قران شيعي في غرفة نوم الخليفة… و«نطنطة» فضائية لحرب الخصيان !
لينا ابو بكر
ما الفرق بين أولئك الذين جاءوا على ظهر الدباباب الأمريكية لإسقاط رئيس عربي، وبين أولئك الذين يسحجون للطائرات الروسية للإبقاء على رئيس عربي آخر؟ هل يحق لأي فريق أن يتهم الفريق الثاني بالخيانة والأمركة، بينما هو عميل إعلامي تفشت في عظامه الروسنة؟الأمر بالطبع لا يتعلق بالمبررات الوطنية والعروبية والمقاوماتية ولا بالديمقراطية والحرية والإطاحة بالطغاة، فالأهداف المقدسة لا يمكن أن تتحقق على يد الغزاة وأبواقهم، لا بل إن المبررات التي استخدمها الطرفان هي تحديدا التي أدانتهما فلا فكرة «الحرية» ولا فكرة «المقاومة» تنسجمان آليا وأخلاقيا مع ضديهما.
حسنا إذن، الأمر كله حرب نكايات ومصالح وولاءات، وهي أشبه بحرب الخصيان التي يخصي فيها الزوج نفسه ليغيظ زوجته !
في غرفة نوم الخليفة !
وأخيرا وصلت إلى غرفة نوم الخليفة، بعد أن تكبدت ثمنا باهظا في مخالفة سير للشوارع العربية التي انحرفت عن مسار الثورة ودخلت إلى وكر الدبابير بقدميها لتستقر في بيت الطاعة الداعشي، فعلى من ستبكي أيها العربي وأنت تسير بلا عينين في طرقات عوراء؟ عموما لا تقلق، فلم يعد هناك داع للبكاء، ما دام الـ»فيسبوك» وطنك البديل، وإعلامك يزودك بمركبات فضائية تنطنط وتقفز بك من مخدع إلى آخر وأنت «مقرمز» في مكانك مثل كنغر، تتابع باهتمام مبارزة غرامية للفاتحين الروس مع الجواري الداعشيات في العراق، بينما تسترق النظر من خرم كاميرا خفية لتمتع فحولتك بشهر عسل للدببة القطبيين مع بني داعش في فرع الشام، فهل أطبطب على ظهرك وأنت تأكل المقالب كالفلقات؟ أم أهتف: شكرا لـ»داعش»، التي لولاها لما اكتشفنا كم نحن فارغون وحمقى وجاهليون، ولم نزل في سن الرضاعة التي لا تؤهلنا لتحرير فلسطين ولا الخروج من سراويل طغاتنا، ما دمنا نقتل ذوي القربى في سبيل «داعش»، ونترك القتال في سبيل الأقصى للإنضمام إلى حروبها الهوليوودية بطقوسها الخرافية ولعبها الألكترونية وأرقامها الفلكية، وغزواتها الدونكيشوتية، فمن لم يكن داعشيا فهو إما فيل تخرج من حظيرة الفيلة في إيوان كسرى، أو دب ضال تلقى تلقيحا اصطناعيا في مستوصف الكرملين ليتمتع بالصفات الجينية للدببة القطبية، أو أنه عضو يعاني خدرا في العضل يمكنه من التجمد في لجنة مطاردة السحرة الماكارثية، التي أرقها «رهاب» الشيوعية حتى كادت تزج بشارلي شابلن في سجن النساء !
لم يتبق علي إذن سوى كتابة تقرير أخير من غرفة نوم البغدادي عن وصول المأذون الأمريكي إلى هناك لعقد قرانه على آخر الجواري في بلاط الشيوعية: المقاومة اللبنانية !
كتبت أكثر مما يستحق اللصوص
بكل فخر واعتزاز يسمح لي به قلمي، يحق لي اليوم بعد انتشار «هاشتاج إنتفاضة السكاكين»، في فلسطين المحتلة، أن أستحضر مقالتي التي كتبتها في هذا المنبر قبل سنوات عند تدمير مخيم نهر البارد وما رافقه من حرب ضروس على سلاح المخيمات الفلسطينية، وقتها دعوت الشعب الفلسطيني للاستعانة بسكاكين المطابخ، فذهبت العبارة مثلا في كل الثورات العربية، لتبرهن فيه اللغة على استشرافيتها فيطمئن ضميرها الفلسطيني، الذي لم يوظف حرفا واحدا لغير عقله.
ولم أزل أذكر أول يوم من أيام الثورة السورية، التي كشفت زيف التناقض في فلسفة ممانعة لم تطلق رصاصة عرس واحدة في الجولان، فما بالك برصاصة الحرب؟ وهي العبارة التي ذهبت مثلا أيضا، أستعيدها وأنا أتأمل حال من يصفقون لبوتن، فهل يتوقعون منه أكثر من بصقة تليق بمن يستعر من أبناء عروبته ليتباهى بالمحتل الأجبني؟
هل يثق بهم بوتن وقد خانوا أنفسهم؟! أين رصاصة العرس في هذه الدبكة الروسية؟ ألا يشبه هذا قصة النائب الأردني والعامل المصري، الذي اتخذه الإعلام المصري ركوبة لاستعراض الديكنة الوطنية، التي لا نرى أعراضها سوى بين الإخوة الإعداء، بينما يقبع في سجون المحتل الإسرائيلي ما يقارب العشرين أسيرا مصريا يعانون الأمرين ولم نسمع عنهم ولا عن أسباب منع السلطات المصرية من زيارة أهلهم لهم، ولا رأينا حرقة الدم الفضائية التي تتحفنا بها جوقة الكوشة الإعلامية؟ مع إصرارنا على إنزال أشد العقوبة بمن أهانوا المغترب المصري ومكافأة عين الكاميرا .
أما فيما يتعلق بالشأن اللبناني فقد عاد «هيدا حكي» بأقل مما توقعناه، رغم أن أزمة النفايات وحدها كفيلة بتزويد الطاقم بكم هائل من الروشيتات الكوميدية والتهكمية، ولم ندر لِم لم يحسن البرنامج الإتكاء على هذه الأزمة كما يجب… وقد أستعيد بهذه الأزمة لغتي، لأن الحرب الأهلية التي وصفتها مرة بالنفايات الوطنية، فذهب الوصف مثلا، لا تعبر عنها سوى أكياس القمامة ورائحتها الكريهة في لبنان… يالله كم يفضح اللصوص أنفسهم، تراهم يدافعون عن الحقوق والأمانات والحقيقة، وهم أول الخونة وآخرهم بل هم أباء طغاتهم… وبس !
مذيعات بلا وجوه
حين تتلبد الوجوه بالماكياج الخارجي والأقنعة التي تتحول مع الزمن إلى وجوه، يفقد الإعلامي أو الإعلامية أهم حاسة عند الإنسان ألا وهي الإستشعار، يصبح كائنا غباشيا بالكاد يمكنك رؤيته أو تمييز تفاصيله، الأمر يتعلق لا شك بوفاء الكيلاني، التي تحولت من رتبة مذيعة إلى رتبة حاراتية لما وضعتها أحلام في زنقة الستات، حينما استغربت هجوم المذيعة عليها ومحاولة توريطها مع علي جابر ونجوى كرم بانتقاد رأيها الحر والمهني بالطفلة المصرية ياسمينة، وتساءلت لِم لم يحترق قلب الكيلاني على أطفال سوريا بهذا القدر، فما كان من المذيعة سوى إهانة المطربة: «دي متاهاتك يا اختي المتاهات بتاعتك على تويتر».. لتعطي لنفسها الحق بالتطاول والمحاكمة وتقمص دور المحللة النفسية، وهنا لن أتحدث عن العيب إنما عن الجبن، فهل كانت لتجرؤ هذه المذيعة على هذه الشتيمة أمام أية فنانة أخرى؟! والله إني في شك من بغداد إلى غزة، فأقل ما فيها كانت ستتلقى عبارة «اللعنة عليك» وهي الترجمة العربية الخاطئة للشتيمة الشهيرة في أفلام هوليوود التي حدثتكم عنها منذ سنين خلت !
وقد تستعيد معي أيها المشاهد البالون الإعلامية «منى الشاذلي»، التي قامت بقص الأطراف المتقصفة من شعرها تعاطفا مع مرضى السرطان، وإن كنا نؤمن ببشرية المذيع ونثق لا شك بالمشاعر الإنسانية التي يتوحد فيها البشر جميعا فطريا، إلا أن الأمر يتعلق بتوظيف هذه الفطرة إلى الإعتبارات الدعائية التي تشوهها، وتجعل من الشاذلي النسخة النسوية من جابر القرموطي، كما ذكرت الناشطة أروى أديب على «تويتر» .
مع هناء محاميد، تختلف قوانين اللعبة، لتعثر على أجمل وجه إعلامي، يسقط جميع الأقنعة ليتمسك بآخر وجه حقيقي في لعبة المرايا والخدع البصرية، إنه وجه فلسطين.
أديبة فلسطينية تقيم في لندن
لينا أبو بكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق