السبت، 20 أبريل 2024

ذيول إيران

 ذيول إيران

د.علي فريد

إذا كنتم يا (ذيول إيران) تستترون- في تلميعكم لها- خلف كون السياسة فَنُّ ممكن، وأنَّ إيران تبحث عن مصالحها وتحافظ عليها؛ لتصبح المصالح عندكم فوق المبادئ؛ فلماذا تهاجمون النظام الأردني حين يرى مصالحَه مع إسرائيل فيحافظ على أرضه وسمائه وحدوده؟!

اعتبروه كالخميني الذي رأى مصالحَه مع إسرائيل إبان الحرب العراقية الإيرانية فاستورد منها 80% من سلاحه الذي خاض به الحرب ضد العراق، ودفع ثمنه نفطاً إيرانياً صًدَّرهُ لإسرائيل، واستضاف سِرَّاً- شمال طهران- أكثر من ألف مستشار صهيوني طوال فترة الحرب؛ ليعيدوا بناء القوات الجوية الإيرانية، ويساعدوا ويدربوا جيش إيران براً وبحراً وجواً.. 
كُلُّ هذا في الوقت الذي كان يُجعجع فيه بالعداء والدعاء على إسرائيل في خطبه التي صَدَّقَها سادتُنا وكبراؤنا فأضلونا السبيلا!!

اعتبروه كنظام خامنئي الحالي الذي وصل حجم الاستثمارات الإسرائيلية في إيران في عهده إلى أكثر من 30 مليار دولار، وأقام علاقات تجارية مع أكثر مِن 200 شركة إسرائيلية أغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة في إيران!!

لماذا تَقصرون هجومكم على النظام الأردني والمصري والإماراتي والسعودي؛ ما دمتم تُجَمِّلون مذابحَ إيران للمسلمين بـ(مكياج) المصلحة والسياسة وفن الممكن؟!
هذه الأنظمة الكالحة هي أيضاً تحافظ على مصالحها كإيران، وتلعب سياسة كإيران، وتُسقط المبادئ كما تسقطها إيران، وكما تسقطونها أنتم لإيران.. فلماذا تقصرون هجومكم عليها؟!

أوَ لن يهدأ لكم بال حتى تروا الشيعة يذبحون المسلمين في عَمَّان، والقاهرة، والرياض، ودُبَيّ، كما ذبحوهم في سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان، وأفغانستان؟!

إذا كنتم تقيسون الأمور هكذا فلا عجب إذن إنْ قال قائل: إنَّ السيسي الذي وضعت حماس يدها في يده- مصلحةً وسياسةً أيضاً- ورفعت صُورَهُ في غزة، وغنت له: (تسلم الأيادي)، وسَلَّمت له المجاهدين الذين لجؤوا إليها؛ هو (صلاح الدين) الجديد الذي خَلَّص مصر من حكم الدولة (الفاطمية/ الإخوانية) وشَرَّدَ أقطابها في المنافي والسجون والقبور.. وها هو يحاصر غزة مصلحةً وسياسةً أيضاً!!

إذا أسقطتم المبادئ وتعللتم بالمصالح فأنتم ومَن تُهاجمون في مستنقع واحد.. تماماً كما قال إيفان الملحد:” إذا لم يكن الله موجوداً فكل شيء مباح”!!

العبوا سياسة.. واشبعوا سياسة.. وتفلسفوا سياسة.. وتَصَنَّعُوا المفهوميةَ سياسة.. وارتدوا رداءَ العقلانية الباردة سياسة.. وانتظروا المليشيات الشيعية حتى تدخل عليكم بالمثاقب الكهربائية، وعلى أطفالكم بالسكاكين، وعلى نسائكم عرايا..

قَبَّحَكُم اللهُ وقبَّحَ ما تأتون به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق