الخميس، 18 أبريل 2024

مدرسة إيران الإستراتيجية (رؤية إستراتيجية مختصرة)

مدرسة إيران الإستراتيجية (رؤية إستراتيجية مختصرة)

الكاتب:د. محمود لملوم

خبير الإدارة والتطوير القيادي



سؤال تبادر إلى ذهني :ما هو الفكر الإستراتيجي المحرك للمدرسة الإيرانية التي تتميز بأنماط مختلفة عن المدراس السياسية والدينية المعروفة “خاصة بعد قصف إسرائيل”؟

في البداية رفضت نفسي قبول السؤال فنحن العرب أهل سنة وجماعة وأكبر من أن ندرس أو نتعلم من إيران الرافضية المجوسية!!ومع مرور الوقت وإلحاح السؤال بدأ عقلي يلين وفكري يزداد سعة خاصة بعد تذكري لتصديق رب العزة سبحانه على كلام امرأة كانت كافرة “بلقيس” ﴿قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا۟ قَرۡیَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوۤا۟ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَاۤ أَذِلَّةࣰۚ …﴾ فقال سبحانه تأييدا لقولها ﴿… وَكَذَ ٰ⁠لِكَ یَفۡعَلُونَ﴾ [النمل 34] من هنا سنبدأ في محاولة فهم واستقراء الإستراتيجيات الإيرانية المحركة لسلوكياتهم السياسية والعسكرية كالتالي:

1. الإستراتيجية الأولى:إذا واجهت عدوا أقوى منك فيكفيك الاستعراض؛ عن الحرب والهزيمة النكراء.هذا ما شاهدناه جميعا في الرد على الصهاينة بعد قصفهم للقنصلية الإيرانية في دمشق”..

2. الإستراتيجية الثانية:
إذا عرفت قوة العدو احترمه؛ وتفادى الحرب المباشرة معه.قبل ضرب إسرائيل أعلمت إيران أمريكا بضربها لإسرائيل ضربة شكلية محدودة”..

3. الإستراتيجية الثالثة:اضرب الضعيف بعنف لترسم صورة مرعبة عن نفسك.المذابح ضد المدنيين السنّة في العراق وسوريا”..

4. الإستراتيجية الرابعة:احفظ دماءك وجهدك؛ واستغل الآخرين لتحقيق أجندتك.حفظ الجيش والميليشيات الإيرانية من الحروب بعد تجربة الحرب القاسية ضد صدام؛ واستخدام بدلا عنها الميليشيات من العراقيين واللبنانيين والأفغان واليمنيين وذلك لتحقيق الأجندة الفارسية”.

5. الإستراتيجية الخامسة:
تغيير العقيدة الدينية لخدمة الأهداف الإستراتيجية.*في الدين الشيعي يعتقدون بكفر الشيعة العلوية (النصيريون)؛ لكنهم من أجل مصالحهم في سوريا أعطوا صكوك الغفران، أو الاعتراف الديني من الدولة الإيرانية ومراجعها (شيوخها) أن العلويين مسلمون وعقيدتهم صحيحة وفقا للدين الشيعي الإثنى عشري..

6. الإستراتيجية السادسة:
إضعاف دول الجوار؛ لتظل الأقوى باستمرار.من العجيب أن إيران دعمت أرمينيا “المسيحية” ضد أذربيجان ذات الأغلبية الشيعية؛ حتى لا تقوى أذربيجان وتظل كما هي جارا ضعيفا تحت السيطرة، وأيضا إيقافا للتمدد التركي في الإقليم..

7. الإستراتيجية السابعة:انشر التخلف والجهل؛ لتظل السيد الفحل.
*العجيب أن إيران تسعى بكل قوتها لنشر الجهل، والدعارة الدينية “زواج المتعة”، والمخدرات في الدول التي لها نفوذ فيها، وذلك لتظل هذه الدول ضعيفة ويسهل السيطرة عليها فتظل تابعة لها وتدور في فلكها.انظر حال سوريا النظام، والمناطق الشيعية في العراق، وجنوب لبنان..

8. الإستراتيجية الثامنة:
الرؤية الإستراتيجية؛ إعادة الدولة الفارسية.إيران لديها مشروع طموح، ورؤية إستراتيجية بعيدة المدى فهي تسعى لاستعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية لذا خريطتها الاستعمارية ممتدة إلى بلاد الحرمين والخليج، والشام حتى مصر والسودان.ويمكنكم رصد مدى تغلغلها بالتشييع في هذه البلدان أو استغلال شيعتها..

9. الإستراتيجية التاسعة:الخطاب العاطفي؛ لتمرير المخطط الطائفي. تستغل إيران حب أهل السنة والجماعة لآل البيت -رضي الله عنهم- وخاصة الجماعات الصوفية لنشر فكرة مظلومية آل البيت والبكائيات على الحسين كمدخل للتشيع، ثم بناء الحسينيات، ثم الحرب الطائفية والسيطرة..

10. الإستراتيجية العاشرة:الفارسية هدف إستراتيجي، والتشيع وسيلة تكتيكية.إيران تستخدم الدين كوسيلة فعالة لتحقيق مشروعها الفارسي، فهي ليست دولة إسلامية بالمفهوم الشرعي “وإن كان اسمها الدولة الإسلامية الإيرانية”، فهي لا تساوي في المعاملة بين الشيعي العربي والإيراني الفارسي ولو كان غير مسلم.ويمكنكم الاستماع لشهادات الشيعة العرب الذين فروا إلى إيران في حقبة حكم صدام حسين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق