العلمانية الخاسرة
آيات عرابي
وهو هجوم أعلم تماما من دراستي لعقلية من يديرون المشهد بعد الانقلاب, أنه يهدف لهدم ثوابت الدين في معركة تدور بين معسكرين, المعسكر الرافض لعسكر الاحتلال بالوكالة والعسكر انفسهم الذين يلهثون منذ الانقلاب لعلمنة مصر وتدمير الثوابت, في تلك المعركة, تم هدم اصنام صنعها اعلام العسكر وكشف عمالة عبد الناصر للمخابرات الأمريكية وفضح زيف ما سموه بـ (نصر اكتوبر) إلى أخر تلك الخزعبلات التي ينصبون بها على البسطاء.
ومن ناحية أخرى, يبدو ان العسكر مصرون على الإسراع بعملية العلمنة كما لو كان هناك من يلهب ظهورهم بالكرباج, فيما يبدو سدادا لفاتورة احد التزاماتهم أمام أجهزة المخابرات الامريكية والصهيونية التي وقفت خلف الانقلاب منذ البداية وهو أمر غير مسبتعد خاصة مع يمكنك أن تلمحه من محاولات استنساخ تجربة اتاتورك في تركيا حينما أمرته بريطانيا بقطع كل علاقة لتركيا بالاسلام والخلافة.
ويبدو من كثافة الهجوم على ثوابت الاسلام بل وتعديه إلى التطاول على شخص الرسول عليه الصلاة والسلام عن طريق التشكيك في نسب بناته رضي الله عنهن, أن هناك حزمة جديدة من القوانين يتم طبخها لترسيخ علمنة الدولة.
وإذا دققت في الأمر, ستدرك أن فرقة الرعاع العسكرية للعزف العلماني قد تلقت النوتة الموسيقية من العسكر مع الضوء الأخضر للعزف, فسكرتيرة اخناتون المدعوة فريدة الشوباشي تهاجم الحجاب, بينما يثني الموتور المدعو النمنم على قتلة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه, بينما يتولى الرخيص ابراهيم عيسى الهجوم على النبي عليه الصلاة والسلام من خلال جريدته التي لا يقرأها أحد.
يأتي هذا في ظل موت اكلينيكي للأزهر الذي طفت على سطحه نفايات من أمثال أحمد الطيب, بينما يكتفي مخبرو الدعوة السلفية بتصريحات تخرج على استحياء بعد أن صدعونا طيلة السنوات الماضية وحرموا كل ما يمكن تحريمه ويقيم حسان واشباهه في مخابئهم بغرف العناية المركزة.
ولكن ما غاب عن حسابات مأفوني العلمانية ومن وراءهم, أن الانقلاب نفض التراب المتراكم عن هوية المصريين الحقيقية, واكتشف الكثيرون بعد الانقلاب أنهم مسلمون فقط.
العلمانية هي منتج ميت يخوض معركة خاسرة, فلسنا في عهد اتاتورك أو المقبور عبد الناصر ولم يعد بالإمكان تدجين الشعوب المسلمة وإسكاتها في الوقت الذي تنتهك فيه مقدساتها, تشهد على ذلك دماء الشهيد مهند ورفاقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق