة لبلدية الاحتلال مقابل راتب شهري قدره 300 دولار.
كل هذه الجهود تنتهي لحظةَ ينتفض فتى من أجل المسجد الأقصى، أو يغضب من إهانته عند حاجز تفتيش. لا شيء يمنع فيضان المكبوت والمقهور. لا قبة حديدية تستطيع منع «مفك» قرر مواطن غرسه في ظهر مستوطن، ولا طائرة أباتشي تستطيع تدمير «منصّة» للسكاكين، ولا استخبارات قادرة على التنبؤ باللحظة التي ينطلق فيها سائق فلسطيني ليطأ جسد غاصب أتى من بروكلن في نيويورك ليهدم بيته ويقتلع زيتونه.
لا يمكن للسياسات التي صُمّمت لإعادة تشكيل المسلوب والمقموع أن تحتال على وعيه النضالي، وتنسيه رائحة الأرض وزهر البرتقال.
هنا يستل الفلسطيني سكينه ليعيد تذكير اللص بحقيقته، ويعيد كتابة الرواية من جديد.
هنا يقف الضحية أمام جلاده ندّاً لند محقّقاً توازن القوى الذي لم تستطع الجيوش تحقيقه.
هنا تتهاوى الصورة أمام الحقيقة، ويتفوق صاحب الأرض على سارقها بقيَمه الأخلاقية. السكين تقذف بالحق على الباطل فتدمغه، فإذا هو زاهق. السكين تعيد القضية إلى المربع الأول.
كأني أستمع الآن إلى محمود درويش هاتفاً:
أيها المارّون بين الكلمات العابرة
منكمُ السيفُ ومنّا دمُنا
منكمُ الفولاذُ والنارُ ومنّا لحمُنا
منكمو دبابةٌ أخرى ومنّا حجرُ
منكمو قنبلةُ الغاز ومنّا مطرُ
عبثاً تحاول «إسرائيل» أن تحافظ على «أمنها» من خلال تدجين أهل القدس الذين لا يساومون ألبتة على مدينتهم، ولا على حريتهم.
ربما لا يدرك العالم كله أن المقدسي يعتقد أنه مؤتمن من الله ليحمي المسجد الأقصى حتى لحظة التحرير. الخرافة لا تصمد أمام الإيمان وإن كانت مدججة بأنواع الأسلحة.
الصمود حتمٌ لا خيار. للشهيد الجنة، وللغاصب السكين.. والحجر.

• @LoveLiberty

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تحية طيبة وبعد ,,,,

    يسعدنا بداية أن نهديكم أصالة عن أنفسنا، ونيابة عن جامعة المدينة العالمية [MEDIU] أرق التحية وأطيب الأمنيات لكم بدوام التقدم والإزدهار، مقرونة بصادق الدعوات لكم بالمزيد من التوفيق والتطور والنماء.

    جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا:

    "جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا" هي إحدى الجامعات الرائدة في دولة ماليزيا، والتي امتازت بالتفوق والتميز في مجالات التقنية والتعليم العالي، و "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" هي جامعة متعددة الثقافات والمجالات الدراسية ويقع مقرها الإداري الرئيسى في مدينة شاه علم بماليزيا ، وإليكم تاريخ موجز:
    1. تأسست "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" مطلع عام 2004م بالمدينة المنورة.
    2. في تاريخ 19/يوليو/ 2006م حصلت الجامعة على دعوة من وزارة التعليم العالي الماليزية لإنشاء مركز الجامعة بدولة ماليزيا .
    3. بتاريخ 20/يوليو/2007م، حصلت الجامعة على الترخيص الكامل من وزارة التعليم العالي الماليزية لتكون أول جامعة عالمية ماليزية تنتهج منهجي التعليم - نظام التعليم المباشر في المقر الجامعي بماليزيا - نظام التعليم عن بعد (عبر التعليم الالكتروني) وتستهدف الطلاب من شتى أنحاء العالم.
    4. في مطلع شهر فبراير من العام 2008م بدأت الجامعة أعمال التشغيل الكامل وإستقبال الطلاب .
    5. إلتحق بالجامعة إلى مطلع العام 2009م زهاء [1500] طالب وطالبة من دول مختلفة، في حين زاد عدد طلبات الإلتحاق المقدمة إلى الجامعة عن [3000] طلب إلتحاق.
    6. اوائل /2009 م. طرحت الجامعة اكثر من (24)برنامجا أكاديميا معتمدا من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي ووزارة التعليم العالي الماليزية في كلياتها, واكثر من (34) دورة معتمدة في اللغتين العربية والإنجليزية بمركز اللغات .
    7. أوائل 2009 م. تنوعت مستويات البرامج الدراسية في الجامعة لتشمل إيجاد مراحل : المستوى التمهيدي للمرحلة ماقبل الجامعية , الدبلوم , درجة البكالوريوس ، الدراسات العليا , دورات التأهيل اللغوي .
    8. أواسط 2009 م. بلغ عدد الطلبة الذين تم تسجيلهم في الجامعة اكثر من (4701) طالب وطالبة من اكثر من ( 40 ) جنسية حول العالم .
    9. الربع الثالث لسنة 2009 م. اجتازت جامعة المدينة العالمية [MEDIU] بنجاح التفتيش المؤسسي الذي عقدته وزارة التعليم العالي الماليزية للتأكد من الجودة الأكاديمية والإدارية للجامعة .
    10. نهاية عام 2009 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الوارده الى الجامعه عن ( 6508 ) طلب من اكثر من (60) دولة حول العالم , فيما زاد عدد الطلبة المسجلين في الجامعة عن ( 2482 ) .
    11. نهاية عام 2009 م. انتهت الجامعة من تقديم (10) برامج دراسية جديدة لإعتمادها من قبل هيئة الإعتماد الماليزي في مراحل الدراسات العليا .
    12. نهاية عام 2009 م. بدأت جامعة المدينة العالمية الاجراءات التأسيسية للبدء بالتعليم الجامعي المباشر في تخصصات علمية وتطبيقية جديدة شملت علوم الحاسب الآلي , والعلوم المالية والإدارية , والهندسة والتي تعتزم أن يتم البدء بها منتصف العام 2010 م .
    13. أوائل عام 2010 م. زاد عدد الطلبة المنتسبين في الجامعة الى (3057 ) طالب من مختلف دول العالم , من بداية موسم 2010 .
    14. نهاية عام 2010 م. بلغ عدد طلبات الإلتحاق الواردة الى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (511) بلغ عدد المسجلين أكثر من (154) طالباً .
    15. أوائل عام 2011 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الواردة إلى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (2312) وبلغ عدد المسجلين أكثر من (362) .
    16. أوائل عام2011 م. إدراج برامج جامعة المدينة العالمية الحاصلة على الإعتماد الأكاديمي الكامل لأربعة برامج دراسات عليا في كلية العلوم الاسلامية ضمن قائمة المؤهلات المعترف بها من قبل هيئة الخدمة المدنية بماليزيا .
    17. نهاية عام 2011 م. تم تخريج الدفعه الأولى من طلبة جامعة المدينة العالمية في مرحلة برامج الماجستير والبكالوريوس وعددهم (84) طالبا وطالبة لدرجة البكالوريوس, و(27) طالبا وطلبة لدرجة الماجستير .

    ردحذف