بعد غيبة طويلة، ها هي “الرباعية الدولية” تتذكرنا من جديد؛ هي التي نسيتنا ونسيناها منذ أيام سيئ الذكر توني بلير الذي تركها من دون أن يترك المهمات البائسة التي أدمن عليها، وتجعله يتنقل هنا وهناك، وبالطبع بعد أن تحوّل منذ سنوات لـ”تاجر شنطة سياسي”، يبيع الخدمات السياسية بالمال.
يوم السبت، بشّرنا صائب عريقات بقدوم وفد الرباعية (هي تتشكل للتذكير من الولايات المتحدة، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي وروسيا) إلى رام الله للقاء محمود عباس، وسيلتقي هو معها أيضا، وسيقدمون كما قال للوفد ملفا بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
تتواصل الانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني منذ شهور طويلة، وكان هناك تفنن في صناعة الموت (بالحرق)، من الطفل محمد أبو خضير، وحتى عائلة دوابشة (دعم من انتهاكات المسجد الأقصى والقدس)، لكن الرباعية الدولية لم تجد وقتا لكي تفكر في المجيء إلى رام الله، لكن وما أن انتفض الفلسطينيون، وحملوا سكاكينهم وهبوا في مواجهة القتلة، حتى استيقظ الضمير الجماعي للرباعية، وها هم ممثلوها يشدون الرحال إلى رام الله.
إنه ضمير يستيقظ فقط حين يكون الوجع في أوصال العدو، وحين تتهدد مصالحه، وما من شك أن تطور الانتفاضة الشاملة في الأرض الفلسطينية سيكون له وقعه الهائل على دولة الاحتلال؛ سياسيا وأمنيا واقتصاديا، هي التي استمتعت بهدوء مع عباس لم تحصل عليه في تاريخها كله.
بكل بساطة جاء وفد الرباعية؛ لا لكي يطلع على ملف الانتهاكات الذي سيعده عريقات، فهو يسمع به ويعرفه تماما، بل لكي يوقف هذه الانتفاضة التي تنفجر منذ ما يقرب من أسبوعين، ويقنع عباس بأن يكون أكثر حزما في مواجهتها، مع أنه لا يقصر للأمانة، وإن اضطر بعض المقربين منه إلى بعض الخطاب الثوري لزوم مجاملة الشعب، ومن أجل لملمة مشاعر الكوادر الفتحاوية التي يلتحم بعضها بالشعب، ويشعر بالخجل من سلطة محسوبة على حركته.
ما بين الخطاب الثوري الذي تابعناه لبعض المتحدثين باسم فتح، وما بين سلوك السلطة بون كبير عنوانه ما ذكرنا، لكن واقع الحال لم يتغير، وما زال عباس يعوّل على لجم الانتفاضة، وأقله وضع سقف محدود لها لا تتجاوزه.
اليوم يأتي وفد الرباعية لكي يساعده في ذلك، ولا يعرف كيف سيتم الأمر، لكن إطلاق عملية سياسية جديدة لن يكون مستبعدا، سواءً بوعد من نتنياهو بتجميد جزئي للاستيطان (سجل الأخير تراجعا مهينا بالنسبة إليه حين طلب من وزرائه عدم الذهاب إلى المسجد الأقصى)، أو بالعودة إلى طاولة المفاوضات، مع تجميد للاستيطان من دون إعلان رسمي حفاظا على كرامة نتنياهو!!
خلاصة القول هي أننا إزاء مؤامرة على انتفاضة الشعب، وعمل حثيث من أجل إعادة القضية إلى حالة التيه التي تعيشها منذ مجيء محمود عباس للقيادة، وهي لا تتوقف عند حدود الرباعية، بل يتواطأ معها أكثر العرب الذي لا يريدون انتفاضة تحرجهم أمام شعوبهم، وترتب عليهم استحقاقات سياسية لا يريدونها، ولا تسأل عن بعض الأطراف التي تجامل نتنياهو بشكل مفضوح إلى حد أن يدعو أحد زعمائها إلى توسيع السلام مع كيانه في الوقت الذي يرتكب فيا أبشع الانتهاكات بحق البشر والمقدسات.
قلنا ونقول، إن التآمر على شعب فلسطين وقضيته متواصل، وتلك هي أزمة هذا الشعب الذي يعاني الحصار والتآمر من البعيد والقريب، لكنه يصر على أن يُخرج قضيته من حالة التيه الراهنة، وهو الذي يُعوَّل عليه في التصدي لكل ذلك التآمر، ومواصلة انتفاضته، وصولا إلى التحام جميع القوى فيها على نحو يجعلها انتفاضة تحرير، لا كما يفكر البعض، مجرد انتفاضة عابرة تمهد لمساومات رخيصة، بروحية التنازلات القديمة.
يوم السبت، بشّرنا صائب عريقات بقدوم وفد الرباعية (هي تتشكل للتذكير من الولايات المتحدة، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي وروسيا) إلى رام الله للقاء محمود عباس، وسيلتقي هو معها أيضا، وسيقدمون كما قال للوفد ملفا بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
تتواصل الانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني منذ شهور طويلة، وكان هناك تفنن في صناعة الموت (بالحرق)، من الطفل محمد أبو خضير، وحتى عائلة دوابشة (دعم من انتهاكات المسجد الأقصى والقدس)، لكن الرباعية الدولية لم تجد وقتا لكي تفكر في المجيء إلى رام الله، لكن وما أن انتفض الفلسطينيون، وحملوا سكاكينهم وهبوا في مواجهة القتلة، حتى استيقظ الضمير الجماعي للرباعية، وها هم ممثلوها يشدون الرحال إلى رام الله.
إنه ضمير يستيقظ فقط حين يكون الوجع في أوصال العدو، وحين تتهدد مصالحه، وما من شك أن تطور الانتفاضة الشاملة في الأرض الفلسطينية سيكون له وقعه الهائل على دولة الاحتلال؛ سياسيا وأمنيا واقتصاديا، هي التي استمتعت بهدوء مع عباس لم تحصل عليه في تاريخها كله.
بكل بساطة جاء وفد الرباعية؛ لا لكي يطلع على ملف الانتهاكات الذي سيعده عريقات، فهو يسمع به ويعرفه تماما، بل لكي يوقف هذه الانتفاضة التي تنفجر منذ ما يقرب من أسبوعين، ويقنع عباس بأن يكون أكثر حزما في مواجهتها، مع أنه لا يقصر للأمانة، وإن اضطر بعض المقربين منه إلى بعض الخطاب الثوري لزوم مجاملة الشعب، ومن أجل لملمة مشاعر الكوادر الفتحاوية التي يلتحم بعضها بالشعب، ويشعر بالخجل من سلطة محسوبة على حركته.
ما بين الخطاب الثوري الذي تابعناه لبعض المتحدثين باسم فتح، وما بين سلوك السلطة بون كبير عنوانه ما ذكرنا، لكن واقع الحال لم يتغير، وما زال عباس يعوّل على لجم الانتفاضة، وأقله وضع سقف محدود لها لا تتجاوزه.
اليوم يأتي وفد الرباعية لكي يساعده في ذلك، ولا يعرف كيف سيتم الأمر، لكن إطلاق عملية سياسية جديدة لن يكون مستبعدا، سواءً بوعد من نتنياهو بتجميد جزئي للاستيطان (سجل الأخير تراجعا مهينا بالنسبة إليه حين طلب من وزرائه عدم الذهاب إلى المسجد الأقصى)، أو بالعودة إلى طاولة المفاوضات، مع تجميد للاستيطان من دون إعلان رسمي حفاظا على كرامة نتنياهو!!
خلاصة القول هي أننا إزاء مؤامرة على انتفاضة الشعب، وعمل حثيث من أجل إعادة القضية إلى حالة التيه التي تعيشها منذ مجيء محمود عباس للقيادة، وهي لا تتوقف عند حدود الرباعية، بل يتواطأ معها أكثر العرب الذي لا يريدون انتفاضة تحرجهم أمام شعوبهم، وترتب عليهم استحقاقات سياسية لا يريدونها، ولا تسأل عن بعض الأطراف التي تجامل نتنياهو بشكل مفضوح إلى حد أن يدعو أحد زعمائها إلى توسيع السلام مع كيانه في الوقت الذي يرتكب فيا أبشع الانتهاكات بحق البشر والمقدسات.
قلنا ونقول، إن التآمر على شعب فلسطين وقضيته متواصل، وتلك هي أزمة هذا الشعب الذي يعاني الحصار والتآمر من البعيد والقريب، لكنه يصر على أن يُخرج قضيته من حالة التيه الراهنة، وهو الذي يُعوَّل عليه في التصدي لكل ذلك التآمر، ومواصلة انتفاضته، وصولا إلى التحام جميع القوى فيها على نحو يجعلها انتفاضة تحرير، لا كما يفكر البعض، مجرد انتفاضة عابرة تمهد لمساومات رخيصة، بروحية التنازلات القديمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق