الخميس، 15 أكتوبر 2015

لا داعي للكوفية يا أخوة القرموطي


لا داعي للكوفية يا أخوة القرموطي



آيات عرابي


لم استغرب وأنا اشاهد المسخة الشهير بالقرموطي وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية ويمسك بالنبلة, ولن استغرب إن شاهدته يرتدي زي بيضة مسلوقة يوم شم النسيم, فأنا اتوقع كل شيىء من إعلام ساقط يديره راسب الاعدادية مدمن الترامادول عباس, الا أن ما لفت انتباهي في المشهد هو محاولة التماهي مع الانتفاضة واصطناع الإخلاص للقضية الفلسطينية من جانب, بينما يتم اطلاق أمثال ابراهيم عيسى للنباح على المرابطين الفلسطينيين واتهامهم بانعدام الرؤية والسخرية من عمليات الطعن بقوله (سكاكين المطبخ لن تحرر فلسطين).
وبغض النظر عن أنه يمثل عصابة العسكر التي لا يتورع أي منهم عن تسليم عرض زوجته للعدو وبغض النظر عن ان جيشه الذي يدافع عنه قد تلقى هزائم مذلة في أربعة حروب متتالية ولم يحرر لا فلسطين ولا سيناء ولا حتى كارفور, وبغض النظر عن أن ما يتغنى به أمثاله من نصر مزعوم على العدو, انتهى بوصول العدو إلى مشارف القاهرة والتقاط جولدا مائير للصور حول السويس وبثمانية آلاف أسير مصري.
بغض النظر عن كل هذا, فما لاحظته هو أن هناك توزيعا للأدوار كالعادة, وانتقال سريع من حالة الشيطنة إلى حالة الوعظ والوسوسة الشيطانية, على طريقة (اضرب ولاقي).
فالمذيع المسخرة المتحدث بإسم الانقلاب المسخرة, يظهر في مشهد كوميدي مرتديا الكوفية وممسكا بالنبلة, بينما يسدي الفاجر ابراهيم عيسى النصح للفلسطينيين حول الطريقة المثلى لتحرير فلسطين متكلما بلهجة الحكيم العالم ببواطن الأمور, ساخرا من انتفاضة السكاكين (التي ادخلت العدو في جحوره بالمناسبة واعجزت آلته العسكرية عن مواجتها), بل ويتعاطف بوقاحة لم يسبقه إليها إلا جنرال النسانيس, وقائد انقلاب القرود في مصر.
يمكنك ملاحظة الحالة نفسها في الأردن, فملك الأردن خرج بتصريح عما اسماه بالاستفزاز الاسرائيلي على طريقة (ما تستفزوناش يا وحشين والا هنقطع العلاقات) ثم عاد ليكمل نومه, بينما خرجت قطعان من دعاة المخابرات تسفه من انتفاضة السكاكين بل ووصف احدهم المرابطين الفلسطينيين بالخوارج.
تلك الحالة من محاولة التأثير على الانتفاضة بوجوه مستهلكة ودعاة اطلقتهم اجهزة المخابرات, تخبرك بمدى العجز الذي وصل إليه الصبية الوكلاء فيما يسمى بدول الطوق, فلم يعد بإمكانهم حتى عرض تهدئة, فلم يجدوا وسيلة لإرضاء سيدهم الصهيوني سوى محاولة فرملة الانتفاضة عن طريق تكتيكات مضحكة بائسة مثل تلك.
اللطيف في الأمر, أنه على الجانب الآخر تنشط قطعان من براغيث العمل السياسي في موسم الكوفية, ربما تجني لنفسها بعض الاحترام المفقود, فتجد عاهات العمل السياسي والإعلامي وصحفيي بير السلم يرتدون الكوفيات ويباركون كفاح الشعب الفلسطيني, مع القليل من توابل الخمسينات التي لم تعد تطرب أحدا كصورة للمقبور عبد الناصر أو مقطع من خطاب احدى خطابات الاراجوز السادات, أو ما إلى ذلك من المواد التي لم تعد تقنع إلا الأغنام.
بالنسبة لي أرى هؤلاء اخوة للقرموطي, لا يقلون عنه فكاهة وإثارة للشفقة, فلا اجد فارقاً بين مغفل ناصري يعتقد أن العميل عبد الناصر الذي سلم القدس وغزة وسيناء للعدو قائدا, وبين المسخة جابر القرموطي.
كلاهما قادم من مستنقعات الجهل الإعلامي, يعتقد أن العميل عبد الناصر صديق يجال الون وضباط الموساد زعيما كان يعادي الكيان الصهيوني, وكلاهما جاهل لا يعلم أو يتغافل عن أن المجرم عبد الناصر كان يوصي الملك حسين بقتل الفلسطينيين بينما يدين هذا علناً كما كشف المؤرخ الكبير د. محمد الجوادي.
كلاهما مغفل ينظر إلى تاريخ مصر الحديث كقطع بسبوسة منفصلة عن بعضها لا كخيط واحد متصل تؤدي فيه عمالة عبد الناصر إلى عمالة السادات إلى عمالة المخلوع إلى عمالة النسناس الحالي وانقلابه.
أخوة آخرون للقرموطي, من صيع تيار (لا عسكر –لا اخوان) المرضي عنهم أمريكياً, تسمع تصريحاتهم الباهتة المنطفئة المتصنعة عن الانتفاضة, فلا تجد مخزونا ترد به عليها سوى الاحتقار, وتتسائل كيف تبلغ الوقاحة بمن تعودوا مصادقة بوابي السفارات الأجنبية أن يتظاهروا بتأييد فلسطين بينما هم يتلقون أوامرهم من اعداء فلسطين, ويسعون لإزاحة الرئيس مرسي من المشهد, وهو الوحيد الذي وقف ليلقي كلمة نارية في وجه العدو الصهيوني إبان العدوان على غزة بل وارسل رئيس وزراءه إلى غزة تحت أمطار من القنابل الصهيونية, في رسالة تحدِ لم يجرؤ عليها قبله أي من أراجوزات العسكر من المقبور عبد الناصر وانتهاءا بالمخلوع الذي افتى 100 عالم بردته لحصاره غزة !!
أقول لهؤلاء, تعلموا أولاً واقرأوا وتطهروا بالتراب سبع مرات من هلاوس البغال التي تعتنقوها ثم ارتدوا الكوفية, ففلسطين ستتحرر ان شاء الله بكوفيتكم أو بدونها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق