السبت، 20 أبريل 2024

بشرى لأهل غزة

بشرى لأهل غزة

خباب مروان الحمد 

أرجو أن البلاء العظيم الذي حل بإخواننا في غزة، يكون من أعظم الأجور التي يتقلبون فيها يوماً بعد يوم عند الله إذا احتسبوا نيتهم في كل ما ابتلوا به، وصبروا، ولم يتسخطوا.

من كان كذلك؛ فإنني أرجو أن يكون عند الله من المرضيين المهدديين المرحومين؛ وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم :”مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه”.

إن هذا الأجر أقل أحواله لمن أصابته شوكة تؤذيه؛ فكيف بمن وقع عليهم هم وحزن وغم وأذى ورصاص وصواريخ وفقد للمال وقصف للبيوت فوق رأس ساكنيها وفقد الأنفس والثمرات والجوع والخوف؛ فكل هذه البلاءات؛ محطات للتنقية والتصفية والتطهير وأحسب أنها ترفع الدرجات وتُثَقِّل الموازين؛ بشرط الاحتساب والصبر؛ ويا لهناء من كان كذلك؛ فالله تعالى يقول :{أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.

كيف وقد قرأنا بعض الأحاديث التي خص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة بأقوال وبشائر يغبطون عليها كما في في جامع الترمذي بإسناد حسن أنه صلى الله عليه وسلم قال :” ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم”، وكذا الحديث في الصحيحين : “إن الله اطلع على أهل بدر فقال : [اعملوا ما شئتم فقد غفر لكم]”.

ليس معنى الحديث أن يفعل المرء المعاصي والذنوب باعتباره مشمولاً برحمة الله؛ بل هذا يجعله يستشعر أن هذه البشارة كانت بسبب تميزه في بعض أعماله؛ وهذا أدعى أن يكون مكثرا من عمل الصالحات وبالاشتياق لله والرغبة فيما عنده.

فطيبوا نفساً إخواننا في غزة واصبروا؛ فعلى ضخامة الحدث وأهواله؛ فإن الله صاحب الفضل والكرم؛ سيجعل كل ما أصابكم بعد صبركم واحتسابكم فيه الأجر الجزيل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ) [أخرجه الترمذي بسند حسن].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق